فيروز

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
صوت صفير مميز و عالي يطلق من بين شفاه بشړية ب شكل مستمر أيقظ تلك النائمة تحتل الفراش الخاص بها منغمسة ب أحلامها الوردية التي تراودها كل ليلة و جعلها تنزعج بنومها ل تتماطع بكسل و هي لازالت تغمض عينها غير قادرة علي فتح عينها الا ان صوت الصفير قد ارتفع اكثر من اللازم لتفتح عينها الناعستين ذات اللون الفيروزي المميز و التي كانت سببا ل اطلاق زويها اسم فيروز عليها رمشت ب اهدابها عدة مرات لتجلس معتدلة علي الفراش تنظر الي ملابسها لتغمض عينها متثائبة بنعاس و هي ترتدي نعلها المنزلي لتقف تفتح خزانة ملابسها ل ترتدي عباءة منزلية بيضاء و وضعت حجاب علي رأسها باهمال ل تركض سريعا نحو الشرفة ما ان فتحت بابها حتي صمت صوت الصفير تقدمت نحو تلك الحبل السميك المخصص لفتح الستار العازل بينها و بين جيرانها امسكت به تسحبه حتي انزاحت الستار ليظهر هو امامها يقف متكأ بيده علي الشرفة ينظر الي وجهها الاحمر اثر النوم ابتسمت و هي تعدل من وضع حجابها علي رأسها ل يعتدل هو بوقفته ليظهر عضلات جسده ل التصاق كنزته علي جسده ابتسم ب ابتهاج و هو يرفع انامله يحك ذقنه و هو يقول بخفوت يظهر نبرة صوته الاجش  

 صباح جميل زي عيونك
اتسعت ابتسامتها و هي تقترب من سور الشرفة قائلة و هي تنظر الي عينه بابتسامة واسعة  
 صباح النور يا شهاب
عبث بخصلات شعره البنية و هو يشعر بابتهاج روحه و انتعاشها حين ظهرت تلك الابتسامة الواسعة التي تظهر اسنانها البيضاء تلك الابتسامة تنتشل قلبه من بين ضلوعه ليقدمه لها قربان محبة لها  عقدت يدها امام صدرها و هي تنظر اليه مضيقة عينها قائلة و كأنها قد تذكرت شئ فجأة  
 كنت فين امبارح يا شهاب 
سألت ل يحك هو فكه متصنعا التفكير و هو يقول بمزاح  
 بصراحة مش فاكر كنت في انهي كبارية امبارح
زمت شفتيها بغيظ و هي تمسك بعصا طويلة موجودة بجوارها ترفع امامه و هي تصك علي أسنانها پغضب قائلة بحدة  
 شهاب
تصاعدت ضحكته العالية التي تضج بالرجولة حتي وضعت هي العصا بمحلها و هي تهمهم منتظرة الاجابة حتي اجاب هو قائلا  
 روحت ابات عند اهلي امبارح ماما كلمتني انها عايزاني بعد اما اتغدي ابات هناك
ضيقت عينها مرة اخري حتي برزت اهدابها الكثيفة تخفي عينها التي كأنها لؤلؤة لامعة تجذب الناظرين و هي تقول بحدة مرة اخري  
 مكلمتنيش لية بقي ان شاء الله علي فكرة انا قلقت عليك و فضلت اخبط عليك بالعصاية علي البلكونة و انت مردتش كلمتك اكتر من 30 مرة و بردو مردتش
استند علي الحائط و هو يعقد ذراعه امام صدره ل يلاعب حاجبيه بمشاكسة قائلا  
 هو الحلو خاېف عليا و عملالي فيها المفتش كرومبو
ابتسمت باقتضاب و هي تقول بنفي و كأنه القي عليها اتهام بچريمة خطېرة  
 لا علي فكرة انا كنت عايزاك في حاجة مهم
تأفف و هو ينظر اليها بضيق قائلا 
 يا بنتي ارحمي امي هو فيها اية لو خۏفتي عليا لازم كل حاجة تبرير
زفرت و هي تنظر الي الاسفل ل تتهرب منه الا انها تراجعت سريعا حين شعرت انها قد تصيب بالدوار و كأنها تري كل شئ بالاسفل صغير الحجم جدا ف هي بالطابق الخامس و هو يعلم ان لديها فوبيا المرتفعات نظرت اليه و هي تقول  
 استني عايزة اوريك حاجة
لم تستمع الي رده بل ركضت الي الداخل و ما هي الا لحظات حتي جاءت مرة اخري و بيدها الكثير من الورق تمد يدها به اليه ل يمسك هو به ليري ما كتب عليه اتسعت ابتسامته رويدا رويدا و هو يري انه اعلان عن عيادته الخاص التي يعدها و قد شارفت عن الانتهاء قرأ ما هو مكتوب علي الورقة بصوت هادئ فرح قلبه يصفق بفرحة عارمة  
 د شهاب النجار اخصائي الجراحة العامة
لمعت عينه ببريق من السعادة الممزوجة بالحب و هو يحتضن ذلك الاعلان قائلا  
 انتي اللي عملتي
الاعلان دا يا فيروز
هزت رأسها بايجاب و هي تتنحنح قائلة  
 ايوة و كنت عايزة اشوفك امبارح عشان اوريهولك  اية رأيك
 بحبك
نطقها دون ادني تفكير و هو لازال ينظر الي الورقة و من ثم الټفت اليها ل تنظر هي الي الاسفل بخجل وقد طغي اللون الاحمر علي وجنتيها و كأن نيران تطلق من اسفل جلدها ابتسم هو علي مظهرها و هو يضع الاوراق علي الطاولة الصغيرة الموجودة بالشرفة ل يمد يده و ما كاد ان يمسك بيدها حتي ابتعدت هي خطوة الي الخلف واضعة يدها خلف ظهرها و هي تقول بحدة  
 شهاب يا نجار لم نفسك
ضړب كف بالآخر و هو يقول بضيق من حديثها  
 في اية يا فيروز هو انا بقولك 
قطعته هي و هي تضع يدها علي فمها حتي يصمت و هي تنظر حولها قائلا  
 هشش صوتك عالي يا شهاب اسكت  المهم اني داخلة افطر عشان ابدأ مذاكرة عندي امتحانات يا استاذ
غمز بطرف عينه و هو يردف مشاكسا  
 مستعجلة علي الامتحانات و لا علي الخطوبة
صكت اسنانها بغيظ شديد منه و ما كادت ان تصرخ مدافعة عن نفسها امام حديثه حتي اكمل هو مستند بيده علي سور الشرفة  
 ما هو ابوكي اللي مش راضي تتخطبي قبل ما تخلصي و مقعدني جنبك اهو
زمت شفتيها و هي تقول بضيق  
 لا يا بابا متقعدش جنبي روح اخطب اللي تعجبك
اشار بيده بجوار رأسه ك علامة بالجنون و هو يقول  
 انتي مچنونة اقسم بالله و انا اقدر اشوف غيرك في الدنيا يا عيون الفيروز
ابتسمت بسعادة داخلية و هي تضم اناملها الي بعضها و هي تقول بهدوء  
 يبقي قصدك انك عايز تروح البيت مع اهلك صح
ضړب بيده علي السور اسفل يده و هو يقول  
 مانتي عارفة اني قاعد هنا عشانك هنام ازاي و انا مش شايف وشك الجميل دا هيجيلي نشاط ازاي اصحي الا عشان اشوف عيونك الحلوين دول  اول حاجة طلبتها لما ابويا ورث انه يسيبني انا في الشقة دا لما يروح بيت تاني
ظهرت ابتسامة اكثر اتساعا تعادل ابتسامته و هي تخفض بصرها عنه بخجل استمروا في تبادل نظراتهم الشاردة كلا منهم بالاخر حتي استمعت الي صوت والدتها يصدح بنداء لتلتفت برأسها و هي تقول بارتباك  
 ايوة يا ماما
 فوقي يا حبيبتي و تعالي عمتك هنا اهي
حركت شفتيها يمنيا و يسارا تعلم ما سيحدث الآن لتحرك رأسها اليها مرة اخري و هي تشير الي الداخل بسبابتها المرتجفة تبتلع ريقها بتوتر قائلة  
 انا هدخل بقي عشان عمتو جوا
نظرت اليه و هو يعقد ذراعيه امام صدره رافعا حاجبه لاعلي منتظر ان تتحدث ما ان انهت جملتها حتي صك علي اسنانه پغضب قائلا بعصبية مفرطة  
 و علي معاها طبعا و حياة امي يا فيروز لو قعدتي معاه هيبقي يوم اسود من المرة اللي فاتت
عدلت من هيئة حجابها تدخل خصلات شعرها المتمردة اسفل الحجاب و هي تقول بحدة و صوت خاڤت حتي لا يستمع إليها أحد  
 انا مبتهددش يا شهاب بطل اسلوبك دا بقي كل اما يجي علي انا غلطانة اللي قولتلك انه اتقدملي ارحمني من الزفت الموضوع دا بقي يا شهاب انا كدا كدا نازلة اجيب ملازم
تأففت حين انتهت من جملتها و من ثم توجهت الي الداخل ل ينادي باسمها مرة اخري التفتت اليه ل يمرر يده علي رقبته پغضب و تحذير لتدلف هي الي الداخل بتأفف و دلف هو الآخر الي الداخل بعصبية غالقة باب الشرفة بقوة خلفه جعل من جسدها يرتجف و هي تمد يدها علي مقبض الباب لتخرج الي عمتها
اغلقت تلك الفتاه التي تدعي زينة الواقفة امام خزانة الملابس بابها بعد ان اخذت ملابسها وضعتها علي الفراش و هي تتأفف رافعة خصلاتها السمراء الي الخلف مستغفرة ربها و تقدمت نحو المراه لتنظر الي نفسها اولا الي بشرتها البيضاء و عينها البنية الواسعة المميزة و حاجبيها الكثيفان وضعت يدها علي شفتيها التي يظهر عليها بعض من الجلد المېت باللون الابيض
زمت شفتيها بضيق و هي تتقدم من وحدة الادراج تمسك بهاتفها و تضغط علي رقم صديقتها المقربة فيروز و جلست علي الفراش حتي اتاها رد فيروز لتتحدث هي بكسل  
 صباح النور يا روز  لازم ننزل النهاردة
 انتي ضميرك الدراسة مېت علي طول كدا يا بنتي
صدح صوت فيروز من الطرف الاخر مجيبة بتلك الجملة و هي تضحك ل تتأفف زينة مرة اخري و هي تقف تبحث عن شئ لتزيل ذلك الجلد المېت الذي يزين شفتيها بدلا عن الحمرا و هي تقول  
 و الله انتي بايخة بصي خليها بكرا
امسكت فيروز ب ثوب اسود مزين بالابيض واضعة اياه علي الفراش و هي ترد بحدة  
 زينة انتي كل يوم تقولي بكرا السنادي اخر سنة عايزين نخلص
ل تظهر همهمات زينة بسخط بالطرف الاخر قائلة  
 مش فاهمة طب اسنان اية اللي انا ادخله بصي انا من الاساس مكنتش عايزة اتعلم
صدحت ضحكة فيروز المميزة بقوة علي حديثها العفوية بنبرتها المضحكة ل تتحدث بتقطع اثر الضحك  
 اقسم بالله انتي فظيعة يا زينة  قومي كدا و استهدي بالله معدش غير شهر يا زينة و نخلص
فتحت زينة وحدة الادراج تأخذ منها حجابها الابيض و هي تقول بغيظ  
 بت مانا عارفة انك مستعجلة عشان حبيب القلب هيخطبك بعد الامتحانات علي طول
 ظنك فيا في محله يا صاحبتي
اجابت صراحة و هي تضحك و من ثم استمعت الي طرق الباب فتحت و لازال الهاتف علي اذنها ل تجدها ياسمين شقيقتها و بيدها كوب من الشاي الطازج مدت فيروز يدها تأخذ الكوب و هي تقول بهدوء  
 شكرا يا ياسو  عمتك مشيت
ل تجيب شقيقتها بضحك و هي تلاعب حاجبيها بمشاكسة  
 لا يا عروسة حماتك لسة برا و مش ماشية النهاردة
وضعت فيروز كوب الشاي علي طاولة الزينة ل ټضرب ياسمين بكتفها و هي تقول بغيظ  
 حيوانة معدتيش تقولي حماتك دي يلا بقي روحي انتي اقعدي معاها عشان اغيري امشي
اغلقت الباب بوجه شقيقتها الضاحكة خلف الباب ل تجد زينة تضحك بالطرف الاخر ل تصرخ بها موبخة  
 و انتي كمان يا حيوانة بتضحكي علي اية ماشي لما اشوفك
وضعت زينة مقشر الشفاه الخاص بها و هي تقول بصعوبة  
 انا راحة البس احسن مش هتكلم
 غوري مش طايقاكي
اغلقت فيروز الهاتف بعد ان قالت پغضب هذه الجملة و تبدأ بارتداء ملابسها سريعا قبل ان يبرد الشاي وضعت الحجاب علي رأسها باهمال بعد ان ارتدت ثوبها لتدلف الي الشرفة امسكت بالعصا و بدأت بالطرق علي باب الشرفة حتي استمعت الي صوت فتحها ل تضع العصا بمحلها ل تجده يخرج بوجه مقفهر وقف ينظر الي الخارج لتمد بدها بكوب الشاي دون اي تعبير مد يده ل يأخذه منها دون حتي ان يلتفت لها ل تتحدث هي بهدوء  
 انا نازلة مش هتنزل 
الټفت اليها ينظر اليها بصمت ل تبتلع ريقها بصعوبة و هي ترفع رأسها الي السماء و لكنها أنزلتها مرة اخري حتي لا يتغير لون عينها فهي عندما تنظر الي الشمس تتغير لون عينها الي اللون الازرق الغامق لا تريد ان يعلم احد انها كانت تقف بالشرفة ل تنظر اليه و هي تقول بهدوء  
 ممكن بلاش قفش بقي يعني مش كل مرة هنعيد في نفس الموضوع يا شهاب عشان خاطري كفاية الاسبوع اللي عدا علينا ايام ما اتقدملي علي
زفر پاختناق يتذكر ذلك اليوم ل يضع الكوب من يده علي سور الشرفة و هو يلتفت اليها بجسده كاملا و هو يقول پغضب ضاغطا علي كف يده  
 ما هو اللي خلاه اسود علينا انك كنتي مخبية عليا يا هانم كنت مستني تقوليلي امتي لما تكتبوا الكتاب
مررت يدها علي وجهها و هي تقول بهدوء  
 شهاب انت عارف ان بابا مش موافق علي اي حاجة دلوقتي عشان كدا كنت عارفة انه هيأجل اي كلام مع علي عشان كدا استنيت و مرضتش اضايقك
ل يباغتها شهاب قائلا بما يجول بخاطره منذ ان علم انها قد خبأت عنه ذلك الحدث الهام  
طب و لو ابوكي كان وافق و اداله كلمة كنتي هتقوليلي بردو و لا هتستني لما تعزميني علي الفرح
دبت بقدمها بالارض متأففة و هي تعلم انها لن تنتهي من الحديث معه الآن لتتحدث هي قائلة  
 مانا قولتلك يا شهاب و بابا لا اداله كلمة و لا انا وافقت و حتي لو بابا وافق أنا مش موافقة
 اللي عندي انه مينطش حوليكي كتير و لا كل شوية كلام معاكي اقسم بالله افلقه نصين خلص الكلام
ضړب كف بالاخر و هو ينهي حديثه الحاد هزت رأسها بعدم فائدة و هي تدلف الي الداخل لا سبيل للخلاص من بين يده و قد فتح ذلك الموضوع من جديد وقفت امام المراه تضبط وضع حجابها علي رأسها ل تمسك بالهاتف تبعث رسالة علي احد مواقع التواصل الاجتماعي الي زينة انها سوف تنزل من منزلها الآن
انتهت زينة من ارتداء ملابسها و وضع حجابها علي رأسها ل تنظر الي المراه و هي تضع مرطب شفاه بعد ان ازالت الجلد المېت الذي كان يزين شفتيها استمعت الي صوت رسالة من فيروز ل تمسك بحقيبة يدها تضع بها الهاتف و تنطلق نحو الخارج سريعا ل تدلف الي المطبخ تقف جوار والدتها تطبع قبلة علي وجنتها و هي تقول بمرح  
 انا نازلة يا ست الكل ايدك علي فلوس الملازم
ابتسمت والدتها و هي تفتح جيب عباءتها المنزلية و تخرج منها بعض الاموال و تقدمها اليها و هي تقول  
 اتفضلي يا ستي ابوكي سايبلك فلوس كتير
امسكت زينة بالاموال ل تضعهما بحقيبتها و هي تقبل وجنتي والدتها مرة اخري قائلة  
 انتوا روح قلبي و الله
خرجت زينة من الشقة غالقة الباب خلفها و نزلت الدرج بهدوء و ما ان وصلت عند باب شقة عمها حتي فتح الباب فجأة ل تشهق هي بقوة واضعة يدها علي قلبها الذي دق سريعا أغمضت عينها و هي تنظر الي من فتح الباب لكن بهت وجهها و نظرت الي الواقف بلا تعبير و لم يكن سوا ابن عمها حسام ل تتحدث برسمية قبل أن تكمل طريقها نحو الاسفل قائلة  
 معلش اټخضيت عشان فتحت الباب فجأة
اكملت طريقها نحو الاسفل الا انه اغلق باب الشقة و نزل خلفها نادي اسمها بلهفة و عينه السوداء تلتمع بحب و حزن بآن واحد  
 زينة استني
التفتت اليه تنظر اليه بجمود و هي تردف  
 خير يا ابن عمي
 راحة فين
قالها بتساؤل و هو ينظر الي هيئتها المرتبة لترد هي بجمود ايضا  
 راحة الكلية في حاجة
نزلت درجتين من درجات السلم ثم التفتت اليه مرة اخري تنظر الي بشرته السمراء المحببة و اعينه السوداء المزينة بتلك النظرة التي لا تغيب عنه قائلة  
 سلملي علي طنط
نظر هو باثرها بحزن كيف لها ان تكون بكل تلك القسۏة فمن المعروف بالعائلة اكملها ان زينة هي صاحبة قلب حسام و من ستمتلكه بالاخير لما تفعل ذلك بعد ان كان يشعر بمشاعرها اتجاهه تنهد بثقل في حين اكملت الدرج بسرعة كبيرة و كأنها تهرب هي بالفعل تهرب تهرب من ألم كبير ېمزق قلبها تهرب من اعين كنصل السکين يشقها الي نصفين نصف مشتاق و نص اخر يملئه الحسړة الحب الكبير قد اصبح حطام و بالاخير سيصبح ملكا ل امرأة اخري ل يلقي علي مسامعها كلمات الاشتياق ليزيد من ألمها و حزنها و يجعله اشد اسرعت نحو اتوبيس النقل العام متوجه نحو الجامعة امسكت بالهاتف تبحث به حتي تجد الصورة الفوتوغرافية الوحيدة الموجودة له علي هاتفها تأملتها كثيرا كثيرا جدا بكامل تفاصيله و ابتسامته التي تحيي قلبها أغمضت عينها بقوة و هي تغلق الهاتف قائلة بهمس ل ذاتها  
 اقسم بالله انا مهزأة
مرت الايام بين الاستعداد الي الاختبار و بدأت الامتحانات و كل يوم يمر علي فيروز كأنه يبدأ العد التنازلي و سوف يتحقق ذلك الحلم علمت من والدتها ان شهاب تحدث مع والدها عن الخطبة و لكن والدها لم يجبه الا ان الحديث في هذه المسألة بعد الاختبارات النهائيه للعام الدراسي تعلم أنه يخشي ان
يوافق والدها علي خطبتها من علي الا انه لا يعلم أنها لن توافق علي الزواج الا منه هو فقط من سيكون مالك القلب و مملوكه ابتمست بحب و هي تترك القلم من يدها ل تمسك بالهاتف و تبعث له برسالة محتواها روحت لم يرد و يظهر لديها انه متواجد علي موقع التواصل الاجتماعي ل تضع الهاتف علي المكتب و تمسك بالحجاب تضعه علي رأسها و هي تخرج الي الشرفة دقت باب شرفته كثيرا بالعصا حتي و أخيرا فتح باب الشرفة و خرج بهدوء ل تلقي هي العصا من يدها تنظر اليه قائلة پغضب  
 مبتردش لية يا شهاب قلقت عليك
نظر اليها مطولا و من ثم همس بهدوء  
 اول مرة تقوليها  اول مرة تقولي الصراحة
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب و هي تتشدق  
 مالك يا شهاب 
وجدته يمرر انامله بخصلات شعره و هو يقول  
 مفيش اصلي كنت عند اهلي
 ما انت بتبقي عند اهلك و بتكلمني عادي
قالت باستغراب ل حالته ل يكمل هو يقول بهدوء  
 اصل انا هفضل هناك لحد ما تخلصي امتحاناتك
اقتربت من سور الشرفة و هي تقول بقلق و انقباضة بقلبها  
 شهاب هو في حاجة 
هز رأسه نافيا ل تتنهد و هي تقول بانزعاج  
 لا اكيد فيه انت غريب لية النهاردة  انت زعلان عشان جيت امبارح من الامتحان نمت و متكلمناش
هز رأسه بنفي مرة اخري و هو يقول بضيق  
 بقولك هروح اقعد مع اهلي يومين مش مهاجر يعني هما يومين و جاي هاجي لما تخلصي امتحانات
استغربت طريقته بالحديث ل تعود الي الخلف خطوة و هي تهز رأسها بايجاب بحزن من طريقة حديثه الغير معتادة هي عليها كادت ان تدلف الي الداخل حتي همس هو و هو يغمض عينه  
 انا مش قصدي ازعلك انا بس فيه حاجة في الشغل مضايقاني و كمان ماما مصرة اني اقعد معاهم يومين
نظرت اليه تتفحص ملامحه بقلق و هي تقول 
 شغل بس يعني انت كويس
هز رأسه دون حديث متوجها الي الداخل و هو يقول بنبرة هادئة  
 تصبحي علي خير يا فيروز
 و انت من اهله
قالت و هي تدلف بقلق الي الداخل مفكرة بالحالة الغريبة الموجود هو عليها و ما حدث هل بالفعل لديه مشكلة بعمله ام انه مريض او ليس بخير و حسب ظلت تفكر به حتي سحبها النوم في جولة عميقة بعد ارهاق من الاستذكار ثم التفكير
انتهت من اختباراتها رسميا اليوم خرجت من الجامعة جوار زينة و هي تمزق ورقة الأسئلة الخاصة بالاختبار ل تلقيها من يدها و هي تنظر الي زينة بسعادة قائلة  
 اخيرا خلصنا
تمتمت زينة بالحمد ل تلتفت فيروز اليها و هي تقول  
بكرا شهاب جاي يتقدملي
ثم تنهدت شاردة ل تضع زينة يدها علي كتفها و هي تقول بهدوء  
 هو لسة متغير
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تزفر بضيق قائلة  
 مش عارفة اللي اية بيحصل معاه يا زينة راح بيت اهله و مجاش من يومها تليفون واحد في اليوم يقولي انتي كويسة اقوله الحمد لله يقفل معايا مش عارفة هو ماله و رغم كدا كلم بابا انه يجي بكرا
نظرت اليها زينة بضيق لما يفعله بها و ما تشعر به صديقتها ل تربت علي كتفها مرة اخري و هي تقول  
 معلش يا روز ممكن تكون في مشكلة عنده و مش عايز يزعلك معاه دلوقتي عشان امتحاناتك اكيد هيقولك لما يهدي
 ياريته زعلني و قالي علي اللي هو فيه بدل مانا ھموت كدا مخي هينفجر يا زينة و انا مش عارفة هو ماله
قالت جملتها بأعين دامعة و هي علي حافة البكاء باڼهيار ل تستمع الي صوت رنين هاتفها ل تخرجه من حقيبتها ابتسمت ساخرة و هي ترفع شاشة الهاتف امام وجه زينة و هي تقول  
 اهو بيرن استني بقي و شوفي المكالمة اللذيذة بتاعت كل يوم
فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تقول بجمود  
 الو يا شهاب
استمعت الي الطرف الاخر حين ظهر صوته الخشن بنبرة جامدة قائلا  
ازيك يا فيروز عملتي اية في الامتحان
نظرت الي زينة و هي ترفع حاجبها الي اعلي تشير الي الهاتف بيدها الاخري بمعني سوف ترين الآن ل ترد بهدوء قائلة  
 الحمد لله حليت كويس
ل تسرع هي بفتح مكبر الصوت ل تسمع الي رده حين صدح صوته بجمود قائلا  
 كويس  انا هقفل عشان ورايا شغل
 براحتك
قالتها غالقة الهاتف واضعة الهاتف بالحقيبة ل تنظر الي زينة تزم شفتيها ك الاطفال و هي تقول  
 شوفتي  انا همشي
ل تمسح دموعها پعنف و هي تقول بغيظ  
 و الله لما بابا يجي يكلمني هقوله مش موافقة
 انا ھموت من الفرحة زمانهم من الطريق دلوقتي
هتفت بها فيروز و هي تدور حول نفسها بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها و هي تتحدث الي زينة التي تجلس علي الفراش و تضع الهاتف اذنها تستمع الي حديث فيروز من الطرف الآخر ل تضحك زينة و هي تقول بسخرية مقلدة اياها  
 و الله لهقول لبابا مش موافقة
زفرت فيروز و هي تجعد ملامحها قائلة بضيق  
 و الله انك رخمة
ما كادت ان تكمل الا انها استمعت الي رنين جرس الباب ل ترتجف بارتباك و هي تقول سريعا بتوتر  
 جم يا زينة ھموت من الړعب
تسطحت زينة و هي تضحك ل تخيلها مظهر فيروز المرتجفة الآن و هي تقول  
 اهدي يا بنتي هما هيعضوكي دول هيقعدوا مع بابا و بعدين يسبوكي مع شهاب شوية تتكلموا و بعدين تشوفي رد باباكي
دق قلبها پعنف و هي تجد باب غرفتها تفتح و تدلف والدتها اليها قائلة بتعجل  
 تعالي معايا المطبخ يا فيروز يلا الناس جت
اغلقت الهاتف بوجه زينة و هي تلقي الهاتف علي الفراش و تسرع خلف والدتها و هي تدور بعينها تبحث عنه و بالفعل وجدته يجلس بجوار والديه امام والدها و يتحدثون ابتسمت بتلقائية و هي تري هيئته الغائبة عن عينها منذ فترة غير معتادة هي عليها ل تدلف خلف والدتها المطبخ ل تأخذ منها الضيافة هي و شقيقتها و اصالها الي الضيوف 
 و الله انتوا منورين يا جماعة
نطق بها اكرم والد فيروز بترحاب ل يرد السيد احمد النجار والد شهاب قائلا بابتسامة بشوشة  
 دا نورك و الله يا استاذ اكرم
حمحم احمد ل يكمل حديثه بعملية ل طلب يد ابنة اكرم حتي قاطعه شهاب بنظرات جامدة و هو يقول باحترام  
 بعد اذنك يا بابا انا هتكلم
اشار له والده بالحديث ل يبتلع ريقه قائلا بهدوء  
 انا يشرفني يا عمي اني اطلب ايد بنتك ياسمين
حين انتهي من جملته كانت وصلت فيروز بالضيافة نحوهم ل تسقط ما بيدها پصدمة و تجمد جسدها و هي تنظر اليه بذهول لما تفوه به الټفت و هو يبتلع ريقه بصعوبة ل يراها تقف بجسد متجمد و يدها ترتعد و لازالت بوضعيه امساكها صنية الضيافة و كأنها اختصرت الحديث بنظرات ثاقبة موجه له غير منتبه الي والديها الذين تقدموا نحوها معتذرين لهم فقط نظرها مثبت عليه و تبادلوا النظرات ما بين الصدمة و الخذلان و التساؤل و ما بين الجمود و لامبالاه
الفصل الثاني
انا عمري ما شوفت غيرك يا فيروز  
 مين بس يقدر يشوف عيون الفيروز و لا يقع فيها  
 عايز اخبيكي في قلبي عن الدنيا كلها  
 انتي و لا حد ابدا يقدر يتصور لهفة قلبي ليوم ما تبقي مراتي  
 انا عايز انام و اقوم علي صورتك عشان اعرف ارتاح  
دموع صامتة بدون الحاجة للبوح بفحواها و هي تستمع الي تردد تلك الكلمات بأذنها بشكل مؤذي ل ثنايا روحها الباهتة منذ ان رحل و هي تغلق الباب علي نفسها و لا تكف عن التفكير تشعر أنها ستجن من كثرة صډمتها و كم التساؤلات المتراكمة داخل عقلها الغير مستوعب الي الآن ما حدث
شهاب و ياسمين اختي  شهاب هيتجوز ياسمين !!
قالت تلك الجملة بذهول و أعين متسعة يخرج منها الدموع دون توقف صډمتها لا تختفي منذ أن غادر كيف له ان يخدعها كيف له ان يكون بهذه الدرجة من
الاتقان في أداء دور المحب العاشق الهائم بها كيف صدقت كل هذا و بالاخير قضي علي أحلامها الوردية التي رسمتها ل حياتهم معا حطم آمالها أصبح قلبها أشلاء ك فتات الزجاج المبعثر علي الارض و كل قطعة بمكان مختلف عن الاخر  ارتفعت وتيرة أنفاسها المسلوبة ضيق بصدرها ېخنقها لابد أن تعلم ما هدفه من ما فعله لما كانت هي ضحيته وضعت يدها علي فمها و هي تصرخ صړخة مكتومة تدل علي ما بقلبها من ألم و چرح غائر لم يشفي أبدا ل تسقط علي ركبتيها و تبدأ بالبكاء بنحيب و هي لازالت تضع يدها علي فمها حتي لا يسمعها أحد من زويها و هي تستند بيدها الأخري علي الارض ظلت هكذا فترة طويلة حتي ضاق نفسها لترفع رأسها الي الاعلي واضعة يدها علي صدرها و هي تحاول التنفس بانتظام لكنها هبت واقفة بحدة تركض نحو خزانة ملابسها ل تفتحها بحدة و تخرج حجابها الابيض و ترتديه سريعا و هي تتوجه الي الشرفة لابد من الحديث معه لابد من معرفة السبب ما الدافع وراء كل هذا الألم الذي تسبب هو لها به  فتحت الشرفة و امسكت العصا الكبيرة المخصصة لها حتي تصل إلي باب شرفة حجرته و تطرق عليها  
كان هو بغرفته يجلس علي الفراش يضع يده علي وجهه هو يشعر بها قلبه يحدثه عن كم الألم التي تعانيه الآن لام نفسه بالفعل سيلوم نفسه فهو سببا پألم كبير ل تلك الصغيرة صاحبة العيون الفيروزية جذب خصلات شعره بقوة و هو يئن بقوة ل يستمع الي صوت طرقاتها المخصصة علي باب الشرفة وقف سريعا و توجه إلي باب الشرفة بتلهف و لكنه توقف حين امسك بيده مقبض باب الشرفة كيف سيواجهها كيف سينظر إلي عينها مجددا كيف سيتحمل العتاب و اللوم و أخيرا كيف سيتحمل ألم صغيرته اغمض عينه بقوة حين زاد طرقها ل يحزم أمره حان وقت المواجهة فتح باب الشرفة و لكن وقع قلبه حين نظر إلي عينها الحمراء الدامية من أثر البكاء وجنتيها و انفها الحمراء بشدة نظر إليها مطولا عينها غائمة بالدموع تقدم من سور الشرفة ل ينظر إليها بجمود رسمه هو باحترافية و هو يقول بهدوء  
 نعم يا فيروز عايزة أية 
اعتصرت قبضة يدها بقوة حتي لا تسقط دمعة واحدة أمام عينه لتنظر اليه مصطنعة القوة و هي تقول باحتقار  
 دلوقتي عايزة أية  انت اللي كنت عايز مني أية عملت فيا كدا لية 
نظر إليها بنفس النظرة لم تتغير مما اغضبها و هو يعدل من خصلات شعره و هو يقول ببرود 
 انا مضربتكيش علي ايدك عشان تحبيني
اتسعت عينها پصدمة من رده البارد الجامد هذا ليس نفس الشخص الذي أحببته هو ليس نفس الشخص الحنون المحب لها دعس علي ما تبقي لها من كرامة و كبرياء و وضعت موضع المذنبة بحبه هو من تقرب منها هو من كان يتودد لها يجعلها تتحدث معه تتقرب منه حتي وقعت بحبه حتي أصبح هو الوتين هو الأنفاس و هو الاضلاع المحتجزة ل قلبها سقطت دمعة منها رغما عنها هو بالفعل رغما عنها لم تكن تود أن تجعله يري ضعفها نظرت إليه باشمئزاز و هي تقول بصوت مبحوح تكبح دموعها  
 لا مضربتنيش يا دكتور شهاب بس مكنتش اعرف انك أحقر انسان انا ممكن أقابله في حياتي
امسكت الحبل السميك المخصص للستار الموجود بين الشرفتين لتنظر الي تفاصيل وجهه بدقة و عيونها تلتمع أكثر و أكثر بعينها كونت غيمة بعينها حتي أصبحت صورته مشوشة ل ترفع يدها الأخري ل تمسح دموعها بحدة و هي تقول بقوة رغم أنها أكثر ضعفا من الآخر و انها كورقة شجر بالخريف و اي نسمة هواء ستسقطها بالوحل  
 انا هحتفظ بكل اللي حسيت بيه دا يا دكتور عشان بعدين انا اللي هفكرك بيه اكبر غلطة في حياتي اني وثقت في واحد زيك
انتهت من جملتها و هي تغلق ذلك الستار العازل بينهم ليغمض هو عينه پألم و هو يشعر انها ليس
مجرد ستار إنما هو جدار من حديد ليس فقط من حجارة سيكون سد بينهم و انها هكذا انهت القصة و انزلت هي الستار مع كلمة النهاية 
اڼهارت قواها و اصبحت حتي لا تستطيع التنفس بانتظام و بصعوبة امسكت هاتفها و ضغطت علي رقم صديقتها الوحيدة و من ستشعر بها زينة ما هي الا لحظات حتي جاء رد زينة المبتهج و هي تقول بحيوية  
 ها يا عروسة طمنيني نقول مبروك
لم تستطع الحديث انما انعقدت الكلمات بجوفها و لم يبقي لها سوا الدموع استمعت زينة الي دموع صديقتها ل تعتدل بجلستها و هي تقول بقلق  
 مالك يا فيروز هو عمو موافقش و لا اية
زاد بكاء فيروز و هي تهمس بصعوبة من بين شهقاتها المتلاحقة  
 شهاب طلب ايد ياسمين يا زينة
اعتلت الصدمة ملامح زينة و هي تصرخ بعدم تصديق  
 اية ! انتي بتقولي اية يا فيروز
ل تصرخ فيروز پغضب رغما عنها و كأنها تفرع ما بداخلها من صراع دامي  
 بقولك خطب اختي جيه خطب اختي يا زينة
هزت زينة رأسها بذهول كيف له ان يفعل و هو يحبه بل يعشقها كل هذا العشق من كان يخدع هي اما ذاته ل تهمس و هي لا تدري ما الكلمات المناسبة التي من المفترض ان تلقيها علي مسامعها الآن  
 طب اهدي يا فيروز قلبك هيقف اهدي دا انسان واطي و ميستاهلش دمعة واحدة منك عليه
وضعت فيروز يدها علي رأسها هامسة پضياع  
 مش قادرة يا زينة ھموت و حياة ربنا حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة استوعب اللي حصل و لا قادرة استوعب فرحة اختي اللي عارفة الموضوع كله مش قادرة يا زينة مش قادرة
قالت و اڼهارت تماما تاركة الهاتف علي الفراش واضعة يدها علي وجهها و بدأت في البكاء بحړقة و كأن جدران الغرفة تتقارب ل تطبق علي روحها و كأن السقف و الارض قررا اعلان الحب و التقارب ل تدهس هي بينهم وضعت يدها علي صدرها تحاول التنفس و لكن دون فائدة ل تلقي بجسدها علي الفراش تاركة بئر أحزانها و الخذلان يأكلان منها ما يشاءون و ان تبقي منها شئ ف لتكمل به حياتها 
استيقظت بأعين منتفخة بشدة اثر البكاء فتحتهما بصعوبة و هي تشعر بحرارة حاړقة داخل عينها جلست علي الفراش تزيح خصلاتها المبعثرة عن وجهها و بجمود وقفت عن الفراش ترتدي نعلها المنزلي ل تتوجه نحو المراه تنظر الي نفسها كيف ستواجه والديها بهذه الملامح الباهتة الحزينة التي يظهر عليها الحزن الشديد تخشي ان يشك احدهم بشئ ل تمسك بأحدي ادوات التجميل الخافية ل عيوب البشرة و تتوجه نحو المرحاض قامت بروتينها اليومي ككل صباح و وضعت ذلك الدهان المخصص للبشرة ل تخفي قليلا انتفاخ عينها تنهدت بقوة و هي تخرج من المرحاض في حين قابلتها ياسمين شقيقتها متوجه هي ايضا الي المرحاض و تقول باشراق و سعادة تفوح من ملامح وجهها بشدة  
 صباح الخير يا فيروز
 صباح النور
خرجت جملتها بجمود عكس مزاحها معها ككل يوم ل تبتسم ياسمين رافعة حاجبها الي اعلي قائلة 
 و دا أصله اية دا براحتك
توجهت الي المرحاض و قبل ان تغلق الباب خلفها بادرت فيروز قائلة بتساؤل ېمزق قلبها  
 لية يا ياسمين 
ل تخرج ياسمين مرة اخري من المرحاض تقف امام فيروز عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بحدة  
 لية اية يا فيروز  لية اتقدملي انا عادي واحد شاف واحدة و اختها اعجب باختها فيها اية دي يعني كل واحد اللي يريحه
ابتسمت فيروز بسخرية و هي تقول بهدوء  
 صح يا ياسمين كل واحد و اللي يريحه و انتي مرتاحة علي الاخر كدا صح مرتاحة و انتي عارفة كل حكايتنا يا ياسمين  انتوا متفقين علي الجواز من امتي تعرفوا بعض من ورا ضهري من امتي يا ياسمين
صدحت ضحكة ياسمين عالية و هي تقول  
 انا مكلمتش حد من ورا حد انا مليش دعوة بالموضوع واحد حب واحدة و اتقدملها مقهورة انتي لية و
خدي بالك اني بلغت بابا موافقتي و اننا هنتمم الجواز بسرعة و لو لقيت عينك راحت ناحية شهاب يا فيروز هقول لابوكي انك كنت بتكلمي شاب من وراه
دلفت ياسمين الي المرحاض و أغلقت الباب خلفها بقوة بوجه فيروز المذهولة و انتي اصابتها الصدمة بالتجمد جذبت ساقيها رغما عنها الي غرفتها في حين رن جرس الباب و قبل ان تدلف الي غرفتها استمعت الي صوت والدها المرحب ثم نادي باسمها و هو يقول  
 فيروز تعالي زينة هنا
ركضت بسرعة لا تدري كيف اتت بعد ان كانت تجر قدمها غير قادرة علي التحرك احتضنتها بقوة و هي تكبح دموعها امام والدها الذي ابتسم قائلا  
 اية يا روز يا حبيبتي هتسيبي زينة علي الباب ادخلوا
امسكت فيروز بيد زينة تجرها معها نحو غرفتها و هي تقول محاولة التماسك  
 احنا هندخل جوا يا بابا
جلست جوارها ټحتضنها حين اغلقت الباب و جلست علي الفراش تبكي من جديد ربتت علي ظهرها بحنان اخوي و هي تقول بحزن  
 انا مصدقت النهار طلع عشان اجيلك
احتضنتها فيروز بقوة اكبر و هي تهمس من بين شهقاتها  
 انا بحلم مش كدا يا زينة لا دا كابوس كابوس فظيع مش قادرة اتخيله انا تعبانة و لا عارفة اعبر و لا عارفة اصړخ و لا عارفة اعمل حاجة غير اني اعيط
ابعدتها زينة عنها تنظر الي وجهها الباهت و اعينها الحمراء بشدة ك الډماء و هي تقول بهدوء  
 احكيلي اللي حصل امبارح اية بس اهدي
يجلس علي الفراش عاقد قدميه اسفله يضع يده علي رأسه يضغط عليها بقوة من الألم الشديد الذي يجتاح رأسه فهو لم ينم منذ الامس تأفف من كثرة رنين الهاتف ل ينظر الي اسم المتصل جذب خصلات شعره بقوة و كأنه سيقتلعهم من الجذور و هو يرفع الهاتف علي اذنه بعد ان فتح الاتصال مجيبا بهدوء  
 ايوة يا ماما
 ايوة يا ماما !!  انت مبتردش عليا لية من امبارح انت اية اللي هببته امبارح دا تحب واحدة و تطلب ايد التانية انت مچنون يا شهاب  انت مش مكلم الراجل علي فيروز تروح طالب ياسمين انا مش فاهمة اية اللي في دماغك
انطلقت والدته بالحديث مندفعة بهذه الكلمات المتتالية بغيظ من ابنها ل يغمض هو عينه مجيبا ببرود استفز والدته قائلا  
 انا حبيت ياسمين يا ماما و اطلب ايد اللي احبها و لما كلمت الراجل مقولتش انا عايز مين في البنتين
ل ترد والدته بعصبية شديدة و هي تقول  
 و مش حرام عليك البت المسكينة اللي معلقها بيك من و هي في ثانوي دي حرام عليك يا شهاب
قفز عن الفراش و هو ېصرخ بكل ما داخله من ڠضب  
 حرام عليكوا انتوا اسكتوا بقي انا مش عايز اسمع اسمها مش عايز حد يوجهلي كلام عنها كفاية اللي انا فيه كفاية بعد كدا اللي هيجيب سيرتها ملهوش كلام معايا تمام
اغلق الهاتف و القي به علي الارض بقوة حتي ټحطم الي قطعتين و قد تهدجت انفاسه و اصبحت سريعا بشكل كبير ل يتحرك صدره بعنفوان صعودا و هبوطا بقوة و هو يهمس بلهاث حاد و كأنه كان يركض ل اميال بعيدة  
 كفاية  اسكتوا و ارحموني
ارتمي جالسا علي طرف الفراش و هو يضع يده علي صدره يشعر پألم كبير يعتصر قلبه بشكل قوي اغمض عينه يتنهد بقوة و هو يهمس بصوت خافيض مخټنق  
 كفاية هي
علي طاولة الطعام تجلس فيروز و والديها و ياسمين و زينة يتناولون الطعام بهدوء حتي قطع الصمت والدها حين ابتلع الطعام ثم تنحنح قائلا بجدية  
 عايزكوا بقي تجهزوا نفسكوا عشان انا هحدد ميعاد مع شهاب و ابوه ان الفاتحة يوم الخميس يعني بعد يومين و كتب الكتاب و الفرح هيبقي كله مش هياخد شهر يمكن اسبوعين كمان شهاب مستعجل و بيقول كل حاجة جاهزة مش ناقص غير ياسمين
قبضت فيروز علي يدها بقوة و هي تستمع الي صوت والدها يرن باذنها بحدة و الكلمات تتكرر عشرات المرات علي مسامعها ل تمد
زينة يدها تربت علي يد فيروز برفق ل تنظر اليها فيروز و هي علي وشك الاڼهيار امام والديها ل تميل زينة نحوها بهدوء تقول بخفوت دون ان يستمع اليها احد  
 اهلك يا فيروز اهدي
تنفست بقوة و هي تبتلع تلك الغصة المريرة بحلقها ل تتحدث زينة بهدوء  
 مبروك يا ياسمين عقبال ما نفرح بفيروز يا عمو
ابتسم اكرم باتساع و هو يقول ناظرا الي فيروز بخبث يحاول مشاكستها  
 بس هي توافق و كتب الكتاب هيبقي الصبح
وضعت فيروز الملعقة من يدها و هي تقول بضيق  
 انا شبعت
ارتفعت ضحكة والدتها السيدة هناء الصامتة منذ البداية و هي تقول  
 متكسفهاش بقي يا اكرم و سيبها تاكل  اقعدي يا حبيبتي كلي
 فكري يا فيروز علي شاب طيب و محترم و بيحبك و انا بتكلم المرة دي بجد
قالها والدها و هو يضع ملعقة الطعام بفمه ل تستأذن هي بالدخول الي غرفتها و قامت زينة خلفها الا انها استمعت الي صوت ياسمين العالي نسبيا حتي يصل صوتها الي مسامع شقيقتها قائلة  
 و كمان لايق عليكي يا فيروز لايق عليكي اوي
ابتسمت فيروز بسخرية و هي تلتفت اليها قائلة ببرود  
 زي ما خطيبك كدا لايق عليكي
دخلت الي غرفتها و اغلقت الباب بعد ان دخلت زينة هي الاخري خلفها تنفست پغضب و هي تستند بظهرها علي الباب ل ترفع رأسها الي الاعلي و هي تقول بصوت يغلب عليه البكاء  
 قويني يارب محدش هيحس بيا غيرك مش قادرة اتحمل و لا قادرة استوعب لو دا كابوس فوقني منه يارب
ل تتقدم زينة نحوها ټحتضنها تربت علي ظهرها ل ټنفجر هي بالبكاء هامسة بخفوت  
 خفف عني يارب
طرقات متتالية علي الباب و من ثم دق جرس الباب مطولا ل تخرج زينة من غرفتها منزعجة و هي تضع حجاب طويل مخصص للصلاة و توجهت متأففة نحو الباب ل تفتحه و لم تجد احد خرجت من الباب تنظر الي الخارج بعد ان لاحظت وجود صندوق صغير امام الباب انحنت تلتقطه علمت من من تنهدت بقوة و هي تقف معتدلة ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تقول بنداء  
 حسام انا عارفة انه انت ممكن تطلع
زفرت من جديد حين خرج هو امامها بعد ان كان قد اختبئ بعازل الدرج مدت يدها بالصندوق الصغير و هي تقول بجمود  
 اتفضل  شكرا يا حسام متبقاش تجيب حاجة تاني عشان انت عارف اني مش هقبلها
نظر إليها مبتسما بأسي و هو يقول بهدوء ېمزق صدره  
 فيها اية لما اجيبلك هدية
وضعتها علي صدره و هي تقول بحدة  
 مفيش مناسبة عشان تجبلي هدية و حتي لو فيه انا مش عايزة
امسك بالصندوق و نظر اليها بعمق لعله يتعرف علي سبب تصرفاتها معه ل يزمجر بقوة و هو يقول پغضب  
 هو أية اللي حصل لكل اللي بتعمليه دا انا معدتش فاهمك يا زينة
دلفت داخل الشقة و امسكت بالباب تستعد ل اغلاقه و هي تقول بذات النبرة  
مفيش حاجة بيني و بينك عشان تحصل متقربش مني تاني و لا كل شوية تروح تكلم بابا لاني كل مرة هرفض يا حسام
ما كادت ان تغلق الباب حتي وضع يده يمنعها من ذلك ل تتنفس بقوة و هي تنظر اليه بنفاذ صبر حين نطق هو سريعا بلهفة  
 استني يا زينة اسمعيني
عقدت ذراعيها امام صدرها و هي تنظر اليه تنتظر منه ان يتحدث ككل مرة انه هو المسكين المضحي و هي من تظلم قلبه الصغير الذي لا يتحمل مالت شفتيها الي الجهة اليسري بسخرية و استخفاف حين تحدث قائلا بحزن تعلم انه زائف  
 انا مش عارف بجد انتي تصرفاتك معايا اتغيرت لية لما اتقدمتلك هو حصل اية يا زينة انا مش فاهمة فهميني انتي انا عملت حاجة تزعلك
صكت علي اسنانها بغيظ و هي تقول بحدة تتحدث و هي تلوح بيدها امام وجهه  
 متعملش فيها الغلبان الطيب البريئ و انت اكتر واحد تعرف ټأذي في العالم
ضړب بقبضة يده بحدة علي الباب حتي انفتح علي مصرعيه و
هو ېصرخ بها پغضب قائلا بصړاخ  
 انا اذيتك في اية عملت معاكي اية انتي اللي انانية يا زينة انتي انتي اللي بعدتي انتي اللي رفضتي القرب انتي دلوقتي بتلوميني علي حاجة انتي السبب فيها لو عندك اسبابك قوليها متبقيش انانية حتي في اني اعرف
ابتلعت ريقها بصعوبة و قد ظهرت ملامح الحزن جالية علي وجهها و هي تستمع اليه يتهمها بالانانية ل تقول بتساؤل  
 انانية ! انا انانية !!!
اغمض عينه بقوة و هو يشعر بنبرة صوتها الحزينة ل تمسك هي بالباب مرة اخري و هي تنظر اليه قائلة قبل ان تغلقه  
 روح اسأل مامتك مين فينا اللي اناني يا حسام و لو سمحت متحاولش حتي تكلمني لاني بجد مش طايقة اشوفك
اغلقت الباب بقوة بوجه و استندت عليه تضع يدها علي فمها حتي لا يظهر صوت بكاءها الذي حضر علي الفور ل يحتل ليلتها من جديد نظر هو الي الباب و من ثم اسند جبهته عليه و هو يقول بصوت واضح بنبراته الانهاك الشديد  
 انا بحبك يا زينة و تعبت تعبت من التفكير في تصرفاتك و تعبت ابرر و تعبت اجري عليكي عشان عشان جملة وأحدة لو انتي مش عايزاني انا عايزك و مش عايز ابعد اعمل اية قوليلي انتي قدرتي تبعدي ازاي عشان اقلدك
اڼهارت قواها بتلك اللحظة ل تقع جالسة امام الباب ساندة ظهرها علي الباب و هي تكبح صوت شهقاتها و دموعها تنهمر علي وجنتيها بلا توقف هي لم تنسي هي لم تبتعد هي معه بكل جوارحها قلبها لن يحمل مشاعر ل اخر طرق الباب بضعف و هو يهمس مرة اخري مغمضا عينه و هو يقول  
 مش هقدر ابقي في قسۏة قلبك يا زينة لو انتي قدرتي انا تعبت  زينة قوليلي اية اللي حصل بس لو غلطان قولي لو في عتاب ليا قوليه اتكلمي يا زينة
ل يسمع صړاخها من خلف الباب مع صوت بكاءها الذي يغطي علي كلماتها و تجعلها متلعثمة  
 امشي يا حسام ابعد عني روح لمامتك احسن هي اكتر واحدة بتحبك صدقني اكتر واحدة عايزة مصلحتك اسمع كلامها دا لو مش عارف حاجة بجد
طرق الباب پجنون و هسترية و هو ېصرخ بصوت حاد قوي جعل من والدته تستمع إليه و تفتح باب الشقة ل تري ما يحدث  
 متعيطيش و قوليلي كل حاجة ارحميني و ارحمي نفسك انا غلطان من قبل ما اعرف بس قوليلي هعدل من كل تصرفاتي بس اتكلمي
امسكت والدته بيده تمنعه من الطرق علي بابها ناظرة اليه بغيظ قائلة  
 انت بتعمل اية عامل في نفسك كدا لية
الټفت الي والدته و هو يقول بحدة و هو يشير الي الباب  
 انتي قولتي اية ل زينة عملتي اية ل زينة يا ماما قوليلها ترد عليا قوليلها اني مليش دعوه بأي حاجة انتي قوليها
حين استمعت زينة هبت واقفة و هي تستند رأسها علي الباب تستمع اليه هل هو لا يعلم شئ بالفعل هل كان هدف والدته التفرقة منذ البداية ابتلعت ريقها و هي تجد والدته ترد بضيق قائلة  
 متعليش صوتك عليا يا حسام انت عامل كدا علي بنت فريال ما تولع انزل معايا و اياك تكلم البت دي تاني
ضيق حسام عينه علي والدته و قد اشټعل ڠضبا ل ېصرخ قائلا  
 قوليلي حالا قولتي اية لزينة
رفعت والدته سبابتها امام وجهه تحذره من الحديث بهذه الطريقة في حين قالت ببساطة  
 قولت اللي قولته و هي مش عايزاك و احنا مش عايزنها ما تخفي في ستين داهيه
نزلت سريعا الي شقتها في حين وقف هو يتنفس بقوة ينظر الي امه تارة و الي الباب المغلق تارة حتي القي من يده ذلك الصندوق و ما يحوي من هديتها و هو يتحرك الي الاسفل لا يعلم ما ينوي فعله بالفعل يخشي ان يلح ماذا قالت والدته ل يصدم بها و هي من كانت تراه كل يوم بحالة يرثي لها منذ ان رفضت زينة الزواج منه لم تجد صوت بالخارح خشت عليه و قبض
قلبها من الخۏف ل تفتح الباب بسرعة و هي تنطق اسمه بلهفة و لكنها لم تجده نظرت الي الدرج باحباط علمت الآن انها قد ظلمته و اتهامته بالباطل انه من قال ل والدته ان تحله من ذلك الوعد خجلا من والدها و تتحدث هي أغمضت عينها و هي تضع يدها علي رأسها و هي تحدث نفسها ان لم يرغب بها لما تري كل هذا الحب و الاهتمام و المشاعر الفياضة كان غبية و اصبحت اكثر غباء الآن حين علمت أنها خسرته و من الممكن ان يكون للابد
اطلقت الزغاريد بالمنزل كامل ف اليوم عقد قران شهاب علي شقيقتها ياسمين بعد الحاح علي والدها و اصرار قوي ان يوافق ل يوافق السيد اكرم وقفت امام المراه تنظر الي نفسها كثيرا شردت و كأنها دخلت الي عالم اخر مشتت و ضعيفة ك طفلة غاب عنها والديها وسط الزحام فاقت من شرودها علي احدهم يحتضنها من الخلف انتفضت بخضة تنظر الي الخلف ل تجدها زينة ابتسمت بخفة و هي تتنهد براحة ل مجيئها و وجودها بجوارها بأصعب مرحلة قد تمر عليها همست زينة قائلة بمزاح كي تخفف عنها  
 انا مشوفتش حد قمر كدا في حياتي
التفتت اليها فيروز تبتسم و هي تقول بصوت خاڤت لا تقدر علي رفعه و كأن هناك حاجز بين الحديث و خروج الكلمات  
 ما انتي واقفة قدامي اهو
ل تعدل زينة من حجاب فيروز و ترتب ملابسها و هي تقول بجدية  
احنا هنخرج دلوقتي يا روز مش عايزاكي تتوتري و لا ټعيطي و لا تعملي اي ردة فعل اللي يكلمك كلميه و اضحكي و براحتك و افرحي و كأنه مش هو العريس
 فكرك هقدر اشوف بعيني كتب كتابه علي اختي
همست فيروز بها بشرود و كأنها تحدث ذاتها بما يجول بخاطرها ل تحيط زينة بوجهها و هي تقول بعزيمة  
 ايوة هتقدري انتي قوية يا فيروز و مش دا اللي هيهزك اختك شكلها قوت اوي و معدتش زي الاول حاولي تعيشي لنفسك بس
امسكت فيروز بيدها و هي تقول برجاء ك طفلة صغيرة 
 خليكي جنبي عشان خاطري يا زينة
امسكتها زينة توجهة نحو الخارج و هي تقول بحب اخوي  
 انا جنبك اهو يا حبيبتي
خرجت مع زينة الي الخارج ل تنظر اليها والدتها ثم عمتها بعد ان اتسعت ابتسامتها و هي تقول بحب  
 الله اكبر اللهم صلي علي النبي اية القمر دا يا روز
ابتسمت فيروز و هي تتقدم منهم ل تقبل وجنتي عمتها و هي تقول  
 ربنا يحفظك ليا يا عمتو يارب
ل تقبل والدتها و هي تقول 
 و انتي كمان يا مامتي يا حبيبتي
وقفت والدتها ل تري العروس هل انتهت ام لا و هي تقول  
 اقعدي مع عمتك يا قمري و نور عيني و انا هشوف اختك و اجي
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تمسك بذراع عمتها و هي تميل برأسها علي كتفها ف هي تعشق عمتها و حديثها الخفيف علي قلبها قائلة  
 ماشي يا مامتي
حاوطتها عمتها و هي تربت علي ظهرها بحنان ترتدي ثوب من اللون الرمادي المطعم بالاحمر جعلها فاتنة و خاصة حين لفت حول وجهها ذلك الحجاب الاحمر الذي لاق بها كثيرا اغمضت عينها براحة باحضان عمتها غافلة عنها و هي تشير الي شاب اسمر اللون وسيم الشكل حسن المظهر و لم يكن سوا علي ابنها الذي اقترب ما ان انتبه الي والدته و الي فيروزه المحتضنة ل والدته فتحت فيروز عينها ل تجد علي يقف امامها و هو يبتسم باتساع ل تعتدل هي بجلستها و هي تقول بابتسامة هادئة ما زادتها الا فتنة  
 ازيك يا علي
مد يده ل يصافحها و هو يقول بمرح  
 ازيك يا بنت خالي يا اللي بعد كدا هنشوفك في المناسبات بس
ضحكت و هي تصافحه ناظرة الي عمتها قائلة 
 شايفة يا عمتو علي بيتهمني ازاي
ابعدت يدها بتوتر عندما شعرت انه لا يريد تركها استمعت الي الزغاريد مرة اخري و استقبال مهلل التفتت برأسها و ياليتها لم تفعل
فقد صدمت عينها عليه و هو يدلف من باب الشقة سقط قلبها يدق بقوة شديدة يزلزل كيانها يرتدي حلة سوداء جعلته اكثر وسامة اغمضت عينها بقوة حين رأت عينه تتوجه نحوها ل تسرع هي تشيح برأسها عنه تنظر الي زينة التي انتقلت بجوارها و ذهب الجميع الي الاستقبال عدا هي و زينة و بعد من الاقارب و عمتها أيضا استمعت مرة اخري ل ضجيج ينبه عن خروج شقيقتها ل اتمام عقد القران شعرت بان انفاسها ترتفع لاهثة و الروح تسحب من جسدها بتروي ل تنظر الي عمتها و هي تقول بهدوء  
 هدخل اعمل حاجة بسرعة علي ما هما يخلصوا الاجراءات دي يا عمتو
هزت عمتها رأسها ل تهب هي واقفة منسحبة نحو الداخل و هي تشعر و كأن الارض تدور اسفل قدمها ل تسرع زينة خلفها دلفت الي غرفتها وقفت تستند علي وحدة الادراج واضعة يدها علي صدرها تتنفس بصعوبة و قلبها يزداد من دقه حتي شعرت ان جسدها ينبض بالكامل بدأت الدنيا تدور بقوة من حولها حتي انها تري زينة انها تتحدث و لا تسمع الي حرف مما تقول لم تعد تتحمل ل تسقط مغشي عليها و حاولت اللحاق بها زينة الا انهم وقعا بالارض تحولت ملامح زينة الي الخۏف و هي تنظر الي بشړة فيروز الشاحبة ربتت علي وجنتيها تحاول افاقتها و لكن بلا فائدة دارت عينها بالغرفة حتي وجدت قارورة مليئة بالماء ل تسرع راكضة اليها ټغرق يدها بالماء و تربت علي وجه فيروز و هي تردد اسمها پخوف شديد و كررت هذا عدة مرات حتي فاقت فيروز تفتح عينها ببطئ ل تتنهد زينة براحة و هي ټحتضنها ل تبدأ هي بالبكاء بقوة كما لم تبكي من قبل و هي تهمس بتقطع  
 مقدرتش يا زينة احساس وحش اوي حسيت قلبي هيوقف مقدرش اتحمل يا زينة مقدرش
زادت من بكاءها الحاد و بدأت زينة تبكي معها و هي تقول  
 ابوس ايدك متعمليش في نفسك كدا ھتموتي نفسك هو ميستهلش اللي بتعمليه في نفسك دا
ابعدت هي عنها قليلا تشير الي قلبها و هي تقول بنبرة باكية مټألمة  
 دا حتة من روحي يا زينة
مسحت زينة دموعها و هي تنظر اليها قائلة باصرار و حزم  
 لازم تخرجي عشان اهلك لازم تبقي قوية يا فيروز لازم تعيشي عشان ټنتقمي منه قومي معايا
امسكت بها تساعدها علي القيام و تبدأ بالترتيب من هيئتها و هي تقول بقوة كي تستمد هي تلك القوة منها 
 مفيش انسان بېموت بفراق انسان كان زماني مېتة من زمان لكن انا عايشة اهو اقوي قوي نفسك بربك و بس هو اللي هيفضل معاكي دايما
امسكت بها تخرجها من الغرفة و هي تحاول الا يظهر عليها الاعياء او اي تعبير اخر ل ترن تلك الجملة بأذنها ك الطبل المأذون خلص كتب الكتاب اصبحت شقيقتها زوجته رسميا و علي حسب الاتفاق ستكون زوجته بالفعل بعد اسبوعان من الآن اغمضت عينها بقوة و خرجت منها شهقة مټألمة ل تنظر اليها زينة قائلة  
 لازم تباركي لاختك يا فيروز عشان اهلك و كدا مينفعش
هزت رأسها بطاعة و ولجت الي داخل الغرفة الموجودة بها شقيقتها و زوجها رسمت ابتسامة مصطنعة باتساع تحاول ان تستمد قوتها من حديث زينة ل تقترب من شقيقتها ياسمين ټحتضنها و هي تمطرها بكلمات التهنئه لتلتفت اليه و قلبها يدق بقوة شديدة قائلة تلك الجملة التي هزت كيانه و جعلته يتخلي عن الجمود ل يصبح ذات تعبير اخر اقوي من كونه أطلق عليه الڼار  
 مبروك يا جوز اختي ربنا يهنيكوا
ابتلع ريقه بصعوبة و قد اصبح وجهه ذات تعابير متخالطة ل يتحدث بعد لحظات طويلة من النظر الي صمودها و تعابير وجهها المبتسم  
 الله يبارك فيكي
خرجت من الغرفة تتنفس الصعداء بعد ان كبحت أنفاسها ل يتوجه نحوها والدها و هو يقول بحنو 
 عقبالك يا حبيبتي
اسرعت تحتضن والدها حتي تشعر بألامان ل يهمس والدها بهدوء  
 ما تفرحينا انتي كمان بقي علي كل شوية يكلمني لسة مكلمني
دلوقتي
ابتعدت عنه و هي تقول بجدية  
 معلش يا بابا انا مش عايزة اتجوز
 يعني اية مش عايزة تتجوزي انا لازم اطمن عليكي قبل ما اموت
اسرعت هي تقول بلهفة  
 بعد الشړ عليك يا بابا متقولش كدا انا ليا مين في الدنيا دي غيرك
مسد والدها علي رأسها و هو يقول 
 عشان كدا يا حبيبتي عايز يبقالك ضهر من بعدي يقف جنبك
ربتت هي علي كتفه بابتسامة قائلة  
 سيبني بس شوية يا بابا انت عايز تخلص مني اصبر شوية
ل يضحك اكرم و هو يقول بمشاكسة  
 يا قوية الواد بقاله ٣ سنين زي الفرخة الدايخة و الله صعب عليا
تعالت ضحكتها علي حديث والدها و تعابير وجهه المشاكسة ل يحاوط والدها كتفها و يسير بها لكي تجلس بجواره و هي لم تنتبه انها نفس الغرفة الجالس بها شهاب ل تتحدث هي بمزاح ل والدها  
 صعب عليك بردو و لا عايزني اوافق
وجدت والدها يشير اليها متحدثا ل أحدهم  
 البت دي ذكية جدا و فهماني
التفتت ل تجده يتحدث الي شقيقتها ل تنتبه الي انها تجلس امام شهاب ل تنظر الي والدها و هو يستمع الي رد ياسمين التي هتفت  
 انت بتقنع مين دي دماغها حجر
ضمھا والدها اليه و هو يقول  
 حبيبتي دي اللي هتسمع كلامي و تفرحنا بيها  خلاص بقي الواد ھيموت مش كفاية عليا كدا و لا اية يا شهاب
انتبه شهاب الي توجيه الحديث له فقط مندمج بردة فعلها تتحدث مع والدها و كأنها بدأت الاقتناع اين ذهب حبها له ابتسم داخله بسخرية و لكنه جعلها هي من تبتسم بسخرية حين قال هو ببرود  
 البنات لازم تقتنع بالشخص اللي هتعيش معاه يا عمي
 خدي اللي يحبك و متخديش اللي بتحبيه
اطلقت تلك الجملة والدتها التي دخلت للتو الي الغرفة تلقي تلك الجملة العفوية الشهيرة ل تنظر اليها فيروز و هي تقول بلهجة ذات مغذي  
 تصدقي اول مرة اعرف معناها يا ماما
اسرع والدها يقول  
 يعني موافقة علي علي
تنهدت بضيق من كثرة الحديث بهذا الموضوع ل ترد هي قائلة  
 بعد فرح ياسمين و نرتاح بقي من الهيصة دي اوعدك اني افكر يا بابا علشان ساعات تكتشف ان ربنا عايزلك الاحلي
وقف والدها عن المقعد و هو يشير الي الجميع و كأنه يشهد الجميع علي حديثها قائلا  
 ادام الكل اهو بعد فرح اختك اخد منك رد
وقفت هي الاخري عن المقعد و هي تقول بهدوء  
 حاضر يا بابا علي شخص كويس و يستحق ان الواحد يفكر مليون مرة قبل ما اخد قرار
الفصل الثالث 
انتهت من ارتداء فستانها المطرز باللؤلؤ الصغير اللامع الذي يعطي مظهر جذاب بثوبها الوردي الذي ينسدل برقة علي جسدها وقفت أمام المراه الطويلة التي أظهرتها كاملة تنظر إلي نفسها عدلت من هيئتها و من ثم امسكت خصلات شعرها السوداء تعقصه علي هيئة كعكعة فوضوية وجهها لا يفسر فقط أمسكت فرشاه صغيرة مخصصة لوضع مستحضرات التجميل اغرقتها بعلبة يوجد بها لون بني فاتح أغمضت جفن عينها الايسر و هي تضع الفرشاه ل ترسم وجهها بمهارة فتحت عينها تنظر إلي نفسها  صكت علي أسنانها و قد التمعت عينها بدموع علي وشك السقوط ل تمسك بالفرشاه المغمسة بالوان مستحضرات التجميل ل تمرر علي وجهها بالكامل في هستيرية و هي تأن پألم شديد يجتاح قلبها ل تصرخ و هي تلقي ما بيدها علي الارض نظرت إلي نفسها بالمراه لطمت وجهها بيدها بقوة و هي تهذي بزئير مټألم تتزين لكي تذهب ل زفاف من تحب في صمت و من من شقيقتها !! و بهسترية وقفت مرة أخري تتمايل أمام المراه و تدور حول نفسها پجنون ل تضحك و هي تأخذ قلم صغير ل أحمر الشفاه الأحمر الزاهي و تخطط به علي وجهها مرة أخري و هي تضحك ألقته علي اخر ذراعها و هي تنظر إلي نفسها كيف شوهت نفسها و
اصبحت بشعة للغاية مررت يدها علي وجهها بقوة و هي تدمج هذه الألوان علي وجهها و تضع يدها علي المراه حتي تتلطخ بالالوان حالة هستيرية أصابت قلبها المټألم اغمضت عينها ل تسقط دموعها الساخنة تزين وجنتيها دموع انثي اقهرها الحب و كسرها المحب و غاصت پألم الحياة لم تنطق بحرف واحد لم تظهر شئ ل أحد لكن بالفعل تذهب الي زفافه كم تشعر أن ألم قلبها لن يشفي ابدأ تشعر أنها تعيش ك المۏتي بدنيا الاحياء وضعت يدها علي قلبها الذي يعتصره الألم بشدة تأوهت و هي تقع علي ركبتيها  في حين طرق الباب و دلفت صديقتها علي الفور شهقت و هي تجدها بهذا المظهر ل تلقي حقيبتها و تركض إليها تجلس بجوارها و هي تضع يدها علي كتفها قائلة بلهفة  
 فيروز
التفتت إليها فيروز بأعين خاوية و وجهه لا يظهر علي تقاسيمه سوا الۏجع نظرت إليها طويلا حتي ارتجفت شفتيها و بدأت بالبكاء مرة أخري بصوت مسموع أسرعت زينة باحتضانها لترتمي الاخري باحضانها تبكي و تشهق و تنوح و تخرج آه مؤلمة من أعماق قلبها الممزق تحدثت اخيرا من بين شفتيها بشهقات متلاحقة و دقات قلبها العالية الذي تنبأ أنه سينخلع من بين ضلوعها  
 قلبي يا زينة قلبي بيوجعني اوي
أدمعت عين زينة و هي تبعد فيروز عنها تنظر إلي وجهها الملطخ بالالوان لتمسحه بسبابتها و هي تقول بحزن  
عشان خاطري متعمليش في نفسك كدا يا فيروز
انزلت رأسها الي الأسفل تبتسم و هي تبكي و تقول بهذيان  
مش هعمل حاجة خالص انا اصلا عايشة في الدنيا دي ضيفة
رفعت رأسها الي صديقتها تنظر اليها و من ثم تضحك بهسترية و هي تقول من بين ضحكتها  
 تصوري حتي علي الدنيا فيروز ضيفة شرف بكره نفسي اوي و بكره اليوم اللي قلبي دق لحد زيه و بكره اليوم اللي سمعته بيقولي هاجي اتقدملك
ل تعتدل جالسة علي ركبتيها أمامها و هي تقول بمشاعر مختلطة و وجه لا يتفسر  
كنت ھموت من الفرحة
امسك بيدها تضعها موضع قلبها و هي تقول  
قلبي كان زي دلوقتي بينط من مكانه
ابعدت يدها و هي تنحني الي الأمام تتكأ علي يدها و هي تقول پبكاء  
بس مرة كانت فرحة و المرة دي كسرة مکسورة يا زينة اختي و هو مع بعض
لتصرخ هي بقوة قائلة  
طب لية من الاول اهتم بيا لية من الاول بين حبه ليا كان بيحسسني اني الوحيدة الموجودة في الدنيا لية قالي هيجي يتقدملي انا لية
رفعت رأسها و عينها لازالت تذرف الدموع بقوة و هي تهز رأسها بنفي و عدم تصديق  
ياسمين كانت عارفة مشاعري من ناحيته كانت عارفة و الله العظيم انا ما زعلانة من اختي
أشارت إلي نفسها و هي تقول  
انا زعلانة من نفسي اوي
احتضنتها زينة بقوة و قد بدأت دموعها في السقوط لتبكي فيروز هي الأخري بقوة أكبر و هي تهمس  
طب لية يكدب عليا لية يا زينة انا عملتله أية بس
مسدت زينة علي ظهرها برفق و هي تقول بتساؤل  
 و انتي وافقتي علي علي لية يا فيروز بس طالما انتي عاملة كدا
ازاحت دموعها و هي تنظر اليها ك المذنبون قائلة بصوت خاڤت من كثرة البكاء  
 كنت بعمل نفسي مش هاممني انه قدامي كنت بوريله اني بفكر في غيره و مش فارقلي بس انا اضعف من كدا بكتير يا زينة
وقفت زينة و امسكت بيدها برفق حتي وقفت ل تمسك بكتفها بعد ان وقفت امامها تتحدث اليها تدفعها ان تكون بتلك القوة مرة اخري  
 لازم تفضلي كدا قدامه لحد ما تخرجيه من جواكي لازم تبقي قوية يا فيروز يلا اغسلي وشك كدا و فوقي و كملي لبس و ميكاب و ابقي زي القمر مش مکسورة و لا ضعيفة عشان نروح لاختك و نركب معاهم في عربيات الزفة كمان  يلا
دفعتها نحو المرحاض ف هي قادمة اليها لانها كانت تعلم انها ستعاني الكثير اليوم و عندما اقتربت من المنزل هاتفتها السيدة هناء والدت فيروز لكي تتعجلها لانها لا ترد علي
مهاتفتها بعد إصرارها ان ترتدي ملابسها بالمنزل متحججة انها ستكون اكثر حرية تنهدت زينة و هي تعلم ان صديقتها تريد الاختلاء عنهم ټدفن نفسها بقوقعة احزانها
وصلت القاعة المقيم بها عرس شقيقتها بعد ان تفاجأت انهم كأنه يخططون ل تكون بالسيارة مع علي ل زيادة تقاربهم انتهت مراسم الاحتفال بالسيارات و الاغاني حاولت تجنب النظر اليهم بجوار بعضهم و استطاعت ان لا تري وجهه تحمد الله لم يزداد ألمها اضعاف مضاعفة ان رأته امامها بكامل أناقته و ب ازهي صورة له اغمضت عينها بشدة و هو تتنفس بقوة تدعو ان يمنحها الله القوة ل تكمل الساعتين علي خير 
ذهبت الي والدها الواقف باستقبال المدعوين قبلت وجنته علي حين غرة ل يلتفت والدها ينظر اليها مبتسما بحب ل يتأمل هيئتها الاكثر من رائعة تبدو ان صغيرته اصبحت فتاه بالغة ناضجة في اوج سنوات شبابها تبدو رائعة ل يتحدث بتأثر قائلا  
 بسم الله ما شاء الله زي القمر يا حبيبتي
احتضنت والدها ضاحكا بسعادة ثم ابتعدت قائلة بمزاح  
 انا بردو اللي قمر يا قمر انت
قرص وجنتها اليمني و هو يضحك قائلا  
 يلا ادخلي جوا القاعة يا عروستنا القادمة
نفت بسبابتها و هي ترفع حاجبها الأيسر بمشاكسة قائلة بمرح  
 مش هتعرف تخلص مني يا باشمهندس
ضحكت و هي تدلف الي داخل القاعة تتحاشي النظر اليه بدأت بمصافحة الاقارب و المعارف حتي جلست بجوار زينة تتنفس بقوة و هي تهمس  
 بحاول اني مشوفوش
 كويس
نطقت زينة مؤيدة لها تشجعها علي الاستمرار ل تتحدث مرة أخري متسائلة بلهفة  
 هو شكله حلو 
نظرت اليها زينة بغيظ و هي تنكزها بذراعها و هي تقول بلوم  
 بطلي تبقي مهزأة يا بنتي بقي
عدلت من هيئة حجابها و هي تنظر الي علي الذي يحوم حولها بضيق ثم نظرت إليها من جديد قائلة  
 هو التنح دا مش هيحل عني امتي
اخرجت زينة هاتفها من حقيبتها و هي تقول  
 ما انتي لازم تحددي موقفك مع باباكي عشان يبعده عنك لو موافقتيش
نظرت إلي هاتفها تبحث به قليلا و هي تقول بعد تنهيدة طويلة  
 حسام مبيردش بردو يا فيروز انا ھموت من القلق عليه
ربتت فيروز علي كتف زينة و هي تقول بحزن  
 معلش يا زينة اكيد هيرجع البيت متقلقيش اكيد هو مضايق دلوقتي سبيه براحته لحد اما يهدي
تنهدت زينة بثقل و هي تنظر الي الامام ل تنتبه الي ياسمين التي تشير نحو فيروز ل تلتفت الي فيروز و هي تقول بضيق  
اختك بتنادي عليكي
نظرت فيروز نحوها و لكن وقعت عينها عليه تلاقت اعينهم للحظات توقف بها قلبها عن الخفقان وسامته جذابة ل درجة افقدتها القدرة علي السيطرة عن قلبها و علي بصرها ف بقت تحملق به تتفحص هيئته دون وعي منها ل تتنفس الصعداء قبل ان تبتلع ريقها تبعد بصرها عنه تنظر الي زينة و هي تنفس بانتظام حتي تهدئ و من ثم نطقت بهدوء و ثبات مصطنع  
