رواية بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


كفاية هو عرف خلينا نحاول ننقذ ما يمكن انقاذه قبل ما يفوت الآوان
بقت جامدة تماما لا تصدر حركة ودموعها أخذت تسقط في صمت للحظات حتى توقفت وبدأت صديقتها تعيد مكياجها البسيط جدا من جديد حتى لا يشك أحد بالأمر وأخذتها وعادوا لهم وجلست على مقعدها المخصص لها كالآلية لا تشعر بشيء مما أثار وضعها ريبة والدتها التي اقتربت منها وسألتها في قلق 

_ ملاذ في إيه مالك 
انتبهت لها فنظرت لها وتمتمت في هدوء مرير 
_ مفيش حاجة ياماما مرهقة شوية بس
أوقف السيارة جانبا في أحد الشوارع ورجع بظهره للخلف مغمضا عيناه باستياء امتزج بمرارته هل قبلت به لتأخذ منه درع تحمي به الباقي من كرامتها المهدرة !! .. كيف كانت تنظر في وجهه وتضحك وهي تحمل في قلبها غيره !! بل كيف يمكنها أن تكون بكل هذا الانحطاط وتقبل نفسها أن تكون زوجة لرجل وتترك قلبها لغيره !! . هل كان هذا هو جزاء الإحسان ! .
لا يدري أيلومها لأنها وضعته محل المغفل أم يلوم نفسه لأنه وثق بها ثقة عمياء وأحبها من أعماقه كان على أتم الاستعداد أن يجعلها أسعد امرأة في الكون سيغمرها بعشقه ولطفه وحنانه للدرجة التي تجعلها لا تطيق الابتعاد عنه للحظة ولكنها لا تستحق أن تظفر بهذا الحنان .. ياليتها أخبرته بكل شيء بنفسها كان سيحترم صراحتها وسيعلوا شأنها في نظره ولكن بفعلتها تلك سقطت من مقصورة نظره إلى أدني مستوى 
الآن هو يجب أن يتحلى بالحكمة والرزانة وينهي كل شيء بهدوء هي أخطات وهو لا شك بأنه أخطأ أيضا ويجب أن يكون عادلا فمهما فعلت هو لن يتمكن من معاقبتها بقسۏة وسيكتفي بهذا القرار الذي اتخذه الآن والذي سيكون أسلم حل لوضعهم . حرك محرك السيارة وانطلق عائدا للزفاف بعد أن هدأت نفسه الثائرة قليلا وأجاب على رنين هاتفه المتكرر بخشونة 
_ أيوة ياحسن
اتاها صوت أخيه مازحا بمرح 
_ إيه شوفتها ياعم الحبيب !
قال ساخرا في نبرة صوت كان يجاهد في إخراجها طبيعية 
_ أممم شوفتها
_ طيب إنت فين ليه مرجعتش الكل بيسأل عليك هنا 
اكتفي بكلمة واحدة في حزم وأنهي الاتصال دون انتظار إجابة منه 
_ جاي
انزل حسن الهاتف من على أذنه باستغراب ونظر لكرم الجالس بجواره الذي سأله في فضول 
_ في إيه !
زم حسن شفتيه للأمام بجهل متمتما 
_ معرفش شكل في حاجة حصلت صوته غريب
_ لا عادي متاخدش في بالك تلاقيه مش طايق نفسه عشان من الصبح مانعينه يشوف مراته
_ عندق حق
قالها حسن هو يضحك ليبادله هو بابتسامة بسيطة .....
كانوا مجتمعين في حديقة المنزل بعد أنتهاء الزفاف ويقضون جلسة عائلية مرحة وجميلة ويشاركهم حسن ويسر في هذه الجلسة التي كانت بين عائلة محمد العمايري فقط .....
هتفت رفيف في عبس بسيط 
_ والله القعدة دي ناقصة زين
هتف حسن بدوره مازحا 
_ آه كان هيقولنا إيه القعدة اللي قاعدينها دي قوموا استفادوا بالوقت بدل ما إنتوا بتحكوا كدا
كان كرم يستمع لحديثهم ويكتفي بالابتسام كعادته في أي تجمع عائلي يفضل أن يكون مستمع صامت أما يسر فكانت تقشر من اللب الموضوع في الصحن أمامها وتهتف في جدية وابتسامة صافية 
_ لا بس ملاذ لايقة جدا على زين اخترتي صح يامرات عمي طلعتي مش ساهلة !
قهقهت هدى بقوة وأجابت عليها في فخر 
_ لازم انقيله ست البنات ده الغالي وملاذ أدب وأخلاق ماشاء الله
قالت رفيف وهي تزم شفتيها للأمام في عدم اقتناع 
_ أنا مش نزلالي من زور معرفش ليه حساها خبيثة ولئيمة
_ بالعكس أنا شيفاها طيبة وكيوتة خالص
قالتها يسر ببساطة وهي لا تتوقف عن أكل وتقشير اللب كنوع من التسالي المفضلة لديها لتجيب عليها رفيف بضحك ومشاكسة 
_ الدنيا حصل فيها إيه ! .. يسر بتشكر في حد لا مش مصدقة !!
نقلت
نظرها بينهم جميعا في دهشة امتزجت بالإحراج وقالت متصنعة الڠضب في كڈب مكشوف 
_ على فكرة إنتوا ماخدين عني فكرة غلط أنا

قلبي طيب وبحب كل الناس والله
نظرت رفيف لكرم الذي يطالع زوجة أخيه وابنة عمه مبتسما باتساع وقالت في مكر مرح 
_ طبعا إنتي هتقولي كلنا نشهد على ذلك من طفولتك بتحبي الناس وعمرك ما أذيتي حد
أصدر كرم ضحكة مرتفعة رغما عنه عندما تذكر تلميح شقيقته لتستغرق هدى لحظات حتى تفهم سبب ضحكهم وټنفجر هي الأخرى ضاحكة أما هي فأخذت تفكر وتحاول فهم ما الذي تذكروه ولما اڼفجر كرم ضاحكا وأول شيء خطړ على ذهنها عندما كانت في سن السادسة وأخبرها والدها وعمها محمد بأنهم سيزوجوها لكرم فأخذت تصرخ بهم قائلة أنها لن تتزوج سوى حسن وأنها تكره كل البشر معادا هو وبعد دقائق خرجت لحديقة المنزل وكانوا هم يبنون غرفة خارجية في الحديقة فجمعت في يدها مجموعة من الحصى الكبير نسبيا واتجهت حيثما يجلس كرم الذي كان يبلغ من العمر إثني عشر وأخذت تحدفه بالحصى وحاول هو أن
 

تم نسخ الرابط