ندوب الهوى
المحتويات
الفراش يمسح على وجهه بكف يده ثم تثائب
اعتدل في جلسته عندما استمع إلى صوت آنات خاڤتة تأتي من الخارج فتح عينيه على وسعيهما ثم هبط من على الفراش واقفا على قدميه وأتجه للخارج ليرى ما الذي تفعله أو ما الذي يحدث
وجد الضوء يخرج من المرحاض الذي بابه مغلق وصوت المياة الخارجة من الصنبور بحدة يستمعه بالخارج مع صوت آناتها الموجعة لقلبه
هدير! هدير مالك
لم تجيبه واستمرت أذنه في الاستماع إلى صوتها المټألم فصاح مرة أخرى پعنف وقلبه لا يتحمل الوقوف هكذا ولا يدري ما بها
افتحي الباب ده يا هدير
أقترب منها بسرعة والقلق يظهر في لهفته عليها وهو يتسائل بقوة
مالك يا هدير
أمسك ذراعيها الاثنين محكما مسكته عليها مظهرها لا يروقه أبدا فأجابت قائلة بنبرة خاڤتة ضعيفة مټألمة
أسندها معتدلا يسير جوارها متجها بها إلى غرفة نومهم وهو يقول بلهفة وعينيه لم تهبط من عليها
طب تعالي البسي ننزل نشوف مالك
أشارت بيدها نافية وهي تسير جواره إلى أن دلفت الغرفة وأجلسها على الفراش
لأ يا جاد أنا أخدت علاجي خلاص شوية وهبقى كويسه
جذب قميصه من على مقعد المرأة وهو يرتديه قائلا بجدية وقوة لتفعل ما يقول ومن يراه الآن يقسم أن ذلك ليس نفس الرجل الذي يقسو عليها منذ أسبوع وأكثر
تمددت على الفراش بظهرها وأردفت مجيبة إياه
متقلقش يا جاد هبقى كويسه أنا متعودة على كده
أقترب منها متسائلا باستنكار وذهول ينظر إلى عينيها بعمق وهو يقف أمامها بينما هي تنام على الفراش
متعودة على كده إزاي وساكته ليه أصلا
أمسكت يده بهدوء ضاغطة عليها قائلة بابتسامة بسيطة مرهقة وهي ترى خوفه عليها ظاهر
معها من الأساس
ساكته ايه يا جاد هو أنا مش كنت عند الدكتورة امبارح ولا نسيت وباخد العلاج وأهو بدأت أبقى كويسه
جلس على حافة الفراش أمامها ويده بين يدها ثم هتف بقلق جلي وقد تناسى كل شيء حدث وكل ما قالته وفعلته وكل ما قاله وفعله فقط عندما شعر أنها تعاني من شيء ما
متأكدة
أومأت إليه برأسها وعينيها عليه بعمق مبتسمة بهدوء فرحة لأنه قد عاد يتحدث معها مرة أخرى وهذا سيكون بداية عودة زوجها إليها وتناست من الأساس أنها تتألم
بنبرة رجولية رخيمة وبنظرة من عينيه الساحرة جعل كل شيء يمضي من بينهم وأقترب ببعض الكلمات التي هتف بها فقط عندما شعر بأنها تتألم
أنا مقدرش استغنى عنك مهما حصل يا هدير أنت روحي
لم يجيب عليها أكثر من ذلك ولم يفكر في أي شيء سوى أنه يقترب منها يبادر بعناق كبير أخذها فيه وهي نائمة على الفراش مائلا عليها يود هو الآخر لو يمحي كل شيء ويبدأ من جديد
أطال العناق كثيرا وهي أحاطت عنقه بيديها الاثنين تقترب منه بقوة بعد أن أدمعت عينيها بشدة لكونه لم يستطع أن يكسر خاطرها ويبتعد وهي بهذه الحالة
أدمعت عينيها لكونه تناسى كل شيء وأقترب منها ماحيا كل ما مر عليهم وأظهر إليها كم الحب الذي داخله عندما خرجت لهفته وقلقه
قلبه لم يكن يستطع من الأساس الإبتعاد عنها في هذه الأيام ولا غيرها ولكنه كان في نفس الوقت مجروح چرح غائر وهذه المرة قد شفي بالكامل ولم يترك خلفه ندوب
وهذه هي علاقة الأزواج المحبين لبعضهم البعض هذه العلاقة المبارك فيها من الله عز وجل ولا يحدث ويكن الله مع أحد إلا أن كان بار به وبكل شيء يفعله في حياته
وقد كان جاد ونعم الزوج لها وهي كانت ونعمة الزوجة له بعيدا عن كل ما حدث بحياتهم من بعد وألم وصړاخ هذه مناوشات تحدث بين كل رجل وامرأة وفي كل بيت الأهم من كل هذا أن تكون النهاية تشفي القلوب المرهقة أن يعود إليها في نهاية الليل يلقي نفسه في أحضانها بعد شجار طوال وصړاخ أعلى
كل منهم كان قد فعل ما يستطيع عليه ليقترب من الله ويأخذ حلاله مبتعدا عن حرامه إلى الأبد الآن هذا موسم الحصاد حصاد السعادة الآتية بعد كل هذه الندوب الموجعة عند النظر إليها لتذكرهم بجروحهم الغائرة الآن سعادة سعادة فقط
يتبع
ندوب الهوى
الفصل الثلاثون
الخاتمة
ندا حسن
أثر چروح الحب فرحة للروح
بعد مرور خمسة أعوام
الجميع في منزل رشوان أبو الدهب جاد وعائلته الصغيرة وكذلك سمير بعائلته الأكبر قليلا ووالديهم في غداء عائلي كالعادة كل أسبوع يكون الغداء عند أحد منهم المرة السابقة كان عند جاد والآن دور والده
ركضت عشق الصغيرة
متابعة القراءة