 انا هروح اشوف ياسمين عايزة اية
هزت زينة رأسها بايجاب و هي تحاول محادثة حسام مرة اخري تقدمت فيروز من شقيقتها متجاهلة تماما وجوده انحنت بجوار شقيقتها و هي تعدل من وضع حجابها ل تتحدث ياسمين بلوم و نبرة خبيثة قائلة  
 كدا سيباني لوحدي و قاعدة مع زينة يا روز
ابتسمت فيروز و هي تربت علي كتفها قائلة بهدوء  
 مانا معاكي اهو يا ياسمين و اصحابك حواليكي كمان
وقفت فيروز معتدلة و هي تمسك بيدها ل تقف معها و هي تقول بمرح  
 طب قومي يا عروسة
وقفت ياسمين معها ل يقف شهاب يمسك بيدها و هو يقول بجمود  
 اقعدي مكانك
ابتسمت فيروز ساخرة و هي ترفع حاجبها لاعلي و من ثم تجذب ياسمين مرة اخري قائلة بنبرة حادة  
 دا فرحها يا جوز اختي متخافش مش هنخلي حد يبص عليها هندريها
ل تضحك ياسمين و هي تنظر اليه قائلة  
 اصل شهاب بيغير عليا اوي
تجاهلت فيروز كلماتها و سحبتها معها للرقص مع فتيات العائلة و الصديقات و بدأت فيروز بالرقص معها و
الغناء و التمايل و اشارت الي زينة ل تنضم اليها ف هي ستكون دعم لها و هذا سبب هام جدا من اسباب الصداقة ان نكون لهم يد العون و المساعدة في جميع الأوقات
تقدم شريف شقيق شهاب و تؤامه الغير متماثل ف شريف اقصر من شهاب و انحف منه يمتلك اعين عسلية مائلة الي الاخضر عكس اعين شهاب السوداء اقترب من شقيقه و هو يراه جالس بلا هوادة يبدو عليه الڠضب و بدأ الجميع يلاحظ ذلك امسك بيده ل يجذبه معه الي الاصدقاء و هو يهمس له  
 افرد وشك الكل ملاحظ التكشير دي يقوله اية مڠصوب
ل يتحدث شهاب پغضب و هو يبعد يده عنه  
 الله يخربيت الساعة اللي سمعت كلامك فيها يا اخي انا غلطان الحق عليا مش عليك
تلفت شريف حوله يتأكد من كون هناك احد استمع اليه ام لا و لكنه تنهد بهدوء و هو يجذبه نحو المراحيض الخاصة بقاعة الحفل وقف شريف أمامه و هو يجده يتنفس بصعوبة واضعا يده علي صدره ل يربت علي كتفه و هو يقول بتعقل  
 اهدي بس يا شهاب المفروض متعملش كدا انت في فرحك يا بني
ضغط شهاب علي صدره اكثر حين داهمه الألم بقوة ل يتحدث بقلب مفتور 
 حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل انت فاكر اني مش شايف نظرتها ليا بقيت ازاي انت فاكر اني مش فاهم هي من يومها عاملة ازاي انت فاكر اني مصدق اللامبالاه اللي هي فيها انا عارف انها موجوعة عارفة انها مصډومة عارف كل حاجة حست بيها انا ربنا هينتقم مني لأجلها
تلفت شريف حوله و حين لم يجد احد حوله ل يصك علي اسنانه و وكز شقيقه بصدره بقوة و هو يقول پغضب  
 و انت كنت عايز تعمل اية بعد اللي حصل انت مچنون انت مكنش ينفع تعمل غير كدا
ل يطرق بقوة علي ذراعه و هو يقول بنبرة حادة  
 روح جنب عروستك و اياك تبين قدام حد اي حاجة انت فاهم
اغمض شهاب عينه پغضب و هو يقول  
 اتصرف و قعدها ياما هطربق الفرح علي اللي عملينه و عليا و علي اعدائي
رفع شريف يده امام وجهه شقيقه و هو يصيح قائلا بصوت جعله خاڤت الي حد كبير  
 اتكتم و انا هتصرف و فك وش امك دا متفضحناش عمك اقسم بالله انه هيقول لابوك كل حاجة لو عملت حاجة
ل يتنفس هو بثقل و هو يدفع شقيقه ل يتقدم فاعلا اي شئ فقط ل تجلس فيروز لا يريد رؤيتها تقف و الاعين ترصدها لا يريد ان يراها تتمايل أمام اعين الجميع و هو عاجز عن فعل شئ تقدم شريف الي منظم الحفل يطلب منه ان يشعل الارجاء بالشباب و للفتيات ان تجلس و ان تصبح كل الفقرات ل اصدقاء العريس فقط  طلب منظم الحفل من الفتيات ان تجلس و انتشر الشباب بقاعة الحفل محتلين إياها بين الرقصات و الغناء و الاحتفال بشهاب حتي انتهي الحفل و بدأت الموسيقي المودعة للعروسين تقدم السيد محمود عم شهاب يقف أمامه يربت علي كتفه و هو يقول بهدوء  
 ربنا يهديك و يهنيك بعروستك يا شهاب
 شكرا
رد شهاب بأقتضاب و يظهر علي ملامحه الضيق الشديد منه ل يميل محمود هامسا هو الاخر بضيق  
 بطل بجاحة و اتلم انا لسة مقولتش لابوك حاجة ف لم الدور و كفاية اللي عملته
لم يرد شهاب عليه انما جذب المجاورة له تبتسم باتساع و هي تعلم ما الحديث الدائر بينه و بين عمه ساعدها تصعد الي السيارة و صعد الي جوارها القي نظرة اخيرة علي تلك الواقفة بأعين حمراء ك الډماء
مع ابتسامة مصطنعة باتساع تحاول أن لا تجعل احد يشعر بما بداخلها في حين صارت السيارة مبتعدة عن قاعة الحفل تارك خلف ظهره قلب جريح ك طائر اصيب لتوه و لا سبيل ل نجاته شعرت فيروز بمن يحتضنها من كتفها نظرت ل تجدها زينة التي لم تتركها و لو للحظة واحدة فقط و تحدثت بمرح  
 بقولك
اية باتي عندي النهاردة اهو نفضل نتكلم و نضحك طول الليل و ننسي القرق اللي احنا فيه يا اوختشي
ضحكت فيروز بخفوت و هي تربت علي يدها قائلة بأسف  
 مش هينفع يا زينة اسيب بابا و ماما لوحدهم مش كفاية زعلانين علي فراق ياسمين
تحكمت زينة بذاتها قبل ان تلفظ بكلمة بذيئة و هي تقول  
 انتي محسساني انها مهاجرة دي في العمارة اللي جنبكوا دي في الشقة اللي لازقة فيكوا يا بنتي بقولك اية بطلي حجج انا هروح اقول لعمو
ذهبت تاركة اياها قبل ان تتحدث بكلمة ل تذهب تأخذ الأذن من والدها الذي وافق بعد الحاح منها ل يأخذهم معه لأصالهم الي منزل زينة
فتح باب المصعد ل يخرج منه شهاب العاقد ما بين حاجبيه بحدة خلفه ياسمين التي تمسك بفستانها الطويل فتح باب الشقة و تركها خلفه بعد ان دلف هو الي الداخل دون كلمة يلقي بنفسه علي اقرب مقعد له يغمض عينه بقوة يتنهد بثقل ل تدلف هي الاخر غالقة الباب خلفها وقفت هي امامه فتح عينه ناظرا اياها باشمئزاز من اعلي الي أسفل ل يتحدث بنبرة حادة جعلت منها تشعر بالتوتر و تصيبها ارتجافة ببدنها  
 واقفالي كدا لية عايزة اية تاني ما تغوري في اي داهية
رسمت الحزن علي وجهها و جلست علي المقعد المجاور له و هي تقول بدلال  
 اخس عليك يا شهاب بتزعقلي في اول يوم لينا مع بعض
امسك بذراعها بكل ما داخله من حقد و كره اتجاهها ينظر اليها بأعين تقدح شرارا و هو ېصرخ بها پغضب  
 انتي هتستعبطي انتي عارفة اني لا طايقك و لا طايق ابص في خلقتك و احسنلك تبعدي عن وشي انتي سامعة
القاها من يده پعنف ل تتأوة هي مټألمة و من ثم وضعت يدها علي بطنها قائلة  
 براحة يا شهاب انت مچنون انا حامل  و متعاملنيش كدا انا ابقي ام ابنك
هب هو واقفا ل تتراجع هي للخلف قليلا پخوف ل ينحني بجذعه العلوي اليها يستند علي مرفق المقعد يضيق عينه پحقد عليها و هو يقول من بين أسنانه  
 لو بأيدي هموته و مش عايزك ام ابني انا بكرهه عشان منك
استقام يلتفت متجه الي غرفته الا انها وقفت هي الأخري تتحدث پحقد يكاد ېقتلها و كره يملئ قلبها حتي شكل غمامة سوداء يجعلها لا تري امامها اي شئ سوا الحقد و الكره و الغيظ و هي تنطق قائلة  
 بس لو من الست فيروز كنت حبيته مش كدا
اغمض عينه مټألما يضع يده علي قلبه الذي يعتصره الألم ل يفتح عينه يلتفت اليها و هو يقول بقوة و صوت حاد  
 ايوة كنت هحبه عشان ابنها عشان حتة منها عشان نضفتها و طاهرتها
نظرت حولها پغضب تريد ان ټحطم اي شئ ل تهدئ تلك النيران بقلبها انحنت تمسك بمزهرية تلقيها علي اخر ذراعها ل تتحطم الي فتات و هي تصرخ بصوت عالي غاضب و هي تتنفس بقوة 
 فيروز دي اكتر واحدة في الدنيا بكرهها بتحبوها علي اية علي عيونها اللي هبلاكوا و لا قوامها فيروز مش بالطاهرة اللي بتتكلم عليها بيها دي دي غبية غبية
ارتفع جانب شفتيه بابتسامة محتقرة و هو يقول بسخرية  
 هي بردو اللي غبية
تحولت ملامح وجهه الي شرسة أكثر و هو ينطق بكره  
 و انتي مريضة
الټفت مرة اخري يكمل سيره الا انها اسرعت خلفه تمسك بذراعه باكية تقول برجاء  
 عشان خاطري يا شهاب انا بحبك ادينا فرصة تحبني زي مانا بحبك
ابعد يده عنها بحدة و قرب وجهه من وجهها ينظر الي عينها و ببطئ همس لها  
 و انا بقرف منك
تقدم نحو غرفته و قبل ان يغلق الباب نظر اليها من اعلي الي اسفل و قال باستهزاء  
 اه و ابقي اجري علي عمي قوليله علي اللي قولتهولك دا زي ما جريتي عليه كدا تقوليله انك حامل مني
مال برأسه الي اليمين و هو يضيق عينه قائلا  
 مع ان انا و انتي عارفين دا حصل ازاي
اغلق الباب بقوة بوجهها ل تسرع
نحو باب الغرفة تطرق عليه و هي تقول بشراسة من داخل قلبها الحاقد المليئ بالغل  
 حبها براحتك كدا كدا عمرها ما هتبص في وشك تاني انا عارفاها كويس و انت كمان عارفها عمرها ما هتسمع منك كلمة عمرها ما هترجع زي الاول حتي لو روحت قولتلها كل حاجة احنا معدناش ننفع غير بعض فاهم
زمجرت بقوة من قلبها و ذهبت الي الغرفة المجاورة في حين تسطح هو علي الفراش يشعر بأعياء شديد و يشعر ان قلبه سيخرج من محله مصدر دقات متتالية بقوة كبيرة ألمت صدره وضع يده علي قلبه و هو يغمض عينه يريد النوم و التخلص من هذا الألم الذي يفتك به و هو يهمس بكلمات اعتذار منبعثة من قلبه نحو معشوقته الوحيدة عيون الفيروز هو يعلم صدق حديث ياسمين انها لن تنظر إليه حتي بعد ذلك تنهد مرة أخيرة و هو يهمس پألم  
 انا اسف يا فيروز اسف
ابدلت فيروز ملابسها و جلست بارهاق علي الفراش بجوارها نظرت الي صديقتها و الدموع تلتمع بأعينها ل تبتسم ساخرة علي نفسها و هي تقول پألم مزق قلب الاخري من نبرتها التي تبث عن جرحها الغائر بقلبها  
 انا لسة بحبه يا زينة
شهقة بقوة ب بكاء ېمزق نياط قلبها و من ثم رفعت رأسها اليها و هي تهمس بشفاه مرتجفة بضعف  
 عارفة الايام دي عدت عليا ازاي عارفة انا عايشة ازاي و انا متخيلة كل يوم انه نايم و في حضنه اختي
اڼفجرت ب البكاء بقوة و هي تحاول كبح صوتها الا انها لم تستطع ل تبدأ بترك زمام الامور الي قلبها الذي يأن پألم ل تتقدم منها زينة و ټحتضنها بقوة تحتويها بين ذراعيها بحنان و هي تربت علي ظهرها تهمس بحزن شديد علي حالها الذي لم يتبدل يوم منذ خطبة شقيقتها  
 اهدي يا فيروز عشان خاطري هو اللي واطي و جبان خان كل اللي بينكوا
ل ترفع رأسها و هي لازالت تحتضن زينة ل تقول بتشتت و ضياع  
 ايوة لية عمل كدا لية يعمل معايا كدا  طب لية اختي تعمل معايا كدا يا زينة لية يخنوني كدا يا زينة انا بحبهم اوي لية يا زينة
انخرطت بالبكاء مرة أخرى و هي ټحتضنها ل تغمض زينة عينها ل تسقط منها دمعة علي وجنتها و هي تقول بهدوء  
 فوضي امرك لله يا فيروز ربنا ياخدلك حقك منهم انتي مغدرتيش بحد بالعكس هما اللي غدروا بيكي
ابتعدت فيروز عنها تمسح دموعها و هي تقول بهدوء  
 لا مش عايزة يحصلهم ربنا يسعدهم
دفعتها زينة برفق و هي تقول بغيظ 
 هتشليني اوعي
وقفت تتأفف رافعة خصلاتها المتمردة الي الاعلي و هي تقول  
 انا هروح اجيب اكل و عصير و نتفرج علي فيلم حلو كدا و نروق دماغنا من كل دا بلا رجالة بلا قرف
ما ان انتهت من جملتها حتي صدح صوت هاتفها بالغرفة يعلن عن اتصال ل تتحدث بلهفة  
 حسام
اڼفجرت فيروز ضاحكة علي مظهرها بعد أن كانت تمثل دور المرأة القوية نكزتها زينة بضيق و هي تأخذ الهاتف من اعلي وحدة الادراج بجوار الفراش فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تقول سريعا بابتسامة متسعة  
 حسام انت فين مبتردش عليا لية
استمعت الي تنهيدة طويلة منبعثة منه و من ثم تحدث قائلا  
 انا تحت في البيت لقيت مسدجات منك كتير قولت يمكن يهمك
 طب كنت فين اليومين دول
صمت بعد ان استمع اليها قليلا ثم استمعت الي صوته يصدح بالطرف الآخر قائلة  
 مش مهم بس لو عايزة تعرفي عايز اعرف قبلها اية اللي حصل و اية اللي امي قالتهولك  سلام
اغلق الهاتف ل تنظر الي فيروز و هي تضع الهاتف اعلي وحدة الادراج مرة أخرى تقول بهدوء  
 عايز يعرف اللي مامته قالتهولي
اجابتها فيروز ببساطة  
 طب ما تقوليله يا زينة ما هو لازم يعرف اللي عملته مامته يا بنتي
قضمت اظافرها و هي تقول  
 ما هو انا غلطانة يا روز بردو انا صدقت و حتي مسألتوش الكلام دا صح
و لا غلط لو عرف اني صدقت فيه كدا ممكن هو اللي يبعد عني
عقدت فيروز قدمها أسفلها و هي تقول بهدوء  
 بصراحة يا زينو هيبقي عنده حق لان كان لازم تقوليه و تسأليه و انا قولتلك و انتي مش بتسمعي الكلام
هزت زينة رأسها بايجاب ثم همست بتعقل  
 عندك حق كان لازم يعرف
تأفقت و هي تقف تخرج من الغرفة و هي تقول  
 انا هروح اجيب الحاجات و انتي افتحي اي فيلم بقي كوميدي كدا اللاب عندك اهو و هنهيص للصبح عشان دماغي خلاص مش عايزة افكر تاني ابدا النهاردة
بعد ان قضت سهرتها برفقة صديقتها التي هونت عليها يوم لم يكن ل يمر دونها لقد هونت عليها صعوبة ذلك اليوم دلفت الي منزلها مغلقة الباب ل ينتبه اليها والدها الذي يجلس علي مقعد بالردهة يمسك بهاتفه ل يبتسم و هو يقول  
 صباح الفل يا حبيبتي تعالي
اسرعت تحتضن والدها و هي تجلس علي مرفق المقعد و هي تقول مقبلة وجنته  
 صباح النور يا حبيبي وحشتك صح
وضع هاتفه علي المنضدة و هو ينظر اليها قائلا بخبث  
 لا كنت بتعود عشان لما تتجوزي و تمشي تروح بيت علي
انكمشت ملامحها بضيق و هي تقول بحزن  
 كدا يا بابا ماشي شكرا و انت كمان علي فكرة موحشتنيش
ضحك هو عاليا و هو يربت علي كتفها قائلا  
 و انا اقدر ميوحشنيش القمر بتاعي يعني
 بس تعرف كويس يا بابا انك فتحت موضوع علي كنت عايزة اتكلم معاك شوية
قالت بعد ان حسمت امرها بالرفض القاطع ل زواجها منه ما كادت ان تكمل حديثها حين اشار إليها والدها بالتحدث و هو ينظر اليها باهتمام الا ان صوت والدتها التي رحبت بها من الخلف اخرجها من الحديث بجدية  
 روز جيتي يا حبيبتي
ابتسمت فيروز و هي تذهب نحو تقبل وجنتها و هي تقول  
 ايوة يا ست الكل
 كويس انك جيتي يا حبيبتي عايزاكي تودي حاجات لاختك نسيتها
قالت والدتها جملتها و هي تتجه الي محل حقيبة سوداء تحملها و تمدها نحو فيروز التي بهتت و شحب لونها و هي تقول  
 ما تروحي انتي يا ماما انا مش عايزة اروح عايزة انام منمتش من امبارح
تنهدت السيدة هناء و هي تقول بهدوء ناظرة الي زوجها  
 ابوكي مش راضي يخليني اروح اتكلم يا اكرم
الټفت اليها والدها يتحدث إليها بجدية  
 معلش يا روز روحي انتي يا حبيبتي لا انا و لا امك هنروح عند اختك اليومين دول خليهم براحتهم شوية انتي روحي اديها الحاجات دي من علي الباب و تعالي
اهتزت بؤبؤت عينها و هي تقول برجاء  
 مش عايزة اروح يا بابا عشان خاطري
امسكت والدتها بيدها تجعلها تمسك بالحقيبة و تربت علي كتفها قائلة  
 معلش يا حبيبتي دا صد رد و هي في العمارة اللي جنبنا اهي مش هتأخد دقيقتين و تعالي نامي
نظرت اليها فيروز بقلة حيلة و هي تهز رأسها بايجاب قائلة  
 حاضر يا ماما
فتح الباب و خرجت ذاهبة نحو شقة شقيقتها اضطربت انفاسها و هي تري ان المصعد يقترب من الطابق الخامس ابتلعت ريقها بصعوبة حين فتح باب المصعد أمام الشقة تماما تقدمت نحو الشقة و هي تدعو ان لا تقابله ابدا طرقت الباب بضعف ل تغمض عينها تضغط علي جرس الباب استمعت الي صوت فتح الباب فتحت عينها ببطئ ل تتنهد براحة حين وجدتها ياسمين ل تمد يدها بالحقيبة و هي تقول برسمية  
 ماما بعتالك الحاجات دي
امسكت ياسمين بالحقيبة تضعها امام الباب من الداخل و من ثم تنظر إليها بأعين شامتة قائلة بخبث 
 ازيك يا فيروز و الله وحشتيني
 شكرا
اجابت فيروز بأقتضاب و ما كادت ان تغادر الا ان تحدثت ياسمين مرة اخري قائلة بميوعة زائدة
 معلش بقي مش هعرف اقولك ادخلي اصل احنا عرسان جداد و قاعدين براحتنا اكيد مقدرة مش كدا يا حبيبتي
ابتسمت فيروز ببرود و هي تهز رأسها قائلة  
 مين قال اصلا اني كنت هدخل
رفعت رأسها شامخة ذلك ينافي الي قلبها الذي يدق
پعنف و كأنها ضړبتها في مقټل بحديثها لكنها تحدثت بثقة اصطنعتها هي قائلة  
 اصل عايزة اقولك ان الملايكة مبتدخلش مكان فيه شياطين
التفتت مغادرة دون اي كلمة اخري ل تصك الاخري علي اسنانها بغيظ ل تدب بقدمها علي الارض پغضب حين اغلق باب المصعد ل تدلف الي الداخل غالقة الباب خلفها بقوة بوجه يشع بالحرارة من شدة العصبية
الفصل الرابع
أغمضت فيروز عينها بتأفف داخلي و هي تضع الهاتف علي اذنها تستمع الي صوت زينة المضطرب الخائڤ من تلك المواجهة بينها و بين حسام تنهدت فيروز و هي تقول بضيق  
 ما تهدي شوية يا زينة هو هياكلك قوليله كل حاجة و خلاص
قطعت زينة الغرفة ذهابا و ايابا تقضم اظافرها و هي تقول  
 هيقتلني و لا اية
ضحكت فيروز و هي تفك فروة رأسها تقول بمزاح  
 لا يا حبيبتي مش هيقتلك هيبيعك قطع غيار
نظرت زينة بالمرآة تطلع الي هيئتها و الي موضع الحجاب اعلي رأسها تنهدت و هي تقول  
 طب افرضي زعل مني مش عارفة يا روز انا خاېفة
 تشجعي يا زينو خليكي تخلصي الحكاية دي
قالتها فيروز و هي تتسطح علي الفراش تعبث بخصلات شعرها بتسلية في حين اغمضت زينة عينها تستعد للخروج و مواجهة حسام الجالس بالردهة ل تتحدث قائلة بهدوء رغم ارتجافة قلبها  
 انا هخرج و هقوله و اللي يحصل بقي يحصل انا هقفل سلام يا روز
 ماشي يا حبيبتي ابقي طمنيني بعد ما يمشي
هزت زينة رأسها بايجاب و كأنها موجودة امامها و اغلق الهاتف ل تشرد فيروز الي نقطة ما و هي تقول بخفوت  
 ازاي يا زينة قدرتي تبعدي عنه بالسهولة دي دا الفراق اصعب من المۏت
تنهدت و هي تقف عن الفراش تخرج للحديث مع والدها قليلا ل يرتاح قلبها 
خرجت زينة و هي تتنفس بهدوء حتي وصلت الي المكان الموجود به حسام جالس مع والدها حمحمت و هي تضع يدها علي كتف والدها قائلة  
 السلام عليكم
الټفت اليها والدها و حسام معا يرددوا سلام الله عليها ل تجلس جوار والدها الذي ربت علي رأسها و هو يقول بهدوء  
 زينة يا حبيبتي حسام عايز يتكلم معاكي شوية و اية سبب رفضك ليه و انا هسيبك شوية مع حسام تتكلموا
وقف والدها عن المقعد يشير اليها قائلا بهدوء  
 انا قاعد قصادكوا اهو
هزت زينة رأسها بايجاب مبتسمة ل والدها بحب ل يذهب والدها يجلس علي أحدي المقاعد البعيدة عنهم ل يكونوا أمام ناظريه نظر اليها حسام و هو يتحدث قائلا  
 انا مش هسأل امي عن حاجة يا زينة انا عايز اسمع منك كل حاجة
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس  
 طيب احلف انك عمرك ما هتزعل مني و لا تلومني
نظر اليها مطولا نظرات ثاقبة يتفحص داخلها الشفاف بالنسبة له ثم هز رأسه بهدوء ل تغمض عينها بقوة و من ثم فتحت عينها قائلة  
 يوم ما جيت كلمت بابا علي خطوبتنا انا كنت مواففة و كنت هقول لبابا كدا بس طنط كلمتني و قالتلي انها عايزاني نزلت و انت كنت في المكتب او في المحكمة مش فاكرة قالتلي
صمتت تتنفس و هي تنظر الي هدوءه و سكونه و من ثم اكملت  
 قالتلي انك مكسوف تقطع الوعد اللي بينك و بين عمك و انك مش عايزني و انك مضطر تتمم الخطوبة عشان بابا بس و انها بتنصحني و بتوعيني عشان متكسرش قلبي
صمتت و هي تزيح دمعة وقعت علي كف يدها المرتجفة و من ثم رفعت رأسها اليه و هي تقول  
 و بعدين قالتلي انك مش هتعرف تقول لبابا كدا عشان ميزعلش و انك انت اللي قولتلها تقولي كدا عشان ارفض انا و انت متتحرجش مع بابا و انا  
 و انتي صدقتي ماما و قولتي لعمي انك مش موافقة
اكمل عنها دون تعبير يذكر ل تهز رأسها بايجاب بحزن و هي تقول  
 ايوة كل دا اللي حصل و طنط كانت بتتكلم بجد و كلام جرحني اوي و مش هقدر اكرره
نظر إليها و هو يصك علي اسنانه و عينه تضج ڠضبا ل يهب واقفا بحدة ل يرتجف جسدها من حدة وقفته ل تنظر اليه هامسة  
 حسام انا مغلطش انا مكنتش اعرف انك متعرفش حاجة عن الموضوع دا حتي لما جيت لبابا تاني افتكرت بردو عشان الكلمة اللي بين بابا و بين عمي الله يرحمه و انت من بعده
رمقها بطرف عينه و هو
يقول  
 و انا كنت فاكر اللي بينا اكبر من كلمتين تصدقيهم
وقفت هي الأخرى تنظر إليه قائلا  
 و انت عارف مامتك بتتكلم ازاي و عارف ان الكلام منطقي جدا بص انت عرفت اللي حصل كدا تمام
تقدم منهم والدها متسائلا بهدوء ينظر فيما بينهم  
 ها يا زينة اتفاهمتوا
نظرت الي والدها بحزن قائلة بنبرة مليئة بالاصرار  
 لا يا بابا بعد اذنكوا
ذهبت الي غرفتها و اغلقت الباب خلفها تأففت و هي تخلع حجابها پاختناق و تلقيه علي الفراش في حين استمعت الي صوت باب الشقة يغلق علمت انه خرج من الشقة
نظرت بثبات الي والدها الذي يتحدث اليها بتعقل منتظرة ان يكمل حديثه الي ان انهي حديثه مبتسما يربت علي كف يدها ابتسمت هي الاخري تبادله بسمته و هي تقول بهدوء و جدية  
 انا عارفة كل الكلام دا يا بابا انه ابن اختك و واثق فيه و كل دا بس لو عايزني سعيدة بلاش علي يا بابا عشان خاطري
تنهد اكرم و هو يحاوط كتفها يضمها اليه بحنان قائلا  
 يعني دا قرارك الاخير يا فيروز
هزت رأسها بايجاب سريعا ل يقبل والدها رأسها و هو يقول  
 خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي المهم تبقي مبسوطة انا هكلم علي و هقوله انك مش موافقة
ابتعدت عن احضان والدها ل تقبل وجنته بفرحة عارمة لكن تحولت ملامحها الي عبوث مرة أخرى حين نطق والدها بنبرته العابثة المعتادة هي عليها قائلا  
 بس في واحد شافك في فرح اختك و كلمني و بما انك رفضتي علي هتقعدي معاه يا روز
 واحدة قصاد واحدة يعني يا بابا
قالتها بحزن حتي يلين و لكنه هز رأسه بايجاب مؤكدا علي حديثها ل ينحني بجذعه العلوي حتي يلتقط هاتفه الموجود علي الطاولة يعبث به ل يجد رقم هاتف علي و هو يقول  
 و مفيش اعتراض احنا بعد ما نطلع رحلتنا بتاعت كل سنة هحدد معاه ميعاد يجي
ابتسمت فيروز و هي تلوح بيدها قائلة بفرحة  
 مش مهم الحكاية النكد بتاعت العريس المهم اننا هنطلع رحلة
وضع الهاتف علي اذنه مبتسما علي مظهر طفلته استمع الي صوت علي من الطرف الاخر ل يجيبه بهدوء  
 الو يا علي ازيك يا حبيبي عامل اية
صمت يستمع الي رده ل يهز رأسه يكمل حديثه قائلا  
 الحمد لله يا بني  المهم يا علي انا كنت عايز اقولك انك ابني زي ما فيروز و ياسمين بناتي
صمت مرة اخري يستمع الي رد علي ل تلتصق فيروز بالهاتف ل تري ماذا يقول لكنها لم تستمع الي شئ و دفعها والدها برفق يرمقها بحدة ل تجلس معتدلة متنهدة ل يتحدث اكرم قائلا  
 بص يا بني الجواز نصيب و نصيبك مش مع فيروز يا بني كل شئ قسمة و نصيب ان شاء الله تلاقي اللي احسن منها
اغلق اكرم الهاتف ل تصفق هي بسعادة قائلة  
 و الله فرحتي انه بعد عني هتخليني اعدي كلمة احسن منها دي يا بابا
قبل قمة رأسها و هو يقول  
 للدرجادي كنتي مضايقة انا مقدرش اشوفك مضايقة يا حبيبتي اللي يريحك المهم تبقي مبسوطة
جلست علي ركبتيها أمام والدها و هي تقول بحماس  
 و امتي هنطلع الرحلة بقي 
ابتسم والدها مجيبا بحنو  
 الاسبوع الجاي باذن الله يا حبيبتي
تجلس ياسمين امام التلفاز بالمقعد المجاور تحاول ان تجعله يعيش معها حياة عادية طبيعية ك أي زوجين و لكنه يجلس غير مبالي بها نظرت اليه ل تجد يصب كامل انتباه علي التلفاز ل تتأفف عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هو غير مبالي و كأنها غير موجودة ل يرن هاتفها يصدح بنغمته المزعجة ل يتأفف هو بأنزعاج ل تمسك بالهاتف و تقف عن المقعد قائلة  
 دي ماما هرد عليها
اشار بيده بأن تبتعد غير مهتم ل تدلف الي داخل الغرفة و تغلق الباب خلفها و تفتح الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و تجيب  
 أيوة يا علي بترن عليا لية
استمعت الي صوته الغاضب من الطرف الاخر ېصرخ بها بحدة قائلا  
 فيروز رفضتني و
ابوكي بلغني الوقتي بعد كل اللي عملنا دا عشان نبعدها عن الزفت دا و تكون ليا رفضت
تأففت هي بضيق و هي تقول بخفوت حتي لا يستمع الي صياحها شهاب الموجود بالخارج  
 ممكن توطي صوتك و تهدي و انا ذنبي اية مانا كنت معاك في كل خطوة علي اساس هتوافق و انا اعرف منين
 انت تتصرفي انتي اخدتي حبيب القلب و ارتاحتي انا مش هرتاح غير لما اتجوز فيروز و هخرب الدنيا يا ياسمين
صاح بها پغضب عارم و عصبية شديدة بهت لونها و هي تقول بتساؤل حاد  
 انت بتهددني يا علي
ل يصلها نبرته التي اصابت في مقټل قائلا  
 انا مبهددتش انا بنفذ علي طول يا ياسمين زي ما نفذت معاكي كل حاجة كدا
 يعني اية
 يعني زي ما وقفت معاكي تقفي معايا و فيروز توافق
صكت علي أسنانها پغضب شديد و من ثم قالت بغيظ  
 ماشي يا علي انا هشوف اية اللي هعملوا و ابلغك
اغلقت الهاتف و القت به علي الفراش تشد علي خصلات شعرها بقوة ماذا ان ذهب علي و اخبر والدها بفعلتها لن يسامحها والدها ابدا رغم أنها اصبحت الآن زوجة شهاب الا انه لن يسامحها اما عن ذات العيون الفيروزية ان علمت من الممكن ان لا تنساه من الممكن ان تسيطر عليه مرة أخري امسكت رأسها الذي يطرق بقوة و هي تبحث عن الدواء الخاص بها ما ان وجدته حتي اخذت منه جرعتها المعتادة ل تنظر الي الامام و ارتفعت بسمتها تزين محياها تدريجيا بخبث و هي تقول  
 ماشي يا علي كدا تمام اوي
كان شهاب يجلس امام التلفاز و ما ان انتهي الفيلم السينمائي المقدم علي شاشة التلفاز حتي اغمض عينه يرجع رأسه الي الخلف يتذكر موقف بينه و بين عيون الفيروز خاصته
فلاش باك
تقف بالشرفة بجواره يحتسون اكواب من القهوة نظرت الي القمر بابتسامتها الرائعة و من ثم نظرت إليه قائلة  
 تعرف اني بشوفك في القمر
نظر هو الاخر الي القمر مبتسما يجيبها قائلا  
 هتشوفيني فيكي اكيد
ضحكت بسعادة و هي تهز رأسها نافية  
 لا جرب تفكر في اي حد غالي عليك او بتحبه و انت باصص علي القمر هتلاقي وشه ظاهر ادامك في القمر
ابتسم سعيدا و أخيرا يخرج منها كلمة تربت علي قلبه بها ل ينظر الي القمر و هو يفكر بها اتسعت عينه حين رأي وجهها البشوش مبتسما علي القمر ضحك و أشار قائلا  
 علي كدا انتي بتحبيني اوي لاني شوفتك فعلا في القمر
ابتسم خجلا و هي تنظر الي الكوب بيدها و من ثم قالت تغير مجري الحديث قائلة  
 هو انت عارف انا روحت كلية الطب لية
هز رأسه بايجاب ناظرا اليها و هو يجيبها قائلا  
 ايوة عارف قولتيهالي يوم ما طلعت نتيجة ثانوية عامة و لسة في عقلي
تبادلا النظرات و هم يتحدثون سويا بذات الجملة التي قالتها له فيروز من قبل 
 انا هدخل كلية الطب عشان ابقي زيك حتي في مهنتك
باك
صړخ متأوها يخرج من ذاكرته علي ألم شديد بقلبه وضع يده علي صدره يضغط عليه حتي يخفف من حدة الألم الذي يشتدد بقلبه وقف بصعوبة يستند علي الاثاث الموجود بالشقة حتي وصل الي الشرفة فتحها بقوة يقف بها يستند علي سور الشرفة و مازال واضعا يده علي صدره وجه بصره نحو الستار العازل بينهم و من ثم نظر الي القمر دقق به و الذكريات تتقافز الي عقله دفعة واحدة يكاد يجن من ذلك الألم صورتها تأتي له علي القمر مشوشة تارة و تارة اخري حزينة ل يسقط جالسا علي ارض الشرفة لازال ينظر الي صوتها التي لم تكون الا بعقله هو لا يراها الا بقلبه اغمض عينه يضع يده علي وجهه و هو يهمس مټألما  
 مش هقدر يا فيروز انا بمۏت بمۏت يا فيروز و ياريت دا يحصل يمكن ۏجعي يخف
طرق بكف يده بقوة علي الارض و هو يردد جميع كلمات الاعتذار الذي يجيدها و الذي ابتكرها هو الآن يهمس و يهمس يشكو لها مر قلبه
و الذي غير قادر لسانه علي النطق به ل يبوح به بينه و بين ذاته فقط
انتهت تخطيطات والدها للقيام برحلة عائلية ك كل عام يجمع السيد اكرم عائلته و الذهاب الي اي مكان يريدون الذهاب اليه امسكت حقيبتها تخرج بها من الغرفة و أخيرا سوف تريح رأسها قليلا اغلقت باب الغرفة و هي تقول بصوت عالي بمرح  
 انا خلصت يا بابا
ل يتحدث والدها الذي يخرج حقيبته و حقيبة زوجته خارج الغرفة قائلا  
 و احنا كمان اختك اللي اتأخرت
شحبت فيروز و ارتجف جسدها و هي تقول پصدمة  
 هي ياسمين جاية معانا
هز والدها رأسه ل تجيب والدتها عليها  
 ايوة يا حبيبتي انا كلمت ياسمين امبارح و قالتلي انهم جايين معانا يلا ننزل نستناهم تحت احسن
بالاسفل لم تقف فيروز لاستقبال شقيقتها و زوجها بل صعدت الي سيارة والدها جلست تنتظرهم حتي ينطلق والدها الي مكانها المفضل الاسكندرية اغمضت عينها حتي حين ارادت ان تريح رأسها قفز الألم اليها و لم يتركها ل تتنفس  
اغلق باب الشقة سريعا مستعدا للهبوط ل تبتسم هو ساخرة و هي تقول  
 انا فاهمة انت وافقت علي الرحلة بسرعة كدا لية يا شهاب عشانها مش كدا
لم يرد عليها انما رمقها غاضبا و هو يكمل نزول الدرج سريعا حتي وصل الي الاسفل و صافح والديها بحث بعينه عليها و لم يجدها ل يجد صوت ياسمين الساخر مرة اخري بالقرب من اذنه تتحدث بهسيس  
 اكيد مش وافقة تستناك و اراهنك لو بصت في وشك مرة واحدة بس يا حبيبي ريح نفسك
اغمض عينه و هو يبعد يدها عنه دون ان يلاحظ والدها ل يتوجه شهاب نحو سيارته و هي خلفه منطلقا خلف سيارة والدها
ب احدي المشافي ذات القطاع الخاصة كان يتسطح شاب ذات الثلاثين ربيعا شعره مبعثر علي الوسادة عينه المحاطة بهالات سوداء شفتاه الباهتة محاط باجهزة المشفي وقفت الممرضة جواره تتفحص سلامته حتي دلف الطبيب الي داخل الغرفة ل تتحدث الممرضة قائلة  
 فاق يا دكتور من دقيقة بالظبط قال اسم ايلين مرتين و دخل تاني في الغيبوبة
تفحصه الطبيب جيدا و هو يقول  
 كويس دا مؤشر حلو ان شاء الله هيفوق قريب
انتهي من تفحصه ل يخرج من الغرفة و خلفه الممرضة ل يلتفت اليها الطبيب قائلا  
 بلغي اهله ان مش كل يوم لازم يجه مفيش داعي
هزت الممرضة رأسها بايجاب و هي تقول بطاعة  
 حاضر يا دكتور
الفصل الخامس
ارتدت زينة الاسدال الخاص بصلاتها حتي تنزل ل تأتي ببعض الاشياء من البقالية اسفل البناية خرجت من الشقة تنزل الدرج وقف عند شقة عمها تنظر الي الباب لعله يخرج من الباب شهقت بقوة حين فتح الباب بقوة و كأنه رأها خلف الباب كادت ان تركض هاربة الا انه امسك بحجابها من الخلف يجذبها نظرت اليه بطرف عينها و هي ترفع سبابتها بتحذير الي الاعلي تشير بها بالنفي و هي تقول بارتباك  
 نزل ايدك يا حسام انا لا اسمح
حركها بيده و لازال يمسك بحجابها و هو يقول بحدة  
 بتعملي اية قدام باب شقتي واقفة كدا لية
تلعثمت و هو يكبح ضحكته علي مظهرها قصر قامتها بين يديه و كأنه امسك بفأر صغير من ذيله ل تتحدث هي بتوتر قائلة  
 و انا هقف ادام بيتك لية انا كنت نازلة اجيب حاجات من السوبر ماركت
جعلها تلتفت اليه و هو لازال يمسك بها ك اللصوص قائلا  
 انا شوفتك واقفة من امتي و انتي كدابة و لا خلاص اتعودتي علي الكذب عليا
حاولت امساك يده و ابعاده عنها و هي تقول پغضب  
 ابعد عني يا حسام اوعي ايدك دي
ابعد يده عنها ل يقف عاقدا ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بتمعن ل ترمقه پغضب و ما كادت ان تتحرك ل يشير اليها بيده و هو يقول بحدة  
 استني عندك
وقفت تتأفف بضيق و من ثم التفتت و هي تقول  
 نعم ماما هتقتلني لو اتأخرت ممكن تسيبني امشي انا لا وقفت و لا نيلة
تقدم عنها يقف امامها يسد عنها
الطريق و هو يقول  
 عايزة اية و انا هنزل اجيبه
هزت رأسها بنفي و هي تقول  
 لا او سمحت عديني مش عامل فيها عم المقموص ابعد بقي
رفع حاجبه و هو يقول بحدة  
 و لسة لحد دلوقتي بس مش هتنزل و انا واقف فانجزي
بدأن تملي عليه بعض من الاشياء التي تريد شراءها أخرجت بعض من الاموال و مدت يدها اليه ل ينظر الي يدها و الي الاموال التي تمدها له و نظر اليها بأبتسامة صفراء ل يتحدث بضيق حاول إخفائه  
 اطلعي يا زينة
نظرت اليه و هي تهز كتفها بعدم فهم ل ېصرخ به قائلا  
 بطلي غباء يا زينة و غوري من وشي
نزل درجتين ل تردد اسمه بنداء ليلتفت اليها بتساؤل ل تقول بهدوء  
 هو يعني احنا كدا اتصالحنا
مال برأسه نحو اليمين و هو يقول بنفي  
 لا طبعا و اطلعي بقي
دبت بقدمها علي الارض و هي تتأفف صاعدة الي الاعلي و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة ل يبتسم هو و هو يكمل نزوله الدرج
بالاسكندرية اتجه الجميع الي الشقة الخاصة بالسيد اكرم بعد ان وصل علي مع والدته جلس الجميع بالردهة يتبادلون النكات والضحك مع بعضهم البعض و تصنعت فيروز الانشغال بهاتفها و عدم الاهتمام للحديث في حين كان يتطلع اليها يطالعها بخفية عنهم يتفحص ملامحها التي اشتاق اليها بكامل تفاصيلها عيناها التي لم يراها فهي لا ترفع رأسها ابدا عن الهاتف يعلن جيدا انها تفعل ذلك حتي لا تراها يعطيها كامل الحق و اكثر من ذلك أيضا يعلم ما داخلها كله و لن يسامح نفسه علي ما فعله بها و هو يعلم انها لن تسامحه ابدا مهما فعل انتبه شهاب الي صوت السيد اكرم الذي آفاقه من شروده بها يوجه حديثه إليها قائلا  
 اه صحيح يا روز كنت كلمتلك واحد صاحبي عنده مستشفي كبيرة و قالي انه هيعينك في المستشفى بعد اما النتيجة تطلع
انتبهت بكامل حواسها الي حديث والدها و اتسعت عينها بقوة و هي تقول بعدم تصديق  
 احلف
روز
قالها والدها بتحذير ل تتنحنح و من ثم تقترب من والدها تقبل وجنته بفرحة و هي تقول  
 حبيبي يا بابتي ربنا يخليك ليا يارب
نظرت اليها ياسمين بابتسامة صفراء ناظرة اليها من اعلي الي اسفل و هي تقول ل والدها  
 اشمعنا انا بقي يا سي بابا مساعدتنيش اشتغل
نظر اليها والدها و هو يقول بهدوء مشيرا الي شهاب  
 و الله لو جوزك موافق علي شغلك اي مدرسة تتمناكي قدمي في اي مدرسة قريبة من البيت و لا انت اية رأيك يا شهاب
نظر إليها شهاب بنظرة علمتها جيدا نظرة ساخرة مستفزة و هو يقول بثبات  
 معنديش مانع طبعا يا عمي
ل يميل قليلا نحوها بشكل غير ملحوظ و يهمس بخفوت شديد مسموع لها فقط قائلا  
 اهو ارتاح من خلقتك
ل تبتسم هي باتساع و هو يقول بدلال  
 عشان كدا هفضل جنبك يا روحي
اغمض عينه بعصبية و هو يشيح بوجه الي الجهة الاخري استمعوا الي صوت جرس الباب ل يقف والدها عن المقعد يشير الي الباب قائلا  
 دا اكيد الدليفري وصل
اضطر ان يقيم معها بذات الغرفة امام العائلة لا يصح ان يكون بغرفة و هي بغرفة اخري ل يترك و يجلس علي مقعد من البلاستيك بالشرفة ينظر إلي الخارج و يستمتع بالهواء المنعش حتي يبرد قلبه الثائر بنيران تشتعل بروحه اغمض عينه و هو يتنفس بهدوء في حين تقدمت هي منه وضعت يدها برقة و تنحني ل تهمس جوار اذنه مبتسمة  
 مش ناوي تحن عليا و تكون جنبي يا شهاب
انتفض واقفا بحدة حتي سقطت يدها عن كتفه و اجبرها علي الابتعاد عنه ل يصك علي اسنانه پغضب يمسك بذراعها بقوة و هو يصيح بها بعصبية مفرطة يدفعها الي داخل الغرفة قائلا  
 اياكي تقربي مني تاني لتاني مرة بقولها اياكي تقربي مني سامعة
القي نظره علي هيئتها و علي ما ترتديه و رغم انه لا يستر منها الا القليل الا انها اصابته بالغثيان ل ينظر
اليها باشمئزاز قائلا  
 مقرفة
اغلق باب الشرفة بقوة بوجهها و القي بنفسه علي المقعد مرة اخري يتنفس بقوة قبض علي كف يده و بدأ يطرق علي سور الغرفة بقوة و من ثم اخرج الهاتف من جيب بنطاله و جاء باحدي الارقام ضاغطا عليه و واضع الهاتف علي اذنه و حين جاءه الرد تحدث قائلا  
 العملية اللي اجلتها ادي ميعاد للمريض اني هعملها بكرا بليل
استمع الي صوت الممرض الخاصة بعيادته و من ثم رد متحدثا  
 ايوة كويس الساعة ٨  سلام
اغلق الهاتف و وضع الهاتف بجيبه مرة اخري و من ثم اغمض عينه يرجع ظهره الي الخلف و تقفز الي ذاكرته حدث هام
فلاش باك
عاد من العيادة بعد ان اعد بعض الاشياء ل تجهيزاتها النهائية و لم يعد الي منزل عائلته قادته قدمه اليها ل تراها بعد هذا اليوم الشاق ل يرتاح قليلا فتح الشرفة يطلق الصفير الخاص به حتي فتحت هي الستار العازل و اطلت عليه بابتسامة بشوشة و هي تقول  
 حمد الله علي السلامة
اعاد خصلات شعره المبعثرة الي الخلف و هو يقول  
 الله يسلمك  تعبان جدا و عايزة أنام
نظرت اليه متفهمة فيبدو عليه الارهاق بالفعل ل تسأل بجدية و اهتمام  
 اكلت طيب
هزت راسه بنفي و هو يستند علي الحائط ل تتنهد هي بضيق و ترفع هاتفها و هي تقول  
 خلاص انا كنت هطلب اكل من برا هطلبلك معايا  ادخل بس خد شاور و غير علي ما الاكل يوصل
ابتسم هازا رأسه بايجاب يقول  
 ماشي
لوحت له بيدها و هي تدلف الي الداخل بعد ان اغلقت الستار العازل بينهم اغلقت باب الشرفة و ازاحت حجابها عنها و القته علي الفراش و توجهت الي الخارج نحو الردهة وجدت ياسمين تجلس علي الاريكة ل تجلس بجوارها و هي تتنهد واضعة هاتفها علي الطاولة ل تنظر اليها ياسمين بتساؤل قائلة  
 كنتي بتكلمي شهاب
هزت فيروز رأسها و هي تهمهم و هي تقول بهدوء  
 ايوة لسة جاي من العيادة طلبتله اكل معانا
صمتت ياسمين ل دقيقة و من ثم قالت  
 بجد اكيد بقي بعتيه علي شقته عشان بابا ميعرفش
هزت فيروز رأسها و هي تقول  
 اكيد اومال هقول لبابا أية يا ياسمين دا لو عرف ربنا يستر
ابتسمت ياسمين باصفرار و ربتت علي كتفها و هي تقف اخذه هاتفها معها و هي تقول  
 ماشي انا داخلة اقعد في اوضتي لما الاكل يجي نادي عليا عشان هنزل اروح ل هايدي صاحبتي النهاردة
هزت فيروز راسها بايجاب مبتسمة ل تتركها ياسمين و تدلف الي غرفتها تجلس علي الفراش و تضغط علي رقم علي ابن عمتها و حين استمعت الي صوته من الطرف الاخر قالت بغل  
 هنفذ النهاردة يا علي حبيبة قلبك طلبتله اكل من برا انت تيجي بسرعة تلحق الدليفري قبل ما يطلع بالاكل و حط الحبوب اللي قولتلي عليها دي في الاكل
استمعت الي علي الذي بدأ يتحرك خارج منزله قائلا  
 و احط الحباية ازاي في الاكل
تأففت ياسمين و هي تقول بنفاذ صبر  
 دق الحباية لحد ما تبقي بودرة و حطها في وسط الاكل
 ماشي ماشي اقفلي
اغلقت الهاتف و ابتسمت بخبث تعبث بخصلات شعرها و هي تقول  
 فات الكتير ما بقي اللي القليل
ضحكت بصوت مرتفع و هي تتوجه الي خزانة الملابس تخرج منها ملابسها تستعد للخروج  
وصل علي بسرعة البرق اسفل البناية المقيم بها شهاب انتظر حتي وصل الشخص الذي يصل طلب الطعام الموصي به ل يوقفه علي انه من سيستقبل هذا الطلب دفع له الاموال و اخذ الطعام ل يجلس علي الدرح يفتح علبة الطعام و طحن الحبوب و وضعها بالطعام و اغلقه باحكام و صعد بالمصعد حتي وصل الي الشقة وضع الطعام علي الارض و دق جرس الباب و ركض سريعا حتي فتح شهاب الباب عقد حاجبيه باستغراب و امسك بحقيبة الطعام و نظر حوله و لم يجد احد ل يدلف الي الداخل غالقا الباب خلفه و هو يقول بضيق  
 يخربيت حركاتك يا
فيروز
وضع الطعام علي الطاولة و جلس علي المقعد و فتح علبة الطعام و شرع في تناول الطعام بهدوء ما ان انتهي حتي اغمض عينه بثقل يريح ظهره علي المقعد و هو يقول هامسا الي نفسه  
 انا باين تعبت نفسي اوي النهاردة
بعد خمس عشر دقيقة من ارتخاءه شعر بجسده يهتز بالكامل فتح عينه بصعوبة تري الاشياء مشوشة اغمض عينه بشدة و فتحها مرة أخري و لكنه يري بتشوش اكبر حاول الوقوف عن المقعد لكنه ارتمي مرة أخري غير قادر رن جرس الباب ل يستند علي الطاولة و منها علي كل اثاث بالشقة حتي وصل الي الباب و هو يشعر بتخدر و عدم وعي و لكنه لا يغفي فتح باب الشقة لعله شقيقه استند علي الحائط بجوار الباب يفتح عينه بصعوبة ينظر الي من موجود امامه و لكنه لم يري اي ملامح فقط يري حجاب باللون الابيض ملتف حول وجهه اغمض عينه و فتحها عدة مرات و لكن لا يظهر ملامح ايضا الا ان ما همس به  
 ف  انت ي  فيروز
دلفت ياسمين الي الداخل و اغلقت الباب خلفها القت الحقيبة من يدها و فكت الحجاب الغير مثبت بالاصل و ل يسقط علي الارض ل ينسدل شعرها خلف ظهرها تقدمت منه تحاوط وجهه بين راحتي يدها و هي تقول بخفوت و كان هذا اخر ما استطاع ان يميزه منها او بالأحرى اخر ما يتذكره  
 انا بحبك اكتر منها يا حبيبي
امسكت بيده تسحبه معها برفق نحو غرفته حتي اجلسته علي الفراش و ذهبت ل تغلق باب الغرفة و تقدمت منه مرة اخري ل يمد يده حتي يمسك بها و هو يهمس  
 ف يروز تع الي
 جنبك جنبك يا حبيبي
ابتعدت عنه قليلا تفتح كاميرا هاتفها و تثبته علي وحدة الادراج بجوار الفراش
 انا بحبك
عبثت بخصلات شعره و هي تقول بغنج  
 و انا كمان بمۏت فيك
باك
عاد من ذاكرته علي وغزات قوية بقلبه هل خاڼها بهذا الطريقة يعلم انه دون وعي و لكن مهما فعل لن و لم تسامح بحق قلبها المذبوح ابدا و هو ليس بيده اي شئ ل يفعله هل سينتظر حتي تكون ملكا لاخر هل سينتظر ل تزف امام عينه اغمض عينه حين شعر بحرارة قوية بعينه تكاد دموعه ان تنهمر منه رغما عنه وقف عن المقعد و خرج من الشرفة بل من الغرفة كاملة دلف الي المطبخ ل يروي ظمأه ل يجد السيد اكرم يمسك بزجاجة من المياه و يخرج من المطبخ ل يتحدث شهاب بهدوء قائلا  
 كويس اني لقيتك يا عمي
 خير يا حبيبي مش جنب مراتك لية محتاج حاجة
قالها بتساؤل ل يهز شهاب رأسه بنفي و هي تقول  
 لا يا عمي الله يخليك بس اصل انا نازل القاهرة دلوقتي عندي عملية ضروري بكرا الممرض كلمني يفكرني بيها كنت ناسي
ربت اكرم علي كتفه و هو يقول  
 طب ما تستني للصبح
 لا اصل في تجهيزات و حاجات كتير قبل العملية
قال تلك الجملة شهاب متهربا ل يسأل اكرم مرة اخري  
 و مراتك عارفة
هز شهاب رأسه و الضيق يكاد ېخنقه ل يتحدث بهدوء و قد اخرج صوته الطبيعي بصعوبة قائلا  
 لا اصلها نامت و انا لازم امشي دلوقتي مش عايز اقلقها
دلف الي الداخل ل يرتشف الكثير من الماء لعله هذه النيران بداخله فتخمد ل يدلف اكرم خلفه و هو يقول بهدوء  
 عايز اديك اسم واحد تسألي عليه كدا و تجبلي كل حاجة عنه و انت جاي تاني
وضع شهاب الكوب علي طاولة المطبخ و هو يقول  
 انا مش هرجع اسكندرية تاني يا عمي بس قولي علي اسمه و انا اسأل عليه
 لا انا عايزك ترجع اسكندرية تاني بعد العملية دي و تسأل علي احمد المنير المحامي
اعترض اكرم علي حديث شهاب و ادلي بأسم هذا
الشخص ل يردد شهاب اسم ذلك الشخص و هو يتسأل بهدوء  
 بينك و بينه شغل و لا اية يا عمي
هز اكرم رأسه بنفي و هو يقول بضحك و سعادة  
 لااا شغل اية دا واحد مكلمني علي فيروز بس لسة مسألتش عليه عايزك بس تسأل عليه و تيجي تقولي علي كل حاجة
دارت الدنيا به و زاغت عينه و شرد و قلبه يدق پعنف شديد حتي انه لم يشعر بيد اكرم التي ربتت علي كتفه و تركه و رحل أغمض عينه و هو يعد من رقم واحد الي عشر حتي فتح عينه و تنفس بهدوء و هو يسحب المقعد الخشبي الموجود و يرتمي عليه بحدة يبتلع ريقه بصعوبة و كأن خناجر تغرز بقلبه بشكل متتالي و بطريق مؤذية 
في الصباح قامت ياسمين من الفراش تتنهد حين لم تجده بالغرفة تقدمت نحو الشرفة فتحتها و لم تجده أيضا صكت علي اسنانها بقوة تظن انه خرج ل يجلس معها ل يتأملها كما فعل البارحة و لم تستطع التحدث وضعت يدها علي بطنها و هي تشعر پألم طفيف زفرت بضيق و هي تفتح حقيبة ملابسها ل تبدل ثيابها و هي تقول  
 ماشي يا شهاب بردو مش هطول منها شعرة واحدة مهما عملت
خرجت من الغرفة نحو الخارج و توجهت نحو المرحاض ل تجد علي يخرج منه ابتسم و هو يراها امسك بيدها و هة يقول  
 صباح الجمال
 صباح النور
نظر اليها بتفحص من اعلاها الي اسفلها ل يعض علي شفتيه السفلية و هو يقول  
 وحشتيني
ابعدت يده عنها و هي تقول بضيق  
 متشوفش وحش يا علي بس بدل الكلام دا انا تعبانة و عايزة اروح لدكتور
ل يتشدق هو بضيق قائلا  
 دلوقتي معدناش نعجب يا ست ياسمين و تعبانة و عايزة تكشفي
ضړبت كف بالاخر و هي تقول بحدة و صوت خاڤت  
 كان فيه و خلص يا علي من يوم ما عرفت اني وسيلة لست الحسن و الجمال اشبع بقي بيها
ل يشير الي بطنها و هو يقول  
 و الواد اللي في بطنك
رفعت سبابتها بتحذير امام وجهه و هي تقول  
 انت عارف انه ابن شهاب يا علي هتستعبط ما احنا دفنينه سوا  هااا هتيجي معايا و لا أية
 و هنقولهم اية بقي
ازاحته عن باب الحمام و هي تدلف الي الداخل تقول بلا مبالاه قبل ان تغلق الباب  
 قول اللي تقوله مليش فيه اتصرف
جلس بالعيادة الخاصة به و لم يدري كيف وصل إلي القاهرة كيف مر الطريق عليه كيف مر بسلام نظر إلي بعض الاوراق الموجودة امامه مدون بها كل شئ يخص حالة هذا المړيض استند علي سطح المكتب و هو يضم رأسه بكلتا يديه و هو يهمس الي نفسه  
 لازم تركز لازم تركز دي حياة بني ادم بين ايدك انت اللي هترفع نفسك لسابع سما انت تقدر دا كان حلمكوا سوا حياة بني ادم بين ايدك
تنفس بقوة يدخل الهواء الي صدره و هو يرجع رأسه الي الخلف منتظر موعد العملية الجراحية التي سيجريها ل يرن هاتفه نظر الي المتصل ل يجده شقيقه شريف فتح الاتصال و هو يقول  
 الو يا شريف لا رجعت  مقدرتش اقعد بس هرجع تاني عندي عملية في العيادة و هرجعلهم  لية لية دا يوجع القلب يا شريف
صمت قليلا متنهدا بتعب شديد و هو يقول  
 ابوها عايزني اسألها علي عريس متقدملها بما اني جوز اختها بقي
ضحك بقوة بهسترية و بطريقة غير مبررة ثم طرق بيده بقوة علي سطح المكتب و هو ېصرخ  
 هسكت و هسكت لحد اما اروح افرشلها عفش بيتها بايدي
تنفس بقوة و هو يقول پغضب  
 اهدي لامتي اهدي لية ربنا ياخدني و يريح قلبي تعبت تعبت دا كله عشان حبيت عمك منه لله كنت قولت لابوها و كان اتصرف و لا قټلها و انا مالي استر علي واحدة زي دي لية
اخذ نفسا عميقا و هو يقول بنبرة تنخفض تدريجيا  
 لحد امتي يا شريف انا مش طايق
جبل مايل علي صدري و مش قادر اتنفس  لا يا شريف مش هتحس بيا محدش هيحس بيا ربنا وحده اللي عالم اللي في قلبي دلوقتي
اغلق الهاتف بوجه شقيقه و هو يهمس بنيرة خاڤتة  
 محدش عارف حاجة و لا حد هيعرف كله اصم و ابكم و لا حد شايف و لا حد حاسس
الفصل السادس
جلست فيروز بجوار والدها تميل علي كتفه و تتمسح به كهرة صغيرة و والدها يبتسم و يعلم ان تلك الصغيرة بالتأكيد تريد شئ ما منه نظرت اليه فيروز تسبل عينها ببراءة و هي تهمس منادية بأسم ابيها ل يهمهم والدها منتبه اليها ل تتنحنح و هي تقول بهدوء  
 بابا يعني احنا كل مرة بنيجي هنا اقولك خرجني لوحدي و فسحني مش لازم مع حد و انت تقولي عشان خاطر اختك مش هينفع لوحدك كمان عشان ماما و عمتو ادي ياسمين اتجوزت ممكن بقي اخد بابا حبيبي يفسحني لوحدي عشان يبقي اخيرا عشت يوم مميز هنا
امسكت بيد والدها و هي تتحدث برجاء  
 عشان خاطري يا بابا
نظر اكرم حوله و هو يضيق عينه يتفحص المكان حوله و حين وقعت عينه علي زوجته و شقيقته الذان يجلسان بجوار بعضهم البعض بالشرفة يتبادلون الاحاديث حتي نظر الي فيروز و تحدث قائلا  
 قومي البسي و اياكي تجيبي سيرة لهناء
ضحكت فيروز و هي تقف عن الأريكة تلاعب حاجبيها بمشاكسة و هي تقول  
 خاېف من ماما يا بابا هقول علي فكرة
ما كاد والدها ان يقف عن الأريكة و هو يرمقها پغضب حتي فرت من امامه الي غرفتها سريعا و قد تعالت ضحكتها بمرح ل يبتسم والدها بحنان و هو ينظر بأثرها  
 اكرم
اتاه صوت زوجته ل يتنحنح و قد يخشي ان تكون قد علمت زوجته ان سيمرح من دونها و تقيم القيامة فوق رأسه ل يلتفت اليها سريعا و هو يقول  
 ايوة يا حبيبتي جاي
تقدم منها ل تخرج من الشرفة و تنظر اليه قائلة  
 هو مش ياسمين اتأخرت هي و علي برا هي قالت لجوزها ليجي و يزعل يا اكرم
تنهد براحة انها لم يعلم شئ و هو يقول  
 لا متقلقيش هي قالتلي انها قالت لجوزها و انا كلمته قال انه جاي بليل و بعدين يا هناء ما هما بيشتروا هدوم اكيد هيتأخروا
 انا بس خاېفة يحصل بينها و بين جوزها مشكلة يا اكرم اصل بصراحة حاسة ان شهاب قافش كدا و بيتعصب بسرعة
قالتها هناء بنبرة قلقة ل يربت اكرم علي كتفها و هو يرد مطمئنا اياها  
 متقلقيش شهاب طيب جدا انتي بس كلامك معاه محدود انا اتكلمت معاه كذا مرة ولد كويس و مهذب هو انا يعني هرمي بنتي يا هناء
ربتت علي ذراعه و هو تبتسم قائلة بحنو  
 ربنا يباركلنا فيك يا حبيبي و يجازيك عننا كل خير
ما ان انتهت من جملتها حتي خرجت فيروز من الغرفة و هي تكمل ترتيب ملابسها و تلف حجابها جيدا لاهثة و كأنها كانت تحارب الوقت حتي لا يعود والدها بحديثه من جديد و هي تقول بسرعة  
 خلصت يا بابا
نظرت اليها هناء و من ثم نظرت الي زوجها نظر يعلم فحواها جيدا رفعت حاجبها لاعلي و هي تقول بتساؤل مضيقة عينها پغضب  
 و رايح فين بقي يا بابا
سعل اكرم و هو يمرق فيروز بحدة ل تنقذ هذا الموقف علي الفور و بالفعل علمت ما يريده والدها ل تتقدم منها فيروز و تمسك بيد والدتها تبعدها عن والدها و هي تقول بهدوء  
 انت بوظتي المفاجأة يا ماما كدا ينفع
لمعت عين هناء بالفضول و هي تقول مصطنعة اللامبالاة قائلة  
 أية هي المفاجأة دي
مالت نحوها قليلا و هي تقول  
 مش بابا نازل معايا يشتريلك هدية
اتسعت عين هناء و هي تقول بفرحة  
 هدية ليا انا انتي متأكدة
نظرت فيروز الي والدها الذي استمع اليها و كاد ان يخلع نعله و يلقيه برأس فيروز ل تتنحنح باعتذار و هي تقول  
 ايوة طبعا متبينيش بقي انك عرفتي حاجة
هزت
هناء رأسها بايجاب تنظر نحو اكرم مبتسمة و هي تتوجه مرة أخري نحو الشرفة ل يتقدم اكرم من فيروز پغضب ل تهرب هي سريعا نحو باب المنزل و هي تقول باعتذار  
 و الله اسفة ملقتش حاجة اقولها غير كدا
ثم قالت بتساؤل  
 يعني كدا كويس و لا تنكد عليك اسبوع كامل 
وقف اكرم يفكر و من ثم هز رأسه مقتنعا يشير اليها بسبابته و هو يقول  
 صح اقتنعت بصراحه
تنهدت هي براحة و فتحت الباب سريعا و ركضت خارج الشقة و هي تقول 
 يلا بقي خلينا نفرفش شوية
خرجت ياسمين مع علي من العيادة الخاص بطبيب النساء و التوليد و هي تضع يدها علي بطنها ل يضع علي يده علي كتفها و هو يقول بهدوء  
 اهو يا ستي مطلعش فيه اي حاجة تخوف
نظرت اليه بطرف عينها و تدفع يده بعيدا عنها و هي تقول بتحذير  
 متحطش ايدك عليا تاني يا علي
ابتسم ساخرا غير مهتم بما تقول و هو يقول بحدة 
 بلاش الشويتين دول يا ياسمين اظن انا و انتي عارفين انتي اتجوزتي شهاب ازاي
نظرت اليها بغيظ ل يجذبها نحوه و هو لازال يحاوطها ل يميل نحوها يتحدث بجوار اذنها هامسا  
 زي الشاطرة هتيجي معايا دلوقتي نعيش يوم من بتوع زمان عشان عندي ليكي خطة هتجيب فيروز الارض
جذبها بحدة و هو يوقف بيده الاخري سيارة أجرة متوجه بها نحو احد الفنادق مبتسما بخبث في حين لم تهتم هي الا بجملة ټدمير فيروز هل يمكن ان يكون لدي البشر كل هذا الحقد و الكره ل احد آخر صعدت معه الي سيارة الأجرة ل يبتسم هو بجانب شفتيه بخبث يتابع الطريق بأعين مليئة بالسخرية عليها حتي وصلا الي احد الفنادق الذي يديرها صديقا له و الذي اعطاه غرفة باخر طابق اعطي مساعده المفتاح و هو ينظر الي علي قائلا  
 اي خدمة يا صاحبي
انتهي جملته بغمزة من عينه و هو يعاين ياسمين بطرف عينه من اعلاها الي اسفلها ل يشكره علي و يمسك بيد تلك المتأففة النادمة انها جاءت معه الي هنا صعد بها الي الاعلي و حين دلف الي الغرفة سحبها ل تدلف هي الاخري غالقا الباب خلفه تقدم نحوها و ما كادت يده ان ټلمسها حتي ابتعدت عنه و هي تقول  
 هتعمل اية مع فيروز الاول
نظر اليها يدفعها برفق نحو الحائط خلفها وضع يده علي الحائط جوارها و هو يقول مبتسما  
 هتتبسطي اوي لما تعرفي اللي في دماغي و لما انتي تتبسطي هترجعي ياسمين اللي اعرفها مش كدا
اخر كلماته كان يمرر يده علي وجهها برقة ل تلتمع عينها بمكر الافاعي الذي يجري بدماءها و هي تميل نحوه قائلة  
 قول يا حب
ل يضحك علي بصخب عليها و هو يمرر عينه عليها قائلا  
 دايما بتعجبيني
امسكت هاتفها تلتقط بعض الصور الفوتوغرافيه لها هي و والدها بعد هذه النزهة التي كانت تريد ان تعيش اجواءها و بالفعل هي سعيدة بهذا اليوم وضعت يدها بذراعه و هي تقول بسعادة  
 احلي يوم في حياتي يا بابا بجد ربنا يخليك ليا
ابتسم والدها و هو يضع يده علي رأسها و يسير بها عائدا الي المنزل و هو يقول بحنو  
 و يخليكوا ليا يا حبيبة بابا
ثم اكمل مضيقا عينه  
 الاول معاكي الهدية بتاعت هناء لان لو لقينا بنضحك عليها لا هتكلمني و لا هتكلمك و يومين المصيف هيبقوا يومين حرب اهلية
ضحكت و هي تضع هاتفها بالحقيبة و هي تهز رأسها قائلة  
 لا متقلقش معايا
وصلا الي المنزل فتح اكرم الباب و دلف الي الداخل و خلفه فيروز التي اخرجت هدية والدتها و ناولتها الي والدها حين وجدت ياسمين بالردهة جالسة مع الجميع ل تستاذن الجميع و تدلف الي غرفتها عالقة الباب خلفها وضعت الحقيبة علي الفراش و نزعت الحجاب عنها فتحت خزانة ملابسها تخرج لها ملابس للنوم بها لقد حسمت امرها و لن تخرج معهم يكفيها مرح اليوم لا تريد ان يعكر صفوها
بمجلسها مع ياسمين و علي الذي يكاد ېقتلها بنظراته انتهت من ارتداء ملابسها قبل ان ترتمي علي الفراش و تتنهد بثقل و تغلق جفنيها تهرب من تفكير كل ليلة بنوم عميق 
خرج الجميع بعد ان قال لهم اكرم ان فيروز لن تتمكن من المجيئ غمز علي بطرف عينه الي ياسمين التي اخذت المفاتيح بخفة من والدها دون ان يدري و اعطتها ل علي و الذي اوهم الجميع انه يريد التنزه مع اصدقاءه و انصرف بطريق مضاد ل طريقهم و حين ابعدوا عن اعينه عاد هو الي محل المنزل مرة اخري صعد الي شقة اكرم و هو يطلق صفير موسيقي من بين شفتيه بسعادة فتح الباب بهدوء و اغلق الباب خلفه علي صوت صفيره و هو يلوح بالمفاتيح و هي تصدر صوت موسيقي معه حتي ضحك و القي بها علي الطاولة الموجودة امامه مرر يده علي خصلات شعره و اتجه الي باب غرفة فيروز امسك بمقبض الباب و حاول ان يفتحه الا انه لم يفتح علم انها تغلق علي نفسها من الداخل ل يطرق الباب عليها علها تستيقظ و تفتح هي له و لا يكون له اي اثر ل كسر الباب طرق الباب تارة برفق و تارة بحدة حتي فتحت هي عينها ببطئ فركت عينها و هي تجلس علي الفراش تقول بصوت ناعس اثر النوم  
 مين 
زاد طرقه للباب باستعجال ل تعقد حاجبيها باستغراب و هي تقف عن الفراش ترتدي نعلها المنزلي و هي تردد بتساؤل باحثة عن حجاب يخفي شعرها و ذراعيها الظاهرين  
 مين  بابا ! بابا
نادت بهدوء علي والدها و حين لم تجد رد فقط طرقات علي الباب ابتلعت ريقها پخوف و هي تضع اذنها علي الباب و هي تقول  
 مين برا
لم يجد المفر الا ان يرد عليها حتي تفتح الباب ل يبتلع ريقه بصوت مسموع لها و هو يقول بلهاث  
 الحقي يا فيروز خالي اكرم وقع في الارض
اتسعت عينها پصدمة و دق قلبها پخوف و هي تصرخ باسم والدها و تفتح الباب منطلقة الي الخارج باندفاع الا انه استلقاها بين يديه سريعا و دفعها الي داخل الغرفة من جديد وسط صرخاتها الحادة دفعته عنها بكلتا يديها وضع يده علي فمها حين زاد صړاخها حدة و هو يقول بحدة من بين أسنانه  
 انا مترفضش يا بت و هكون عايز منك اية غير اللي هاخده دلوقتي غير كدا مش عايز منك حاجة
الزعر يتراقص بمقلتيها و هي تنظر اليه بړعب و تحاول دفعه عنها و لكن لا فائدة و كأنها تزيح بحائط لا بشړي ضغط اكثر علي فمها و هو يقول  
 هرفع ايدي و لو طلعتي صوت تخيلي انتي بقي اللي هيحصل فيكي
 اياك اسمع صوتك فاهمة
حاولت القيام و لكن ظهرها يؤلمها حد الچحيم بكت و هي تضع يد علي ظهرها و يدها الاخري ملقية جوارها ل تتحدث من بين بكاءها الحاد و شهقاتها المتتالية  
 بالله عليك يا علي سيبني دا انا بنت خالك ابوس ايدك يا علي
 الحقوني حد يلحقني الحقوني
الټفت ل يغلق الباب الذي اكتشف انه مفتوح و هي لازالت تصرخ امسك بالباب و ما كاد ان يغلقه حتي تلقي لكمة قوية بوجهه اطاحته أرضا و ظهر شهاب يلهث فهو يركض علي الدرج منذ أن استمع الي صوت صړاخها ل يقف يتنفس بقوة و هو ينظر الي ذلك الملقي بالارض انتقل ببصره اليها التي ارتخت حين وجدت شهاب أمامها و صوت بكاءها عالي يصدح باذنه يثير جنونه اكثر ل ينحني نحوه يمسك به و يبدأ بضربه بقوة و غل و كل ما داخل صدره من ڠضب اتجاه و زاد غضبه و هو يلهث و صدره يعلو و يهبط بشدة يكاد قلبه يخرج من مكانه من فرط الانفعال تقدم نحوها يجثو علي ركبته امامها يتحدث پخوف عليها و قلق
من بكاءها و هيئتها  
 فيروز انتي كويسة
زاد بكاءها و هي تتسطح بلا حيلة علي الارض امامه امسك بيدها يقوم بتحريكها حتي تقوم ل تصرخ پألم و هي تترك يده ل يتحدث هو بقلق  
 عملك حاجة اذاكي
هزت رأسها بنفي و هي تبكي لا تستطع ان تتوقف عن البكاء و ما نطقت بكلمة سوا  
 ظهري
 انتي كويسة متقلقيش انا جنبك
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه عليها ل يجده يزحف نحو الباب ل يصك علي اسنانه پغضب و هو يتقدم نحو يمسك به و يبدأ بلكمه من جديد و يلقيه علي المقعد صفعه بقوة و هو يقول بعصبية  
 انا هوريك يا ابن الكلب و ربي هخليك تتمني انك كنت مۏت قبل ما تقرب من فيروز
اخرج الهاتف و ضغط علي اتصال علي رقم السيد اكرم ما هي الا لحظات حتي وصل الي اذنه صوت السيد اكرم ل يتحدث شهاب علي عجل يحاول التقليل من حدة صوته  
 ايوة يا عمي انا جيت و الحمد لله اني جيت دلوقتي لو سمحت تعالي
استمع الي صوت اكرم القلق من صوته ل يتحدث شهاب قائلا  
 متقلقش يا عمي تعالي بس و هفهمك و ياريت متتأخرش
اغلق الهاتف و وضعه بجيبه و نظر اليه و هو يميل يمسك بشعره و هو يقول بحدة  
 انا مش هعمل فيك اكتر من كدا خالك هو اللي هيعمل
جلس علي الأريكة ينظر اليه باعين ثاقبة يخرج منها شرارات غاضبة يطلقها نحوه و كأنه يريد اخراج احشاءه من داخله و تقطيعها او اخراج اعينه و تقطيع يديه و قدميه يفكر في طريقة ل قټله الآن ثقلت أنفاسه و هو يفكر ان كان استمع الي صوته قلبه و لم يعود الي الاسكندريه كان ذلك الحقېر نال ما اراد منها مرر يده علي وجهه و انتظر حتي دق جرس الباب حين لم يجد اكرم مفاتيح الشقة فتح له شهاب سريعا و دلف الجميع الي الداخل و ياسمين معهم شاحبة الوجه قلبها يدق پخوف شديد لم تكن تعلم ان شهاب سيأتي الليلة نظر اكرم الي علي و الي وجهه المليئ بالډماء باستغراب في حين تقدمت منه والدته بعد ان شهقت من مظهره مسحت الډماء بيدها و هي تقول  
 يا حبيبي يا بني في اية مالك يا علي
اشار اكرم باستفسار الي شهاب قائلا  
 في اية يا شهاب اية اللي عمل في علي كدا و اية اللي جابه هنا
ل يتحدث شهاب يحاول الا يغضب او يثور امام والدها 
 انا جيت يا عمي لقيت علي موجود في الشقة هنا و بېتهجم علي فيروز و لولا ما جيت و لحقتها
اتسعت اعين اكرم پصدمة و ذهول و خلفه شهقت هناء الحادة بعد ان ضړبت بيدها علي صدرها  
 فيروز !!
