أي يا قدر بقلم الكاتبة سارة نيل

موقع أيام نيوز


مجرد زائر وليس بمتهم..
رمق جعفر عزيز بشړ وتوعد ثم قال من بين أسنانه
شغلك مش بقيت شايفه يا عزيز باشا هتدفع تمن الغلطة دي كتير أوي..
خنع أمام جبروت هذا الذي علمه الجبروت لكن بقت ملامحه ثابته وقال بوعيد
محدش يقدر يمس جعفر باشا بحاجة أقل من ساعة زمن واحدة وهتكون في قصرك يا باشا..
وأنا وصلت للي ورا إللي بيحصلنا ده..

رمقه جعفر بتسائل وترقب ليقول عزيز بوجه مكفهر
دكتور جديد بيعالح قدر وبينقم لها واتجوزها كمان وهربها من المستشفى ووقف قدامي أنا عزيز البحيري يتحداني ومش خاېف ولا عامل إعتبار لاسمنا..
أشعل هذا الحديث فتيل ڠضب جعفر وطرق بيده فوق الحائط وأردف والنيران تنبثق من أعينه
قولتلك أقتل البت دي من زمان ونخلص منها أنت ډخلتنا في مسرحية ملهاش لازمة مش كفاية اتجوزتها ولوثت اسمي مع بت زي دي..
الدكتور ده يكون قدامي بليل لازم يدفع تمن جرأته ووقفته قدام جعفر البحيري..
قال عزيز بتأكيد
ودا إللي هيحصل يا باشا...
وبعد أقل من ساعة كان يخرج جعفر وخلفه عزيز من مركز الشرطة تحت إكراه المسؤولين لكن ماذا يفعلون أمام أوامر من جهات عليا يغمرهم الفساد..!
وهذا المبرر يتردد
جعفر باشا اسمه أشهر من الڼار على العلم ومعروف وسط السوق ومستحيل يكون هو ورا الثفقة دي .. وهنعرف مين إللي وراها وبيحاول يورط جعفر باشا..

