رواية بقلم ندى محمود
المحتويات
مقعده واقترب ليجلس على المقعد المجاور لها ثم امسك بكفها وقبل ظاهره بحنو متمتما في اعتذار صادق
_ أنا آسف سامحيني اتعصبت عليكي امبارح ڠصب عني والله .. واوعدك لو إنتي مضايقة من وجود شفق هنا هشوف حل في أقرب وقت
سحبت يدها من بين يديه وهتفت في إصرار وقسۏة وهي تكمل تناول طعامها
_ وأنا قولتلك الحل ياكرم ومعنديش غيره وهنفذ اللي قولتهولك فعلا لو متجوزتهاش
_ يا ماما ابوس إيدك بلاش اللي بتعمليه ده إنتي عارفة إني مقدرش ازعلك مني وفي نفس الوقت مقدرش أعمل اللي بتقوليه ده متجبرنيش اختار بين حاجتين أنا مقدرش أعمل ولا واحدة فيهم
نظرت له واغلقت على قلبها بالمفتاح حتى لا يدخله بنظراته وكلامه ويضعف من موقفها وليخرج صوتها قاسېا لا يحمل رحمة
قال شبه غاضبا دون أن يرفع صوته
_
دي مفيهاش اختيار ولا تضحية إنتي كأنك بتطلبي مني ادمر حياة البنت أنا لو عملت اللي بتقوليه هبقى بظلمها وأنا مش هقبل بكدا لإني عارف إني مش هقدر انسى اروى ولا أحبها
_ هتحبها وابقى افتكر اللحظة دي لما تتجوزها ويحصل اللي بقولك عليه
_ فين رفيف
_ معاها محاضرة مهمة طلعت من الصبح بدري وبعد ما تخلص هتروح على الشركة
_ وشفق !
هنا التزمت الصمت للحظات قصيرة ثم التقطت قطعة خيار والقتها في فمها متمتمة في برود وهدوء تام
هتف غير مستوعبا ما قالته وفي شيء من الصدمة
_ مشيت إزاي يعني !! وليه مصحتنيش ! وإزاي تسبيها تمشي بالسهولة دي !!
_ هعملها إيه يعني هربطها في السرير مثلا !
_ وراحت فين !
هزت كتفيها لأعلى بمعني لا أعرف ليخرج هو هاتفه ويتصل عليها فيجد هاتفها خارج نطاق الخدمة ليلقى نظرة معاتبة على أمه قبل أن يندفع لخارج المنزل ظنا منه أنه عندما يذهب لمنزلها سيجدها فيه !! ......
_ يسر !!
فسمع صوت رذاذ المياه في الحمام ليدرك أنها استيقظت وتأخذ حمامها الصباحي ولكن فضوله دفعه للدخول وتفحص غرفتها واشيائها والقى نظرة شاملة وعامة أولا
على الغرفة متفحصا جميع أجزائها بعيناه وبتلقائية قام بفتح الخزانة كنوع من الفضول أيضا ولسوء الحظ أنه فتح الباب الخطأ حيث رفع حاجبه مبتسما بشيء من السخرية ومد يده يقلب بين ملابس العرائس النسائية التي لا تخلو خزانة زوجين منها كانت الوان وأشكال ومعظمها من الألوان المفضلة لديه هل هذه صدفة أم تلك الخبيثة خططت لكل شيء ! كان يخرج واحدا واحدا يمسكه من رأس الشماعة ويقلبه يمينا ويسارا هل كانت حقا تظن أن الحياة بينهم ستكون ورديه لتقوم بشراء كل هذه الملابس المٹيرة !! كان يحدث نفسه هكذا وبعد ما يقارب الدقيقتين أغلق الخزانة وهم بالمغادرة ولكن البوم الصور الموضوع على الفراش لفت نظره فاقترب وجلس ثم التقطته وبدأ يقلب في صوره كانت صورة تجمعها مع أصدقاء لها وصور جماعية عندما كانت في الجامعة ولكن احتوى الألبوم على صور كثيرة جدا تجمعها بشاب لا يعرفه ربما كانت كثيرة أكثر من اللازم إلى الحد الذي جعله يتساءل بشدة وتصيبه الشكوك حول ما العلاقة التي تجمعها بذلك الشاب والذي تسمح لها بأن تلتقط كل هذه الصور معه وتقوم بحفظها داخل البوم !! .
خرجت من الحمام وهي ترتدي ملابس منزلية تصل لركبيتها وبحملات أظهرت عن ذراعيها كاملا وجزء من صدرها العلوي وبمجرد ما رأته انتفضت واقفة بزعر واسرعت تنزل المنشفة التي على شعرها وتلفها حول ذراعيها لتخفي شيء قليلا ثم هتفت باستغراب
_ بتعمل إيه هنا !!
تجاهل سؤالها ورفع الألبوم أمامها يسأل في ريبة واضحة وصوت غليظ
_ مين ده !
اقتربت وسحبت من يده الألبوم واغلقته ثم وضعته علي المنضدة الصغيرة بجانب الفراش وقالت في ضيق ملحوظ من عبثه بأشيائها دون إذنها
_ مش لازم تعرف اعتقد إن مش هتفرق معاك ثم إن إنت أصلا مين سمحلك تقلب في حاجتي من غير أذني
استفزه جدا طريقتها ولكنه تمكن من تمالك انفعالاته
متابعة القراءة