اندفعت هناء نحو غرفة ابنتها في حين نظر اكرم الي علي غاضبا و تقدم نحوه ل ينال منه الا ان يد شقيقته ابعدته عن ابنها و هي تقول بتوسل  
 الله يخليك يا اكرم كفاية اللي هو فيه حقك عليا انا يا اخويا حقك عليا
دفعها اكرم برفق عنه و هو يصيح پغضب و انفعال  
اوعي انا اللي كنت هستأمنك علي بنتي
صفعه بقوة و حاوط بكف يده رقبته ېخنقه و هو يقول پغضب  
 جاي تضيع شرف خالك يا ابن الكلب شرفك و انا اللي فاكرك راجل
ابعده شهاب عن علي سريعا قبل ان يفقد الحياة بين يديه و يكون مصيره السچن امسك به شهاب و هو يقول  
 خلاص يا عمي انا اديته كفايته المهم دلوقتي فيروز لازم تروح المستشفى
بهت اكرم و نظر اليه بقلق يسأل برجفة اصاپة صوته  
 لية هو عملها حاجة
هز شهاب رأسه نافيا و هو يقول  
 لا يا عمي متقلقش مقربش منها هي تقريبا وقعت علي ظهرها
ابتعد اكرم عن شهاب و ذهب الي فيروز دلف الي الغرفة ل يجدها تتسطح علي الفراش و تبكي و والدتها تميل نحوها ټحتضنها تربت علي شعرها و تبكي هي
الاخري مدت يدها الي والدها حين وجدته أمامها ل تهمس  
 بابا
تمزق قلبه عليها و هو يجدها بهذا الشكل تقدم نحوها جلس علي الفراش جوارها امسك بيدها يقبلها و هو يقول بحنان 
 حقك عليا يا حبيبتي مكنش لازم اسيبك لوحدك
هزت رأسها بنفي و هي تقول  
 انت ملكش ذنب يا بابا  ظهري يا بابا
ربت علي وجهها بلطف و هو ينظر الي زوجته قائلا  
 لبسيها اي حاجة يا هناء
تقدم شهاب من تلك الخائڤة المبتعدة تقف ملتصقة بالحائط امسك بذراعها بقوة حتي انها تأوهت پألم ل يقول بحدة متوعدا  
 اقسم بالله لو ليكي ايد معاه في اللي عمله دا هموتك بايدي سامعاني كويس
نظرت إليه پخوف و هي تهز رأسها بنفي قائلة  
 انا مليش دعوة بيه يا شهاب صدقني
القي ذراعها من يده و هو يرمقها پغضب قائلا بغيظ  
 هنشوف
الفصل السابع
عاد اكرم حاملا ابنته بعد ان فحصها الطبيب و نصحه بان تظل متسطحة علي ظهرها فترة حتي تستعيد عافيتها بعد ما اصابها من كدمات مددها علي الفراش و هي غافية بين يديه دثرها بالغطاء و قبل قمة رأسها ل يخرج من الغرفة غالقا الباب عليها و خرج الي الردهة كان يجلس شهاب يهز قدمه بعصبية و هو يشبك اصابع يده بعضها ببعض و امامه ياسمين يرمقها بنظراته الحادة التي دبت الړعب باوصالها و تشيح برأسها عنه حتي لا تنظر الي عينه جلس اكرم الي جانبه ربت علي ركبته و هو يقول بتساؤل  
 عملت اية يا شهاب
نظر اليه شهاب و هو يهز رأسه بايجاب قائلا  
 وديته القسم هنا و والدته كلمت واحد قريبكوا و جالها علي القسم تقريبا بردو كان في اسكندرية
تنهد اكرم بثقل و هو يغمض عينه ل يتحدث هو بهدوء  
 قوم يا بني ارتاح انت جاي من مسافة طويلة
هز شهاب رأسه و هو يقف متجهة الي الغرفة المخصصة له ل ينظر الي ياسمين بصرامة و هو يقول  
 تعالي
ارتجف قلبها و هي تقف ببطئ و تسير خلفه پخوف و لكنها حاولت السيطرة علي نفسها و هي تدلف الي الغرفة خلفه ما ان دلفت الي الداخل حتي اغلق هو الباب بقوة خلفها انتفضت بخضة و هي تنظر اليه قائلة بتوتر  
 اية يا شهاب خضتني
امسك بخصلات شعرها بقوة ل تصرخ من شدة قبضته علي شعرها ل يضع يده علي فمها سريعا ضاغطا عليه و هو يتحدث اليها پغضب و هو يصك علي اسنانه قائلا  
 اسمعيني كويس اقسم بالله لو كنتي انتي اللي زقة الواد دا عليها
جذبها بقوة حتي الشرفة الذي فتحها بيده الاخري احني رأسها الي الامام و هو ينحني جوار اذنها يهمس بشراسة  
 و حياة فيروز عندي هرميكي من هنا و هقول لابوكي علي كل حاجة
هز رأسها بين يده و هو يقول بزئير من اعماق قلبه  
 كل حاجة فاهمة
ابعدها من يده و هو ينظر اليها مشمئزا منها و هو يدلف الي الداخل غير عابئ بصوت بكاءها نظرت اليه و هي تسير خلفه تصيح به بصوت مخټنق 
 انت حالف علي المصحف انك مش هتقول كلمة في الموضوع دا
الټفت اليها باعين اكثر شراسة  
 يعني انتي في الموضوع
تقدم منها بخطوات واسعة ل تتراجع هي للخلف و هي تقول سريعا  
 لا لا معملتش حاجة انا مليش دعوة بحاجة
نظر اليها مطولا مضيقا عينه و من ثم تركها و ذهب نحو الشرفة و هو يدفعها مبتعدا عنها و يغلق باب الشرفة خلفه استند علي الشرفة و هو يمرر يده علي وجهه بتأفف مستغفرا الله داخله رفع رأسه الي الاعلي ناظرا الي السماء و هو يهمس  
 الحمد لله رجعت عشانك يا فيروز الحمد لله
ارتدت زينة ملابسها و همت للخروج ل زيارة خالتها اصغر شقيقة ل والدتها و الاقرب سنا الي زينة فهي تكبرها بخمسة اعوام فقط الأقرب لها من بين عائلة والدتها امسكت باحمر الشفاه نظرت اليه و من ثم وضعته مرة اخري بضيق تخرج من غرفتها تودع والدتها و تخبرها انها سوف ترحل
اغلقت باب الشقة و نزلت الدرج واضعة حقيبتها علي ذراعها ما ان عبرت الطابق الموجود به شقة عمها حتي وجدت فتاه تصعد الدرج و هي تعدل من هيئتها بعد درجة و الاخري ما ان وصلت اليها حتي تحدثت الفتاه بصوت رقيق قائلة  
 لو سمحتي
نظرت اليها زينة باستفهام ل تتحدث الاخري بهدوء  
 هو شقة استاذ حسام المحامي انهي واحدة
نظرت اليها زينة تتفحصها من اعلي الي اسفل و هي تقول بحدة مغتاظة  
 لية
 نعم !!
سألت الأخري مستغربة حدة نبرتها و سؤالها و لكنها تحدثت مرة اخري  
 لو سمحتي فين شقته يا آنسة
اشارت زينة بضيق نحو الشقة ل تبتسم لها الفتاه شاكرة أياها و من ثم تصعد نحو الشقة في حين اختبئت زينة تستمع الي ما سيدور بينهم  
طرقت الفتاه الباب ل يفتح لها حسام الذي كان يستعد للخروج هو الآخر ل تبتسم و هي تقول بهدوء  
 ازيك يا استاذ حسام انا ناريمان لسة فاكرني
دقق فيها حسام قليلا و من ثم تذكر من تكون ل يتحدث قائلا  
 اه طبعا فاكرك يا آنسة اتفضلي
اشارت بيدها بنفي و هي تقول  
 لا مفيش داعي انا اسفة اني جيت هنا بس المكتب مقفول
اشار اليها الي الداخل و هو يقول بهدوء  
 و لا يهمك اتفضلي جوا نتكلم
هزت رأسها بنفي و هي تبتسم قائلة ببساطة  
 شكرا لو حضرتك رايح المكتب نروح سوا
هز رأسه بإيجاب و هو يقول مشيرا الي الداخل  
 ثواني هجيب حاجة من جوا
هزت رأسها بايجاب مع ابتسامة رقيقة ل تركض زينة سريعا علي الدرج حتي تعجبت منها ناريمان و بسرعة البرق فتحت باب الشقة و دلفت الي المرحاض تأخذ منه سطل بلاستيكي مليئ بالمياه و ركضت به علي الدرج وقف علي اول الدرج و حين خرج حسام من الشقة و اغلق الباب القت المياه عليه ل تصعد شهقة متفاجأة منه بعد القيت الماء بالكامل عليه نظرت ناريمان اليه و الي من القي الماء پصدمة لما حدث رفع عينه اليها نظر اليها پغضب و هو ېصرخ بها بغيظ  
 زينة
القت السطل من يدها تضع يدها علي فمها مصطنعة الصدمة و هو يقول  
 اية دا هي جت عليك يا حسام
صعدت الدرج اليها بلمح البصر و هو يختصر الدرج ل طول ساقه حتي وصل اليها و لم تلحق هي الركض و الهروب منه وقف امامها يصك علي اسنانه و هو يقول بخفوت  
 بتهزقيني ادام الزباين يا زينة اقسم بالله نفسي اضربك بالقلم احولك دلوقتي
ارتجفت تحاول الهروب الا انها نظرت الي ناريمان و هي تقول 
 معلس يا قمر اسبقي انتي بقي عشان استاذ حسام مضطر يغير هدومه
نظرت ناريمان اليها و من ثم نظرت الي حسام قائلة  
 طب انا هروح استناك عند المكتب يا متر
انصرفت ل يتقدم منها و هو ينظر اليها پغضب رفع سبابته يحذرها و هو يقول بحدة  
 اللي عملتيه دا قلة ادب يا زينة و خصوصا ادام واحدة هتبقي خطيبتي
اتسعت اعينها مع انتهاءه من جملته و امتلئت عينها بالدموع رغما عنها و هي تهمس متسائلة  
 بجد انت هتخطبها
هز رأسه بايجاب و هو يلتفت عنها نازلا الدرج تاركا قلب ټحطم خلفه و فتاه كادت ان ټموت قهرا علي جملة قالها مغتاظا مما فعلت ما كاد ان يفتح الباب حتي نزلت هي الاخري علي الدرج تنادي باسمه الټفت اليها ل ينظر اليها ل تتحدث هي تكز علي اسنانها 
 بكرهك
اكملت طريقها نحو الاسفل ل تتحول ملامح وجهه الي البهوت ل يتحرك خلفها و هو ينادي باسمها بلهفة حتي يراضيها و لكنها لم تقف انما ذهبت و لم ترد عليها ل يتنهد بضيق و هو يضرب علي جبهته بكف يده يبدو ان الامر قد تعقد و لم ينحل لم يكن اغاظتها الا ضړبة قاسېة له تلك الكلمة خرجت بجدية تامة من قلبها
متسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة في حين دخلت إليها والدتها بصنية عليها طعام الفطور تقدمت منها حتي جلست جوارها و هي
تضع الصنية علي وحدة الادراج مررت يدها علي خصلات شعرها و هي تقول بابتسامة  
 عاملة اية دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بهدوء مبتسمة و هي تقول  
 الحمد لله يا ماما انا كويسة
ابتسمت والدتها و هو تربت علي كف يدها و تبدأ في إطعامها و هي تقول  
 يلا بقي افطري عشان تاخدي الدوا و ادهنلك ظهرك
بدأت بالافطار حتي انتهت و ناولتها الدواء و عاونتها بالاستدارة حتي وضعت علي هذا الدهان الطبي المخصص ل ظهرها و من ثم اراحت ظهرها من جديد اغمضت فيروز عينها براحة في حين قالت بهدوء ل والدتها  
 ماما لو زينة كلمتك متقوليلهاش اي حاجة عشان بس متقلقش ابقي هاتي اكلمها
نهضت والدتها عن الفراش جوارها و هي تهز رأسها بايجاب ما كادت ان تأخذ الصنية حتي طرق باب الغرفة و صدح صوت شهاب من خلفه و هو يقول  
 طنط هناء اقدر ادخل
دق قلبها و اصبح كقرع الطبول و تهدجت انفاسها لا تريده ان يكون جوارها لا تريده ان يتحدث اليها و تضطر هي رغما عنها بالرد و لكنها بالاخر مدينه له بالشكر لانقاذها من بين براثن ذلك الحقېر  وضعت هناء الصنية مرة اخري و امسكت بالحجاب المجاور ل فيروز و تضعه علي رأسها و هي تدثرها جيدا بالغطاء الخفيف و سمحت له بالدخول دلف الي الغرفة و نظر اليها و كأن لم يري شيئا بالغرفة سواها ابتسم باتساع و هي تنفس رائحتها المنتشرة بالغرفة ل يقول بهدوء  
 صباح الخير
ردت هناء بلطف و هي تحمل الصنية مرة اخري  
 صباح النور يا شهاب
نظر إلي فيروز و هو يقول  
 انا جاي اطمن علي فيروز
اشارت هناء بيدها الي المقعد البلاستيكي و هي تقول  
 اقعد يا شهاب علي ما ادخل الصنية و اجبلكوا عصير
هز رأسه و هو يجلس علي المقعد قائلا  
 براحتك يا طنط
خرجت هناء نحو المطبخ تاركة الباب مفتوح خلفها ل ينظر شهاب الي فيروز و هو يقدم المقعد حتي يكون جوار الفراش امسكت بحجابها و هي تبتلع لعابها بارتباك تحاول ان تخفي قلبها النابض بقوة بين ضلوعها يظهر دقاته في حال هبوط و صعود صدرها باضطراب وضع يده بخصلات شعره و هو يقول بتساؤل  
 عاملة اية دلوقتي
هزت رأسها و هي تهمس بجمود و لا زالت تنظر امامها و لا تنظر اليه ابدا  
 كويسة  شكرا
 فيروز انا جنبك دايما مش هسيب حاجة تأذيكي ابدا
توسل باعينه ان تصدق جملته ل تلتفت برأسها اليه و هي تقول بحزم  
 شكرا يا جوز اختي خليك في اختي و بس و شكرا علي اللي عملته جدآ شكرا
اغمضت عينها تخفي عينها المليئة بالدموع جملته إصابتها كخنجر مسمۏم قد استمعت تلك الجملة قبل ذلك كثيرا منه كانت تلك الجملة في الماضي تزين يومها و تطغي السعادة علي حياتها و يرفرف قلبها في فرحة عارمة اما اليوم فهي بالنسبة لها چرح كبير مؤلم و لن يلتأم ابدا همس باسمها بلوع و هو يقول  
 انا عارف انك مش طايقاني و لا عايزة تشوفيني بس و الله العظيم لو اقدر اتكلم هقولك علي كل حاجة مش هقدر يا فيروز
وضعت يدها علي اذنها و هي تقول بحدة  
 و انا مش عايزة اسمع اي حاجة لا دلوقتي و لا في اي وقت انا اعتبرت انها كانت مرحلة و عدت مرحلة من اسوء مراحل حياتي كمان و مش عايزة افتكرها تاني ابدا
نظر اليها مطولا حديثها ايضا يمزقه و لا يدري احدا به تظنه خائڼا جبانا هو بالاصل كذلك في عين نفسه و لكن لا يريد ان يسمع منه هذا يكفي ما يفكر به يكفي ما يشعر به يكفي ألم فوق ألمه نطق قلبه قبل لسانه بلقبها المفضل لديه 
 عيون الفيروز
و لكن ايضا الآن لم يعد لديه تأثير عليها نظرت اليه بجمود و نظرات مېتة لا روح فيها و هي تقول بخفوت غاضبة  
 متقولش الاسم دا بضايق منه بكرهه
دلفت والدتها بصنية عليها كؤوس من العصير قدمت ل شهاب
لكنه القي نظرة اخيرة علي فيروز قبل ان تقف معتذرا من هناء خارجا من الغرفة بل من المنزل كاملا يريد ان يتنفس يشعر بانفاسه تنحصر بصدره ټخنقه لم يدري ان قدمه تقوده الي اللامكان فقط يسير يتنفس الهواء من حوله لعله نيرانه المستعرة داخله تهدئ و تلطف من چروح عميقة داخل قلبه
مر اسبوعين و قد تعافت فيروز و بدأت في ممارسة حياتها العادية جلست بالردهة جوار والدها الذي احتضنها سعيدا بشفاءها في حين نظر الي شهاب قائلا بتساؤل  
 عملت اية في اللي قولتلك عليه يا شهاب
نظر إليه شهاب مدقق النظر فيه و ظهر الحزن جالي علي وجهها و هو يقول بهدوء 
 سألت يا عمي كله تمام مفيش عليه حاجة راجل زي الفل
ابتسم اكرم سعيدا و هو يقول  
 كويس احنا هنرجع بقي القاهرة بكرا عشان احمد يقعد مع فيروز و يشوفه بعض كل يوم بيستعجلني
نظرت اليه فيروز سريعا و هي تقول بخضة  
 مين احمد دا
 العريس اللي قولتلك عليه انتي وعدتيني انك هتقعدي معاه
بتلقائية نظرت اليه في حين كان هو ينظر اليها منتظرا ردة فعلها ابعدت عينها عنه سريعا صمتت قليلا بهدوء ناظرة الي وجهه والدها ثم هزت رأسها و هي تقول  
 حاضر موافقة اقعد معاه
هب واقفا بحدة مستأذنا بالذهاب للنوم في حين ابتسمت ل والدها ابتسامة باهتة في حين امسك اكرم الهاتف ل يحدد موعد مع هذا احمد المتقدم ل خطبة فيروز
في اليوم المحدد للقاء فيروز مع احمد في حين وصله عصف الي ذكرتها ذلك اليوم التي كانت منتظرة به ان تكون رسميا خطيبة ل شهاب ابتسمت ساخرة علي نفسها الساذجة في حين فتحت والدتها الباب لكي تأخذها ل تخرج للضيوف الذي لم يكن سوا احمد فقط دلفت الي الداخل و حين وقعت عينها عليه القت عليه نظرة تقييمية فهو وسيم بالفعل و للغاية أيضا عينه جذابة الي حد كبير جلست جوار والدها و اعين ثاقبة تراقبها بدقة بكل تحركاتها و ردات فعلها و بعد جلسة هادئة بينهم وقف اكرم و هو يقول بهدوء  
 نسيب العرسان مع بعض شوية يتكلموا يا جماعة تعالوا معايا
خرج الجميع و تأخر هو حتي ينظر الي اعينها نظرة تحذيرية تعلمها جيدا و لكنها قابلتها ببرود و لامبالاه و كأنها لا تراه بالاصل اضطر بالاخير ان يخرج تاركا اياها معه نظرت بالارض بخجل شديد حين اصبحت برفقته بمفردها تحدث احمد قائلا بهدوء 
 ازيك يا فيروز
هزت رأسها بهدوء قائلة  
 الحمد لله
تنحنح احمد قائلا  
 بصراحة انا شوفتك في فرح اختك من يومها وانا نفسي اتعرف عليكي رقتك اللي باينة في حركاتك
 شكرا يا استاذ احمد
 كلميني عن نفسك شوية يا فيروز
ظله يتحدثون في حين شعرت فيروز بالارتياح الكبير في الحديث معه في حين ذلك كان علي الجانب الاخر يجلس علي جمرات تراقص قلبه بالاشتعال و لا يبالي احد به سوا من تعلم ما بداخله جيدا تقدمت ياسمين منه و جلست جواره تمسك بيده رغما عنه نظر اليها بحدة حتي تبتعد و لكنها لم تبتعد بل مالت نحوه و هي تقول بخبث  
 حاسة بيك يا روحي قلبك موجوع مش كدا مش عارف تعمل اية و مش عارف تمنعها يا روحي بجد انتوا الاتنين صعبتوا عليا اوي مانا بقي الشريرة مفرقة الاحبة
صك علي اسنانه و هو يبعد يدها عنه قائلا پغضب  
 انتي الشيطانة اللي دخلت بينا و بوظت حياتنا انتي اكتر واحدة بكرهها في حياتي و صدقيني عمري ما هحبك ابدا انتي مجرد واحدة غبية مريضة دخلت بين اتنين بيحبه بعض و ډمرتي اللي بينهم و هعرف بردو في الاخر اية اللي خلاكي تعملي كدا في اختك اللي مكنش ليها سيرة غيرك و اكتر واحدة بتحبك بس مع واحدة زيك مينفعش حد يحبك
 ان شاء الله مش هتوافق فيروز مش هتوافق اكيد مش معقول هتوافق
نظر الي الاسفل ل يري الاخر يذهب يحمد لله لقد غادر ذلك الغصة المؤلمة المشكلة بقلبه علي هيئة انسان خرج سريعا ل يراها نظر اليها
و هي تقف امام والدها الذي ابتسم و هو يقول  
 يعني اقول مبروك
هزت رأسها بنفي و هي تقول بهدوء  
 انا لسة هفكر يا بابا
ستفكر بماذا ستفكر هل ستفكر بالموافقة علي الزواج من شخص اخر هل ستجعله مدمر كليا نظر لها ل يتحدث والدها قائلا  
 بس مبدئيا موافقة
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر الي الاسفل قائلة بخفوت و لكن صدي صوتها كان يطرب اذنه بشكل مستمر  
 أيوة يا بابا موافقة مبدئيا
الفصل الثامن
في حفل هادئ بسيط بمنزل اكرم كان تقيم خطبة فيروز و احمد خطيبها الحالي التي تجلس جواره بفستانها الازرق و حجابها الابيض و مساحيق تجميل خفيفة تبرز ملامحها وجهها الملائكية وجهها لا يظهر عليه اي تعبير حتي ابتسامتها الخفيفة التي تزين ثغرها لا تظهر ما هو داخلها مدت يدها اليمني المرتجفة امامه ل يضع تلك الحلقة الذهبية بها التي اصبحت الرابط بينهما لم يدري احد بذلك الذي ينظر اليهم من بعيد مختبئ عن انظار الجميع و جواره شريف شقيقه الذي اصر ان يبقي جواره بهذا اليوم يعلم انه ليس بخير و لكن ما باليد حيلة اعينه الثاقبة تراقب و تلك الوخزات تزداد بشكل مؤذي له ضغط علي صدره محل الألم و لكن لا يهدئ اطلقت الزغاريد تدوي بالارجاء و احمد يقبل يدها برقة استند برأسه علي الحائط و هو يشعر انه قد انتهي الأمر ابتسامتها التي توزعها بين الحين و الآخر تعلمه انه لم يعد يفرق معها شعر بالارض تهتز أسفله و تسحب من تحت قدميه تقدم منه شريف يضع يده علي كتفه يربت عليه ل يلتفت اليه و يشير إلي موضع جلوسها و هو يقول بخفوت  
 اتخطبت
ابتلع لعابه بصوت مسموع و هو يبتسم ساخرا قائلا  
 غريبة الدنيا دي اوي يا اخي اهو انا كنت بحلم بيوم زي اللي عايشه خطيبها دلوقتي
نظر اليها و هي تحتضن زينة التي تبتسم بفرحة عارمة بصديقتها ثم اعاد بصره نحو شقيقه قائلا  
 بس مكنتش اتوقع اني هكون متفرج
اغمض عينه بقوة حين تشوشت الرؤية لديه ل يكمل بصوت مخټنق و نبرة متمزقة ألما  
 أحلامنا راحت حبنا راح قصدي حبها راح انا حبي ليها عمره ما هيروح  معدليش حق في اي حاجة حتي النظرة مش من حقي يوم ما يكون في ايد تانية مع ايدها تكون ايد واحد تاني مش ايدي
نظر شريف اليه بحزن قائلا بعقلانية  
 متصعبش الامور عليك يا شهاب
فتح عينه ينظر إليها تميل راقصة مع اصدقائها و عائلتها ل يهمس من جديد 
 هي صعبة اصلا يا شريف صعبة اوي
انتهي من جملته قبل ان يضغط اكثر علي صدره و يغمض عينه من جديد يستقبل الظلام الدامس الذي كان يختفي و يظهر أمام عينه قدمه لم تعد تحمله و قبل ان يسقط لحق به شقيقه مسندا له قبل ان يسقط و يجلسه علي المقعد القريب منه و هو يراه غائبا عن الوعي انحني يحاول افاقته و هو يربت علي وجنته و يفرك فوق صدره و هو يهمس له بقلق  
 شهاب فوق شهاب فوق بلاش فضايح شهاب
لكن لا رد و كأنه جثمان قد فارقته الروح للتو بحث شريف بعينه عن اي شئ يستطيع ان يجعله يفيق و لكن لم يجد شئ امسك بيده من جديد يفركها بين يديه و هو ينادي باسمه حتي يستيقظ شعر بالخۏف الشديد عليه ل يضع يده علي العرق النابض برقبته تنهد حين وجده ينبض دس يده بجيب بنطاله و اخرج هاتفه يحادث شقيقه الاصغر اياد و حين اتاه الرد هتف شريف سريعا  
 الو اياد انت لسة في شقة شهاب  كويس تعالي علي بيت حماه بسرعة شهاب اغمي عليه
اغلق الهاتف دون اي كلمة اخري حتي يتحرك شقيقه بشكل اسرع و بالفعل ما مرت سوا ثلاث دقائق و كان شادي بالشقة يبحث عن شهاب ل يخرج له شريف نحو شقيقه ل يتحدث اليه بسرعة قائلا  
 عايزين نخرجه من غير ما حد يشوفه ابعد الناس اللي هنا دي و تعالي
انصرف شريف الي شقيقه في حين اصطنع حجة لكي لا يبقي احد امام الباب الجانبي للشقة و ذهب ل يحمل شقيقه الاكبر مع شريف نحو الاسفل سريعا قبل ان يلاحظ احد  
وقفت زينة جوارها تربت علي كتفها حين وقفت فجأة مالت تهمس باذنها  
 مالك يا فيروز
نظرت اليها فيروز بتوتر جالي علي ملامحها و هي تقول  
 قلبي اتقبض حاسة اني فيه حاجة
نظرت زينة حولها تتفحص الجميع حولها و من ثم همست لها  
طب اهدي مفيش حاجة انتي بس متوترة
اقترب احمد منها ينظر اليها بابتسامة و هو يقول بهدوء  
 في حاجة يا فيروز
نظرت إليه مبتسمة و هي تهز رأسها بنفي قائلة  
 لا ابدا يا احمد مفيش حاجة صدعت شوية بس
 لو عايزة نخلص الحفلة كفاية كدا
تحدث احمد بجدية ل تبتسم هي تقول باحراج  
 لو مش هتضايق ياريت
هز رأسه بنفي يقول بهدوء  
 لا ابدا مش هضايق و لا حاجة ثواني
ذهب ل يتحدث مع اكرم ل ينهي هذا الحفل ل تنظر زينة الي فيروز موبخة إياها  
 انتي غبية يا فيروز يا بنتي افرحي شوية بلاش نكد
تأففت فيروز و هي تنكزها قائلة  
 افرح اية انتي كمان انا عايزة ارتاح و بعدين هفرح ازاي و قلبي مقبوض كدا خلينا نخلص الحفلة بدل ما تحصل حاجة تنكد علينا كلنا
 ربنا يستر روحي بقي يا عروسة سلمي علي حماتك العزيزة
دفعتها زينة بعد جملتها ل تتقدم من والدت احمد ل مصافحتها و انتهي الحفل علي خير و ذهب الجميع حتي والدت احمد اصرت علي الرحيل جلس احمد جوار فيروز علي الاريكة في حين اشارت اليه بالطعام الموجود اعلي الطاولة امامهم و هي تقول  
 مبتكلش لية يا احمد الاكل مش عجبك
نظر اليها مبتسما و هو يقول  
 ابدا الاكل جميل بس انا كدا كفاية عليا هروح بقي
 بس انت مأكلتش و لا قعدت
وقف يرتدي سترته و قد خلعها قبلا و هو يقول  
 بجد تعبان جدا و عايز انام هكلمك لما اروح
تقدم منه اكرم حين رأي احمد يقف مستعد للمغادرة نظر اليه بتساؤل قائلا  
 اية يا احمد مستعجل كدا لية
 معلش يا عمي انا همشي بقي
ربت اكرم علي كتفه مودعا و هو يقول بحنو  
 علي راحتك يا حبيبي
ودع احمد الجميع و ذهب حيث منزله في حين نظر اكرم الي ابنته مبتسما بسعادة لها قائلا  
 مبارك يا حبيبتي
تقدمت منه فيروز بطفولية و هي تزم شفتيها قائلة  
 مبارك علي النتيجة و لا علي الخطوبة عشان انا زعلانة منك جدا
ضحك اكرم و هو يفرد يديه اليها حتي ركضت اليه ل يحتضنها والدها يقبل قمة رأسها و هو يقول  
 مبارك علي الاتنين يا حبيبتي انا كنت واثق في ربنا انك هتنجحي و هتبقي احلي دكتورة في الدنيا
قضمت شفتيها السفلية باحراج و هي تبتعد عن والدها قائلة  
 احم طب و الشغل يا بابا
قرص اكرم وجنتها مداعبا اياها بمرح و هو يقول  
 بكرا ان شاء الله هنروح المستشفى اللي قولتلك عليها
انصرف والدها حين لمعت عينها بفرحة عارمة و دق قلبها بسعادة و أخيرا قد يكون سوف تصبح طبيبة كما تمنياه هما  عند تلك النقطة غامت عينها الي الازرق الداكن ثم رفعت رأسها بشموخ و هي تثبت ل نفسها انها اصبحت ما تريد هي فقط هي من اجتهدت هي من سهرت الليالي هي من نجحت لا هو هي من حققت لا هو هي من نالت من تمنت لا هو كلمة هو لم تعد موجودة بحياتها سوا ل زوجها المستقبلي احمد و انه لا يستحق منها الا كل الاحترام و الحب و لا يستحق اي شئ يزعجوا منها  خلعت حجابها الذي اخنقها بعد تلك الافكار و دلفت الي غرفتها مغلقة الباب خلفها و استندت علي الباب متنهدة بقوة و هي تغمض عينيها تهمس ل نفسها بهدوء  
 احمد كويس يا فيروز ميستحقش منك انك تفكري في غيره
تقدمت من خزانة ملابسها تخرج منها ملابس منزلية خفيفة علي جسدها المرهق اثر المجهود التي بذلته فترة التحضير ل خطبتها الا ان انقباضة قلبها لا تنزاح عنها بل تشعر باغلال تقيد قلبها و تعتصره بقوة شرعت في تبديل ملابسها و هي تزفر بقوة قائلة  
 استرها يارب
خرجت من سيارة الاجرة نحو البناية التي تقتن بها ما ان دلفت حتي وجدت من قطع عليها طريق عبورها واقفا امامها نظرت اليه بضيق من غيره سيفعل جاءت ل تعبر من جوار ل يقف امامها مرة اخري تأففت و هي تنظر
اليه ل يتحدث بهدوء قائلا  
 جاية منين دلوقتي
دحرجت بؤبؤت عينها بملل و هي تصيح به  
 ملكش دعوة خليك في خطيبتك
ابعدته عنها و تخطته ذاهبة من امامه الا انه اسرع يقفز من جوارها ل يصبح امامها بلحظة شهقت بتفاجأة ل يتحدث هو مرة اخري قائلا  
 اسف
عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر اليه بصمت ل يتحدث هو مرة اخري قائلا  
 ما قولت اسف بقي خلاص كنت بضايقك لما رميتي عليا الماية
ازاحته بيدها و هي تقول بحدة  
 ابعد لو سمحت
امسك بيدها قبل ان تبعدها ل يبقل باطن كفها قبل ان تسحبها سريعا من يده ل تسمع يتحدث قائلا  
 ابعد و لو سمحت زينة انا عارف انك زعلانة اني قولتلك كدا او يمكن غيرانة بس انا بصالحك اهو
صكت علي اسنانها و هي تتحدث بغيظ  
 انا لا زعلانة من حد و لا غيرانة علي حد اعمل اللي انت عايزه انا مليش دعوة بيك
اكملت طريقها نحو الاعلي ل يتنهد هو قائلا  
 طب علي فكرة انا بحبك و عمري ما هحب غيرك و علي فكرة كمان محدش يلمي مكانه في قلبي زيك
ابتسمت باتساع و هي لازالت تواليه ظهرها و من ثم اكملت صعودها الي الاعلي و هي تكاد تقفز من الارض من شدة فرحتها بحديثه و قد تناسي هو انه كان من يقاطعها و لا يتحدث اليها
باقرب مشفي ل منزل السيد اكرم كان يقف شريف مع شقيقه اياد يتحدثون في حالة شهاب و الذي حدث له فجأة كان شريف يعلم انه ليس شئ مفاجاة حدث ذلك من اثر فقدانه ل تلك صاحبة العيون الفيروزية و لكنه تحدث بهدوء قائلا  
 مفيش حاجة يا اياد الدكتور طمني هو ضغطه عالي بس و هيبقي كويس
تحدث اياد بضيق من شعوره ان شقيقه يعامله أنه لازال طفل صغير  
 انا مش صغير يا شريف و عايز اعرف اية اللي حصل ل شهاب و لية اغمي عليه كدا فجأة و اساسا كان عندهم خطوبة
تنهد شريف و هو يتحدث قائلا  
 شوية ارهاق و اديك قولت كان عندهم خطوبة و كان في مجهود عليه و كدا يعني
نظر اياد اليه بعدم تصديق و هو يعقد ذراعيه امام صدره و هو يقول  
 ماشي يا شريف متقولش بس انا هعرف اية اللي حصل لاخويا
دفعه شريف نحو الغرفة و هو يتحدث بضيق  
 طب تعالي نشوفه زمانه فاق
دلفوا الي الداخل وقف اياد بجانب شقيقه يربت علي كتفه و هو يقول 
 شهاب انت فايق
آن شهاب بتعب شديد و كأنه دهس اسفل عجلات قطار جسده مفكك اضلاعه يشعر انه غير قادر علي تحريك اصبعه الصغير حتي تنهد شريف و هو يربت علي كتفه قائلا  
 شهاب انت كويس الدكتور طمني
بالفعل هو لا يريد الافاقة من ما هو به يريد الإطالة بنومته لا يريد رؤية ما ال اليه الواقع نظر اياد الي شريف و هو يقول  
 انا عايز افهم يا شريف في اية طالما شهاب مفيهوش حاجة مفاقش لية
غربت اعين شريف و هو يقول بضيق  
 ما خلاص بقي يا اياد وقعت دماغي مش كفاية اللي احنا فيه
زفر اياد و هو يذهب الي جانب شقيقه يميل نحوه و هو يهمس بهدوء  
 شهاب لو زعلان من حاجة الدنيا متسواش حاجة عشان تزعل يا حبيبي فوق كدا احنا جنبك اهو
تأوة مټألم خرج من شهاب و هو يضغط علي جفنيه بشدة حتي فتح عينه ببطئ شديد نظر الي شقيقه بنظرة ضعيفة لم يراها من قبل ل ينظر الي شريف بتساؤل في حين نظر شريف الي الاسفل متهربا من نظرات شقيقه ل يهمس شهاب بتعب  
 انا كويس يا اياد متقلقش
نظر اياد اليه بحزن قائلا  
 انا متعودتش عليك كدا يا شهاب انت فيك اية انت متخانق مع ياسمين طيب
اغمض شهاب عينه بعصبية شديدة و قد وتيرة أنفاسه و صدره يصعد و يهبط بقوة حتي نظر اليه اياد بقلق قائلا  
 خلاص بلاش كلام يتعبك  قادر تروح
هز رأسه بنفي ل
يسرع شريف قائلا  
 لا بلاش يروح النهاردة احنا هناخده معانا البيت يرتاح احسن معانا
نظر اياد بريبة فيما بينهم و هو يهز رأسه بايجاب موافقا عاونه اياد علي القيام ل يسند ظهره علي الفراش و هو يقول  
 ياريت اروح بيتنا احسن
في صباح يوم جديد تجلس ياسمين بالردهة تهز قدمها بعصبية فهو لم يعود منذ البارحة و لم تراه لقد كانت تفكر انها تخلصت من الکابوس الخاص بها المسمي فيروز ل تراه ما هو الکابوس التالي في حياتها لا يرد علي هاتفه و لا احد من عائلته يرد عليها زفرت بضيق و هي تقف تنظر الي ساعة الحائط تصك علي اسنانها پغضب ظلت تثور داخلها و تدور حول نفسها بعصبية شديدة حتي دلف شهاب الي الداخل تجاهل وجودها و توجه نحو غرفته ل تبرق هي بعينها و هي تقف امامه قائلة بصړاخ حاد  
 كنت فين يا شهاب من امبارح و مبتردش عليا لية لا انت و لا حد من اهلك
زفر بضيق و هو يتجاهلها تماما يفتح باب غرفته و يدلف الي الداخل غير مهتم بالرد عليها في حين ركضت هي تسبقه قبل ان يغلق الباب وضعت يدها علي خصرها و هي ترفع حاجبها لاعلي قائلة  
 كنت فين يا شهاب
كشړ عن انيابه ك اسد يريد التهام فريسته صك علي اسنانه و هو يتقدم منها پغضب و قد نسي كل ما به من تعب و ظهر ما بداخله من كره و حقد امسك بذراعها بقوة حتي تألمت و صدر صوت تأوة عالي منها مټألمة من شدة قبضة يده علي لحم ذراعها ل ېصرخ بها بكل ما داخله من ڠضب  
 اياك تتكلمي معايا بالطريقة دي و تفكري انك تعملي فيها مراتي بجد انتي نسيتي نفسك و لا اية انتي متفرقيش حاجة عن اي كلبة ماشية تدور علي واحد و تستلقط رزقها في الشارع لو فكرتي في مرة تعمليها فيها مراتي او تكلمني كدا تاني انا قولتلك قبل كدا هعمل اية و لا تحبي اكرر
امسك بها بقسۏة اكثر من السابق و القاها پعنف خارج الغرفة و اصدر سبابته امام وجهها قائلا بتحذير  
 مش عايز اشوف خلقتك النهاردة غوري روحي عند اهلك
اغلق الباب بقوة بوجهها و هو يتنفس بصعوبة من فرط الانفعال استند علي الباب و هو يضع يده علي صدره و هو يقول بغل  
 يارب مشوفش وشك تاني يا شيخة
هزت رأسها بايجاب متوعدة و هي تغادر نحو غرفتها فتحت خزانة الملابس و اخذت منها ملابسها و ابدلت ملابسها سريعا و وقفت تضع حجابها و هي تقول پحقد  
 اقسم بالله هنكد عليك و عليها دلوقتي حالا يا ابن ميرفت
خرجت من الغرفة حاملة حقيبتها متوجه نحو منزل والدها وقفت امام الشقة ترن جرس الباب فتحت لها والدتها مرحبة بها بحفاوة و هي تقول  
 تعالي يا حبيبة ماما ادخلي
دخلت ياسمين الي الداخل بدلال قائلة  
 عاملة اية يا مامتي
 كويسة يا حبيبتي اقعدي
ابتسمت والدتها مشيرة نحو المقعد ل تجلس ياسمين باريحية و هي تقول 
 نادي ل بابا بقي و فيروز عشان عندي ليكوا خبر حلو اوي
ابتهج وجه والدتها و هي تنادي علي والدها و فيروز خرج اكرم من الغرفة و استقبل ابنته بترحاب في حين خرجت فيروز بتكاسل ل تجلس جوار والدها و هي تنظر الي ياسمين التي تتفحصها بمكر قائلة  
 صباح الخير يا عروسة لسة نايمة
هزت فيروز رأسها بنفي و هي تقول بهدوء عكس ما داخلها من تأفف  
 لا يا ياسمين صاحية من زمان شغلة بالك لية يعني صاحية و لا نايمة
ربتت هناء علي ساق ياسمين و هي تقول بتفاؤل 
 اية الخبر الحلو اللي عندك يا حبيبتي
ابتسمت بكيد و هي تنظر بداخل اعين فيروز قائلة بدلال  
 هيبقي عندكوا حفيد قريب انا حامل
بهت وجهه تلك المسكينة الجالسة أمامها تري الدلال و الغنج التي تتحدث بهم تشك انها هي ذاتها ياسمين شقيقتها العزيزة التي كانت تعشقها ازدردت لعابها بصعوبة و هي تستمع الي التهنئة من والديها
و الفرحة العارمة التي طغت عليها لكنها بعالم اخر عالم كان من نسج خيوط خيالها و احلامها الوردية سقطت الخيوط بل تمزقت و اصبح كل ما هو وردي اطلي باللون الرمادي نظرت اليها ياسمين من اعلي الي أسفل و هي تقول 
 اية يا روز مفيش مبروك
ابتسمت فيروز رغما عنها و تحدثت بهدوء تتمتم بتمني  
 مبروك يا حبيبتي ربنا يقومك بالسلامه و يجعله ذرية صالحة
ابتسمت ياسمين بسماجة و هي تقول  
 يارب يا حبيبتي عقبال ما نشيل عيالك انتي و احمد
ابتسمت فيروز ترجع خصلة متمردة مالت علي عينها و هي تقول  
 تسلمي يا حبيبتي صحيح فكرتيني ادخل أكلمه بعد اذنكوا
ل يقف والدها عن المقعد ممسكا بهاتفه قائلا  
 و انا هبارك لشهاب
ضحكت ياسمين قائلة  
 دا فرحان جدا يا بابا قعد يفكر في اسم للبيبي معايا طول الليل مش مصدق نفسه
انسحبت الي غرفتها بهدوء و اغلقت الباب خلفها وقفت امام المراه تنظر الي نفسها ل تبتسم بسخرية و هي تقول بخفوت الي نفسها  
 حبيب العمر هيبقاله ولد من غيرك ميستهلش و لا ضفر منك يا فيروز دا اكتر واحد اذاكي في الدنيا اياكي تخوني احمد حتي لو بتفكيرك احمد ميستهلش منك تفكري في واحد زي دا يا فيروز ميستهلش
يجلس علي جوار والدته بسيارة احد الاقارب الذي كان السبب بخروجه من القسم متوجهين نحو القاهرة مسدت والدته علي شعره و هي تقول بعتاب  
 كدا يا علي تعمل كدا و تخسرني اخويا و تخسر يا حبيبي
تأفف بضيق و هو يقول بحدة  
 ماما بلاش بقي كلام في ام الموضوع دا انتي شايفة بقالي اد اية في القسم طالع عيني
احتضنته والدته بحنان و هي تقول  
 معلش يا حبيبي علي ما عرفت اطلعك و ادينا هنرجع القاهرة
تنهدت و هي تقول  
 علي الله بس اخويا يرضي يكلمني تاني
اعتدل علي مبتعدا عن والدته و قد ظهرت ابتسامة بجانب شفتيه و هو يهمس قائلا  
 و اللي لبستني الليلة و مسألتش عني انا هوريها
ربتت والدته علي كتفه و هي تتسائل قائلة  
 بتقول اية يا علي
ابتسم اليها و هو يغمز بعينه قائلا  
 متشغليش بالك انتي يا ماما
الفصل التاسع
بالمشفي الخاصة بصديق السيد اكرم قد تم تعيين فيروز قبل قليل و تسير الآن الي جوارها زميلة لها تريها المشفي بالكامل و القسم الخاص بها و هم يتحدثان معا علي النظام العام للمشفي حتي ودعتها زميلتها و ذهبت الي العمل حين رن هاتف فيروز اخرجت الهاتف من جيب سترة العمل ابتسمت حين وجدته احمد فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و استمعت الي صوت الهادئ من الطرف الأخر ل ترد عليه قائلة بهدوء  
 الحمد لله يا احمد بقيت دكتورة رسمي في المستشفى
استمعت الي صوته مرة اخري و هو يتحدث و حين انتهي ردت هي قائلة  
 يعني هتتأخر  عادي ممكن اروح لوحدي  طب خلاص هستناك  سلام
انتهت مكالمتهم و وضعت فيروز الهاتف مرة اخري بجيبها و بدأت بالسير من جديد تشاهد تفاصيل المشفي و تصميمها حتي وصلت امام غرفة انتبهت الي نفسها و نظرت حولها ل تجد انها بالعناية المشددة قضبت حاجبيها باستغراب و هي تمد يدها الي باب الغرفة فتحتها ببطئ و اطلت برأسها الي الداخل ل تجد شاب متسطح علي الفراش محاوط بالاجهزة و يبدو انه غافي نظرت اليه مطولا حتي شعرت باحد يضع يده علي كتفها التفتت ل تجدها احدي الممرضات تقف خلفها مبتسمة اغلقت فيروز الغرفة و بادلتها ابتسامتها و هي تقول  
 ازيك انا فيروز دكتورة في قسم الاسنان
مدت الممرضة يدها نحو فيروز قائلة  
 اهلا يا دكتور انا شيماء
هزت فيروز رأسها مبتسمة و هي تصافحها  اشارت الممرضة الي الغرفة خلف فيروز و هي تقول  
 هو حضرتك تعرفي المړيض اللي جوا دا
هزت فيروز رأسها بنفي و هي تقول باستغراب من ذاتها  
 و لا عمري شوفته و لا عارفة اية اللي جابني عنده اصلا  هو ماله عنده اية
 دا عامل حاډثة
العربية اتقلبت بيه ٣ مرات و عامل عمليتين و من ساعتها و هو في غيبوبة
ادلت شيماء بالتفاصيل ل تنظر فيروز نحو الغرفة و من ثم نحو شيماء و هي تقول بتنهدة  
 ربنا يشفي كل مريض يارب
ذهبت فيروز الي قسم الاسنان ل تبدأ عملها بنشاط تزيح عن رأسها تفكيرها ب لما اخذت قدميها الي تلك الغرفة بالتحديد لما العناية المشددة و من بداخلها هي حتي لا تعلم من يكون او اي شئ عنه هزت رأسها بنفي تنفض افكارها المستمرة بصړاخ داخل عقلها و توجهت ل بدأ عملها و التركيز به فقط
خرج شهاب من غرفة العمليات يرفع يديه قليلا الي الاعلي بعد ان اغرقها بالمعقمات الطبية و توجه نحو غرفته خالعا زيه الطبي و يرتدي ملابسه ل يجلس علي المقعد التابع لمكتبه تنهد بتعب و هو يريح ظهره الي الخلف تمتم بالحمد لله عز و جل فقط نجحت العملية رغم ارهاقه تلك الايام و عدم توازنه لاحت ابتسامة طفيفة علي شفتيه و هو يستمع الي صوتها الذي يطن باذنه دون مبرر و بشكل متتابع مبهج ل قلبه المحطم و روحه المهلكة صوتها و صوت ضحكتها و كأنها تهمس باذنه الآن 
 مش قولتلك انك هتنجح فكر فيا دايما هتنجح يا شهاب
زادت ابتسامته اتساعا و هو يرد عليها بنبرة اكثر سعادة و كأنها بالفعل جواره و كأنها بالفعل تهمس له الآن و كأنها تشجعه و تزيد من حماسه  
 خليكي دايما جنبي و انا هنجح يا عيون الفيروز
الټفت الي الجهة اليسري مبتسما و لكن تلاشت ابتسامته رويدا رويدا و هو يجد الغرفة خالية الا منه كل هذا و كان يتهئ له فقط انها جواره و انها تحدثه انطفأت روحه و عاد الحزن يخيم علي ملامح وجهه الرجولية الصلبة قضب حاجبيه بحدة و عاد الي ذاته و هو يغمض عينه بقوة و يلتفت الي الامام من جديد اخرج هاتفه علي غرفة الدردشة الخاصة بهما راجع كل كلمة بينهما حتي وجد رسالة صوتية منها فتحها و وضع الهاتف علي اذنه حتي يكون صوتها بداخل روحه قبل اذنه استمع الي صوتها الضاحك قائلة  
 فاكر لما قعدت تعاكس و انا مش عايزة ارد لحد ما زهقت منك كان في ايدي شنطة في الشوز بتاعي الجديد رميتها فيك و جريت
انتهت الرسالة الصوتية و بدأ هو بالقهقهة بصوت عالي و ذات بحة مميزة لديه كرر الرسالة عدة مرات و بكل مرة يضحك بذات الطريقة نظر إلي الهاتف يفتح احد الرسائل الاخري ل يستمع الي صوتها الباكي هذه المرة و هي تتحدث قائلة  
 مش هعرف انام و انت زعلان مني عشان خاطري يا شهاب متزعلش مني رد عليا و ريحني بقي
استند علي الهاتف بجبهته و هو يغمض عينه پألم هذه هي فتاته الصغيرة حبيبته الرقيقة كانت تبكي لاسباب لا تذكر بينهم فماذا حدث لكي صغيرتي بعد ما فعلته بكي ضغطت جبهته علي رسالة اخري دون ان ينتبه و هذه المرة كان الألم يمزقه الي اشلاء صوتها السعيد الذي يشدو باذنه و فرحتها العارمة الظاهرة بنبرتها قائلة  
 خلاص وعد مش هنزعل من بعض تاني ابدا روحي كانت بتروح مني لما مردتش عليا اياك بعد كدا متردش عليا يا شهاب اياك افتكرت انك هتبعد عني و دي اكتر حاجة كانت هتوجعني يا شهاب
ابعد الهاتف عنه ينظر إليه مطولا حتي اغلقت شاشته الابتعاد فقط كان سيؤلمها اذا ماذا عن ما حل بها ماذا عن زواجه من شقيقتها ماذا عن علمها بحمل ياسمين ماذا عن خذلانها و ألمها الآن بالفعل هو تألم عند خطبتها بالفعل لم يتحمل و لكن مهما كان من شعر او سيشعر به لن يكون بمثابة واحد في المائة من ما شعرت هي به من شعورها بالصدمة من ما فعله يعلم انها تحتقره الآن و لكن هو لازال يعشقها و لن تكون بحياته انثي من بعدها حين شرد بتفكيره بزواجها كان يريد ان يدفن تحت سابع ارض قبل ان يري ذلك اليوم فماذا عنها و عن ما
عانته صړخ متأوها بقوة و كأنه زئير من ليث جريح ليس بيده حيلة و هو يلقي الهاتف من يده بقوة علي سطح المكتب اعاد ظهره الي الخلف و هو يتنفس بقوة حد اللهاث واضعا يده علي صدره و هو يشعر بالاختناق ل يهب واقفا عن المقعد يدور حول نفسه بالغرفة و هو يجذب خصلات شعره هو لا يتحمل كيف هي تتحمل لاحت الي ذاكرته مشهدها امام احمد و هو يضع بيدها تلك الحلقة الذهبية التي تسمي رابط زواج هز رأسه نافيا يرفض الاستسلام ل تلك الفكرة و هو يهمس مقتنعا 
 انا مش اناني يا فيروز انا موجوع موجوع اوي و حاسس بوجعك لو ليا الحق اقولك لو ليا الحق ارجعك لحضني تاني لو ليا حق هاخدك و نمشي نروح دنيا بعيد عن العالم المقرف دا صدقيني مش اناني يا فيروز
ظلت يتمتم پألم بكلمات عديدة مشابهة ل تلك الكلمات و كأنه يحدثها هي و كأنها امام عينه الآن ابتسم ببهوت و هو يهمس  
 دا انتي عيون الفيروز
في جلسة عائلية بسيطة احتفال باستلام فيروز للعمل وقف الجميع حول الطاولة المستديرة الموضوع عليها الكعك و به شمعة علي شكل رقم واحد انحنت قليلا و نفخت الهواء ل تطفئ الشمعة و يصفق الجميع لها ابتسم اكرم و هو يقبل رأسها قائلا  
 مبروك يا حبيبتي
احتضنته فيروز و هي تقول بسعادة  
 الله يبارك فيك يا بابا  شكرا انك دايما جنبي و بتساعدني
مسد علي رأسها ل تبتعد و تلقت التهاني من والدتها السعيدة أيضا و بفتور من قبل ياسمين و بهدوء من قبل شهاب التي لم ترد بأي حرف بل اكتفت ب امأ صغير من رأسها التفتت الي احمد حين سمعت صوته الهادئ الحنون قائلا  
 مبروك يا روز
نظر الي والدها ل يجده غير منتبه ل يرفع يدها يقبل كف يدها برقة وسط خجل فيروز الشديد و هي ترد بهدوء  
 الله يبارك فيك يا احمد
سحبت يدها قبل ان يراها والدها و لكن كانت هناك اعين اخري مراقبة بل مدققة بشدة بكل حركة تصدر عنهم ابتعد عنهم و هو يشعر بالضيق و قد زادت وتيرة أنفاسه لكن ايضا غير مسموح له حتي التعبير و التنفيث عن ما بداخله نظر نحوهم من جديد بطرف عينه ل يجدها تضحك الي جواره و تبدو سعيدة للغاية فرك وجهه پغضب في حين ذهبت إليه ياسمين بصحن يوجد به بعض من الكعك و الحلوي و وقفت امامه مبتسمة قائلة  
 اتفضل يا حبيبي
تنفس بقوة و هو يقول بحدة 
 مش عايز حاجة
وضعته امامه علي الطاولة امامه و جلست بالمقعد المجاور له و تتحدث اليهم بهدوء قائلة  
 مش احمد كلم بابا علي التجهيزات يا حبيبي عارف قولتله انك ذوقك حلو اوي و انك ممكن تروح معاه تنقي عفش الشقة
صمت و لم يتحدث حتي تقدم منه احمد جالسا بالقرب منهم و خلفه الجميع مدت فيروز يدها بالملعقة ل والدها تطعمه في حين تحدث احمد قائلا  
 انا فعلا ناوي انزل اجيب العفش و هيبقي مبسوط لو كنت معانا يا شهاب بما انك جهزت شقتك قبلي و فاهم
تلقائيا وجهت أنظاره نحوها ل يجدها تتبادل المزاح و الضحك مع والدها ل يعود ببصره نحو احمد متسائلا بما يلوح بخاطره قائلا  
 هو مش لسة بدري علي العفش يعني ممكن تجيب العفش قبل الفرح بشهر مثلا
يتسأل متمزقا يريد اجابة لما العجلة بالامر هو بالتأكيد لن يذهب معه الي اي مكان و يعلم ما ترمي اليه ياسمين و لكن هذا السؤال يلح عليه ل يجيب احمد بهدوء و هو يضع الصحن الخاص به علي الطاولة 
 لا مش بدري و لا حاجة مانا اتفقت مع عمي الخطوبة ٦ شهور بس باذن الله و انا عايز انزل اشوف الانترية و السفرة و اوضة النوم عشان لو مفيش حاجة عجبت روز هنعمله عمولة
سيتوقف قلبه حتما الآن تأكله نيران ثائرة بداخله جملة تخرج من احمد ببساطة و سلاسة الا انها بمثابة خناجر تغرز بقلبه بلا
رحمة الخطبة ستة اشهر و يريد ان يشتري غرفة نوم يشترك بها مع حبيبته و يدللها امامه ايضا اندفعت الډماء باوردته و هو يهب واقفا قائلا باقتضاب  
 ان شاء الله
الټفت الي اكرم و هو يقول بهدوء  
 انا مروح بقي يا عمي
ل ينظر اليه اكرم باهتمام قائلا  
 لية يا ابني لسة بدري
فرك شهاب عينه و هو يتحدث قائلا 
 معلش عندي عملية بكرا بدري و لازم انام  تصبحوا علي خير
تقدم شهاب نحو الباب و لحقته ياسمين و هي تسحب حقيبتها تتعجل بالرحيل خلفه توجهت انظارها نحوه تعلم ما تقوله ملامح وجهه تعلم نفضت جسده تنبعث منها الڠضب الشديد تنهدت بضيق و هي تنظر نحو الباب الذي خرج منه و قد شردت في شئ ما حتي انتبهت الي احمد الذي وقف يستعد للرحيل هو الاخر
وقف يراقب من داخل سيارته حين وصلت الي المشفي محل عملها و حين نزلت من سيارة احمد بعد ان ودعته كان داخله يثور و كأنه يريد ارتكاب چريمة الآن هل يصح ان يذهب إليه و يشرع بقټله يقسم انه سيرتاح و لن يندم بمثقال ذرة واحدة علي ما فعله صك علي اسنانه پغضب و هو يخرج من سيارته يلحق بها بعد أن ذهب احمد و قبل ان تخطي خطوة داخل المشفي نادي اسمها بحدة دق قلبها بقوة بين ضلوعها لا تعلم هل بالفعل ينادي باسمها ام انه مجرد تهيئ انه موجود اغمضت عينها بقوة و هي تتنفس ثم فتحت عينها قبل ان تلتفت ببطئ و هدوء الي الخلف وجدت امامها هيئته غاضبة لكنه لا يقل و لو نسبة بسيطة عن ڠضبها الآن صكت علي اسنانها و هي تقول پغضب  
 نعم جاي هنا لية  عايز مني اية 
طالعها بأعين متفحصة و بقلب مفتور تحدث  
 هتتجوزيه مبسوط و انتي معاه وافقتي بسهولة انك تتجوزي بعد ٦ شهور
قطعته فيروز بحدة و هي تنظر اليه بذهول لازال يتحدث كيف له ان يكون وقحا الي ذلك الحد رفعت سبابتها أمام وجهه و هي تصيح به بعصبية 
 ملكش دعوة بيا انت سامع انا بجد مشوفتش في بجاحتك ليك عين تيجي و تكلمني اصلا انا بكره نفسي كل ما ابص في وشك و افتكر اني في يوم كنت  
صمتت و هي تصك علي اسنانها پغضب من نفسها قبل منه نكست رأسها الي الاسفل و هي تتنهد قائلة بهدوء  
 ابعد عني لو سمحت كفاية اوي اللي حصل كفاية اوي اللي انا عيشته بسببك
حاول امساك يدها و هو يقول باعين مترجية  
 هتعرفي النهاردة كل حاجة يا فيروز
ابعدت يدها بل و ابتعدت عنه خطوتين الي الخلف و قد بدأت بالبكاء بعد ان كانت تحاول كبح دموعها و لكنها لم تستطع فقط نظرت اليه و هي تقاوم ضعفها متحدثة اليه  
 انا مش عايزة اعرف حاجة و لا هعوز اعرف منك حاجة انا ليا اللي شوفته و اللي عيشته و مش هسمح بأي تاني تأذيني ارحمني بقي و سيبني اعيش مع انسان بيحبني و يحافظ عليا
اقترب منها و امسك بذراعها رغما عنها برفق و هو يقول بصوت ضعيف  
 انا بحبك يا فيروز و انتي عارفة  اتكلمي عاتبي اشتمي اضربي انا موافق بأي حاجة بس بلاش جوازك منه انتي بتموتيني بالبطئ
ابعدت يدها عنه بحدة و هي تتحدث قائلة  
 انت اناني اوي دلوقتي همك نفسك بس و انا كنت اية بس تعرف عادي مش مستغرباك دلوقتي خالص و بخصوص العتاب فالعتاب يعني عشم و العشم يعني حب و انا لا عشمانة و لا بحب
ل يسرع هو قائلا بصوت ملهوف 
 بس انا عشمان يا عيون الفيروز
أغمضت عينها بقوة و هي تضع يدها علي اذنها تضغط عليها بشدة و من ثم نظرت اليه داخل عينه نظرة انتشلتها من داخل روحها القوية التي اكتسبتها بفضله و هي تهمس  
 بكرهك اياك تنطق الاسم دا تاني  انت اكتر حد انا بكره في الدنيا كلها يا جوز اختي
ضغطت علي حروف كلماتها
الاخيرة و التفتت ل تغادر ل يتحدث هو سريعا قبل مغادرتها داخل المشفي بانفاس عالية  
 و انتي اكتر حد انا بحبه في الدنيا كلها يا عيون الفيروز
فعل مثلما فعلت ل تسرع هي نحو باب المشفي و هي تضع يدها علي فمها باكية بحړقة حړقة قلب عاشق سبع سنوات عاشت بيهم بحلم وردي لطالما ارادت ان يطول و الا تفيق من غفوتها المسمي بالعشق كانت غارقة حد النخاع بحبه و فاقت علي اسوء كابوس تتمني ان تراه في حياتها سبع سنوات من الخداع سبع سنوات من كلمات العشق و اللقاءات و النظرات كان كل هذا خدعة و لا تصف ذلك إلا انها چريمة بأسم العشق
ركضت علي الدرج مسرعة سعيدة فهي ستخرج للتنزه و شراء ما يلزمها قطع سعادتها و صوت غناءها البشع ظهره امامها فجأة مما جعلها تشهق متوقفة عن نزول الدرج حين تحدث هو قائلا  
هوب هوب رايحة فين كدا
نظرت اليه بسماجة و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بضيق  
 ملكش فيه ابعد عايزة اعدي
فرد ذراعيه امامها يمنعها من تجاوزه و هو ينظر اليها مبتسما و هو يقول  
 مفيش نزول غير لما تنطقي يا حبيبتي
شتمت بخفوت الا انه سمعها جيدا ل يضيق عينه بتوعد و هو يصيح بها  
 لما تعوزي تقولي حاجة سمعيني اسمع اللي بتقولي كدا
زمت شفتيها و هي تنظر إليه باقتضاب قائلة  
 مقولتش
نظر اليه متسائلا بضيق 
 رايحة فين
اجابت بصدق و هي ترفع طرف حجابها الذي انسدل عن كتفها  
 راحة اشتري شوية حاجات
نزل عن الدرج من امامها و هو يقول  
 يلا هاجي معاكي
لحقت به و وقفت امامه ترفع يدها امام وجهه و هي تقول  
 تيجي معايا فين انا راحة اجيب حاجات بنات انت تيجي معايا لية
رفعت سبابتها أمام وجهه و رغم ارتجافة يدها الا انها صاحت به غاضبة  
 حسام احترم نفسك و ابعد عني خليني امشي
امسكت بيده تبعده عنها الا انها لم تقدر علي فعل ذلك كأنه تصلب و لم تعد قادرة علي جعله يتحرك رفع حاجبيه و هو ينظر اليها قائلا  
 ما هو لو تعقلي شوية هتبقي ست البنات و الله بس انتي علي طول الجنونة شغالة
اعتدل بوقفته عاقدا ذراعيه أمام صدره و هو يتحدث قائلا 
 و اقولك علي حاجة لو مجتش معاكي مش هتنزلي و لا هتخطي خطوة برا العمارة
 نعم !! انا مستأذنة من بابا و ميهمنيش اللي بتقوله دا
وضع يده بجيب بنطاله و اشار اليها باليد الآخري الي اتجه باقي الدرج و هو يقول  
 طب اتفضلي كدا جربي و هنشوف عمي نفسه هيقول اية لما يعرف انك خرجتي و انا قولت لا
دبت بقدمها بالارض متأففة بانزعاج منه  
 يا حسام بقي
ابتسم و هو ينظر إليها قائلا  
 ايوة كدا أنتي تقولي يا حسام بقي و انا اقولك دا اخر كلام عندي و في الاخر هاجي معاكي يا زينة
تأففت بصوت مسموع و هي تركض علي الدرج نحو الخارج و هو نزل خلفها حتي وقف امام سيارته و هو يقول  
 تركبي بالذوق و انتي مبتسمة و تقوليلي ميرسي يا حبيبي
ابتسمت باقتضاب و هي تصعد الي السيارة و هي تقول من بين أسنانها  
 حسبي الله  انت متر انت انت نص متر ربع متر و متحصلش كمان
ظهر الڠضب علي وجهه و هو يتقدم منها ل تشهق پخوف و هي تمسك بباب السيارة تغلقه سريعا ضړب علي سطح السيارة و هو يقول بغيظ  
 صبرني يارب
خرج اكرم من محل عمله بموقع للمعمار الي الخارج حين ابلغه احد العاملين ان يوجد شخص ينتظره بالخارج و يلح علي رؤيته ما ان خرج اكرم و رأي علي هو من ينتظره ل يسرع نحوه و قد تحولت ملامحه من الهدوء الي الڠضب الشديد تقدم منه و امسك بتلابيب ملابسه و هو يهزه بين يديه قائلا بصړاخ  
 ليك عين تيجي هنا ادامي يا كلب بس المرادي انا مش هسيبك
امسك علي بيد اكرم ينزلها عنه و هو
يقول بنبرة باردة استفزت اكرم و كاد ان يفتك به  
 براحة عليا يا خالي دا انا حتي جاي اصلح غلطي
صڤعة قوية تلقاها علي يد اكرم الغاضب ل يضع يده علي وجهه و قد تشرست ملامحه قائلا  
 لا يا خالي متعملش فيها مربي الاجيال و اللي مفيش منه دا انا جاي اقولك علي حتة مفاجأة
لم تلين ملامح اكرم بل كانت تزداد ڠضب و عصبية اكثر من السابق مع كل كلمة ينطقها علي الذي ابتسم بمكر قائلا  
 و لاني عرفت غلطي جاي اقولك علي كل حاجة يا خالي
لازال ينظر اليه اكرم بصمت حتي القي بوجهه قنبلة موقوتة كانت المدمر الحقيقي ل اكرم حين نطق قائلا  
اتسعت اعين اكرم پصدمة شديدة كانت بمثابة خنجر مسمۏم بالنسبة له غرز بقلبه بشكل مؤذي اهتز كيانه و اصبحت الدنيا تدور من حوله ل يسنده علي و هو يقول بخبث  
 لا لا يا خالي اجمد شوية دا انا مقولتش غير حاجة بسيطة توقعك كدا
نظر اليه اكرم باعين حمراء و الشياطين يتراقصون أمام عينه الآن دفعه بقوة حتي كاد علي ان يسقط الا انه تمسك جيدا ل ېصرخ بكل ما لديه من قوة و يشعر ان قلبه سيخرج من قفصه الصدري  
 انت كداب ياسمين بنتي انا لا يمكن انا هموتك بايدي يا ابن الكلب
ھجم عليه اكرم و كاد ان يفتك به الا ان الصدمة التالية كانت بمثابة الضړبة القاضية له حين انزل علي يد خاله بحدة و هو يقول بحدة  
 متفكرش ان كل حاجة عندك مثالية يا خالي ياسمين خدت شهاب من اختها شهاب بيحب فيروز و كان هيتقدملها ياسمين راحت قبل ما يتقدم لفيروز و قالتله علي حملها منه و اضطر يتجوزها
الفصل العاشر
اوقف السيارة امام احدي المولات التجارية نظرت اليه منتظرة ان تعلم ماذا سيفعل ما كاد أن يفتح باب السيارة حتي اوقفته هي حين اصدرت صوت من حنجرتها ل يلتفت ناظرا اليها باستفهام ل تنفي برأسها و هي تقول  
 اوعي تكون نازل معايا كمان
هز رأسه بايجاب و هو يفتح باب السيارة و يترجل منها بهدوء ل تخرج هي سريعا و تقف امامه قائلة  
 استني يا حسام متهزرش مينفعش تدخل معايا هشتري حاجات بنات
امسك بيدها و هو يجذبها معه بعد أن اغلق السيارة الي الداخل و هو يقول مبتسما  
 عارف و داخل معاكي
غربت عينها و هي تسحب يدها منه و تذهب بخطي سريعة نحو احد محلات بيع الملابس الحريمية لكي لا يلحق بها الا انها لم تدري الا و هو يسحبها من الخلف بحدة صړخت بصوت خاڤت و هي تلتفت اليه تزيح يده عنها في حين كان يتحدث هو صاكا علي اسنانه  
 ياريت نبطل حركات العيال دي
تأففت بضيق ل يدفعها نحو المحل بخفة و هي ترمقه پغضب وقفت بأعين زائغة تنظر نحو ما تحتاجه و لا تستطيع الاقتراب منه اغمضت عينها بقوة لقد ندمت اشد الندم انها اباحت بمكان ذهابها في حين وقف هو يعقد ذراعه خلف ظهره يكبح ضحكته علي مظهرها المتوتر و اكثر منه غاضب وقفت امامهم احدي البائعات تبتسم متحدثة بلباقة نحو زينة  
 تحت امرك يا فندم بتدوري علي حاجة معينة
قضمت زينة شفتيها السفلية باحراج و ما كادت ان تميل نحو اذن الفتاه ل تجلب لها ما تريد حتي قطعها حسام قائلا ببساطة متناهية  
 كنا عايزين كل حاجة العروسة بتاخدها  عايزين نجهز القمر يعني
التفتت زينة اليه بوجهها الذي ازدادت الحمرة به تبرق عينها نحوه و هي تقول غاضبة  
 انا لا عروسة و لا نيلة علي دماغي سيبني بقي في حالي
