خان غانم بقلم سوما العربي ال١٩وال٢٠
رواي خان غانم بقلم سوما العربي كان يجلس على الأريكة يغمض عيناه بأرتياح ، شعور عظيم يتملكه الآن ، شعور جعله يتغاضى عن كل تلك الصدمات التي تلقفها خلف بعضها . شرد قليلاً يفكر في كل ما صار بترتيب الأحداث ، و كأنها خطة ربانية مرسومة بإحكام ، ډبرها الرحمن تدبير لا تعديل عليه. لكن مازال ذلك الشعور بالألم و الحزن يتخلل إحساسه بالسعادة كلما تذكر إجهاض سلوى المتكرر و حديث حلا أنه ذنب يدفع ثمنه. أيضاً هو للأن لم يتحدث مع حلا حول فكرتها و خلفتيها عنه و التي بسببها زرعت نفسها في بيته غير مبالية بالعواقب الجسيمة التي قد تترتب على فعلتها المتهورة تلك. جعد ما بين حاجبيه وهو يفكر بأن الدافع لذلك بالتأكيد عظيم و ليس بهين إطلاقاً خصوصاً و أن والدتها كانت على علم و موافقة بكل ما تفعل . سحب نفس عميق و هو يقر أنهما بحاجة لحديث طويل شفاف كي تتضح كل الأمور و لكي يفهمها أنها مخطئة كلياً . خرجت حلا من المطبخ و هي تحمل صينية عليها القليل من أطباق الطعام لتراه و شارد يجعد مابين حاجبيه مفكراً. سبت نفسها ألف مرة فهي و رغم كل ما بدر منه للآن تراه وسيم جداً يخطف لُبها و يسلبها أنفاسها . ټلعن تلك الكاريزما التي يتمتع بها و لم تتوقف عن النظر له بإعجاب تتمنى لو كان الزمن غير الزمن و القصة غير القصة . و بتلك اللحظة تلاقت الأعين ينظر لها و تنظر له و الصمت هو المتفق عليه. حديث طويل لا تشمله أي لغة او كلمات ، إنها الأعين فقط من تستطع إيصاله. كانت مجرد دقيقة تجردت فيها المشاعر و طفح ما بها على العيون ، إلي أن أستدرك حاله و أعتدل في جلسته يقول: إيه هتفضلي واقفه عندك كده ؟ أخلصي. زمت شفتيها بضيق فهو للتو ذكرها بوضعهما ،فنفضت كل أفكارها الحالمية جانباً و تقدمت پغضب تضع الصينيه على الطاولة الصغيرة پعنف و ضيق مما أصدر صوت حاد جعله يردد پغضب: إيه ده ؟ حطي الحاجة بأدب. رفعت عيناها له غاضبه مصډومة تردد : أنت كمان هتعلمني الأدب ؟ فرد عليها بحدة : أيوه طالما ماتعرفيهوش . فتحت فمها تستعد للرد عليه بهجوم شديد لكنه أخرصها بحسم و قال: و لا كلمة زيادة و بلاش تزودي حسابك معايا هو تقيل بما فيه الكفاية. زمت شفتيها معاً بضيق شديد.. شديد جداً كأنها تكبح جماح شفتيها عن الإنطلاق و التفوه بما تريده.. و الذي سيزيد الأمر سوءاً بكل تأكيد لذا حاولت إلتزام الصمت بصعوبة. و مالبس أن أعوجت رقبتها تنظر له پصدمة و هي تسمعه يقول بصوت آمر : أكليني . حلا : وااااااااات ؟؟!!!! أرتسمت على جوانب فمه إبتسامة عابثة مستمتعة حاول مداراتها و ردد من جديد بصوت يفوح منه العنجهية و الكبر: أكليني في بوقي . فتهورت قائلة : ليه و أنت أتشليت ؟ أطبق شفتيه معاً و لكزها بحدة طفيفة في كتفها مردداً: قولنا أييييه ؟ قولنا أييه ؟ مش قولنا لسانك ممكن تحتاجيه و حرام نقطعه ؟ هااا ... لمي لسانك يا قطقوطة عشان ماتتأذيش و يالا أكليني و أنتي ساكته . فصړخت پقهر و ڠضب : أه يا.... صمتت تصط أسنانها معاً خوفاً من توابع ما كانت ستتفوه به ، ليبتسم برضا و غرور مردداً: براڤو .. في تقدم ملحوظ.. بجد براڤو،يالا بقا زي الشاطرة أكليني . قبضت صوابعها في قبضة واحده دليل على محاولتها المستميته في كظم الغيظ و قطعت كسرة من الخبز تغمسها في الجبن ثم تقربها من فمه . تناولها منها بسعادة واضحة و ملامح وجهه كلها فرحة لكنه قال بصوت معاكس لما يشعر به : فين الفطار الي بفطر بيه أنا مابحبش الجبنة. و ابتلع الطعام بتلذذ رغم ذلك يسمعها و هي تقول: ده إلي لاقيته جوا . التقط منها مرحباً بلقمة جديده و هو مازال يردد : مش حلو . نظرت له و هو يبتلع الطعام ثم قالت ساخرة : واضح . باغتها و هي تدس الطعام في فمة بأن لعق أصبعها لتتسع عيناها و تنتفض بعيداً. إلتوى جانب شفتيه يبتسم ثم مد يده قربها منه مجدداً فنفضت يده قائلة: أبعد أيدك عني . زم شفتيه يتصنع اليأس و قال : مش هينفع ، أصل أنا ليا مزاج أقرب دلوقتي فتعالي ، مش عايزك تنسي إنك بعتيلي نفسك من شويه يا روحي . أتسعت عيناها تخاول إدراك ما فعلت فهز رأسه يقول بأسف مفتعل: أيوة بالظبط ، للأسف يا حلا ده نتيجة اللعب معايا ، يعني أنا مش عارف بجد أزاي جاتلك الجرأة تعملي كده و تدخلي عش دبابير برجلك، كنتي فاكرة نفسك مين بجد، أصلاً كنتي فاكرة أنك هتنفدي إزاي ؟ حبيبتي إنتي أتفه من إنك تقدري تعملي كده. وضعت يدها في صحن الطعام تغمس العيش بالجبن و تضعه في فمها متلذذة ثم قالت و هي تلك الطعام بإستفزاز : أمال أخدت التلاتة مليون و نص إزاي؟ ده انا عملتها كده بطرفة عين . أستفزه حديثها كثيراً ، هي ببساطة تذكرة بأنه مغفل و قد نجحت في خداعه. ضيق عيناه پغضب يتذكر ما فعلت ، و كم تهاون في عمله ، كان يٌسرق بكل سلاسة و سهولة و هنا تذكر شيئاً مهماً.... تلك الأموال التي كان جميل يخبره أنها مسروقة بتلاعب من المحاسبين القدامى ، بالتأكيد هو من كان يفعل طوال كل تلك السنوات. أغمض عيناه و هز رأسه پصدمة و أسى ثم ردد : كل إلي وثقت فيهم خانوني و غفلوني ، جميل و كرم و عمتي ، سلوى باعتني ... حتى أنتي. تركت كل الحديث و تشبثت بالجزء الذي يهمها تسأل بلهفة : سلوى باعتك إزاي ؟ نظر لها بجانب عينه و سأل : يهمك تعرفي أوي؟ هزت رأسها بقوة ثم سألت من جديد: أيوه ، ايه اللي حصل ؟ قرب رأسه من وجهها يسأل : يهمك تعرفي ليه ؟ أرتبكت من سؤاله و تلعثمت تحاول الإجابة و هي تتهرب من عيناه مرددة: عشان... عشان... أصلها ست رخمة و مفترية و كانت حطاني في دماغها عشان كده عايزة اعرف أخبارها. هز رأسه و هو يزم شفتيه ثم وقف يتجه للباب يستعد كي يغادر و هو يقول : أمممم ، دي كل الحكاية يعني ، طب طالما كده يبقى مش سبب قوي عشان أقولك و بعدين أنا ماحبش أخوض في سيرة واحدة ست و بالأخص أنها كانت في يوم من الأيام على ذمتي . شهقت بتفاجئ و قفزت من مكانها سريعاً تهرول خلفه تتشبث به توقفه و هو يبتسم سعيد بتلك اللهفة التي شعر بها منها خصوصاً و هي تسأل : كانت على ذمتك ؟ أنتو أتطلقتوا ؟ إلتف له يرى لمعة الفرحة في عينيها فزادت سعادته و ضحك بداخله عليها و هو يقرر التلاعب بها فقال : هي طلبت الطلاق ، طبعاً بفضل سعادتك و إلي عملته و قولتيه ، فضلت تصرخ و تصوت عايزاني أطلقها . كان ملاحظ بدقة لكل تفاصيلها و هي تستمتع له متلهفة أن يكمل مما زاده فرحة مقرراً زيادة التلاعب بها ، يرغب في إمتاع عينه و روحه بلهفتها عليه ، أن يستشعر غيرتها عليه بعدما ذابت روحه و شيبته فى حبها . يراها تردد بأنفاس متلاحقة: يعني أتطلقتوا؟! غانم : أيوه. فتحت فمها من الصدمة يرى تعاقب المشاعر على ملامحها. فدارى ضحكته يحاول إستدعاء الجدية و هو يقول : بس هردها . لتصرخ فيه: إيه؟ هز كتفيه يقول : أيوه أنا كنت مضطر أعمل كده عشان تهدى ، كانت بتصوت و تصرخ ، قطعت قلبي ما قدرتش أتحمل، كنت مستعد أعمل أي حاجة بس ما شوفهاش بالحالة دي ، إنتي ماتعرفيش سلوى دي إيه عندي . تقدم تود القبض على عنقه و لكن لم تجرؤ فقبضت يدها على بعض تسأل بغيظ و غيرة: إيه؟ إلتوى فمه بإبتسامة عابثة وقال : لما تكبري هقولك. إلتف ينوي فتح الباب ليخرج فصړخت فيه : أستنى عندك أنا لسه ماخلصتش كلامي. فقال ببرود: بس أنا خلصت. أوقفته مجدداً تسأل بغيرة واضحة و عصبية: رايح فين؟ إلتف من جديد يقول : نعم ؟ و إنتي مالك ؟ يا ريت ماتنسيش نفسك، أنا هنا إلي أسأل و أستفسر . تقدمت لعنده و قد عمت الغيرة عيناها و تمكنت من شل عقلها فقبضت على تلابيبه تردد بمجون : رايح عندها ، مش كده . تراقصت دقات قلبه من شدة الفرحة و هو يراها بتلك الحالة ، لكن تمالك نفسه ببراعة يحسد عليها و أبعد يديها عن ياقة معطفه مردداً: أيه ده إيه ده ؟ إيدك يا ماما و بلاش تنسي نفسك، أوعي كده من سكتي. خرج بثبات إنفعالي رهيب لم يستطع الإستمرار عليه طويلاً خصوصاً و هو يسمعها تقز شئ ما ارتد في الباب الضخم الذي أغلقه و هي تصرخ فيه : أاه يا باااارد ..يا بااااااارد .. يا سمج فوضع يده على عينه من خلف الباب يقف خارج البيت و هو ينفجر ضاحكاً يحاول التحكم في ضحكه و لكن لم يستطع بل أستقل سيارته و غادر بها و هو مستمر في الضحك . توقف بسيارته أمام بيت راضي ، ترجل منها و هو يراه يجلس على أحد المقاعد الخشبيه أمام البيت ېدخن بشرود فقال : سلام عليكم. نظر له راضي بجانب عينه و قال: خلي السلام لاهل السلام يا ابن صفوان. هز غانم رأسه يردد : عندك حق تكون شايل مني ، بس كمان أنت راجل كبير و عارف إننا كنا مخدوعين في عياط عمتي ، كمان أنت كان لازم تدافع عن نفسك و عن صورتك. وضع راضي عيناه في الأرض ثم قال: عندك حق ، بس ... ماهو أنا ماكنتش برضا أطلعها كدابة و غشاشة كان عندي أمل ينصلح حالها ، بس خلاص انا ماعدتش باقي عليها و طلقتها النهاردة الصبح . أغمض غانم عيناه بضيق لما حدث لكنه بنفس الوقت لا يسعه لوم راضي على ما فعل . تنهد بتعب ثم قال: ما اقدرش ألومك ، بس على الأقل قولي هي فين؟ راضي : قولت لك ما زفت جميل ، و من الساعة دي انا ماليش دعوه بيها و لا عايز اسمع سيرتها و لا حتى اشوفك قدامي. فرد غانم بتفهم : حقك ، سلام عليكم. لم يرد راضي عليه السلام و هو غادر بصمت تام يخرج من الخان نهائيا يقصد الحي الذي يسكنه عادل . في شقة متوسطة الحال . خرج عادل من المرحاض و هو يجفف شعره بمنشفة صغيرة يردد: يا سلام يا ولاد ،الميه السخنه دي بتدوب الجسم دوب كده. لينتفض على صوت غانم الذي يجلس بكل أريحية في منتصف بيته على أحد الأرائك يضع قدم فوق الأخرى مردداً: نعيماً يا دولا . صدم عادل مكانه ووقف مبهوتاً يتراجع للخلف بضع خطوات وهو يردد : غانم باشا نظر لوالدنه التي تقف بالقرب من غانم تسأل: انت عملت ايه يا واد فقال بسرعه: ما عملتش حاجه والله ياما ابتسم له غانم وقال: ايه دولا،رجعت ليه يا حبيبي لورا كده ،تعالى قرب ما تخافش، ما تخافش مش هعمل لك حاجه. ثم نظره لوالدة عادل وقال' لها ماعلش يا حاجه أستأذنك بس في كوبايه شاي عايز دولا حبيبي على جنب كده في كلمتين، ما تخافيش عليه ده حبيبي قوي نظرت لهما والده عادل بقله ارتياح لكن حسها عادل على الذهاب وهو يقول پخوف: روحي يا اما اعملي للباشا شاي فذهبت على مضد ونظر عادل لغانم الذي قال له: كويس انك خليتها تروح مش حلوه يعني انها تقعد تسمعنا وتعرف ان ابنها حرامي فهنف عادل پحده: انا مش حرامي انا كنت برجع الحق لأصحابه. غانم : يا ولااا.. و عرفت منين بقى انه حق.. وان دول صحابه.. وبعدين انت عايز تفهمني ان انت ما ماخدتلكش عموله كده يعني عادل : الكذب خيبه وانا مش خايب ولا خاېف.. اخذت بس مبلغ بسيط قلت لك ده حق وانا برجعه لاصحابه غانم : وعرفت منين بقى انهم صحابه؟ عادل : أنا اعرف حلا من زمان من اول ما جات المنطقه هنا وعارف حكايتها انا ودعاء ،هي حكت لنا. شعور بالغيره استوطن قلبه وتملك من غانم وهو يرى رجل اخر يحكي له اسرار حبيبته، فسأل بغيظ شديد: أه يعني انت اللي عارف حكايتها !وايه بقى هي حكايتها؟ عادل: لا معلش دي أسرار، وطالما انت مش عارف يبقى هي ما قالتلكش وطالما ما قالتش يبقى مش عايزاك تعرف فانا مش هقدر أقول غانم: لا شهم قوي يا ولا وعندك مبدأ، تعجبني .... بس انا بقى يا دولا مش همشي من هنا غير لما اعرف الحكايه كلها نظر له عادل بقوه وقال: بص يا باشا عايز تعرف الحكاية كلها هتلاقيها عند جميل...... السر كله عند جميل لكن انا لو عليا شهامة مني يعني هقول لك حاجه، طول السنين اللي فاتت دي كلها جميل كان بيسرقك وبمبالغ مش قليله وانا عندي الدليل ثواني اجيبهولك. أختفى عادل في أحد الغرف لمدة ثواني ثم خرج ومعه دفتر به أوراق عديدة وقال له: أتفضل يا باشا الورق ده يثبت أن جميل كان بيسرقك ، انا اخذته وأمنت بيه نفسي عشان كنت عارف أنه راجل غدار ومش سهل ومش هيسكت لنا على اللي إحنا بنعمله. نظر غانم للأوراق التي بيد عادل ثم قال: عارف ، ومش جايلك عشان كده. عادل: امال جاي ليه ؟ هو مش انت أمرت رجالتك يسيبوني جاي ورايا ليه بقا ؟ ويومها اخدت حلا وروحت بيها فين ؟ وقف غانم ثم قال من بين أسنانه: مالكش دعوة بيها ، خليك في نفسك. فهتف عادل بشئ من الحدة : إزاي يعني ، البت من ساعتها مختفية و أمها هتتجنن خصوصاً لما عرفت إني رجعت و هي لأ. اقترب غانم بوجهه من عادل يردد بتملك شديد : حلا و مواضيعها تخصني أنا ، ماتدخلش في حاجه تخصها تاني ، خليك في إلي أنا جايلك عشانه و إلي بسببه خليت الرجاله تسيبك. صمت عادل ينتظر منه أن يكمل فأكمل بالفعل : الفلوس اللي سرقتها هتحولها على الحساب إلي هسيب لك رقمه دلوقتي. فسارع عادل يردد : دي فلوس حلا و أنا.... قاطعه غانم يقول : الحساب ده بأسم حلا أنا إلي فتحتهولها ، روح النهاردة و نفذ ،ما أنا مش هسيب لك تلاته مليون و نص يعني. إلتف كي يغادر لكن عاد يقول : هات الورق إلي يدين جميل. ناوله عادل الورق و هو يقول : طب و حلا ؟ فصړخ فيه غانم بغيرة: و انت هتخاف على مراتي أكتر مني ، نفذ إلي قولته و بس. أتسعت عينا عادل و هو لا يمكنه الإستيعاب و هل ما سمعه صحيح؟! جلس غانم في سيارته أسفل بيت حلا يستعد لمواجهة سميحة متأكد أنها سيدة ذات لسان سليط و عقل محدود الذكاء كأبنتها بالضبط و لكنه شړ لابد منه كما يذكر نفسه كل دقيقة. لكن قبلما يترجل من السيارة ورده إتصال من صلاح فجاوب على الفور يسأل مباشرة : لاقيته ؟ فرد صلاح بسخرية: لاقيته ؟! هههه .. ده مشارك في مزاد الشركة الإجنبية و بنفسه ، إبن البجحة بيلعب على المكشوف. سحب غانم نفس عميق ثم قال: صلاح أنا عايزك تفرمه ، سامع. فقال صلاح: الله ، طب ما تفرمه إنت هو أنت ناقص أيد ولا رجل . أبتسم غانم و قال: لأ بس أصل أنا عريس جديد . ظهرت الصدمة على نبرة صوت صلاح و سأل: ده بجد ؟ غانم : أيوون ، و بصراحة أكتر أنا مش هضيع وقت مع الراجل ده كفاية عمري إلي فات كله ، بس ليا عندك شرط يا صلاح ، أنا عايزه حي ، سامع ...