الثلاثة يحبونها

موقع أيام نيوز


فى إمكانية أن تكون له زوجة..وتلك الذكريات تحاصرها وتجذبها إليه.......بقوة.
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل.
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة

إزيك يابنتى دلوقتى..بقيتى أحسن.
أومأت بشرى برأسها قائلة 
الحمد لله ياست آمال..جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا.. إتحسنت كتير .
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة 
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا..وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى..ده انتى كنتى جاية وشك أصفر ..لون اللمونة بالظبط..الحمد لله.. الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل.
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة..تقول فى نفسها ..يالها من سيدة ثرثارة.. كيف أصمتها
لتكتفى بإيماءة بسيطة برأسها كإجابة وبإبتسامة باهتة حتى تمل آمال وترحل وبالفعل نهضت السيدة آمال وكادت أن تغادر ولكنها توقفت وإستدرات إلى بشرى قائلة
إنتى كشفتى يابنتى
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة ..فى البندر عند الدكتورة..لتكونى حبلى.
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص..هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام..وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار 
وليه بس يأجله..مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفة..ساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول 
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال.
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتى..أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض..ويسافر ويسيبك كل شوية..إسمعى كلامى يابنتى. من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك..الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل..بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ..ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم.
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آمال..لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبها..ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال..هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها..فربما عاد عدم إهتمامه بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا..وريثا له..حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكان..لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة الحرباء..وإن تزوج سيتزوجها هي..لتتسع عينيها فى صدمة..ماذا لو.....
لترفض أيضا هذا الإحتمال فرحمة تعشق يحيي ولن ترضى بمراد زوجا لها..ولكن هي تزوجت هشام من قبل وقد كان أخيه أيضا..لذا من الممكن أن تتزوج مراد الآن..لتنفض افكارها وهي تخبط رأسها بخفة قائلة 
أمال لو مكنتيش إنتى

اللى دبرتى كل حاجة عشان تجوزيهم..إنتى نسيتى انها إتجوزته ڠصب عشان الڤضيحة..المهم..من هنا لبكرة بالليل لو مقدرتيش تفكريلها فى مصېبة يبقى تلمى شنطتك وترجعى القاهرة يابشرى.
لتبتسم براحة وهي تنهض تتجه إلى طاولة الطعام تنظر إليها بنهم وقد شعرت فجأة......بالجوع.
تأملت شروق ملامح مراد فى عشق..تنتابها سعادة لا حدود لها وهي ترى ملامحه النائمة لأول مرة منذ ان تزوجته..فلطالما كانت تستيقظ تجده قد رحل وتركها وحيدة تتأمل جدران حجرتها فى ألم تتمنى أن تحقق يوما أحلامها وتستيقظ لتجد حبيبها نائما بجوارها أو ربما يتأملها بعشق وهي نائمة كما تتأمل هي مراد تماما..تنهدت ..ها هي إحدى احلامها تتحقق وها هي تستيقظ وتجد معشوقها بجوارها نائما..ربما يوما تستيقظ وتجده مستيقظا بجوارها يتأملها بعشق..من يدرى ..ربما.
إلى عينيه اللتين حاصراتها بنظراتهما وتقع فى سحرهما..ټغرق فيهما ..
صباح الخير.
نظرت إليه مشتتة الذهن مضطربة القلب وهي تقول
ها..
إتسعت إبتسامته وهو يكرر بنعومة قائلا
صباح الخير.
تنحنحت لإجلاء صوتها الذى ضاعت نبراته وهي تقول
إحم ..صباح النور.
رفع يدها وهو يقول
مكنتش أعرف إن الصباح معاكى حلو أوى كدة..لو أعرف كنت قضيت معاكى كل صباح لية ياشروق.
نظرت إليه شروق فى لهفة قائلة
بجد يامراد..بجد الكلام اللى إنت بتقوله ده
لهفتها..تلك اللمعة فى عيونها..عشقها الذى يظهر فى نبراتها..كل هؤلاء أشعروه بالذنب تجاهها..فأقل كلمة منه ترضيها..وبينما هي تعشقه..هو لا يبادلها ذلك العشق..بل يعشق أخرى بلا أمل..وتلك الأخرى تقف فى طريقه..فلا هو قادرا على أن ينالها ولا هو قادر على المضي قدما فى حياته دونها..حتى بعد إدراكه لحبها لأخيه الأكبر..والأدهى حب أخيه الأكبر لها..مما يفقده الأمل فى إقترانهما يوما..ولكن يظل العشق..عشقا..ليس بيدنا إختيار من نعشق..ولا نحن قادرين على نسيان معشوقنا ..حتى وإن أردنا النسيان بكل جوارجنا..
طال صمته وهو يتأملها.. لتخبو فرحتها ويظهر الحزن على وجهها لتطرق برأسها وهي تقول
أكيد مش بجد..إزاي بس هتقضى كل صباح معايا وأنا مجرد زوجة فى الخفا..بتجيلها تقضى معاها ساعتين وتمشى
..لكن اللى تقضى معاها كل صباح ليك ولياليك هي بشرى..مش كدة يامراد
رفع مراد ذقنها بيده لتتقابل عيونهم ويرى بهم دموع حزينة تأبى السقوط..ليقول بحنان
إحنا مش متفقين من الأول على كدة
 

تم نسخ الرابط