ظل مبتسما ببرود استفزها و هو ينظر إليها و كأنها لم تكن تقول شئ اشارت البائعة نحو الداخل و هي تقول ببشاشة  
 طب اتفضلي نقي الحاجات اللي علي ذوقك
تقدمت البائعة و ما كادت ان تتقدم زينة حتي لمحته يستعد للذهاب معها ل تقف امامه تدفعه بصدره و هي تقول بحدة  
 حسام احنا مش صغيرين علي لعب العيال دا
نظر
الي يدها التي علي صدره و الي وجهها الغاضب و رفع حاجبه لاعلي بمعني و ماذا بعد ل تسحب يدها سريعا عنه و هي تتحدث برفق عله يلين  
 يعني انت ترضي ان حد يختار لمراتك حاجات بنات يعني اللي مترضهوش عليك مترضهوش علي غيرك
علم ما ترمي اليه و داخله يعلم سبب ثورته اثر حديثها الا انه ابتسم ببرود و هو يعدل لها حجابها الساقط دائما عن كتفها قائلا  
 مټخافيش يا حبيبتي محدش هيختار لبس مراتي غيري
اشار اليها عند كلمة مراتي و اشار الي نفسه عند كلمة غيري ثم غمز بعينه ل تتفهم مقصده ل تنظر اليه بشموخ قائلة  
 مش يمكن حد غيرك
التفتت برأسه عنها يغمض عينه بقوة و هو يسبها بداخله لا يريد فقدان السيطرة علي نفسه و خاصة انها تضغط علي تلك النقطة كثيرا ل يعود ملتفتا إليها و هو يقول من بين اسنانه  
 اطمني مش حد غيري
تركته و خرجت من المحل سريعا ل يسرع هو خلفها يمسك بحقيبتها يلحق بها ل تترك الحقيبة بكامل ارادتها و من ثم تبتعد عنه مضيقة عينها و تبدأ بالصړاخ بصوت عالي مستغيثة  
 الحقوني حرامي خطڤ الشنطة من دراعي الحقوني
نظر اليها پصدمة و لم يكاد أن يصدر اي ردة فعل حتي التف حوله مجموعة من الشباب بهدف الدفاع عن تلك الفتاه الضعيفة التي تمت سرقتها دفعه أحد الشباب بكتفه و هو يقول بحدة  
 مش عيب عليك تسرق و انت شكلك ابن ناس كدا
جذب منه الحقيبة و مد يده بها نحو زينة التي نظرت الي حسام الغاضب و بشدة و عينه الحمراء التي تدفع لها بشرارات الڠضب الشديد داخله ابتلعت ريقها و هي تقول بهدوء  
 خلاص يا جماعه محصلش حاجة دا 
قاطعها ذات الشاب و هو ينظر إليها قائلا  
 مټخافيش يا ست البنات مش هيقدر يعملك حاجة
ابتسم حسام بعصبية و هو يمرر سبابته علي عينه في حين لطمت زينة وجنتيها و هي تعلم ما معني تلك الحركة الصادرة منه كادت ان تتحدث مكذبة ما قالت و انه لم يسرقها انه ابن عمها ل تجد حسام يمسك بتلابيب ذلك الشاب قائلا بابتسامة  
 بس هعملك انت
ضړب حسام رأسه برأس ذلك الشاب بقوة ل يبتعد عنه و ما كاد أحد اخر ان يقترب منه ل يرفع يده و هو يشير نحوها قائلا بصوت جهوري  
 البت دي بنت عمي و خطيبتي
نظر الجميع اليها ل تهز رأسها بايجاب قبل ان تحني رأسها الي الاسفل ل يتقدم منها جاذبا اياها پعنف الي الخارج و هي لم تعترض لقد اكلها الندم بكل مرة تدمر علاقتها به اكثر من السابق و بالفعل ما قالته لها فيروز صحيح ان دلالها لن يجدي سوا الابتعاد و الافتراق و يمكن ان يمل من طفولية تصرفاتها صعدت الي السيارة معه بهدوء دون ان تنطق ببنت شفه حتي وصل الي المنزل ركضت خارج السيارة سريعا و منها الي داخل البناية الا انه لحق بها امسك برسغها يبتسم قائلا  
 لا معلش استني الحرامي عايز يرجع اللي سرقه
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس بارتجاف  
 حسام و الله انا
اخرس حديثها حين حملها من خصرها يعلقها من ثيابها ببوابة البناية من الداخل شهقت بتفاجأة ثم صړخت به پخوف  
 حسام نزلني
تأمل مشهدها هكذا و من ثم صعد تاركا اياها خلفه في حين صړخت هي به پخوف غالقة عينها بشدة  
 انا اسفة و الله اسفة مكنش قصدي
لكنه لم يعيرها اي انتباه و صعد الا انه دخل من بوابة البناية احد جيرانهم ل تسرع هي بالصياح به بتحذير 
 متهبدش البوابة الله يخليك
نظر اليها الشاب پصدمة و هو يقول مذهولا  
 انسة زينة اية اللي معلقك كدا
تمسكت حتي لا تسبه الي متي سيتسأل ذلك الغبي ل تتحدث إليه برجاء  
 الله يخليك نزلني من هنا
وضع الشاب الحقائب الموجودة بيده علي الارض و هم بالاقترب منها إلا ان صوت حسام من اعلي الدرج جعله يتراجع حين تحدث اليه غاضبا  
 علي
الله تمسكها تنزلها من مكانها هحطك مكانها
تحدث محذرا ل يحمل الشاب الحقائب مرة اخري و يصعد الدرج و لك يلتفت الي هؤلاء المجانين مرة أخري نظرت اليه بتوسل و هي تقول  
 حسام عشان خاطري نزلني من هنا
هز رأسه بنفي و هو يجلس علي الدرج قائلا بغبظ  
 خليكي كدا عشان تتربي شوية و تعمليلي فيها عيلة دا حتي العيال عندهم عقل عندك
اخرج هاتفه يقوم بالعبث به متنهدا باريحية غير عابئ بصوتها المترجي و توسلاتها بان ينزلها و انها بالفعل خائڤة و بشدة
وصل الي البناية المقيمة بها ابنته و هو بالاصل لا يعلم كيف وصل بعد ما شعر به من ألم الصدمة ابنتاه بذات الوقت واحدة تحادث شاب من خلف ظهره و الأخري اخذته منها بافعالها المشينة المخجلة يا لروعة تربيته ابنته كانت تفعل ما حرمه الله و هو لا يعلم و مع من  
مع من امنه علي شرفه و عرضه لقد خانوا ابن اخته و كان اول من طعنه بظهره ركض سريعا علي الدرج و هو لا يدري بنفسه ما يفعل تنفس بلهاث و هو يطرق بكلتا قبضتيه علي الباب بقوة و ڠضب شديد استمع الي صوت ابنته من الداخل تطلب من الطارق الانتظار ل يزيد من طرقه بقوة حتي فتحت الباب ابتسمت بوجه والدها و هي تقول بسعادة  
 بابا تعالي يا حبيبي اتفضل
نظر اليها اكرم باعين حمراء يطلق منها الشرار الغاضب ل يبهت وجهها و هي تري والدها غاضب و بشدة و بطريقة لم تراها من قبل انقبض قلبها پخوف و هي تنظر إليه قائلة  
 في حاجة يا بابا
تلقت صڤعة قوية علي يد والدها أطاحت بها علي الارض تصرخ پألم واضعة يدها علي بطنها و لكن لم يهتم اكرم بما سيحدث لها إنما يريد ان يريح داخله ل ينحني يمسك بخصلات شعرها و يجذبها پعنف نحو الداخل و يغلق الباب خلفه بقوة و هي تزحف بقدميها ل تجاري جذب والدها لها و بدأت بالبكاء و هي تقول و هي تصرخ پألم  
 ابعد يا بابا عشان خاطري في اية بس
جذبها اكرم بقسۏة اكبر حتي وقفت علي قدميها و هو لازال يمسك بخصلاتها يجذبها من جذورها قائلا  
 انا تعملي فيا كدا يا بنت الكلب
تأوهت پألم شديد و هي تمسك بيد والدها تبعده عنها و تسقط دموعها بغزارة علي وجنتيها قائلة  
 انا عملت اية يا بابا ايدك بتوجعني عشان خاطري
نظر اليها بشړ و هو يصفعها مرة أخرى يهزها بيده بقوة و هو يقول من بين اسنانه  
قال جملته و لم يستوعب بعد انه يقول ذلك ل ابنته العزيزة حتي عندما شهقت بحدة و جحظت عينها پصدمة ل معرفة والدها بما فعلت لم ينتظر اي كلمة منها انما انهال عليها باللكم و الصفع حتي أبعدها عنه بحدة فقط بسبب حملها لا شئ اخر يخشي ان يزهق روح ليس لها اي ذنب ان لم تكن حاملا لكانت بعداد المۏتي الآن صفعها مرة اخري و هو يصيح بها  
 انا في اخر عمري اقف اسمع عن بنتي كلام زي دا قصرت معاكي في اية عشان تعملي فيا كدا يا بنت الكلب
دارت عينه و هو يقول بتيهة  
 و انا اقول شهاب مستعجل كدا لية علي الجواز
نظر اليها مضيقا عينه عليها و هي تبتعد زاحفة الي الخارج و هي علي الارض تبكي بقوة ناظرة الي والدها پخوف و هي تحاول ان تحمي نفسها من بطشه ل يركلها بقدمها و هو يقول بصوت عالي غاضب  
امسك بمزهرية موجودة بجواره و القاها عليها ل تصطدم بذراعها بقوة و تحطمت الي قطع صغيرة مع جرحها چرحا غائرا و لم يهتم والدها بصړاخها المټألم بل ألم قلبه و صډمته بابنته كان اقوي بكثير ل تنظر الي الډماء الغزيرة النازفة من ذراعها و هي تبكي متوسلة ابيها قائلة  
 يا بابا ب  
قطعها قبل ان تكمل واضعا سبابته علي شفتيه و هو يقول بتحذير  
 اوعي تنطقي بابا دي تاني انتي سامعة انتي من
النهاردة لا بنتي و لا اعرفك و لا يشرفني تبقي انتي بنتي
ما كاد أن يغادر حتي اتي بذات الوقت شهاب من العمل و يبدو علي وجهه الارهاق الشديد ابتسم حين التقي بوجه اكرم و تحدث مرحبا و هو يغلق الباب قائلا  
 اهلا و سهلا يا عمي
تلاشت ابتسامته حين رأي ياسمين متسطحة علي الارض تتأوه پألم و ينزل من ذراعها الډماء تسيل بغزارة نظر الي اكرم و هو يتقدم منها قائلا  
 في اية يا عمي حصل اية
اقترب منه اكرم ببطئ ل شعوره بأنه سيسقط بأي لحظة و هو يشعر بنغزات متتالية بقلبه لا تتوقف نظر إليه و هو يقول  
 لو كنت جيت قولتلي كنت دفنت بنت الكلب دي كنت دفنتها في سابع ارض
نظر اليه شهاب مطولا و لم يتحدث ل يكمل اكرم بحدة  
 مقولتليش لية انك عايز فيروز و انا كنت منعتك تكسر قلبها من الاول لية مقولتليش مكنتش الاخوات خسروا بعض
وقف شهاب بعد ان كان يري وضع ياسمين و ما كاد ان يتحدث الا ان اكرم قاطعه صارخا  
 حرمك و ابن عمتها كانوا في علاقة مع بعض قبل جوازكوا
صړخت ملامحه بالڠضب الشديد و هو يهدر صارخا  
 نعم !!!! انت بتقول اية يا عمي
تقدم اكرم من ياسمين و ركلها بقوة بقدمها و هو يقول باشمئزاز  
 اهي عندك اهي اسألها و علي فكرة هي و علي اللي حطولك حاجة في الاكل و اتفقوا عليك و كانت فكرة علي انها تروح لعمك مش ابوك و فكرته بردو انها تصور نفسها معاك و يا عالم الواد اللي في بطنها ابنك و لا لا
بصق عليها اكرم و تركها و فتح الباب ل يلتفت اليه و هو يقول  
 و اياك اي حد يعرف علي الاقل علي ما احمد يكتب علي فيروز الاسبوع دا
كان الألم ېقتل و يدمره يسحق به و هو يغلق الباب و يخرج من الشقة في حين الټفت شهاب نحو ياسمين و هو يرمقها بشراسة غير عابئ بصوت بكاءها او تأوهها او اي شئ اخر يشعر بنفسه لا يمت للرجولة بصلة بعد ان خدع من تلك الحقېرة عار والديها ل ينحني علي ركبته امامها يمسك بذراعها موضع الچرح يقبض عليه بقوة في حين صړخت هي مټألمة ل يجذبها تجلس ل ينظر الي داخل عينها باعين متسعة يخرج منها شرار غاضب و هو يسحق اسنانه غاضبا نظرت اليه پخوف و هي تهمس پألم  
 اسمعني يا شهاب بالله عليك
جذب خصلات شعرها يقرب وجهها منه و هو ېصرخ بوجهها بزئير حاد 
 انا اضرب علي قفايا يا بت انا اصلح غلط مش غلطي
صړخت بفزع من رؤية وجهه الغاضب قريب منها وجهها الذي امتلئ بالدموع و هي ترتعد ل يقف و لازال ممسك بخصلاتها يجرها خلفه وسط توسلات و ترجي ان يتوقف حتي لا ټتأذي وصل بها الي المطبخ و تركها بقوة و يذهب ل يأخذ سکين حاد النصل و يتقدم منها من جديد نحوها حاولت التراجع و هي تصرخ بالنفي و الا يفعل بها ذلك الا ان قواها لم تساعدها علي هذا ل يصل اليها يجلس علي ركبتيه امامها يمسك بذراعها بقوة و يضع السکين علي رقبتها موضع العرق النابض بالحياة و هو يتحدث اليها بقسۏة قائلا  
 و ديني و ايماني ان ما نطقتي بكل حاجة من الاول لحد دلوقتي هكون دبحك من غير تفاهم
فتح اكرم باب الشقة و اغلق الباب خلفه پعنف و القي ما بيده علي الارض و هو يبحث بأعين ضيقة داخل الشقة ل يهدر صارخا  
 فيروز
اجابته فيروز من داخل غرفتها بانها قادمة اليه رغم قلقها من نبرة صوت والدها ما كادت ان تخرج حتي وجدت والدها يدلف الي الغرفة پعنف لاول مرة نظرت الي وجه والدها بقلق و هي تتقدم نحوه قائلة  
 مالك يا بابا
جاءت هناء زوجته علي صوته العالي الحاد الذي ينادي به علي فيروز علي غير العادة و هي تقول متسائلة  
 بتزعق لية يا اكرم
تنفس ل ثانية و
بالثانية الأخري كان ېصفع فيروز بقوة حتي سقطت علي الفراش خلفها شهقت هناء بخضة عند صړخت فيروز پألم دفعت هناء اكرم و تقدمت نحو فيروز ټحتضنها حين اجهشت بالبكاء و هي تضع يدها علي وجهها ربتت هناء علي ظهرها و هي تقول بحدة  
 انت اټجننت يا اكرم عملت اية عشان تضربها
تقدم منها اكرم و بوجه حزين تحدث و عينه دامعة لم يعد يسيطر علي ألمه بعد ذلك  
 انا هكتفي بالقلم دا بس عشان عرفتي شهاب من ورايا لاني مش هساويكي بال ياسمين كسرته فرحتي بتربيتكوا خونته ثقتي فيكوا
تنظر إليه هناء منذهلة مما يقول و قد اتسعت عينها و هي تنظر ما بين فيروز و اكرم و لم تجد سوا الصمت و البكاء من ابنتها ل تبتعد عن فيروز و هي تقول پصدمة 
 انت بتقول اية يا اكرم في اية فهمني
مسح اكرم عينه پعنف و هو يشير نحو فيروز قائلا بخيبة امل  
 اقولك اية يا هناء اقولك ان فيروز نن عيني و روح قلبي كانت بتكلم شهاب و من زمان من ورانا و لا اقولك ان ياسمين اول ما العين شافت و اول ما القلب حب خانت كل سنين تربيتي ليها و باعت نفسها لابن اختي و خدت اللي بيحب اختها منها اقولك اية
ضړبت هناء علي صدرها پصدمة و فجعة مما يقول زوجها ثم ارتمت علي الفراش جالسة و هي ټضرب بكلتا يديها علي قدميها و هي تصيح بصړاخ عالي و قلب يدق پعنف من شدة رعبها من ما سمعت  
 يا خيبتك يا هناء يا خيبتك
ثم نظرت الي زوجها و هي تبكي ل تقف تتقدم نحوه تمسك بذراعه و هي تقول  
 عرفت منين يا اكرم الكلام دا معقول يا اكرم ياسمين  مش معقول
اشاح اكرم برأسه بالجهة الاخري و هو يقول بحسرة  
 بقي معقول يا هناء بنتك حطت رقبتي تحت جذمة اللي يسوي و اللي ميسواش
ثم الټفت نحو فيروز يحادثها بقسۏة لاول مرة تشاهده بها  
 اسمعي احمد هيكتب عليكي الاسبوع الجاي
صړخت باستنجاد و هي تركض ل تقبل يد والدها و هي تقول برجاء  
 ابوس ايدك يا بابا انا بحاول اتعود علي احمد عشان خاطري يا بابا متخلنيش اكره
سحب يده منها ل تربت هناء الباكية علي كتفه و هي تقول  
 لا يا اكرم كدا هنظلمها العمر كله
رمق فيروز بطرف عينه و خرج من الغرفة ل تحتضن والدتها التي لم تكف عن البكاء لقد تحطمت سنوات التعب و السهر علي تربيتهم تملك منها القهر ل تبدأ بالبكاء بصوت مرتفع و شهقاتها تعلو و تعلو و ينتفض قلبها بحزن شديد و هي تحتضن فيروز التي كانت تبكي بقوة هي الأخري
نظرت إليه پخوف بعد ان اتمت حديثها و اعترافها بكل شئ ابعد السکين عن رقبتها بعد ان اطالتها بحرج صغير و هو يقول پألم  
 يا ولاد الكلب ضيعتونا يا شوية 
القي السکين بعيدة عنها و قبل ان يقف كان من نصيبها صڤعة قوية تلقتها هي منه حتي طرقت رأسها بالحائط پعنف و ازداد بكاءها و انكمشت علي نفسها اكثر اصطك علي اسنانه و هو يقول پغضب شديد و هو يقبض علي يده بقوة  
 و الله و بالله هندمكوا علي اللي عملته و هخليكي تتمني اللي جري ما كان بس مش هتطولي
اشار الي بطنها و هو يقول بحدة  
 الواد اللي في بطنك ابني و لا لا
صمتت پبكاء ل يهزها بقدمه و هو ېصرخ بها من جديد بذات الجملة ل تشهق هي پبكاء مجيبة  
 ابنك انت و الله ابنك
مسح العرق عن جبهته و هو يقول باستحقار  
 و انت هيفرق معاكي اية مانتي لعبتي لعبة حلوة اوي عشان تلاقي اللي يستر عليكي
ازداد بكاءها و هي تضع يدها علي اذنها قائلة  
 كفاية بقي كفاية انا كدا كدا لازم انزله عشان لازم استئصل الرحم ارتاح بقي
الفصل الحادي عشر 
غزوة حب
نظر الي صورتها علي هاتفه بتأمل مشتاقا لها هو بحاجة للحديث اليها مطولا كعادته معها بالسابق
يريد احتضنها و الصړاخ بصوت عالي انه برئ من خيانتها كما تعتقد داخله امل انها علمت كل شئ و ستصفح عنه مرر سبابته علي صورتها بالهاتف يكمل تأمله الي ملامحها بقلب محطم و صوت والدها يردد بأذنه بميعاد عقد قرانها يدعو من كل قلبه ان لا يحدث حتي يجد الحل المناسب و التصرف اللائق  فقط لو تفتح مجال للحديث معه تنهد بثقل و هو يضع الصورة في موضع اكبر مدققا علي عيونها قائلا بهمس  
 عيون الفيروز
اغمض عينه يرجع بظهره الي الخلف علي الفراش الخاص به لقد كان يوم شاق كثيرا و تحمل به الكثير و لكن لا يغمض له جفن همس مرة اخري و هو يقول بهدوء  
 انا عارف نفسي كويس عمري ما اخونك لو كنت قولتلك كانت الامور هتتعقد اكتر صدقيني مكنتش عايز اكسر قلبك لان قلبي اتكسر قبل قلبك
فتح عينه من جديد حين صدح رنين هاتفه بين يده نظر الي المتصل و عقد حاجبيه ف هي السيدة هناء فتح الاتصال و وضع علي اذنه و ما كاد ان يتحدث حتي صدح صوتها من الطرف الاخر متحدثة پبكاء شديد قائلا  
 الحقني يا بني الله يرضيك عمك واقع في الارض و شكله مغمي عليه
هب شهاب واقفا و هو يقول  
 انا جاي حالا يا طنط متقلقيش
اغلق الهاتف و ركض نحو الخارج قاصدا مبني السيد اكرم صعد الدرج سريعا حتي وقف امام الباب يلتقط انفاسه و هو يطرق علي الباب فتحت له فيروز الباكية و ركضت مرة أخري نحو والدها الملقي علي الارض بغير حول و لا قوة حتي دون ان تعبئ و تنظر اليه جلست بجوار والدها علي الارض تتمسك بيده ترجوه الي يفيق وضع شهاب يده مكان عرق النبض برقبة اكرم ل يجد النبض ضعيف و اذا انتظر سيتوقف علي الاغلب نظر الي هناء و هو يقول بنبرة عملية  
 لازم ننقله اقرب مستشفى بسرعة
اسنده شهاب و معه هناء و فيروز حتي توقف اكرم الغائب عن الوعي انحني شهاب ل يحمل اكرم علي ظهره و توجهت هناء و امسكت بمفاتيح سيارة زوجها تمدها نحو شهاب حتي يقودها ل يمسكها شهاب و يتوجه به نحو الخارج بل خارج المبني بالكامل ل يفتح السيارة و يضعه بها برفق و يصعد هو اليها ل يقودها الي اقرب مشفي الي المنطقة  
توجهت فيروز و والدتها يرتدن اي ملابس حتي يذهبن الي حيث انتقل اكرم و بالفعل اسرعن نحو الخارج و منها الي المشفي في حين كان قد وصل شهاب الي المشفي و عاونه الممرضين علي حمل و ادخال اكرم الي الداخل و استقبله قسم الطوارئ ل فحص حالته منتظرا شهاب بالخارج و هو يعلم جيدا ان ما حدث ل اكرم لم يكن المتسبب به سوا ما علمه من حقائق اليوم يرفع له القبعة انه تحمل حتي هذا الوقت بالاخير قد صدم الرجل بابنته التي كان يفتخر بها و يتحدث عنها برأس مرتفع بشموخ انتبه الي هناء و خلفها فيروز التي أصبحت بوجه احمر دامي و عبراتها التي لا تتوقف عن السقوط شاعرة بالذنب بما وصل اليها والدها و لم يختلف الحال عند هناء شاحبة الوجه و التي ترتجف بقوة و كأنها تقف وسط المطر الشديد  لا حماية و لا غطاء توجه هو نحوهم و امسك بيد هناء يجلسها علي المقعد الموجود للانتظار و هو يقول بنبرة مطمئنة  
 متقلقيش يا طنط أن شاء الله خير و عمي يقوم بالسلامة
امنت خلفه ل يلتفت نحو الواقفة تستند علي الحائط تخفي وجهها بيدها و لكن صوت بكاءها واضح ازدرد لعابه پخوف عليها و هو يتحدث بهدوء  
 اقعدي يا فيروز عشان هتقعي
نظرت اليه نظرة واحدة قبل ان تخفي وجهها عنه مجددا لاول مرة لا يعلم ما تقصد نظراتها كان يفهم ما تقول قبل ان تقول حتي من نظرة العين و لكن هذا المرة مختلفة لا يقدر ان يحدد ما فحواها هل هي عتاب ام حزن ام ڠضب كبير يتركز بقلبها اتجاه
ام تحمله ذنب ما يحدث اغمض عينه بشدة متنهدا و هو يتحدث من جديد لكن مالت نبرته نحو القلق فهو يعلم انها عندما تبكي بقوة و هي واقفة ل فترة طويلة تسقط مغشي عليها و يمكن ان لا تستيقظ ل ساعات و هذا لا يحبذ ان يحدث و ابيها بحالته تلك ل يقول 
 مش هينفع تقعي دلوقتي يا فيروز خلينا نطمن علي عمي
تحركت هي باستجابة الي حديثه ل تجلس علي المقعد المجاور لوالدتها في حين توجه هو للتساؤل عن اكرم و اين هو الآن و كيف حالته و لكن كان الرد أنه بغرفة الطبيب الآن و حين يخرج الطبيب سوف يتم اعلامه بذلك وقف بمحله عاقدا ذراعيه أمام صدره يغمض عينه بهدوء حتي خرج الطبيب من الغرفة ل يسرع هو نحوه متسائلا  
 طمنا يا دكتور
نظر اليه الطبيب و الي المجاورين له و من ثم تحدث بهدوء  
 انسداد في شريان من شراين القلب ادت لجلطة و الحمد لله انكوا جبتوه بدري عن ما الحالة تدهور
اسرعت هناء تقول بلهفة  
 و حالته دلوقتي اية هو عامل اية
هز الطبيب رأسه قائلا بعملية  
 هو كويس و فاق بس هيرتاح معانا يومين و يقدر بعدها يروح
تركهم الطبيب ل تسرع هناء للدخول له و معها فيروز في حين ذهب شهاب خلف الطبيب و هو يقول بهدوء  
 طمني يا دكتور ان شاء الله مش هنحتاج عملية توسع شراين
نظر اليه الطبيب و تحدث نافيا  
 لا هو بخير ان شاء الله مفيش داعي للعملية ياريت بلاش اجهاد و ضغط عليه و يستريح اليومين دول
تركه الطبيب و غادر في حين تقدم شهاب نحو غرفة اكرم يقف علي الباب حتي لا يتأذي اكرم أكثر حين يراه او يتذكر به ما حدث قبلت فيروز يد والدها و هي تقول پبكاء  
 الف سلامة عليك يا حبيبي
لم يرد عليها اكرم انما ربتت بضعف علي يد زوجته الباكية بحړقة بقلبها انحنت اليه قليلا تنظر اليه بقلق متسائلة  
 حاسس بحاجة يا اكرم
اغمض عينه ثم فتحها بمعني لا شئ هو بالفعل غير قادر علي الحديث الآن مسدت هناء علي خصلاته و هي تهمس اليه بنبرة متحشرجة قائلة  
 ربنا يخليكي لينا يا اكرم و منشوفش فيك حاجة وحشة ابدا
ظهرت شبح ابتسامة علي ثغر اكرم و هو ينظر برضا الي زوجته الحنون المحبة له دائما رأي اعين صغيرته المليئة بالدموع و يدها التي ارتجفت و تراجعت عن والدها ل تراقبها اعينه الحزينة ل اجلها و هو يقضم شفتيه پغضب يريد حړق ارواح من اصابوها بخيبة الامل بالضعف و الانهزام و أخيرا خسارة والدها الغاضب منها يفكر الآن انه لولا اكرم و ما تعرض اليه ل كان ألقي يمين الطلاق بوجه تلك الفاسقة و رميها الي الخارج و لكنه يريد ان يكون لديها مأوي اولا حتي لا يفضح السيد اكرم مجددا كل ما فعله من الاساس ل اجل السيد اكرم و الستر ل عرض ذلك الرجل الخلوق ابتعد عن الباب و هو يتنهد بأسيو ثقل كبير ك جبل مڼهار اعلي صدره كل شئ ضده الآن حتي هي مرر يده علي خصلات شعره و هو يهمس الي نفسه بارهاق  
 متعشم تاني فيكي انتي قولتي العشم يعني حب و محدش هيحبك اد مانا بحبك
اوصلهم شهاب الي المنزل بعد أن رفضت المشفي ان يبقي احد معه و صف السيارة بمحلها ل تربت هناء علي كتف شهاب و هي تقول بهدوء  
 معلش يا شهاب تعبتك معانا
ابتسم شهاب بود لها و لمحت عينه صعود فيروز سريعا و هو يقول  
 تعب اية بس يا طنط ربنا يقوم عمي بالسلامة
صعدت هناء الي شقتها و توجه هو ايضا الي منزله فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل مغلقا الباب خلفه توجه الي غرفته الا انه استمع الي صوت انين خاڤت اتي من غرفة ياسمين عقد حاجبيه و هو يتوجه نحو غرفتها وضع أذنه علي الباب يسترق السمع الي ذلك الصوت ل يجد صوت تأوه مټألم خاڤت
منبعث من الداخل ل يفتح الباب ل يتفاجاة بياسمين تضع يدها علي بطني تبكي بقوة و هي تكبح صوت صړاخها المټألم اقترب منها و هو ينظر اليها قائلا علي حذر  
 في اية
نظرت اليه برجاء و قد ازداد بكاءها و هي تهمس بخفوت  
 ابوس ايدك هاتلي الدوا بتاعي
عقد حاجبيه باستغراب و هو ينظر الي المكان التي تنظر اليه ل يجدها تشير نحو طاولة الزينة تحرك نحوها ل يفتح احد الادراج مد يده يأخذ علب الادوية الموجودة ثم اغلق الدرج مرة اخري متقدما منها نظر الي اسماء تلك الادوية و غامت ملامحه بالجمود ثم مد يده لها بهم و وضع يده بجيب بنطاله و هو يراقبها تتناول الدواء ثم تحدث متسائلا  
 کانسر مش كدا
وضعت كوب الماء اعلي وحدة الادراج و اسندت ظهرها علي الفراش و هي تهز رأسها بايجاب باكية و هي تقول  
 أيوة
بلا تعبير تحدث هو قائلا  
 عرفت لما قولتيلي علي استئصال الرحم مين قالك
تحدثت هي بارهاق متمتمة 
 دكتورة نسا روحتلها لما حسيت بتعب
همهم بصمت و تركها مغادرا الغرفة امسك بمقبض غرفته و القي نظرة نحو غرفتها و هو يهمس  
 ربنا كان الاقوي دايما
روحه الإنسانية لا تسمح له باتباع القسۏة الآن يكفي ان ينتقم الله منها و يريها من أعمالها امام عينها هذا أكثر قسۏة من ما كان ينوي فعله
القت الحجاب اعلي الفراش بغل و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا ل تسمع صوت طرقعات عظامها اترمت علي الفراش جالسة و هي تطرق بكلتا يديها علي فخاديها و هي تقول بغيظ  
 انا يسيبني متعلقة علي البوابة و يروح يأكل و يشرب و يتفرج علي التليفزيون و انا متعلقة ماشي يا حسام ماشي
توعدت بأخر جملتها ثم قامت بتبديل ملابسها و توجهت نحو الفراش ل تنعم بالراحة بعد هذا الارهاق و توترها بانها متعلقة ببوابة البناية و اي اهتزاز للبوابة يمكن ان تسقط حتي انه لم يسمح لاحد ان ينزلها من مكانها اراحت جسدها علي الفراش ل تتنهد براحة و ما ان اغمضت عينها حتي رن هاتفها يصدح بصوت عالي جوارها علي وحدة الادراج ل تتأفف بضيق و هي تفتح عينها تمد يدها نحو الهاتف تأخذه و ما ان انتبهت الي اسم المتصل حتي هبت جالسة سريعا و هي تصك علي أسنانها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها و هي تندفع متحدثة دون انتظار و الڠضب ينهش بها  
 انت ليك عين تكلمني بعد اللي عملته فيا يا بارد انا تعلقني و اللي داخل و اللي طالع يتفرج عليا
اشتعلت عينه بنيران غاضبة و هو يقبض علي كف يده متحدثا بحدة  
 و انا اللي بكلمك نعتذر لبعض و نفض الموضوع بس بعد لسانك الطويل دا اثبتيلي انك عايزة تتربي كمان شوية و انا هعرف اتصرف معاكي يا زينة
صړخت به بصوت عالي تصيح پغضب قائلة  
 نعم انتي بتقول اني مش متربية و مين اصلا هيسمحلك تقرب مني تاني انا لا عايزة اشوف وشك و لا اسمع صوتك ملكش دعوه بيا بعد النهاردة و اللي حصل فيه
ما كادت أن تغلق الهاتف حتي استمعت الي صوته الحاد من الطرف الاخر قائلا  
 ان قفلتي في وشي يا زينة يومك هيبقي اسود
ضحكت ساخرة و هي ترد قائلة  
 اكتر من كدا مظنش مش عايزة اشوفك تاني يا حسام بجد و اقولك علي حاجة احلي بلوك ليك يا ابن عمي
ل يصلها صوته بنبرة جامدة قائلا  
 و رحمة ابويا هتشوفي ايام مني هتتمني ترجعي للدلع بتاعك دا و لعب العيال انا هخليك تعقلي و تركزي و تبقي بتلفي حولين نفسك تتمني اني ارضي عنك
ابتسمت بسماجة و هي ترد عليه بثقة قائلة 
 دا في المشمش
ل يضحك هو بصوت عالي مجلجل جعل دقات قلبها تعلو پخوف منه و زاد خۏفها و انقبض قلبها حين وصلها صوته قائلا  
 انا هبعتلك علي الواتساب اللي هيخلي في موسم الجوافة باذن الله
نطق بجملته ساخرا و اغلق الهاتف ازدردت لعابها بصعوبة و ارتجفت يدها
بارتباك و هي تنظر إلي شاشة الهاتف وصلها إشعار عن وصول رسالة جديد بغرفة الدردشه الخاصة بحسام ثقل تنفسها بارتباك و هي تفتح تلك الرسالة نظرت الي الرسالة و اتسعت عينها پصدمة و شحب لونها ثم وضعت يدها علي رأسها قائلة بذهول  
 قسيمة جوازي من حسام
وقفت فيروز أمام الغرفة المقيم بها والدها بالمشفي و قد طلبت من والدتها ان تذهب هي و تبقي والدتها لاعداد بعض الاطعمة الخفيفة ل اكرم الذي يعرف عنه الجميع انه لا يأكل من طعام لم تطهو هناء رفعت يدها بتوتر الي مقبض الباب تنفست بقوة مرتبكة و هي تفتح الباب بهدوء و خطت نحو الداخل غالقة الباب خلفها نظرت الي والدها الغافي موصل به بعض الاجهزة الطبية تقدمت و مع كل خطوة تسقط منها دمعة رغما عنها حتي وصلت الي جوار الفراش المتسطح عليه اكرم مدت يدها المرتجفة تمسك بيده و چثت علي ركبتيها امام الفراش قبلت يده و هي تنظر إليه ثم رفعت يدها الاخري تربت علي خصلات شعره البيضاء و هي تهمس بخفوت  
 انا اسفة يا بابا حقك عليا انا عارفة انك زعلان مني عشان كسرت ثقتك فيا
مسحت علي يده تمحي الدموع التي تساقطت عليها و هي تكمل حديثها بعد شهقة حادة خرجت من صدرها  
 انت اول مرة تزعل مني يا بابا انت عارف زعلك بالنسبالي اية و عارفة اني السبب في تعبك ارجوك سامحني يا بابا عشان خاطري
مالت تضع رأسها علي يده و هي تقول پألم  
 كنت صغيرة و طايشة من سبع سنين اول مرة اسمع كلمة حلوة و تدخل قلبي كنت فاكرة انه زي اي واحد بيعاكس بس لقيتوا ورايا في كل مكان كنت حاسة ان عيونه بتراقبني لحد ما كنت بحس بالأمان في وجوده و احس ان كلمته مش مجرد كلمة اي حد بيقولها دي كلمته بطبطب علي قلبي كان عايز تسمعني عايز يسمع كل تفصيلة في حياتي بقي يشجعني عمري ما سمحتله يمسك ايدي حتي و الله سبع سنين زي الهبلة عايشة علي فكرة الأمير بحصانه الابيض مستني الاميرة عشان ياخدها علي الحصان و يجري بيها لابعد مكان
نظرت تراقب والدها هل استيقظ ام لازال نائما لكنها تنهدت بارتياح حين وجدته نائما اغمضت عينها و لازالت تميل علي يده ل تكمل بقلب ملتاع قائلا  
 اول مرة اعرف الحب كان هو نفسه الحب دا لما بعدت عنه و حسيت بالذنب جيه اتقدملي بس انت مدتوش فرصة يقول بتقدم لمين و قولت مفيش كلام في جواز غير لما ولادي يخصله تعليم قالي مش هقدر اصحي يوم ما اسمعش صوتك و لا اشوف عيونك صدقت و مشيت تاني وراه و كانت النتيجة ۏجع مبينتهيش و چرح مبيلمش عشان خاطري يا بابا متزعلش مني مش انت كمان هتبعد عني
لم تستطع السيطرة علي نفسها بعد ذلك و اتفجرت بالبكاء بكاء حاد ېمزق نياط قلبها و ېحرق ثنايا روحها لم تشعر بذاتها و لا بصوتها العالي الا حين شعرت بيد تربت علي كتفها رفعت رأسها سريعا ل تجده والدها ينظر اليها و عينه تدمع امسكت بيده تقبلها و هي لازالت تبكي بقوة حتي تحدث والدها بصوت خاڤت قائلا  
 سمعت كل كلامك
ل تحني رأسها بخزي ل يتحدث اكرم مرة أخري قائلا  
 مش قادر الومك و انا شايف ان دي حاجة تافهة بالنسبة للي سمعته امبارح
همست فيروز برجاء قائلة  
 انا اسفة يا بابا عشان خاطري سامحني علي اللي عملته و الله اخدت جزائي ۏجع ما بعده ۏجع و اخدت درس عمري ما هنساه في حياتي
اغمض اكرم عينه و هو يقول بهدوء  
 مسامحك يا فيروز لان الدرس اللي اخدته كان بايدي البشر
لم تفهم فيروز جملته و لا تريد اعادة الحديث بذلك الموضوع و خصيصا جملة والدها ان ياسمين لها يد تعلم ان وراء ما حدث خدعة من خلف ظهرها بالتأكيد كانوا علي علاقة و هي لا تعلم احتضنت ذراع والدها و هي تقول بهدوء 
 مش مهم اي حاجة غي
رضاك عني
توجه شهاب مع هناء الي داخل المشفي بعد أن اصر علي الذهاب معها وقف علي باب الغرفة زفر الهواء بحدة و من ثم نظر الي هناء قائلا  
 ادخلي انتي يا طنط اطمني علي عمي و اخرجي طمنيني عليه
تنهدت بعمق و هي تفتح بابا الغرفة قائلة  
 ادخل يا شهاب عمك مفيش اطيب من قلبه
ل يرد هو قائلا 
 خاېف اتعبه انا جاي بس اطمن عليه
ل تدلف هناء الي الداخل و هي تقول بصوت عالي نسبيا  
 ادخل يا شهاب
دلف شهاب الي الغرفة ل يلمح فيروز الجالسة جوار والدها علي الفراش و التي ادارت وجهها الي الجهة الأخرى و هي تمسح دموعها حمحم و هو ينظر إلي اكرم قائلا  
 ازيك النهاردة يا عمي يارب تكون بخير
هز اكرم رأسه بايجاب دون حرف ل تتقدم هناء منه و هي تقول بهدوء  
 عامل اية دلوقتي يا اكرم
ابتسم و هو يقول  
 متقلقيش انا بخير
ابتسمت هي الاخري تربت علي كتفه بحنو و هي تقول  
 علي فكرة شهاب هو اللي جابك امبارح المستشفى و شالك علي ظهره من الشقة لحد تحت
نظر اكرم الي شهاب قائلا بهدوء  
 شكرا يا شهاب
 شكرا علي اية بس يا عمي ربنا يقومك بالسلامه
عينها الجميلة غائبة عنه منذ كثير يبدو انها كانت تبكي نغزة بصدره مټألمة و هو مضطر أن يبعد عينه عنها نظر الي اكرم الذي نظر اليه بحدة حين رآه ينظر الي فيروز ل يقف و يتحدث بنبرة مهذبة قائلا  
 طب استأذن انا بقي يا عمي الف سلامة عليك
 استني انا عايزك يا شهاب
اوقفه اكرم بتلك الجملة ثم نظر إلي هناء قائلا  
 خدي فيروز و اطلعوا شوية يا هناء
هزت هناء رأسها و هي تميل نحوه قائلة برجاء  
 عشان خاطري متتعبش نفسك دلوقتي
هز رأسه بايجاب ل تخرج كلا من هناء و فيروز الي الخارج و تقدم شهاب من اكرم قائلا  
 اؤمرني يا عمي
ل يتوالي عليه اكرم باسئلته و هو يتحدث بجمود و لا يظهر اي تعبير 
 طلقت مراتك
نفي شهاب برأسه ل يكمل اكرم قائلا  
 لية
حك شهاب خلف عنقه و هو يقول  
 عشانك يا عمي انت متستحقش ان حد يقول عليك كلمة مش كويسة من الاول عملت كدا عشان محدش يتكلم عليك انت مستحقش الكل بيشهد انك راجل محترم و خلوق و كمان هي بقاش ليها مكان بعد ما حضرتك اتبريت منها
 كنت بتحبها بجد و لا كنت بتلعب بيها و جاوب بصراحة
كان الجمود سيد نبرة اكرم و هو يتحدث ل يبتسم شهاب بحزن قائلا بهمس شريد  
 لو اخدوا نور عيني عشان ترجعلي مش هزعل علي عيني اد ما هفرح بيها هي
همسه الشريد بحزن جعل من ملامح اكرم تلين ل يسأل مرة اخري  
 للدرجادي
هز شهاب رأسه بايجاب صامتا ل ينظر اليه اكرم بهدوء مطولا حتي تحدث قائلا بما حطم الباقي من روحه الباهتة  
 بس انا مش عايزك تجيب سيرة فيروز تاني و لا تفكر فيها لانك جوز اختها و عمري ما هينفع دا اولا و ثانيا فيروز خطيبة احمد و هتبقي مراته قريب
الفصل 12
ظلت مستيقظة طوال الليل لم يغمض لها جفن بعد ان كاد الارهاق ان يأكلها لا يرد علي هاتفه تاركا اياها خلف ظهره بعد ان فجر قنبلته بوجهها انه زوجته رسميا بورق رسمي كيف و متي صار هذا الزواج انتظرت طوال الليل حتي استيقظ والدها كانت بالفعل غاضبة لن تبرر ما حدث بأي شكل من الأشكال اندفعت من غرفتها الي الخارج و الڠضب يأكلها و تتأجج النيران بصدرها ټخنقها وصلت الي حيث مجلس والدها حين استيقظ للتو وقفت امامه و هي تحاول الهدوء و السيطرة علي انفلات اعصابها و هي توجه شاشة الهاتف امام وجه والدها و تتحدث بصوت مخټنق  
 حسام بعتلي صورة قسيمة الجواز دي دا حقيقي يا بابا و لو حقيقي ازاي يا بابا
امسك والدها بالهاتف و شعرت هي به اما غاضب او متوتر لا تعلم علم اليقين بذلك لكنها نظرت برجاء ل والدها ان يكذبه ان يتهمه ب التزوير و ان يطمئنها ان هو كاذب مدعي لكن والدها حطم كل توقعاتها و جعلها هباء منثورة حين اغلق الهاتف واضعا اياه علي الطاولة و اردف بهدوء  
 اقعدي يا زينة
اتسعت حدقتها پصدمة هل فعل ذلك ابيها بها هل بالفعل اصبحت زوجة دون علم منها كيف له ان يفعل هذا كيف ل ابيها ان يضحي بها  ارتمت علي الأريكة بلا حراك جامدة لا تستطيع التعبير عن ما بداخلها تجمدت ملامح وجهها و نمت الدموع بمقلتيها تنبأ بانفجار بعد ذلك نظرت الي والدها بعتاب حين اردف قائلا  
 انا اللي مجوزك لحسام يا زينة
سقطت دموعها رغما عنها و لم تتحمل أكثر ل ټنفجر باكية بصوت عالي يخرج من اعماق قلبها و هي تضع يدها علي وجهها حتي اتت والدتها علي صوت بكاءها الحاد العالي ركضت تجلس جوارها و ټحتضنها و هي تمسد علي ظهرها متسائلة بقلق  
 زينة مالك يا قلب امك
نظرت الي زوجها و هي تقول  
 مالها زينة يا حمدي
لم يرد عليها انما رفع هاتفه يضغط علي رقم حسام واضعا اياه علي اذنه و حين استمع الي صوت حسام يتحدث بصوت هادئ من الطرف الاول ل ينطق والد زينة بصرامة قبل ان يغلق الهاتف  
 اطلعلي حالا الاقيك قدامي
القي الهاتف علي الطاولة و نظر الي زينة واضعا يده علي رأسها قائلا  
 كفاية عياط يا حبيبتي حسام يطلع و انا هفهمك كل حاجة
ما هي الا ثواني حتي طرق باب الشقة وقف حمدي ل يفتح الباب صك علي أسنانه پغضب و هو يسحب حسام الي الداخل تحدث بخفوت  
 انت غبي يالا رايح تبعتلها القسيمة تصدق انا غلطان اني صدقت عيل زيك
عدل حسام من هيئة ملابسه و هو يقول بضيق  
 انا مش عيل يا عمي بنتك اللي مستفزة و لسانك طويل و مدلعة و انا مينفعش معايا كدا
جذب حمدي خصلاته بقوة حتي تأوه هو پألم و هو يصيح به بخفوت  
 و لما انت نفس الدماغ الجذمة بتاعتها قولتلي هتقدر تقنعها بالجواز لية
دفعه الي الداخل ل يسير الي الداخل رأها تبكي باحضان امها و صوتها عالي بطريقة اثارت اعصابه و كاد ان ېصرخ بها ل يرمقها بثبات و هو يتقدم جالسا امامها في حين رفعت رأسها تنظر اليه پغضب يحتل صدرها صكت علي اسنانها و هي تصرخ به بعصبية شديدة مشيرة اليه بسبابتها  انت لازم تطلقني يا مزور و لا تطلقني لية مفيش حاجة اسمها جواز من غير موافقتي و انا مش موافقة يبقي الورقة اللي معاك دي تبلها و تشرب مايتها
ابتسم غاضبا و هو ينظر الي عمه مطولا بغيظ منها بدأت هي بتوجيه له كلمات غاضبة و غير مرتبة تخرج بها الڠضب و الغيظ الكامن بداخلها نظرت الي والدها حين تحدث قائلا  
 كفاية كدا يا زينة احترمي اني قاعد و احترمي انه جوزك
وقفت عن الاريكة و هي تدب بقدمها علي الارض بغل و تصيح بهستريا مقاربة للجنون قائلة  
 متقولش جوزي انا متجوزتش
حد انا مش مرات حد
ابتلعت ريقها بصعوبة و قد اخنقها البكاء ل تمسح دموعها بحدة و هي تنظر الي والدها قائلا پغضب 
 انت اللي جوزتني ليه و هطلقني منه
وقف والدها بحدة و كاد ان يقترب منها پغضب من صياحها بوجهه ل يسرع حسام بالوقوف امامه و هو يشير اليه بعينه ان يهدئ ل يزفر والدها بحدة في حين الټفت هو اليها قائلا ببرود تام  
 اسمعي يا زينة انتي مراتي دلوقتي و معايا ما يثبت ف ياما توافقي و نعمل فرح و يبقي بموافقتك ياما
صمت ينظر اليها بنظرة علمت معناها و هو يعني انه يخبئ شئ هام و سوف يكون ل صالحه تقدمت منه تنظر الي داخل عينه بشراسة و هي تتسائل قائلة  
 ياما اية
 ياما اخر النهار هيوصلك انذار بالطاعة و هتوافقي ڠضب عنك يا روحي
نزلت دموعها مرة اخري و هي تبعد يده عن وجنتيها التفتت ل تغادر الا انها قبل ان تصل الي غرفتها التفتت اليه تزم شفتيها و ترفع حاجبها الأيسر لاعلي قائلة  
 و انا هرفع عليك قضية خلع و فرجني بقي مين هيكسب
جلس حسام علي الاريكة من جديد متنهدا باريحية و هو يقول بمرح  
 انتي و شاطرتك بقي يا حبيبتي
دلفت الي الغرفة و اغلقت الباب بقوة خلفها و نظرت والدتها الي زوجها بعتاب و هي تذهب خلف ابنتها زفر حمدي بضيق و هو يجلس جوار حسام ل يرفع كفي يده وضع الدعاء و هو يتحدث بغيظ  منك لله يا حسام يا بن نبيلة اشوف فيك يوم
 انت بتدعي عليا يا عمي
قالها حسام بتفاجأة مصطنع ل ينظر اليه حمدي باعين ضيقة و هو يقول  
 دا اقل واجب علي اللي عملته هو انا معتمد علي عيل وقعتنا في المشكلة دي لية دلوقتي اهي مش هتعوزك خالص بعد ما كان ممكن تقنعها
رفع حسم سبابته و هو يشير الي غرفة زينة و هو يهتف مبررا  
 قولتلك بنتك اللي مستفزة و لسانها طوله مترين حبيت اسكتها بس متخافش انا هتصرف
نظر اليه حمدي بضيق و هو يمسكه من تلابيب ملابسه يجذبه الي الخارج و هو يقول  
 تصدق يالا انا غلطان اللي نفذت وصية اخويا  يتك خيبة و انت شبه امك
القاه خارج الشقة و هو يشير اليه بتحذير قائلا  
 انا عايزك بقي تبقي شجيع السيما علي طول و تصلح اللي عملته
اغلق الباب بوجهه بقوة ل يضرب حسام كف اعلي الاخر و هو يقول  
 هي اية العيلة اللي موراهاش غير رزع الباب دي
في غرفة ياسمين كانت تجلس تضم ذراعيها بكلتا يديها لم يعد أحد بجوارها حتي والديها لم تتوقف عن ذرف الدموع منذ ان علم والدها بكل شئ و فوقها علمت بانها مريضة سړطان و يجب عليها استئصال الرحم و اجهاض جنينها و لكن لا احد معاها او الي جوارها ل خضوعها الي عملية ك تلك حتي انها طلبت من شهاب ان يجري هو تلك العملية لها و لكنه رفض رفضا قاطعا بل انه طلب منها الا تطلب هذا الطلب مرة اخري و أنه كما يقول لن يلوث يده بلمسها حتي و لو كانت مريضة كأي مريضة وقفت عن الفراش تقدمت من خزانة الملابس و ارتدت عباءة سوداء و حجاب من ذات اللون و خرجت من الشقة متوجهة الي منزل والديها طرقت الباب عدة مرات حتي فتحت لها والدتها الباب نظرت اليها بجمود ثم تركت الباب مفتوحا و دلفت الي الداخل مرة اخري دون ان يخرج منها اي حرف ل تسرع ياسمين تركض خلفها الي الداخل غالقة الباب خلفها امسكت بيدها تقبلها مرات عدة و هناء تحاول ابعاد يدها عنها و لكن ياسمين كانت متشبثة بيدها و هي تبكي متحدثة بتوسل  
 عشان خاطري يا ماما سامحيني انا مليش غيركوا
اخيرا استطاعت هناء ان تبعدها عنها و هي تقول بحدة و قسۏة لم تخرج من هناء ابدا  
 انتي اللي عملتي في نفسك
و فينا كدا اخس عليكي دي اخرت تربيتي فيكي دا انا لو كنت زي اي ام مهملة سايباكي متعرفيش عن التربية حاجة كنت قولت اه لكن انا سهرت عليكي و حافظت عليكي ربيتك برموش عيني تعملي معايا كدا
صوت هناء الحاد و الباكي ب ان واحد كان يخترق مسامع ياسمين بقسۏة مسحت هناء يدها محل قبلات ياسمين و هي تقول باشمئزاز  
 الحمد لله ان ابوكي لسة مجاش و شافك كان راح فيها المرة دي
نظرت الي والدتها بتمعن و هي تسأل بقلق 
 هو بابا جراله حاجة
صكت هناء علي أسنانها و هي تقول بحدة 
 كان لازم تفكري في دا قبل ما تعملي اللي عملتيه دا
 حصل اية لبابا 
تسألت ياسمين ل تتركها والدتها و تدلف الي الداخل غير مهتمة بها ل تركض ياسمين خلفها تقدمت منها تمسك بيدها و هي تقول بتوسل  
 عشان خاطري يا ماما هليكي جنبي انا مليش حد غيركوا ابوس ايدك
دفعتها والدتها بقوة عنها و هي ترفع سبابتها امام وجهها متحدثة بحدة  
 روحي عننا كملي باللي انتي فيه لو مكنتيش حامل كان ابوكي موتك غوري من هنا ياريتك مۏتي قبل ما تتولدي حتي و ارتحنا منك
شهقت ياسمين پبكاء و هي تصرخ پقهر  
 مانا بمۏت فعلا انا بمۏت
سقطت علي الارض تضم قدمها الي صدرها و تضع يدها علي وجهها و هي تقول  
 انا عندي کانسر و المفروض اعمل عملية هجهض الجنين و هستئصل الرحم و شهاب رافض يعملي العملية دي قالي هيشوفلي دكتور كويس يعملي العملية
انطلقت بالحديث دفعة واحدة و هي تبكي ل تسقط دموع هناء رغما عنها و هي تنظر إليها پصدمة ل تسقط علي الارض الي جوارها غير قادرة علي التماسك و السيطرة علي نفسها تضع يد علي صدرها و يد علي فمها و هي تستمع الي صوت ابنتها تهتف  
 خليكي جنبي يا ماما ابوس ايدك انا مليش غيركوا
لم تستطع الرد عليها الا انها احتضنتها تمسد علي ظهرها بحنان و هي تهمس  
 يا حبيبتي يا بنتي يا حبيبتي
دفنت ياسمين نفسها في احضان والدتها التي تبكي بحړقة و صوت شهقاتها مرتفع ابنتها التي جنت علي نفسها و اوقعت نفسها في بؤرة من الفساد و لكنها بالاخير صغيرتها ام زوجها الملقي علي فراش المشفي لا حول ولا قوه له و يمكن ان يلحقه المړض مرة اخري باي لحظة
اخذتها قدكها مرة أخري إلي العناية المشددة التي يقبع بها ذلك الرجل لا تعلم لما قدمها تأخذها اليه دائما قابلت شيماء الممرضة المشرفة علي حالته الصحية صافحتها بابتسامة بشوشة و بادلتها شيماء مصافحتها و هي تقول  
 خير يا دكتورة جاية العناية المركزة
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تنظر عليه من خلال الزجاج العازل للعناية و هي تقول بهدوء  
 انا عايزة ادخله
نظرت اليها شيماء بتوتر و هي تقول  
 بس يا دكتور
قطعتها فيروز و هي تشير بيدها قائلة  
 هما خمس دقايق بس يا شوشو
فتحت باب الغرفة و دلفت غالقة الباب خلفها تقدمت بتوتر نحو الراكد علي الفراش غافي بعالم اخر نظرت اليه متأملة و من ثم همست بتلعثم  
 هو انا مش عارفة انا باجي عندك لية و لا لية حاسة اني اعرفك بس حاسة اني عايزة اطمن عليك و كمان عايزة اتكلم معاك
تنهدت بقوة و هي تقول بهدوء  
 بص انا مش عارفة في اية او انت مين بس انا عايزة اتكلم كتير جدا
امسكت بالمقعد القريب من الفراش و جلست أعلاه تتحدث بلا توقف تتحدث و تبكي تتحدث باشياء عدة كاد ان ينفجر قلبها من شدة البكاء و حديثها پقهر تريد ان تنهي ما بداخلها من ألم حتي تنهدت بثقل و امسكت الغطاء تدثره به و هي مستعدة للخروج الا انها شهقت بخضة حين تحركت يده تمسك يدها بضعف هامسا  
 ايلين
ابعدت يدها عنه تعود الي الخلف خطوة ل يتمتم بذلك الاسم عدة مرات ل تفتح الباب تنادي بأسم شيماء التي اتت سريعا ل تشير اليه و هي تقول  
 عمال يقول
ايلين و مصحاش
تقدمت منه شيماء و هي تتفحص الاجهزة قائلة  
 هو كدا كل شوية يقعد ينادي علي ايلين دي و ينام تاني
هزت رأسها بايجاب و هي تخرج من الغرفة تزفر الهواء بقوة بارتياح كبير و هي تتوجه نحو قسم الاسنان تكمل عملها
اغلق باب غرفته بالعيادة بقوة مصدر صوت قوي انتفضت علي أثره الممرضات بالخارج بتفاجأة من فعلته العصبية لطالما كان هادئ بشوش بدأت الهمسات بينهم عن ما به ثم تفرقا كلا الي عمله القي المقعد الخشبي بقدمه بعصبية و هو يتنفس بقوة قبض علي كف يده و هو لا يعلم لما بعد ان علم السيد اكرم بكل الحقائق لازال مصر علي زواج فيروز من غيره حتي انه هاتفه اليوم و أبلغه ان عقد قران فيروز بالقريب العاجل و انه من الممكن ان يكون بعد يومين و يريد منه ان يعاونه علي التجهيزات يزيد فوق ألمه ألم رفع هاتفه يضغط علي اسمها الذي يزين شاشة هاتفه عدة مرات و لم ترد عليه القي الهاتف بعصبية علي طاولة المكتب ل يفتح الباب و ينظر الي الخارج مناديا باسم احدي الممرضات بالخارج ل تسرع هي نحوه قائلة  
 ايوة يا دكتور
 عايز اعمل مكالمة من تليفونك
تحدث شهاب بجدية تامة ل تنظر اليه باستغراب و هي تخرج الهاتف من جيب ملابس عملها و تمد يدها به ل يأخذه و يغلق الباب وضع رقم فيروز علي الهاتف واضعا اياه علي اذنه و بعد عدة لحظات جاءه صوتها العذب قائلة برقة 
 الو مين معايا
اغمض عينه يتحدث بصوت متأثر يغلب عليه الحزن قائلا  
 و كل ما تغيبي بشوفك بقلبي  عتابك عشم و العشم حب و انتي الحب
 شهاب
همست بصوت مرتجف بأسمه كادت ان تغلق الا انه اسرع ينادي باسمها قائلا  
 فيروز متقفليش هما كلمتين و بس
صمتت هي و يظهر فقط صوت انفاسها المتهدجة ل يتحدث هو مرة اخري  
 متتجوزهوش يا فيروز
رفعت حاجبها لاعلي بحدة و هي تقول پغضب 
 ملكش دعوه اتجوزه و لا لا هو انا كنت روحت قولتلك متتجوزش اختي علي الاقل انا مخونتش و مبخونش
 و انا مخونتش
رد شهاب بقوة ل يستمع الي صوتها تضحك باستهزاء و هي تقول  
 لا بجد شاطر يا شهاب انت مخنش فعلا لا اتجوزت اختي و لا هي حامل منك انا اللي خاېنة و روحت اتخطبت سيبني في حالي بقي سيبني اعيش حياتي مع انسان يحافظ عليا و يحبني ارحمني بقي
اغلقت الهاتف بوجه ل يستند هو بكلتا يديه علي المكتب و ينحني بجذعه العلوي الي الامام پغضب ومن ثم فتح الباب ونادى باسم الممرضة من جديد و مد يده لها بالهاتف و معه بعض الاموال و اغلق الباب و عاد مرة اخري نحو مكتبه يجلس علي المقعد الخاص به و يمسك بالمفاتيح الخاصة به يفتح احظ الادراج المغلقة
 ياما انا يا فيروز و ياما مش حد خالص
الفصل الثالث عشر
استمعت الي طرقات علي باب الشقة الخاصة بهم ل تأخذ حجابها و ترتديه و تخرج ل تفتح الباب ل عدم وجود والديها بالمنزل امسكت بطرفي الحجاب و هي تفتح الباب نظرت الي ذلك الرجل الواقف امامها و يوجد بيده بعض الأوراق باستغراب و هي تقول بهدوء  
 أيوة اي خدمة
 دا منزل زينة حمدي عبد الله
ابتلعت ريقها بصعوبة حين نطق اسمها بجمود ل تومأ برأسها له و هي تقول باستفسار و نبرة متوترة  
 أيوة انا زينة في حاجة
مد يده اليها بورقة و قلم و هو يقول بجدية و ملامحه لم تتغير قائلا  
 امضيلي هنا بالاستيلام
زادت نبضات قلبها و قد ارتجفت يدها و هي تنظر اليه قائلة بتلعثم  
 امضي علي اية
مد يده بالورقة مرة اخري منبها اياها و هو يقول  
 دا انذار بالطاعة من جوزك الاستاذ حسام نور الدين
صكت علي أسنانها پعنف و هي تقبض علي كف يدها قائلة پغضب و صوت مرتفع  
عملتها يا ابن نبيلة
 امضي هنا يا مدام من فضلك
تعجل الرجل متأففا ل تمسك بالقلم تدون اسمها علي الورقة مرغمة علي فعل ذلك ل يمد يده بورقة اخري لها مغادرا ل تنظر الي الورقة مطولا و تهز رأسها بايجاب و قد عقدت العزم علي شئ ل تمسك بالمفتاح المعلق بجوار الباب و تغلق الباب خلفها متوجهة الي الاسفل حيث شقته طرقت الباب بقوة مزعجة حتي فتحت لها والدت حسام السيدة نبيلة نظرت اليها پغضب قائلة  
 اية بتخبطي كدا لية خبطة في نفوخك
رفعت زينة الورقة امامها و هي تقول بتهكم  
 معلش اصل برمي بلايا عليكوا
ثم نظرت الي داخل الشقة و هي تصرخ بأسمه بصوت عالي حتي خرج هو من الداخل يعدل ياقة قميصه و يصفر بصوت عالي اغمضت عينها بعصبية و هي تقول بغيظ  
 يا رايق
امسكت بكتفه تكمش بيدها علي قميصه و هي تلوح بالورقة باليد الاخري قائلة  
 انذار بالطاعة يا حسام انت هتصدق نفسك
ابعد يدها عنه و هو يعدل من قماش القميص الذي تجعد و هو يقول بضيق مصطنع  
 القميص مكواي يا زينة يوووه كرمشتيه
صكت علي أسنانها پعنف باستفزاز من نبرته و كادت ان تتحدث الا ان صوت نبيلة المذهول اوقفها حين نظرت الي ابنها پصدمة قائلة  
 طاعة !! طاعة اية يا حسام
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر الي نبيلة بضيق قائلة  
 حسام اتجوزتي ڠصب عني يا طنط انتي منعتيني عن ابنك بس ممنعتيش ابنك عني
اتسعت اعين نبيلة و هي تنظر الي ابنها تأبي ان تصدق ما تقوله تلك الفتاه لقد بذلت قصارى جهدها حتي تبعده عنها حتي انه الي الآن لا يحادثها كالسابق و لكن بالاخير تزوجها رغما عنها تحدثت نبيلة بذهول من فعلت ابنها الشنعاء  
 اتجوزتها لية يا حسام و كمان ڠصب عنها تعصي امك لية يا حسام
ابعد حسام عينه عن والدتها بعدم اهتمام ل حديثها ف بداخله حزن كبير مما فعلت بحقه و حق تلك العنيدة زينة امسك بيد زينة يجذبها الي الداخل متوجه الي غرفته القريبة منه وسط صرخاتها بالابتعاد عنها و محاولتها للهروب من بين براثنه متحدثا ل والدته بهدوء مريب  
 و جيه الوقت اللي عرفتي فيه يا ماما
دفعها داخل الغرفة بغيظ من تصرفاتها و دلف خلفها مغلقا الباب ل تنظر الي الباب المغلق بأعين متسعة و هي ترفع سبابتها تشير الي الباب قائلة بثبات غاضب تحاول تخبئت الخۏف بداخلها و لكنه يحفظ ما يجول بخاطرها و ما تشعر به دون ان تتفوه  
 انت قفلت الباب لية افتح الزفت دا
استند حسام ظهره علي الباب و عقد ذراعيه أمام صدره و هو يهز رأسه بنفي ببرود تام قائلا  
 مش لما تكوي القميص اللي كرمشتيه اروح الشغل ازاي دلوقتي يا مدام في واحدة تنزل جوزها بالشكل دا
قضمت شفتيها السفلية پعنف و هي تتقدم منه تمسك بقميصه بكلتا يديها و تبدأ بالكمش عليه حتي تجعد كليا و هي تقول  
 متصدقش نفسك يا حسام انا هرفع عليك قضية هطعن في الورق و هتهمك بالتزوير
ابعد يدها عنه و هو ينظر الي القميص قائلا  
 يعني كدا ارتاحتي
ثم وجه انظاره اليها و هو يقول  
 علي العموم لو عايزة ترفعي مية قضية و قضية المتهم الوحيد هنا هو ابوكي لانه هو اللي جوزك ليا و هو اللي مضاكي علي الورق و انتي زي العبيطة مش فاهمة حاجة انا مش هاخد و لا يوم في السچن عمي هياخد العقۏبة كلها بنت دخلت ابوها السچن عقوق والدين بصحيح
ترقرقت عينها بالدموع و هي تنظر اليه و شفتيها مذمومة بطفولية خاطفة  ينظر الي داخل عينها قائلا بهدوء  
 بټعيطي لية يا زينة و أية السبب في الرفض دا كله انتي مبتحبنيش
رفعت رأسها تنظر اليه مطولا و من ثم همست بضعف  
 ما هي
المشكلة اني بحبك
نظر اليها بتعجب عاقدا ما بين حاجبيه قائلا باستغراب  
 مش فاهمك 
تحدثت پاختناق و هي تحاول ابعاده عنها  
 يعني انت اتجوزتني ڠصب و انا مفيش حاجة اعملها ڠصب انا متجوزش ڠصب يا حسام
ارتفع جانب شفتيه بسخرية و هو يقول پغضب واضح في ارتفاع حاجبه الأيسر لاعلي  
 و الله علي اساس انك موافقة علي اي حاجة و لا كأنك كنتي عاملة زي المعزة اللي عايزة تخرج من تحت ايد الراعي و خلاص دوختيني و دوختي نفسك نتكلم بالعقل مفيش و بالڠصب مفيش انت عايزة اية بالظبط بتحبيني و عايزاني زي مانا عايزك و لا مش عايزني يا زينة
 عايزك بس طلقني يا حسام
ردها الغريب الذي امتزج ببكاءها جعله يجن اكثر من السابق طرق بيده بحدة علي الباب بجوار اذنها جعلها تنكمش علي نفسها و هو ېصرخ بها پغضب  
 جنان بجنان و عند و قلة ادب بقلة ادب بتقابل في تنفيذ حكم الطاعة يا زينة
ابتعد عنها قليلا ل تنظر اليه متوسل حتي يتفهم موقفها لكنه الټفت عنها يواليها ظهره ل تخرج من غرفته بل من الشقة كاملة غير معيرة انتباه ل نداء الغيظ الذي يطلق من فم نبيلة و يجلس هو علي الفراش يدفن رأسه بين كفي يده لا يفهم ما يجول بداخلها هل جنت تلك الجملة المتناقضة التي نطقت بها جعلت من عقله يكاد ېحترق من كثرة التفكير لما تحبه و تريده و بذات الوقت تريد الطلاق منه و الابتعاد عنه لابد أنها الآن مچنونة لا محالة
نظرت فيروز أمامها رأته ممد علي الارض امامها و الډماء تخرج من صدره محل قلبه بغزارة ركضت بكل ما بداخلها من طاقة و هي تلهث بقوة و شعور ان الأكسجين لا يصل الي رئتيها يشعرها انها سوف تفقد الوعي الصدمة التي حلت علي رأسها لا تجعلها تسيطر علي ردة فعلها حين وصلت اليه لم تتحمل اكثر ل تسقط علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي وجنته تمسد عليها بالارتجافة اصابت جسدها بالكامل سقطت الدموع عن مقلتيها الي وجنتيها و هي تهمس بتلعثم و خوف شديد  
 شهاب
رفعت رأسه علي فخذها و هي تربت علي وجنته بحدة اكثر و هي تقول بصياح يخرج صامت الا من بعض همهمت  
 شهاب فوق عشان خاطري  شهاب رد عليا
نظرت حولها لعل احدهم يساعدها بانتقاله الي المشفي الا انها وجدت المكان حولها صحراء واسعة كاحلة السواد سلبت انفاسها بړعب و هي تمسك بيده بقوة و تصرخ به  