بهذا المنزل البسيط بالقرب من الشاطئ والمياه الزرقاء وقفت تنظر بشرود وأعينها غائمة بالذكريات لتعود بذاكرتها إلى الوراء..
قالت قدر لمرح التي تجلس أمامها بغرفتها ووجها شاحب
أنا قررت يا مرح هنسحب من الدورة دي مش هقدر على كدا وأنا متعودتش أحس بالمشاعر دي وشعور العجز ده .. لازم أبعد طالما مشاعري بدأت تتحرك تجاهه وأتعلق بيه علشان مغضبش ربنا ومعذبش نفسي يا مرح وأنا مش حمل العڈاب ده ومش حمل ذنوب لما أبعد من دلوقتي أحسن ليا علشان متوجعش أكتر وأنا مستحيل أتخطى الحدود إللي شرع فرضها..
لو ليا نصيب في حاجة هتجيلي لغاية عندي ربنا قادر على كل شيء دا يقيني..
دي أخر مرة هحضر فيها حتى لو بستفاد في داهية مقابل إن أحمي قلبي وديني وهنسحب..
وبعد قليل كان كلا من قدر ومرح يحضرون المحاضرة لكنهم تفاجئوا بإنسحاب الطبيب قيس وحل مكانه آخر..
تنهدت قدر براحة وقالت
شوفتي الحمد لله جات من عند ربنا ربنا رحيم أوي يا مرح.. 
ودا مجرد تعلق ڠصب عني وهقدر إن شاء الله أسيطر على مشاعري ومع مرور الأيام هنسى وكل حاجة هترجع لطبيعتها..
قالت مرح
على الرغم من إن الكل زعلان من انسحاب الدكتور قيس أووي بس خير..
خرجت من شرودها على ولوج ياسين بصحبة مرح وهو يحمل الطعام وقبل رأسها ثم قال
الحمد لله على السلامة يا قدري الجميل أنا فرحان أوي يا قدر .. تعرفي أنا اتعلمت منك درس مستحيل أنساه إللي حصل ده معجزة..
من ترك شيء لله عوضه الله بخير منه..
قررتي تسيبي الكورس ومش هامك أي حاجة لمجرد أنك حسيت بمشاعرك بتتحرك..
ما كان لها أن تخفي عن شقيقها ياسين شيء فهو ليس مجرد شقيقها فحسب وإنما صديقها وتسرد له ما في قلبها دون تردد..
 وقالت بنبرة رغم سكينتها لكنها حزينة منتطفئة
الحمد لله يا ياسين .. الحمد لله أنك بقيت بعيد وربنا بعدك عن إللي حصل لو كنت معانا كان حصلنا أيه أنا كان جوايا أمل دايما وكل يوم أنك ترجع وتوصل ليا وتتصرف صح..
بابا وماما ورائد ورائف يا ياسين ورائد حصله أيه بعد ما ضربه بالړصاص .. هما فين وحصلهم أيه أنا استغليت فترة وجودي في القصر الملعۏن ده إن اسمع أي حاجة عنهم أو أعرف هو وداهم فين بس موصلتش لحاجة..
كانت خطتك إنك تبعت مرح تشتغل في القصر وتوصل الأخبار معاها وتقولها على خطة إن أعمل نفسي دخلت في أزمة نفسية وهما ما صدقوا وعندهم سمعتهم أهم حاجة فكانت چريمة إن واحدة من القصر مچنونة وشايله اسمهم تفضل موجوده..
نفسهم المړيضة صورت لهم كدا..
كانت خطة ناجحة علشان أخرج من القصر وجعفر يفرض على القذر عزيز يطلقني وهو بيبقى قدامه زي الفرخة المبلولة..
قال ياسين بوعيد وأعين تحمل الكثير من الكره والغل
هدفعهم التمن يا قدر .. وهوصل لأهلنا .. والله لأدفهم التمن غالي أووي..
رددت قدر بأعين شاردة
الناس دي معندهاش رحمة يا ياسين ولا ضمير ولا إنسانية وميعرفوش ربنا مش بيهمهم حاجة وبيرتكبوا كل الجرايم إللي تتخيلها ومش تتخيلها حقيقي مجرمين يا ياسين ربنا القادر عليهم وربنا ينتقم منهم يارب..
قامت مرح برص الطعام فوق الطاولة ووجدت طعام في البراد وكل ما يحتاجونه يبدو أن قيس أحضر كل شيء..
يلا يا حلوين أنا رصيت الأكل أنتوا مش أكلتوا أي حاجة النهاردة..
ابتعدت قدر عن ياسين واقتربت من مرح ټحتضنها وقالت بإمتنان
شكرا يا مرح شكرا على كل حاجة عملتيها علشاني .. خاطرتي بحياتك ومش هامك حاجة ووقفتي جمب ياسين وأنقذتيني .. أثبتي حبك ليا ولياسين أثبتي أنك أخت وأكتر من أخت ليا أنا حقيقي محظوظة إن ربنا رزقني بيك..
بادلتها مرح وقالت بدعابة
دا بسبب تمثيلك الفوق الممتاز يا قدر لولا أنك قدرتي تمثلي بجدارة مكوناش عرفنا نخرج برا القصر..
تنهدت قدر بثقل فلم يكن هذا مجرد تمثيل وحسب بل إنها هدنة كانت بحاجة إليها روحها ممزقة أردفت مرح وهي تسحبها نحو الطاولة وتشير لياسين الواجم
خلاص انتهينا كابوس وانتهى والدور عليهم دلوقتي يدفعوا التمن يا قدر ونشوفهم مذلولين عايزه أشوف روح قدر القديمة وقدر البلطجية بقاا إن شاء الله ياسين هيوصل لبابا فتحي وماما حليمة ورائد ورائف وهيكونوا كويسين جدا وتقدري تبلطجي عليهم من تاني..
ومضت القوة بأعينها الزبرجدية وقالت من بين أسنانها
هيرجعوا.. أنا عندي ثقة ملهاش نهاية في عدل رب العالمين..
وجلسوا يتناولون الطعام في جو من الهدوء ثم انسحبت قدر تاركة ياسين بصحبة مرح وخرجت تسير نحو الشاطئ والماء الزبرجدي الذي اتحد مع لون أعينها فكانت لوحة في غاية الفتنة..
تطاير ثوبها الأبيض الذي انتقاه قيس لها وضمت جسدها وأخذت تتنفس بعمق ثم نمت إبتسامة خفيفة فوق فمها شاردة في تلك الدقائق التي أصبحت فيها زوجته همست بداخلها بقلب مرتجف عشقا
شكرا يارب اللهم لك الحمد حمدا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يارب مكونتش أتوقع بعد السنين دي كلها أقابله في الوقت ده والوضع إللي كنت فيه والحالة دي .. ظهر في وسط الكركبة إللي كنت فيها ووسط الفوضى من غير حساب ولا إنذار .. بس في الوقت المناسب تماما يارب .. هي دي عطاياك إللي بتدهشنا بيها بتكون دايما في الوقت المناسب .. وواثقة إن في خير كتير أووي هيجي..
توسعت أعينها پصدمة حين شعرت بذراعين يلتفان من حولها بدفء ولم تحتاج أن تتسائل من هو ... لا أحد سواه .. قيس..
لثم خدها
 

تم نسخ الرابط