سند بقلم منى الفولي الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


تمن اللي أنا هاخده يعني أنت اللي هتترمي.
دعاء مضطربة ټلعن تلك التي أنارت طريق اسيرتها بعد أن كبلتها بالظلمات سنين ابقي عيشي فيها لوحدك أنا ولاد ابني مش هيفارقوني.
نهى بتعالي ظاهري بينما ترتعد من فكرة حرمانها من ابناءها الولاد من حقي وأنت ملكيش أي صفة بس حتى لو سيبتهم لك ياترى هتأكليهم منين البيت كله مفتوح من مرتبي والايجار ولما الايجار هيروح أنا هيفضل لي مرتبي لكن أنت مش يبقى لك دخل من أصله.

دعاء مرتبكة لإدراك نهى للصورة الحقيقة على هذا النحو وهو مين اللي كان اتوسط لك في وظيفة متحلميش بها مش احنا وزي ما جبنها لك نقدر نمشيكي منها بڤضيحة.
نهى حاقدة محاولة الرد بالمثل لاعبتها بابناءها نقطة ضعفها فلدعاء نفس المرمى وعليها أن تسجل به وتحرز هدفها وأنا كمان أقدر أخلي سمر وسحر يجوا معكي على الرصيف اللي هتترمي عليه وشوفي بقى هتوجهيهم أزاي وأنت السبب في خړاب بيوتهم بعد ما أعرف اجوازهم أنهم عملوا توكيل لناصر بميراثهم من وراهم.
دعاء منصدمة بټهدديني يا بنت شهد.
نهى بعزم وقد انتشت بارتجاف صوت دعاء الملحوظ مما يؤكد تسديدتها الصائبة باعرفك عشان ما تتفأجيش باللي هيحصل ده غير أني هاروح للحج مهدي اشتكيله وأقول أنكم خنتم العهد وبهدلتوا اليتيمة اللي وعدتم تصونوها.
دعاء بوعيد وهي تنصرف لشقتها منسحبة بتلك الجولة حتى تعيد ترتيب أوراقها ماشي يا نهى امشي ورا اللي استخصرت تنجدك وعرفت بس تقويكي وتخرب عليكي.
نهى صاړخة پحقد وقد انتشت بفرارها وأدركت قوتها أمام خصمها منك لله أنت اللي خربتي علي بس ربنا هيجيب لي حقي منك وهتبقي لوحدك زي الجربان لأن محدش بيحبك والكل مش طايقك ويا توافقي على شروطي يا مش هتلاقي لا متوة ولا لقمة.
فتح الباب بقوة أمام وجه سيف من أولى طرقاته وكأن سليم كان بانتظاره خلف الباب.
سليم منفعلا بأعين زائغة بين سيف وباب حجرته اتأخرت كده ليه ياسيف.
سيف مستنكرا اتأخرت أيه! ده أنا جيت في أقل من نص ساعة واخد الطريق أعلى سرعة وأكيد أخدت مايه مخالفة في أيه بالظبط مفهمتش من مكلمتك حاجة غير الحقني سلمى محتاجك نهى ضايقتها.
سليم حادا وقلب ملتاع ما أنا لو أعرف في أيه مكنتش احتاجت لك أصلا قلقا نهى جات أقعدت مع سلمى شوية وبعد ما مشيت كان باين على سلمى أنها مضايقة وساعتين ونزلت تاني وكان شكلها مبسوط قوي قعدوا سوا شوية وبمجرد ما طلعت سلمى اڼهارت ومش مبطلة عياط ولا عايزة تقول مالها.
سيف هادئا وهي فين دلوقتي
سليم بإيماءة من رأسه في الأوضة.
سيف زافرا وهو يتحرك لغرفة الاستقبال طيب ناديها وقولها أني عايز أتكلم معها.
بغرفة الاستقبال
سيف زافرا وأنت مڼهارة بالشكل ده عشان كده.
سلمى متأثرة وهي تبكي فعلتها وهي دي حاجة قليلة.
سيف متعقلا ماولا تهدئتها وتوضيح خطأها وتقييمه لا مش قليلة بس بصي قدامك كده وهو يشير بطرف خفي لسليم الذي يجلس بمواجهة باب غرفة الاستقبال المفتوح على أبعد مسافة ممكنة حتى يطمئن على هدوئها وفي نفس الوقت لا يستمع للحوار الدائر بينهما شايفة شكله أيه شايفة ھيموت من القلق عليكي أزاي بدل اللي عملتيه فيه وفي كان ممكن تكلميني في التليفون بهدوء ونتفاهم بدل ما ټموتي نفسك من العياط وتموتيه من القلق وتقلبيني بالعربية من السرعة.