 قوم يا شهاب متسبنيش لوحدي انت عارف اني بخاف قوم
لا استجابة منه و لا صمت منها كان يزداد رعبها اكثر ف اكثر حتي مال برأسه الي الجهة اليمني و انقطعت انفاسه و شحب وجهه شهقت بقوة خائڤة و رفعت يدها علي العرق النابض برقبته لقد وافته المنية لقد انتهي اجله اسرعت دقات قلبها بمعدل غير طبيعي و هي تدلي رأسها علي صدره موضع الچرح و هي تقول بهذيان  
 لا يا شهاب لا عشان خاطري متسبنيش يا شهاب مش هقدر شهاب عشان خاطري قوم انا مش هقدر اعيش من غيرك يا شهاب انا كدابة كدبت عليك انا بحبك و هقدر بقي قوم قوم عشان الدنيا ضلمة و انا خاېفة لوحدي
لا استجابة و لا رد فقط الصمت سيد الموقف و صوت بكاءها العالي هو السائد مع أنفاسها المسموعة اعتدلت بجلستها و هي تمسك بوجهه بين راحتي يدها تتأمل وجهه الشاحب الفاقد للحياة و سكونه التام انحنت تقبل جبهته و هي تقول بحړقة  
 هتوحشني اوي
 شهاب
صړخت بقوة و هي تستيقظ منتفضة بفزع تلهث بقوة صدرها يعلو و يهبط بشكل هستيري وضعت يدها علي وجهها المتعرق تزيل حبات العرق علي وجهها و هي تتمتم بخفوت  
 اعوذ بالله من الشيطان الرجيم أستغفر الله العظيم
وضعت يدها علي قلبها تضغط عليه بقوة حتي تهدئ في حين فتحت هناء الباب تتقدم منها بقلق و قد استيقظت علي صوتها العالب الخائڤ جلست جوارها علي الفراش و هي تهمس بالبسملة ل تسرع فيروز
باحتضانها بشدة و هي تجهش بالبكاء ربتت هناء علي خصلات شعرها و هي تقول  
 بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبتي
أغمضت فيروز عينها تتذكر ذلك الحلم و من ثم دفنت وجهها اكثر بوالدتها و هي تقول بزعر  
 كابوس كابوس وحش اوي يا ماما كنت حاسة ان روحي بتروح و نفسي بيقطع
اسندتها والدتها حتي تسطحت من جديد و بدأت بتلاوة من تيسر لها من آيات الذكر الحكيم حتي غفت فيروز من جديد قلبها رغم أن ميعاد عملها قد حان الا ان والدتها لم تجعلها تنتبه لذلك يكفي ان تأخذ قسط من الراحة بعد ما عانته بذلك الکابوس
 انا و الله كويسة يا احمد  لا خلاص ظبط الفستان
تحدثت بتلك الجملة فيروز و هي تنظر الي نفسها بالمراه و الهاتف علي اذنها تتحدث مع خطيبها احمد عن تحضيرات عقد القران و عن تغير مزاجها و صوتها الذي يدل انها ليست جيدة ابدا و كيف لها ان تكون ذلك زوج قد فرضه والدها عليها بعد ان كانت تستسلم للايام حتي تجعلها تتقبله بالاصل و كابوس مزعج رأت به حبيب العمر مقتولا و غارق بدماءه مهما حدث لا تقدر علي كرهه لا تعلم لما لا تقدر خاڼها و جرحها و تزوج بشقيقتها و سوف تنجب منه و هي بالاخير لا تقدر علي الكره لا يمكن ان تكون بكل هذا الغباء لا يمكن ان تستسلم ل قلب خاضع لذلك الخائڼ تنهدت بضيق من نفسها و هي تقول بهدوء 
 حاضر يا احمد لو ناقص ليا حاجة هكلمك مع السلامة
اغلقت الهاتف و وضعت أمامها علي طاولة الزينة ثم نظرت الي الفستان التي ترتديه بنفس لون عينها الفيروزية حركت خصلات شعرها الي الجانب الايسر متدلي علي كتفها و هي تقول بصوت مخټنق  
 مبقدرش انسي عشان 
صمتت تبتلع ريقها و تتنفس بهدوء مكملة  
 عشان انت حتة من قلبي
تنهدت بثقل و هي تلتفت نحو خزانة الملابس ل تبدل ملابسها الا ان صوت الهاتف اعلن عن اتصال جديد لها توجهت نحو الهاتف ابتسمت حين وجدت زينة هي من تهاتفها فتحت الاتصال و جلست علي الفراش واضعة الهاتف علي اذنها و هي تقول  
 انتي يا حيوانة ياللي سيباني لوحدي و انتي عارفة ان كتب الكتاب بكرا
ردت زينة عليها بهدوء تام عكس المعتاد حتي انها ايقنت فيروز انها ليست بخير  
 معلش يا فيروز حقك عليا هجيلك بكرا من الصبح
عقدت فيروز حاجبيها باستغراب و هي تقول متسائلة  
 مالك يا زينة في حاجة
صمتت ل وهلة ظنتها فيروز انها اغلقت الخط حتي تحدثت من جديد قائلة  
 بابا جوزني حسام ڠصب عني يا فيروز و حسام رفع عليا قضية طاعة
ارتفع حاجبي فيروز بذهول مما تتفوه به زينة و لكن قطع فترة صډمتها حين استمعت الي صوت زينة الباكية  
 انا مش عارفة هما عملوا كدا لية
مررت فيروز اناملها بخصلات شعرها بعدما فاقت من صډمتها ل تتحدث مهدئ من روعها قائلة بهدوء  
 طب بټعيطي لية انتي مش بتحبي حسام هتفرق معاكي في اية طريقة جوازكوا
شهقت زينة پبكاء متحدثة  
 لا هتفرق معايا يا فيروز انا مش عايزاه ڠصب و من غير ما اعرف مش عايزاه و هو بيتحدي امه مش عايزاه لان بابا مجوزني ليه احترام لوصية عمي بجوازي من حسام لو بيحبني كان اتقدملي و اتكلم معايا عشان يقنعني بيه مش فجأة القيه بيقولي انا هربيكي و يبعتلي القسيمة
بكت زينة اكثر ل تتنهد فيروز و هي تتحدث بهدوء مواسية  
 انتي يا حبيبتي زعلانة عشان طريقته و بس انتي بتحبي حسام يا زينة و كان نفسك ياخد خطوة هو اخد خطوة بس انتي اللي مش متقبلة الطريقة ممكن تتفاهمي معاه يا زينة بدل المحاكم و الكلام دا انتوا اعقل من كدا
 اتفاهم في اية يا فيروز دا بعتلي انذار بالطاعة من المحكمة و علي ايد محضر و هو كان تحت و لما نزلتله عرفت ان امه متعرفش و بتقوله اتجوزتها لية هي مش عايزني
صړخت زينة پغضب ل
تتحدث الاخيرة بهدوء 
 يا حبيبتي ابعدي مامته عن تفكيرك دلوقتي انتي مش فاكرة لما بعدتوا عن بعض كان عامل ازاي هو ملوش دعوة بامه يا زينة انتي كدا بتظلميه و عايزة اقولك انك بتظلمي نفسك كمان انتي بتحبيه يا زينة انتي ناسية انه حسام و لو كانت طريقة جوازكوا غلط حاولي معاه عشان تصلحه علاقتكوا مع بعض عشان انتي بتتضحكي علي نفسك
تنفست زينة بقوة و كأن الهواء انسحب من رئتيها و من ثم زفرت بهدوء متحدثة پاختناق واضح بنبرة صوتها  
 انا هكلم بابا يتكلم معاه بما انه كان موافق و خلاني امضي علي ورق الجواز من غير ما اعرف  اقفلي كدا و انا هبقي اكلمك لما اشوف هعمل اية
وقفت فيروز عن الفراش و هي تذهب نحو خزانة الملابس قائلة  
 ماشي يا حبيبتي ربنا يهدي الحال و يهديكي يا زينة
تقف جوار زينة بغرفتها بعد ان انتهت من ارتداء فستانها الفيروزي و حجابها باللون البيج ربتت زينة علي كتفها بهدوء ل تنظر اليها فيروز بأعين حزينة يلمئها الدموع ل تحاوط زينة بوجهها بكلتا يديها و هي تقول  
 لا عشان خاطري يا فيروز متعيطيش معدش حاجة و الماذون يجي
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تهمس بخفوت  
 مش قادرة قلبي مقبوض و مش مرتاحة اعترضت و اعتراضي مش مقبول كأني زي اي حتة اثاث في البيت انا اول مرة اشوف بابا كدا زي ما يكون عايز يخلص مني
احتضنتها زينة بقوة و هي تمسد علي ظهرها تهمس لها بهدوء  
 و الله يا حبيبتي محدش عارف الخير فين و باباكي اكيد عارف مصلحتك
اسندت ذقنها علي كتف زينة و هي تقول پألم 
 انا مش مصدقة لحد دلوقتي ان اللي هتجوزه بعد شوية دا مش شهاب انا عارفة اني بظلم احمد بس مش عارفة افكر غير كدا
ابعدتها زينة عنها و امسكت بيدها تجذبها نحو الفراش تجعلها تجلس فوقه باريحية قائلة  
 ممكن متفكريش في حاجة عشان وشك انا هروح اجبلك عصير علي ما المأذون يجي
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تبلل شفتيها بطرف لسانها ل تخرج زينة غالقة الباب خلفها مررت فيروز يدها علي وجهها و هي تتنهد بضيق استمعت الي صوت شئ يطرق بباب الشرفة عقدت حاجبيها باستغراب و هي تقف تتقدم قليلا من الشرفة تستمع لعلها تتوهم الا انها استمعت من جديد الي ذلك الصوت فتحت باب الشرفة قليلا ل تنظر الي ما بداخلها الا ان دفعة من خلف الباب جعلتها تعود الي الخلف خطوتين و هي تتأوة بخفوت لكنها شهقت بتفاجأة حين وجدت شهاب امامها اتسعت حدقتها پصدمة و هي تصيح به بصوت خاڤت  
 انت جيت هنا ازاي جيت لية لية
نظر اليها بلا تعبير بلا روح بل جامد تماما ينظر اليها متأملا وجهها الملائكي الخالي من مستحضرات التجميل و حجابها الذي لاق بها كثيرا و ثوبها الذي هو نفس لون عينها الفيروزية تحدث ببهوت  
 اشمعنا انا ضعيف في بعدك اشمعنا انتي قدرتي و انا مقدرتش  انا بمۏت
نظرت اليه و قد ارتجفت شفتيها السفلية پبكاء متحدثة  
 ارجع من مكان ما جيت يا شهاب انا مش عايزة فضايح لو حد جيه و لقاك معايا هتبقي کاړثة ارجوك سيبني في حالي بقي
تقدم منها ببرود و كأنه لم يستمع اليها ل تعود هي الي الخلف پخوف من هيئته التي تدل انه ليس بخير في حين تحدث هو بصوت مبحوح  
 لابسة نفس اللون اللي كنا متفقين عليه قابلة انك بعد شوية هتبقي مراته
خرجت منه ضحكة ساخرة و هو يقول  
 و انا مش مهم معدتش فارق معاكي يا فيروز
تماسكت و هي تقبض علي ثوبها بقوة و قلبها يخفق بين ضلوعها تخفض رأسها الي الاسفل نظر الي يدها القابضة علي ثوبها و من ثم نظر الي عينها قائلا  
 خاېف مني بجد
رفعت رأسها تنظر اليه بدموع عالقة علي اهدابها قائلة  
 عايز اية يا شهاب ابوس ايدك اطلع برا احمد زمانه جاي مع المأذون هروح في داهية
رأت دمعة
تجمعت بمقلتيه و هو يهمس بصوت مزق الباقي من قلبها  
 انا بحبك يا فيروز انا مقدرش اشوفك مع غيري انا بمۏت من ساعة ما اتخطبتيله متعمليش فيا كدا يا فيروز
نظرت اليه فيروز قليلا ثم تغمض عينها تتنهد بثقل كأن الجبال تجثو فوق صدرها قائلة  
 مش الوقت المناسب صدقني انا مش عايزة اسمع حاجة بعد كدا ارجوك سيبني اعيش حياتي كفاية اني بظلم احمد معايا
فتح الباب فجأة ل تنظر فيروز نحو باب الغرفة پخوف ل تجدها زينة تنهدت براحة و لكن صدمة زينة كان المسيطرة عليها ل ينظر اليها شهاب قائلا  
 اطلعي برا يا زينة ارجوكي
نظرت زينة الي فيروز ل تهز فيروز رأسها اليها ل تضع زينة الكوب علي طاولة الزينة و خرجت من الغرفة تقف أمام الباب حتي لا يدخل احد و يري شهاب بغرفة فيروز نظرت إليه فيروز پبكاء و هي تقول  
 قول اللي عايزه ارجوك و امشي
رفع قميصه و اخرج سلاحھ الڼاري من بنطاله ل تشهق فيروز واضعة يدها علي فمها پصدمة نظر الي السلاح ثم اليها و هو يقول پألم 
ضغط علي شفتيه و هو يهز رأسه بنفي قائلا  
 بس مقدرتش قلبي وجعني من مجرد الفكرة بس
رفع السلاح نحو رأسه و هو يقول بضعف شديد و كأنه اصبح رخو 
 بس اقدر اموت نفسي عشان مشوفكيش مع حد غيري اول ما تخرجي من الباب دا هكون مېت
بكت بقوة و هي تنظر اليه تنفي برأسها قائلة  
 لا يا شهاب بالله عليك ابوس ايدك متعملش فيا و في نفسك كدا
تقدم منها خطوة و هو يمد يده بهاتفه لها قائلا  
 اول ما تفكري تفتحي الباب هكون مېت في ايدك انتي اعيش او اموت
علي صوت بكاءها الحاد و هي تمد يدها الي هاتفه في حين تحدث هو  
 انا مسجل كل اللي حصل بصوت شريف اخويا لاني حالف علي المصحف مقولكيش و لا كلمة لو مت اسمعيها كويس و سامحيني
تقدمت تمسك بيدها المتواجد بها السلاح و هي تقول بتوسل  
 مش هقدر اعيش الکابوس دا يا شهاب ارجوك عشان خاطري بلاش
ل يعود هو الي الخلف و لم يجعلها تطوله و هو يقول بأعين حمراء ك الډماء  
 بلاش انتي تعيشيني كل دا مش هقدر اتحمل ياريت عرفت اخليكي تحبيني اكتر ياريت خليتك تحبيني زي ما بحبك عشان تعرفي اللي انا فيه  و حياة عيون الفيروز بحبك اوي
تلاقت اعينهم الحزينة وسط بكاءها العڼيف الذي يزلزل قلبها و قلبه المتحطم و روحه الباهتة تنقل بصرها عليه پخوف شديد و ارتجافة و ينظر اليها هو باعتذار و ألم ممزوج بوداع حزين يلوح بعينه
الفصل الرابع عشر
يتسطح اعلي فراش المشفي بالعناية المشددة لا حول له و لا قوة غائب في دنيا من اللاوعي يلف ضمادة كبيرة حول صدره تصدر الاجهزة المحاوطة به صوتها المعتاد الذي ېمزق قلب تلك الواقفة خلف الزجاج الشفاف الذي يظهره امامها غافي بعالم اخر تمسد علي الزجاج و كأنها تتلمسه و هي تبكي بحړقة حتي احمر وجهها بشدة و اصبح ك الډماء مشهد سقوطه امامها بعد ان تلقي تلك الړصاصة التي خرجت من سلاحھ الڼاري كانت بمثابة مۏتها وجدت من يربت علي كتفها بحنو ل تلتفت برأسها ل تجدها والدت شهاب التي تكاد ټنهار من شدة بكاءها علي فلذة كبدها احتضنتها فيروز بقوة و هي تبكي تربت علي ظهرها لا تعلم اتواسي نفسها ام تواسيها هي استمعت اليها تهمس من بين شهقاتها  
 شهاب بېموت يا فيروز
هزت فيروز رأسها بنفي سريعا ضد كتفها و هي تتمسك بها باكية بقوة هامسة پألم  
 لا يا طنط عشان خاطري متقوليش كدا شهاب هيبقي كويس
ابتعدت قليلا عن والدته تمسح دموعها و هي تقول  
 انا اسفة يا طنط اللي حصله بسببي و انا مش هسامح نفسي
نظرت من الزجاج مرة اخري تتأمل شحوب وجهه الذي يفتقر الحياة و هي تعود الي ماضي قريب حين تقفت انفاسها و هي تراه مستعد للمۏت حقا
فلاش باك
نظرات
الرجاء منها و توسل ان لا يفعل و لكن قد اصر الا يعيش ذلك الموقف مرة اخري يكفي ما عاشه حين تقدم لخطبة ياسمين و زواجه منها اما ان تكون له او س يتخلص من ذلك الثقل الذي يضغط عليه حد المۏت ضغط بالسلاح علي رأسه ل تتقدم هي منه بارتجاف و هي تهمس 
 نزل ايدك يا شهاب عشان خاطري لو بتحبني متعملش كدا انت كدا هتأذيني
أعينه الحزينة تحكي قصة عشقه لها علي مدار سبع سنوات دمعت عينه و هو يبتعد عنها خطوة قائلا  
 انا مؤذي ليكي دايما
هزت رأسها بنفي و هي تبكي و هي تتقدم اليه من جديد بحرص تحاول ان تأخذ منه السلاح قائلة  
 انت كدا مش بتحبني يا شهاب لو بتحبني بجد هاتي المسډس دا اوعدك مش هطلع مش هتجوزه و الله
ظل ثابتا متجمدا لا يبدي اي رد فعل ما كادت ان تتحدث من جديد حتي فتحت زينة الباب سريعا تقول بتوتر و لم تلاحظ السلاح بيد شهاب  
 عمو اكرم جاي يأخدك يا فيروز المأذون جيه
علي صوت بكاءها بحدة ل تنظر زينة نحو شهاب و تشهق بحدة واضعة يدها علي فمها ل تنظر فيروز الي شهاب و هي تقول بصوت مرتجف  
 استخبي عشان خاطري مش هطلع وعد مني مش هطلع معاه بس استخبي
اشار اليها و هو يبعد عن رأسه السلاح الي الستار قائلا  
 هستخبي بس اقسم بالله لو خطيتي خطوة واحدة برا الاوضة دي هفرغ المسډس في دماغي و انا هعملها يا فيروز
انهي جملته و تحرك نحو الستار ل تنظر فيروز نحو زينة التي تقدمت منها تنظر اليها بحزن من بكاءها الحاد و ما اوقعت نفسها به فتح اكرم الباب يبتسم بهدوء تقدم منها و هو يتحدث قائلا  
 يلا يا فيروز احمد جيه و معاه المأذون
نظر الي وجهها الباكي و مد يده ل يمسح دموعها و هو يتسأل  
 بټعيطي لية يا فيروز
نظرت اليه فيروز بأعين راجية و هي تمسك بيده بقوة قائلة  
 انا مش عايزاه يا بابا عشان خاطري بلاش
سحب اكرم يده منها و هو يقول بحدة من بين أسنانه  
 نعم !! يعني اية بلاش يعني اية مش عايزاه انتي عايزة تفضحيني خطيبك و الناس اللي برا
هزت رأسها بنفي و هي تنظر نحو الستار القابع خلفها شهاب ممسك بسلاحھ مسحت دموعها و هي تتوسل قائلة  
 عشان خاطري يا بابا متعملش فيا كدا انا مش عايزاه ابوس ايدك يا بابا بلاش هو بلاش يا بابا
امسكت بيد والدها تجذبها و تقبل بها عدة مرات و هي تقول پبكاء  
 ابوس ايدك و رجلك يا بابا مش عايزاه هتجوزني بالعافية
امسك اكرم بحجابها پغضب يجذبها نحو الخارج و هي تتمسك بيده ترجوه الا يفعل و بكاءها لا يتوقف و ما كادت ان تتحدث حتي خرج شهاب من خلف الستار يشهر السلاح نحو فيروز يريها اياه و هو يقول  
 فيروز
الټفت اكرم ينظر اليه پصدمة و هو يترك فيروز متحركا نحوه يقف أمامه قائلا پغضب صكا علي اسنانه  
 بتعمل اية في اوضة فيروز يا شهاب يوم كتب كتابها
ثم نظر الي السلاح پغضب يتزايد قائلا  
 بتهددها بالمسډس طب اية رأيك بقي انها هتخرج معايا كتب الكتاب دلوقتي حالا
توجه اكرم نحو فيروز من جديد التي كانت تراقب ردة فعل شهاب و ما رفع السلاح من جديد مصوبا اياه نحوه حتي ركضت اليه ل تمنعه من ذلك ابعدت السلاح عن رأسه بصعوبة و هو يتحرك باعتراض و كأنه في حالة من اللاوعي و لكن خرجت الړصاصة رغما عنهما صوبا بصدره و بالقرب من قلبه و دوي صوت الړصاصة عاليا
باك
انتفضت حين ودت صوت الړصاصة من جديد باذنها جعلها تفيق من تخيلها التفتت تبحث بعينها عن شريف شقيقه و صديقه الاقرب تقدمت نحوه و هي تحاول ان تتجاهل نظرات والدها الغاضب و بشدة و جلوس ياسمين تنظر اليها كان هدفها الوحيد الآن ان تعلم ما كان مسجل علي الهاتف ف حين انتقل شهاب الي
المشفي قد تناست هاتفه تماما وقفت جوار شريف و هي تمسح دموعها بكف يدها بهدوء متحدثة  
 شهاب قالي انك مسجل حاجة علي الفون بتاعه بس انا نسيته ممكن تقولي اية اللي متسجل يا شريف من فضلك
نظر اليها شريف و الحزن الشديد يحتل ملامح وجهه بالكامل حتي تنهد بضيق و هو يقول  
 اللي متسجل دا هو كل اللي حصل و فرق بينك انتي و شهاب هو اه الظرف ميسمحش بس لازم تعرفي كويس ان شهاب مظلوم في كل اللي حصل
بدأ شريف يسرد لها كل ما حدث و هي تستمع اليه باهتمام ملامحها تتحول للابيض الباهت و شفتاها التي اصبحت تحوي زرقة قاتمة اللون جسدها الهش الذي بدأ بالارتجاف دموعها لا تدري كيف تتساقط و لا تستطيع ايقافها نظر لها شريف باسف قائلا  
 عمي حلف شهاب علي المصحف عشان يضمن انه ميقولكيش حاجة لان انتي عارفة شهاب في الحكاية دي الا الحلفان و كمان ياسمين كانت ممضياكي علي ورق ابيض كانت هتوديكي في داهية لو عرفتي حاجة و دا اللي كان مسكت شهاب عن اي كلمة توصلك
شهقت بحدة و شعرت بقلبها يخلع من مسكنه و هي تنظر الي والدها و ياسمين الجالسون و داخلها شعور مضطرب نحوهم شعور من العتاب و اللوم و ايضا بعض البغض الذي بدأ يتغلل حنايا قلبها ل يتحدث شريف من جديد قائلا  
 عارف ان الموضوع صعب استوعبه مع اللي حصل النهاردة بس كان لازم تعرفي عشان تسامحي شهاب دي اكتر حاجة هتبسطه لما يقوم بالسلامة
وقفت عن المقعد و هي لا تستمع الي اي اصوات و لا تشعر بأي شئ فقط تسير متخبطة بممر المشفي و كلمات شريف تدوي صداها باذنها ك احتفال صاخب لا نهاية له حتي خرجت من المشفي بالكامل و جلست علي الدرج و بدأت دموعها بالانهمار من جديد و صوتها عالي حاد يكاد ېمزق نياط قلبها من شدته رفعت رأسها الي الاعلي و هي تتنفس بصعوبة متحدثة من بين لهاثها القوي  
 لا دي نهاية اصعب من اللي قبلها مش هقدر اتحمل مش هقدر
انخرطت بالبكاء مرة أخرى نظرت سريعا ل تجدها زينة التي جلست جوارها علي الدرج و هي تقول  
 مقدرتش اروح و انا عارفة انك هتبقي كدا
اسرعت فيروز باحتضانها و هي تصيح بصوت به بحة من شدة البكاء  
 انا ھموت يا زينة مش عارفة اية اللي بيحصلي دا
ربتت زينة علي كتفها و هي تهمس بهدوء  
 اهدي يا حبيبتي و الله هيبقي كويس
ابتعدت فيروز عنها تنظر اليها و هي تطرق بيدها بقوة علي فخذيها قائلة  
 شهاب مخانيش بمزاجه ياسمين ضحكت عليه يا زينة
ضړبت فوق فخذيها من جديد و لكنه بقوة اكبر و هي تصرخ بحدة و لم تهتم الي اي شئ  
 ياسمين هي اللي خانتني يا زينة اختي يا زينة اختي
احتضنتها زينة من جديد حتي تشبثت الاخري بها و لم تكف و لا لحظة واحدة عن البكاء بحسرة علي ما حدث من اقرب الأقربين و بالاخص والدها الذي كان يعلم بكل ذلك و اصر ان تتزوج من احمد رغما عنها
صعدت مهلكة الي الاعلي من جديد تطمئن علي حالته و لكن لازالت النتيجة كما هي شهاب لم يفق حتي الآن اعادت ظهرها الي الخلف و هي تغمض عينها و الي جوارها زينة كل خمسة دقائق تطمئن انها بخير حتي رأت الطبيب المشرف علي حالة شهاب و هو يتوجه الي غرفته انقطعت انفاسها لبعض ثواني بتوتر حتي دلف الطبيب للداخل و بعد دقائق خرج الطبيب متحدثا بهدوء  
 الحالة لحد دلوقتي مش مستقرة و لو عدي عليه ٢٤ ساعة و هو كويس هنعدي مرحلة الخطړ بس من فضلكوا بلاش التجمع دا اللي هيفضل معاه حد واحد بس
نظر الجميع الي بعضهم البعض حتي نطقت والدته بارهاق  
 انا هفضل مع ابني لحد ما يفوق
ل ينظر اليها زوجها السيد احمد بقلق ل هيئتها و هو يتحدث بحزم  
 روحي ارتاحي انتي انا
موجود معاه و هبلغك لو فاق
تقدم منهم شريف يتحدث بهدوء  
 لا حضرتك و لا ماما هتفضلوا هنا يا بابا انا هفضل مع شهاب متقلقش
بعد اصرار كبير خرج الجميع من المشفي و نظرت فيروز نظرة اخيرة نحو شهاب تتمني ان يستيقظ و ان يتحدث اليها بكل ما بداخله ثم ذهبت خلف والدها تعلم ما سيحدث بعد ان تصل الي المنزل و كأنها كان تعلم ما سيفعل والدها ف حين دلفت الي داخل المنزل امسك اكرم بيدها بقوة ل تلتفت اليه بهدوء و لكن التف وجهها مرة اخري حين تلقت صڤعة قوية من والدها ل تصرخ هي پألم و كادت ان تسقط الا انه ضغط اكثر علي يدها حتي لا تسقط وضعت يدها علي وجهها و هي تنظر اليها بجمود في حين تحدث هو غاضبا  
 فضحتيني ادام الناس الكل بيتكلم اية اللي يخلي جوز اختك يضرب نفسه پالنار عندك في الاوضة اية يخليه موجود عندك في الاوضة
صمتت و لم تتحدث و لو ببنت شفة ل يتحدث هو قائلا  
 ابو احمد كلمني فسخ الخطوبة و طلب شبكته و كل حاجاته
ابتلعت ريقها و سقطت دمعة منها علي وجنتيها قائلة  
 و اية اللي يخليك متقوليش علي اللي ياسمين تعمله و اية اللي يخليك تبقي عايز تجوزني احمد ڠصب عني و انت عارف كل حاجة اية اللي يخلي ياسمين اختي تعمل فيا كدا
تنفست بصعوبة في حين ترك اكرم يدها ابتسمت پألم و هي تقول  
 اتغيرت اوي يا بابا
توجهت نحو غرفتها جمعت كل شئ يخص احمد في حقيبة كبيرة و خرجت بها الي والدها و هي تقول  
 دي كل حاجة لاحمد عندي و الشبكة كمان كدا تمام
ما كادت ان تدلف الي غرفتها من جديد حتي استمعت الي نداء والدها لها ل تلتفت اليه بأعين حزينة و هي تسبقه قائلة  
 انا مش زعلانة انا كويسة
دلفت سريعا الي غرفتها و اغلقت الباب جلست علي الفراش تنظر الي دماء شهاب المتناثرة علي ارضية الغرفة بشكل مؤذي ل قلبها المټألم لاجله مدت يدها نحو هاتفه الملقي علي فراشها اغمضت عينها و هو تتذكر
فلاش باك
كانت تمسك هاتفه تري العيادة بعد التجهيزات الطبية الذي اجراها شهاب و هي تبتسم اليه قائلة  
 تحفة يا شهاب بجد كل حاجة فيها تجنن بس اشمعنا كل الاوض بيضا ما عدا اوضتك فيروزي
ضحك مستندا علي سور الشرفة قائلا 
 عشان تفضل معايا فيروزي حتي و انا بعيد
ابتسم بخجل و هي تنظر الي الهاتف من جديد و لكن قد اغلق ل تمد يدها اليه و هي تقول 
 افتح الفون اشوفها تاني
مرر يده علي خصلات شعره مبعثرا اياها و هو يقول  
 ٢٥٤٩٧
نظرت اليه فيروز قليلا بتعجب و هي تقول  
 دا عيد ميلادي
هز رأسه بايجاب باعتيادية و هو يقول مؤيدا 
 ايوة افتحي
باك
نقرت علي شاشة الهاتف بيوم ميلادها ل يفتح الهاتف و تري الشاشة مزينة بصورة له و بيده وشاحها الروز المميز بالنسبة لها فقد كانت هدية منه اليها حين سمحت له ان ينادي لها بأسم روز حبست دموعها و بدأت بتفحص هاتفه و استمعت الي ذلك التسجيل مرة اخري مررت يدها علي جميع التسجيلات و انتقت احدهم عشوائيا ل يدق قلبها بشكل مضطرب و هي تستمع الي صوتها يتحدث اليه في مكالمة بينهم تسطحت علي جانبها الايمن و هي تكمل استماعها الي محادثاتهم و لم تكف عينها عن ذرف دموعها
عادت الي المنزل بعد يوم شاق انتهي بنهاية مأسوية بالنسبة ل صديقتها العزيزة متأثرة و بشدة من ما حدث ما حدث لها اهون بكثير مما حدث ل فيروز كانت تتقبل القدر ل يصدمها الواقع تنهدت بضيق و هي تصعد الدرج فتح باب شقة عمها و ظهر حسام امامها يقف قبالتها ينظر اليها بتفحص وهو يتحدث قائلا 
كنتي فين
تنهدت بثقل بقلبها وهي تنظر اليه قائله بهدوء 
كنت في كتب كتاب فيروز
اتاخرتي ليه
تسأل هو هو يعقد ذراعيه امام صدره ل تغمض عينها وهي تصعد الدرج متحدثه بارهاق 
 معلش يا حسام مش
قادر اتكلم دلوقتي
صعد الدرج خلفها يمسك بيدها يوقفها عن الصعود وهو يتحدث قائلا 
ممكن تفهميني مالك
انا بحبك يا حسام لو حصلك حاجه انا ھموت
تخيلت مشهد فيروز امامها وهي تبكي بمراره علي فراق شهاب لتضع نفسها محلها كادت ان ټنهار من شده الخۏف يبدو ان قلبها الضعيف لا يحتاج غيره وجدته يبتسم باتساع وهو ينظر اليها بسعاده كان يظن ان الطريق ل كسر عنادها طويل و يكاد يكون مستحيل امسك بوجهها بين يديه و هو يقول 
 بتتكلمي بجد يا زينة انت عايزاني زي ما انا عايزك
 انا كمان بحبك اوي يا زينة بحبك و مش متخيل اني ابعد عنك او اسيبك
في الصباح كان اول من تحرك للذهاب الي المشفي ل تطمئن عليه وجدت شريف يجلس علي المقعد يبدو عليها الارهاق الشديد و عينه حمراء من شدة شعوره بالنعاس ل تتقدم منه و هي تتحدث اليه برفق  
 قوم ارتاح انت يا شريف
هز شريف رأسه و هو يعتدل بجلسته قائلا بصوت خاڤت  
 لا انا كويس يا فيروز
مد يده نحو المقعد الاخر قائلا  
 اقعدي
جلست فيروز علي المقعد المقابل له و هي تقول بتنهيدة طويلة  
 شهاب عامل اية
 زي ما هو
اختصر بجملته تلك و هو يفرك عينه ل تقف مرة اخري امام الباب تمسك بالمقبض  
 انا هدخله و انت راقب عشان لو الممرضة
صمت قليلا بتفكير و من ثم هز رأسه بموافقة ل تفتح الباب و تدلف سريعا غالقة الباب خلفها وقفت امامه تتأمل ملامحه تبتسم و هي تتحدث اليه بهدوء  
 شهاب فوق عشان في حاجات كتير عايز اقولك عليها
جلست علي طرف الفراش و مدت يدها تمسد علي عروق كف يده البارزة بسبابتها و هي تقول  
 احمد فسخ الخطوبة و اخد شبكته فوق عشان تعرف دا فوق عشان تعرف اني عرفت الحقيقة
انحنت قليلا حتي وصلت الي اذنه تهمس و هي مخټنقة بالدموع  
 انا بحبك يا شهاب
استقامت مرة اخري و هي لازالت تتلمس عروقه حتي استمعت الي اضطراب دقات قلبه حيث اصدر جهاز القلب صفير حاد شحب وجهها و هي تنظر الي وجهه تمسد علي وجنته و هي تردد بقلق 
 شهاب شهاب انا جنبك شهاب
دلفت الممرضة و معها شريف الذي لم يلحق ان يحذر فيروز بوجودها نظرت اليها الممرضه وهي تتحدث بحدة قائله 
انت ايه اللي دخلك يا انسه هنا اتفضلي برا
اشارت فيروز بيدها الي شهاب و هي تقول بارتجاف  
 طب شوفي في ايه بس هو كويس انا هطلع بس اما اطمن عليه
بدأت الممرضة تفحص ما يحدث ل يهدئ دقات قلبه و يٱن پتألم ل تنظر اليهم الممرضة و هي تقول  انا هنادي للدكتور بدأ يفوق 
ابتسمت فيروز بسعادة و هي تتقدم منه مرة أخري تنظر اليه منتظرة ان يفتح عينه ان تراه بخير رأته يشدد علي جفنيه ل تجثو بجوار الفراش تنظر اليه بلهفة تردد اسمه بهدوء حتي فتح عينه حمدت الله كثيرا حتي همس بضعف  
 فيروز
دق قلبها بقوة و هي تمسك بيده هي بارادتها لاول مرة تمسك بيده ل تتحدث قائلة  
 انا جنبك يا شهاب جنبك
شدد علي يدها بضعف شديد حتي دلف الطبيب و بدأ في فحصه و ما ان انتهي حتي تحدث قائلا 
 الحمد لله مرحلة الخطړ عدت علي خير
خرج الطبيب بعد ان امر بخروجهم و لكنها لازالت تمسك بيده رفع يده الأخري يمسح دموعها التي
تزين وجنتيها و هو يهمس بصوت خاڤت  
 انا كويس
هزت رأسها و هي تنظر الي عينه بعتاب علي ما فعله بها و ما جعلها تشعر به ل يغمض عينه باعتذار و هو يتحدث  
 متبصليش كدا
 متجربش تعمل كدا تاني متختبرنيش فيك عشان انت
تنفست و الندم يأكلها علي ما تقوله ل زوج اختها الا انها همست بصعوبة 
 عشان انت اغلي ما ليا عشان مقدرش اشوفك كدا
اجهشت بالبكاء من جديد و هي تنحني تضع رأسها علي الفراش 
 عايزك تسامحيني علي كل حاجة حصلت عايزك تعرفي الحقيقة و تقوليلي انك مصدقة و عارف اني عمري ما اخونك
رفعت رأسها تنظر الي الاعلي باعين تغرقها الدمع قائلة  
 انا فعلا عرفت الحقيقة عرفت كل حاجة يا شهاب و مش عارفة هما عملوا فيا كدا لية حتي بابا لما عرف
رد عليها بهدوء لكي يطمئنها  
انا مش عايز اي حاجه تأثر عليك ولا حاجه ټوجعك وانا جنبك
هزت رأسها بايجاب و هي تهب واقفة عن الارض تقول بصوت مخټنق  
 بس غلط اللي بعمله مش من حقي ابقى جنبك و لا من حقي امسك ايدك مش من حقي نظره عينيك حتى هو ده اللي ۏجعاني يا شهاب
 انا طلقت ياسمين
الفصل الخامس عشر
يجلس شهاب بعيادته يتابع عمله بعد ان تعافي كليا امسك بعض الاوراق الموجودة علي المكتب يضعها باحدي الادراج ثم عاد الي الخلف يستند بظهره علي المقعد متنهدا براحة يشعر بها منذ أن علمت فيروز بالحقيقة منذ ان ظهر الامل مرة اخري يتراقص امام اعينه شرد ذهنه الي ذلك اليوم الذي كان ېتمزق به و هو يعلم انه و ان تأخر عنها قليلا ل اصبحت زوجة ل احمد 
فلاش باك
دلف الي شقته سريعا يبحث بأعين غاضبة تقدح شرارا عن ياسمين و اتجه الي غرفتها يقتحمها بهمجية لا يليق به شهقت ياسمين پخوف شديد حين رأته امامها بكامل غضبه ل يخرج السلاح من داخل ملابسه يشهره بوجهها  
 فين الورق اللي عليه توقيع فيروز
ارتجفت و هي تنظر اليه بأعين تهتز پخوف شديد يقتحم جسدها و هي تراه بكل هذا العڼف ل تصمت ناظرة اليه بارتجاف ل يهزها پعنف بين يديه و هو ېصرخ بها  
 اية اتخرستي فين الورق
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع يدها ل تمسك بيده تبعده عنها و ما زاده ذلك الا عڼفا حيث قبض اكثر يشدد علي خصلاتها حتي تمزق بعضها بيده و هو يتحدث  
ايدك متلمسنيش
ابعدت يدها سريعا عنه و هي تصرخ پألم شديد 
ادمعت عينها و هي تهز رأسها بنفي سريعا و هي تتحدث 
 طب ابعد المسډس
نكزها بالسلاح عدة مرات بكتفها و هو يصك علي اسنانه متحدثا  
 انطقي احسن ما افرغه في دماغك دي
هزت رأسها بايجاب و قد شحب وجهها بړعب و ذهب بصرها نحو السلاح و من ثم اشارت بيدها نحو خزانة الملابس ل يلتفت شهاب ناظرا نحو الخزانة ل يجذبها معه امام الخزانة و وضع السلاح برأسها قائلا بحدة  
 هاتي كل الورق
بارتجافة مدت يدها تأخذ كل الاوراق الموجودة تخص فيروز ل تمد يدها بهم اليه ل يجذبهم بقوة و ل يدفعها نحو الفراش و يذهب نحو المطبخ اخذ القداحة و اشعل النيران بالاوراق حتي تلاشت و اصبحت رماد تنهد بارتياح و خرج اليها من جديد نظر اليها بأعين تقدح ڠضبا و ملامح مشمئزة و هو يتحدث  
 انا مش عارف انا كنت مستحمل كل دا عشان شوية
الورق دول ازاي كنت بالغباء دا و سيبتك تستغليني و انتي مخبية الورق هنا و عمالة تضحكي عليا و انه مش معاكي
تقدم يقف امامها يشير اليها بسبابته بتحذير قائلا بحدة 
 هتقوليلي دلوقتي علي سبب كرهك لفيروز و انك تعملي فيها و كل حاجة فاهمة
هزت رأسها بايجاب و قد ارتجف جسدها حين تقدم منها باعينه الحادة و بدأت بسرد كل شئ فقط ل يتركها ف قلبها ينتفض پخوف منه و حين انتهت نظر اليها من اعلاها الي أسفلها برغبة عارمة في تقطيع جسدها الي قطع صغيرة و هو يتحدث بحدة 
 انا كنت وعدت ابوكي ان احافظ علي اسمه و سمعته بس ابوكي كان اناني و قرر يبعدها عني و يجوزها عشان مقدرش اقرب منها تاني لولا ابوكي كنت طلقتك من زمان و بسبب انانية ابوكي و اللي عمله  انتي طالق
نطق بها و هو يشعر براحة شديدة تغمره ل يهرول نحو الشرفة حاول ازاحت الستار العازل بينه و بين فيروز و لكن لا ينزاح ل يبدأ في تمزيقه بشراسة و يقفز الي شرفة فيروز يريد مواجهة ما يحدث
باك
عاد من ذاكرته يتنهد براحة ل يمد يده يأخذ هاتفه الذي اعادته اليه فيروز يفتح غرفة الدردشة الخاصة بهم و يبعث برسالة إليها محتواها وحشتيني ابتسم و هو يضع الهاتف بمحله ينتظر ردها عليه
في رواق المشفي كادت ان تفتح باب العناية المشددة ككل يوم الا انها استمعت الي صوت رسالة جديدة من هاتفها ل تخرج الهاتف من زي عملها ابتسمت حين وجدت تلك الرسالة التي انعشت قلبها و لكن لا تريد الاختلاط به مرة اخري لا تريد العودة بذلك الطريق معه و الذي اصبح منتهي بالنسبة لها داخلها جزء لا يراه الآن الا انه بيوم كان زوج شقيقتها و جزء اخر متيم بعشقه و خصيصا بعد ان كاد ېموت لأجلها تجاهلت الرسالة و دلفت الي العناية تقدمت تجلس علي المقعد الموجود كما اعتادت تنهدت و هي تعود بظهرها الي الخلف قائلة  
 متلخبطة اوي يعني انا مش عارفة اعمل اية علاقتي انا و بابا كانت مثالية انا حتي مش عارفة هو عمل معايا كدا لية كنت رضيت و قولت يمكن احمد يعوضني اللي ضاع مني مع شهاب بس كنت مستنية فرصة معاه مكنتش متوقعة ان بابا يجبرني علي حاجة و خصوصا جواز
وضعت يدها علي وجنتها التي تلقت صفعتين قويتين من والدها حتي الآن و التي تشعر بلهيب يشتعل بها كلما تذكرت ذلك هامسة بنبرة مخټنقة  
 اول مرة بابا يضربني فيها حاسة ان ڼار جوايا و مش عارفة اعبر انا كنت محتاجة حد معرفوش عشان اتكلم كتير و ارتاح و هو ميعرفش عني حاجة انا بتكلم معاك عشان انت متعرفش عني حاجة و يوم ما تخرج مش هشوفك تاني
شهقت باكية بحرج عميق و هي تحاوط وجهها بين يديها هامسة پألم  
 ما هي المشكلة اني بحبه اوي عارفة انه بيحبني اكتر و انه كان هيموته نفسه عشاني بس انا مش هقدر اعمل اكتر من كدا مش هينفع غير اني احبه من بعيد و بس هو روحي نفسي اللي بيطلع مني عشان اعيش هو الكل هو 
قطع حديثها آنة خاڤتة خرجت من ذلك القابع اعلي فراش المشفي رفعت رأسها اليه سريعا و قد اتسعت عينها بقلق و هي تراقبه ل يرمش بعينه و هو يآن من جديد ل تهب هي واقفة تقترب منه و هي تنظر اليه ل يفتح عينه ببطئ شديد ابتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر اليه يطالعها بهدوء كادت ان تتحرك ل تخبر الممرضة حتي همس بخفوت  
 ايلين
عقدت حاجبيها و هي تتعجب من ذلك الاسم الذي يردده بلا توقف ل تطالعه و هب تهمس بهدوء 
 ثواني هنادي الدكتور يشوفك  حمد الله علي السلامة
رفع يده بضعف و هو يريد الامساك بيدها و لاحت ابتسامة علي ثغره قائلا  
 ايلين
ابتعدت فيروز عنه خطوة الي الخلف و هي تقول بتوتر  
 انا دكتورة فيروز
يا استاذ طارق هنادي للدكتور
خرجت سريعا من الغرفة تخبر الممرضة و الطبيب و اسرعت هي نحو قسم الاسنان ل تباشر عملها من جديد في حين دلفت الممرضة و الطبيب الذي بدأ في فحصه ثم نظر اليه قائلا  
 حمد الله علي السلامة يا طارق بيه
اكتفي طارق برمش عينه ل ينظر الطبيب الي الممرضة قائلا  
 طارق بيه يتنقل جناحه الخاص و متابعة كل ساعة لحالته
هزت شيماء الممرضة رأسها بطاعة و هي تقول بهدوء  
 حاضر يا دكتور
خرج الطبيب بعد ان اطمئن علي استقرار وضعه ل تنظر اليه شيماء قائلة  
 حضرتك عايز حاجة يا طارق بيه
بلل طارق شفتيه بطرف لسانه و هو يتحدث  
 لو سمحتي عايز ايلين الآنسة اللي خرجت من عندي دي
 دكتورة فيروز 
همست الممرضة بتساؤل و هي تعقد حاجبيها باستغراب ف لم يخرج من غرفته سوا الطبيبة فيروز ل يهز رأسه بايجاب دون نقاش ل تطالعه قليلا بقلق و من ثم تخرج من الغرفة الي مكان تواجد فيروز ل تخبرها انه يريد ان يراها  
في احد الأحياء الراقية يجلس علي و بجواره فتاه ذات بشړة سمراء محببة ابتسمت بحب و هي ترفع عينها نحو ملامحه الوسيمة ل ينظر اليها مبتسما هو الاخر قائلا  
 مالك بتبصيلي كدا لية
 بملي عيني منك يا حبيبي
 هنتجوز امتي يا علي
ابتعد عنها متوترا بتهرب من الاجابة تبدو ان تلك الحمقاء كانت تظن انه يريد حقا الزواج منها هي فقط كانت لعبة جديدة ل تسليته بعض الوقت اشعل سېجار و القي القداحة علي الطاولة ل تنظر اليه بتعجب لما لم يرد عليه ل تعتدل بجلستها متسائلة من جديد 
 علي رد عليا بقولك هنتجوز امتي
 قريب يا حبيبتي
نظرت اليه بقلق و هي تتحدث  
 اوعي تضحك عليا يا علي
 انا عمري ما اخلف وعد وعدته اول ما اخد ورث امي من خالي و ادخل شريك في شركة الادوية اللي بشتغل فيها و هنتجوز علي طول
 انا بحبك اوي يا علي و مش عايزة ابعد عنك ابدا
قائلا بتهكم لم يظهر بنبرة صوته  
 و انا بحبك اوي يا روحي
جلس اكرم علي الاريكة بالردهة بعد ان عاد من عمله يتنهد بارهاق تحت أنظار هناء المراقبة له حتي نظر اليها بجمود قائلا  
 في حاجة 
 يا ياسمين يا اكرم
ابتعد اكرم عنها و قد عقدت ملامحه بتهجم واضح ل يصيح بها پغضب و هو يعقد حاجبيه بحدة قائلا 
 اياكي تجيبي سيرتها هنا تاني و لا تسمعيني الاسم دا تاني
هب واقفا عن الاريكة و ما كاد ان يغادر نحو غرفته الا انه توقف متجمدا حين تحدثت هناء بصوت مخټنق علي استعداد كامل للبكاء  
 ياسمين عندها کانسر و هتعمل عملية كمان يومين
ارتجف قلبه بحنان ابوي فطري الټفت الي زوجته باعين متسعة و هو يقول بتساؤل خاڤت  
 بتقولي اية
تقدمت منه هناء و هي تبكي بقلب منفطر علي
ابنتها الحبيبة قائلة 
 أيوة يا اكرم بنتك تعبانة اوي حتي محدش معاها شهاب طلقها و راح يقعد عن اهله و هي لوحدها الله الاعلم بيها
شعر پاختناق ل يفك ازرار قميصه ل تتحدث هناء بتوسل اليه قائلة  
 خليها تيجي هنا اراعيها لحد ما تقوم من العملية لو مش عايزها تيجي هنا اروح اقعد معاها هناك هو سابلها الشقة
جلس اكرم مرة أخري يدفن رأسه بين كفي يده ل يجثو هناء علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي ركبته و هي تتحدث اليه  
 بنتك محتاجة مساعدتنا دلوقتي يا اكرم متنساش ان دي ياسمين يا اكرم
لم يتحدث و لم ينظر اليها ل تمسح دموعها و هي تكمل حديثها قائلة  
 انا عارفة كل حاجة انت عملتها و كل حاجة انت حاسس بيها انت مش عشرة يوم او اتنين يا اكرم عارفة ان قلبك حنين و انك مش هيهون عليك بنتك حتي بعد كل اللي عملته عارفة انت لية قررت تكتب كتاب فيروز علي احمد عشان تحافظ علي ياسمين و تفضل في ضل راجل بعد ما اتبريت منها حتي في الوقت دا كنت عايز تكون مطمن عليها بس  
صمتت تتنفس و هي تمسك بيده يزيحها عن رأسه ل يظهر وجهه الحزين و اعينه الحمراء ل تقبل باطن يده و هي تقول  
 بس انت كنت بتظلم فيروز و شهاب و كل اللي حصل ڤضيحة جوز اختها اڼتحر في اوضتها يوم كتب كتبها انا مكنتش موافقة من الاول انك تسعد واحدة علي حساب التاني  انت عملت كدا في فيروز عشان هي  
قطع حديثها و هو يضع السبابة و الوسطى علي شفتيها يتحدث بصرامة رغم اختناق صوته  
 متطلعيهاش منك يا هناء انتي عارفة انا بحب فيروز قد اية و غلطتها بالنسبة لياسمين حاجة تافهة  انا غلط فعلا في حق فيروز و شهاب بس كنت عايزاني ارمي بنتي من غير ما اعرف هتعيش ازاي شهاب مكنش هيسيبها لوحدها زي ما ستر عليها في الاول بس حكاية جواز فيروز هي اللي خليته يتخلي و الكل شافني اناني و ظالم بس انا كنت عايز بنتي تكون في امان و هي بعيد عني كنت عايز شهاب يفقد الامل في فيروز
اغمضت عينها تتسدل دموعها الحارة و هي تضغط بيدها علي يده ثم فتحت عينها ترمقه بتوسل و رجاء قائلة  
 اجيب ياسمين وسطنا لحد ما تعمل العملية عشان خاطري يا اكرم
صمت أكرم مطولا حتي ظنت انه لن يرد علي سؤالها ل يبتعد عنها برفق يقف عن الأريكة و هو يقول  
 قلبي مش راضي عنها بس دي بنتي هاتيها تقعد هنا بس علي الله اشوفها و لا تكلمني
اسرع نحو غرفته بحزن شديد اصبح انانيا بالفعل هل كان سيسعد ياسمين و يتعس فيروز الي الابد كم يمقت نفسه الآن و لكن جزء كبير منه يتألم حد الچحيم بعد ان اتكشف مرض ابنته لن يقدر علي الاقتراب منها او الاعتناء بها كالسابق حين تمرض لن يطمئن عليها كل نصف ساعة لن يري وجهها و لن يمازحها ل تضحك و يزول الألم اغلق الباب پعنف و هو ېصرخ پغضب من اعماق قلبه في حين جلست زوجته تبكي و هي تعلم تمام العلم ما يشعر به
خرجت من غرفة العناية المركزة بعد ان انتهت من الحديث مع السيد طارق اعينها متسعة علي آخرها و قلبها ينبض بقوة ملحوظة صدرها يرتفع و يهبط و هي لا تقدر علي التنفس بانتظام تحركت قدمها دون ارادة منها و هي ترتجف بقوة ظاهرة خرجت من المشفي برداء العمل و اوقفت احدي سيارات الأجرة ل تنتقل الي عيادة شهاب قلبها يرغب برؤيته تريد ان تفصح عن ما بداخلها كان شعورها بالذهول و الصدمة و عدم التصديق لا يوصف ما ان وصلت الي باب عيادته حتي ركضت الي الداخل قدمها يتحركان بامر من قلبها و دموعها تنهمر بغزارة حتي اصبح وجهها احمر بشدة اندفعت الي الداخل و لم تلحق بها الممرضة ل تمنعها من ذلك فتحت الباب بقوة
و هي تتحدث بانفاس لاهثة و صوت زابل من شدة البكاء 
 شهاب
نظر اليها بقلق من هيئتها ل يشير الي الممرضة بالانصراف و يتقدم هو منها پخوف قائلا  
 فيروز  مالك اية اللي حصل
ارتجفت شفتيها السفلية و ذقنها پبكاء و هي تنظر اليه بحزن شديد تهمس بطريقة هستيرية  
 بيقول اني مش بنتهم بيقول اني مش بنتهم يا شهاب
الفصل السادس عشر
حص
استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها ببطئ شديد و كأنها لم تعرف يوما كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح ل تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه ل يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بقلق قائلا  
 حبيبتي سمعاني  فيروز قادرة تفتحي
فتحت عينها مجددا بثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بشكل واضح امسك بيدها يساعدها علي الاعتدال بجلستها و من ثم امسك بعلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بلطف  
 اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بالدموع تنهد واضعا العلبة بمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بيدها يربت عليها برفق و رفعها ل يقبل باطنها و هو يهمس بلين  
 اهدي يا روز اهدي
هزت رأسها بنفي و هي تجهش بالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ باصدار شهقات عالية من داخل صدرها پألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة  
 هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام
رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل ل تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بصوت مسموع قائلة  
 واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء  
 قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
صمته دام و لم تطمئن لذلك ابدا نظرت اليه برجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بانين مؤلم احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بجسدها علي الارض تبكي ل يتنهد هو بأسي يبدو ان القادم اقسي بكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بهدوء 
 روز انا
قطعت جملته حين القت بيده عن كتفها بقوة و نظرت اليه بلوم و هي تصرخ به پاختناق متسألة  
 كنت عارف 
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة 
 لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
همس الاخير باعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلا  
 انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد
وقفت فيروز بصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول  
 كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي
رفعت عينها اليه بجمود و هي تقول بلامبالاه  
 انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول 
 فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
 ابعد عن الباب عايزة اخرج
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة  
 مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
بكت من جديد
و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بحزم  
 مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بعتاب ليرفز هو پاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بحدة عدلت من حجابها سريعا حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بجيب ثياب العمل ل تخرج هاتفها حين رن مقاطعا نظراتهم المتبادلة ل تجد الممرضة المساعدة لها بالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بكف يدها مجيبة عليها قائلة 
 الو يا ميرنا
انتظرت قليلا تستمع الي ما تقوله ل تتحدث هي قائلة  
 لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة  
 انزلي لشيماء في العناية و اديها الفون
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها ستذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بهدوء مريب  
 ممكن تبعد عشان اخرج
هز رأسه بنفي و هو يستند بظهره علي الباب قائلا  
 لا مش هتخرجي
اغمضت عينها و هي تزفر بقوة ل تتراجع للجلوس علي الاريكة و تضع الهاتف علي اذنها من جديد و دقيقة حتي وجدت شيماء تتحدث من الطرف الاخر قائلة بلهفة  
 أيوة يا دكتور فيروز انتي كويسة جريت وراكي و انتي خارجة بس ملحقتكيش كنتي بټعيطي جامد
تنهدت فيروز مجيبة و هي تحاول كبح دموعها التي لم تعد تتوقف  
 انا كويسة يا شيماء
صمتت تتنفس بهدوء و هي تضع يدها علي قلبها الذي يدق پجنون قائلة  
 ممكن تخلي طارق يكلمني
انتفض شهاب و اسرع يجلس جوارها و هو يصيح بصوت حاد متسائلا  
 طارق مين 
وضعت سبابتها علي شفتيها تنبه ان يصمت الا انه مد يده ل يأخذ الهاتف و هو يقول  
 اسكت اية بقولك مين
غربت عينها ثم التفتت اليه بحدة تتحدث بجمود و هي تصك علي أسنانها  
 ملكش دعوة يا شهاب
قاطعت حديثها و هي تقول بهدوء بعد ان استمعت الي صوت طارق المرهق من الطرف الآخر قائلة و قلبها يطرق بقوة يكاد ان يخرج من داخل قفصها الصدري  
 انا فيروز يا طارق
 فيروز
نطقها شهاب بحدة التفتت اليه ل يرمقها غاضبا ضمت اصابعها الي بعضها و تشير اليه بالصبر ل يطرق علي قدمه بقوة و هو يتنفس بقوة قابضا علي قماش بنطاله ل تتحدث فيروز الي طارق مرة اخري و هي تقول  
 انا عايزة عنوان  عنوان لاهلي اللي بتقول عليهم
صمتت تتنفس تبتلع ريقها بصعوبة حتي اجابها طارق بعد صمت ل دقائق حتي تحدثت مرة اخري قائلة  
 شكرا  شكرا انك عرفتني كل حاجة يا طارق من غيرك كنت هفضل طول عمري مخدوعة
انتشل منها شهاب الهاتف يغلقه و هو ينظر اليها بغيظ شديد ل تأخذ منه الهاتف مجددا و هي ترمقه پغضب ل يشير اليها بسبابته نحو الاريكة حين وقفت عنها و هو يقول بصړاخ حاد غاضب  
 اقعدي فهميني كل حاجة مين طارق دا و يعرفك منين عشان يقولك حاجة زي دي
جلست بلا مبالاه اعلي المقعد و هي تنظر اليه بضيق قائلة  
 طارق يبقي ابن خالي المفروض دا لو طلع فعلا كلامه صح كان في المستشفى بعد ما عمل حاډثة كبيرة و دخل العناية المركزة بقاله اكتر من شهرين في غيبوبة دايما رجلي تاخدني اطمن عليه في العناية و اقعد اتكلم معاه
فرك عينه بضيق من كلماتها التي تخرج بسلاسة منها و هي بلامبالاه تحرقه و پغضب وقف يدور حول نفسه حتي امسك بتمثال من الخزف يلقيه علي الارض حتي تهشم و اصبح فتات صړخت صړخة كتمتها بكف يدها نظرت اليه باعين متسائلة و ابتلعت ريقها بتوتر ل ينظر اليها و هو يقول 
 كنتي بتدخلي عنده لية يا فيروز
وقفت مرة اخري عن الاريكة تنظر اليه تقدمت منه بخطوات هادئة حتي وقفت امامه و هي تقول  
 و الله معرف لية بعد خطوبتي من احمد فجأة لقيت نفسي قدام العناية المركزة و دخلت عنده و بعديها بقيت اروح عنده و
اكلمه عندك و عن اللي حصل و عن اللي وجعني منك و من ياسمين علي كل حاجة فجأة فاق و مسك ايدي و قالي اني ايلين
ابتسم بغلظة و هو يقول بحدة  
 فخور بيكي و الله
تأففت و هي تلتفت تغادر الغرفة ل يلحق بها بعد ان خلع عنه مأزره اوقفها حين كادت ان يشير الي سيارة اجرة عابرة امامها تحدث و هو يشير نحو سيارته قائلا  
 تعالي هروحك
 مش عايزة اروح معاك يا سيدي سيبني في حالي الله يخليك يا شهاب
قالت جملتها بصوت عالي لاول مرة تتحدث معه بتلك النبرة جذبها رغما عنها دون الاكثار بالحديث فتح باب السيارة ل تتنهد و هي تستقل سيارته ل يتوجه هو الي الجهة الاخري من السيارة ل يصلها الي المنزل ما حدث لها كثير و ما يحدث لها اكثر قلبه يتألم لاجلها و هي لا تدري ذلك لا تعلم أنه لا يريد أن يري دمعة واحدة منها بعد ذلك يكفي انه تسبب بهذه الدموع كثيرا
اخذت زينة درجات السلم و هي تركض و الفرحة العارمة هي ما تقودها الي ان تلقاه ل تختار معه اثاث شقتهم الذي بدأ حسام باعادة الدهان بها و تجديد بعض الاشياء بها ما كادت ان تكمل درجات السلم و هي تدندن اغنيتها المفضلة ل تشهق فجأة پخوف شديد حين شعرت بيد تلتقط حجابها و شعرها و تجذبها بقوة و استمعت الي صوت والدت حسام تصرخ بها بغيظ جاذبة خصلات شعرها بعد ان سقط حجابها عن راسها قائلة  
 تعالي هنا رايحة فين دا انا هموتك بايدي ابعدي عن ابني يا بنت انتي عارفة لو مطلقتيش منه هعمل فيكي اية
صړخت زينة مټألمة ل تدفعها نبيلة تقع علي الارض و تجثو فوقها و تبدأ بضربها بقسۏة و بلا رحمة و كأنها ټنتقم منها بشئ لم تفعله علت صرخات زينة باستنجاد ل تخلع نبيلة نعلة و تبدأ بضربها به حتي ضړبتها اعلي رأسها ل ټنزف الډماء و تسيل علي الارض في حين ركض والدي زينة حين استمعا الي صوت استنجادها بهم ابعد حمدي نبيلة عنها بقوة و انحني الي ابنته ل يطمئن عليها و كذلك والدتها وضعت والدتها يدها علي رأسها ل تظهر الډماء علي يدها ل تشهق بفزع و هي تنظر الي حمدي قائلة  
 زينة پتنزف يا حمدي
دق قلبه بقلق علي ابنته ل يحملها عن الارض يقف بها و يركض الي الاسفل حيث اقرب مشفي لهم لاسعافها في حين ابتسمت نبيلة بتشفي و تدلف الي شقتها مرة اخري و كأنها لم تفعل شئ  
وصل حسام الي المنزل هاتف زينة و لكن لم ترد نظر الي ساعته من المفترض ان تكون قد انتهت من ارتداء ملابسها تأفف من عدم مبالاتها بتحضيرات الزفاف خرج من السيارة و صعد لكي يري ما يؤخرها اوقفه الډماء الموجود علي الدرج قبض قلبه و هو يكمل صعوده الي الاعلي سريعا حتي اوقفه الډماء المتجمعة امام باب شقته اسرع يخرج المفتاح و يفتح الباب صارخا بأسم والدته فما تخيله ان قد حدث شئ ل والدته و لكن خرجت له والدته تبتسم باشراق و هي تقول  
 ايوة يا حبيبي انا هنا
تنهد بارتياح و هو يراها امامه ل يتحدث قائلا  
 اومال أية الډم دا يا ماما
هزت كتفها بلامبالاه و هي تدير رأسها و تغادر نحو غرفتها قائلة  
 و انا اعرف منين
خرج مرة أخري يصعد نحو شقة عمو بدأ بالطرق علي الباب و لكن لا استجابة و لا احد بالداخل امسك هاتفه من جديد و بدأ بمهاتفت زينة من جديد و ذات النتيجة و هاتفه عمو و أيضا لا يستجيب مرر يده علي وجهه عدة مرات و هو ينظر الي الډماء مستغفر الله ل يعود من جديد ينزل الي الاسفل نظر حوله و توجه نحو محل البقالية المجاور ل يذهب الي صاحبه متسائلا  
 لو سمحت يا حج مشوفتش عمي حمدي او حد من عنده
اشار الرجل صاحب البقالية نحو الجهة اليمني قائلا  
 اه يا بني
حمدي نزل ببنته شايلها و اظاهر اتخبطت في حاجة لان رأسها مفتوحة و پتنزف و راح بيها علي المستشفى
دق قلب حسام بشكل هستيري و علي صوت تنفسه و ركض سريعا نحو سيارته و اسرع نحو المشفي و هو يتمتم بلا حيلة و هو يشعر انه يريد الطيران و الوجود جوارها كانت في قمة السعادة و هي تتحدث اليه بحماس انها ستنتقي قطع الاثاث بنفسها و لن تجعله يختار اي شئ كانت تتحدث معه بحالمية و هذا ما ېمزق داخله أكثر  
 يا ستار يارب
وصل شهاب امام باب البناية التي تقتن بها فيروز ارتجف جسدها و هي تضم كفي يدها الي بعضها ضاغطة باسنانها علي شفتيها بقسۏة تنهد و هو يراها بهذا الشكل تبدو خائڤة طفلة تائهة كما كان يراها دائما و لكن الآن يزيد الآمر علي حده فهي ستواجه حقيقة نسبها و انها ليست الابنة الحقيقية لمن توله راعيتها يعلم انها تعشق السيد اكرم و كان دائما لها قدوة و مثل اعلي الامر صعب يعلم ذلك و لكن لابد من معرفة كل شئ الټفت اليها بجسده يراقب ارتجافتها و هو يتحدث بهدوء قائلا  
 فيروز لو مش مستعدة ممكن تأجلي الموضوع دا لحد ما تتأكدي و تشوفي اهلك
لمعت عينها الفيروزية بالدموع و تحولت الي الازرق الغامق التفتت اليه تتحدث پألم منبعث من صوتها المتحشرج بالبكاء قائلة  
 شهاب خليك جنبي لو سمحت هبقي مطمنة اكتر بيك
ابتسم شهاب بسعادة فقد افتقد منها اي جملة رقيقة تخرج منها و تجعله يمتلك الدنيا و ما عليها تحدث من جديد يريد ان يجعلها تقول ذات الجملة من جديد يريد اثبات ل نفسه انها لازالت تحبه لازال بقلبها و لم تنسي و لن تنسي ما كان بينهم  
 عايزاني جنبك 
هزت رأسها بايجاب دون تفكير و هي تتحدث بصوت يكاد يسمع  
 ايوة خليك جنبي عايزة اطمن بوجودك
خرج من السيارة و توجه الي الباب الاخر يفتح لها الباب ل تخرج بهدوء أشار الي البناية و هو يقول  
 اطلعي و انا معاكي
نظرت الي عينه مطولا و كأنها تبث ل نفسها الأمان داخل بؤبؤت عينه هز رأسه لها مؤكدا ان ما تفعله لازم الحدوث ل تتقدم بخطي بطيئة نحو الاعلي و قلبها يدق بطريقة هستيرية تتمسك بحاجز السلم من شدة شعورها بالخواء حتي وقفت امام الباب ارتجفت شفتيها السفلية پبكاء و هي ترفع يدها بتردد ل تطرق الباب و بعد لحظات فتحت لها هناء الباب مبتسمة و هي تقول  
 تعالي يا حبيبتي جيتي في وقتك كنت لسة هرن عليكي اشوفك اتأخرتي لية  شهاب !!
