رواية بقلم ندى محمود
المحتويات
لوعيها حيث حدقت به بأعين هائمة وهي تقول في نفسها برجاء توقف ارجوك لا تنظر لي بعيناك الجميلة هذه وبهذه النظرات الدافئة فأنا لم اعد اتحمل وسامتك ورقتك ولكنها عادت لوعيها بسرعة واجفلت نظرها عنها في خجل واستحياء من مغازلته لها بل في الغالب كانت خجلة وفي نفس ذات اللحظة ترغب في الابتسام من دهشتها بأنه تغزل بها لأول مرة وهي تعرف جيدا توتره الشديد منها فلم يكن الأمر مخجل بقدر ما كان مدهش بالنسبة لها !!
_ استني هوريكي حاجة بس يارب متكونش ماما شالتها
ثم هب واقفا واتجه نحو خزانته وفتحها وانحني للأسفل يفتش عن شيء معين بين الملابس حتى وجدها وكانت عبارة عن لعبة مهرج شكله قبيح قليلا ثم عاد وجلس بجوارها
مجددا فاخذتها من يده تحدق به باستغراب هاتفة
_ إيه دي !
_ اممم انت عندك حق أنا فعلا محتاجة اللعبة دي لأن الفترة دي بعيط بسبب ومن غير سبب
_ أهاا ما أنا ملاحظ كدا برضوا أهم حاجة ميكونش السبب أنا بس !
هزت رأسها بالنفي قائلة من بين ضحكاتها
_ لا اطمن مش إنت
اظهر عن ابتسامة عريضة وقال في صوت به لمسة مريحة
مدت يدها وجففت دموعها بظهر كفها ثم استقامت بعد أن نهض هو واتجه نحو الباب فلحقت به حتى تخرج لهم معه فهي لازالت لم تتعود على اشقائه وزوجاتهم جيدا وتتوتر منهم ولكن علاقتها قوية بأمه وشقيقته فقط ! .....
داخل غرفة الجدة
هتفت هي في عتاب وڠضب دفين
اجفل نظره أرضا في خجل وقال بندم واعتذار صادق
_ أنا آسف مقصدش والله ياجدتي اعلي صوتي عليكي أنا فقدت اعصابي ومقدرتش اتحكم في نفسي
هتفت في حدة وصرامة بضجر
_ أي كان السبب مكنش ينفع تحرجها كدا قدام الكل رفيف بتقولي فضلت ټعيط في الأوضة لما طلعت فوق
ضحك باستهزاء وهو يحاول تمالك اعصابه التي على وشك الانفجار من جديد وقال بنبرة مستنكرة مما تقوله جدته
_ أنا قولتلك إنها متعودة من صغرها بتلبس كدا وأنا مش بتدخل ومش بحب اضيق عليها البنت لا ليها أب ولا أم وملهاش غيري وغيركم إنتوا وعمك طاهر
لم يتمكن من حجب نفسه أكثر من ذلك حيث حدج جدته بنظرات مريبة وهدر بلهجة مخيفة
_ وهي في بنت محترمة تلبس كدا !! ومفيش حاجة اسمها مش بحب اضيق عليها ياجدتي في حاجة اسمها إن دينا بيأمرنا بالحجاب والاحتشام والأدب والأخلاق لكن تطلع قدامنا بفستان بالمنظر ده يبقى لازم نحطلها حدود أنا مكنتش بتكلم لما كنتي بتاجي إنتي وهي كل مرة بس جبت اخري خلاص
لم يعجبها كلامه مطلقا حيث قالت باعتراض وفي آخر كلامها ختمته بالشيء الذي زاد من اشتعال نيران غيظه
_ برضوا مكنش ينفع تقولها كدا قدامكم كلكم .. وبعدين فهمني إنت إيه مش عاجبك في بنت عمك مش كنت إنت اولى بيها بدل ماروحت اتجوزت بنت لا نعرفها ولا تليق بيك أصلا
تمالك أعصابه بصعوبة شديدة ومسح على وجهه متأففا وهو يستغفر ربه وقال في هدوء يضمر خلفه أعصار تسونامي
_ مراتي أنا اللي اخترتها وقررت إني أكمل معاها وطالما قررت القرار ده يبقى أنا شايف إنها تليق بيا .. بس برضوا هتكلم معاكي بالمنطق قوليلي ياجدتي بالله عليكي هي ميار تليق بيا !
صمتت لبرهة وهي تحاول اسكات الصوت الذي بداخلها ويخبرها بأن تجيب عليه ب لا وقالت باصرار على رأيها
_ ومتلقش بيك ليه بقى !
تنهد بعمق وقال في رزانة وقد هدأت ثورته الداخلية قليلا
_ إنتي عارفة إني عصبي ودمي حامي وعندي حدود وقوانين ومينفعش حد يتخطاها وميار متنفعش مع حدودي وقوانيني لان لا هي هتستحملني ولا أنا هستحمل دلعها واسلوب حياتها اللي اتعودت عليه من الآخر أنا
متابعة القراءة