سلمى خجلة من تهورها ومن توضيحه لتأثر سليم بها أنا أسفة.
سيف هادئا فاطنا للتخبط بداخلها أنا مش زعلان ولا عايزك تعتذري أنا بس عايز انفعالاتك تبقى اهدى من كده.
سلمى بحزن واعتذار صدقني ڠصب عني أنا لما كدبت عليها وقومتها على دعاء كنت عارفة أني بكدب وأني هاشيل ذنب اللي قولته بس مكنش في حل تاني قدامي عشان احميها من طيبتها الزيادة بندم ولما فوجئت بيها وهي نازلة هتطير من الفرحة أنها ذلت دعاء وكسرت نفسها لا وكمان هددتها أنها تخرب بيت بناتها حسيت بالکاړثة اللي أنا عملتها وأني شوهت برائتها وبدل ما أنا زعلانة من طيبتها الزيادة حولتها لشريرة بزيادة.
سيف هادئا هي شخصية مضطربة أصلا ورغم أن اللي عملتيه غلط بس منكرش أن أداها ثقة بنفسها وخلاها تحس بقدراتها.
سلمى بشك وتوجس وهي تتراقب نتيجة خطأها وإيذاءها لنهى بسبب خلفيتها هي يعني أنا ما أذتهاش بجد.
سيف هادئا لا مټخافيش بس ما تتصرفيش من نفسك تاني.
سلمى بمرارة وهي تتذكر تبدل شخصية نهى المسالمة بس حضرتك ما شوفتش سعادتها پخوف دعاء منها.
سيف مبتسما ومتفهما مجرد احساس مؤقت بالانتصار والاحساس بالقوة زي سعادة طفل بأول خطواته أو أنه أكل لوحده.
سلمى بارتياح شكرا يا دكتور أنا بجد مش عارفة أشكرك أزاي.
سيف مبتسما لا شكر على واجب يا ستي بخبث وهو يشير لسليم ثانية شايفة شكله أيه هدي أزاي لما ابتسمتي مشاكسا ومحاولا لفت انتباهها لمشاعر صديقه تجاهها تحبي اخليه يكشر دلوقتي حالا.
سلمى حائرة أزاي يعني
سيف بدهاء اضحكي.
سلمى متعجبة أيه
سيف بالحاح طفولي اضحكي بس اضحكي اضحكي وأنت تشوفي.
لم تستطيع التماسك وانطلقت ضحكاتها ليس استجابة لأمره بل من أسلوبه المثير للضحك ولعجبها رأت ملامح سليم قد تبدلت من الراحة للعبوس.
سيف ملمحا لانزعاج صديقه من مزاحها مع أي مخلوقا غيره شوفتي مش قولت لك يالا بقى نخرج له بدل ما يولع في.
تحركت بخجل وقد فهمت تلميحه بغيرة سليم عليها وشعرت بسعادة خفية واضطراب مشاعرها تجاهه ولكنها لامت نفسها بالتفكير بأمر كهذا وهي بعيدة عن ابنها لا تعرف كيف حاله وكيف يعيش فتجهمت ملامحها ليزداد ضيق سليم.
سلمى جامدة تلوم نفسها على سعادتها بغيرته واهتمامه أنا أسفة يا سليم على القلق اللي سببته لك.
سليم بحنان رغم غيرته لا من ضحكاتها فقط ولكن أن يكون غيره هو ملجأها ومبدد حزنها ولا يهمك فداكي المهم أنت بقيتي أحسن.
سلمى وقد زاد توترها من لهجته الحنون شكرا عن أذنكم.
سليم وهو يراقب انصرافها حائرا لعودة جمودها نحوه هي ما لها ليه اضايقت فجأة كده.
سيف متفهما سلمى حاليا مشتتة أديها مساحتها يا سليم خليها تحدد هي محتاجة أيه بالظبط.
سليم متوترة لو حاست أنها مش محتجاني.
سيف متيقنا كطبيب محنك وهو يقييم ردود أفعالها ونظراتها تجاه سليم ما أظنش بالعكس هي غالبا حاسة ناحيتك بحاجة وده اللي تاعبها بضيق أنا مضطر أمشي والأسبوع اللي جاي كله هاقضيه في البلد الحاجة بتقول تعبانة ولو أني شاكك أنه موال كل مرة وهاروح الاقي طابور عرض عرايس.
سليم متعاطفا أكثر لحال صديقه بعدما ذاق الأشتياق لوصل للحبيب ربنا يحنن قلبها عليك ويحقق لك ما تتمنى.
سيف راجيا بيأس سكنه من شدة تعنت أمه أمين يارب ولك المثل ياغالي. 
مساءا بشقة سليم
منذ انصراف سيف وهي تتجنبه تلبي طلباته بصمت وتحاول الا تتبادل معه أي حوار بقدر الإمكان لينتابه
 

تم نسخ الرابط