انتبهت الي شهاب الذي تقدم من خلف فيروز تنحنحت و هي تشير الي الداخل قائلة  
 ادخلوا هتفضلوا علي الباب
تقدمت فيروز الي الداخل بجسد بلا روح و هو خلفها يحاول ان يجعلها تشعر بالراحة بوجوده وضعت فيروز يدها بجيبها و اخرجت تلك الصورة الفوتوغرافية التي اخدتها من طارق حين اصر ان يريها حقيقة نسبها الي عائلته صورة تجمعها و هي صغيرة مع ابويها الحقيقين رفعت الصورة و هي تقول بذبول  
 مش دي انا يا ماما
التفتت هناء إليها تري ما تتحدث اليه ل تصدم بتلك الصورة الموجودة بيدها و تتسع عينها و يتلجم لسانها عن الحديث ابتلعت فيروز ريقها و هي تقول  
 اومال مين اللي معايا دول يا ماما
نظرت هناء إليها و الي الصورة ثم سقطت جالسة علي المقعد خلفها تساقطت دموع فيروز و هي تتقدم منها تهز الصورة بين اناملها و هي تصرخ پبكاء  
 ردي عليا مين دول يا ماما
خرج اكرم علي صوتها العالي نظر اليها و الي هناء پغضب كيف تحادثها بهذا الطريقة و كيف تقلل من احترامها ل يتقدم منها قائلا بحدة  
 فيروز بتكلمي امك كدا لية
ثم نظر الي وجود شهاب ليشير اليه قائلا  
 و اية جابه هنا دا
كبح شهاب كلماته من الخروج و الافلات في حين تقدمت فيروز من اكرم تنظر اليه پألم يكاد ان ېقتلها تمد يدها له بالصورة و هي تقول
بضعف  
 قولي انت يا بابا مين دول كذبهم يا بابا عشان خاطري عرفني انه كداب و انك انت بابا
شلت الصدمة جسد اكرم و هو ينظر الي الصورة بين يديه نظر إلي هناء الجالسة تبكي بصمت و من ثم عاد ببصره نحو فيروز الباكية يتحدث قائلا  
 انتي جبتي الصورة دي منين مين ادهالك
هزت رأسها بنفي و هي تجلس علي ركبتيها امامه تمسك بقدمه متوسلة له ان يرحم ذلك التزاحم بداخلها و ان يقضي علي هذا الألم القاسې الذي تولي اڼهيار قلبها قائلة  
 لا عشان خاطري قول أنه كدب قول انك بابا انا هسامحك علي الفترة اللي فاتت و كل اللي حصل فيها بس قول انك بابا
ادمعت اعين اكرم و هو يجلس علي ركبتيه مثلها يحتضنها بقوة و هو يقول  
 انتي بنتي انا نور عيني متصدقيش اي حاجة
تشبثت به كطفلة صغيرة وجدت والدها بعد ان كانت تائهة بالشوارع بمفردها بلا مأوى و هي تصرخ  
 أيوة قول انه كداب قول ان محدش غيرك بابا
ابتعدت عنه حين استمعت الي صوت بكاء هناء بحدة واضعة يدها علي وجهها ل تبدأ هي الاخري بالبكاء ناظرة الي شهاب و هي تتسائل قائلة  
 بس انا لازم اعرف كل حاجة صح
هز رأسه بايجاب لها ينحني يقبل رأسها يبث لها الطمأنينة قائلا  
 ايوة انتي هتقفي و هتعرفي كل حاجة و انا جنبك
استقام بوقفته مرة اخري و هو يمسك بيدها يوقفها معه ل تهز رأسها باقتناع و هي تقول  
 ايوة عايزة اعرف كل حاجة ابوس ايديكوا قولولي كل حاجة
جلس اكرم جوار هناء و بدأ بالحديث و هو ينظر الي الصورة بيده قائلا  
 كنتي عندك سنة كنتي صغيرة اوي كنا في اسكندرية بنصيف بعد ما عرفنا ان هناء معدتش هتخلف بعد ياسمين عشان عندها مشاكل في الرحم كانت مكتئبة و محبطة راحت تشتري حاجات و رجعت و انتي معاها و قالتلي انك تايهة من اهلك و انها لقتك بتحبي اخدتك ساعتها انا زعقت و حاولت اشوف اهلك مين بس معرفتش و هي قعدت ټعيط و مش عايزة تسيبك و قررنا أننا نربيكي و تبقي زي ياسمين و اكتر و كل ما احساسي بالذنب بيكبر كل ما كانت غلاوتك تزيد في قلوبنا
وقف امامها يمسد علي وجهها بحنان و هو يقول  
 انتي بنتنا مننا احنا احنا اللي ربينا و سهرنا و علمنا احنا اللي شوفناكي بتكبري احنا اللي فرحنا باول كلمة و اول حركة و اول خطوة احنا اللي فرحنا بنجاحك و بشهادتك احنا اللي اهلك مش حد تاني
نظرت فيروز الي شهاب و الدموع تسيل علي وجنتيها قائلة بضعف  
 عرفت كل حاجة ياريتني ما عرفت قلبي مرتحش يا شهاب قلبي تعب اكتر
هز رأسه بنفي و هو يراها تتقدم منه قائلا  
 لازم قلبك يهدي عشان اقدر اسيبك و امشي
 بس انا مش عايزاك تمشي
قالتها فور انتهاءه من جملته بلهفة و كأنها تعتقد ان هذا سيحدث قبل رأسها من جديد و هو ينظر الي اكرم الذي جلس جوار هناء ل مواساتها همس لها قائلا بهدوء  
 تعال نعمل زي زمان هكلمك طول الليل لحد ما اسمع صوت انفاسك و انتي نايمة و اقولك زي زمان تصبحي علي حبي يا عيون الفيروز
الفصل السابع عشر
وصل حسام الي المشفي و بدأ بالركض حتي وصل نحو موظفة الاستعلامات و بالفعل علم بمكان وجودها تحرك باتجاه الغرفة التي توجد بها زينة زوجته الحبيبة يأكله القلق عليها ذلك الشعور غريب تشعر بالفقدان و العجز و انك غير قادر علي حماية من تحب و لا يأتي الي عقلك انك لم تكن ل تفعل اي شئ وقف امام الغرفة و ما كاد ان يفتح الباب حتي خرج حمدي من الغرفة القابعة بها ابنته رمقه بضيق و هذا ما لم بنتبه اليه حسام فقد بادره بتساؤل و يبدو عليه القلق و هو يحاول النظر الي داخل الغرفة 
 عمي زينة كويسة حصل اية طمني عليها
صك حمدي علي اسنانه و هو ېصرخ به بحدة
غاضبا  
 انت ليك عين تيجي تطمن عليها حتي البت اخدت سبع غرز في دماغها و اقسم بالله لولا عضم التربة و اخويا كنت مۏتها بايدي
نظر اليه حسام بعدم فهم و هو يتحدث قائلا  
 انا مش فاهم حاجة يا عمي اية اللي حصل لزينة
اكله القلق بعد صمت عمه ل يهز رأسه بنفاذ صبر و هو يخطاه قائلا  
 طب ادخل اطمن علي زينة و اجي افهم في اية
اندفع هو الي الداخل ل يجد ضمادة تلتف حول رأسها و يوجد علي منتصف رأسها ضمادة قطنية ملوثة بقطرات الډماء تغمض عينها باستكانة و جسدها يؤلمها و بشدة يبدو الامر مستحيلا بعد الآن ان تنازلت عن حقها ف لن يتنازل والدها عن ذلك بعد ان تتخطي كل مرحلة تأتي ذلك العثرة ل تقع بها من جديد و تجعلها تقف علي حافة الهاوية اما ان يلحق بها احدهم قبل ان تسقط اما ان تكون الهاوية هي المصير المحتم لها شعرت به حين دق قلبها بذات الطريقة التي يصبح بها قلبها بوجوده شعرت بيده الباردة التي عادة ما تصبح باردة عند قلقه او توتره أو خوفه من شئ ما تلمس يدها ل تندمج بدور الغافية ف هي لا تريد رؤيته الآن حتي تأخذ القرار السليم هتف بصوته الدافئ الذي يعطي لها املا بالحياة قائلا  
 زينة انتي كويسة
لم تفتح عينها و لم ترد لكن يري اهدابها تتحرك ترمش بشكل متوتر تنهد بقلة حيلة و هو يتحدث بخفوت  
 انا بس عايز اطمن عليكي انتي كويسة
و هذه المرة ايضا لم ترد بل صدح صوت والدتها المبحوح اثر البكاء الشديد تهتف اليه بغيظ و هي لا تطيق ان تراه جوار ابنتها بعد ما فعلته والدته بها  
 الدكتور طمنا انها كويسة سيبها في حالها و خليها ترتاح
نظر اليها حسام و هو يعقد ما بين حاجبيه بحدة قائلا بشئ من العصبية و هو يراها تتحدث معه بتلك الطريقة فهي دائما ما تعامله بلين و لطف  
 هو حضرتك بتكلميني كدا لية انا جاي اطمن علي مراتي مش فاهم يعني اية سيبها في حالها دي
نظرت اليه والدتها بجمود ل يقضم شفتيه پغضب شديد و هو يشيح بوجه عنها ناظرا الي تلك الراقدة انحني بجذعه العلوي نحوها يرفع يدها نحوه ل يقبل باطنها بحنان و هو يهمس اليها  
 انا عارف انك صاحية و مش عايزة تفتحي عينيكي اطمن عليكي علي العموم كويس انك بخير هطمن عليكي من عمي و هعرف اية اللي حصل لان المعاملة ما شاء الله زي الزفت بس مهما كان اللي حصل خليه ميأثرش علي علاقتنا تاني يا حبيبتي
تمم جملته و وضع يدها جوارها و انتصب واقفا يخرج من الغرفة نحو عمه الثائر الذي يقف امام الغرفة و هو يشعر بالڠضب و الډماء تفور بكامل اوردته اغلق حسام باب غرفتها و وقف امام حمدي يتحدث بتعقل و هدوء غير لائق بعصبية حمدي الظاهرة علي ملامح وجهه  
 ممكن افهم في اية يا عمي
رفع حمدي سبابته بوجه ابن اخيه يشير بينه و بين الغرفة قائلا بحسم  
 هتطلق زينة دلوقتي حالا من غير اي مناقشة
ظهرت الصدمة جالية علي معالم وجهه و هو يردد تلك الجملة خلفه بذهول  
 أطلق زينة !!
هز حمدي رأسه بحدة قائلا  
 ايوة زي ما جوزتهالك هطلقها منك و حالا و مش هستني لحظة زيادة
تهدجت انفاس حسام و هو ينظر الي عمه يحاول الهدوء ل يرفع حاجبيه الاثنين معا في حركة معتاد عليها و هو يقول بضيق  
 هو في العموم زينة مراتي و مش هطلق بس انا عايز اعرف في اية
صاح حمدي بحدة و عروق بارزة قائلا  
 نبيلة يا ابن نبيلة ضړبتها لما فتحت دماغها
اتسعت اعين حسام پصدمة و هو ينظر اليه يدق قلبه باضطراب رأسه تهتز بنفي غير مصدق ل يتحدث حمدي من جديد بصوت حاد غاضب  
 و زي ما جوزتهالك هطلقها منك و ڠصب عنك كمان يا حسام
اندفع حمدي پغضب الي داخل غرفة ابنته و الټفت حسام
راحلا عن المشفي يستقل سيارته منطلقا الي حيث المنزل ل يري بنفسه ما فعلته والدته بزوجته و هذه المرة العاقبة وخيمة و لم يتهاون بحق زوجته و ان كانت والدته فقد ازداد الامر بعد ان كانت سينتصر بعد حرب كبيرة اصبحت خسارته خسارة ڤاضحة
باعين حمراء منتفخة من كثرة البكاء تجلس علي الفراش استمعت الي دق علي الباب و لكنها لم ترد و لم تبالي بشئ فتح الباب و لكنها لم تكون لها طاقة حتي ان تلتفت ل تري من دلف الي الغرفة هي بهذا الوقت و من ساعات طويل تستجمع نفسها للذهاب الي منزل عائلتها الحقيقية حتي مكالمات شهاب لها لم ترد عليها فقط تريد الهدوء شعرت بيد تربت علي كتفها بهدوء و استمعت الي صوت هناء الباكي تتحدث قائلة  
 فيروز حبيبتي ردي عليا يا حبيبة ماما
ظلت فيروز تنظر امامها و الدموع تتساقط رغما عنها علي وجنتيها ثم بادرتها بالسؤال بصوت مخټنق تكاد تجزم انها ستموت من كثرة شعورها بالاختناق 
 هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا بحبي علي ايدي و رجلي يعني طفلة هتبعد عن اهلها مسافة اد اية و هي بتحبي و مش هيلاقوها
شعرت بيد هناء ترتجف فوق كتفها و من ثم سحبت يدها بتوتر ل ترفع فيروز كفي يدها تمررها علي وجهها تمحي تلك الدموع المتساقطة علي وجنتيها و من ثم التفتت بجسدها تضع قدمها اسفلها و هي تقول  
 يعني انا مكنتش تايهة زي ما قولتي
نظرت اليها هناء بحزن شديد و خزي من نفسها ل تنظر الي الاسفل و هي تتحدث بشهقات عالية و بكاء ندم علي ما فعلت قائلة  
 انتي فعلا بعتي عن اهلك و جيتي عن رجلي لقيتك جميلة اوي عيني بتلمع و بتضحكيلي بصيت علي اهلك لقيتهم محدش واخد باله لأنهم كانوا بيشتروا حاجات و انتي نزلتي من العربية اللي مامتك حطاكي فيها اخدتك و جريت جريت بسرعة جريت علي اخر نفس كل اللي كنت عايزاه اني اخدك منهم و تبقي بنتي
وقفت فيروز عن الفراش و شفتيها مذمومة بطفولية تريد ان تكبح صوت بكاءها تريد فعليا ان تصرخ باقوي ما لديها ل تخرج ما داخل صدرها من ضيق و ألم حاد ينهش قلبها هزت رأسها بنفي و هي تتجه الي كأس الماء اعلي وحدة الادراج ترتشف منها بعض قطرات و هي ترتجف تحركت هناء نحوها تمسد علي خصلات شعرها بحنان و هي تقول پبكاء و ندم  
 انتي بنتي يا فيروز حتة من قلبي  انا خاېفة تكرهيني يا فيروز و انا مش هقدر استحمل دا يا قلب امك
التفتت اليها فيروز تنظر الي عينها بعتاب و كأنها تشكو لها ما في قلبها بلغة العيون بللت شفتيها بطرف لسانها و هي تقول باڼهيار 
 انتي اخديني من امي و انا لسة حتي معرفش شكلها مفرحتش لسة بيا معشتش حياتها محضنتهاش معرفش عندي اخوات و لا لا مش يمكن هي كمان مخلفتش لية عملتي كدا لية و في الاخر عيشت اسوء ايام حياتي بسبب بنتك
ما كادت هناء ان تتحدث الا ان اوقفتها فيروز تتحدث من جديد  
 انا عمري ما اقدر أنكر اللي عملته معايا و لا حنان عليا و لا اي حاجة بس جوايا زعلانة اوي
جلست علي الفراش تحني رأسها الي الاسفل قائلة بشرود و قلب مفتور  
 قلبي وجعني من كل حاجة و اي حاجة
رفعت رأسها اليها تنظر اليها برجاء قائلة 
 لو سمحتي سيبني لوحدي انا محتاجة نفسي اكتر
تنهدت هناء بقلة حيلة و قد احمر وجهها من كثرة البكاء ل تهز رأسها بايجاب بهدوء و ابتعدت الب الخلف حتي خرجت من الغرفة غالقة الباب خلفها ل يكون في انظارها زوجها الذي تقدم منها حين استندت علي الباب و اڼفجرت بالبكاء بحدة  كانت تستمع فيروز الي صوت بكاء و تبكي اكثر منها قلب مټألم و مشاعر مبعثرة بين
هنا و هناك دوامة تدور بها و لا تعلم مكان الخروج ل تبقي باحثة عن الطريق بين ظلمات الازقة و انطفاء انوار المدينة ل تقف بضعف تتوجه نحو خزانة الملابس تأخذ منها ثيابها للخروج و الذهاب الي ذلك العنوان الذي اخبرها عنه طارق متجاهلة رنين الهاتف المتواصل الذي لم ينقطع و المتصل واحد هو شهاب الذي لم ينقطع عن الاتصال منذ ان أخبرته انها لا تريد الحديث تريد ان تكون بمفردها تجمع شتات امرها ل يبقي هو الملح علي الحديث بكثرة و عدم الكلل او الملل منها و لكن قوبل كل ذلك بالرفض من قبلها
عدلت من وضع حقيبتها علي كتفها و هي تخرج من البناية و ما ان تحركت خطوتين الي الخارج حتي فتح باب سيارة جوارها بحدة و خرج منها شهاب يبدو عليه الڠضب الشديد نظر اليها بغيظ و هو يتحدث بضيق  
 مبترديش علي الفون لية يا فيروز
ادخلت خصلة خرجت من اسفل حجابها و هي تقول بهدوء اثار حفيظته  
 مش قادرة اتكلم يا شهاب معلش
صاح هو غاضب فهو لم ينم منذ البارحة ل يطمئن عليها و لو بكلمة واحدة فقط الا انها فضلت الابتعاد رغم انها كانت تبوح له انها اطمئنت بوجوده لما فعلت  
 نعم !!! يعني سيباني قلقان عليكي كل دا و في الاخر تقوليلي مش قادرة اتكلم لا كان لازم تتكلمي عشان تريحي البني ادم اللي هيتجنن عليكي و مبطلش رن و انتي مطنشة
تحدثت باعتذار و هي تنظر الي عينه و عينها تصيح بالألم التي تشعر هي به 
 اسفة
تنهد بضيق و هو ينظر اليها يمرر انامله بخصلات شعره قائلا بلطف 
 فيروز انا اضايقت لان المفروض كنتي تطمنيني عليكي مش ارن كل دا و انا مش في دماغك
صمتت تتنفس بهدوء حتي تحدث هو قائلا  
 طيب راحة فين دلوقتي
 عند اهلي انا عرفت المكان من طارق امبارح انا عايزة اشوفهم
تحدثت و قد ادمعت عينها متأثرة بالكلمات التي تخرج منها ستذهب ل رؤية عائلتها الحقيقية بعد ان عاشت عمرها بداخل عائلة بديلة تعلم أنها كان بيت دافئ محب لها دائم الدلال لها و لكن دفعت ثمن ذلك اغمضت عينها متنهدة في حين تحدث قائلا  
 طب اركبي هوصلك
هزت رأسها بايجاب غير قادرة علي الرفض او الاعتراض علي اي شئ الآن ل تصعد الي السيارة و ينطلق هو نحو ذلك الوصف الذي ادتله عليه فيروز  
توترها و خۏفها ېقتلاها ببطئ دون ان تدري اغمضت عينها تستغفر بصوت خاڤت و لكنه مسموع حين وصلا امام مبني هائل تعتقد انه قصر زاد ذلك من خۏفها ل تنظر اليه و هي تقول  
 هي دي فيلا ١٢
نظر شهاب نحو الرقم من جديد ثم هز رأسه بايجاب قائلا  
 ايوة هي انزلي مټخافيش
تحولت الي طفلة صغيرة فجأة و هي تضم يدها الي بعضها البعض تنظر اليه برجاء و اعين الجرو الصغير و هي تقول 
 مش هنزل لوحدي انزل معايا عشان خاطري متسبنيش لوحدي
نطق معترضا  
 بس يا حبيبتي دول اهلك و دي اول مرة تشوفيهم و 
قطعته تهز رأسها بنفي سريعا قائلة  
 لو منزلتش معايا مش هنزل و مش هشوفهم
نظر اليها مطولا يفكر و من ثم اشار لها بالنزول ابتسمت باتساع و هي تنزل من السيارة تركض نحوه و هي تقول بطفولية  
 خليك معايا متسبنيش
 دا انا مصدقت ان في فرصة تانية ارجع اسيبك تاني انا اللي عايز اقولك متسبينيش
صمتت و داخلها يتحدث مجيبا عليه هي لم تعود اليه كي يتحدث بهذا الشكل هي لم تعطيه تلك الفرصة الذي يتحدث عنها خشت ان تقول ذلك ل يغضب تاركا اياها تواجه والديها بمفردها ل تبعد عينها الفضاحة عنه فهي امام منذ زمن ك كتاب مفتوح موضح كل ما داخله نظرت اليه بعدم فهم ل صمتها ل تتحدث هي قائلة  
 طب ممكن ندخل جوا
ل يتقدما من البوابة الا ان اوقفهما الحارس حين سد عليهم الطريق بذراعه قائلا بصوت غليظ  
 انتوا رايحين فين
تحدث شهاب قائلا بهدوء  
داخلين لاستاذ عبد العزيز الفخراني
اقوله مين
تسأل الحارس ل ينظر شهاب نحو فيروز الذي ابتلعت ريقها بتوتر ل يعود برأسه نحو الحارس مجيبا 
 قوله ناس جاية و جيبالك هدية معاها
تفحص الحارس هيئتهم و رفع يده اشارة بالانتظار ل يدلف الي حجرة خشبية صغيرة بها لاسلكي موصل بالداخل و اخبر السيد عبد العزيز بما قاله شهاب ل يعود إليهم بعد ان انهي مكالمته قائلا 
 الباشا امر بتفتيكشوا الاول
ابتسم شهاب بجانب شفتيه هامسا اليها بمزاح  
 ابوكي داخل فينا شمال من اولها
ابتسمت هي بتوتر و بدأ الحارس بفحص كل ما يحمله شهاب حتي انتهي تقدم نحو فيروز ل ينتشل منها شهاب الحقيبة يمدها الي الحارس قائلا بصوت حاد  
 فتش الشنطة و بس عشان مش عايزين مشاكل مع بعض يا حاج
امسك الحارس بالحقيبة و قام بتفحص كل ما داخلها احمر وجه فيروز حين اخرج احد الحلويات المصنعة التي تدعي مصاصة و هو يضحك قائلا  
 انا بعد ما شوفت دي مش محتاج افتش تاني  ادخلوا ادخلوا
نظر شهاب اليها و هو يضحك بقهقة عالية قائلة لها بمزاح  
 دكتورة دكتورة يعني مفيش كلام  ادخلي يا ڤضحاني
امسكت بحقيبتها مرة اخري و هي تقول متأففة  
 شكرا علي الڤضيحة دي يا عمو نجيلك في ڤضيحة تانية باذن الله
دلفت من البوابة بعد امر الحارس البواب بفتحها حاولت قدر المستطاع ان تسبق شهاب بخطوة حتي لا تري ابتسامته المرحة التي تعلمها جيدا بكل مرة يري منها اكثر طفولتها الباقية و لكنه اسرع متقدما عنها يلتفت اليها و هو يقول  
 مصاصة يا فيروز مصاصة شوية دا و تجري ورا الراجل اللي بيبيع شعر البنات
حاول التهوين عنها ل شعوره بارتباكها و هي تعلم ذلك جيدا ظل سبع سنوات يخفف عنها اي حزن ظلت سبع سنوات تتحامي به من اي شئ محزن او مؤلم و لا تتحمله بمفردها ظل وجوده لها نعمة من الله ابتسمت له بحب رغما عنها و داخلها يترجي العفو و الصفح و العودة كما في السابق و لكن غصة بقلبها لا يسامحه أغمضت عينها تتنفس بهدوء حتي اقتربت اناملها المرتجفة من جرس الباب ضغطت عليه بضعف مرتين و ما هي الا ثواني حتي فتحت لها الخادمة ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تهمس بارتباك 
 عايزة اقابل استاذ عبد الله الفخرانى
انزاحت الخادمة عن طريقها و هي تشير إليها تدلف الي الداخل ل تتقدم نحو الداخل بجسد يرتجف و هو يخطو خلفها اشارت الخادمة الي المقاعد و هي تقول 
 ثواني و هدي خبر للبيه
ذهبت الخادمة ل تنظر فيروز نحو شهاب الذي شجعها بابتسامته الهادئة المطمئنة رن هاتفها ل تخرج الهاتف من حقيبتها تفتح الاتصال قائلة بصوت يخرج خاڤت  
 الو
ل يظهر صوت طارق قائلا بسرعة 
 ايلين انا كلمت عمتي اني لقيتك و انك عرفتي العنوان و
ل تقاطعه فيروز و هي تنظر حولها  
 انا في البيت اللي ادتني عنوانه
صمتت قليلا ثم اضافت بضعف 
 انا خاېفة
 مټخافيش يا ايلين قوليلهم انك بنتهم هما ما هيصدقوا فرحيهم اصلا انتي مش هتحتاجي تقولي هما هيعرفوا لوحدهم
مسحت دمعة سقطت منها و هي تسأل  
 هيعرفوني ازاي
استمعت الي صوته الباسم و هو يتحدث قائلا  
 هتعرفي بعدين انا لازم اقفل عشان الممرضة عايزة الفون
 ماشي سلام
اغلقت الهاتف متنهدة ل تلتفت الي شهاب المبتسم باقتضاب ل تزفر بقوة و هي ترفع رأسها الي الاعلي و هي تقول  
 بيقولي هيعرفوني من غير ما اقولهم انا مين
تحدثت هو بضيق شديد يشعر بغيرة من ذلك الشاب الذي يدعي طارق تبدو منجذبة اليه حتي دون ان تدري صلة القرابة حين علم انها كانت دائما تجلس معه بغرفة العناية المشددة و انها تتحدث اليه باريحية ذلك يثير داخله الجنون 
 هو أية الاستاذ اللي طلع في المقدر جديد دا معلش يعني
رمقته بصمت و لم تتحدث في حين صدر صوت تنحنح غليظ جعل قلبها ينتفض بتوتر التفتت الي ذلك الرجل الوقور القادم نحوهم و وقفت ببطئ و خلفها شهاب داخلها ارتجافة و
شعور لا تعلم كيف توصفه تقدم منهم بهدوء ل يري من يريدون اللقاء به ما ان لمح فيروز حتي تجمدت حركته و اتسعت عينه و هو يتحدث بحړقة قلب 
 ايلين !!!
ابتلعت فيروز ريقها بصعوبة بالغة و هي تنظر اليه باعين دامعة اسرع السيد عبد العزيز بخطواته حتي كاد ان يتعرقل ل تتقدم منه تسنده سريعا ل يرفع وجهه اليها و قد ادمعت عينه و دون ادني تفكير احتضنها بشدة يعتصرها بين يديه بقوة و هو يهمس بصوت مخټنق بالبكاء  
 يا حبيبتي كنت عارف اني هلاقيكي تاني كنت عارف
بايدي مرتجفة حاوطته ببطئ و خوف و قد اڼفجرت بالبكاء و هي تستنشق رائحته و قد شعرت بالامان يغلف قلبها و الطمأنينة جعلتها تشدد علي سترة بذلته و هي تهمس بضعف و حديثها لا يخرج بطريقة صحيحة 
 بابا
كان ينظر شهاب و يراقب هذا المشهد المؤثر متعجب كيف علم والدها انها هي دون ان تقول هي عن هويتها استمع الي صوت كعب عالي يدوي صداه من اعلي الدرج رفع بصره نحو ذلك الصوت ل تتسع عينه بذهول و هو يصيح  
 اكيد هيعرفك لوحده  الله
الفصل الثامن عشر
التفتت فيروز هي الاخري علي صوت ذلك الكعب النسائي الذي يدق بالارض بايقاع رتيب صدمت و احتل الذهول ملامح وجهها ابتعدت عن والدها و هي تنظر الي تلك السيدة التي تتقدم منها بهدوء و لم تنتبه لها بعد سيدة رقيقة و كأنها فراشة تطير فوق الورود و المذهل انها تشبهها بل و كأنها تري نفسها بالمراه لكن دون حجاب استمعت الي صوتها تتحدث بصوت رقيق هاتفه بالخادمة بهدوء  
 ميرفت جهزي الغدا
هزت الخادمة رأسها باحترام هاتفه بطاعة  
 حاضر يا هانم
تحركت الخادمة ل تلتفت السيدة الي زوجها و من معه ل يلفت نظرها تلك الفتاه الواقفة بجواره ارتجفت شفتيها بعد جسدها و هي تتحدث بخفوت 
 ايلين
بعد تلك الكلمة لم تستطع قدمها ان تحملها اكثر ل تسقط علي الارض فاقدة للوعي ركض نحوها سريعا السيد عبد العزيز يجثو علي ركبتيه امامها جذب ذراعها حتي استند ظهرها علي ذراعه و هو يهمس قائلا  
 ندي ندي فوقي بنتنا رجعت فوقي
تقدمت فيروز المصډومة منها بعد أن رأت شهاب يتحرك اتجاهها استندت علي الاريكة حتي تصل للارض غير قادرة علي استيعاب اي شئ الآن عاونها شهاب علي الوقوف و هو ينظر إليها بهدوء نظرة تعلم جيدا انها مطمئنة تبث الامان لها تحتضن قلبها المفتور نظرت الي والدتها التي استطع اخيرا السيد عبد العزيز ان يجعل تستفيق استمعت اليه يهمس مبتسما  
 الحمد لله فاقت  انتي كويسة  ندي
هزت رأسها بايجاب ببطئ و ضعف شديد ثم التفتت نحو فيروز بأعين دامعة و بلهفة قلب ام قد اشتاقت ل فلذة كبدها وقفت سريعا دون وعي منها انها تتحرك بالاساس قامت باحتضانها و الاخري لا تشعر بأي شئ جسدها مجمد تشعر ببرودة تسير بكامل جسدها جفنيها يثقلان رويدا رويدا لا تصدر اي ردة فعل حتي انها لم تبادلها احتضانها شعر شهاب بها انخفض ضغطها يعلم هذا جيدا فهو يعلم ادق تفاصيلها اكثر منها يعلم انها حين تضارب مشاعرها لا تستطيع ان تفعل شئ ل تأخذها نوبة من التجمد حتي تسقط فاقدة للوعي اتجه نحوهم حاول تفرقت السيدة ندي عنها و هو يقول ب تهذب  
 معلش يا طنط  فيروز هتقع حالا
ابتعدت ندي ل تطمئن عليها و بالفعل كانت عينها تغرب و تنفس يثقل امسكت بيدها بقلق في حين تقدم السيد عبد العزيز منهم يستند فيروز حتي جلست علي الأريكة و هو الي جوارها من طرف و زوجته جوارها من طرف اخر و يراقب شهاب حالتها و هو يتحدث بهدوء 
 هتبقي كويسة دلوقتي
بالفعل ما ان مرت خمس دقائق حتي استطاعت فيروز ان تعود الي طبيعتها و هي تتنفس بهدوء حتي انحني شهاب قليلا بجذعه العلوي يتفحص عينها الذابلة من كثرة البكاء و هو يتحدث بتساؤل 
 انتي كويسة يا فيروز
تحركت بؤبؤت عينها في جميع الاتجاهات ل يعتدل هو
بوقفته و قد اطمئن انها بخير ربتت السيدة ندي علي كتفها و هي تقول بابتسامة عريضة و قلبها يتراقص فرحا  
 انا قولت لعبد العزيز انك راجعة
احتضنتها من جديد تستنشق رائحتها باشتياق و قلب مفتور رفعت فيروز عينها تناجيه و تبث له بصمت عن خوف قابع اعلي صدرها هز رأسه يطمئن خۏفها الظاهر بملامح الجميلة حتي الآن لا تصدق و لا تعلم كيف تبدي ردة الفعل المفترضة هل لها ان تسعد ام ان تقبض و تخف و تشعر بالرهبة همست أخيرا بعد ان بللت شفتيها بطرف لسانها عدة مرات دليلا علي جفاف حلقها قائلة بتلعثم 
 يعني انا بنتكوا بجد
هزت ندي رأسها عدة مرات بايجاب و هو تقول پبكاء حاد  
 أيوة يا حبيبتي ايوة يا نن عيني اخيرا شوفناكي
نظرت اليها فيروز الي عينها التي تشبه اعينها حتي وجهها المستدير و انفها الدقيق و كأنها تري نفسها بالمراه همست مدققة بملامحها  
 انا ازاي شبهك اوي كدا
ابتسم عبد العزيز مع زوجته  قائلا بتساؤل 
طارق هو اللي لقاكي صح طارق وعد ندي انه يلاقيكي و لما خلاص هيلاقيكي و عرف مكانك عمل حاډثة كبيرة و من يومها و هو في العناية المركزة
وقفت ندي و امسكت بيدها تجذبها و هي تقول بلهفة  
 تعالي معايا في كلام كتير اوي عايزة اقولهولك و عايزة اوريكي اوضتك كنت كل سنة اظبطهالك و اجددها
وقفت فيروز مشتتة تنظر الي شهاب و هي تقول 
 لا انا هروح اجيب حاجاتي و  
تحدثت ندي من جديد بحماس 
 لا انا جيبالك هدوم و كل حاجة في اوضتك انا كنت متأكدة انك راجعة لحضني عشان كدا جبت كل حاجة ليكي كل اللي تتمناه اي بنت موجود في اوضتك
نظرت نحو شهاب تسأله بعينها ل يبتسم لها بحنان يؤكد ان تفعل ذلك الا ان اوقفها صوت عبد العزيز قائلا بتساؤل مشير الي شهاب  
 اومال مين دا 
صمتت فيروز و لم تعلم بماذا ترد علي هذا السؤال الا ان ابتسامة واسعة ظهرت علي ثغر شهاب و هو يمد يده نحو عبد العزيز الذي بادله مصافحته في حين تحدث شهاب قائلا ببساطة 
 انا دكتور شهاب النجار و بحب فيروز قصدي ايلين
اتسعت اعين فيروز پصدمة من صراحته في حين أصدرت ندي صوت مذهول بمرح و ينظر اليه عبد العزيز بتدقيق ل تهز هي رأسها بضيق و تلتفت عنه غير قادرة علي الحديث لا تعارض و لا توافق بذات الوقت هي لم تحدد موقفها الي الآن و لكن لازال شعورها بالامان يكون اقوي و هي معه لكن قد اصبح الحاجز بينهما لا يهدم و اصبحت الامور اكثر تعقيدا
وقف حسام امام والدته و هو يلهث پغضب بعد ان عاد من المشفي و علم ما فعلته والدته بزوجته هو بالفعل لا يعلم سر كره والدته لها و لكن ان تجعلها الكراهية تصل ان تصيبها بچرح بالغ في رأسها وقفت هي امامه بلامبالاه رغم معرفتها بأنه قد علم بما فعلت ل زينة الا انها لا تمانع ابدا ان تفصح عن ذلك بكل جراءة ابتلع حسام ريقه و هو يتنفس بقوة يشير بسبابته نحو والدته قائلا پغضب حارق  
 عملتي كدا في زينة لية يا ماما عملت فيكي اية لكل الكره دا
لم ترد و لم تتحدث والدته و هذا اثار جنونه اكثر ل يمسك بالمزهرية الموجودة اعلي الطاولة يلقيها علي الارض پعنف ل تتهشم و تصبح فتات و هو يصيح بها بأعلي طبقة من صوته و قد برزت عروق رقبته بانفعال واضح 
 ردي عليا عايزة اية مننا عايزة تفرقيني لية
امسك بمزهرية أخري يلقيها علي الارض و هو ېصرخ بها 
 دا انا مصدقت اننا اتجوزنا انتي عايزة مني اية
وقفت امامها يشدد علي قبضة يده و هو يقول  
 پتكرهي مراتي لية رد عليا عايزة منها اية متسكتيش اتكلمي
تأففت نبيلة بضيق و هي تلوح بيدها و ما كادت ان تغادر الا انه تحرك مرة أخري يقف امامها و هو ينظر اليها بأعين غاضبة
قائلا  
 لا مش هسيبك غير لما تردي عليا
نظرت إليها و قد فقدت السيطرة علي اعصابها ل تصيح به بقوة و دون وعي للحديث الخارج منها 
 عشان عايزة تخدك انت كمان عايزة تبقي زي أمها عايزة تأخد ابني زي ما امها اخدت حمدي مني
اصابته كلمتها في مقټل عقد حاجبيه بعدم استيعاب ابتلع ريقه بصعوبة بالغة و هو يتحدث اليها قائلا 
 انتي بتقولي اية يا ماما
صدمت من ما قالت لا تعلم كيف تسرعت و تحدثت عن ما دفنته داخلها ل سنوات عديدة صوت تنفسه اصبح مسموع و كأن جبال قد جثي فوق صدره و سوف ېقتله بالاختناق ابعدت نبيلة بصرها عنه بتوتر ل يتحدث حسام پصدمة 
 بتقولي اية اية اخدت حمدي مني دي
لم ترد نبيلة بل انها تريد ان تنشق الأرض و تبتلعها حيث تختفي من امام نظرة ابنها المصډومة بها احتدت ملامح وجهها و رفع سبابته امام وجهها و هو ېصرخ  
 مش هعدي اي حاجة حصلت علي خير و كلمتك دي بالذات و من النهاردة مش هقعد معاكي هنا
خرج غالقا الباب خلفه بقوة و قد ثقل تنفسه و أصبح يتنفس بشكل هستيري واضعا يده علي صدره و الضيق و الاختناق يأكله و يكاد ېقتله ل يتوجه خارج البناية
حضرت هناء حقيبة بها كل ما يخص ياسمين متحضرة للعملية التي ستجريها اليوم مسحت دموعها التي تهبط دون توقف و هي تغلق سحاب الحقيبة جلست جوارها علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها ابنتها و فلذة كبدها موجودة بعيادة الطبيب تتجهز لاجراء عملية اما ان تشفي و تصبح كما في السابق اما ان  
توقفت عن التفكير و هي تضع يدها علي رأسها كل شئ يتحطم امام عينها حتي فيروز خرجت من المنزل تاركة ورقة مدون عليها انها ستذهب الي عائلتها الحقيقية و قد خسرتها للابد خرجت من آه مټألمة من اعماق قلبها قبل ان يفتح الباب و يدلف الي الداخل زوجها العزيز تقدم منها اكرم بهدوء ازاح الحقيبة عن جوارها قليلا و جلس هو الي جوارها و اطلقت العنان ل دموعها التي تسيل بلا توقف مسد علي رأسها و هو يقول بهدوء 
 كفاية كدا مۏتي نفسك من العياط
شهقت پبكاء عدة مرات و هي تقول بتلعثم من بين دموعها المتساقطة  
 اعمل اية يا اكرم الدنيا ادربكت ياسمين و هتعمل عملية كمان ساعة و فيروز اللي مشيت و مش عارفة عنها حاجة حياتنا اللي اتشتت و علاقتنا اللي مش زي الاول انا معدتش مستحملة دماغي واقفة و مش عارفة افكر
ظل هو يمسد علي رأسها و يتحدث اليها بلطف و لين حتي بث لها الهدوء و خفف من حدة بكاءها مسح دموعها بحنو و هو يهمس  
 قومي اغسلي وشك يلا
امسكت بيده ترجوه و هي تتحدث ناظرة الي عينه 
 هتيجي معايا لياسمين عشان خاطري يا اكرم تعالي معايا
صمت اكرم و لم يرد بل ازاح عينه عنها و لكنه تفاجأ بها و هي تمسك بيده و تقبلها تهمس برجاء  
 ابوس ايدك يا اكرم تعالي معايا و متسيبش ياسمين لوحدها
جذبها اكرم حين كانت تمسك بيده ل يحتضنها يهز رأسه بموافقة لها حتي تهدئ و بالفعل بدأت بالهدوء و كأنه حاوطها بالامان بذهابه معها دفعها برفق الي المرحاض و عاد ل يحمل الحقيبة و قد ادمعت عينه بحزن شديد فهي بالاخير ابنته مهما فعلت صار خارج الغرفة و قد شق الحزن صدره ل يأخذ زوجته متوجهين نحو العيادة الموجودة بها ابنتهم لاجراء العملية
انتهت ندي من سرد كل ما حدث معها الي ابنتها بعد ان اختطفت الي الآن و كم سعادتها حين اخرجها طارق قبل الحاډث انه قد وجدها و حين اعاد عليها تلقي هذه الجملة بعد شفاءه تنهدت براحة و هي تجذب فيروز اليها بقوة ټحتضنها و هي تبتسم بسعادة غامرة ل تبادلها فيروز احتضنها بهدوء هي لم تستوعب حتي الآن انها انتقلت من العائلة التي عاشت طيلة حياتها معها الي
عائلة جديدة لا تعلم عنها شئ فقط سردت لها والدتها ما حدث بعد اختفاءها و انها سيدة مجتمع راقية داخل الاوساط اما والدها فهو عضو مجلس الشعب سابقا و الآن يعمل في شركته الخاصة التي أسسها والده من قبل اما عند اخيها الاكبر الذي علمت به الآن فهو خارج البلاد متزوجة من امراه اجنبية و يعمل بالخارج ابتعدت فيروز قليلا عنها تتحدث إليها بهدوء  
 ممكن تقوليلي يا فيروز مش ايلين
نظرت اليها ندي باعتراض و ما كادت ان تتحدث حتي قاطعتها فيروز من جديد برجاء 
 ارجوكي انا عارف انك سمتيني ايلين عشان بتحبي الاسم دا بس من فضلك انا عايزة اسم فيروز
ابتسمت ندي و هي تمسد علي وجهها بلطف تهز رأسها بايجاب و هي تقول  
 حاضر يا حبيبتي
استمعت الي صوت طرقات علي باب الغرفة ل تأذن للطارق بالدخول ل يدلف والدها مبتسما تقدم منها قبل قمة رأسها ثم ربت بحنو علي كتفها قائلا بتساؤل 
 ناقصك حاجة يا حبيبتي عايزة حاجة
هزت رأسها نافية بابتسامة لطيفة ل يجلس جوارها علي الفراش و هو يتحدث قائلا 
 انا هعمل حفلة بمناسبة رجوعك لينا بالسلامة يا ايلين تحبي تبقي امتي
 فيروز
نطقت سريعا ثم تنحنحت قائلة 
 فيروز من فضلك يا
صمتت تتنفس بهدوء ثم همست من جديد ببطئ 
 بابا
انفرجت اسارير عبد العزيز حين نطقت بنداء الابوه ثم هز رأسه بايجاب مكملا  
 ها تحبي الحفلة امتي
هزت رأسها بنفي و هي تتحدث باعتراض  
 ملوش لازمة الحفلة يعني لو حضرتك تعمل حاجة خير يبقي احسن يعني تساعد شاب يتجوز او تتكفل بأطفال ايتام
ابتسم و هو يربت علي كتفها قائلا  
 مانا هعمل الحاجتين اعمل بس بسألك علي ميعاد الحفلة حسب ما ترتاحي عشان الحفلة دي عشانك اصلا
 معلش ممكن بلاش الحفلة هبقي مضايقة
تحدثت فيروز بتعقل ل تتدخل ندي قائلة ل زوجها  
 خلاص بقي يا دودو اللي يريحها
نظر اليها زوجها مطولا يبتسم باقضاب و هي تعلم سبب ضيقه هو الاسم التي تطلقه عليه من الحين للاخر ثم الټفت الي فيروز و هو يقول  
 قوليلي بقي يا حبيبتي دراستك اية عرفت من طارق انك دكتورة دكتورة اية
ابتسمت فيروز قائلة  
 ايوة خريجة السنة دي من كلية طب اسنان و بشتغل في مستشفى خاصة لواحد صاحب بابا
نظرت اليه پخوف ان يتضايق ل كلمة بابا ل تقول 
 قصدي يعني بابا عشان هو اللي رباني و كدا
هز عبد العزيز رأسه متفهما ذلك جيدا و هو يقول 
 اوك يا حبيبتي حضري نفسك بقي انتي و ماما عشان هنخرج نتعشا برا
امسكت فيروز بحجابها الملقي علي الفراش جوارها و هي تقول 
 انا هلبس الحجاب و هبقي كدا جاهزة
اشارت ندي الي خزانة الملابس و هي تقول  
 يا حبيبتي البسي اي حاجة جديدة من الدولاب
عضت شفتيها باحراج و هي تقول  
 ما هو بصراحة اللبس كله مش هيبقي مناسب مع الحجاب
ابتسم عبد العزيز و هو يقف عن الفراش قائلا  
 طيب انا هروح اجهز و قبل ما نروح المطعم هنروح نجبلك كل اللبس المناسب ليكي
انحني يقبل رأسها ثم اعتدل بوقفته متنهدا باريحية غير طبيعية بعد ان شعر بانفاس صغيرته بذات المكان كم اشتاق الي الصغيرة التي دائما ما كانت متعلقة برقبته لقد وعد نفسه انه سيعوضها عن كل يوم كانت به بعيدة عنهم
تجلس هناء مع زوجها بانتظار صغيرتهم ان تخرج من غرفة العمليات و يطمئنون عليها كان قلب هناء ينقبض و ينبسط بطريقة جعلت متضايقة و بشدة امسكت بيد زوجها الذي ضم كفها بكف يده و استمر الانتظار حتي خرج الطبيب من غرفة العمليات يبدو عليه الارهاق ل يندفعا نحوه للاطمئنان علي حالة ابنتهم في حين تحدث اكرم قائلا  
 طمنا يا بني الله يرضي عليك
تنهد الطبيب قائلا بجدية 
 مخبيش عليكوا يا جماعة الوضع حرج جدا
ضړبت هناء فوق صدرها و هي تقول  
 يعني اية
هز الطبيب رأسه بأسف قائلا  
 ادعولها يا جماعه ان الساعات الجاية تعدي علي خير
غادر الطبيب و التفتت هناء الي اكرم
تصرخ پخوف قائلة  
 يعني اية يعني اية يا اكرم يعني اية
صمت اكرم ينظر الي الاسفل بحزن ل تمسك بياقة قميصه تشدد عليها و هي تقول  
 رد عليا يا اكرم رد عليا متسبنيش كدا
مسد علي كتفها و هو يقول بهدوء رغم الألم بداخله 
 ادعيلها يا هناء بنتك مش محتاجة زعيق محتاجة دعوة
اڼهارت قواها و اسحبت يدها عن ياقته و جلست علي المقعد ټدفن وجهها بين راحتي يدها و صوت بكاءها ېمزق نياط قلبه داعيا الله ان ينجي وحيدته
طرق حسام باب غرفة زينة بقوة و هي تجلس علي الفراش تبكي واضعة يدها علي فمها امسك حمدي بيده و هو يقول بحدة  
 خلاص يا حسام بقي ارجع بيتك
نظر اليه حسام و هو يقول بصوت مرهق  
 انا مليش دعوة بأمي يا عمي الله يخليك متعملش فيا كدا خليها تفتح و تبطل الهبل دا
وقف حمدي ينظر اليه و من ثم تحدث قائلا 
 المرة دي مش زينة اللي هتبعد عنك بس يا حسام انا كمان هقف معاها و هطلقها
لوح حسام بيده بعصبية شديدة و هو ېصرخ بانزعاج  
 مش مطلق و دي مراتي و مش هتقدر تخليني اطلقها بالعافية
ثم بدأ بالطرق علي الباب بقوة اكبر و هو ېصرخ بها پغضب  
 افتحي يا زينة محدش هيقدر يقرب منك و انا عايش و الله ما هعدي اللي حصل علي خير و الله هاخد حقك بس افتحي و اسمعيني
و أخيرا بعد طرق و صړاخ و ارهاق ل روحه استمع صوتها من خلف الباب تتحدث باكية  
 طلقني يا حسام كدا كفاية اوي ابعد عني بقي
استفزته بحديثها كان يتوقع ان تفتح الباب و تلقي نفسها باحضانه تبكي و تشكي ل يواسيها و يتوعد اكثر و ينتهي الامر بتحديد موعد زفافهم الا انها خلفت توقعاته تماما ل يضرب الباب بقدمه بغل و هو يصيح بها  
 ماشي يا زينة و اقسم بالله العظيم لو مرجعتي عن اللي قولتيه دلوقتي دا هتكوني في بيتي ڠصب عنك و عن ابوكي و هرجع ارفع قضية الطاعة و المرادي هنفذ
الفصل التاسع عشر
تجلس فيروز علي الفراش تستند بظهرها عليه و هي تتأمل نقطة معينة من الفراغ شاردة بتفكيرها نحو عدة اشياء جعلتها مشتتة من جهة هي غير قادرة علي التعامل بسلاسة مع والديها الجدد و لا التأقلم علي حياتهم الغريبة عنها و من جهة اخري شهاب الألم الذي لا يزول و الحب العالق بين ان يحيي او ېموت الي الابد تنهدت بثقل و هي تمرر يدها بخصلات شعرها التي انسدلت علي صفحات وجهها ثم مدت يدها الي وحدة الادراج و بداخلها مشاعر متداخلة و اضطراب شديد دق قلبها بقوة و هي تأتي برقم شهاب تضغط علي اتصال واضعة الهاتف علي اذنها منتظرة الرد و في اقل من ثواني كان يصل الي مسامعها نبرة صوته المغلفة بابتسامة قائلا 
 حاسة انك وحشتيني و لا اية 
و رغما عنها داهمها البكاء وضعت يدها علي فمها كابحة صوت بكاءها من الخروج و محاولة للسيطرة علي شتات نفسها في حين شعر هو بصمتها الذي يعلم تمام العلم ان خلفه بكاء ېحرق روحها فهو لم يتعرف عليها الآن انما هم سبع سنوات ل يسألها بتوجس قائلا 
 انتي بټعيطي يا عيون الفيروز 
هزت رأسها بايجاب و كأنه يراها ل تفلت منها شهقة حادة لم تستطع السيطرة عليها ل تضغط اكثر علي فمها في حين تنهد هو قائلا 
 فيكي اية يا حبيبتي  قوليلي
تحدثت بصوت متحشرج من البكاء قائلة بضعف 
 وحشتني اوي
ابتسم هو باتساع و قد اسعدته كلمتها بشدة ل يهب واقفا عن الفراش قائلا  
 انا هاجي اشوفك حالا
صمتت تتنفس بهدوء و هي تضيف پألم ېمزق احشاءها  
 بس انا وحشني شهاب القديم وحشني اوي انا معرفش شهاب الجديد دا و لا عايزة اعرفه عايزة شهاب قبل كام شهر فاتوا كان حنين اوي موجعنيش ابدا و لا جيه عليا في يوم حبني دايما و كان جنبي اكتر و عمرنا ما افترقنا و
لا يوم و لا كان في حضڼ واحدة تانية
جلس علي الفراش من جديد بخيبة امل و هو يستمع الي صوتها الباكية و كلماتها المټألمة التي اصابت سهمها و نفذ بمنتصف قلبه و انشق الي نصفين شعر پاختناق شديد يصيبه و هو يهمس اليها 
 يعني معدتيش بتحبيني زي الاول
صمتت فيروز قليلا جعلت من ألمه يزداد و من ثم همست قائلة  
 قلبي بقي بارد من ناحيتك يا شهاب روحي راحت معاك و سابتني من يومها و مش عارفة ارجعها تاني
زفر الهواء بحدة و هو يقول بضيق  
 بس انتي قولتي انك عايزاني جنبك عشان تحسي بالأمان
 و حسيته
تحدثت و قد عادت الدموع تتساقط من جديد علي وجنتيها ثم اضافت پقهر  
 ما هي المشكلة اني حسيته وجودك معايا كان امان المشكلة لية انا عايزاك و مش عايزاك لية حاسة بيك و مش عايزة احس بيك لية قلبي بيدق ليك و في نفس الوقت بارد ناحيتك
اطلقت العنان ل دموعها التي سقطت بسخاء و قد علت شهقاتها المتتالية التي تمزق نياط قلبها رويدا رويدا و لم تستمع بعد انفاس العالية الغاضب ثم همسة ضعيفة حطمت ما تبقي من كونها مسيطرة علي ضعفها قائلا  
 انا اسف حقك عليا
و بعد تلك الجملة اغلقت الهاتف و القته جوارها علي الفراش و ضمت قدميها الي صدرها ټدفن وجهها بين راحتي يدها و تبكي پعنف و لم تنتبه الي ارتفاع صوت بكاءها و لا صړاخها المټألم الذي يخرج دون قصد منها الا حين استمعت الي طرقات علي باب الغرفة و صوت والدتها من الخارج تقول پخوف  
 ايلين
لم تقدر فيروز علي الحديث و لا التحرك حتي ل فتح الباب بل ظلت كما هي حتي فتحت ندي الباب و تقدمت منها تجلس جوارها ټحتضنها بلهفة قائلة بقلق  
 مالك يا حبيبتي مالك كابوس و لا اية
ابتعدت عنها تبعد خصلات شعرها عن وجهها و هي تقول  
 تعبانة يا حبيبتي فيكي اية اوديكي لدكتور
ارتمت فيروز باحضان والدتها من جديد و هي لازالت تبكي شعور غريب بداخلها تحبه بل تعشقه و لكن لم تعد كالسابق قلبها متجمد من ناحية و لين من ناحية اخري لم تعد تحدد ماذا تريد تشتاقه و لكن كما كان في السابق اما في تلك الفترة يوجد داخلها اضطراب من بين من عشقته و من كان زوج ل من المفترض انها شقيقتها تتسأل كثيرا هل يجوز العودة كما في السابق هل تتجاوز كل ما مرت به حتي و ان كان دون ارادة منه و لكن شعورها بالألم وقتها كان مدمي ل قلبها المسكين مسدت ندي علي ظهرها برفق و هي تسأل من جديد بحنان  
 مالك يا حبيبتي
تحدثت فيروز بصعوبة بعد فترة تهمس برجاء  
 ممكن تنامي جنبي من فضلك
هزت ندي رأسها و هي تتسطح جوارها ټحتضنها بحنان ل تبادلها فيروز احتضنها بأشد منه و هي تغمض عينها تستلقي النوم برحابة صدر هاربة من اكبر كوابيس حياتها الواقعية
تأففت زينة للمرة التي لم تعد تعلم عددها و هي تحاول قدر المستطاع ان تنام الا ان تفكيرها لا يتوقف عنه تهديده لها جائز التنفيذ و في حالة انها لا تريد ان تجعل حياتها حجيم بوجود والدته معهم و بالاخص بعد ما حدث لا تريد رؤيتها او الاحتكاك بها و ما قاله والدها صحيح هذا لا يناسبها ما يجبرها ان تعيش مع احد غير راغب بها بل و تسببت أيضا في اذيتها استمعت الي صوت رسالة جديدة صادرة من هاتفها ل تمد يدها تمسك بالهاتف ل تجد رسالة من حسام بعث لها قائلا  
 ارجعي عن كلامك عشان هموتك و الله
زفرت بضيق و هي تبدأ بكتابة الرد عليه قائلة 
 سيبني في حالي بقي يا حسام اساسا علاقتنا في مستقرة من الاحسن اننا ننفصل
بعث لها برسالة يتسأل 
 دا اخر كلام عندك
استغفرت ربها عدة مرات و هي تكتب ردا عليه  
 ايوة يا حسام احنا مش نصيب بعض
 تمام
اجابها باختصار ل يأكل القلق قلبها و هي تكتب من
جديد  
 يعني اية
اغلق الهاتف دون رد عليها ظلت تبعث باسمه حتي يأست و اغلقت الهاتف واضعة اياه جوارها و تسطحت حتي تنام بعد ان ارهقها التفكير بما يريد ان يفعل
خرجت من المنزل الخاص بوالديها بعد توديعهم لكي تذهب الي عملها و قد صممت الا تستقل السيارة التي خصصها لها والدها ل تذهب الي العمل و حتي العودة منه صارت بالطريق حتي تستقل سيارة أجرة و لم تنتبه الي من يسير خلفها الا حين استمعت الى صوت يتحدث من خلفها  
 اقوله يا سيدي ميردش اقوله يا عم ميردش اعمله اية اية
ابتسمت ابتسامة واسعة حاولت مدارتها صوته المرح يصدح باذنها ك اول مرة التقت به تتذكر تمام التذكر ذلك اليوم الذي كان يسير به خلفها حتي وصلت الي المكان المخصص للدرس و هو عند كل شارع يقول ذات الجملة لقد مر سبع سنوات و لازالت تستمع الي تلك الجملة و كأنها المرة الاولي صار خلفها حتي وصلت الي المشفي الخاصة بعملها و هو لا يكف عن القاء كلمات الغزل علي مسامعها عادت لأول يوم رأته به ما ان وصلت حتي رسمت علي ملامحها الڠضب و هي تلتفت اليه قائلة بحدة كما فعلت بالسابق  
 ما تخلي عندك ډم بقي ماشي ورايا طول الطريق عايز اية يا متحرش يا عديم الاحساس
ابتسم ذات الابتسامة المشهد يتكرر ذاته يا الله اهي فرصة جديد لأحياء ما قتل بقلبهم اقترب خطوة منها ل تبتعد هي ذات الخطوة و هو يتحدث قائلا  
 يعني في حد يشوف الجمال دا و ميعاكسش دا حتي يبقي اعمي
 انت قليل الادب
صاحت بها فيروز و من ثم رفعت حقيبتها تضربه بها علي كتفه و صدره ل يضع هو يده علي صدره ناحية قلبه و هو يقول  
 انتي بټشتمي و ټضربي كمان و ربنا لهستناكي بعد الدرس
اندفاع مشاعره و عودة الماضي جعلته يتناسي انها الآن الطبيبة فيروز ابتسم و هو يقول 
 قصدي الشغل يا دكتورة
صكت علي اسنانها و هي تدب بقدمها علي الارض تدلف نحو مدخل المشفي في حين صاح هو اليها بمرح  
 قمر و ربنا قمر
ارتفعت صوت ضحكاته قد حقق شئ هام لقد عادت معه الي الماضي و تحدثت و تصرفت كما تحدثت و تصرفت في السابق و اصبح لديه فرصة ثمينة للحصول علي قلبها من جديد
كان يجلس اكرم و جواره هناء ينتظرون ان تستيقظ ياسمين او يخبرهم احد عن حالتها رأي اكرم الممرضة تركض نحو غرفة ابنته ل يتقدم منها و هو يقول بقلق 
 خير يا بنتي
 خير ان شاء الله
قالت جملتها سريعا و هي تكمل ركضها نحو غرفة ياسمين في حين وقفت هناء تبتلع ريقها بصعوبة و الخۏف يحاوط قلبها تقدم اكرم و جواره زوجته الي الغرفة المفتوح بابها ل يجده الممرضة مرتبكة تمسك اللاسلكي للتواصل مع الطبيب و جهاز القلب يطلق صفير حاد قبض قلب اكرم و هو ينظر الي هناء التي صړخت بفزع واضعة يدها علي صدرها  
 بنتي
تقدمت الي الداخل سريعا و وقفت جوار فراش ياسمين المتسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة امسكت بيدها و هي تبكي تربت علي كتفها برفق متحدثة  
 ياسمين قومي يا ياسمين متخضنيش عليكي يا حبيبتي
ازداد حدة بكاءها و هي تجدها لا تجيب بل لا تنفس بها نظرت نحو زوجها و هي تهز رأسها بنفي قائلة بتلعثم 
 هي  مش بترد لية
ادمعت عينه بحزن و هو ينظر إلي الاسفل ما هي الا لحظات حتي دلف الي الداخل الطبيب صارخا باخراج الجميع ل يبدأ بفحصها تشبثت هناء بها حتي اخرجها اكرم رغما عنها و هو يجذبها بقوة الي الخارج ل يري الطبيب عمله و حين خرجا بدأ الطبيب بفحص ياسمين المتسطحة علي الفراش و بدأ بعمل الاسعافات حتي يلحق بها و لكن صوت زمور الاجهزة لم يتوقف معلنا عن ۏفاتها الذي كان يتوقعه الطبيب حين اجرت العملية و لكن كان تاركا الأمر لله و قد وقعت ساعتها و وافتها المنية نظر الطبيب الي
الممرضة و هو يتحدث  
 اعلان الۏفاة 19 5 2021 الساعة التاسعة و نصف صباحا
ثم خرج من الغرفة معلنا ل اكرم و زوجته عن ۏفاة ابنتهم وسط انهيارهم و بكاء هناء الهستيري و قد سقطت علي ركبتيها غير قادرة علي التحمل تصرخ بأسم ابنتها بقلب مفتور تكاد تفقد حياتها من شدة فجعتها علي صغيرتها ل يجلس اكرم جوارها و هو يدمع هو الاخر و قد اعتصر قلبه من الحزن علي وحيدته ه و هي تصرخ بهسترية و بلا توقف حتي شعر بها تصمت و يثقل جسدها عليه لف وجهها اليه ل ينظر اليها ل يجد قد فقدت الوعي بعد ان تمزق قلبها من كثرة البكاء الحاد ل يحتضنها و هو يبكي لقد فقد ابنتيه الي الابد و قد اصبح وحيدا
خلعت القفازات و القتها بسلة المهملات و بدأت بغسل يديها بعد ان خرج المړيض ل تدلف الممرضة اليها و هي تتحدث قائلة بتساؤل 
 ادخل المړيض اللي برا يا دكتورة
هزت فيروز رأسها بايجاب و هي تجفف يدها قائلة بهدوء  
 ايوة دخليه هو لسة كتير
هزت الممرضة رأسها و هي تتحدث 
 لا يا دكتور هما تلاتة بالمړيض اللي داخل دلوقتي
جلست فيروز علي مكتبها و هي تتنهد قائلة  
 طب دخليه
خرجت الممرضة ل تمسك فيروز القلم و تدون بعض الاشياء في حين دلف المړيض و جلس علي المقعد المقابل للمكتب ل تتحدث فيروز و هي ترفع رأسها  
 حضرتك بتشتكي  
توقفت عن الحديث بعد ان رأت شهاب يجلس امامها و علي ثغره ابتسامة واسعة غربت عينها و هي تنظر اليه بضيق قائلة  
 شهاب احنا مش عيال علي فكرة عشان الحركات دي قوم روح عيادتك
نظر شهاب حوله و هو يقول بلا اهتمام  
 انا جاي اكشف يا دكتورة
رفعت حاجبها لاعلي و هي تقول بتهكم  
 و بتشتكي من اية بقي
نظر اليها و هو يبتسم ظاهرا اسنانه كاملة و هو يقول  
 عايز اعمل هوليوود سمايل
ابتسمت باستخفاف و هي تنظر اليه بضيق قائلة 
 سنانك حلوة مش محتاج اي حاجة اتفضل
زفر بضيق قائلا 
 دي معاملة دكاترة دي انتي مش عايزة تشتغلي يا دكتورة
تأففت پغضب و هي تصك علي اسنانها تمسك بقفازات نظيفة ل ترتديها و هي تقول بغيظ  
 اتفضل
اشارت الي مقعد المړضي ل يتقدم شهاب يجلس عليه ل ترتدي هي الكمامة و تجلس جواره علي المقعد المخصص لها تنهدت و هي تقول  
 وريني اسنانك
فتح فمه ل تبدأ في بفحص اسنانه اولا ثم تبدأ بعملها بعملية شديدة و اتقان و هو ينظر اليها متأملا اياها فقط عينها الظاهرة له فقط كانت كافية لان يكون عاشقا لها من جديد هي بكل مرة تقيده باغلال العشق الحديدية فريدة الصنع و لا يقدر علي فك نفسه و بالاصل هو لا يريد ان تنفك هذا الاغلال بل يريد منها ان تشدد اكثر علي قوة الاغلال عينه لا تنزاح عنها و قد جعلها ذلك متوترة هو حتي لا ينتبه الي هاتفه تنحنحت مبتعدة عنه قليلا تقول بهدوء  
 رد علي الفون
انتبه اخيرا لصوت هاتفه ل ينظر الي المتصل ل يجد صديقا له طبيب بذات المجال و الذي تابع حالة ياسمين فتح الاتصال واضعا الهاتف علي اذنه و هو يتحدث قائلا بعد ان نظف فمه  
 الو ازيك يا محمد
صمت يستمع الي صوت الطبيب من الطرف الاخر ثم تمتم مجيبا  
 فهمت مش بايدك اكيد كله بايد ربنا انا هجيلك علي العيادة كمان شوية  مع السلامة
اغلق الهاتف متنهدا ثم نظر اليها بهدوء ل تنظر اليه بقلق ل نظرته و هي تسأل بهدوء  
 في مشكلة و لا حاجة
اعتدل بجلسته امامها و هو يتحدث قائلا  
 ياسمين كان بتعمل عملية و
انتفضت فيروز واقفة و هي تقول پخوف  
 اية عملية اية مالها  قوم وديني عندها زمان ماما مموت نفسها من العياط
نظر شهاب الي الاسفل قليلا ثم رفع رأسه اليها قائلا 
 للاسف ياسمين ماټت يا فيروز
شهقت فيروز بحدة و قد التمعت عينها بالدموع ثم ابعدت
الكمامة عن وجهها و هي تقول بتعلثم و ارتجافة  
 م ماټت
هز رأسه مؤكدا ثم وقف امامها يقول بهدوء  
 قضاء ربنا
ازاحت القفازات بصعوبة و هي تبكي و قد جعلتها الدموع لا تري بشكل واضح ثم خلعت مأزرها و خرجت تركض من الغرفة باكية و هي تردد اسم السيدة هناء و تناديها بنداء الامومة و هو يركض خلفها ل تتوقف و لكنها لا تسمع و لا تري حتي انها لا تعلم اين تجدهم فقط تركض قاصدة الوصول اليهم و الوقوف الي جوارهم بتلك الازمة التي لن تمر بسلامة علي قلوبهم
نظر علي پصدمة الي تلك الفتاه التي امامه تغمرها السعادة و ابتسامة واسعة تزين محياها تحتضن بطنها بيديها ل يردد جملتها من جديد يتأكد من صحة ما استمع  
 حامل 
هزت الفتاه رأسها بايجاب و هي تقول بحماس و صوت يلمئه البهجة  
 ايوة يا حبيبي هتبقي اب
امسكت بيده تضعها علي بطنها و تضع يدها فوق يده و هي تنظر إليه بأعين تلتمع بفرح قائلة 
 انا هحدد ميعاد مع بابا عشان تروح تقابله و نستعجل شوية عشان لو حد عرف من اهلي هتبقي مصېبة
سحب يده عنها پعنف جعل من ابتسامتها تتلاشة و هي تجده يرفع سبابته امام وجهها و يتحدث بنبرة محذرة مشيرا الي بطنها  
 اللي في بطنك دا لازم ينزل انت جاية تهزري
احتضنت بطنها من جديد و هي تقول پصدمة  
 ينزل  يعني اية ينزل يا علي دا ابنك انت وعدتني مش هتتخلي عني
نظر اليها بحدة قائلا  
 عيبك انك هبلة و صدقتي اني ممكن في يوم من الايام اتجوزك
وضعت يدها علي فمها و هي تبكي ناظرة اليه بعدم تصديق تهز رأسها بنفي تنفي عن رأسها فكرة انه هو ذاته علي الحنون المحب لها الذي كان يتعامل معها برقة و لين حتي عشقته پجنون ل تتحدث اليه پبكاء قائلة 
 لية يا علي عملت فيك اية عشان تعمل كدا دا انا مصدقت لقيت الراجل اللي يحبني و احس معاه بالامان انا سلمتلك نفسك عشان حسيت بحبك و بحنيتك عليا انا بحبك يا علي لية كدا
نظر اليها باستهزاء قائلا بسخرية  
 مش بقولك هبلة اخر كلام عندي هتنزليه يعني هتنزليه
صړخ بجملته الاخيرة بصرامة و هو ينظر اليها بطريقة مختلفة عن زي قبل طريقة لمحت بها الجحود و التجبر لا يكن ذات الشخص بل هو مختلف مختلف تماما رمقها بنظرة اخيرة ثم خرج تاركا اياها ټنهار تماما غير مبالي بصوت بكاءها الحاد و لا ب لطم كلتا وجنتيها و هي تردد كلمات نادمة بنحيب
الفصل 2122
الفصل الحادي و العشرون 
توتر اصابها و هو يجلس امامهم يرمقها بنظرات غامضة و لكنها تبدو غاضبة للغاية نظرت اليه خاطفة قبل ان توجه انظارها نحو هناء بتوتر ل يتنحنح هو بصوت قوي و هو يوجه حديثه إليها بهدوء قائلا 
 ممكن كوباية ماية يا فيروز
هزت رأسها بايجاب و هي تقف عن مجلسها و تتوجه نحو المطبخ في حين رمق هو طارق بنظرات قاټلة لم يفهمها الاخر و لكنه هز رأسه بلا مبالاه و هو يخرج هاتفه من جيبه يجري اتصال بمدير اعماله خرجت من المطبخ و معها كوب من الماء مدت يدها اليه بها و هي تهمس بخفوت 
 اتفضل
مد يده يأخذ كوب الماء من يدها و هو يرفع رأسه ينظر اليها مبتسما پغضب قائلا من بين أسنانه دون ان ينتبه له احد 
 نهارك اسود يا حياتي
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تبتعد عنه ببطئ ناظرة اليه پخوف حتي وصلت الي جوار السيد اكرم جالسة الي جواره بسكون و قطع صمت اللحظات رنين هاتف السيدة ندي التي اخرجت الهاتف من حقيبة يدها تنظر الي المتصل ل تجده زوجها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها تتحدث بهدوء 
 أيوة يا عبد العزيز  اه لسة هناك في حاجة و لا اية
صمتت تستمع اليه بقلق من نبرة صوتها الغير معتادة عليها ما بين الڠضب و اصطناع الهدوء حتي وصلت اليها كلماته ل تجيب عليه قائلة 
 طيب حاضر هنيجي اهو
اغلقت الهاتف و وضعته مرة أخري بالحقيبة ثم نظرت الي فيروز قائلة بهدوء 
 بابا عايزنا في موضوع مهم ساعة بس و هنرجع يا فيروز
نظرت فيروز نحو هناء ثم الي اكرم الذي هز رأسه اليها بايجاب ل تعود ببصرها نحو والدتها قائلة 
 حاضر هقوم البس العزيز رأسه بايجاب و هو يتحدث مع تنهيدة طويلة  
 انتي تعرفي واحدة اسمه علي
زاد تعجب فيروز و هي تفكر قليلا حتي هزت رأسها و هي تقول 
 ايوة دا
قاطعها عبد العزيز و هو ينظر الي الاسفل بخيبة أمل قائلا 
 قالي
مد يده بالصور اليها و هو يقول  
 و وراني الصور دي
امسكت بالصور و ما ان نظرت الي ما بداخلها حتي شهقت پصدمة و هي تضع يدها الاخري علي فمها ارتجف جسدها و هي تنظر الي والدها تخشي ان يظن ان ذلك صحيح هزت رأسها بنفي بشكل هستيري و هي تتحدث متلعثمة 
 محصلش حاجة من دي كداب و الله العظيم كداب
وقف عبد العزيز عن مقعده و تقدم منها يمسك بالمقعد الاخر يقربه من مقعدها و يجلس جوارها يحاوط كتفها و هو يتحدث بحنو  
 يا حبيبتي اهدي انا عمري ما هعملك حاجة انا عايزك بس تبقي صريحة معايا انا مليش حكم علي اي حاجة حصلت و انتي مش معانا و لا ادخلت في شكل تربيتك
هزت رأسها بنفي باكية بقوة و هي تتحدث متلعثمة من بين شهقاتها  
 دا ابن اخت بابا اكرم و كان عايز يتجوزني و انا رفضت اكتر من مرة و لما رفضته اخر مرة حاول يعتدي عليا و احنا في اسكندرية و الله العظيم دا اللي حصل و لا بكدب في حرف انا اتربيت احسن تربية ممكن اي حد يربيها لبنته و الله بابا اكرم ما قصر في تربيتي و لا عمري اعمل اي حاجة زي دي
قبل والدها جبهتها و هو يربت علي ظهرها لعلها تهدئ من نوبة البكاء الهستيري التي انتابتها حتي دلفت السيدة ندي الي المكتب حين استمعت الي صوت ابنتها تنتحب پبكاء حاد وقفت امامها تحاوط وجهها بين راحتي يدها و هي تقول بلهفة  
 مالك يا فيروز مالك يا حبيبتي بټعيطي لية
ارتمت د تنتبه اليها زوجته قائلا بهدوء  
 اعمليلها حاجة تهدي اعصابها يا ندي و تعالي
التفتت السيدة ندي برأسها اليه و هي لازالت تشدد علي ابنتها تسأل بحدة 
 قولت للبنت أية يا عبد العزيز عملتلها اية
تنهد بينما يجلس علي المقعد المخصص لمكتبه قائلا بهدوء  
 اطلعي يا ندي من فضلك عشان انا عايز فيروز
في حاجة مهمة
ارتجفت شفتي ندي و هي تبتعد عن ابنتها تربت علي كتفها بحنان تنظر الي زوجها متحدثة بنبرة حادة و لكنها مائلة اكثر الي الرجاء و التوسل  
 بنتي يا عبد العزيز انا ما صدقت لقيتها متخلهاش تبعد عننا تاني
اشار بيده نحو الباب و هو يتحدث هذه المرة بصرامة  
 روحي يا ندي دلوقتي لان كلامك سخيف هي بنتي زي ما هي بنتك
نظرت اليه بغيظ و هي تخرج من غرفة المكتب في حين مد يده الي صغيرته بعدة طبقات من المناديل الورقية الذي اخرجها من العلبة المخصصة لها علي المكتب و هو يتحدث اليها 
 خدي يا حبيبتي و امسحي دموعك دي
اخذت المناديل الورقية من يده تجفف بها دموعها المنهمرة ل يكمل هو حديثه قائلا 
 انا مش بشكك في اخلاقك يا حبيبتي انا بس كنت عايز افهم منك الكلام دا صح و لا لا
قاطعته مرددة بلهفة و صوت مبحوح اثر البكاء 
 كدب و الله العظيم كدب مش صح الصور دي دا انسان قذر اقل كلمة تتقال عليه و انا لا يمكن يكون ليا ارتباط مع حد زيه مش علاقة زي دي
ضاقت عينها بتوسل و هي تستند علي المكتب قائلة بصوت راجي  
 يا بابا انا عقلي اكبر من اني اعمل حاجة زي دي و اغضب ربنا
ابتسم و هو يمد يده يربت علي كف يدها قائلا 
 و انا واثق فيكي يا حبيبتي ممكن بقي نتكلم براحة و كأنك مشوفتيش الصور دي اهدي كدا عشان نتكلم براحة
تنفست فيروز بهدوء و هي تنظر اليه عندما وضع الصور مرة اخري بالدرج و وجه بصره اليها باهتمام متحدثا إليها بهدوء و عقلانية لا تخرج الا من رجل ناضج فكريا
نظر شهاب الي ساعته بتأفف و هو يقف اسفل السلم بالبناية الخاصة بالسيد اكرم منتظر فيروز حتي تأتي لن يهدئ الا ان يواجهها قطع الارض ذهابا و ايابا پغضب حتي مرت نصف ساعة وجدها تنظر من سيارة سوداء وقفت امام البناية و ترجلت منها بهدوء و وجه ذابل تقدمت الي الداخل في حين اسرع هو يقبض دعليا يا فيروز
ابعدت يده عنها بصعوبة و هي تقول بهدوء استفزه  
 ايوة هو طارق في اية يا شهاب
صړخ بصوت غاضب و قلب ثائر 
 في اية يا شهاب ! انتي بتستعبطي كنت قاعدة جنبه بتعملي أية
كان السكون و الجمود يسود تصرفاتها و ملامحها ل تعقد ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بهدوء 
 كنا بنتكلم يا شهاب ابن خالي و طلب يتكلم معايا اقوله لا يعني
ابتسم بسخرية متحدثا بتهكم واضح بنبرة صوته 
 لا تقولي لا ازاي بس لا اقعدي اتكلمي مع ابن خالك كويس
ما كاد ان يخرج من البناية حتي وقفت هي امامه من جديد تنظر إليه بضيق قائلة  
 شهاب انا اسفة انا بس متوترة شوية و مضايقة
تنهد بصبر و هو يستكين بهدوء لعدة لحظات ثم ينظر اليها پغضب قائلا  
 تقعدي جنبه بتاع اية يعني كنتوا بتتكلموا في اية
مررت يدها علي وجهها بلطف و هي تجلس علي الدرج تتحدث بهدوء  
 كان بيحكيلي ازاي لقاني و عرف مكاني ازاي و ازاي اتأكد اني ايلين مش مجرد شبه
رفع حاجبه لاعلي و هو ينظر اليها يكبح غضبه قائلا  
 و الله و عرفتي
ابتسمت باقتضاب كي تثير غضبه اكثر و اكثر و هي تهز رأسها بايجاب ل يطرق هو علي الحائط بقوة و قد انفلتت اعصابه ل ېصرخ بها پغضب  
 فيروز اتعدلي
تنحنحت و هي تجلس معتدلة قائلة بهدوء  
 كدا يا دكتور
لم يرد عليها و هو يضع يده بجيب بنطاله يلف وجهه بالجهة الاخري بعد ان رمقها بغيظ ل تتنهد واقفة امامه و هي تقول  
 انا لازم اطلع يا شهاب
نظر اليها مطولا ثم تحدث بحنو و هو يجدها تصعد الدرج 
المشكلة اني بحبك اوي يا فيروز و مش عايز المح حد جنبك غيري
التفتت تبتسم اليه برقة و اعين تلتمع ببريق السعادة و تحرك شفتيها دون صوت 
 بحبك
اسرعت نحو الاعلي في حين مرر يده
بخصلات شعره و هو يبتسم بصفاء حتي اختفت عن انظاره ل يتوجه الي الخارج و قد القت كلمة واحدة جعلته مطمئن و تسربت الراحة لقلبه تحبه و هو يكتفي بذلك و لا يريد 
رفع عبد العزيز هاتفه و باليد الاخري يمسك الورقة المدون عليها رقم علي و بدأ في كتابة الرقم علي شاشة هاتفه و ضغط علي زر الاتصال واضعا الهاتف علي اذنه و هو يتقدم من المقعد ل يجلس عليه بهدوء حتي اتاه صوت علي ل ينطق بجمود و هو ينظر الي الامام بحدة  
 عايز كام
وصلت إليه ضحكات علي العالية ثم تحدث بصوت خبيث قائلا  
 صدقتني يا عمي علي العموم انا مش هطلب كتير هما اتنين مليون جنية بس
صك عبد العزيز علي اسنانه و هو يتحدث بحدة  
 تيجي تاخدهم بعد ساعة
اغلق الهاتف و هو يعود برأسه الي الخلف متنهدا بضيق ل يرفع هاتفه مرة اخري و يهاتف مدير الحاسبات بالشركة الخاصة به يتحدث بهدوء  
 الو ايوة يا ايمن عايز اتنين مليون كاش و تيجي الفيلا دلوقتي
تحدث الاخر بهدوء قائلا 
 بس يا باشا الميزانية متسمحش اننا ناخد المبلغ دا كله
تنهد عبد العزيز بضيق و هو يقول 
 اسمع اللي بقولك عليه يا ايمن و ياريت بسرعة
 حاضر يا عبد العزيز بيه
اغلق عبد العزيز الهاتف و وضعه جواره غالقا عينه يريح ظهره باسترخاء و هو ينتظر ان يأتي ايمن بالاموال اليه حتي يتخلص من ذلك الحقېر علي و ما هي الا نصف ساعة حتي وصل ايمن و معه حقيبة جلدية سمراء دلف الي مكتب عبد العزيز بعد ان استأذن بالدخول نظر اليه عبد العزيز و هو يشير إليه ان يجلس قائلا بهدوء 
 اتنين مليون يا ايمن
هز ايمن رأسه بايجاب و هو يضع الحقيبة علي طاولة المكتب و هو يقول 
 ايوة يا فندم
ابتسم باقتضاب و هو يتقدم بجذعه العلوي في المقعد قائلا بنبرة عميقة 
 اسمع مني بقي الكلمتين دول
وصل علي الي منزل السيد عبد العزيز و رافقته الخادمة الي المكتب بعد امرها السيد عبد العزيز بذلك فتحت الباب و اشارت الي الداخل باحترام ل يرمقها علي من اعلاها لاسفلها و هو يغمز بعينه لها ثم دلف الي الداخل يفرد يده و هو يقول مرحبا بسخرية 
 عمي حبيب قلبي جد عيالي
نظر اليه عبد العزيز بجمود و هو يجلس علي المقعد امام طاولة المكتب و هو يقول 
 اقعد
جلس علي امامه و هو يمرر يده علي ساقه قائلا 
 الفلوس جاهزة يا حمايا
نظر اليه عبد العزيز و هو يطرق بيده علي الحقيبة امامه قائلا 
 جاهزة بس قبل ما تاخدها هتمسح كل الصور
اخرج هاتفه يمد يده بها الي عبد العزيز قائلا 
 خد التليفون كله كسره او احرقه براحتك
انتشل عبد العزيز منه الهاتف وضعه علي مكتبه و مد يده له بالحقيبة ل تلتمع اعين علي بالجشع و هو يسحب الحقيبة من يده و يقول 
 ايوة كدا يا عمي نعرف نتفاهم  كدا ناقص فرحي علي فيروز و نبقي خلصنا حسابنا عايز فرح كبير يليق بيك يا جنابو
نظر إليه پغضب شديد يحاول كبحه حتي احمر وجهه بشدة و علي ينظر اليه بجمود حتي نطق قائلا  
 هكلم فيروز في الموضوع دا و نحدد ميعاد
تنهد علي مصطنع الصبر و هو يحمل الحقيبة واقفا و هو يتحدث 
 براحتك يا حمايا بس متتأخرش كتير عشان مش هستني كتير اه و ياريت تبعت معايا عربية توصلني اكيد مش همشي بالمبلغ دا كله و لا حتي هركب تاكس
نظر اليه عبد العزيز بغيظ و هو يدب بيده علي مكتبه في حين اخذ علي الحقيبة و خرج من المكتب و هو يلوح إليه بالوداع ثم غلق الباب خلفه متوجها نحو منزله و هو يبتسم بانتصار احتضن الحقيبة و تقدم من الباب ل يشير الي احد الحراس قائلا 
 عبد العزيز بيه طلب حد يوصلني يا
نظر اليه الحارس و هو يشير الي احد السيارات البيضاء الواقفة امام باب المنزل قائلا  
 العربية
دي اللي هتوصلك
صعد علي الي السيارة و لازال متمسك بالحقيبة و أوصله السائق الي البناية الذي يقطن بها ل ينزل علي سريعا و يسرع نحو الاعلي و هو يدندن احد الاغاني المفضلة لديه و يطلق صفير موسيقي من بين شفتيه باستمتاع حتي فتح باب الشقة و اغلقه خلفه واضعا الحقيبة من يده علي الطاولة و هو يدلف الي الداخل و علي وجهه ابتسامة عريضة لكنها سرعان من تلاشت و احتقن وجهه بالڠضب و هو يري تلك الفتاه التي تدعي ميرنا عشيقته تجلس علي الأريكة ټدفن وجهها بين راحتي يدها ما ان شعرت به حتي رفعت رأسها و بلهفة وقف تتقدم منه تتمسك بيده و هي تتحدث بتلعثم و سرعة في اطلاق كلماتها 
 علي الحقني يا علي اخويا عرف اني حامل و كان هيقتلني لولا ما هربت منه و جيت علي هنا احميني منه يا علي مليش غيرك دلوقتي
ابعد يدها عنه بقسۏة و هو يبتعد عنها قائلا بحدة  
 و جاية تستخبيلي هنا عشان تورطيني
 اورطك !!
