الكاتبة دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

خجل أنا اللى اخترته. حلو
نظر في عينيها قائلا إلا حلو. ده تحفة. حلو خالص
ضړبته مريم على كتفه قائلة

________________________________________
إيه ياعم انت أومال فين دروس غض البصر اللى كنت بتقولنا عليها.
فغض بصره وهو يستغفر وقال طب انا هستناكوا هناك لو احتاجتوا تنقلوا ولا تشيلوا حاجة عرفونى
قالت مريم ماشى يا عم هركليز
ضحكت الفتيات وبدأت كل واحدة تقوم بالعمل المخصص لها نظرت مريم إلى فرحة وهي تختلس النظر إلى إيهاب الذي يجلس بعيدا وقد لحق به يوسف ووليد
فاقتربت منها قائلة بجرأة بصراحة الواد يتحب
إحمر وجه فرحة لكلمة مريم وقالت بصوت لا يكاد يسمع قصدك إيه يا مريم.
رفعت مريم كتفيها مشاكسة قصدى إيه! لا ولا حاجة إشتغلى ياختى إشتغلى ربنا يوفقك
عادت إيمان بعد صلاة المغرب فوجدت الحديقة قد أعدت على أكمل وجه بعض الزينة البسيطة والورود المنثورة حول طاولتين كبيرتين عليهما بعض أنواع الحلوى المختلفة وبعض المشروبات الملونة تحت المظلة الخارجية الكبيرة التي وضع عليها الأنوار الملونة فكان المنظر رغم بساطته إلا أنه بديع ويحمل معانى الدفىء التي افتقدتها منذ زمن.
إجتمعت العائلة الكبيرة في الحديقة حيث قال الحاج حسين لو كانت الحفلة دى بكرة كنت جبتلك الهدية اللى تستحقيها لكن ملحوقة إن شاء الله
وهنا قال عبد الرحمن بهدوء أنا بقى عندى لإيمان هدية هاتخليها ټعيط
قال ايهاب بمزاح طب احتفظ بيها لنفسك
ضحك عبد الرحمن قائلا إستنى بس يا أخى
ثم توجه بالكلام لإيمان قائلا قوليلى بقى عندك جواز سفر
أجابت إيمان بحيرة لا ليه.
قال عبد الرحمن طب إلحقى بقى طلعيه بسرعة علشان تلحقى الفوج السياحى
قالت بحيرة أكبر فوج إيه!
قال بود ياستى الفوج اللى طالع بعد عشرين يوم إيه مش عاوزه تعملى عمره ولا إيه
نظرت له بامتنان بالغ وقد برقت عينيها بدموع الفرح وكادت أن تبكى ولكنها قاومت دموعها بصعوبة وهي تقول 
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن بس مفيش داعى تكلف نفسك.
تدخل الحاج حسين قائلا تصدق والله فكرة يابنى أنا كمان بقالى فترة نفسى أطلع عمرة
ثم إلتفت إلى زوجته قائلا ها يا عفاف تيجى معانا
قالت بسرعة ولهفة إلا آجى طبعا هآجى
خلاص جهزى جواز السفر من بكرة يا إيمان
ثم أشار إلى إيهاب وقال وانت بقى تاخد أجازة وتلف معاها على حكاية جواز السفر دى. عاوزينه يطلع بسرعة علشان نلحق نسافر.
لم تستطيع إيمان أن تتمالك نفسها أكثر من هذا فانسابت دموعها على وجنتيها وهي تتمتم 
الحمد لله كان نفسى فيها من زمان...
فقبلتها أختها واحتضنتها وقالت ده عنده حق بقى لما قال هدية هتخاليها ټعيط.
أقبل الجميع يهنىء إيمان في بهجة ومن وسطهم انسحبت مريم بهدوء إلى مكان بعيد نسبيا ووقفت تتأمل الأبواب الحديدية التي تحيط بالحديقة في صمت وحزن وهي تشعر أن هذه الأبواب القاسېة بداخلها تحيط بقلبها وتعتصره في قسۏة تريد أن تتحرر تريد أن تتقرب إلى الله مثل أختها لعلها تنال إحترام الجميع مثلها ولكن هناك شىء يصدها دائما لا تعلمه.
شعرت أن أحدا يقترب من المكان التي تقف فيه فاستدارت مجفلة فوجدت يوسف يقف خلفها قائلا ببرود 
بابا بيسأل عليكى وقفة هنا لوحدك ليه
أشاحت بوجهها عنه وقالت حاضر جاية حالا...
مرت بجواره لتعود أدراجها ولكنه استوقفها بإشارة من يده وقال بهدوء هسألك سؤال وعاوز إجابة ب آه أو لاء ممكن
قالت بضجر إتفضل
يوسف في حاجة بينك وبين وليد
نظرت له باستنكار وقالت لاء طبعا وعلشان تتأكد وليد بيقابل سلمى صاحبتى.
وضع يديه في جيبه وركل حصى صغيرة أمامه بخفة وقال ساخرا ده دليل ميشرفكيش على فكرة بالعكس
نظرت له پغضب وغيظ شديد ثم تركته ومضت
في طريقها حيث الإجتماع العائلى المبهج تحت مظلة الحديقة.
مضت الأيام سريعا وإيمان تستعد للسفر لأداء العمرة بصحبة الحاج حسين وزوجته عفاف.
وكانت المفاجأة أن عبد الرحمن أيضا سيذهب معهم لأداء العمرة فلقد كان يحتاج إلى مثل هذا الجو الروحانى ليخفف عنه ما يشعر به وليتقرب أكثر إلى الله بطاعة مثل هذه تخرجه من حالة الحزن الداخلى الذي يشعر به باستمرار ويخفيه بمزاحه ومداعباته دائما مع الجميع.
وبعد السفر بعدة أيام جاءت سلمى لزيارة مريم مرة أخرى ولكنها كانت على حريتها في المنزل أكثر من المرة السابقة فكانت تتحرك بحرية ولكن مريم لم تكن على طبيعتها معها فلقد بدأت تشعر بأن سلمى تسبب لها الكثير من الأڈى دون أن تعلم وخصوصا نظرات الڠضب التي تراها في عيون يوسف كلما رآها بصحبتها كانت بداخلها تعلم أنه على حق ولكنها كانت تكابر دائما بعناد شديد.
وعندما حان وقت انصراف سلمى وقفت عند باب الشقة وصافحت مريم لتذهب فعرضت عليها مريم أن تهبط معها ولكنها أبت ذلك فتركتها مريم وشأنها فهى أصلا لم تكن مرحبة بوجودها معها هذه المرة.
إستقلت سلمى المصعد وبعد أن استقر وخرجت منه وجدت من يجذبها لداخل الشقة الموجودة بالدور الأرضى بجوار المصعد والتي يستخدمونها في تخزين الأشياء المهملة إلتفتت لتجده وليد حاولت
تم نسخ الرابط