سند بقلم منى الفولي الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


ده سلوك دفاعي ملازم للمرض دايما الضحېة بتقنع نفسها بتصرفات المعټدي وأفكاره لأن ده بيمثل لها شئ من الامان حتى لو وهمي لانها بتعتبر تصرفاته عادية ومبررة لا بتخوفها ولا تهددها.
سلمى بقلق أفهم من كلام حضرتك أن نهى صعب تتعالج.
سيف بجدية بشكل عام علاج متلازمة ستوكهولم مسألة مش سهلة ومحتاجة مجهود كبير ووقت طويل من المعالجة السلوكية والجلسات المستمرة اللي بنحاول فيها تعديل الفكرة عند الضحېة وعرض المواقف والذكريات بالصورة الصح ونغير صورة المعټدي في ذهن الضحېة من كونه بطل ورائع لحقيقة أنه مجرد مچرم وبشكل خاص التعامل مع حالة نهى هيبقى أصعب كتير.

سلمى بحزن لما آلت اليه حالة تلك المسكينة ليه علاج نهى أصعب
سيف بعملية ونظرة ثاقبة للحالة وكل ما هو محيط بها مبدئيا معندناش مصدر ثقة للمعلومات كل معلوماتك من مرات البواب اللي بتيجي تعملك الشقة أو من بياع وانت بشتري حاجة أو كلمتين سمعتيهم من الشارع بالصدفة بحكم سكنك في الأرضي والكلمتين اللي قالتهملك حماتها عشان تحنن قلبك عليها وتطلعيلها.
سلمى متمسكة بأي خيط للمساعدة حتى لو بقرارة نفسها تعلم مدى وهنه وضعفه طيب ما أنا ممكن أنادي لك حماتها وأعرف منها كل اللي أنت عايزه.
سيف بهدوء رافعا يده علامة الرفض دي ست كدابة مش هتقول غير اللي هي عايزة تقوله وبالطريقة اللي تعجبها حتى لو نهى هتتأذي. 
سلمى محاولة اقناع نفسها قبل اقناع طبيبها لا طبعا دي هي اللي طلبت مني أحاول اساعد نهى عشان تخف.
سيف بهدوء لا ياسلمى هى طلبت مساعدتك أن نهى تتحسن وتتحرك وترجع شغلها مش تخف.
سلمى بحيرة وأيه الفرق!
سيف بايضاح لا فرق كبير من اللي أنت حكتيه قدرت استنتج أن دعاء دي كانت شريكة ابنها في كل اللي عمله في نهى ومش بس شريكة دي هي اللي مخططة لك حاجة من الأول وهي اللي وصلت دعاء للي هي فيه.
سلمى مستنكرة لعلمها بجهل دعاء باساليب الطب النفسي دعاء هي اللي خططت عشان نهي يجيلها متلازمة ستوكهولم!
سيف ضاحكا للتحليل الذي توصلت له تلك البرئية لا مش للدرجة دي هي أكيد متعرفش حتى أن في مرض بالاسم ده أنا أقصد أنها خططت من الأول أنها تمحي شخصية البنت من وهي صغيرة وتعزلها عن أي حد ممكن يساعدها وتبقى تحت رحمتها هي وابنها جارية بلقب زوجة وواضح جدا انهم كمان كانوا مستغلينها ماديا ومستولين على مرتبها وهو ده بس اللي خلى دعاء تطلب المساعدة أن نهى حالتها تتحسن بس مش تخف ويبقى لها شخصية ورأي طبعا.
سلمى بحيرة امال هي عايزة أيه!
سيف بهدوء هابسطها لك دعاء عاملة زي حرامي خبط واحد على دماغه عشان يدوخ ويمضي له على حاجات بس الواحد ده اغمى عليه فيجيب له دكتور يقوله فوقه بس خليه دايخ فوقه بس بالقدر اللي يسمح أنه يمسك القلم ويمضي لكن لو فوقه خالص يبقى هو استفاد أيه.
سلمى پصدمة عاجزة عن تصديق كم الخبث والسر لدى تلك العجوز يعني هي عايزة حد يساعد نهى لحد ما تقدر ترجع الشغل وتخدمها وتراعي الولاد وبس من غير ما تهتم بنهى نفسها.
سيف بابتسامة برافو عليكي هو ده كل اللي يهمها فعلا وعياطها ليكي قبل ما تدخلك لنهى وحكايتها عن الشغل اللي هيرفدها والعيال اللي هتجوع كانت بتحنن قلبك عشان تستغلك وتوصل للي هي عايزاه. 