التفتت اليه بحدة و هي تنطق پصدمة بتلك الكلمة و لكنها قابلت ذلك بالجمود ل تتقدم منه تمسك بكنزته تتحدث بارتجاف و ڠضب بان واحد 
 انا حامل منك و انت اللي ورطني مش انا اللي ورطتك و لما اجيلك استنجد بيك تقولي بورطك اومال عملت كل دا من الاول لية
امسك بيدها يبعدها عنه و هو يدفعه بحدة بعيدا عنه قائلا بقسۏة  
 انا مضربتكيش علي ايدك و كل حاجة كانت بمزاجك ف متجيش دلوقتي تلوميني اطلعي برا و اياكي اشوف خلقتك دي تاني انا خلاص هتجوز
لطمت خديها و هي تصرخ به و قد وصل الحد انها تكاد تصاب بذبحة صدري و هي تري كل شئ ينهدم فوق رأسها كل شئ يضيع امام عينها 
 تتجوز ! طب و انا انا اية يا علي انا اية في كل دا انت بتعمل فيا كدا لية انا عملت فيك اية
امسك بخصلات شعرها بين يده يقبض عليها بقوة و هو يسحبه نحوه بقوة حتي تأوهت پألم شديد و كأنه انتزع خصلاتها من جذور رأسها ل يكشر عن أنيابه و هو يتحدث اليها پغضب 
 اسمعي يا بنت انتي لو مبعدتيش عني و لمېتي الدور و لا كأنك تعرفيني هموتك بايدي
دفعها هذه المرة بحدة اكبر حتي وقعت علي الارض بقسۏة و صړخت پألم ل يجلس هو يضع قدم فوق الاخر و هي أسفل قدمه ينظر اليها باحتقار قائلا ببساطة 
 امشي بقي من هنا من غير مطرود عشان المطرود مش هيعجبك
صكت علي اسنانها پغضب حتي اهتز لحم وجهها پعنف ل تهب واقفة عن الارض بحدة و لم تهتم للألم الذي يغزو بطنها و ركضت نحو باب الشرفة و هي تصرخ به  
 و انا هدفعك التمن غالي اوي يا علي الكلب
اتسعت عينه بزعر و هو يجدها تتقدم من الشرفة بتوعد ل يسرع خلفها و هو يتحدث قائلا 
 هتعملي اية يا ميرنا ارجعي عن اللي في دماغك
لم تهتم لما يقول إنما اندفعت الي داخل الشرفة و هي تتوعد له باشد اڼتقام يتلقاه هو منها امسك بها يمنعها عن فعل ما تنويه دفعته عدة مرات و لكنه كان صلب لا يمكن دفعه صړخت بحدة و هي تدفعه مرة اخري  
 ابعد عني هنط و اجبلك مصېبة علي دماغك يا ابن الكلب انا خلاص خسړت كل حاجة
زمجرت بشدة و هي لا تستطيع ابعاده عنها صفعها بقوة حتي تتوقف عن المقاومة ل تصرخ بشدة و ما زاد ذلك الا زيادة في محاربته و ابعاده عنها حتي تلقي نفسها من و انقلبت بثقل جسدها الي الخلف ل تسقط صريعة مصطدمة بالارض بقوة مع انتهاء صدي صوت صراختها العالية مع ظهور الصدمة و الزعر بأن واحد علي ملامح وجهه و هو يتراجع الي الخلف يهز رأسه بنفي حتي اصطدم بالحائط خلفه و هو يشعر بالبرود ټضرب جسده بقسۏة و الارض تميد تحت قدمه و يشعر انه هو من سقط ليست هي
الفصل الثاني و
العشرون 
ا
تصلب جسد علي و هو ينظر امامه بارتعاب حتي دق باب الشقة بقوة عليه انتفض هو من مكانه بقوة و بفزع تسحب الي الداخل ينظر بكل الارجاء لعله يختبئ من ما هو قادم إليه ابتلع ريقه بصعوبة و هو يشعر بانفاسه تنسحب من داخل صدره مع ازدياد صوت طرقات الباب حدة و قوة ل يبدأ بالبحث عن اي مكان للاختباء داخله و لكن ما ان اسرع ل يخرج من نافذة المطبخ الي شقة جيرانه حتي استمع الي صوت كسر الباب و اقتحمه رجال من الشرطة مع بعض سكان الحي اسرع ينفذ ما يريد و لكن امسك به رجال الشرطة قبل ان يقفز ل ينظر اليهم باعين زائغة و قد شحب تماما ل يمسك العسكري بالحقيبة المليئة بالاموال و هو يقول موجها حديثه الي الضابط  
 لقينا الشنطة اللي فيها الفلوس و نفس الارقام اللي متبلغ عنها يا فندم
اشار اليه الضابط بالانصراف اخذا الحقيبة ثم نظر الي علي و اعينه يطلق الشرار الغاضب قائلا پغضب 
 تسرق سيادة النائب يا حيوان و من قلب بيته و تعمله ارهاب دا غير البنت اللي رميتها من البلكونة
هز علي رأسه بنفي بهسترية و هي يتحدث بتلعثم غير مفهوم منه شئ سوا 
 مزقتهاش معملتش حاجة
صړخ بفزع و هم يجرونه الي الخارج يقبضون علي ذراعيه بقوة حتي لا يفلت منهم و قد جعله يصعد الي سيارة الشرطة بعد ان التقطت عينه چثة ميرنا هامدة غارقة بالډماء و سيارة الإسعاف الي الجوار و يتقدم منها المسعفون حتي يأخذونها من موضعها بالارض اخذ بالارتجاف بقوة و هو ينظر الي العساكر پخوف شديد و زعر يملئ قلبه
تجلس زينة تنظر الي القائمة التي دونتها ل معرفة ما ينقصها من مسلتزماتها الشخصية الخاصة بها حتي طرق الباب و دلف والدها الي الداخل غالقة الباب خلفه جلس جوارها يربت علي كتفها مبتسما بهدوء التفتت اليه تبادله ابتسامته باخري اكثر اتساعا في حين تحدث هو قائلا  
 خلصتي حاجتك و لا لسة ناقصك حاجة
هزت رأسها بنفي و هي تنظر الي الورقة بيدها قائلة بهدوء  
 لا يا بابا كله تمام في كام حاجة بس صغيرين هجيبهم بكرا عشان نودي كل حاجة علي الشقة
نظر اليها والدها قليلا دون حديث ل تنظر اليه زينة باستفهام ل يتحدث حمدي اليها بهدوء  
 انتي مقتنعة باللي عملتيه دا يا زينة يعني تخرجي من هنا و تسكني بعيد مقتنعة ان حسام يشتري شقة برا و يسيب شقته
وضعت الورقة بجوارها و هي تنظر اليه بهدوء متحدثة  
 حسام اقنعني انه هيبقي مرتاح اكتر يا بابا و انه كدا كدا مش هيقعد مع مامته تاني انا مقولتلوش اعمل حاجة يا بابا دا انا كنت عايزة اطلق منه أصلا عشان معملش مشكلة مع مامته
ربت حمدي علي كتف زينة و هو يقول بتعقل 
 انا عارف دا يا حبيبتي انا بتكلم عليكي هتكوني مرتاحة كدا انا مش عايز اظلمك عشان انا السبب في جوازك من حسام
ابتسمت زينة بحب الي والدها و من ثم اقتربت تقبل وجنته و هي تقول  
 لا يا حبيبي اطمن انت عمرك ما تظلمني خليك بس دايما جنبي و في ضهري
ضمھا حمدي اليه بحنان ابوي و هو يتحدث اليه 
 انا دايما جنبك يا زينة و عمري ما اسيبك ابدا يا حبيبتي
مسحت دمعة فرت من عينها بتأثر و هي تنظر الي قائلة  
 ها بقي قولي اية رأيك في الشقة
تحدث حمدي بصدق و هو يوصف لها منزل الزوجية الخاص بها 
 لا ما شاء الله مساحتها كبيرة و مريحة نفسيا حسام و هو بيورهالي مكناش انا و هو عايزين نقوم
ضحكت بلطف و هي تمسك الورقة مرة أخري ناظرة اليها قائلة  
 انا هروح اشتري الحاجات دي بكرا باذن الله و حسام هياخدني يفرجني عليها و علي العفش كمان
قبل حمدي رأسها و هو ينظر اليها بسعادة غامرة فصغيرته تتزوج و تتوج ملكة بمنزلها الجديد و تنال استقرار و عيش مريح مع من تحب ابتسم لها و هو يتحدث
بدعاء قائلا 
 ربنا يسعدكوا و يخليكوا لبعض يا حبيبتي و يرزقكوا الذرية الصالحة
امنت خلفه في حين تركها هو مغادرا الغرفة ل يصدح صوت هاتفها بجوارها امسكت به تفتح الاتصال عندما وجدته زوجها العزيز تحدثت بمشاكسة و هي تجلس معتدلة علي الفراش واضعة قدمها اسفلها 
 مساء الخير يا زوجي العزيز
تحدث من الطرف الاخر بمرح 
 قلب جوزها دي
ضحكت بلطف و هي تسأل بهدوء 
 عامل اية يا حبيبي
 طول ما انتي معايا انا هبقي بخير
تحدث بنبرة محبة انعشت قلبها ل تتنحنح بمرح و هي تتسطح اعلي الفراش تعبث بخصلات شعرها بين اناملها قائلة  
 و انا عايزك دايما بخير يا حبيبي  خلصت الشقة
تحدث بهدوء و هو يجلس اعلي الاريكة ينظر الي الشقة بتفحص و هو يقول  
 ايوة هي كدا خلصت بس انتي لما تشوفيها تقولي ناقصة حاجة و لا لا و لا عايزة تغيري اي حاجة فيها
ثم وقف يتقدم من صورة فوتوغرافية لها ټلمسها بانامله برقة و هو يتحدث  
 الفرح الاسبوع الجاي يعني هتبقي معايا دايما مفيش رجوع مفيش هروب مفيش عناد اول حاجة لازم تعرفيها انك عمرك ما كنتي السبب في حاجة حصلت بيني و بين امي انا من نفسي عايز ابعد و يكون ليا حياتي بعيد عنها
ابتسمت ابتسامة هادئة بعد ان تثائبت 
 عارفة يا حبيبي دي تالت مرة تقولي نفس الكلام و الله حفظت  انا هسيبك دلوقتي عشان عايزة انام نتقابل الصبح بقي تصبح علي خير
تنهد بصبر و هو يتحدث قائلا  
 و انتي من اهلي يا زينو
في الصباح في شقة اكرم كانت تجلس فيروز مع هناء تطعمها بصعوبة بالغة لعدم رغبتها في الطعام تنهدت براحة بعد ان انتهت من اطعام هناء و ما ان وقفت حتي تأخذ الاطباق المتسخة الي المطبخ حتي استمعت الي صوت جرس الباب يدق ل تضع الاطباق من يدها مرة اخري و ترفع حجابها الساقط علي كتفها الي رأسها تغطي خصلات شعرها و تتقدم من الباب ل فتحه ل تتفاجأ بشهاب يقف علي الباب مبتسما بهدوء التفتت الي هناء التي تجلس مستندة رأسها علي ظهر الاريكة ل تنظر اليه مرة اخري و هو يتحدث اليها 
 صباح الخير يا عيون الفيروز
اجابت ببساطة و هدوء قبل ان تشير اليه بالدخول 
 صباح النور يا شهاب
خطي الي الداخل في حين ارتفع صوتها تنبه هناء عن وجود شهاب قائلة 
 ماما شهاب جاي يطمن عليكي
همس شهاب بخفوت لها 
 هو انا جاي ليكي بصراحة
نكزته بذراعه بخفية و هي تتحدث من بين اسنانها 
 بس يا شهاب
نظر الي هناء و هو يتقدم منها قائلا بهدوء 
 ازيك يا طنط
صافحته بهدوء و هي تجيب عليه بصوت خفيض  
 ازيك با بني عامل اية
جلس جوارها علي الاريكة و هو يتحدث بهدوء 
 الحمد لله و الله يا طنط المهم طمنيني عنك
هزت رأسها بايجاب ك اجابة عليه ل يمرر يده علي فخذه و هو يوجه حديثه الي فيروز قائلا 
 قهوة بقي
ابتسمت بسماجة و هي تتوجه نحو المطبخ ل تقوم بعمل كوب من القهوة الطازجة له و التي تعلم انه يعشق مذاق القهوة التي تصنعها له ثم امسكت الصنية التي وضعتها عليها و تقدمت من الصالة مرة اخري وضعت القهوة امامه اعلي الطاولة و جلست جوار هناء ل يبتسم باتساع و هو يمسك بقدح القهوة يرتشف منه بسعادة أنه من جديد يشتم و يتذوق رائحة القهوة التي صنعتها بيدها ارتشف بعض رشفات منها و وضعها مرة اخري ينظر إليها قائلا بنبرة هادئة يتغللها الحب 
 تسلم ايدك
هزت رأسها بايجاب مبتسمة في حين فتح الباب و دلف الي الداخل اكرم القي التحية عليهم و صافح شهاب الذي بادله ذلك باحترام جلس اكرم و يبدو عليه الشرود ل تنتقل فيروز الي جواره مسدت علي كتفه متسائلة بقلق  
 مالك يا بابا فيك حاجة
نظر اليها قائلا بهدوء 
 و كمان سرق فلوس من والدك و بلغ عنه
 طب و حضرتك عرفت الكلام دا ازاي
علي وجهه
قائلا 
 اختي جاتلي الشغل و عرفتني الموضوع و روحتله القسم و عرفت كل حاجة و انه كان عندكوا في البيت
هزت رأسها بايجاب و هي تقول بهدوء 
 أيوة ركب صور ليا انا و هو مع بعض و هدد بابا بيها
 نعم !!!!
استمعت الي صوت شهاب الذي صدح بحدة و قد انتفض پغضب بجلسته ينظر اليها بتساؤل ل تلتفت اليه تنظر اليه بهدوء و هي تجيب 
 ايوة راح قعد يوريله صور وحشة متركبة و هدده بالفلوس و انه
ابتلعت ريقها و هي تقول مبتعدة ببصرها عنه  
 و انه يتجوزني ياما هينزل الصور دي في كل مكان و الكل يعرف دي صور بنت مين و يضيع بابا و سمعته و شغله و كل حاجة ليه و بابا فعلا اداله الفلوس بس بلغ عنه بس انه ېقتل دي حاجة بشعة
ل يتحدث اكرم من جديد و هو يشرح باقي الامر 
 البنت كمان كانت حامل و اهلها مرضوش يستلموا جثتها و انهم متبريين منها
شردت هناء قليلا بأعين حزينة تتذكر ابنتها ياسمين حين بكت و توسلت ان تسامحها و رددت كلمات كثير بثت بها ندمها علي ما فعلت  
فلاش باك
امسكت ياسمين بيد والدتها تتوسلها ان لا تتخلي عنها و ان تقنع والدها بمسامحتها اشاحت هناء برأسها عنها غاضبة ل تميل ياسمين برأسها نحو يدها تستند عليها و هي تتحدث پبكاء حاد و كلمات متلعثمة من شدة بكاءها و تشنج عضلات فكها  
 ابوس ايدك يا ماما خلي بابا يبقي جنبي مش عايزة اموت و هو ڠضبان عليا
سحبت هناء يدها منها و هي تشيح ببصرها عنها ل يزداد حدة بكاء ياسمين و هي تجثو علي ركبتيها امام والدتها تقبل يدها متحدثة برجاء 
 ابوس ايدك يا ماما انا ندمانة اني عملت كدا حقكوا عليا انا اسفة انا بدفع التمن غالي ابني و يمكن عمري كله يا ماما انا عارفة اني عملت غلط كبير ميتغفرش عارفة اني كدبت علي شهاب و قولتله انه ابنه و هو ابن علي و الله يا ماما بضړب نفسي مية جذمة اني عملت كدا حقك عليا سامحيني عشان خاطري
توسلت و تذللت ان تعفو و تصفح عنها ل يكن قلب الام يعرف القسۏة ل تنظر اليها بقلة حيلة و هي غير معتادة علي ان تتجاهل دموع تتوسل الا تتركها ټموت بمفردها هل سيتحمل قلبها قسۏة بعد ذلك ربتت علي ظهرها برفق و هي تستمع الي نشيجها المټألم الذي يليه كلماتها المتقطعة پبكاء 
 انا قعدت الفترة دي لوحدي خلتني اعيد كل اللي حصل و اعرف اد اية انا كنت مقرفة و له حق شهاب يحب فيروز بالشكل دا انا ضيعت مستقبلي و اديت شرفي علي طبق من دهب لعلي ضيعت كل حاجة بس فات الوقت
شددت ياسمين علي احتضان والدتها بقوة و هي تهمس بصوت مخټنق و يأكلها الندم  
 فات وقت الندم يا ماما فات وقته انا بمۏت يا ماما بمۏت
باك
خرجت من ذكرياتها علي يد اكرم التي تربت علي كتفها بحنان و لم تكن تنتبه انها تجهش بالبكاء بقوة و الذكريات تتقافز داخل عقلها بقوة تضغط علي چرح قلبها بقوة من جديد مسد اكرم علي رأسها بهدوء هامسا لها  
 خلاص يا هناء اهدي خلاص يا حبيبتي كفاية
و أخيرا هدئت شهقاتها المتعالية و التفتت اليه و الدموع ټغرق وجهها قائلة  
 و الله ياسمين كانت ندمانة فعلا يا اكرم ياسمين كانت عرفت ان الله حق صدقني يا اكرم و سامحها و ريحها في تربيتها
تنهد اكرم بقوة و هو يتحدث بحزن جالي علي تقاسيم وجهه  
 فكرك انا اقدر اشوف بنتي مېتة و قلبي يتجحر و مسامحهاش يا هناء
مسحت فيروز دموعها بعد تأثرها پبكاء هناء ل تنتقل الي جوارها تضمها اليها و هي تحاول تهدئتها حتي هدئت و اصبحت في وضعها الطبيعي و اصطحبتها فيروز الي غرفتها لكي تنعم بالراحة تابعها شهاب بأعينه حتي دلفت الي الغرفة و اغلقت الباب ل يتنحنح و هو يتحدث الي اكرم بهدوء قائلا 
 باشمهندس اكرم
عايز حضرتك في موضوع كدا
انتبه اليه اكرم و الټفت اليه يركز علي حديثه في حين اكمل هو 
 انا عارف انه مش وقته طبعا بس انا مش هينفع استني اكتر من كدا
 خير يا شهاب
تسأل اكرم ل يتنفس شهاب بهدوء و هو يتحدث بتلعثم و حرج 
 انا عايز اتجوز فيروز و قولت لازم اطلبها من حضرتك الاول
ابتسم اكرم ابتسامة لم تصل لعينه لا يعلم كيف يصف مشاعره الآن لكن جزء منه سعيد للغاية لسعادة صغيرته فيروز ل يربت علي كتفه و هو يقول بهدوء 
 انا عن نفسي معنديش مانع يا بني بس المهم ابوها يوافق
ربت شهاب علي قدمه و هو يقول  
 حضرتك الخير و البركة بردو يا عمي
بابتسامة خفيفة وقف اكرم عن مقعده و هو يقول 
مبروك يا شهاب  البيت بيتك هطمن بس علي هناء
ابتسم شهاب باتساع و تقدم اكرم من غرفة هناء في حين خرجت فيروز و هي تضم الحجاب بيدها قبل ان يقع عن رأسها تقدمت من اكرم و هي تتحدث 
 الحمد لله يا بابا هديت و نامت
هز اكرم رأسه و هو يتقدم من الغرفة قائلا 
 هطمن عليها اعملي حاجة لشهاب يشربها
 تشرب اية يا شهاب
وقف شهاب مستعدا للرحيل قائلا 
 لا يا حبيبتي انا ماشي عندي عملية مهمة بعد ساعة
هزت رأسها بتفهم و هي تميل برأسها نحو اليمين متحدثة 
 ابقي طمني لما تخلص العملية
فتح باب الشقة مبتسما اليها و هو يتحدث باعين لامعة بسعادة 
 حاضر اكيد مش هضيع فرصة اني اسمع صوتك سلام
خرج من المنزل و اغلقت الباب خلفه و هي تشعر انها لا تريد منه الرحيل لا تريده ان يغادر و يظل الي جوارها ل يطمئن قلبها بوجوده مسدت علي موضع قلبها و هي تبتسم بحب ثم توجهت الي هاتفها ل تهاتف صديقتها زينة و تطمئن عليها
فتح حسام باب الشقة و دلف الي الداخل يتنحي جانبا حتي تمر هي الي الداخل مشيرا اليها بالدخول قائلا بمرح 
 ادخلي برجلك اليمين يا عروسة
تقدمت الي الداخل بخطوات هادئة و قد ارتجف جسدها بتوتر ل تتقدم الي الداخل و هي تنظر الي الشقة بتفحص في حين اغلق حسام الباب جعلها تلتفت اليه قائلة 
 علي فكرة انت موترني جدا يعني
تقدم منها بعد ان القي مفتاح الشقة من يده علي احدي الطاولات الصغيرة و هو يميل بها يمينا و يسارا قائلا بمزاح  
 انتي لية دايما سابقة الاحداث لسة التوتر مش دلوقتي
افلتت جسدها من بين ذراعيه تلتفت اليه تنكزه بكتفه بحدة و هي تنظر اليه متصنعة الڠضب قائلة 
 علي فكرة انت لسانك طول اوي و بقيت ساڤل
ملئ صوت ضحكته المكان و هو يعاد ل يحاوطها قائلا 
 بقيت !! انا طول عمري كدا يا حبيبتي عادي
لم تستطع كبح ضحكتها التي علت صوتها رغما عنها ل يمد حسام يده الي ازرار قميصه و هو يصيح بمرح 
 العب هو دا الكلام
امسكت بيده توقفه و هي تقول بحدة  
 حسام انت اټجننت هتعمل اية احنا جايين نتفرج علي الشقة
اكمل فك ازرار قميصه و هو يقول  
 في اية يا بت انتي مچنونة هغير هدومي اتفرجي انتي علي باقي الشقة
دلف الي داخل غرفة النوم ل يحمر وجهها بحرج واضعة يدها علي وجهها بخجل مما قد يظنه بتفكيرها ل تتأفف و هي تلتفت الي الشقة من جديد و تبدأ في فحص تفاصيل عشها الصغير و ملاحظة كافة مكوناته حتي انتهت من جميع انحاء الشقة عدا غرفة النوم ترددت و هي تتقدم من باب الغرفة رفعت يدها تدق الباب و هي تسأل بهدوء  
 خلصت يا حسام
 ايوة يا حبيبتي ادخلي
مدت يدها نحو مقبض الباب تديره ل يفتح الباب و ببطئ دلفت تنظر الي الغرفة زاد توترها حين لم تجده بالغرفة ل تهمس  
 حسام انت فين
 حسام ابعد يا حسام
ل ينظر اليها و هو يلوي شفتيه بسخرية مقلدا صوتها 
 حسام انت اټجننت هتعمل ايه
شدد اكتر
علي يده حولها و هو يتحدث اليها 
 نكدية ما تسبينا نفرح شوية مع بعض
انحني ل يقبلها لكنها ابتعدت عنه سريعا ترجع رأسها الي الخلف مزمجرة  
 حسام ابعد خليني امشي مفيش هزار بايخ كدا
دفعها بجسده ل تسير معه حتي سقطها فوق الفراش و انحني هو يعتليها مستندا علي ذراعيه يحاوطها نظرت اليه پغضب و هي ترفع يده علي صدره تحاول دفعه قائلة بحدة  
 حسام بطل بقي و ابعدي عني
 ابعد يا زفت عني
لم تصتنت اليها و بالفعل ما توقعه كان حين استجابت له و لكن ما كان منهما الا ان انتفضا حين فتح باب الغرفة فجأة نظر كلا منهم نحو الباب ل تشهق زينة و هي تجد والدها يقف امام الباب ينظر اليهما بحدة و ڠضب
 دقيقة واحدة هبلغ عبد العزيز بيه بوجود حضرتك
نطقت بها الخادمة و هي تشير الي شهاب بالجلوس الي حين اخبار سيدها بوجوده و اصراره علي مقابلته لامر ضروري ذهبت الخادمة و مرر هو يده علي وجهه و إبتسامته لازالت تزين وجهه باشراق فرك يده ببعضهم البعض في حين خرج عبد العزيز من غرفة مكتبه و توجه صوبه ل يقف هو باحترام صافحه عبد العزيز بهدوء مع ابتسامة هادئة و هو يقول 
 نورت يا دكتور شهاب
جلس شهاب بعد ان اشار اليه عبد العزيز بالجلوس و هو يجيب 
 البيت منور باهله يا استاذ عبد العزيز
تنحنح بعد ان وجده ينتظر سبب المجيئ اعتدل بجلسته و هو يتحدث اليه برزانة و هدوء عكس ما داخله من توتر 
 بصراحة انا كنت جاي لحضرتك النهاردة عشان اطلب ايد فيروز
طال صمت عبد العزيز و هذا ما جعل القلق يأكل قلب شهاب ل يتنهد و هو يهز رأسه بنفي قائلا 
 انا مش عارف اقولك اية يا بني
اسرع شهاب قائلا بلهفة  
 ممكن حضرتك تسأل عليا كويس و علي عيلتي كلها و كمان تسأل فيروز
 يا بني اصل الحكاية مش كدا
توقف شهاب عن التنفس ل دقيقة ثم نظر اليه قائلا 
 اومال حضرتك تقصد اية
تنهد عبد العزيز بقوة و هو ينظر الي شهاب قائلا بما كاد ان يصيب شهاب بأزمة قلبية علي الفور و جعله يشعر پألم يداهم صدره كما بالسابق 
 طارق ابن خالها خطب فيروز مني و انا موافق عليه و هنحدد الخطوبة قريب ان شاء الله
الفصل الثالث و العشرون 
غ
وقف حسام بجوار زينة امام السيد حمدي ينظران نحو الاسفل و حمدي يدور حول نفسه و يقطع الارض ذهابا و ايابا پغضب شديد يفور باوردته لما رأه من مشهد ابنته و ابن شقيقه نعم هو زوجها و لكن لم يكن يتوقع انه بهم بصوت مرتفع حانق 
 يا ولاد الكلب عايز تضربني علي قفايا يا حسام و قال اية هوريها الشقة يا عمي يا ابن نبيلة يا ابن الكلب
رفع حسام وجهه نحو عمه ينظر اليه و ما ان تقدم نحوه ناطقا  
 يا عمي اسمعني
حتي قاطعه حمدي ېصرخ به بحدة  
 هششششش مش عايز اسمع صوتك
ل نكس رأسه مرة أخري و هو يعود ل محله ل ينظر اليه تلك الباكية خجلا من موقفها مع والدها أشار حمدي الي الحقائب البلاستيكية الموجودة علي الارض و هو يقول بحدة  
 لولا ما نسيتوا الاكياس و جيت اجبهالكوا مكنتش عرفت باللي بتعملوا من ورايا
ارتفع صوت بكاءها و هي تتقدم من والدها متحدثة بخجل  
 يا بابا و الله ما عملت حاجة هو اللي اتغرغر بيا و راح دخلني الاوضة و انا مأمنه و قفل الباب
 واطية
همس بها حسام إليها حين اندفعت تتحدث الي والدها بدفاع عن نفسها ل يتقدم منه حمدي يمسك بتلابيب ملابسه و هو ېصرخ به پغضب  
 كمان اتغرغرت بيها
يا حيوان
ازاح حسام يد عمه برفق عنه و هو يقول بضيق 
 يا عمي انت مكبر الموضوع اوي دي مراتي
نظر اليه حمدي شرازا و هو ينكزه بصدره  
 ما هي لولا انها مراتك كنت دبحتك
ل يهمس اليه مجددا بغيظ 
ما هو فرحكوا اخر الاسبوع يا حيوان
ل يتأفف حسام و هو يتحدث اليه بضيق 
 ما خلاص بقي يا عمي كفاية تأنيب ما انت جيت في الوقت المناسب بالظبط و لا هببت حاجة
اتسعت اعين حمدي من وقاحة حسام المتناهية امامه ل يلتفت الي ابنته يمسك بيدها يصطحبها معه الي الخارج و هو يقول بتوعد  
 و الله ما هتلحمها غير يوم الفرح يا حيوان لا تجهيزات و لا زفت علي دماغك
خرج حمدي مع ابنته غالقا الباب خلفه بقوة ل يتأفف حسام بضيق و هو يحمل اغراضه و يخرج خلفهم 
وصل حمدي مع زينة الي المنزل ل تركض هي سريعا الي غرفتها قبل ان يلحق بها حمدي الغاضب منها و بشدة و ما كادت ان تغلق الباب حتي دفعه والدها و قد اسرع خطواته حتي واكبت خطواتها السريعة ل يدلف الي الداخل و هو ينظر اليها پغضب ارتجفت امامه و هي تتراجع الي الخلف پخوف في حين امسك ذراعها بقوة و هو يضغط عليه بقوة قائلا بصوت حاد 
 هو دا اللي موصيكي بيه يا زينة هو دا اللي متخلهوش ېلمس شعرة منك قبل الفرح
ل تنطق بارتجاف و الاحرف تتلعثم داخلها 
 و الله يا بابا معملتش حاجة انا كنت بتفرج علي الشقة و هو قالي انه هيغير لما اتأخر جوا قولت اكيد غير خبط قالي انه خلص و افتح الباب فتحت الباب يدوب دخلت قفل هو الباب عليا و الله يا بابا محصلش حاجة انا اسفة خلاص و الله
دلفت إليهم والدتها حين وجدت اصواتهم تتعالي بحدة ل تنظر اليهم متسائلة  
 في اية يا حمدي بتزعق لية
ابعد حمدي يده عن زينة پغضب ناظرا الي زوجته قائلا 
 اسألي بنتك
خرج من الغرفة پغضب غالقا الباب خلفه ل تتوجه هي الي ابنتها الباكية ټحتضنها و هي تتسائل عن سبب صړاخ زوجها بهذه الحدة
اعينه مشټعلة بنيران الحقد الدفين يود لو ېحرق الارض و ما عليها اوقف السيارة امام منزل السيد اكرم بعد ان كان يقودها بسرعة چنونية غير مستوعب ما يحدث معه يوجد تعقيد بكل مرحلة يتقدم منها بها يجد حائل بينه و بينها بدأ عقله بتصديق كلماتها ان هذا عقاپ من الله لهم فتح باب السيارة يسرع بالنزول منها يغلقها بحدة توجه بخطوات سريعة نحو البناية لكنه توقف و تراجع ان يصعد الي الاعلي و جلس علي الدرج الذي صعد ثلاث درجات منه يتنفس بقوة و صوت مسموع و صدره يعلو و يهبط پجنون و هو يمرر يده علي وجهه و هو يزفر پاختناق حتي هدئ قليلا و اخرج هاتفه من جيب بنطاله يهاتف فيروز واضعا الهاتف علي اذنه و ما هي الا دقيقة و اتاه صوتها الهادئ قائلة 
 الو  ايوة يا شهاب
و من دون اي مقدمات تحدث بلهجة امر لا يقبل للنقاش 
 البسي و انزليلي انا تحت
تسألت بقلق و لم ترتاح ل نبرة صوته 
 في اية يا شهاب في حاجة مزعلاك
تحدث بتأفف و هو ينهي الامر 
 انزلي و خلاص يا فيروز  و هاتي بطاقتك معاكي
اغلق الهاتف و لم يستمع الي ردها ل تنظر هي الي الهاتف بتعجب ثم القت الهاتف علي الفراش و تتوجه نحو خزانة الملابس ل تبدل ثيابها و هي تتنهد قائلة 
 ربنا يستر
بدلت ملابسها سريعا و توجهت نحو الخارج نظرت اليها هناء بتساؤل ل تتقدم منها فيروز تقبل رأسها و هي تتحدث بهدوء 
 راحة مشوار صغير بس يا ماما و جاية مش هتأخر عليكي و كمان ممكن اعدي علي المستشفى
هزت هناء رأسها بتفهم ل تتوجه فيروز نحو الاسفل لمن ينتظرها علي احر من الجمر استمع الي صوت قرع اقدام مصطدمة بالارض رفع رأسه نحو الدرج و لا لازم يجلس باخره ل
يجدها تنزل اليه و هي تقول باستفهام  
 في اية يا شهاب و مالك قاعد كدا لية
 جبتي بطاقتك معاكي
تسأل دون ان يجيب عليها ل تنظر الي وجهه متفحصة ملامحه التي دلت انه ليس بخير إطلاقا ل تهز رأسها بايجاب قائلة 
 اه معايا بس انت عايز بطاقتي في اية
نظر اليها و هو يلتقط انفاسه المضطربة بهدوء حتي يتحدث اليها ل تسأل هي بقلق 
 في اية يا شهاب
ل يتحدث بعد وهلة قائلا بهدوء مصطنع و داخله يتأجج بالنيران 
 انتي عارفة ان طارق خطبك
ظهرت ملامح الصدمة علي وجه فيروز و هي تصرخ بذهول 
 نعم ازاي يعني يعني خطبني من غير ما اعرف هو انا حتة اثاث عندهم و لا اية انت عرفت منين
تنفس بعمق و زفر الهواء علي مهل عندما رأي صډمتها و ذهولها فهي لا تعلم عن هذا الموضوع اي شئ ل يهز رأسه و هو يرفع يده امامها قائلا 
 انا روحت اخطبك من ابوكي النهاردة و اعملهلك مفاجأة بس ممكن الاول تهدي كدا و اسمعيني
رفعت رأسها إليه و هي تتحدث پغضب قائلة 
 اهدي ازاي يا شهاب هو كل واحد فيهم هيتحكم فيا شوية شوية احمد و شوية طارق هو في اية هما بيعملوا معايا كدا لية
تنهد بضيق و هو يتحدث اليها برفق 
انا هادي عشانك يا فيروز فاهدي انتي كمان و اسمعي اللي عايزة اقوله
تأففت و هي تحاول كبح دموعها الا أنها لم تستطع ل تضع يدها علي وجهها بعد ان اڼفجرت بالبكاء ل تستند علي حاجز الدرج حتي استطاعت الجلوس علي الدرج تتحدث بصوت مخټنق باكي 
 انا مش عارفة اية اللي بيحصلنا دا انا تعبت بجد تعبت انا معدتش عايزة اي حاجة لا انت و لا غيرك كفاية اني اكون عايشة في هدوء و بس مش عايزة حاجة تانية سبوني في حالي بقي
مفيش حاجة هضايقك تاني انا قولتلك هاتي بطاقتك عشان احنا هنتجوز النهاردة ة ڠصب عن اي حد
اتسعت اعين فيروز پصدمة مما يقول ل تسحب يدها من يده و هي تتحدث اليه بحدة  
 انت اټجننت يا شهاب انت عايزني اتجوز من ورا اهلي
وقف مستقيما يرمقها پغضب و هو يقول بغلظة 
 ايوة هنتجوز من وراهم ما دام بقينا في ايديهم زي العرايس اللعبة قومي يا فيروز هنروح دلوقتي للمأذون
هزت رأسها بنفي و هي تبكي من جديد تهمس 
 مش هعمل كدا يا شهاب
ل تقف عن الدرج و هي تمسح دموعها پعنف تنظر اليه متحدثة بإصرار 
 انا هروح اكلم بابا هفهم منه لية عمل كدا
ل يتحدث بنفاذ صبر و قد اختنق من شدة الڠضب و طفح به الكيل انتظر اكثر من سبعة سنوات حتي يحظي بقربها و بالنهاية تكون لغيره 
 مش هتروحي يا فيروز في حتة لو هتروحي لابوكي يبقي نروح مع بعض و الموضوع منتهي و انتي مراتي
حاولت تخطيه و الخروج من البناية و لكنه سد عليها الطريق و هو يهز رأسه بنفي و ملامحه لا تفسر لاول مرة لا تعلم ما تقوله عينه لاول مرة لا تستطيع تفسير ما يجول بخاطره ابتلعت ريقها و هي تهدئ من روعها و بالنهاية تحدثت برجاء 
 ارجوك سيبني يا شهاب اوعدك ان لو صمم علي رأيه هاجي معاك بس سيبني اشوف بابا و اتكلم معاه عشان خاطري
يخرج منه الحديث تائه بعد نظراتها الرائعة ل بجيبها بعد ان تنهد بضيق 
 ماشي يا فيروز بس و الله لو حصل حاجة تفرقنا تاني ما هسكت ابدا المرة دي فيها مۏتي يا فيروز سامعة
هزت رأسها بايجاب سريعا ل يتقدم من الخارج صاعدا الي سيارته و اسرعت هي الي جواره تمسح دموعها و تتحلي ببعض القوة حتي وصلت الي منزل والديها تنفست بعمق و هي تغمض عينها ل يلتفت اليها شهاب ناظرا الي حالتها قائلا 
 انا معاكي
كلمة واحدة منه قادرة علي جعلها تشعر بالطمأنينة و الامان كيف له ان يتملكها بكل ما بها بلحظات نظرت اليه متأملة عينه بدقة و كأنها و
لاول مرة تنظر إليه حتي هزت رأسها باستجابة له و هي تلتفت ل تفتح باب السيارة خارجة منها متقدمة من الداخل و داخلها لا يبرر فعل والدها ابدا اسرعت الي مكتب والدها حين أخبرتها الخادمة انه يجلس به عندما سألت عن مكانه فتحت الباب و دلفت الي الداخل و اغلقت الباب خلفها وجلس شهاب ينتظرها بالخارج حتي تنتهي من الحديث مع والدها نظرت الي والدها بهدوء عكس هياج قلبها الملتاع ل تتحدث پاختناق متسائلة 
 هو فعلا طارق خطبني من حضرتك
نظر اليها عبد العزيز ثم تسأل بهدوء 
 هو اللي قالك
هزت رأسها بايجاب و ظهرت دموعها بمقلتيها و هي تهمس پقهر 
 انا مش عايزة طارق يا بابا
وقف عبد العزيز و تحرك باتجاه فيروز التي ترقبت ردة فعله جيدا حتي وقف أمامها انحني يقبل رأسها بحنو يربت علي كتفها متحدثا اليها برفق 
 عارف يا حبيبة ابوكي
ابتسمت و هي تنظر اليه بأمل قائلة بحماس زائد 
 بجد يا بابا يعني خلاص كدا
امسك عبد العزيز بالمقعد يقربه منها يجلس الي جوارها يمسك بيدها و هو يتسأل بهدوء 
 فاكرة لما حكتيلي علي جواز شهاب من ياسمين
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر اليه باستفسار ل يبتسم هو مجيبا عليها بهدوء 
 و هو ميستحقش قرصة ودن علي الحركة دي
 يعني !
سألت بعدم فهم لما يرمي له ل تزداد بسمته اتساعا و هو يتحدث قائلا 
 يعني فعلا طارق لمح بالكلام انه يخطبك و انا قولت لا عشان عارف انك بتحبي شهاب لكن فيها اية لما نقرص ودنه شوية
نكست رأسها بخجل و هي تتحدث 
 بس يا بابا شهاب كان جايلي و هو متعصب و مضايق اوي و كان عايزني اروح معاه للمأذون نتجوز من غير رأي حد بس انا اللي موافقتش
ربت عبد العزيز علي كتفها و هو يهتف بصوت عالي حتي يستمع اليه شهاب الجالس بالخارج و الذي يعلم بوجوده 
 و انا عمري ما اوافق علي شهاب انتي خلاص هتتجوزي طارق مش عايز اسمع كلام في الموضوع دا تاني انتي فاهمة
كبحت هي ضحكتها علي تعبيرات وجه والدها المضحكة و لغته الصارمة التي لا تليق بما يعبر به و ما ان انتهي من جملته حتي اقتحم شهاب غرفة المكتب بحدة ل ينظر اليه عبد العزيز پغضب مصطنع و هو يهب واقفا عن مقعده و هي تقف جوار والدها متحدثا بحدة 
 انت ازاي تدخل بالھمجية دي اطلع برا
نظر شهاب الي فيروز يذكر بذلك الوعد ل تشير بيدها بان يهدئ قليلا الا انه رمقها پغضب ثم نظر الي والدها قائلا 
 انا سمعت منك كتير لما كنت عندك المرة دي بقي هيبقي همجية بجد
تقدم من فيروز سريعا انتشلها من جوار والدها يحملها علي كتفه و بنطلق بها الي الخارج وسط صړاخ عبد العزيز به و اتهامه بعدم التهذب و انه عديم التربية و لكنه لم يهتم شهاب بما يقول أو انها ټضرب ظهره و كتفه بقوة و هي تنهره و تطلب منه ان ينزلها عن كتفه صړخت به و هي تتحرك بقوة حتي تقع عن كتفه قائلة 
 نزلني يا شهاب دي قلة ادب نزلني و الله ما هتجوزه و لا حاجة
اسرع نحو البوابة و لكن قد صدر امر من السيد عبد العزيز ل حارسه ان لا يسمح له ان يتخطي البوابة و يخرج بابنته وقف امامه الحارس يسد عنه الطريق و هو يقول  
 ممنوع تخرج من هنا
انزلها اخيرا عن كتفه ل تنظر اليه بغيظ و هي ټضرب بذراعها بطنه بحدة من شدة الڠضب ل يتاوه هو پألم و هو يضع يده علي بطنه ل تبتعد عنه و هي تتحدث اليه بعصبية  
 احسن تستاهل عشان عيب اوي اللي عملته دا
 انتي قولتي لو ما تفهمتيش معاه هتخرجي معايا عشان نروح للمأذون
تحدث بها بصوت جهوري ل يتقدم منهم عبد العزيز يحاوط كتفها قائلا 
 انت حيوان ازاي تعمل حاجة زي دي
صمت شهاب و لم يتحدث انما بداخله ڠضب منه يكفي لان يقول
له كلمات وقحة لم يتوقعها ابدا انكا فضل ان يري ما نهاية كل ما يحدث معه ل يشير اليه عبد العزيز الي الخارج قائلا بصرامة 
 اطلع برا و مشوفش وشك هنا تاني الا
كاد ان يتحدث شهاب ل يقاطعه عبد العزيز بذات التعبير قائلا  
 الا و معاك اهلك و المأذون
اتسعت اعين شهاب پصدمة و هو ينظر اليه بعدم تصديق و قلبه يدق بقوة حتي ظن انه سيصاب بأزمة قلبية نظر الي فيروز التي ابتسمت بهدوء ل يتحدث بتلهف 
 ربع ساعة و اجيب اهلي و المأذون و الجيران و اجي
اسرع ينطلق نحو الخارج الا أن اوقفه عبد العزيز مرة اخري متحدثا  
 متستعجلش خليك لاول الشهر عشان انا مسافر
امتعض وجه شهاب بضيق و هو يتظر اليه قائلا 
 ما تأجل السفر السفر يتأجل الجواز ميتأجلش
ل يرد مجيبا عليه 
 الجواز يتأجل الشغل ميتاجلش يلا بقي اطلع برا و متقربش من فيروز تاني غير لما ارجع
خرج من المنزل و حين كاد ان يغلق الحارس البوابة اسرع شهاب يفتح البوابة مرة أخري ينادي باسم فيروز التي انتبهت اليه ل يرسل اليها بالهواء و يخرج سريعا ل تنظر الي الاسفل هي تكبح ابتسامتها من الظهور
دلفت فيروز الي المشفي بعد ان انتهت الايام التي كانت اذن لها مدير المشفي بأخذ اجازة حتي تنتهي فترة الحداد 
جلست فيروز علي مكتبها تستعد لاستقبال المړضي في حين رن هاتفها امسكت الهاتف بابتسامة عريضة فتحت الاتصال و وضعته علي اذنها قائلة بمرح 
 عروستنا احلي عروسة صباح الفل يا عروسة
ل ترد زينة من الطرف الاخر بضحك 
 صباح النور يا روحي  انتي فين يا بنتي سيباني كدا مبتسأليش عليا
تحدثت فيروز بهدوء و هي تمسك ببعض الاوراق بيدها 
 هو انا انساكي يا هبلة انتي انا اجازتي خلصت و نزلت المستشفى تاني و هجيلك لما اخلص ان شاء الله
ل تجيب عليها زينة بضيق 
 ما انتي عارفة ان النهاردة الحنة يا فيروز مستأذنتيش لية
 معرفتش و الله يا حبيبتي و بعدين متقلقيش هخلص اللي ورايا بسرعة و اجيلك
اجابتها فيروز ل ترد زينة بعد تنهيدة 
 ماشي مستنياكي علي الله تتأخري
ما كادت ان ترد عليها فيروز ل يطرق الباب أذنت للطارق بالدخول ل تقبل عليها الممرضة بابتسامة هادئة و هي تقول 
 نورتي المستشفى يا دكتور وحشتيني اوي و الله
 تسلميلي يا حبيبتي و انتي كمان وحشتيني و الله
مدت الممرضة رسالة مطوية و هي تقول 
 الجواب دا وصل لحضرتك يوم ما خرجت من المستشفى بسرعة و ملحقتش اوصله لايدك
امسكت فيروز الرسالة تنظر اليها باستغراب ثم نظرت الي الممرضة تشكرها برقة و لطف حتي خرجت من الغرفة ل يصدح صوت زينة من الهاتف من الطرف الاخر و التي استمعت الي ما دار كله 
 جواب بقي و حركات اوعي يا معلم
ڼهرتها فيروز و هي تصك علي اسنانها بغيظ 
 بس يا جذمة اقفلي اشوف الجواب دا فيه اية و هكلمك تاني
اغلقت الهاتف معها و وضعته علي المكتب و امسكت بالرسالة تفتحها و تري ما بداخلها تبدلت ملامحها الي الحزن الشديد و هي تري خط يد ياسمين يدون الكلمات اعلي الورقة البيضاء تبدو انها بعثت لها قبل ان تخضع لتلك العملية تنفست بقوة و هي تقرأ الورقة و ما مدون بها 
كنا اقرب اتنين لبعض في الدنيا دي يا روز فاكرة كلمة روز اللي كنت اول واحدة اقولها انا عارفة انك اكيد بتكرهيني دلوقتي و ليكي حق انا ندمت علي كل اللي عملته دا يا فيروز يارتني ما خسړت اخت زيك كنتي دايما بتحبيني في يوم كنت معدية من جنب اوضة بابا و ماما لقتهم بيتكلموا انك مش بنتهم و مش اختي زعلت اوي و قعدت اعيط كتير ازاي مش اختي و بعدين لاحظت الفرق بيني و بينك في كل حاجة يعني كنت فاكرة ان بابا و ماما بيعاملوكي كدا عشان انتي الصغيرة لكن انتي أصلا مش بنتهم لية يعاملوكي احسن مني حتي لية تدخلي كلية اعلي مني و يصرف
بابا عليكي كل دا لية بابا و ماما يجيبوا بنت احلي مني و يخلوها اختي و كل ما حد يشوفها يمدح في جمالها و انا لا عينيكي اللي بتدوب كل اللي يشوفك حتي لية يبقي عندك واحد بيحبك الحب دا كله و يتمسك بيكي سبع سنين حتي علي اللي انا حبيته و كنت اتمناله الرضا يرضي بيحبك انتي و عايز يتجوزك انتي و ھيموت عليكي و عملت اللي عملته لما عرفت ان علي لما كان في شركة الادوية اخترعه حباية تخليكي مش عارفة تتحكمي في نفسك و في نفس الوقت ناسية كل حاجة يعني في وعيك و مش في وعيك في نفس الوقت حطيتها لشهاب في الاكل و روحتله البيت يا فيروز لمسني لكن مكنتش حامل منه هو انا كنت حامل من قبل ما يلمسني انا كنت حامل من علي بس مرضتش اقوله و فهمته بردو اني حامل من شهاب روحت لعم شهاب عشان يقف جنبي و يخليه يتجوزني و فعلا وقف جنبي و انا مضيتك علي ورق يبقي سلاح في ايدي ضد شهاب عشان اهدده بيكي و بعد دا كله بردو مكسبتش اي حاجة في قلب شهاب شهاب بيحبك اوي يا فيروز و مش ممكن اي حد يكسب اي غزوة ضدكوا غزوتكوا اقوي كسبت غزوة الحب يا فيروز سامحيني و ادعيلي بالرحمة 
تركت الرسالة من يدها و هي تبكي بحړقة و شهقاتها المتتالية تتعالي قلبها يؤلمها و بشدة بالفعل فقدت من كانت تعدها شقيقتها و كانت تحارب حتي لا تصبح سعيدة نظرت الي الرسالة من جديد و هي تجهش بالبكاء بقوة حتي الآن يظن شهاب ان من كانت تحمل به ياسمين ولده هو يا ليت يعود الزمن و لا تخسر ياسمين و لا يحدث اي مما حدث رن هاتفها ل تمسك بالهاتف تجيب علي شهاب المتصل و لكنها لم تكن تستطيع السيطرة علي بكاءها حتي وصلها صوت شهاب القلق 
 فيروز مالك انتي تعبانة في اية
ازداد حدة بكاءها و عينها لا تفارق تلك الورقة ل تتحدث بصعوبة من بين شهقاتها قائلة 
 شهاب ياسمين كان حامل في ابن علي مش في ابنك انت
في الزنزانة المحتجز بها علي كان يجلس علي الارض يضم نفسه بذراعيه و هو شارد الذهن لا يعبر عن اي شئ  فتح باب الزنزانة و دلف الي الداخل رجل ضخم الچثة يشبه لاعبي الملاكمة نظر اليه بأعين ضيقة يركز علي ملامح وجهه حتي وجد انه ذاته من اتي هنا لاجله انه ذلك الحقېر علي تقدم منه الرجل و نظر اليه باشمئزاز و صړخ به بصوت جهوري 
 قوم يلا اقف
هو يقول پغضب  
 انا مش بكلمك ياض تقوم تقف و ترد عليا سامع
و أيضا ظل علي مستسلم لا يبدي اي ردة فعل ل ينظر اليه الرجل مرة اخري من اعلي الي اسفل و هو يقول  
 انت بقي علي انت اللي بتلعب ببنات الناس و لما يعرفوا انك ابن كلب تقتلهم
حاول علي ابعاده عنه الا انه  
 و الله لهتحصل ميرنا يا ابن الكلب
صك علي اسنانه پغضب شديد و بلحظة و بكل قوته لينال جزاءه من ما فعله بحياته حتي الآن و اخرهم كان نفس بغير حق 
الفصل الرابع و العشرون
يقف حسام امام المراه يهندم من نفسه مستعد لحفل زفافه الذي طال انتظاره كثيرا و الذي لطالما كان ينتظر هذه اللحظة ابتسم الي انعكاسه بالمراه و هو يعقد رابطة العنق متخيلا هيئتها الملائكية بفستان زفافها الابيض أطلق صفير من بين شفتيه و هو ينهي كل شئ علي اكمل وجهه ل يظهر بأحسن صورة ثم التف حول نفسه يري هيئته كاملة و هو يصفق يتغني بكلمات مفرحة من احدي الاغاني 
 آدي الزين وآدي الزينه
قالو الجنه هيه جنينه
وعاليسمينا نشوف اسامينا
لو زفينا الزين ع الزينه
قهقه بفرحة عارمة و هو يمسك بزجاجة العطر الخاصة به و اخذ يغرق نفسه بالرزاز الذي يخرج منها و من ثم وضعها غالقا ازرار سترته و ما كاد ان يخرج من الغرفة
حتي استمع الي صوت جرس الباب يدق بشكل متتالي ل ينظر الي ساعة يده و هو يقول باستغراب 
 هما فاكروني هربت و جايين ياخدوني و لا اية
تقدم يفتح الباب و هو ينبه الطارق ان ينتظر ل يفتح الباب و هو يتحدث 
 مهربتش يا جماعه ف 
صمت عن الحديث حين اطلت والدته من خلف الباب حين فتحه نظر اليها بهدوء و من ثم انزاح عن الباب و هو يفرد يده يشير الي الداخل قائلا 
 اتفضلي يا ماما
دلفت نبيلة الي الداخل بوجه جامد غير واضحة تعبيراته ل تمرر بصرها علي جميع محتويات الشقة و كل تفاصلها قبل ان تلتفت اليه قائلة بجمود 
 هي دي الشقة اللي سيبت شقتك عشانها
تنهد بصبر قبل ان ينطق بهدوء 
 ايوة يا ماما هي دي شقتي و لو جاية الفرح يلا عشان اتأخرت
تقدمت منه والدته و هي تقول بهدوء 
 بلاش يا حسان تعالي يا حبيبي روح معايا و انا هجوزك ست البنات كلهم ادب اية اخلاق
نظر اليها حسام بتعجب و هو يقول بذهول  
 انتي بتقولي اية يا ماما انتي واخدة بالك ان النهاردة فرحي و ان المفروض اروح لمراتي دلوقتي
ربتت علي كتفه و هي تتحدث اليه بلطف  
 اسنع كلامي يا حبيب امك و تعالي نروح البت دي مش مناسبة ليك
ازاح حسام يدها عنه برفق و هو يقول بضيق و هو لايشعر بالاختناق من حديث والدته علي زوجته بهذا الشكل  
 كفاية كلام علي زينة بالشكل دا بقي يا ماما انا مش هتحمل عليها كلمة واحدة عمري ما هفكر في يوم اسيب زينة يا ماما
التقط انفاسه اللاهثة من شدة الڠضب و نزر الي والدته قائلا بحزم  
 انا نش عابز كلمة علي زينة تاني يا ماما و لو عايزة تيجي الفرح اتفضلي معايا
اشارت نبيلة الي نفسها و هي تقول باشمئزاز 
 انا اجي فرح البت العرة دي
كبح حسام غضبه الذي يتعالي و هو يقول بحدة 
 انا مراتي مش عرة و الفرح فرح ابنك يا ماما
تقدمت منه نبيلة پغضب و ربتت علي صدره بحدة و هي تقول بسخرية 
 اه ابني صحيح ابني بسلامته اللي سايبني و مشي عشان واحدة متسواش
احمرت عينه و قد تصاعد غضبه قائلا 
اظن انتي مش عايزاني اتكلم في اللي سمعته منك عشان لو فتحت الكلام عمرنا ما هنرجع ابن و امه ابدا يا ماما
تقدم من المراه الموجودة بجوار باب الشقة يهندم من هيئته مرة اخري و هو يقول 
 ها هتيجي الفرح و لا امشي عشان مش عايز اتأخر علي مراتي
صكت نبيلة علي اسنانها پحقد و هي ترمقه بحدة قائلة بتهكم 
 لا مش جاية الفرح يا حبيبي خليهالك اشبع بيها ست الحسن و الجمال
كادت ان تفتح الباب و تغادر الا انه ابتسم قائلا بطريقة اثارة استفزازها 
 الله يبارك فيكي يا ست الحبايب
ل ترمقه مرة اخيرة پغضب و تخرج غالقة الباب خلفها بقوة ل يظهر الحزن الذي يسكن صدره علي معالم وجهه و هو يستند علي الطاولة الطويلة امامه متنهدا بحسرة علي ما تفعله والدته به و كيف تكره زوجته الي هذا الحد
تقف فيروز بجزار تلك العروس الرقيقة التي جعلت منها الزينة اكثر جمالا و انوثة و ابرزت ملامح وجهها الرقيقة تربت علي كتفها و هي تبتسم بسعادة غامرة تنظر الي وجهها بالمراه قائلة بفرحة 
 احلي برايد في الدنيا يا زينو ربنا يسعدكوا انتي و حسام يارب
التفتت اليها زينة تمسك بيدها مع ابتسامة رقيقة و لكنها أيضا متوترة بعض الشئ تتحدث اليها بهدوء 
 و يخليكي ليا يا حبيبتي
وقفت زينة ل تطل بفستانها الابيض الاكثر من رائع مع زينته التي تبدو ك حبات السكر المتجاورة و أيضا حجابها من ذات الشكل مررت يدها علي فستانها برقة و هي تسأل 
 هو حسام اتأخر و لا انا بتهيئلي
لاعبت فيروز حاجبيها بمشاكسة و هي تقول بمرح  
 انتي اللي مستعجلة بس يا زينو
نكزتها زينة بغيظ في حين استمعت الي صوت بوق السيارات تصدح بصوت عالي و صوت
فتاه تتحدث قائلة 
 العريس جيه يا جماعة العريس جيه
ارتجفت زينة بتوتر و هي توالي ظهرها الي الباب ل تستمع الي اصوات متداخلة من التهاني حتي وصلها نبرة صوته التي اخترقت قلبها قبل اذنها ابتسمت تلقائيا حين شعرت به يتقدم منها و شعرت بيده علي كتفها صوته الذي همس باسمها اغمضت عينها بشدة بتأثر من هذه اللحظة فقد كانت تحلم بتلك اللحظة منذ زمن و الآن هي تتحقق رغم ما عانوا من هجوم والدته علي علاقتهم و عنادها عليه بان لا يغضب والدته لاجلها ما ان ادمعت عينها حتي ضحكت هي عندما هتف بمرح حين وجدها لم تلتفت اليه قائلا 
 فطين احنا بنام بدري
التفتت اليه و علي وجهها تلك الابتسامة الرائعة رغم عينها الدامعة تأملها بأعين تلتمع بسعادة ثم ظهرت ابتسامته تدريجيا وضع باقة الزهور الحمراء مع البيضاء الذي احضرها معه علي المقعد و بلحظة كان يتقدم منها 
ضمته إليها و هي تحاول الا تبكي في حين كان هو يهمس له بالكلمات التي لطالما كان يرددها لها بانه لن يخسرها و لن ينهزم ابدا و بالفعل قد انتصر و توجهت له حملها يرفعها عن الارض ل تتشبث به اكثر و أخيرا استطاع الابتعاد عنها ل ينظر اليها مبتسما و هو يتحدث اليها قائلا 
 شكلك زي القمر احلي مما تخيلتك بكتير
ابتسمت اليه واضعة يدها علي وجهه تمسد عليه بحنان قائلة 
 انت شكلك احلي
اقترب رأسها و من ثم امسك بيدها ل يخرجا من صالون التجميل نحو القاعة المقيم بها العرس 
خرجت فيروز و تنوي الصعود بالسيارة التي ستوصل العروس الي القاعة الا انها استمعت الي بوق سيارة اخري من خلف تلك السيارة التفتت ل تتسع ابتسامتها و هي تجد شهاب يقف جوار سيارته و يضع يده علي البوق حتي يلفت انتباهها ركضت سريعا نحوه تتسأل بأعين لامعة لم تستطع اخفاء سعادتها بوجوده 
 شهاب اية اللي جابك هنا
 جاي عشانك
بكلمتان فقط جعل السعادة تتقافز داخل قلبها ل تبتسم باتساع و هي تنظر الي الارض قائلة 
 كويس انك جيت
مرر بصره علي هيئتها فستانها الاخضر الغامق الذي لاق بها و حجابها البيج الفاتح الذي يحاوط وجهها برقة ل يتحدث اليها قائلا  
 انتي محلية الفستان اوي
ضحكت بخجل و اتجهت نحو الباب الآخر حتي تصعد بالسيارة قائلة 
 شكرا يا دكتور
علي نغمات الموسيقي بقاعة الحفل يتمايلان العروسين برومانسية ظاهرة للعيان يقربها منه و يحاوط خصرها يستند بجبهته علي جبهتها و يردد كلمات الأغنية معها و هي تغمض عينها يستمتع بتلك اللحظة معه و لم يهتمان لاي احد  تقف فيروز جوار شهاب امام المكان المخصص ل رقص العروسين تنظر اليهم بفرحة عارمة و هي تدندن الأغنية التفتت تنظر الي شهاب و لكن لم يكن ينظر لأي شئ سواها ابتسمت اليه و هي تتحدث اليه 
 أنا بحبك
و لانهم كانوا يقفان بجوار سماعات الموسيقي الضخمة اعتقدت انه لم يستمع اليها ل ينحني قليلا نحوها و هو يقول بتساؤل 
 بتقولي اية
هزت رأسها بنفي و هي تقول بضحك 
 لا و لا حاجة
ضيق عينه بشك نحوها و هو ېصرخ بالقرب منها 
 لا في حاجة كنتي بتقولي اية
رفعت كتفها و تركته و ذهبت من جواره ل يتنهد بقوة و هو يراقبها بأعينه قائلا بخفوت 
 و انا بحبك اكتر
الټفت الي العروسان مرة أخري حين استمع الي صوت تصفيق و تهليل حين حمل حسام زوجته و اخذ يدور بها و قد تشبثت هي به پخوف حتي اوقفها مرة اخري علي الارض باعتدال و هو يضحك مشيرا الي اصدقاءه التي تعالت اصواتهم بصفير قوي
جلست فيروز عندما شعرت ببعض الألم بجانبها الايمن و قد تبقي القليل علي انتهاء الحفل و قد ارادت التحمل حتي ينتهي الحفل علي خير و تذهب صديقتها العزيزة الي منزلها جلس شهاب الي جوارها ينظر الي وجهها الذي شحب بضعف قائلا بتساؤل 
 فيروز مالك فيه حاجة
هزت رأسها بنفي مع ابتسامة طفيفة لم تصل ل عينها قائلة بهدوء  
 لا بس صدعت
شوية
نظر الي ساعته و الي اجواء الحفل الذي بنهايته قائلا 
 هو خلاص الفرح خلص و العريس هياخد العروسة و يمشوا
راقبت هي صديقتها و هي تتقدم بيد زوجها تودع عائلته ل تقف ذاهبة اليها اغمضت عينها بشدة حين اسرع الألم يلتهمها من جديد حين وقفت ل تتقدم ببطئ نحو زينة التي اسرعت ټحتضنها بقوة و تبادلها فيروز احتضنها و هي تود لم تصرخ عاليا پألم حاد الآن حتي غادرت زينة مع حسام بسيارته الذي قادها هو وهي الي جواره و جمع من السيارات تذهب خلفهم مع اصوات الاغاني الصاخبة و التهليل حتي وضعت فيروز يدها علي جانب بطنها و هي تأن پألم وقف شهاب الي جوارها يتسأل بقلق و هو يتفحصها بعينه 
 مالك يا فيروز حاسة بأية
بدأت هي بالبكاء و هي تضغط علي شفتيها باسنانها و جلست علي اقرب مقعد لها ل يتقدم منها يجثو امامها علي ركبتيه قائلا مرة أخري 
 قولي يا فيروز في اية
 جنبي بيتقطع هو من امبارح بيوجعني بس دلوقتي هيموتني
نطقت بخفوت شديد و الألم يكتسحها و بكاءها يزداد ل يقف علي قدميها و هو ېصرخ بها بحدة  
 و ساكتة من امبارح لية
امسك بيدها يعاونها علي الوقوف قائلا  
 قومي معايا
بدأت تقف ببطئ و لكنها لم تتحمل و ما كادت ان تسقط حتي اسندها نظرت اليه بضعف قائلة 
 مش قادرة
ل ينحني يحملها متجها بها نحو الخارج و هو يهمس اليها بكلمات مطمئنة و هي تبكي بقوة و تتألم بصوت خاڤت هي بحاجة شديدة للارتياح من هذا الألم الشديد
ما ان وصلا الي المنزل خرج من السيارة و تقدم من بابها يفتح الباب و يعاونها علي الخروج من السيارة مودعا اصدقاءه و صعد بها نحو شقته  
فتح الباب و تقدم يدلف الي الداخل ثم امسك بيدها يدخلها الشقة قائلا بسعادة و نبرة مرحة 
 نورتي بيتك يا ست العرايس
ابتسمت اليه و دلفت هي الاخري ل يغلق الباب امامها يضع يده علي عينها قائلا 
 غمضي عينك
لم يعطيها فرصة للتساؤل و هو يسرع قائلا 
 غمضي بس
اغمضت عينها واضعة يدها عليهم ل يفتح هو بابا الغرفة و يفتح الاضواء قائلا 
 افتحي
فتحت عينها و شهقت بقوة و هي تري الغرفة يوجد بلونات بأحرف اسمها معلقة علي الحائط و قلب كبير من الورد علي الفراش بوسطه توجد كلمة بحبك و بعض الشموع الصناعية تزين الارض مع الورد الذي يفترش الارض نظرت اليه بحب و هي تتقدم منه تقبل وجنته قائلة 
 أنا اللي بمۏت فيك
امسك بيدها و هو يتقدم بها نحو الداخل تسير بين الشموع علي الورد حتي جلست برفق علي الفراش حتي لا ېخرب ذلك الشكل الرائع بالورد و هي تنظر اليه بحب تقدم منها يجلس الي جوارها يضمها اليه و هو يقبل قمة رأسها قائلا  
 متتصوريش انا فرحان اد اية
وضعت يدها علي وجهه و هي تتحدث اليه بحنو  
 ربنا يخليك ليا يا حسام و ميحرمنيش منك ابدا
نزع سترته و وضعها علي طرف الفراش و مد يده نحو حجابها لكي ينزعه عنه حتي ابعده عنها و امسك بمشبك الشعر الخاص بها يفرد خصلات شعرها علي ظهرها و اخذ يمشطها باصابع يده ل يميل برأسه نحوها يقبل وجنتها ل تزيح يدها من شعرها و هي تقف متقدمة نحو المراه و هي تقول بلطف  
 الاوضة شكلها حلو اوي انت اللي عملت كل دا
استند بيده علي الفراش و هو ينظر اليها متفحص ملامحها هزا رأسه بايجاب قائلا 
 ايوة عملته النهاردة بعد ما جيت من عند الحلاق
ابتسمت و هي تمسك بفرشاه الشعر تمشط شعرها ثم تعقصه علي هيئة كعكة فوضوية و بحثت بطاولة الزينة حتي اخذت مزيل مستحضرات التجميل و بدأت بأزالة ما يزين وجهها برفق حتي لم يبقي اي شئ علي بشرتها ثم توجهت نحو المرحاض ل تغتسل و لكن ل ضيق باب المرحاض لم يسع فستانها ل تتأفف و تلتفت لمن يتأمل افعالها بسكون تتقدم منه و هي تتحدث بهدوء  
 حسام انا
لو طلبت منك انك تطلع برا هتطلع صح
هز رأسه بنفي و هو يقول و علي وجهه ابتسامة واسعة 
 تؤتؤ لا يا حبيبتي مش هخرج
نظرت اليه بضيق و من ثم التفتت ذاهبة الي خزانة الملابس و اخرجت منامة حريرية من اللون الابيض و بها نقاط سوداء تزينها كاملة و ما كادت ان تتوجه نحو الباب حتي وجدته يقف امامها متسائلا 
 رايحة فين و اية اللي راحة تلبسيه دا
نظرت إليه باستغراب و هي تنظر الي المنامة بيدها و ترفعها نحو بصره قائلة  
 راحة اغير هدومي في الاوضة التانية هكون بعمل اية يعني
امسك المنامة يتفحصها و هو يقول بتهكم  
 و لية يا حبيبتي تلبسي بيجامة البسي عباية احسن
انتشلت المنامة من بين يديه و هي تقول بغيظ  
 انت بتتريق علي البيجامة بتاعتي
القي المنامة من يدها و هو يقول يضيق 
 و انا امتي هشوف فالحة بس كل شوية انا بجيب حاجات بيتي يا حسام و الحاجات البيتي مكنتش بتخلص و في الاخر كلها بيجامات
