نوفيلا جديدة للكاتبة سوما العربي
المحتويات
لحظه اختفت داخل غرفتها تغلق الباب بوجهه اغمض عينه پغضب يستدير لأولاده وجدهم يدخلون لغرفتيهم ويتركوه وحيد نادم.
دق مره اخرى على الباب يقول يا عايده افتحى بقا... الاوضه الى فاضيه دى مافيهاش مروحه والصيف دخل.
لم تجيب عليه فقال مااشى.. انا هعديها النهاردة بس... اسيبك تهدى كده والصباح رباح.
عايده بتوعد ماهو رباح فعلا.
فتح الباب ليجد سرير قديم قد استغنوا عنه ووضعوه بتلك الغرفه المغلقه.
سجاده كبيره حمراء تغطى كل الارضيه ومنضده صغيره.. الفراش مغطى بشرشف نضيف به رائحه الليمون من مسحوق غسيل زوجته.. الوسائد مضبوطه بالملى على الفراش النظيف المرتب.
تسطخ بظهره على الفراش وهو يتأوه اااااااااه ياباااااا...تعالى ياما شوفى ابنك سلطان الى بتتهزلوا شنبات الحته.
هز رأسه بأسى بقى خاېف يطلع عليه النهار مالى هتعمله فيه عايده.
اغمض عينه يبتسم بحالميه وهو يتذكر جسدها الابيض اللين وشعراتها السوداء التى تزين وجهها المستدير.. عينها التى تشع دائما نور يضئ عتمة أيامه يردد اسمها بوله عايده الحلوه.
لم يتمالك حاله وعلى الفور سدد له لكمه عڼيفه جعلته يترنح من موضعه يخبره انها زوجته وخاصته يقطع معه علاقته نهائيا.
استيقظ من نومه بصعوبه ولولا مكالمة احد العمال يسأل عن سبب تأخره ماكان ليستيقظ الان.
خرج من غرفته بتخبط لا يرى امامه... اتسعت عينيه پصدمه يردد سلام قول من رب رحيم... فى إيه... انت مين.
له حق يصدم... فهو رجل خرج من تلك الغرفه التى عانى فيها كثيرا حتى زاره النوم واستيقظ بصعوبه ليجد بصالة بيته رجل عجوز بلحيه طويله بيضاء وجلباب يجلس مبتسما ببشاشه.
سلطان خير ايه وبتاع إيه انت مين ياعم الحاج وبتعمل إيه ف بيتى!
خرجت عايده من المطبخ تحمل صنية تقديم عليها كأس عصير وكوب ماء تقول اتفضل يا سيدنا الشيخ.
نظر لها سلطان پصدمه يقول شيخ مين.. انتى هتطلقينى ولا ايه يا عايده.. على ما اتذكر كده العصمه ف ايدى انا بس.
عايده بتحدى لا ده الشيخ عبد الناصر أمام فى مسجد ستنا نفيسه... جبته عشان يكملك باقى احكام الدين الى ماتعرفش انت منه غير مثنى وثلات ورباع.
اكمل الرجل خلفها بسرعه شوف يا ابنى... الزوجه غير ملزمه نهائيا بخدمة الزوج ولو فعلت فهو كرم منها وليس بإلزام إطلاقا... حتى انها غير ملزمه بمشاركة الزوج فى متاع البيت او تأسيسه... فى كل الدول العربية العروس لا تجلب شئ مطلقا ولا يحدث هذا غير بمصر.. زى ماانت عارف احنا شعب ماشى بمبدأ المليان يكب على الفاضى
.. ولكن لو جينا نسأل الشرع فالشرع بيقول اييييه.
سلطان پصدمه كالابله ايييييه
الشيخ أنها غير ملزمه ولو فعلت.
قاطعه سلطان مكملا فهو كرم منها.
الشيخ احسنت احسنت.
سلطان يا حلاوه ياولاد.. يعنى طلعت بتتكرم عليا كمان.
الشيخ بالظبظ... أيضا بالإضافة لكونها تمتلك تلك الشقه وما فيها وفقا للقانون.
سلطان لا ماعلش بقا... افتيت فى الدين وسمعنالك لكن القانون بقا سيبه لناسه يا عمنا.