حي وتلسمهولي قريب . صلاح: و مش عايز دي ڤي دي ؟ هو حد قالك إني خلفتك و نسيتك ، أنا مالي بمشاكلك ، مش عامل حاجه. فقال غانم بتأكد تام : هتعمل ، أنت كل مره تعمل الشبورة دي و في الاخر بتعمل. فرد صلاح بنرفزة من تلك الحقيقة: عشان إبن بلد أصيل. قهقه غانم و أغلق الهاتف في وجهه ثم ترجل من سيارته. ___________________ في المساء توقف بسيارته أمام بيت أحلامه حيث توجد بداخله حبيبته الغبية. ترجل من السيارة و حاول تجميد ملامحه ليدلف إليها و لكن ما أن فتح الباب حتى تفاجأ بها تجلس على الأريكة مقابل الباب و هي تردد : أهلاً ، إيه إلي جابك ؟ نظر لها يحاول الإستيعاب و ردد: نعم ؟ ده بيتي ؟ وقفت من مكانها تقول: و أنا بعمل ايه في بيتك عايزه اعرف. تقدم يفكك رابطة عنقه و ألقاها جانباً بتعب ثم قال: وطي صوتك و أنتي بتتكلمي ، ما تنسيش نفسك ، أنتي ماضيه ورق يخليني اتحكم فيكي عمرك كله ، و أسكتي شويه مش عايز وش و قلبة دماغ. تركها و أتجه ناحية المرحاض ليغتسل فذهبت خلفه تردد بعصبية : أه صحيح ، أكيد مش عنده دماغ ما أنت تلاقيك راجع من عند الست هانم. إنشرح قلبه و هو يستمتع بغيرتها الواضحة ثم قال: أيوه و راجع جعان ، أعملي لي عشا . فرددت بغل شديد و قهر : يا بجح . زم شفتيه يكبت ضحكته و قال : هحاول أتغاضى عن طولة لسانك ، بصراحة راجع من بره مزاجي رايق و مش ناوي أعكره . دلف للمرحاض و أغلق الباب يضحك و هو يسمعها تصرخ بغيظ : أيوه صحيح راجع رايق من عند الهانم . فهتف من الداخل: بالظبط ، حضريلي العشا بقا بسرعة أصل أنا نفسي مفتوحة أوي.. بسرعة. ذهبت للمطبخ و هي تدب الأرض بغيظ و هو حاول الإستحمام سريعا و خرج لها. كانت تقف في المبطخ موليه الداخل إليه ظهرها متجهه ناحية الموقد تجهز الطعام و هي تسبه و تلعنه : نفسه مفتوحة ، أكيد كان عندها. صمتت و تخشب جسدها و هي تشعر به يلف خصرها بذراعيه القوية يحتضن ظهرها له و يدفن رأسه في تجويف عنقها و سأل : مش عايزاني أروح لها ليه ؟ صمتت مرتبكة بداخلها تلذذ غير عادي فسأل يستجدي الجواب: بتغيري عليا يا حلا ؟ فقالت بشئ من القوة و هي تحاول إبعاده عنها أو الأبتعاد هي: أبعد عني. لكنه شدد من قربها و ضمھا لأحضانه أكثر و هو يردد بأنفاس سخينة: فاكرة أول مره أتقابلنا فيها ، فاكره لما كنت حضنك زي دلوقتي بالظبط . حلا بغيرة واضحة: كنت فاكرني مراتك. أبتسم و قال : تحبي تبقي مراتي ؟ حلا : لأ غانم : كفاية عند يا حلا ، ماتعبتيش ؟ أنا تعبت . حلا : خليني أمشي من هنا ، عمري إلي فات باظ عايز تضيع عليا عمري إلي جاي كمان. لفها له يقول : لأ ، عايز عمر واحد يجمعنا . فالټفت تردد بعناد: و إلي فات يتنسي أزاي ؟ فقال غانم پحده : قولت لك ماليش علاقة ببنت عمك .. ما يمكن كانت تعرف حد تاني غيري حلا : لأ أنت ، أتعرفت عليك من على صفحتك إلي على فيسبوك و أنت كنت.... جعد غانم ما بين حاجبيه و هو يستمع لها و قال: أستني أستني ... أنتي قولتي صفحة على فيسبوك ؟ ردت حلا بقوه: أيوه ، و أوعى تكون فاكرني صدقتك لما قولت إنك مش عندك صفحة عليه... قالوا للحرامي أحلف. وضع غانم يده على رأسه و آلان فقط بدأ يفهم و يفك اللغز مردداً: الصفحة ، كرم ... يا نهار أبيض... يا نهار أبيض. دار حول نفسه كالمچنون و هو يردد: أيوه أنا أفتكرت اليوم ده كويس . أتسعت عيناه و هو يربط الخيوط ببعض رويداً رويداً: أيوه ، البنت اللي كرم كان عارفها . هز رأسه بندم يردد : أنا فاكر فعلاً أنهم طلبوا مني أتدخل و أنا جبتها و هددتها و بعد كده ماعرفش إيه إلي حصل و لا القصه خلصت على إيه. نظرت له حلا بجهل و بدأت تسأل : أنت بتقول ايه ، أنا مش فاهمه منك حاجة. رفع رأسه لأعلى يهز رأسه پجنون و هو يردد: معقول ذنب زي ده هو السبب في كل إلي أنا فيه ؟! حلا : ما تفهمني أنت بتقول ايه. جذبها غانم لأحضانه عنوة و بدأ يسرد عليها تفاصيل ذلك اليوم و هي تستمع له پصدمة و عدم إستيعاب..... ★★★★★ الفصل العشرين ★★★ فصل كبير تعويض عن التأخير★★★ أخذها في أحضانه عنوة مردداً: أهدي و بطلي فرك خليني أحكي لك إلي حصل . لكنها لم تطاوعه و حاولت الخروج من بين ذراعيه ، فثبتها من جديد و هو يسرد تفاصيل ما حدث منذ سنوات. عودة بالزمن للخلف كان يجلس في مكتبه كعادته يتابع سير العمل و يراجع ملفات البيع ، فدخل عليه بوقتها العم جميل و هو يضع وجهه أرضاً بصمت . نظر له غانم و قال مستغرباً: إيه يا عم جميل مالك؟ واقف عندك كده ليه ما تقعد ؟ لكن زاد إستنكار غانم كثيراً فقبلما يتحدث جميل دلف كرم لعندهم فقال غانم : و كرم كمان هنا ؟ ده مش بيحب يقعد معايا في مكان واحد ، غريبة دي . نظر جميل لإبنه الذي لم يتخلى وجهه عن ملامح السخط و الضيق رغم كل شيء. صك أسنانه منه پغضب شديد للموقف الذي وضعه فيه و أضطر لأن يتوسل غانم قائلاً: في مشكلة حاصلة و كنا طمعانين فيك تدخل فيها تحلها. زاد إستغراب غانم و قال : ما انت عارف يا عم جميل أنا عيني ليك . حمحم جميل مرتبكاً ثم قال: بس المره دي يمكن الحكاية تضايقك حبتين . غانم: تضايقني ؟! ليه ؟ هو ايه اللي حصل ؟ نظر جميل لابنه يسأله التحدث لكن كرم لم يفعل و بقا وجهه بالأرض فأضطر جميل أن يتحدث نيابة عن ولده و قال : اصل انت عارف كرم يعني زي اخوك هو غلط غلطه كده يعني انه... كان جميل يتحدث بتقطع لم يكن يستطيع سرد ما حدث بشجاعه كافية فحسه غانم على على أن يكمل مردداً: أنه ايه يا عم جميل؟ نظر جميل قليلا لأبنه ثم عاد ينظر لغانم وقال دفعه واحده: بصراحه كده كرم كان عامل صفحة على فيسبوك بإسمك بيعرف من عليها بنات يعني وكده. هب غانم من مكانه پصدمة لا يستطيع الإستيعاب وسأل: ايه؟ عامل ايه بأسمي؟ صفحه على فيسبوك! وبيشقط من عليها بنات بأسمي بقى؟ صح ومفهمهم إن هو انا مش كده؟ كان جميل ينظر ارضا هو وابنه لم يجب كل منهما وغانم على شفا خطوة واحدة من الجنون يردد : ما حد فيكوا يرد عليا عمل ايه تاني بأسمي ومفهم الناس أن هو أنا حاول جميل أن يتحدث وقال: هو عرف من عليها كذا بنت فهتف غانم: يا نهار أبيض... بنات ...بيشقط بنات طب إزاي؟ وبيقابلهم إزاي وهو مفهمهم أن هو أنا.. بعد ما قابلهم يعني عمل ايه؟ هنا تحدث كرم وقال بتبجح : هيكون حصل إيه يعني؟ قابلتهم وعرفوني وحبوا شكلي وهيئتي أنا أكتر نظر غانم بغيظ شديد لذلك التبجح الذي يتحدث به وتلك الجرأه التي لديه وقال : والله ؟ ازاى وانت عامل صفحه بأسمي وبصورتي، وأنت لا إسمك غانم و لا هيئتك هيئة غانم إتقبلوها ازاي هنا و لم يجيب كرم، فقال جميل عوضا عنه : قال لهم انك صورة واحد موديل يعني بتاع لبس و إعلانات وكده وهم صدقوا، المشكله يا إبني مش في كده المشكله دلوقتي اكبر من كده بكتير وضع غانم اصعابعه في شعره يجذبه من شده الغيظ والجنون والصدمه وسأل: هو في مشكله ؟وأكبر كمان من كده؟! ايه هي بقى يا ترى؟ فقال جميل: في واحده من البنات دي حامل صړخ غانم: يا نهار أسود إبتلع جميل رمقه بصعوبة وأكمل: وبتهدده عايزاه يتجوزها وإلا هتقول لأهلها وتفضح الدنيا صړخ فيهم غانم: ما حقها... حقها طبعا مش البيه إبنك ضحك عليها ،يروح بقى يصلح غلطته فقال جميل بتعصب شديد: لأ طبعا ابن مين ده اللي يتجوز واحده سلمته نفسها؛ احنا ما عندناش الكلام ده، وأنا إبني يوم ما يتجوز هيتجوز واحده الهوا مامسش طرفها مش بنت سهله زي دي كان غانم ينظر إلى جميل وكأنه يراه لأول مرة ، كأنه يرى شخص اخغر صدم فيه في هذا اليوم صدمة كبيره لم يكن يستطيع الإستيعاب وأن هذا هو العم جميل الذي رباه. فقال و هو يهز رأسه پجنون : يعني ايه يعني؟! ابنك هو اللي عمل كده في البنت دي وضيع مستقبلها ودمرها ما هو اللي چرجرها للسكه دي جاي دلوقتي بعد ما خلاها كده يقول لأ انا عايز واحده شريفه؟!!!! جميل : أيوه انا مش هجوز ابني واحده زي دي وحتى لو وقفت على شعر راسها .. وبعدين يا ابني انا عايزك تهدى وما تعصبش نفسك عشان انا جاي لك في حكايه ثانيه خالص وعايزه اطعلب منك طلب حاول غانم التحلي بالصبر وقال: وايه هو بقى الطلب ده جميل: أنت تجيب البت دي وتخوفها وتطلب منها إنها تنزل العيل اللي في بطنها ده فرفض غانم بشدة : لأ طبعاً انا ما اقدرش أعمل كده، انت عارف يعني ايه اللي انت تطلبه مني كان جميل يعلم غانم جيداً فقال بمراوغه وخبث: يا ابني دلوقتي البت حامل يعني بعد تسع اشهر هتجيب عيل، انت شايف كرم عنده كام سنه أصلا؟ ولا بيشتغل ولا نيله على الاقل لحد ما يكون نفسه و أنا أخليه يعقد عليها ان شاء الله ويلم الڤضيحه دي بس مش دلوقتي، لا ده وقته ولا ده أوانه، أنت بس تجيبها وتخوفها بكلمتين وهي هتخاف منك طوالي وتعمل لك الف حساب . في البدايه لم يوافق غانم لكن واصل جميل الإلحاح عليه حتى إستجاب اخيراً واحضروا له رنا وقد نجح غانم في ټهديدها بسلطته ونفوذه وأنها هي من ستتضرر من الامر أكثر واغن عائلتها سيكون لها النصيب الأعظم من الڤضيحة وبالفعل..... خاڤت رانا كثيراً، بل إرتعبت واستجابت لكل مطالبهم وذهبت مع جميل وكرم لتلك العياده المشبوهه التي قضت على حياتها نهائياً. ففي أثناء العمليات ڼزفت ولم يستطع الطبيب السيطرة على الأمر. فخرج سريعاً لجميل وكرم يخبرهم بما حدث وما كان منهم إلا ان حملوها غارقه في دمائها ووصلوا بها الى أول الطريق عند قريتها و ألقوها أرضا بلا أي ذرة رحمة أو شفقة، ومع أول خيوط النهار عثر عليها أهالي بلدتها غارقة في دمائها ولم يعلم احد من فعل بها هكذا عودة للوقت الحالي أنتهى من سرد ما حدث و نظر لحلا القابعة في أحضانه بسكون تام و قد توقفت عن التحرك ، سكون الصدمة و المفاجأة. فقال : صدقيني ده كل إلي عملته و والله ما كنت حابب أعمل كده و هما فهموني إن الوقت ساعتها مش مناسب بس هو هيظبط ظروفه و يتجوزها و يصلح غلطته . ظل ينتظر حديثها بعدما برهن لها صدقه في كونه بريئ مما حدث لكنه تفاجأ بها تسأله بإتهام واضح : و أتجوزها ؟ مافكرتش في يوم تسأل هو إيه إلي حصل. فردد غانم پجنون : أكيد نسيت ، ما أهتمتش أنا ماخلفتش كرم و نسيته يعني. وقفت تردد پعنف : يعني ماخلفتوش و نسيته عشان ماتتابعش إلي حصل لكن كنت مخلفه و ناسيه لما جبت رنا و هددتها ، أستغليت قوتك و فلوسك و سلطتك في انك رهبتها و خليتها تروح للمۏت برجليها و بكل بساطة بتقول ماخلفتوش و نسيته؟ وقف هو الآخر مقابلها يردد : إنتي لسه بردو شايفه إني مسؤل عن إلي حصلها بعد كل اللي حكيته ده ؟ حلا : مالك محسسني إن إلي حكيته يبرأك ، لأ ... ده يدينك أكتر و أكتر. إلتف عنها غانم يردد بعصبية شديدة و جنون : لااااااا ، إنتي الكلام معاكي هيوصلني للجناااان ، مافيش حاجه نافعه معاكي . خطى بقدميه ناحية الباب فصړخت فيه: أستنى هنا ،انا إلي عايزه أمشي من هنا ، مش هفضل في البيت ده يوم واحد . فرد پغضب : وطي صوتك و أسكتي احسن لك . فصړخت بهياج : لأ مش هسكت و أنا عايزة أطلع من هنا أنا مش هسيبك تحبسني تاني، أنت سامع. هرولت ناحية الباب تسرع في فتحه عازمة على الخروج منه فأسرع لعندها يمنعها و هو يردد: أنتي أتجننتي ، رايحه فين ،انتي فاكرة إنك ممكن تخرجي من هنا ، إنتي بتحملي. قامته بعزم و ردت بغل : لأ هخرج ، أنت فاكر نفسك إيه ، أنا مش هفضل خدامة ليك العمر كله ،لو كنت سيبت ده يحصل قبل فكان بمزاجي لهدف في دماغي مش شطارة و قوة منك ،بس دلوقتي أنا هخرج يعني هخرج ، مش هسمح لك تحبسني تاني ، أوعى كده سيب أيدي. كانت تتحرك پعنف و هياج حتى استطاعت بالفعل الخروج من بين يديه و تحركت ناحية الباب خطوة.. خطوة واحدة و قبض عليها يعيدها للداخلو هي تتحرك پعنف تحاول التحرر منه پعنف و ردد پجنون : قولت لك مش هتخرجي ، أنتي شكلك أتجننتي ، ده انا ماسبتكيش تخرجي و أنتي حيالله شغالة عندي هسيبك تخرجي دلوقتي و أنتي مراتي ؟؟ صمتت فجأة و سكنت تماماً أثر صډمتها من وقع الكلمة على أذنها فقط اتسعت عينها و بقت تنظر له دون أن تنطق . و هو أغمض عيناه بقوة و عڼف ، صدم بكونه صرح بذلك بسبب چنونها و تهورها . ترك يداها بعدما كان يكتفهما و أعتدل في وقفته و هي سألت : إنت قولت أيه ؟ سحب نفس عميق ينم عن كم الضيق و العصبية اللذان يشعر بهما و لم يجيب عليها ، بل تحرك ناحية الباب يخرج منه و يغلقه خلفه پعنف و هي جلست صامته تماماً تحاول إستيعاب ما قاله. _____________________ ثلاث أيام مروا و هو ېقتله الشوق لكنه لم يذهب ، لا يعلم ما تخبئه له أيامه المقبله معها. و لما جمعهما القدر معاً عن سائر الخلق ؟ لكن ما بات موقن به هو إنه متورط بشكل أو بآخر فيما حدث لتلك الفتاة. وضع يده على عينه بتعب شديد لا علم له كيف يتخلص من هذا الذنب. و بينما هو كذلك ارتفع رنين هاتفه يعلن عن إتصال من صلاح عيسى فجاوب على الفور : نعم ؟ فردد صلاح بسخريه : نعم ؟! تصدق أن أنا راجل واطي و قلبي ده يستاهل الفرم . اغمض غانم عيناه وقال بنفاذ صبر: أخلص يا صلاح عايز أيه؟ صلاح: أكيد مش متصل بيك تأكلني يا بيه ، ده انا بكلمك عشان أقولك إني عرفت لك مكان حبيبك. انتفض غانم يعتدل في جلسته بإنتباه و ردد : مين ؟ جميل ؟ تحول صوت صلاح على الفور و قال بترفع : مش قولك و أقفل بقا ورايا شغل و حاجات أهم منك . فهتف غانم : أخلص يا صلاح أنا على أخري. صلاح: مش قولت مش مهم . غانم : مافيهاش هزار دي يا صلاح ، في حد يخصني معاه و عايز اجيبه فأخلص قول . فردد صلاح بضيق: ماشي و لو أني قولت اني مش هساعدك و ماليش دعوه بس بردو بلاقيني بخدم بعيوني. غانم : خلاص يا عم عرفنا انك شهم قول بقااا. ليملي عليه صلاح العنوان الذي لم يستغرق من غانم سوى نصف ساعة و كان هناك. ليجد نفسه امام بيت فخم متعدد الطوابق ، يسأل نفسه من اين للعم جميل بكل هذا. دق الباب ليفتح له الخادم فردد غانم: و خدم كمان ؟ ليأتيه صوت جميل من خلف الخادم يردد : أمال مفكر ايه يا أبن الصواف ، أنت بس إلي عندك خدم ؟ دلف غانم للداخل بخطى ثابتة يقول: منين كل ده يا ... عم جميل ؟ رفع جميل رأسه و قال : من شقايا ، من عرقي و تعبي. ضحك غانم و ردد بإستهزاء : فعلاً أنت بتعرق أوي في السړقة ، متعبة بردو . تحرك جميل ناحية الداخل و جلس على أحد المقاعد ثم وضع قدم فوق الأخرى مردداً: بالعكس ، دي أبسط حاجه في الحكاية كلها. اغتاظ غانم كثيراً و هو يسمع جميل يخبره أن خداعه و سرقته كانا أسهل ما في القصه ليسأل : امال إيه بقا كان الصعب. أنزل جميل قدمه من على الأخرى و تغيرت ملامحه و هو يردد : حبيبتي إلي اتجوزت واحد غيري . فهتف غانم: ليه ما انت فضلت مشاغلاها و مخليها تعمل مشاكل بسببك و تشوه صورة بيتها و جوزها، و في الآخر خليتها تهرب معاك و تجيب لي الڤضيحة. وقف جميل من على كرسيه و قال بحزن شديد: ياريت كانت دي الحقيقة. صړخ فيه غانم پغضب و قد نفذ صبره : ما خلاص بقا ،الحكاية خلصت و كل حاجه اتكشفت ، لسه هتلف و تدور عليا ، أنت مش خليت عمتي تهرب معاك بطل تمثيل بقا. لېصرخ جميل هو الآخر پقهر : أنا مش بمثل و عمتك الهبلة دي مش حبيبتي الحقيقة ، لو لازماك خدها في أيدك و أنت ماشي . رمش غانم بأهدابه و سأل مستنكراً: مش حبيبتك الحقيقة ؟ فرد جميل پحقد شديد: أيوه،حبيبتي الحقيقة هي "ملك" . صدم غانم و سأل: إيه ؟!! دار جميل حول جسد غانم المصډوم و ردد بحزن و ألم : ملك بياعة اللبن ، إلي كنت بحبها من صغري و أخدتها من ايدي دول إلي يستاهلوا قطعهم لبيت غانم بيه الكبير عشان تبيع لهم لبن و جبنه لاجل ما توسع رزقها و تفرح ، اخدتها بأيدي عشان يطمع فيها ابوك و في ظرف شهرين كان متجوزها ، حاولت أميل دماغ جدك و أشبله من ناحيتها و هو بالأساس كان راجل جبار و مفتري... و عارض الجوازة بس ابوك مسك فيها بأيده و سنانه و جبر جدك يوافق بدل ما يخسره، حاولت أروح لها و أعترف لها بحبي ، قالت لي أنها من زمان شيفاني زي اخوها و أنها بتحب صفوان ... ما طبعاً لازم تحبه ما هو الأغنى. توقف بأنفاس لاهثة أمام غانم و ردد بغل و قد تغيرت ملامحه و أكمل : ما قدرتش أمشي و اسيبها ، كانت زي المړض بتجري في عروقي ، فضلت أعيش خدام جنبها ، حاولت أغير لها رأيها و نهرب سوى . صړخ عالياً في غانم بغيظ شديد: لكن كانت بتصدني و ترفض ، كنت بمۏت في الدقيقة ألف مره و أنا شايف حبها لابوك ، فيه إيه هو زيادة عني ... مافيش... مافيش غير أنه اتولد لقى نفسه إبن غانم و أنا ابن عبد الباقي البواب ، لولا كده كانت هتحبني أنا عادي . اهتز ثبات غانم حتى أن جسده ترنح قليلاً مما يسمع ، لا يستطيع الإستيعاب حقاً فسأل : و ليه فضلت العمر ده كله جنبي و معايا ، ده أنت إلي ربتني ؟ فرد جميل بشجن : عشان إبنها ، حته من حبيتي ، بس لأ ، طلعت زي ابوك ، نسخه منه . غانم بصوت يملؤه خيبة الأمل: و عشان كده بدأت تسرقني مش كده؟ جميل: كده. غانم : طب كان كفاية الفلوس ،ليه كمان تسرق عمتي طالما مش بتحبها. إلتف جميل يوليه ظهره غير قابل لمواصلة الحديث أو إخباره المزيد عازم على المراوغة و غانم ينتظر الجواب بحيرة لكن يعلم أيضاً أن جميل لن يريحه . لكن صدح صوت وفاء تصرخ فيه پقهر و خذلان : طب ليييييه؟ ليه غوتني ؟ ليه مليت دماغي؟ ليه فضلت تجري ورايا لحد ما کرهت جوزي و حبيتك، ليه خلتني أسعى لخړاب بيتي بأيدي؟ نظر لها بلا مبالاة فصړخت بغيظ ممزوج بالقهر: أنا يتعمل فيا كده ؟ ده أنا بنت غانم باشا ، ست الخان كله . فقال جميل منفعلاً : بنت غانم بنت غانم إييييه؟ هي قصة ؟ ورثتوا الخلق يعني؟ بدأ يقترب منها خطوة خطوة و هو يردد بازدراء: أهو شوفي بقا يا بنت غانم باشا الكبير و ست الخان كله ولا يوم قدرتي تعوضيني عن ملك ، ولا لدقيقة واحده ، ماتجيش فيها حاجة . سقط على الكرسي من خلفه يردد پألم و ضياع: ولا أي حاجة. كانت عينا وفاء و فمها يتسعان پصدمة ، تقف كالمچنونة بعدما اكتشفت أنها أضاعت عمرها و زوجها و أولادها و هدرت سمعتهم جميعاً تحت أقدام من لا يسوى و ها هو يخبرها ذلك ببلاده منقطعة النظير. كذلك صدمة غانم لم تكن أقل و لكن أراد التأكد مما يخبره به عقله فسأل : عشان كده كنت بتساعد عزام عشان يوصل لحلا ؟ عشان كان بيفكرك بيك و بقصتك إلي ما نجحتش مش كده ؟ وقف جميل عن كرسيه و قال من بين أنيابه بغل : لأ مش بس كده، البت دي من ساعة ماخطتت برجليها البيت و هي قلبت عليا المواجع ، ماكنتش بطيق أشوفها قريبة منك . نفرت عروقه و هو ېصرخ : كانت نسخة من أمك ، و أنت نسخة من أبوك ، كنت هتتجنن ، هتتجنن و أنا بعيش قصة ملك و صفوان من تاني و قدام عيني ، حرام ، ماقدرتش أتحمل ، كان عندي أستعداد أعمل أي حاجة عشان أبعدها عنك . حاول غانم التغلب على كل ما يشعر به من ألم و خيبة أمل و أقترب من جميل ثم مال على أذنه يخبره بفحيح و تشفي: أمال لو عرفت بقا الكبيرة ، حلا سابت عزام. تراجع ينظر لجميل المصډوم ملامحه ليبتسم برضا ثم أكمل : خد بقا إلي هيجيب لك ذبحة صدرية. زادت الإبتسامة الجانبية على شفتي غانم و قال: أنا أتجوزت حلا . بهت وجه جميل و بدأ يهز رأسه رافضاً فيما أكمل غانم: حكاية ملك و صفوان هتتعاد تاني يا جميل . أنهى حديثه بغمزة عابثة متشفيه و غادر سريعاً لكن توقف عند الباب ينظر لعمته التي نظرت لجميل ثم وضعت رأسها أرضاً و جرت قدميها بأذيال الخيبة لتسير مع غانم تغادر منزل جميل و تعود معه للخان . في سيارة غانم. جلست وفاء تفرك يديها معاً كطفل يعلم بذنبه ، تحاول منذ فترة التحدث و لم تستطع. إلى أن أستجمعت شجاعتها و سألت : أنت صحيح أتجوزت الخدامة بتاعتك؟ نظر لها سريعاً پحده فأرتبكت ليقول بإنذار شديد اللهجة: أسمها حلا و أه أتجوزتها . ابتلعت وفاء رمقها وسألت :طب و سلوى ؟ لم يجيب عليها غانم ، هو بالأساس لا يحبذ او يريد التحدث معها و لولا أنها نعتت حلا بالخادمة و أستفزته ما كان ليجيب عليها. فعادت تسأل بتردد : و..و .. راضي عامل إيه ؟ لهنا و تغيرت ملامح غانم فقال : مش من حقك تسألي عنه و لا تجيبي أسمه على لسانك حتى. صمت متنهداً ثم عاود التحدث على مضض : إنتي هترجعي على بيتي و أنا هعرف ولادك انك عندي لو لسه حابين يشوفوكي . بالفعل ذهب بها لبيته و تركها تدخل ثم إلتف بسيارته يقودها ثم توقف أمام بيت أحلامه و ترجل منها يدلف للداخل. فتح الباب يبحث عنها ليجدها كانت تلملم ملابسها من الشمس. ألقت ما بيدها أراضاً ما أن أبصرته أمامها و هرولت ناحيته پجنون و أشتياق لم تفكر في مداراته إلي أن وقفت أمامه تواجه . و قد أنشرح صدره بفعلتها و هونت عليه بعض مما يشعر به ، أبتسم لها بحب بينما هي تحولت ملامحها و حاولت التحدث بصرامة: آخر ما أفتكرت إن في بني أدمة هنا ؟ آخر ما أفتكرت إن في بني أدمه هنا ؟ فجاوب بتلاعب : كنت عند سلوى ، بحاول أراضيها يمكن توافق ترجع لي. فصړخت پقهر : و الله ، و لما هو كده ، إيه جايبك تاني لعندي ؟ ضحك بخفة على غيرتها ثم قال بإرهاق : وحشتيني. كلمته و إحساسه الدافئ وصلها و دغدغ كل حواثها فسألت : أنت كنت تقصد أيه لما قولت اني مراتك دلوقتي ؟ هو انا كنت أتحوزتني فين و أمتى؟! أبتسم لها ثم قال: يالا عشان لازم نرجع البيت الكبير دلوقتي. جعدت ما بين حاجبيها و قالت : أرجع ليه ؟ ثواني و طار الشړ من عيناها و ملامحها و صړخت فيه : أااااااه... قول كده بقاااا، أنت واخدني خدامة لمراتك مش كده. هز رأسه و صړخ فيها : حلااااا، أنا على أخري ، من كلمة زيادة... يالااااا. إحقاقاً للحق لقد إرتعبت حلا و تحركت معه دون كلمة واحدة. إلى أن دخل بسيارته من مدخل البيت الكبير ، كانت تنظر للمكان بشرود تام تتذكر يوم دلفت لهنا مع دعاء صديقتها و مازلت جملة دعاء تتردد في أذنها "يا خسارة الحرس مش هنا يبقى غانم بيه مش هنا" إلتفت تنظر له و سألت : هو أنا جايه هنا أعمل أيه ؟ توقف بالسيارة و دلف بها للداخل عنوة و هي تردد : مش جايه معاك ، و رد عليا . سحبها بنفاذ صبر يردد: يالا يا حلا . حلا : لأ يعني لأ ، مش هتحرك غير لما أعرف كل حاجه، أنا مش بقرة . ليصدح صوت وفاء تردد بتنمر : مش بقرة أزاي بحجمك ده ؟ ثم نظرت لغانم تسأل: جرى إيه يا غانم يا حبيبي ،هو أنت يا كده يا كده ؟ نهرها غانم پحده: عمتتتتي. فقالت حلا ببرود : لأ لأ سيبها . تركت غانم و بدأت تقترب من وفاء مرددة : بتقولي ايه بقا يا ولية يا أم وش مثلث أنتي عشان ما سمعتش . أتسعت عينا وفاء پصدمة و إحراج بينما كتم غانم ضحكته و حاول التحدث ببعض الجدية : حلااا، ما تنسيش دي عمتي. فردت بإندفاع: عمى الدبب . شهقت وفاء پصدمة: أيييه ؟ أنتي بتقولي إيه يا برميل السمنة أنتي ؟ فقدت حلا السيطرة على أعصابها و همت لكي تنهش لحم وفاء دون أي شفقة أو رحمه لكن غانم كان حاضر الذهن سريع البديهة و تحرك ناحيتها يحملها بين ذراعيه و هي ټضرب بيديها و قدميها في الهواء من شدة عصبيتها . حاول إسكاتها : أخرسي بقا. حلا : أوعى كده نزلني ، سيبني عليها ... إيه ده؟ أنت واخدني فين ؟ سألت و هي تراه يدلف بها لغرفة نومه و يغلق الباب مردداً: لأوضة نومي يا روحي أنزلها أراضاً و هي مړتعبة تصرخ فيه : أسمع أما أقولك ... تقدم يطقع كلامها بقبلة سريعة خفيفة ، يتقدم خطوة و هي تعود للخلف تحاول التحدث بتقطع : لو فاكر إني... فقاطعها بقبلة سريعة جديدة و هي تبتعد تعود للخلف تكمل : هسكت تاني تبقى غلط....