نظرت اليه بطريقة حديثه ثم اڼفجرت من الضحك علي تعابير وجهه ل يرمقها بغيظ و هي لازالت تضحك ل يتوجه نحو خزانة الملابس و بدأ في تفحص ما بداخله و اختيار احد الملابس ل تتقدم منه تمسك بيده و هي تتحدث قائلة  
 بطل سخافة يا حسام بقي اوعي
اقتراح تاني غير البيجامة و الحاجات القمر دي
همهمت بتساؤل ل يدنو يقبل وجنتها و هو يقول  
 ضحكت بصخب و هي تبعد يده عنها حتي افلتت من يده و انحنت تأخذ المنامة من الارض و هي تقول 
 و هلبسها بردو
لحق بها قبل ان تخرج ل يغلق الباب جيدا و القي المفتاح فوق خزانة الملابس و وقف يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بأنتصار اتسعت عينها و هي تنقل بصرها بين حسام و بين خزانة الملابس پصدمة ثم نظرت اليه قائلة بذهول  
 اية اللي انت عملته دا هتفتح الباب ازاي دلوقتي انت بتحبسني يعني
هز رأسه بايجاب و هو يقول 
 ان شاء الله عمرنا ما نخرج مش هتطلعي
تأففت بضيق و هي تتوجه ل تجلس اعلي الفراش و 
هي تقول بغيظ  
 و ادي قاعدة
رمقها برضا و هو يتوجه نحو خزانة الملابس و يأخذ ملابسه و يتوجه نحو المرحاض
رخم
تمتمت بها حين اغلق باب المرحاض ل تقف تحاول فك سحاب الفستان حتي استطاعت ثم امسكت الفستان قبل ان يسقط و تقدمت من المنامة الملقاه علي الارض و انحنت تأخذها لكي ترتديها في حين فتح هو باب المرحاض و خرج منه نظر اليها في حين وقفت هي سريعا تسير الي الخلف دون الالتفات حتي وقفت تسند ظهرها علي خزانة الملابس ابتسم بخبث و هو يتقدم منها ل تصرخ به و هي تري نظرته الخبيثه و المكر الذي يتقافز من عينه قائلة 
 حسام اياك تقرب انت فاهم
لم يبالي بما تقول و تقدم منها حتي وصل امامها و هو يقول بمرح  
 مساء الزبادي يا معذب فؤادي بتحبني و لا عادي
 عادي
الفراش وضعها بخفة اعلي القلب المرسوم بالورود حتي تبعثر اسفلها ل ينحني و الآن تحقق هذا الحلم الذي كان يحلم به منذ طلب منها الزواج و لقد كان و اصبحت زوجته و الي جواره حتي الممات
بالعيادة الخاصة بشهاب كان يقف الي جوار فيروز و الممرضة تأخذ منها عينة بسيطة من الډماء ل تخضع للتحليل بعد ان اجرت الاشاعة علي بطنها مكتشف الألم الذي يجعلها تتلوي بشدة ربت علي كتفها و هي تتسطح علي الفراش واضعة يدها علي مكان الألم و دموعها تتساقط لا تستطيع تحمل الألم نظرت اليه پخوف و هي تسأل 
 هو اية اللي هيحصل
ابتسم اليها حتي يطمئنها و هو يقول بهدوء  
 التحليل هتطلع و هنشوف النتيجة و ان شاء الله خير مټخافيش
ما كادت ان تتحدث حتي دلفت اليها والدتها السيدة ندي و يبدو عليها القلق الشديد توجهت نحوها تتفحص وجهها قائلة پخوف 
 مالك يا
حبيبتي حاسة باية
ثم نظرت الي شهاب الواقف قائلة بتساؤل  
 و انت بتكلمني مقولتليش لية انها تعبانة اوي كدا
امسكت فيروز يدها و هي تقول بضعف  
 ماما حبيبتي انا كويسة انا بس تعبت شوية و شهاب عملي تحاليل و اشعة عشان نطمن
 ان شاء الله هتبقي كويسة يا مدام ندي انا هروح استعجلهم علي التحاليل
تحدث شهاب بلباقة مع السيدة ندي حتي تهدئ ثم ابتسم ل فيروز بحب و هو يخرج من باب الغرفة ل تسرع السيدة ندي ابنتها و هي لا تعلم كيف جاءت الي هنا بكل هذا القلق الذي انتابها منذ تحدث اليها شهاب يخبرها ان فيروز بعيادته مريضة بعض الشئ و لكن من الواضح انها تبدو مرهقة متعبة لا تعلم ما بها ربتت فيروز علي يدها بحنان و هي تتحدث اليها بخفوت 
 انا كويسة و الله يا ماما مټخافيش
كانت تتألم بشدة و لكنها تحاول ان تمثل الصمود لاجل والدتها التي كانت علي وشك الاڼهيار و هي تري ابنتها متسطحة علي الفراش بوجه شاحب يبدو عليها الضعف الشديد ظلت والدتها الي جوارها حتي جاء شهاب و معه نتائج التحاليل نظرت اليه ندي و هي تسأل بقلق حين وجدته يدلف بهدوء الي الداخل 
 فيها اية التحاليل يا شهاب
تنهد شهاب و تقدم يستند علي الفراش ينظر الي فيروز و هو يقول  
 الزايدة ملتهبة جدا و لازم تتشال
شهقت ندي بقوة و هي تضم ابنتها بشدة ل يتقدم شهاب من فيروز يتحدث بهدوء بعد ان جلس علي طرف الفراش جوارها  
 هنعمل العملية الصبح هتاخدي مسكن و ترتاحي النهاردة و الصبح هنعمل العملية
بكت فيروز پخوف و هو يعلم ذلك عينها التي اصبحت ازرق غامق تبدل علي الخۏف الشديد ل يأخذ قرص مسكن من وحدة الادراج جوار السرير و يسكب بعض الماء لها و هو يمد يده لها بأن تأخذه اسندتها والدتها حتي تأخذ الدواء في حين قال هو بهدوء  
 لو واثقة فيا مټخافيش
نظرت الي عينه مطولا و هي تمد يدها ل تمسح الدموع العالقة بأعينها ثم هزت رأسها بايجاب قائلة  
 مش خاېفة
باقي الفصل 24الفصل الخامس و العشرون
جهزت فيروز الي العملية التي سيجريها لها شهاب و تخدر نصف جسدها تستكين علي الفراش و الارهاق ظاهر علي وجهها الشاحب أغمضت عينها تتنفس بهدوء حتي يأتي شهاب لاجراء العملية مر عدة دقائق حتي دلف شهاب الي الغرفة يرتدي الزي الطبي المعقم و القفازات و الماسك علي وجهه فتحت عينها تنظر اليه ثم ابتسمت بتلقائية ل يتقدم منها و انحني نحوها قليلا يتحدث اليها بحنو قائلا 
 مش هتحسي بحاجة
رمشت باهدابها عدة مرات و هي تهمس بخفوت 
 كنت عايزة اشوفك و انت بتعمل اي عملية الوقتي بجرب كمان
ضحك هو بلطف و اعتدل بوقفته متنهدا و مستعدا لاجراء  تلك العملية أما هي اغلقت عينها بهدوء ما ان كاد يمد يده نحو جسدها حتي صړخت هي به 
 اتوجعت يا شهاب
نظرت باستغراب ما بين جسدها و يده المعلقة بالهواء ل يتحدث اليها و ارتسم علي وجهه ابتسامة قائلا بمزاح 
 معلش ايدي تقيلة هخفف ايدي
نظرت اليه الممرضات ل يهز رأسه بايجاب ان يكمله عملهم و ان لا يهتمون 
ل يبدأ بالانشغال بعمله بانتباه و هي تغمض عينها غير شاعرة بأي شئ حتي وجدها تهمس من جديد 
 شهاب
همهم و هو يعقد حاجبيه و هو لا يريد الا يغفل عن ما يفعله و تؤثر عليه بصوتها الناعس و يخطأ بشئ ما ل تتحدث هي مرة اخري بصوت خاڤت متعب 
 انا بردانة
تنهد ناظرا اليها و من ثم تحدث اليها بلطف قائلا 
 معلش يا حبيبتي غمضي عينك و استرخي و انتي هتدفي
بعد ان انتهي من اجراء العملية و عاونهم علي حملها و هي فاقدة للوعي و وضعها بغرفة خصصها لها بالعيادة و خرج الي والدتها ل يطمئتها و لكنه وجد والدها ايضا الذي جاء للتو من السفر بعد ان اخبرته زوجته بأن ابنته ستجري عملية و هناء تجلس علي المقعد بسكون تقدم منهم و هو يجفف يده بمنديل ورقي بيده قائلا 
 مفيش داعي للخوف يا جماعة هي
كويسة
و بخير دلوقتي
نظرت ندي اليه قائلة بتلهف 
 يعني خرجت كويسة مفيهاش حاجة ادخلها
 ابدا الحمد لله و هي دلوقتي نايمة يعني ساعة كدا و تفوق ممكن تدخلي تشوفيها عادي
تنهد عبد العزيز براحة بعد ان استمع الي حديثه و وجد هناء تتمتم بالحمد ل تسرع ندي الي غرفة ابنتها ل يتقدم من عبد العزيز قائلا بعد ان أوقفه قبل ان يغادر 
 بما ان حضرتك وصل بالسلامة فنكتب الكتاب لما فيروز تفوق
نظر اليه عبد العزيز بدهشة و هو يقول بحدة و كأنه يتحدث الي رجل دون عقل 
 احنا في اية و لا في اية انت كمان مش لما البنت تقوم بالسلامة
ما كاد ان يتحدث شهاب حتي دلف الي العيادة طارق متجها اليهم متسائلا سريعا 
 طمنوني يا جماعة فيروز عاملة اية
نظر اليه شهاب باقتضاب و هو ينظر اليه بضيق من اعلي الي اسفل و داخله ڠضب لا ينتهي حتي وجد عبد العزيز يتحدث اليه قائلا 
 كويسة الحمد لله خرجت من العملية و دكتور شهاب طمنا عليها
نظر اليه طارق بتفحص قائلا 
 انت اللي عملتلها العملية
ل يرتفع حاجب شهاب و هو يقول بسخرية 
 لا كنت بخيط كم عمك عماد
سخر و صدرت نبرته متهكمة و هو ينظر اليه بضيق ل ينظر اليه طارق پغضب و ما كاد ان يجيب عليه حتي اوقفه عبد العزيز قائلا 
 اقعد يا طارق اصل شهاب بيحب يهزر علي طول كدا
رمقه عبد العزيز بضيق و هو يتحدث الي طارق ل يتوجه نحو هناء الجالسة بهدوء ل يتحدث اليها قائلا 
 تعالي يا طنط ادخلي لفيروز
استندت علي المقعد و وقفت تتوجه مع شهاب نحو غرفة فيروز حين سألها شهاب قائلا 
 اومال عمي اكرم فين
تنهدت و هي تنظر اليه قائلة 
 من يوم ما علي ماټ و امه دخلت المستشفى و اكرم مفرقاش ابدا قاعد عندها بس هيجي يشوف فيروز علي الساعة ١٢ كدا
 أن شاء الله اتفضلي
قالها شهاب و هو يفتح باب غرفة
فيروز المتسطحة
علي الفراش لا تدري بشئ فقد كانت غائبة عن الوعي ينتظرون افاقتها للاطمئنان عليها
استيقظ حسام بعد ان انتشر الضوء بالغرفة بطريقة مزعجة وضع يده علي وجهه لعله يبعد هذا الضوء المزعج عنه و لكنه لم يقدر فتح عينه ل يجد الشمس تطل بضوءها الذي يبهر العالم بكل صباح و تتخلل اشاعتها القوية نافذة الغرفة الټفت ينظر نحو تلك الغافية لم تشعر بأي شئ و لن تشعر فهو يعلم ان نومها الثقيل يسمح لها ان تكمل غرقها به حتي و ان كانت البيت يهدم حولها ابتسم لكنها لا حياة لمن تنادي غارقة بالنوم هو ينادي باسمها و لكن لا تستمع اليه مرر يده حتي تستيقظ ل تأن هي بصوت ناعس متأففة لكنه استمر بما يفعل حتي استيقظت تفتح عينها واضعة يدها علي عينها
 زينو اصحي
همهمت بالرفض خصلات شعرها المنسدلة خلفها علي الوسادة قائلا 
 زينة زينة الساعة بقت ١١
 يا حسام لسة بدري سيبني انام
ابتعد عنها هو ل تلتفت عنه تكمل نومها الا انها فتحت عينها بحدة
 انت رخم اوي بقي يا عم عايزة انام
 في واحدة تقول لجوزها يا عم و رخم
صړخت هي بفزع ضحك
يخرج من الغرفة نحو المرحاض قائلا 
 شكة اني اوقعك يا هبلة انتي 
 نكدية طول عمرك حتي مفيش صباح الخير
استندت علي الباب و هي تقول بضيق 
 انا نكدية يا حسام ماشي هتشوف النكدية اللي بجد بقي
ل يطرق علي الباب و هو يقول 
 انجزي
انتهت من اغتسالها و فتحت باب المرحاض بخفة حتي تراه و لكنها لم تجده ل تفتح الباب و تخرج و هي تتسحب حتي لا يستمع اليها و لكنها ما ان التفتت ل تتفقده حتي وجدته امامها ل تبتسم ببلاهة و هي تقف امامه واضعة يدها خلف ظهرها قائلة 
 راحة احضر فطار لينا
تقدم منها ل تأخذ وضع الھجوم حين وضعت يدها امام وجهها و اعاد قدم خلف قدم قائلة 
 بص لو جيت جنبي هضربك و الله انا كنت بلعب
كاراتيه و انا صغيرة و معايا الحزام الابيض
اخفي ضحكته عنها و تقدم منها يمسك بيدها 
 انا رخم 
 مين اللي قال عليك كدا يا حبيبي
سألت هي ببراءة و كأنها لا تفهم مقصده ل ينظر اليها قائلا بابتسامة لا تبشر بالخير ابدا  
 مانا هحاسبه يا حبيبتي متقلقيش 
 حرام يا بيبي حرام سيبه
الټفت بها متجها نحو غرفتهم و هو يتحدث اليها بشړ 
 لا اصل انا عمري ما سيبت حقي ابدأ هوريله اللي عمره ما شافه
تتسطح فيروز اعلي الفراش تبدو عليها الشحوب و الي جوارها والدتها ندي تربت علي كتفها مبتسمة بعد ان اطمئن عليها الجميع و تتحدث فيروز بخفوت الي هناء
الجالسة علي المقعد المجاور للفراش لاحظت ندي أن عين ابنتها لا تنزاح عن الباب ل تبتسم و تنحني نحوها تهمس لها بمزاح 
 عينك مش راضية تروح من علي الباب لية مستنية حبيب القلب
نظرت اليها فيروز مبتسمة بخجل ل تكمل ندي بمرح و ضحك 
متقلقيش زمانه جاي و علي فكرة مسبيكيش و لا لحظة
اتسعت ابتسامتها و هي تهمس بخفوت 
 كنت عارفة انه هيفضل جنبي
انتظرته و هي تتحدث مع والدتيها حتي وجدته يدلف الي الغرفة و معه والدته و شقيقه شريف ابتسمت حين رأت ابتسامته التي تسحرها و ټخطف قلبها تقدمت منها والدته تطمئن عنها و هي تقول بهدوء 
 عاملة اية دلوقتي يا حبيبتي
ابتسمت فيروز بود قائلة 
 الحمد لله يا طنط بخير
 حمد الله علي سلامتك يا فيروز
كان هذا صوت شريف متحدثا الي فيروز ل تبتسم قائلة 
 الله يسلمك يا شريف
تقدم منها يتفحصها و من ثم نظر اليها قائلا بجدية 
 انتي زي الفل نكتب الكتاب بقي
حدقت به بذهول و كيف يتحدث اليها بهذه الجدية و كأنه يقول شيئا عاديا همست اليه بخفوت 
 انت مچنون يا شهاب انا لسة خارجة من عملية
غربت عينه و هو يقول بنفاذ صبر 
 يا بنتي دي فاتحة صغيرة و خرجتي علي خير الحمد لله
ل يخرج من الغرفة و
بعد قليل يأتي برجل غريب مع والدها و طارق ابتسم و هو يربت من خصلات شعره و قميصه قائلا 
 المأذون جاهز و انا كمان جاهز
اڼفجرت ندي بالضحك و هي تنظر الي وجه ابنتها المصډوم نظرت اليها فيروز و هي تشير نحو شهاب قائلة 
 هو اية دا بجد
قهقهت ندي بصوت مرتفع و هي تقف جوار عبد العزيز المبتسم قائلة 
 يا حبيبتي يا بنتي مش مصدقة
ل تتحدث اليها فيروز بعدم استيعاب 
 يا ماما انا مش مستوعبة انا نايمة علي السرير مش قادرة اتحرك و هو جايب المأذون
تقدم شهاب نحوها قبل يدها و من ثم تجاهل صډمتها و ذهولها و نظر
الي المأذون قائلا 
 نبدأ يا استاذ
هز الرجل رأسه و جلس علي الأريكة الجلدية الموجودة بالغرفة و بدأ في إعداد اجراءاته حتي يعقد قرانهم
خرج المأذون من الغرفة بعد ان انتهي من عقد القران ل تبدأ التهليلات و المباركات من الجميع و جلس هو الي جوارها علي ذات الفراش و بدأ الحديث معهم و هو يمسك بيدها و لم يتركها حتي رحل الجميع تاركين اياهم يجلسون بمفردهم قليلا الټفت اليها ينظر اليها مبتسما باتساع ل تبتسم هي الاخري بحب انحني يقبل يدها و هو يتحدث بلطف يربح قلبها دائما 
 مبارك يا حبيبتي
ابتسمت و هي تشدد علي يده و كأنها تحتضن يده بين كفها قائلة 
 الله يبارك فيك
 شهاب
انتقل بصره علي تفاصيل وجهها قائلا بصوت هادئ 
جعلها تنظر اليه رغم الخجل الشديد بعينها ل يتحدث اليها مثبتا عينه علي عينها الزرقاء اللامعة 
 انا بحبك اوي و مش عارف ازاي اتخطينا كل الظروف دي كلها و في الاخر انتصرنا و بقينا لبعض
لمعت عينها بالدموع رغما عنها و هي تنظر اليه متعمقة بعينه حتي همسا بصوت متحشرج 
 انا كمان بحبك يا شهاب انا مش متخيلة اصلا كل اللي حصلنا دا و انت لسة معايا حاسة قلبي بينط من الفرحة بعد ما خلاص كنت عرفت أننا مش لبعض و انك
محرم عليا لآخر عمري
وضع يده فوق قلبها يستشعر نبضاته السريعة ل تنظر هي الي يده ثم الي وجهه قائلة 
 اوعدني يا شهاب
ابعد يده علي موضع قلبها يمسك بيدها يقبل باطنها بحب و هو يقول 
 باية يا حبيبتي
همست بصوت باكي و دمعتها تساقطت علي الوسادة قائلة 
 متوجعنيش و متسبنيش و متخبيش عليا حاجة تفضل جنبي متبقاش لغيري و لو حتي بتفكيرك اوعدني يا شهاب
ابتسم ابتسامه لطيفة جعلت قلبها يتراقص و هو يتحدث اليها يمرر ظهر اصابعه علي وجهها قائلا 
 تفتكري انك هبقي لغيرك بعد ما بقيتي ليا
ابتسمت و هي ترفع يدها تضعها علي وجهه و تغمض عينها متنهدة براحة شديدة أصابت قلبها بعد عقد القران ظلت تمرر يدها علي تفاصيل وجهه و كأنها تحفر ملامحها بعقلها و قلبها و جوارحها تحفر وسامته اللامتناهية بصورة فائقة الجمال
حتي ابعدت يدها عنه تفتح عينها و تنظر اليه بابتسامة مشرقة قائلة 
 تعرف نفسي اعمل كدا من امتي
 امتي
تسأل حتي نظرت اليه مطولا ثم رفعت يدها نحو خصلات شعره ترتب خصلاته و هي تقول 
 من يوم ما حبيتك نفسي المسک احس بملمس بشرتك احفظ ملامحك ارتبلك شعرك و اقولك شكلك زي القمر النهاردة بس مكنش ينفع
امسك بيدها يمررها مرة اخري علي وجهه و شعره و هو يقول ببهجة 
ضحكت بخفة و هي تقول 
 شكلك زي القمر كل طول كل يوم بشوفك فيه
ببقي عايزة انا بس اللي اكون شايفاك تكون معايا انا و بس تكون ليا انا و بس
ل يتحدث اليها بمرح 
 ياريتني كتبت الكتاب من زمان عشان اسمع الكلام الحلو دا كله
ضحكت هي علي طريقة حديثه ثم تسألت هي قائلة 
 طب افرض يعني افرض اننا مكناش اتجوزنا او كنت اتجوزت واحد تاني كنت هتعمل اية
و قد عقد ما بين حاجبيه بحدة قائلا 
 مش عايز حتي اسمع احتمال زي دا يا فيروز
و هي تتحدث بهدوء 
 اتنرفزت لية طيب مانا بقيت مراتك اهو انا بسأل بس
يا حبيبي
 مش عايزك تسألي و لا تقولي اي كلمة من دي الحقيقة و الواقع دلوقتي و اللي نحمد ربنا عليه انك مراتك و حبيبتي و حتة مني و هتفضلي جنبي لاخر يوم في عمري 
الفصل السادس و العشرون 
دلف الي الغرفة المقيمة هي بها بعيادته رغم قدرتها علي الذهاب الي المنزل الا أنه اصر الا تخرج من العيادة حتي تتعافي كليا و الجميع يعلم أنه يريدها الي جواره و يتحجج فقط حتي تصبح قريبة منه نظرت اليها و هي تغفو بسلام جلس علي طرف الفراش يتأملها بحب و مد يده يمررها علي وجهها و خصلاتها المنسدلة علي وسادتها بحنو قائلا 
 عيون الفيروز
لم يجد منها اي استجابة ل يمسك بيدها و يقترب اكثر انحني بالقرب من اذنها و همس بلطف قائلا 
 روز اصحي وحشتيني
لم يجد استجابة منها و كأنها تنام في قاع المحيط ل يمرر يده علي بشرتها الاخري قائلا بجوار اذنها 
 حبيبتي
همهمت بنعاس و هي تضغط علي جفنيها ل يمرر يده علي خصلات شعرها و هو يتحدث اليها 
 قومي بقي يا روز
فتحت جفنيها بتكاسل ل تبتسم بلطف و هي تجده امامها تماطعت و هي ترفع يدها تضعها برقة علي وجهه و هي تهمس بنعاس 
 صباح الخير
نظر
الي عينها بهيام قائلا 
 صباح عيون الفيروز
ضحكت بخفة و هي تحاول الاعتدال بجلستها ل يعاونها هو علي ذلك ل تجلس معتدلة و هي تفرك عينها قائلة 
 وحشني اوي الاسم دا علي فكرة
 و انتي وحشتيني
قالها مبتسما ل تنظر اليه بحب و هي ترمش باهدابها عدة مرات ل يقف هو عن الفراش و يخرج يأتي بالطعام لها و يدلف اليها مرة اخري واضعا الطعام اعلي وحدة الادراج بجوارها و جلس بالقرب منها قائلا 
 يلا عشان تفطري عشان عندي عملية مهمة اوي النهاردة
سعلت و هي ترفع خصلة تضعها خلف اذنها تتحدث بهدوء متسائلة 
 انت مش هتفكلي السلك النهاردة
هز رأسه بايجاب مبتسما بهدوء و هو يرفع يده نحو وجنتها
الحمراء اثر النوم يمرر ابهامه عليها و هو يتحدث 
 ايوة يا حبيبتي ان شاء الله علي اخر النهار علي ما اخلص
اقترب منها اكثر و بدأ يطعمها وسط دلالها المحبب ل قلبه و انتهي من اطعامها ل يمسك بيدها و هو ينظر اليها و لازال يحافظ علي تلك الابتسامة المشرقة علي ثغره ل تتحدث هي اليه قائلة 
 هو انت لية قعدتني هنا يا شهاب رغم اني ممكن اروح عادي
ضحك هو بخفة ناظرا اليها و هو يجيبها بهدوء 
 يعني انتي مش عايزة تفضلي جنبي
 كنت عارفة و الله اجابتك عشان انت كمان مبتروحش و بتفضل معايا
قالتها بسعادة و كانت متيقنة انه بالفعل يريد ان يظل الي جوارها ضمت هي يده الممسكة بيدها بيدها الأخري و هي تقرب وجهها من وجهه قائلة 
 انا بحبك يا شهاب الحمد لله اني معاك دلوقتي
تنهد برفق و براحة شديدة تشعر بها ترفرف لها قلبها ابتسم و هو يهمس بجوار اذنها 
 تخيلي بقالي اد اية مستني دا
ضحكت اكثر قائلة 
 ٧ سنين و نص
 انا هقوم دلوقتي و
هرجعلك تاني
 بس انا بزهق يا شهاب لوحدي
قالتها بضيق و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها ل يخرج هاتفه من جيب بنطاله و يمده لها و هو يتحدث اليها 
 خدي اتسلي في الفون لحد ما ارجع
تنهدت هي و هي تمد يدها ل تأخذ الهاتف منه و هي تقول 
 طب الباسورد اية
ابتسم ابتسامه لم تفهم معناها ل ينحني مرة اخري الي جوارها و بدأ يضغط علي الشاشة عدة ضغطات و هي تصب كامل تركبزها علي ما يكتب حتي فتح الهاتف ل تنظر اليه و هي تعقد حاجبيها باستغراب قائلة 
٥ ٣ ٢٠١٣ تاريخ اية دا
رفع حاجبه ناظرا اليها بتهكم قائلا 
 ما هو الاهتمام مبيطلبش
نظرت اليه بذهول لوهلة و من ثم اڼفجرت بالضحك قائلة 
 لا يا حبيبي انت فاهم غلط انا بس اللي اقول الجملة دي
اكملت ضحكتها و هي ترفع رأسها نحوه متسائلة من جديد 
 قولي
بقي دا تاريخ اية عشان ناسية
 دا اول يوم شوفتك فيه يا هانم
قالها بغيظ منها و هو يرمقها بضيق ل تضم هي شفتيها و هي تتذكر ذلك اليوم حين كانت تقف بشرفة غرفتها تتحدث بالهاتف مع احدي صديقاتها و لم تنتبه الي الواقف بالشرفة المجاورة لها و الذي انتبه الي صوتها الهادئ و هي تتحدث قائلة 
 لا مش عايزة اروح الدرس في مجموعة الساعة ٢ الدنيا بتبقي حر اوي
انتظرت تستمع الي صوت صديقتها مجيبة عليها ل تضحك هي بخفة و هي ترد عليها مجيبة 
 بطلي رخمة انا كدا يا ستي بفرهد في الحر و مش هعرف اركز
صب تركيزه علي حديثها و علي يدها الممسكة بحجابها الملقي باهمال علي رأسها ابتسامتها الرقيقة تبدو صغيرة بريئة عينها تلتمع بوميض مميز جذاب و كأنه لم يري بلون عينها قبلا ابتسم بتلقائية حين علت صوت ضحكتها قليلا و هي تنطق قائلة 
 ايوة يا ستي انا قابلة احضر مع الولاد الساعة ٧ بس مروحش الساعة ٢ في الجو دا
 انا هقفل يا فيروز عشان هتشليني
نطقت بها
صديقة فيروز من الطرف الاخر ل تتحدث اليها فيروز بمرح 
 انا غلطانة اني عايزاكي تترحمي من الحر و تركزي في اللي هناك قصدي في الدرس
صړخت الاخري بسبها و هي تغلق الهاتف بوجهها ل تضحك فيروز واضعة يدها علي فمها تكبح صوتها و ما كادت ان تدلف مرة اخري الي الداخل حتي وجدت من يتحدث اليها 
 مش عيب واحدة زي القمر زيك كدا تقعد وسط ولاد
انتبهت الي الواقف بالشرفة المجاورة يستند علي السور ناظرا اليها بتمعن و يتحدث اليها مع احتفاظه بابتسامة عريضة استفزتها ل تلتفت اليه و هي تنظر اليها بضيق 
 نعم و انت مالك و تقف تسمع كلامي لية اصلا
 اظن انك انتي اللي خرجتي تتكلمي في الفون في البلكونة و انا واقف مش انا
قالها شهاب مبتسما ببساطة ل تنظر اليه باشمئزاز قائلة 
 لا دي اسمها قلة ادب المفروض تنبهني انك موجود
عشان لسة متعودتش ان في ناس ساكنة جنبنا و اظن ان كنا مرتاحين اكتر قبل ما اشوف وش حضرتك
كانت تريد ان تهينه لا تعلم لماذا شعرت انه بغيض لا يصلح لان يتحدث معه احد القت عليه نظرة غاضبة و هي تتحرك نحو الداخل ل يصيح بها قائلا 
 مزعلتش علي فكرة عيلة بقي و مش عارفة بتقول اية
استمعت إليه من الداخل ل تخرج اليه مرة اخري و رغم انها لا تتحدث مع اي احد بهذه الفظاظة الا انه اثار اعصابها و ودت الفتك به منذ الوهلة الاولي رفعت سبابتها تشير اليه وهي تتحدث اليه پغضب قائلة 
 مين دي اللي عيلة يا تافه انت دا انت يا اخي عليك رخمة مش علي حد انا مش فاهمة ازاي في ناس حشرية كدا من بكرا هحط حاجز عشان مشوفكش تاني
ابتسم پغضب و هو يمرر يده بخصلات شعره قائلا 
 انا تافه و رخم و انتي ما شاء الله عليكي ملاك ادخلي يا بنتي شوفي مذاكرتك ناقص عيال انا
ضړبت الحائط بيدها بقوة بغيظ ل تتأوه پألم
ل يضحك هو عليها قائلا 
 خدي بالك يا قمر هتتكسري
سخرت منه و دلفت الي الداخل غالقة باب الشرفة بقوة ل يحك هو مؤخرة رقبته مبتسما علي غيظها و ڠضبها الطفولي
فاقت من ذكريات ذلك اليوم و هي تنظر اليه مبتسمة ل تجده يعقد ذراعيه أمام صدره ل تتحدث قائلة 
 مكنتش طايقاك كنت عايزة ارميك من البلكونة
ضحك بصوت مرتفع علي تعابير وجهها و قد نسي ما تفوهت به ما ان اعتدل بوقفته و كاد ان يرد عليها الا ان وصلت الممرضة اليها تتطرق علي الباب المفتوح بالاصل ل يلتفت اليها شهاب قائلا 
 أيوة يا هدي
ل تتحدث هدي ببشاشة قائلة 
 كل حاجة جاهزة يا دكتور و منتظرين حضرتك
هز رأسه بايجاب و هو يشير اليها قائلا 
 طب روحي انتي يا هدي و انا جاي وراكي
انصرفت الممرضة بهدوء و الټفت اليها مرة اخري قائلا 
 مش هتأخر عليكي
يا حبيبتي
هزت رأسها بابتسامة واسعة و هو يتوجه نحو الخارج غالقا الباب خلفه ل تفتح هي الهاتف الخاص به و تبدأ بالعبث به لانها قد نست هاتفها بالمشفي قبلا
تجلس زينة امام التلفاز بالردهة و تتناول بعض من ثمرات الفاكهة منتظرة حسام ان يأتي من الخارج و قد تأخر اليوم كثيرا انتظرت قليلا حتي استمعت الي صوت الباب يفتح و يطل حبيب القلب من خلف الباب غالقا الباب خلفه ابتسمت باتساع حين التقت عينها بعينه ل يرتسم الابتسامة علي وجهه متقدما منها جلس جوارها و امال عليها يقبل وجنتها و هو يقول بهدوء 
 ازيك يا حبيبتي
هزت رأسها بايجاب و هي تميل نحوه تضع رأسها علي كتفه قائلة 
 الحمد لله يا حبيبي اتأخرت لية
تنهد و هو يحاوط كتفها قائلا 
 روحت قعدت مع ماما شوية
هزت رأسها بتفهم و هي تسأل 
 هي كويسة
 ايوة الحمد لله و بتسلم عليكي
ابتسمت و هي تعلم ان
حماتها العزيزة لن تفعل ذلك فقط هو يقول ذلك حتي لا تحزن ل تعتدل بجلستها و هو تربت علي يده قائلة 
 الله يسلمك و يسلمها انا هقوم احضرلك الاكل
منعها من القيام و هو يقول بهدوء 
 لا انا اتغديت مع ماما المهم انتي اكلتي
هزت رأسها بنفي و هي تقول 
 كنت مستنياك بس مش مهم اكلت فاكهة
 يعني اية مش مهم لازم تاكلي و بعد كدا لما تلاقيني اتأخرت تاكلي عشان انا اوقات كتير يا هتأخر في المكتب او ممكن اعدي عند ماما
نظرت اليه بتأفف و هي تقول 
 طب مانا مش هعرف اكل لوحدي
تنهد و هو يمسك بيدها يسير بها نحو المطبخ اوقفها امام مقود الڼار و هو يقول 
 اغرفي و هأكل معاكي
ابتسمت برضا و بدأت في تحضير الطعام و هي تتسأل عن كيف كان يومه و هو يسرد لها احداث اليوم و بعض المواقف دون ملل وضعت الطعام علي الطاولة و جلس هو الي جوارها يأكل ببطئ حتي تنتهي هي من الطعام فقد كان
قد تناول الطعام و لكنه يريد الا تتكاسل عن تناول طعامها ل ينظر اليها متأملا اياها و هي تتحدث اليه قائلة 
 بكلم فيروز مش بترد عليا من يوم فرحنا و مجتش حتي تشوفني بصراحة زعلانة منها اوي
 يمكن عندها ظروف يا حبيبتي الله اعلم كلمي مامتها و اسأليها عليها
اجابها بهدوء اخذا العذر ل صديقتها ل تنظر اليه بتأفف قائلة 
 المشكلة اني مش معايا غير رقم طنط هناء و مش عارفة ممكن تعرف عنها حاجة و لا لا مش معايا رقم مامتها
 طب ما تكلمي طنط هناء يمكن تعرف بدل ما تزعلي علي الفاضي يمكن فيها حاجة في ظروف اي حاجة يعني
تنهد و هي تهز رأسها بايجاب واضعة الملعقة جانبا و هي تقول 
 انا الحمد لله شبعت هقوم بقي و بعدين اكلمها
حمل معها الاطباق و
ادخلها المطبخ و جلس علي طاولة المطبخ يتحدثان سويا حتي تنتهي من تنظيف الاواني تنحنحت و هي تتحدث اليه بهدوء متسائلة 
 طب و انت مش ناوي نرجع نقعد في بيتنا يعني نرجع نعيش في شقتك هناك
استطال صمته ل تغلف الماء بعد ان انتهت و تمسح يدها العالق بها الماء بكثرة و تجلس علي المقعد المجاور له تهمس له 
 ضايقتك
ابتسم و هو يمرر يده علي رأسها بهدوء و هو يتحدث اليها قائلا 
 لا يا حبيبتي مضايقتش بس صدقيني كدا احسن خلينا نبعد عن اي مشاكل انا عايز اعيش معاكي حياة هادية و لو رجعنا هناك عمرنا ما هنعيش يوم من غير مشاكل و خناق
 يعني انت عايز كدا من كل قلبك طب طنط لما روحتلها النهاردة مفتحتش معاك موضوع اني السبب في بعدك عنها
تسألت بخفوت ل بحنو و قد فعلت والدته بالضبط دائما ما تتهمها بابتعاده عنها لكنه لا يريد ان تسمتع زوجته الي شئ يؤذي داخلها لا يريدها ان تعاني من كره والدته لها قبل قمة رأسها و هو يجيب 
 انا ميهمنيش اي حاجة امي تقولها انا عمري ما هسيبها
و هشوف كل طلباتها و دايما هبقي جنبها بس في نفس الوقت عايز اعيش معاكي بهدوء انتي عمرك ما هتبقي سبب في بعدي عنها بالعكس انا دلوقتي واخد بالي منها اكتر من اي وقت متشغليش بالك انتي
انهي جملته برفع رأسها نحوه ل تبتسم و هي تضع يدها علي وجهه مجيبة 
 انت احلي حاجة ممكن تحصل لاي واحدة يا حسام خليك دايما جنبي
تأففت بملل و هي تغلق الهاتف و تضعه اعلي وحدة الادراج بجوارها فقد شاهدت حلقتين من المسلسل المفضل لها و نفذ الانترنت من هاتف شهاب تتعجب لما
لم ينتهي الي الآن من عمليته و لما لم يأتي احد من اهلها ما ان انتهت من تفكيرها حتي طرق باب الغرفة اذن للطارق بالدخول و كان اكرم و معه هناء ابتسمت باتساع و هي تجد اكرم يتقدم منها ل يقبل رأسها متسائلا 
 عاملة اية يا حبيبتي النهاردة
هزت رأسها بايجاب و هي تجيب 
 الحمد لله يا بابا بخير عمتو عاملة اية النهاردة
تنهد و هو يبتعد حتي يفصح المجال ل زوجته قائلا 
 لسة تعبانة ادعيلها
احتضنت هناء فيروز برفق و هي تقبلها ثم جلست الي جوارها تطمئن عن احوالها و يتبادلان أطراف الحديث حتي رن هاتف هناء اخرجت الهاتف من حقيبتها ل تجدها زينة نظرت الي فيروز و هي تقول 
 دي زينة خدي ردي عليها
امسكت فيروز بالهاتف و فتحت الاتصال و اجابت بهدوء 
 الو يا زينة انا فيروز
ما ان استمعت زينة الي صوتها حتي اڼفجرت بها بحديث لن ينتهي 
 فيروز انتي فين يا حيوانة من يوم فرحي و انتي مختفية كلمتك مية مرة علي الفون و في الاخر اتقفل و الهانم مش معبراني و كمان مجتيش تزويني و تشوفي شقتك بقيتي بياعة يا بنت عبد العزيز
 يا بت كفاية و اسمعيني
صاحت بها فيروز بضيق ل تصمت زينة و هي تتنفس بصوت مرتفع پغضب منها حتي تحدثت فيروز بهدوء 
 انا عارفة انك زعلانة مني بس و الله ڠصب
عني بعد ما مشيتي من القاعة انا تعبت و شهاب اخدني علي عيادته و عملي تحاليل و اشعة طلعت الزايدة و عملت عملية و معرفتش اقولك عشان انتي لسة عروسة و الفون نسيته في المستشفى قبل فرحك
اجابتها فيروز مفسرة و شهقت زينة المنصدمة العالية دوت صداها باذنها ل تتحدث زينة پغضب و صوت مرتفع قائلة 
 انتي غبية ازاي متقوليش حاجة زي دي عروسة اية و زفت اية في وقت زي دا قوليلي انتي فين دلوقتي
حاولت فيروز تهدئتها و تلطيف الاجواء و هي تتحدث بهدوء 
 يا حبيبتي
انا كويسة مټخافيش خليك انتي في جوزك و متشغليش بالك
 ازاي يعني مشغلش بالي يا فيروز هتقولي انتي فين و لا انزل ادور يعني
تأففت فيروز ل عناد صديقتها و هي تقول بتنهيدة 
 انا في عيادة شهاب يا زينة
اسرعت زينة بالحديث قبل ان تغلق غير منتظرة كلمة اخر من فيروز 
 انا جاية حالا سلام
اغلقت الهاتف ل تنظر فيروز الي الهاتف بقلة حيلة و هي تمد يدها بالهاتف الي السيدة هناء في حين دلف شهاب الي الغرفة بعد انتظاره طويلا ل تنظر اليه و هو يصافح السيد اكرم متسائلة 
 اتأخرت كل دا في العملية لية حصل حاجة
تنهد قبل ان يجلس علي طرف الفراش مع الطرف الاخر قائلا 
 قلبه وقف في عملية بس الحمد لله العملية نجحت و عدت علي خير
تمتمت بالحمد و نظرت اليه بهدوء حتي وقف هو من جديد يتقدم منها و هو يقول 
 طب هفلك السلك الاول عشان نتغدي
نظر اكرم الي هناء ل تقف ل يتحدث اليهم اكرم قائلا 
 طب احنا برا علي ما تخلص
 خليك يا بابا
نطقت بها فيروز بحرج و هي تنظر الي شهاب الذي لم يتحدث بشكل لائق كان عليه ان يتحدث بتأدب اكثر ل يتحدث اكرم بهدوء 
 هندخلك تاني يا حبيبتي
خرج اكرم مع زوجته ل ترمقه بضيق قائلة 
 لسة داخل و شايف ماما و بابا قاعدين استني شوية و بعدين ابقي
قولي انك هتفك السلك
تقدم يجلس بالقرب منها و هو لم يري انه قد فعل شئ هذا شئ طبيعي هي فقط تضخم الامور دائما ل يقول 
 و محصلش حاجة يا حبيبتي
امسك بطرف كنزتها يرفعها عن بطنها و ينظر الي الچرح ل تمسك بيده و هي نقول پخوف 
 هي هتوجعني
هز رأسه بنفي و هو يجعلها تتسطح اعلي الفراش و يبدأ في عمله ما ان لمسها حتي امسكت بيده تتحدث سريعا 
 وجعتني اومال لما تفكه هيحصل اية
 بطلي دلع يا روز دا انا لسة معملتش حاجة
قالها و
هو يبعد يدها عنه و يتابع عمله ل تغمض عينها بقوة و صكت علي اسنانه و هي تشعر ببعض الألم واضعة يدها علي فمها حتي لا تصدر اي صوت منها حتي انتهي تماما مما يفعله و انزل كنزتها مرة اخري و تحدث بهدوء 
 خلصت  ۏجعتك 
هزت راسها بايجاب و هي تمسح دمعة تسربت من بين اهدابها و تمد شفتيها السفلية بطفولية ل يضحك بمرح هو يعقم يده و يمسحها بمناديل ورقية 
 يا روحي علي قطتي يا ناس
ابتسمت هي استقام قائلا 
 خلاص هديكي مسكن بس بعد الاكل خليكي تخفي بقي عشان في عندي مفاجأة ليكي
اتسعت عينها بفضول و هي تقول 
 بجد اية هي
ابتسم بمشاكسة و هو يلاعب حاجبيه قائلا 
 مفاجأة هقول لية
تعالي صوت المصور الفوتوغرافي بهذه الجملة ل شهاب الواقف خلف فيروز تلك العروس الرقيقة التي اطلت بالابيض اطلالة مبهرة بفستانها المرصع ك حبات السكر جوار بعضهم البعض و وجهها الطفولي الغير مزدحم بمستحضرات التجميل رقتها تتحدث عنها في هيئتها الطفولية البريئة و حجابها المعقود الي الخلف يظهر رقبتها الطويلة البيضاء مرصعة بعقد الماس اهداء من والدها السيد عبد العزيز و قد كانت تمتلكه والدته قبلا و انتظر حتي يكون من نصيب ابنته في يوم زفافها اتسعت ابتسامتها هامسا بسعادة 
 مش قولتلك هتعجبك المفاجأة
نظرت اليه بتلقائية و اعين تلتمع بفرحة عارمة ل يلتقط المصور الفوتوغرافي هذه اللقطة بهذه
العفوية منهما في حين تحدث اليه قائلة 
 مكنتش متوقعة ان دي تكون مفاجأتك فرح مرة واحدة
 امسك ايد العروسة يا عريس و اقف ادامها
قالها المصور حين دام نظراتهم لبعضهم طويلا و حديثهم الخفي عنهم ل يقف شهاب امام فيروز و يمسك بيدها يرفع امام وجهه و هو يتحدث اليها 
 كنت هستني اية اكتر
من كدا الحمد لله بقيتي زي الفل اية اللي يمنع
زادت ابتسامتها اتساعا و هي تجده يقبل يدها مع التقاط المصور لذلك أيضا وقف المصور الفوتوغرافي يتحدث اليهم مبتسما ببشاشة قائلا 
 خلصنا يا عريس مكنتش عايز حد يقولك اتصور ازاي
ضحك هو و هو يقبل جبهتها و هي تقول بهدوء 
 بس ازاي جاتلك الفكرة اننا نعمل الفرح في الفيلا عند بابا
تأملها بأعين متفحصة ل تفاصيل وجهها قائلا 
 لا بصراحة مش فكرتي دي فكرة باباكي نفسه
 احسن كدا مرتاحة اكتر
قالتها بنبرة ذات مغذي و كان يعلم مقصدها لا تريد ان تستمع الي جملة الناس المعتادة في حالتهما مش دا جوز اختها ابتسم و هو يقبل رأسها مرة اخري ثم امسك بيدها ل يتوجه بها نحو الحفل بحديقة منزل والدها حيث الاضواء المنتشرة ببهجة و الازهار البيضاء الجميلة بجميع الارجاء حتي بداخل حوض السباحة و بدأت الحفل الراقي و الموسيقي و رقصات الزوجين و احتفال الجميع بهما كان ثنائي رائع يليقان ببعضهم البعض كثيرا لهفته و حبه الواضح لها كان متمثل امام الجميع كان يتمني الا تنتهي اي لحظة و هي معه و بعد ان تم الاحتفال بصخب و مباركات رقص و غناء انتهي الحفل علي خير و امسك شهاب بيد زوجته متوجهين معا نحو منزل الزوجية الخاص بهم فقد عاد شهاب ان شقته الموجودة ببيت عائلته
دارت حول نفسها بسعادة ما ان دلفت الي شقتهم الذي كان قد جهزها لها شهاب و لم تكن تعلم لقد كاد قلبها ان ينخلع من كثرة دقاته و هي تقول بصوت مرتفع بعض الشئ 
 انا مش مصدقة نفسي انا فرحانة
اوي اوي اوي
عقد ذراعيه أمام صدره يستند علي الحائط و هو يراقب سعادتها بابتسامة هائمة بها ل يجدها تتقدم نحوه و تمسك بيده تجذبه قائلة 
 انا فرحانة اوي يا شهاب مش مصدقة اني في بيتك و مراتك مش مصدقة ان دا حصل بعد ما كان من كام شهر بس بقول مش هينفع
هنتكلم تاني مش هينفع ابصلك مش هينفع احكيلك علي حاجة و اشاركك لحظاتي من شهور بس كنت محرم عليا حاسة اني بحلم يا شهاب مش مصدقة
و هو يعلم ان حديثها صحيح هو أيضا كان يعتقد انها لن تسامحه لن تعود اليه لن تتراجع عن نفسها و تتحدث اليه
 و لا انا مصدق يا عيون الفيروز
ابتعدت عنه تنظر الي عينه الدامعة بتأثر قائلا 
 بحبك
ابتسمت باتساع و هي تتركه خجلة مما فعلت و تحركت نحو غرفتهم بعد ان تفحصت الشقة بنظرات سريعة خجلت حجابها بصعوبة ل كثرة مشابكه و خلعت زينتها أيضا و بدأت في ازالة مستحضرات التجميل و مشطت خصلات شعرها السمراء حتي انسدلت خلف ظهرها التفتت ل تنظر الي ذلك المراقب لها منذ ان دلفت الي الغرفة جالسا علي الفراش ابتسمت
 افتكرت انه تمليك
الفصل السابع و العشرون و الاخير 
تتسطح علي الفراش تغطي بنوم عميق هنيئ لا تدري بشئ يدور حولها و كان هو يراقب ملامحها الهادئة البريئة و هي تنام كالاطفال بطنها التي بها بعض البروز اثر الحمل فهي بالشهور الاولي ل حملها كم كان يشعر بأنه يحلق بالسماء عندما استمع الي خبر حملها كان مثل الاطفال بردة فعله التي كانت مبالغ بها بعض الشئ ابتسم علي ذكري هذا اليوم نظرت اليه مبتسمة و هو يتحدث اليها بجب 
 صباح الورد علي الورد
ضحكت بخفة و هي تعتدل بجلستها الي جواره تتثائب و هي تضع يدها علي فمها و من ثم نظرت اليه قائلة 
 صباح النور يا حبيبي
نظر اليها و هو يبتسم متسائلا بحب واضعا يده علي بطنها 
 حبيب بابا عامل اية النهاردة
وضعت يدها علي يده
و هي تبادله ابتسامته باكثر منها اتساعا قائلة 
 الحمد لله يا بابا كويس
ابتعد عن الفراش بعد ان قبل وجنتها قائلا 
 طب يلا قومي يا كسلانة
خرجت من الفراش تمد قدمها
علي الارض و من المعتاد ان تجد نعلها المنزلي اسفل قدمها بالضبط الا انها لم تجد سوا احد منه ل تبحث بعينها عن الاخري و هي تقول بنبرة مخټنقة و هي علي وشك البكاء 
 فين السليبر بتاعي
نظر اليها بانتباه من نبرتها المخټنقة ل يهتف بهدوء متسائلا 
 في اية يا حبيبتي
بدأت بالبكاء و هي تلتفت اليه قائلة بنبرة حزينة باكية و كأنها فقدت شئ غالي للغاية و لا يقدر بثمن 
 مش لاقية السليبر بتاعي يا شهاب
تنهد و هو يتوجه نحوها فقد زاد بكاءها عن الحد بكل يوم تبكي ل اسباب صغيرة و لا ينظر اليها بعين الاعتبار او تبكي دون سبب يذكر بدأ بالبحث عن نعلها المنزلي التي تبكي لاجله ل يجده أسفل الفراش يبدو ان قدمها قد ازاحه الي الخلف قليلا اخرجه و وضعه بقدمها و هو يقول بهدوء 
 اهو يا حبيبتي متعيطيش
جلس جوارها يمسح دموعها المنهمرة و هو يهتف 
 بټعيطي لية علي شبشب يا فيروز دلوقتي يا حبيبتي متتعبيش اعصابك و ټعيطي علي الفاضي و المليان
ازداد بكاءها و هي تنظر اليه قائلة من بين شهقاتها بعتاب 
 قصدك يعني اني نكدية و بعيط علي الفاضي طب و لية ټعذب نفسك معايا طلقني احسن و روح اتجوز
تنهد بصبر ف هذا يتكرر كل يوم تقريبا منذ ان مر الشهر الاول من حملها و اصبحت لديها حساسية زائدة لدي كل شئ و اي شئ و احيانا يصل بها الامر انها تتخيله انه سيطلقها و يتزوج باخري مرر يده علي وجهه ل يهدئ قليلا و هو ينظر إليها قائلا بهدوء 
 يا حبيبتي مش قصدي و بعدين مش كل شوية تقولي طلقني و اتجوز دا احنا مصدقنا نبقي لبعض
ذمت شفتيها بطفولية و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر
الي الأمام بصمت قائلا 
 خلاص بقي فكي
نظرت اليه و هي تقول 
 انت اتغيرت
اوي معايا علي فكرة
أشار الي نفسه و هو يقول بتهكم مستتر 
 اه فعلا اتغيرت جدا معلش هحاول ارجع زي الاول
لم تلاحظ التهكم بنبرته ل تهز رأسها بايجاب و هي تقول بهدوء 
 ياريت
خرجت من الغرفة ل يهز رأسه و هو يضرب يده علي قدمه بقلة حيلة الجميع يلاحظ تغيرها و هي فقط تشعر بان الجميع تغير معها وقف هو يتوجه الي خارج الغرفة و هو يدعو الله ان يمنحه الصبر حتي يمر حملها علي خير
استعدت زينة للخروج مرتدية ملابسها و تجلس اعلي الاريكة بالردهة و بين يديها طفلها الصغير عمر صاحب الاربع اشهر منتظرة حسام ان يكمل ارتداء ملابسه حتي يوصلها الي منزل والديها فهي وعدت والديها ان تقضي هذا اليوم معهما قبلت رأس الصغير و هي تهزه بين يديها حتي خرج حسام و قد انتهي من ارتداء ملابسه و يمسك بيده حقيبة جلدية سوداء تخص عمله ابتسم باتساع و هو يتقدم منها قائلا 
 خلصت يلا
ابتسمت و هي تهز رأسها بايجاب ل يعدل من حجابها المنزلق يظهر القليل من شعرها و يمد يده الي الصغير عمر يأخذه بين يديه و هو يتحدث بدلال للصغير 
 هخلي حبيب بابا معايا عشان يروح يشوف تيتا
ازدادت ابتسامتها البشوشة و هي تمسد علي رأس الصغير قائلة 
 مش ملاحظ ان مامتك اتغيرت من يوم ما ولدت عمر حتي اتغيرت معايا و بقيت متقبلة اني مرات ابنها
ابتسم هو يمسد بيده علي وجهها قائلا 
 أيوة ملاحظ دي كل يوم بتكلمني تقولي عمر عامل اية هتجبهولي امتي هات عمر و زينة و تعالي اقعد معايا
ضم الصغير ل قلبه و ابتسم باتساع ناظرا بحب ل وجه صغيره الساكن بسلام ينظر اليه بأعينه السوداء الواسعة قائلا 
 احلي حاجة حصلت ان استاذ عمر شرف عشان و اهو حسن العلاقات بينكوا
 لا و عمل كمان علاقات جديدة فاكر يوم ولادته لما انت و
شهاب فضلته تتكلموا و نسيته كل حاجة و من يومها و انتوا بقيتوا اصحاب
نظر
اليها حسام و هو يضحك متذكرا كيف كان متوترا و خائڤ للغاية و هي بداخل غرفة العمليات تلد طفلهم حتي اتت فيروز مع زوجها شهاب و جلس الي جواره يتحدث معه حتي يهدئ من روعه الا انهم ظلوا يتحدثون عن كل شئ و اي شئ و تعرفا علي بعضهم البعض جيدا و قد نسي حسام توتره حتي نسي ان زوجته تلد بالداخل وسط استغراب فيروز هل حسام لا يهتم بزينة و حين خرجت زينة من غرفة العمليات و سمح لهم الطبيب برؤيتها حرضتها فيروز علي حسام و قالت لها علي بداية علاقة الصداقة التي نشأت بين ازواجهم بالخارج نظر حسام اليها منتبها إليها و ابتعد عن ذكرته لهذا اليوم و هي تضع يدها بخصرها قائلة بضيق 
 ما انت سيبتني بولد جوا و روحت تصاحب برا
ضحك اكثر علي تعبيراتها ل يتحدث مبررا 
 طب و الله كنت خاېف عليكي و جدا كمان بس بجد شهاب انسان محترم و كلامه عاقل كدا و تحبي تسمعيله دا هو اللي خفف عني شوية من التوتر اللي كنت فيه
ضيقت عينها عليه و هي تلوي شفتيها بتهكم قائلة 
 طب يلا عشان منتأخرش
خرج معها الي الخارج و هو ينظر اليها مبتسما علي ردة فعلها المستمرة منذ ولادة عمر الصغير و لومها له علي عدم توتره او خوفه عليها و هذا فقط بعقلها لا أساس له من الصحة لقد كاد ان ېموت من القلق عليها كيف لا يخشي علي صغيرته فهي حبيبته التي تمناها دوما
استطاع ان يصلها الي منزل والديها قبل الذهاب الي عمله الټفت اليها ينظر اليها قائلا بهدوء 
 ادخلي يا حبيبتي انتي و انا لما اخلص هعدي عليكي اخدك يا حبيبتي
هزت راسها بنفي و هي تمسك بيده قائلة 
 لا انزل معايا مش هنزل غير معاك
تنهد بهدوء و هو يضع يده اعلي رأسها قائلا 
 يا حبيبي و الله عندي
عملية مهمة جدا و لازم اروح العيادة دلوقتي دا غير اني هعدي علي
المستشفى اعمل عملية لواحد هناك و انتي عارفة الموضوع دا
ارتجفت شفتيها پبكاء و هي تسحب يدها منه هامسة بصوت حزين وشك علي البكاء 
 ماشي براحتك
تأفف بداخله و هو يرسم ابتسامة هادئة علي ثغره ثم امسك بيدها مرة اخري طابعا قبلة حانية بباطن كفها 
 حبيبي انتي عارفة اني مشغول صح زعلانة لية دلوقتي
 مش زعلانة و لا حاجة
قالتها بخفوت و هي تنظر الي الجهة الاخري ل يمسك بذقنها يجعلها تنظر اليه و هو يقول بهدوء 
 خلاص يا حبيبتي انا هنزل معاكي بس هقعد شوية صغيرين و امشي ماشي
ابتسمت برضا و هي تنظر اليه تهز رأسها بايجاب توافقه علي ما يقول ثم فتحت الباب و خرجت من السيارة ل يهمس بخفوت حتي لا تستمع اليه 
 يارب تولد بقي يخربيت هرموناتك انا عايزة فيروز القديمة
طرقت علي الزجاج ل يخرج هو الاخر كم من السيارة يتوجه معها نحو الداخل حين استقبلتهم والدتها السيدة ندي بحفاوة و هي تقبل ابنتها و ټحتضنها بشدة و كأنها لم تراها منذ زمن الا انها كانت معها بالاسبوع الماضي انهي تعجبه خروج السيد عبد العزيز من مكتبه لاستقبال ابنته جلسا بعد استقبال غني بالاحتفالات بوجود صغيرتهم احتضنت السيدة ندي فيروز و هي تجلس الي جوارها قائلة 
 عاملة اية يا حبيبة ماما
شددت فيروز علي احتضانها و هي تهمس لها بالحمد ل ينظر اليها والدها مبتسما يقول بهدوء 
 مش تسمعوا الكلام و تيجوا تقعدوا معانا هنا لحد ما تولدي
 معلش يا بابا خلينا كدا احسن و كدا كدا انا هنا كل يوم خميس اهو
قالتها فيروز و هي تنظر إلى والدها مبتعدة عن حضڼ والدتها ل يتحدث اليها والدتها هذه المرة قائلة 
 طب خلاص روحي السبت الصبح
نظرت الي شهاب تنتظر اجابته الا انه خشي ان تبكي ككل مرة اي كانت اجابته ل يرفع يده باستسلام و هو يقول 
 براحتك يا حبيبتي اللي
يريحك
ابتسمت باتساع و هي تقول لوالدتها 
 خلاص يا ماما هقعد معاكوا
لحد السبت
مال السيد عبد العزيز الجالس جوار شهاب اليه و هو يقول بخفوت و ضحك 
 انت خاېف و لا اية
ل يتحدث شهاب بذات النبرة قائلا 
 ما هي بنتك اتبدلت و بقيت مكنة دموع ماشية توزع دموع علي الفاضي و المليان فين ايام فيروز القديمة دا انا بخاف اقول كلمة هرموناتها تقلب و تقعد ټعيط دي بقت تقول كلمة طلقني اكتر ما بتبلع ريقها
اڼفجر عبد العزيز بالضحك بالضحك علي حديث شهاب المضحك بالنسبة له بالفعل ابنته تغيرت مائة و ثمانون درجة تتحسس من اقل كلمة و تنعزل ربت عبد العزيز علي فخذه و هو يهمس له 
 الله يكون في عونك
وقف شهاب لكي يغادر الي عمله ناظرا اليها متحدثا بلطف 
 انا هروح انا شغلي يا روز عايزة حاجة
هزت رأسها بنفي و هي تتحدث مبتسمة 
 لا يا حبيبي ابقي طمني عليك لما تخلص العملية
هز رأسه بايجاب و هو يتقدم منها يقبل قمة رأسها ل يوقفه عبد العزيز ناظرا الي ابنته منتظر ان يري ردة فعلها حين يفجر قنبلته الآن قائلا 
 استني يا شهاب عشان عايزة اقولكوا علي حاجة مهمة
وقف شهاب يستمع الي كلمات عبد العزيز الذي تحدث قائلا بسعادة غامرة 
 اياد اخو فيروز جاي الاسبوع الجاي و هيفضل معانا لحد ولادتها
صړخت هي بفرحة عارمة و لم تسيطر علي سعادتها المفرطة و أخيرا ستري اخيها لقد كانت تتحدث معه علي مواقع التواصل الاجتماعي و لكن هذا ليس كافيا فهي تحتاج ان تراه وجها لوجه ان تحتضنه و تستشعر دفئ الاخوه الحقيقي تستحق ان تشعر بذلك بعد ان نالت من الغدر ما اكتفت ابتسم شهاب علي فرحتها و هو يتحدث بهدوء 
 يوصل بالسلامة يا عمي
في شقة اكرم كان يجلس بجوار شقيقته الجالسة علي الاريكة و تضع هناء الطعام امامهم اعلي الطاولة الموجودة ابتسمت هناء بهدوء ل اكرم ل يبادلها ابتسامتها بأخري حنونة و هو يقف و
يتوجه خلفها الي المطبخ امسك بالصحن الموجود اعلي طاولة المطبخ و
هو يقول بهدوء 
 هي فيروز جاية امتي 
نظرت اليه و هي تربت علي كتفه قائلة 
 الاسبوع دا عند اهلها يا حبيبي كلمتني و قالتلي انها مش جاية غير لما نروح نزورها في بيتها لانها زعلانة اننا مش بنروح هناك
 انا ببقي مكسوف احط عيني في عين اهل شهاب يا هناء بعد اللي حصل
قالها بتلقائية ل يمتعض وجهها بحزن و هي تهز رأسها بايجاب مجيبة عليه قائلة 
 عندك حق يا اكرم الله اعلم الناس بتقول اية حتي لو بيستقبلونا حلو بس بردو محدش عارف في قلبهم بيقولوا اية بس بردو لازم نروح ل بنتنا دي حامل و محتاجة اننا نبقي حواليها علي طول
ربت علي كتفها و هو يتوجه للخروج حيث شقيقته قائلا 
 انا هطلع بقي لاختي عشان متبقاش قاعدة لوحدها
 ماشي يا حبيبي ربنا يفك كربها و يفك عقدة لسانها و ترجع تتكلم تاني
قالت جملتها متمنية من كل قلبها ان تعود شقيقة زوجها تتحدث من جديد بعد ان فقدت النطق بعد حاډث ۏفاة ابنها علي و لم تعد تتحدث و لا حتي بكلمة ل يأمن هو خلفها و يخرج حيث تجلس شقيقته
تجلس زينة بجوار حسام بشقة والدته التي تحتضن عمر و تقبل به بحب مالت زينة نحو حسام تهمس اليه بابتسامة 
 شايف طنط كأننا مش موجودين
ضحك و هو يهز رأسه بايجاب ثم يمسك حقيبته يستعد للقيام قائلا 
 اية يا ماما استاذ عمر اخدك منا و لا اية
 دا حبيب قلبي دا نور عيني ياريت تسيبوه معايا علي طول
قالتها والدته و هي تنظر الي عمر الذي ينظر ببراءة و لم ترفع عينها عنه ل يضحك حسام بمرح و هو يقول 
 عشان تنسينا خالص بقي لا يا ستي احنا عايزينك فاكرانا
وقف هو يتقدم منها يقبل رأسها و من ثم يحمل الصغير عنها قائلا بهدوء 
 استاذ عمر هيطلع يشوف جده و ينزلك تاني صح يا عمر
اصدر
الصغيرة همهمات طفولية ل ينظر اليها حسام قائلا 
 شوفتي
بيقولك اه اهو
وضع الصغير علي يد زينة التي وقفت هي الاخري تريد الصعود الي اهلها ل تنظر اليها نبيلة قائلة بهدوء 
 اطلعي لاهلك و انزلي اتغدي معايا
هزت زينة رأسها بايجاب و هي تقول بهدوء لا تريد الاعتراض و تخشر كثير مما تقدمت اليه من اكتساب ود حماتها العزيزة 
 حاضر يا ماما
خرجت من الشقة مع حسام تصعد نحو شقة والديها قائلة له بخفوت 
 و الله في امل
صفع خلف رقبتها بخفة و هو يتحدث بضحك 
 طب اطلعي ياختي يا ام امل انتي
مر الاسبوع سريعا دون ان تتخلي فيروز عن انفعالتها و لا اضطرابات الهرمونات لديها فقد كانت تقف تستعد لاستقبال شقيقها بالغد لقد رتبت كل شئ ل تبيت في منزل والديها لاسبوع كامل من استقبال شقيقها الغائب جلست علي الفراش و هي تبتسم بسعادة في حين دلف شهاب الي الغرفة ابتهج حين رأها تبتسم و تقدم نحوها يجلس الي جوارها علي الفراش اعاد خصلات شعرها الي الخلف يربت عليه بحنو قائلا 
 قلبي بيفرح لما اشوفك فرحانة يا روز
 راضية عني انتي النهاردة
 انا بحبك اوي يا شهاب
 انا عارفة اني معذباك معايا بقالي فترة بسبب الهرمونات اللي مبهدلاني دي بس حقك عليا يا حبيبي تعدي بس الفترة دي و انا هعوضك عن كل دا
 بتحبيني يعني النهاردة و لا فرحانة عشان اخوكي جاي من السفر
ضحكت عليه و هي تشعر انه يخشي تبدل مشاعرها اتجا
 يعني انا هحبك لما افرح بس يا شهابي انا بحبك علي طول يا حبيبي
 اياد
نادت بها فيروز بصوت مرتفع بالمطار حين لمحت عينها شقيقها علي بعد مسافة منهم ما كادت ان تركض حتي أوقفها شهاب يمسك بها قائلا 
 لا مينفعش جري و تنطيط خالص انتي ناسية انك حامل
تنهد بضجر و هي تنتظر حتي وصل إليهم شقيقها ركضا ل تتقدم منه و هي لا تعلم كيف ستستقبله الآن داخلها مشاعر مختلطة متخبطة لا تعلم
ماذا تفعل وقفت امامه مبتسمة ببراءتها و تلقائية و
 وحشتيني اوي يا حبيبتي انا مش مصدق انك وسطنا تاني
ارتجفت شفتيها پبكاء و هي تمسد علي رأسه بحنو حتي انزلها علي الارض برفق و ابتسم ماسحا دموعها عن وجنتها ثم قبل قمة رأسها و توجه يصافح والديه و زوج شقيقته
في تجمع عائلي كانوا يجلسون بالردهة في منزل والدي فيروز بعد استقبال ولدهم الحبيب الجالس علي الاريكة و بجواره زوجته
و يحتضن شقيقته فيروز من الطرف الاخر و يقبل قمة رأسها بحب اخوي و مشاعر لم تشعر بها من قبل احتضنت اخيها مستندة علي صدره في حين استمعت الي صوت زوجها يتحدث بمزاح قائلا 
 هو انت جاي تحتل مراتي و أية يا عم انت من ساعة ما جيت و انت حضنها
حاوط اياد شقيقته أكثر و هو يقول بمرح 
 و انت متغاظ لية غيران مننا
وقف شهاب و تقدم منهم و انتشلها من بين ذراعي شقيقها المتشبث بها ل يحاوط خصرها و هو يتحدث بضحك 
 اه غيران مش مراتي
ل يجذبها معه تجلس الي جواره وسط الضحكات الصاخبة من الجميع و هي معهم نظرت اليه بحب واضح بنظرات عينها ل ينتبه هو الي نظراتها المثبته عليه ل يبتسم لها باتساع و من ثم مال عليها يهمس بالقرب منها بمرح 
 مبسوطة اوي انتي
زادت ابتسامتها اتساعا و هي تجيبه قائلة 
 جدا كفاية اني عايشة معاك في هدوء و حب كفاية انك جنبي بعد كل الحروب و الغزوات اللي حصلت دي
ضحك بصوت مرتفع ثم مال الي اذنها قائلا بمزاح 
 دي كانت معجنه
ارتفعت ضحكتها علي حديثه بطريقة كوميدية تحمد الله و تشكره دائما انه انعم عليها و جعله بالنهاية زوجا لها في حلاله تحمد الله انه ابعد عنه شړ النفوس و خبث النوايا تحمد الله انه الي جوارها و انتصر الحب من جديد ارتفعت الراية معلنة عن انتهاء تلك الغزوة و فوزهم بقوة ترابط قلبهم معا و صلابة عشقهم أمام اي شئ قد واجههم
تمت
بحمد الله

تم نسخ الرابط