سلمى بتهنيدة قهر والم طيب ودلوقتي احنا هنعمل ايه 
سيف بدهاء وحنكة طبيب متمكن من عمله الذي يجيده هنقلب الموضوع واحنا اللي هنستغلها لمصلحة نهى تعملي فيها عبيطة ومصداقها عشان تسمح لك تقعدي مع نهى ولما تتكلمي قدامها ماتهتميش بنهى كل كلامك يبقى عن الولاد اللي ملهمش ذنب ولما تسيبكم تتعاملي مع نهى زي ما هافهمك بالظبط وتسجيلي كل الكلام اللي هيدور بينكم وتبعتيهولي على الواتس وأنا هبلغك بالخطوات الجديدة الي هتقدري بيها تكسبي ثقتها وتيجي عندك هنا عشان لو احتاجت أشوفها.
سلمى بامتنان وحماس لمساعدة تلك المقهورة التي فطرت قلبها تمام جدا وانا معاك بأي حاجة تطلبها وهحاول اعمل كل اللي تقولي عليه ابتسمت بهدوء ممتنة لكل ما قدمه لها من معلومات و محاولة لمساعدتها لتساعد نهى 
شكرا يا دكتور أنا دايما تاعبة حضرتك معايا.
سيف بابتسامة أن شاء الله ربنا هيقدرنا ونساعدها أتفضلي حضرتك. 
اتجاها للخروج من غرفة الأستقبال تسبقه هي للباب.
اوقفها سيف مستدركا صحيح يا سلمى الټفت لتقف بمواجته مولية ظهرها لباب الغرفة أنا مش عايز اروح في كلبوش.
سلمى ضاحكة برقة يعني ايه 
لاحظ سيف تحرك سليم من امام التلفاز واتجاهه نحوهما.
سيف بهدوء يعني تخلي بالك من حماتها متشكش فيكي لأن اللي بنعمله مسؤولية مينفعش أننا نسجل لها ونعالجها من غير موافقتها أو موافقة أهلها ولو حماتها اشتكيتني في النقابة ممكن أتأذي أنا باعمل كده بس عشان خاطركم ولأن نهى صعبت عليا .
سلمى ضاحكة متقلقش مش هتروح في كلبوش أن شاء اللهمش هخلي دعاء تحس بحاجة.
لاحظ سيف وجه سليم المحتقن ونيران الغيرة المتقدة بعينيه المتلصصة عليهما من خارج الغرفة.
فعاود سيف ايقافها بهدوء اه .. وفي حاجة مهمة عايزك تعرفيها.
سلمى بابتسامة اتفضل اقعد يا دكتور.
سيف بهدوء لا هي ملحوظة سريعة كده واحنا واقفين أنت عارفة ليه دعاء اختارتك أنت بالذات عشان تساعدي نهى 
سلمى بحيرة الحقيقة أنا كنت مستغربة جدا وفكرت كتير في الموضوع ده بس ماوصلتش لسبب.
سيف بهدوء هما في الحقيقة أكتر من سبب هي غالبا مش عايزة توديها لدكتور يجيب الموضوع من أساسه وواضح أن معظم الجيران بيتجنبوها ومش بيحبوها هي وابنها بدليل أنك سمعتي عنها كلام وحش من كذا حد لكن أنت جديدة في المنطقة ومتعرفيش حاجة عنهم ومن سن نهى واكمل بلهجة ذات مغزى مصوبا جل نظره على ردة فعلها وتقلبات تعابير وجهها ان وجد ده غير طبعا أنها شايفة من ظروفك أنك عاقلة وأكيد شايفة أن ناصر زوج لقطة لازم يتحافظ عليه.
سلمى بسخرية واستهجان وقد تذكرت ذال اللزج ناصر لقطة 
تحرك سيف بزاوية ليقف مواجها لسليم المتواري يناظرهم بعينيه بثبات.
سيف ببطء متعمد ونظرة متفحصة يعني أكيد هي شايفة أن مفيش وجه مقارنة ما بين ناصر وسليم عشان سليم عاجز.
سلمى پغضب استحكم منها لذكر ما يسوء زوجها حتى لو كان طبيبهما وصديق زوجها ايضا وكانت يداها تلوحان رغما عنها كأنهما أيضا ترفضان ذلك الوصف سليم مش عاجز وضفره أحسن من مية واحد من عينة ناصر الكلب بس هو فعلا مفيش وجه للمقارنة بينهم وتكلمت بثبات وثقة لأن سليم راجل.
سيف بهدوء طبعا أنا عارف ده وبعتاب مستتر أنتي عارفة أني بعتبر سليم أخويا وأنتي مرات أخويا لكن أنا بتكلم عن دعاء وطريقة تفكيرها وأنا شايف أن ده هيخليها تطمنلك لو ماعترضتيش وهي
 

تم نسخ الرابط