رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
سأله أيمن :
أخبار ياسمين ايه ابتدت شغل
قال عمر وهو ينظر الى الأوراق فى يده :
آه ابتدت شغل وشكلها هتتعبنى أوى
قال أيمن بدهشة :
ليه ايه اللى حصل
رفع عمر رأسه ونظر الى أيمن قائلا :
واخده كل حاجه على أعصابها بتتعامل معايا پحده من امبارح بدون سبب
معلش يا عمر يعني راعى ظروفها أكيد الوضع مش مريح بالنسبة لها سايبه بيتها وجايه مكان غريب عشان تهرب من جوزها
بس أنا لا عملت ولا قولت حاجه تضايقها هى اللى بتفسر تصرفاتى غلط بتتعامل معايا وهى حاطه مناخيرها فى السما
صمت قليلا ثم قال :
وكمان هى غريبه أوى يعني توقعت بعد المعاملة اللى بتعاملهالى والرسم اللى بتترسمه ده انها تختار مكان زى المعمل تشتغل فيه او أضعف الايمان الاسطبل لكن تصور اختارت ايه
ايه
الزريبه
هز رأسه فى حيره قائله :
والله ما أنا فاهملها حاجه حسستنى وهى بتتكلم معايا أكنها برنسيسه وأنا أجرمت وحاولت أقلل من قدر سموها وبعدين ألاقيها تختار الشغل فى الزريبه
ضحك أيمن قائلا :
خلاص هى حره مش هى اللى اختارت
قال عمر بتحدى :
أنا واثق انها يوم ولا اتنين ومش هتطيق الشغل هناك وهتجيلى تترجانى انها تشتغل فى مكان تانى وأنا أهو وانت أهو
طيب أسيبك بأه وأروح أكمل شغلى
هم بأن ينصرف لكنه الټفت الى عمر مرة أخرى قائلا :
صحيح انت معزوم النهاردة على الغدا
مين اللى عزمنى
ضحك أيمن قائلا :
أنا هيكون مين يعني هو فى حد هنا يعبرك ويعزمك غيري
ابتسم عمر قائلا :
وهتأكلنى ايه بأه يا سي أيمن
هرش أيمن رأسه قائلا :
بصراحة معرفش بس سماح عاملة وليمة كبيرة عشان صحبتها
قال له عمر باهتمام :
هى عازمة ياسمين
اه ياسمين وأختها وأبوها فقولت أعزمك انت كمان أهو تريح معدتك من أكل المطاعم شويه
مش عايز أضايقكوا يا أيمن
تضايقنا مين يا عم أصلا هيبقى البنات أعدين مع بعض واحنا اعدين مع بعض هتيجي مفيهاش نقاش يلا أشوف شغلى بأه سلام
انتهى عمل ياسمين فى يومها الأول . كانت سعيدة بالعمل تحت اشراف دكتور حسن كان الرجل بحرا من العلم استفادت منه كثيرا حتى أنها أحضرت دفتر وقلم لتدون ما يقول كان الرجل لا يفتر عن الإدلاء بمعلوماته الطبية ونصائحه وطرق تعامله مع الحالات المختلفة أحبت كثيرا العمل معه كان سريعا نشيطا ولديه خبره كبيرة فى العمل وأحبت ياسمين ذلك كثيرا بعدما انهت عملها كانت فى طريقها الى المبنى السكني عندما تلقت اتصالا من سماح :
ها خلصتى شغل
اه لسه مخلصة حالا
ايه اخبار الشغل فى المزرعة
قالت ياسمين بحماس :
ممتاز يا سماح قابلت هنا دكتور مش قادرة أقولك انسان محترم جدا وكمان شاطر جدا جدا ومش من النوع اللى بيبخل يديكي معلومة بالعكس طول اليوم مبطلش كلام عن الحالات بجد استفدت منه جدا
قالت سماح وقد سرها فرح وحماس صديقتها بالعمل فى المزرعة :
كويس أوى الحمد لله بما انك خلصتى بأه فجهزى نفسك انتى وريهام وعمو
قالت ياسمين بحرج :
تعبتك أنا عارفه
يا بنتى بطلى الهبل ده الله طول اليوم وأنا فرحانه ومش عارفه أعملكوا ايه ولا ايه
قالت ياسمين بإمتنان :
تسلمى يا سماح
ثم استطردت قائئله :
انتى وحشانى جداا ومش مصدقه انى اخيرا هشوفك
انتى اللي وحشانى بجد يلا بسرعة بأه منتظراكوا اه ياسمين انتوا هتيجوا مع أيمن فى العربية
قالت ياسمين بحرج :
لأ يا سماح قوليلى العنوان واحنا هنيجي
يا بنتى أصلا أيمن عندك فى المزرعة ايه اللى يخليكوا تتشحططوا فى المواصلات وكمان فى بلد غريبة يلا اخلصى جهزى نفسك وهو أما يخلص شغله هيتصل بيكوا
ذهب ياسمين الى غرفتها وأخذت دشا وارتدت ملابسها واستعدت هى و ريهام ووالدهما وعندما اتصل أيمن أعطت الهاتف لوالدها وأخبره أيمن أنه ينتظرهم أمام بوابة المزرعة ركب ثلاثتهم وانطلقوا الى بيت سماح تعانقت الصديقتان بشدة ودموع الفرح يبلل وجهيهما لكم اشتاقت الى سماح والسمر معها كان ياسمين فى قمة سعادتها فها هى أسرتها ملتفة حولها وصديقتها المقربة بجوارها كانت وجوه الجميع سعيدة ضاحكة فتساءلت ياسمين هل توجد سعاده أكتر من ذلك جميع من تحبهم ملتفون حولك يتسامرون ويضحكون كانت تشعر بسعادة فارقت قلبها مدة طويلة فى ذلك اليوم نسيت كل مشاكلها وأحزانها ولم تغادر الابتسامه شفتيها قط أثناء ما كانت تجهز الطعام مع سماح فى المطبخ سمعت جرس الباب فقالت سماح على الفور :
ده أكيد عمر
التفتت ياسمين اليها قائله بدهشة :
عمر مين
عمر صاحب أيمن
هزت ياسمين رأسها فلم تتوقع أن توجه له