الشيخ يا ابنى انا دارس شريعه وقانون مش بكلمك اعطباطا كده... الشقه بكل متاعها من حق الزوجه لأنها حاضنه.... انا قولت الى عندى والله اعلم.
ارتشف القليل من العصير ثم وضع الكأس على الطاوله يقول بعدما وقف استأذن انا بقا.
سلطان بسخريه ليه مانت منورنا يا سيدنا.
الشيخ لا اصل حطبة الجمعه قربت ده اولا.
صمت وضحك مكملا ثم إن ده مابقاش بيتك بقا زى ماقولنا عشان تعزم عليا انت كده زيك زيى.. ضيف..اسمحولي استأذن انا بقا.
سلطان بصوت يكاد يبكى لا مع السلامة انت يا شيخ.
خرج الشيخ نهائيا وهى كټفت ذراعيها حول ظهرها تنظر له بتحدى.
كور قبضة يده يصك اسنانه بغيظ ثم يتجه للمرحاض.
يستمع لصوتها تقول ياريت ماتبهدلش حاجة وخليك ضيف خفيف.
اغلق الباب بوجهها پعنف يلعن أيامه وغباءه.
بعد نصف ساعه خرج من المرحاض وجد أطفاله بيوم عطلتهم يجلسون على المائده حول امهم يتشاركون الإفطار.
نظر لهم يشعر انه منبوذ يردد طبعا ماليش فطار.. ماشى ماشى... هشرب مايه وانزل.
وقف موضعه يعطيها ظهره وهو يسمعها تقول حط لنفسك مايه تسقع فى التلاجه انا مش هسقعلك مايه.
سجده انا بقترح نكهرب التلاجه.
استدار ينظر لهم پصدمه خصوصا تلك الصغيرة غير مصدق.
الفصل السادس
جفت دموعها وتوقفت عن البكاء.. يبدو فعليا كل شئ قد انتهى.. على الاغلب والدتها محقه فقد اضاعته من يدها.
استندت برأسها على ظهر الفراش تدرك انه قد اخذ عنها صوره سيئه.. الانطباعات الأولى تدوم ومهما فعلت ستظل بعينه تلك الفتاه الطامعه بالمال.
مهما وصلت بعشقها له الانها تعشق حالها. لا تستطيع تجاوز اهاناته مره خلف آخرى.
مسحت عينها واخذت نفس طويل مقرره...الى هنا وكفى... فليذهب للچحيم... حتى لو كانت تعشقه.. حتى لو لم ولن تحب رجل غيره... حتى لو سترى كل رجل به وتقارن اى رجل يتقدم لخطبتها به... حتى لو ظلت تبحث فى عالم الرجال عن نسخه مستنسخه من زكريا إلا انها لن تتحمل اهاناته مره اخرى.
هكذا هى بسمله.. وهذه هى شخصيتها... فتاه مثلها مثل الكثير منا... ترى انها اخطئت ولكن هل سينتهى الكون هنا إذا الا يوجد صفح او غفران كلنا بشړ وكلنا نخطئ فلما توقف هو عند خطئها.
اخذت قرارها وحاولت الاستغراق فى النوم حتى لو جفاها لكنها ستحاول.
وعلى العكس تماما... فقد ارقه النوم وهو لا يستطيع تجاوز دموعها التى خانتها وظهرت.
هو أيضا خانه الحنين ونسى افضال رب عمله فى وقت ما وقف به قرر انه يريد رؤيتها.
بدون تفكير وقف ليذهب لها.. يعلم أنه لو جلس يفكر ويحسب حسبته فلن يذهب لها ابدا لعدة اسباب وأولها سلطان
فتح باب شقته وصعد الدرج بلهفه واشتياق حتى وبدأ بدق الباب.
ثوانى وفتحت له الحاجه زينب التى نظرت له نظره غير مفهومه.. اهى عتب ولوم ان تعاطف واشفاق.
وبنبره محايده افسحت الطريق مرحبه اتفضل يابنى.. خطوه عزيزه.
تقدم للداخل بتوتر يجيب يعز مقدارك يا خالتى...عامله ايه.. وايه اخبارك.
صمتت زينب تربكه بنظراتها اكثر ثم قالت فى نعمه وفضل الحمد لله... انت ازيك
نظراتها فعلا مربكه.. وهو بالأساس متوتر... ابتلع رمقه وقال الحمدلله بخير.
ظلت صامته
متابعة القراءة