رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


من امبارح وبليل تعالي نامي جمبي عشان مش هترتاحي على الكنبة
ودلوقتي هقعد معاكي إنتي هو في إيه بظبط !! 
ضيق عيناه باستغراب مزيف ورد بكل بساطة وهدوء أعصاب 
_ مفيش حاجة إنتي شايفة إن تصرفاتي غريبة لكن في الواقع هي طبيعية جدا 
ضحكت بصوت عالي وردت عليه مستهزئة بانفعال 

_ لا والله طبيعية !! ولما هي طبيعية مكنتش بتتصرف معايا من بدري زي كدا ليه ! 
_ إنتي غاوية نكد على الصبح يعني ! 
احتدمت نبرتها بشدة ولا تعرف لماذا شعرت بوغزة ألم في قلبها فردت عليه بثبات وقوة 
_ لو بتعمل كل ده عشان تخدعني وتخليني أتراجع وانسى موضوع الطلاق فبلاش منه احسن لإني لسا عند قراري وقريب أوي هوكل محامي عشان نبدأ في الإجراءات 
خرج عن إطار هدوئه المزيف وصاح بها منفعلا پغضب هادر 
_ محامي وطلاق إيه ده على الصبح اللي طب في دماغك وبعدين احنا مش هنخلص من الزفت الطلاق ده !! أنا صبري
ليه حدود
غامت عيناها بالعبارات وظهر الألم فيهم فكلماته لا تزال تتردد في أذنها حتى الآن تشعرها بكسرة النفس والعجز سقطت دمعة حاړقة على وجنتيها وهي ترد عليه بصوت مبحوح 
_ وأنا كمان صبرت واستحملت كتير بس عشان 
توقفت للحظة عن الكلام دون أن تكمل جملتها وعادت تكمل كلامها 
_ بس حتى أنا صبري ليه حدود ياعدنان وإنت عارف كويس أوي إيه اللي وصلني للحالة دي وخلاني اطلب الطلاق فبلاش تمثل عليا دور الاهتمام والحب المزيف ده لأنه مبقاش يفرق معايا
انهت كلامها واندفعت إلى خارج الغرفة بأكملها وتركته فمسح هو على وجهه متأففا بضيق يقسم لها أنه حاول أكثر من مرة أن يلبي رغبتها في الانفصال عنه لكنه يفشل في كل المحاولات لسبب قد لا يعرفه 
وصلت أمام باب غرفة أسمهان وطرقت عدة طرقات خفيفة حتى سمعت صوتها يسمح للطارق بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت رأتها قد ارتدت ملابسها وتستعد للخروج فابتسمت فريدة وسألت بخبث 
_ رايحة لعدنان في المستشفى 
أسمهان دون أن تنظر لها 
_ أيوة 
تحركت فريدة بخطواتها المتريثة نحوها وهي تهتف بعينان ناقمة 
_ بس عدنان طلع من المستشفى وراح عند بنت الرازي 
ردت أسمهان بعصبية 
_ نعم !! يعني إيه راح عند جلنار وليه مجاش هنا 
_ من وجهة نظرك ليه ياترى ! 
كانت جملة مدروسة تماما من افعى تسير على خطا ثابتة لتحقيق نوياها بينما أسمهان فصاحت بغيظ وغل 
_ وهي فاكرة إني هسيبلها ابني الحقېرة دي 
قررت فريدة بالقاء ورقتها النهائية والرابحة وهي تقترب أكثر من أسمهان وتهمس بصوت يقارب إلى صوت فحيح الأفعى 
_ أنا عارفة إنك عايزة تخلصي مني وإنك طول السنين اللي فاتت بتمثلي الحب قدامنا بس أنا كمان كنت عارفة إنك مش طيقاني ومستنية الفرصة اللي تخلصي فيها مني بس لو فكرتي بذكاء اكتر شوية هتشوفي إن مش أنا خالص اللي عدوتك بالعكس احنا الاتنين عندنا نفس الهدف إنتي عايزة ابنك وأنا عايزة جوزي يرجعلي وعلى الأقل أنا مكنتش باخده منك لكن دلوقتي عدنان من وقت ما رجعت جلنار وهو طول الوقت عندها يعني شوية وهتاخده تماما منك ومش بعيد تعمل مشاكل بينكم وتحرمك منه
التهبت عين أسمهان بنيران البغض والغل وهتفت ضاحكة بسخرية 
_وإنتي متخيلة إني هسمحلها تخدع ابني وتلهف كل فلوسه 
فريدة بخفوت خبيث 
_ عارفة وعشان كدا بقول نركن كرهنا لبعض ومشاكلنا على جنب ونركز على الهدف اللي احنا الاتنين بنسعى ليه ونشوف طريقة نخلص بيها من بنت الرازي تماما هااا
قولتي إيه !
التزمت أسمهان الصمت للحظات طويلة وهي تتطلع لفريدة بقوة حتى لاحت ابتسامة شيطانية على شفتيها فلا بأس مش اتحادهم معا ليتخلصوا من واحدة بينما هي ستسعى على الجانب الآخر للتخلص من الأخرى خرجت همسة بصوت مريب منها وهي تجيب عليها باسمة 
_ تمام موافقة
مع تمام الساعة الخامسة مساءا داخل منزل ميرفت 
أسرعت ميرفت بعدما انتهت من كافة التجهيزات وفتحت باب غرفة ابنتها وهي تهتف 
_ يلا يا حبيبتي عشان الناس على وصول 
صابتها الدهشة حينما رأت
ابنتها لم ترتدي ملابسها حتى الآن ولا تزال تجلس بالملابس المنزلية فهدرت بحيرة 
_زينة ملبستيش ليه لغاية دلوقتي بقولك رائد على وصول 
ردت عليها بعبوس وهي تهب واقفة 
_ هلبس اهو دلوقتي ياماما أنا حسيت نفسي مرهقة شوية وعشان كدا قعدت وملبستش 
اقتربت منها ميرفت ووقفت أمامها مباشرة ورفعت يده تملس على شعرها بحنو هامسة 
_ طيب إنتي مضايقة من حاجة ياحبيبتي 
هزت رأسها بالنفي في ابتسامة متكلفة 
_ لا مفيش حاجة عشر دقايق وهكون جهزت 
ميرفت بتنهيدة حارة وبدفء 
_ طيب أنا هستناكي برا 
التفتت بجسدها وسارت إلى خارج الغرفة لتتركها ترتدي ملابسها براحة أكثر بينما زينة فتلألأت الدموع في عيناها فور تذكرها لكلماته ارمي الشيء اللي مضايقك يازينة ورا ضهرك صدقيني طالما مسبب ليكي الألم ده يبقى ميستاهلكيش قلبها يسحق تحت الشجن والۏجع ولا يزال قلبها ينبض بالهوى لكنها ستوقف ذلك النبض وستحاول أحيائها بفرصة جديدة علها تكون هي الملجأ وطوق النجاة
 

تم نسخ الرابط