سارة
المحتويات
و قال بأحترام
هو أنا أقدر أنسى مصروف الآنسه قدر
أخذت المال من يديه و سارت جواره بهدوء حتى وصلت إلى ذلك البيت الصغير الذى يسبق المدرسة بعدة أمتار فقط و اقتربت من الباب و وضعت المال من أسفله كما شاهدت والدها يفعل أكثر من مره
كان يتابع حركتها و ما قامت به بزهول و عدم تصديق حين رفعت عيونها إليه أبتسمت و قالت
لينحنى و يحملها و قبل أعلى رأسها و وجنتيها و هو يقول
أنت أشطر بنوته فى الدنيا و ربنا بيحبك اوووى و ماما فرحانه بيكى أوى
أبتسمت الصغيرة ببرائه و بدأت فى مداعبة شعيرات ذقنه حتى وصلوا إلى المدرسة ودعها بعدة قبلات و أعاد عليها نصائحه بأن تنتظره داخل المدرسة و أن لا تغادر بمفردها أو بصحبة أي شخص مهما كان سواه هو فقط أومئت بنعم و أشارت له بالسلام و دخلت إلى المدرسة
أيضا طمئنها على أبنتها ... و أنه مازال على العهد الذى عاهده لها يوم ۏفاتها حين رأها فى الحلم و حلف لها أنه لن يتراجع عن طريقها و لن يعود إلى ضلاله القديم
إزيك يا بطل أخبار الشغل أيه
وحس أوى يا أثلان
رفع أصلان حاجبيه باندهاش مصطنع و قال
وحش أوى ليه يا باشمهندس يحيى ... و أنت سكت لما لقيت الشغل وحش
ضحك رمزي على ذلك الحوار الطفولي الذى يدور خلفه و عادت ضحكته حين قال ولده
يا خبر كل ده لا الأمر ده ما يتسكتش عليه
إجابه أصلان بجديه و لم يتمكن رمزي من تمالك نفسه ليكمل أصلان باستفهام
طيب و أنت رأيك أيه يا هندسه
معلفش ... بس وضع مش أطمن أثلان
ليضحك أصلان بصوت عالى و هو يضم الصغير و يقبله بسعادة
و الله أنت سكر كده و أنا بحبك اوووى
نظر إليه رمزى و قال بمرح
مناقشة قوية و هادفة الصراحة
أنا أكبر أتوز أدر
ليرفع أصلان عيونه مباشرة إلى عيون رمزي الذى أبتسم بوقار وقال
المهم هى توافق عليك يا ابنى
فهم أصلان ما وراء كلمات رمزي لكنه أبتسم إبتسامة صغيرة و قال
أكسب قلبها يا يحيى بالحب و الأهتمام و الخۏف عليها ... أكسب أحترامها بتقديرك ليها و تفهمك وأستيعابك لمشاعرها ... و أحترم
كان الصغير ينظر إليه بعدم فهم ليبتسم إبتسامة واسعة و قبل جنته و أعاده يقف جوار والده الذى ينظر إلى أصلان بإحترام
لقد تعلم أصلان الدرس .... فهم و أستوعب و آمن ... و لن يعود لضلاله القديم
فى إحدى الليالي و بعد أن غطت قدر فى نوم عميق ... أخذ أصلان مذكرات قدر الذى حفظها عن ظهر قلب ... فهو يقرأها يوميا منذ ۏفاتها و حتى تلك اللحظة
حفظ كلماتها ... و شعر بها .. متى كانت تضحك و متى كانت تبكى ... و متى أرتعشت يديها بحزن
نظر إلى أبنته التى تتوسط سريره وأخذ نفس عميق و أمسك القلم و عند الصفحة الأخيرة بالمذكرات كتب
تألمتي حبيبتي و لم أكن جوارك يوما أخفف عنك بل كنت سبب فى عذابك و ألمك ... و دموعك ... الإعتذار لم يعد له معنى قدر ... لن يعيدك لى ... و لن يعد الزمن لأغير كل ما حدث ... لأقف فى وجه جدى و أعترض على كل ما قام به ... لكن أعدك أن أكون الأب التى تستحقه ابنتي ... أن لا أبخل عليها يوما بحبي و حناني و دعمي ... أن أظل بجانبها طوال حياتها ... الملجىء المفتوح دائما لدموعها و شكواها و ضحكتها ... أن لا أبخل عليها بمالي ... أن أزرع بداخلها القوة و أنها قادرة على التحدى و الوقوف فى وجه المصاعب و الحياة ... أن أكون دائما لها لا عليها .... قدر كان طلبك الأخير أن أعطى تلك المذكرات لأبنتنا لكننى لم أستطع فعل ذلك ... لا أريد أن أشوه صورتى فى عيونها ... لا أريد أن أخسرها ... لا أريد أن ترى أصلان القديم ... أعتذر منك حبيبتى لكننى سوف أفعل مثلك ... أكتب أنا أيضا مذكراتى و أضعهم سويا ... و حين آآتي إليكى ستجدهم هى ... لكن بعد أن أكون أنهيت رسالتي معها
متابعة القراءة