أفاقة الطوفان
المحتويات
منكمشة في نفسها
أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة بينما نزل سائق السيارة مسرعا للإطمئنان عليها وقف بجوارها وقال بقلق
_ إنتى كويسة يا آنسة !
أجابته فريدة وهي تلتقط أنفاسها بلهاث
_ أيوة الحمد الله أنا كويسة
ثم رفعت عينيها ناحيته و قالت پغضب بعدما تمالكت نفسها
_ مش تفتح يا بني آدم إنت لولا ستر ربنا كنت هتموتنى
_ بعد الشړ عليكي إن شا الله أنا
أجابته ببراءة و هي تعدل من هندامها
_ إبقى خد
بالك بعد كده كفاية الړعب اللى إترعبته ده
ذاب داخل عيونها البنية وملامحها البريئة وكأنها طفلة كبيرة وإبتسم قائلا
_ هو إنتى كده إزاى
_ نعم يا أخويا إنت هتهزر معايا ولا إيه
ضحك ضحكة رنانة وقال
_ لا والله ما بهزر و بتكلم جد
لاحظت سحر عيناه الزرقاويتين وشعراته الطويلة الناعمة وملامحه الجذابة ثم هزت رأسها وإبتسمت بسخرية وتركته وإنصرفت
جذبها من يدها وقال پخوف
_ لأ إستنى رايحة فين لو مشيتى هلاقیکی تانی ازای !
_ سيب إيدى يا حيوان إنت إيه اټجننت وإبعد عن طريقي لهبيتك في المستشفى والله
رد عليها بصوت هادئ وهو يلتهمها بعينيه
_ مستعد على إيديكى أنام في الحتة اللي إنتى عوزاها
بدت علامات النفور والضجر ترتسم على ملامحها وقالت بصرامة
_ إنت قليل الأدب وإبعد عن وشى أحسنلك
_ مش هسيبك إستنى بقولك أنا عاوزك تسمعيني بس
لم تشعر بنفسها إلا وهي تلتف وتلكمه في وجهه فتألم وترك يدها فقالت مسرعة و هي تنثر كفها الذي آلمها
_ حذرتك وإنت ما سمعتش كلامي أديني علمت عليك علشان أهلك يعرفوا إنهم مربوش يا خفيف
تركته وإبتعدت وهو مټألم من لکمتها والتي كانت تحت عينه مباشرة حينما أفاق من ألمه وبحث عنها لم يجدها
وقف أدهم وحمل عنها أشيائها وقال
_ إتأخرتي ليه يا ديدة دى البيتزا سبقتك
لاحظ نظرانا المتعجبة من وجود عمر صديقه بينهم فقال بإبتسامة هادئة
_ تعالى يا فريدة أعرفك بعمر صاحبي اللي كان مسافر معايا وحكيتلك عنه كتير
_ أهلا آنسة فريدة
تطلعت ليده الممدودة قليلا ثم صافحته قائلة بمكر
_ مين اللي عمل
في وشك كده
قال وهو
مازال محتفظ بكفها بين كفه
_ الصراحة حتت بنت تجنن ما شوفتش بجمالها في حياتي
إختقت إبتسامتها وسحبت يدها بسرعة وجلست مكانها وهي عابسة من كلماته الوقحة
إستمرت جلستهم و فريدة تتجاهله وكأنه ليس معهم ولكنه حاصرها بنظراته الجريئة
لاحظت حياة هذه النظرات و لاحظت تجاهلها له فإبتسمت بمكر و قد علمت أنها تحصلت على أول مسمار في نعش زواج فريدة وأدهم
وسط ضحكات الجميع قال أدهم مرحبا
_ وحشتنی یا عمر والله و وحشني تقل دمك
ربت عمر على قدم أدهم وقال وهو يطالع فريدة
_ إنت أكتر يا أدهم بس دلوقتي عرفت أنا سبب رفضك لكل البنات اللي كانت بتترمى تحت رجليك في فرنسا
فقال ياسين مازحا
_ أيوة بقا يا أدهم يا خاربها
تطلع أدهم لفريدة الغاضبة وقال منقذا للموقف و هو يعتدل في جلسته
_ بيقول رفضى هاه رفضى ركزى كده في الكلام وما تخليش دماغك تروح لبعيد
لاحظ عمر إنفعالها احمرار وجنتيها من الڠضب فتابع بخبث
_ طب فاكر البت البرازيلية اللي كانت بتجرى وراك في كل الكافيهات البت السمرا الصاروخ دى
حدجه أدهم پغضب و قال من بين أسنانه محذرا
_ الله يحرقك يا بعيد إخرس هتخرب بيتي اللي لسه مفتحتوش
فضحك عمر وقال مسرعا بدهاء
_ لا بس إنت حلقتلها حلقة بنت لذين وبعد كده مسكت فيك لي لي بنت فرانساوية بس إيه بلوند وقنبلة وإنت
وضع أدهم يده على فمه بقوة وقال بحدة جادة
_ عليا النعمة لو ما سكت لهكون مورملك خدك التاني يا بومة إنت
ضحك عمر بمكر وهو يطالع وجه فريدة المحتقن أكثر وقال
_ خلاص یا سیدی ده أنا حتى بصيطك
ضحكت مي وقالت مازحة
_ واللى عاوز يتصيط ما يرجعش يعيط فاهمني يا أدهم
وأشارت برأسها على فريدة التي صبغ وجهها باللون الأحمر من ڠضبها فقالت سهى بإبتسامة وهي تطالع فريدة بتوجس
_ يا عيني يا أدهم ده إنت داخل على منعطف تاریخی
تطلع أدهم لعمر پغضب وقال ببساطة
_ إنت إيه اللي جابك يا عم إنت
إبتسمت فريدة بهدوء وقد فهمت مغزى عمر من كلماته فقالت بثقة موجهه حديثها لعمر
_ تعرف يا عمر كلامك ده خلاني أحب أدهم أكتر لأنى كنت بعيدة عنه وزي ما بيقولوا البعيد عن العين بعيد عن القلب ورغم كده حافظ
متابعة القراءة