رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

موقع أيام نيوز


الطرف الآخر .. لكنها كانت مخطئة .. ن والابتسامه على ثغرها .. لم تنم من فورها .. بل بقت مستيقظة لفترة مستمتعه بقربها منه .. وبحضنة الدافئ .. حتى غلبها النعاس
استيقظت على آذان الفجر .. والتفتت الى عمر توقظه بهدوء 
عمر اصحى .. الفجر أذن
قال وهو يغالب النعاس 
سبيني النهاردة يا ياسمين مش هقدر أقوم

التفتت اليه وأزاحت الغطاء وقالت بعند 
لأ مش هسيبك .. قوم يلا بلاش كسل
فتح عينيه بصعوبة قائلا 
هصليه لما أصحى
قالت بحزم 
لما تصحى هيبقى اسمه صبح مش فجر
قام متكاسلا ثم نظر اليها وقال 
ده انتى لحوحه
قامت وقالت مبتسمه 
يلا الصلاة
توضأ الاثنان وصليا معا .. أنهى عمر صلاته وعاد الى فراشه .. أما ياسمين فأحضرت مصحفها وجلست على سجادة الصلاة تقرأ وردها .. نداها عمر 
ياسمين
قطعت القراءة قائله 
أيوة يا عمر
بتعملى ايه
بقرا فى المصحف
طيب تعالى اقرى هنا
قامت ودخلت الى الفراش وجلست تقرأ فى مصحفها .. ظل عمر ينظر اليها وهى تقرأ بشفتيها .. قاطعها قائلا 
انتى متعودة تقرى كل يوم 
التفتت قائله 
أيوة بقرأ وردى .. بحدد كل يوم جزء وبقراه قبل ما أنام أو بعد ما أصلى الفجر
عادت لتكمل القراءه .. ظل ينظر اليها .. قاطعها مرة أخرى قائلا 
ممكن تقرى بصوت عالى
نظرت اليه واستغربت طلبه .. لكنها فعلت وقرأت بصوت شجى للغاية .. بل تكن قرائتها عذبه فقط بل كانت مجودة أيضا .. فأضافت القراءة الصحيحة للحروف الى صوتها المزيد من العذوبه .. اقترب عمر منها وأسند رأسه الى ذراعها ونظر معها الى المصحف وهو يستمع اليها حتى انتهت .. نظر اليها قائلا 
انتى بتقرى قران حلو أوى .. وصوتك كمان حلو أوى
ابتسمت لاطراؤه .. فسألها بإهتمام 
انتى ازاى بتقرى كده .. يعني الحروف بتطلع منك بطريقة جميلة
أيوة أنا كنت بروح المسجد من وأنا صغيرة واتعلمت التجويد وعشان كده بعرف أقرا فى المصحف صح
نظر اليها فى اعجاب قائلا 
سهل ولا صعب يعني اقصد سهل انك تشرحيه لحد ولا لازم حد متخصص يشرحه
قالت بحماس 
أكيد الأفضل ان حد متخصص يشرحه .. بس أنا عارفه كل الأحكام ودرستها
صمتت تراقب وجهه ثم قالت 
تحب أشرحهالك
ابتسم وقال 
تقدرى تخليني أقرا زيك
قالت بحماس 
ايوة طبعا اقدر .. ايه رايك كل يوم اشرحلك حاجة ونطبقها سوا
قال بحماس مماثل 
اتفقنا
تبادلا الابتسام .. تركت مصحفها .. وقال هامسا 
أنا سايبك النهاردة بالعافية على فكرة
رفعت رأسها لتنظر اليه .. فقال 
بكرة عايز أشوفك بالفستان الأبيض .. اتفقنا
قالت هامسه 
اتفقنا
فى الصباح استيقظت ياسمين متأخره على غير عادتها .. لم تجد عمر بجوارها .. نهضت وأخذت دشا وارتدت ملابسها وحجابها ونزلت كانت تبدو الفيلا فارغة .. وقفت فى منتصف الردهة الواسعة بالأسفل وهى تنظر الى ما حولها برهبه .. مازلت لا تستطيع استيعاب أن هذا المكان هو منزلها وبيتها .. شعرت بالتوتر والاضطراب .. حتى أنها لا تتذكر مكان غرفة الطعام أو غرفة المعيشة .. كانت تبدو كالضائعة .. أتاها صوت كريمه من خلفها قائلا
أنا كمان أول مرة آجى فيها الفيلا دى كنت حسه زيك كده
التفتت ياسمين لتبتسم لها .. فأكملت كريمه 
تعالى معايا المطبخ لو ده مش هيضايقك .. أنا كمان لسه مفطرتش تعالى نفطر سوا وأقولك بعض أسرارى المطبخيه
ابتسمت ياسمين وتبعتها .. كانت تبدو كإمرأة بسيطة .. تعاملت فى المطبخ و كأنها تدخله آلاف المرات .. لم تكن تراها كإمرأة من طبقة ارستقراطية .. كما قالت من قبل تشعر بأنها أقرب الى والدتها .. لاحظت كريمه نظراتها فقالت لها 
على فكرة فى حاجه متعرفيهاش عنى .. والحاجه دى هى اللى مخليه ثريا مبتحبنيش .. يعني عشان لو لاحظتى أى خلاف بينا تكونى فاهمة السبب .. وأنا من جهتى بحاول على أد ما أقدر محتكش بيها او أعمل حاجه تضايقها
جلست بجوارها على الطاولة وقالت 
أنا زيك يا ياسمين من أسرة بسيطة .. مش مولوده وفى بقى معلقة دهب يعني
شعرت ياسمين بالدهشة من هذا التصريح فأكملت كريمه 
بس انا كانت ظروفى أصعب منك شوية .. أنا كنت عايشة فى القرية اللى فيها المزرعة .. ومكنش ليا غير أب ماټ وسبنى فى الدنيا دى لوحدى .. اشتغلت فى بيت المزرعة ...
صمت قليلا ثم قالت 
كنت بشتغل خدامه
اتسعت عينا ياسمين من الدهشة .. فلم تتخيل أن تلك المرأة الجميلة والأنيقة التى تجلس بجوارها كانت خادمة فى بيت المزرعة .. اكملت كريمه 
كنت بشتغل عند جد عمر وجدته .. ومن هنا اتعرفت على نور جوزى .. ماتعرفيش ايه اللى حصل .. بس هو النصيب انه
 

تم نسخ الرابط