فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

بغسل وجهها.
قاصدة شقة جنات في بيتها الجديد مع زيدان.
في شقة زيدان
كان يجلس على عقبيه أمامها ينتظر ردها بشوق وقلق إلى أن أنشرح صدره وهو يراها تبسمت بحرج ثم هزت رأسها موافقة وكأنها لا تقوى على رفع صوتها.
لم يتمالك زيدان نفسه ولم يستطع... لحورية بهاء وجمال يربك أعتى رجل.
النظر لوجهه يسر...مان أن يرفع عيناه لها وهي هكذا بذلك القرب منه يتملكه إحساس ناعم يلح عليه في أن يمد إليه يدها وكأنها تفاح آدم...
لكنه مد يده بالفعل....لقد سحبه الأحساس دون أن يدري وجرده من خجله و تردده....قطع كل ذلك مقابل رغبته وذلك الشعور القوي الذي تملك حواسه.
لقد تبسمت حورية....وافقت على شراء خاتم خطبة يخصه هو...خاص به.
وصل كفه لوجنتها الطرية الغضه فجفلت كل خلاياها ورفعت عيناها له .
كانت خصل شعرها الأحمر مشتعله حول وجهها متدليه على جبهتها وخدها فسحب الخصل يحبسها خلف أذنها كي يتثنى له مس خدها الناعم الجميل.
كانت لحظة توقف عندها الوقت وكذلك كلاهما وحاول زيدان التحدث بصوت وضح فيه لهاثه تأثرا بمشاعره وبالحدث وبانت لهفته وهو يسأل
حورية...عارفة ده يعني أيه
عضت ولم تجرؤ على الرد بل لم يسعفها حسها ولم تقدر سوى على هز رأسها إيجابا. 
لمعت عينا زيدان ولمعت كما لم يحدث من قبل... هذا يعد إعتراف ضمني من حورية أنها موافقة على بداية إرتباط به.
عض هو الآخر على شفته السفلى...لا يصدق أن هنالك فتاة قبلت به...وليست أي فتاه أنها حورية أجمل فتيات الحي كله.
و أتسعت عيناه بينما ينظر لها يتأمل جمال تلك التي قبلت به منذ قليل يسأل ماذا بينه وبين الله كي تصبح بين عشية وضحاها من نصيبه هو.
أستجمع كل قواه وتطلب الأمر منه الكثير من الجرأه كي يفعل لكن وإعجابه كانا الأقوى.
وأقترب..أقترب... أقترب أكثر حتى مست شعراتها وجهه ...حتى أقترب شفتيه من جلد خدها الطري كما أراد لكنها لم تتحمل.
و أنتضفضت تشهق پصدمة....ربما ما

كان عليه أن يفاجئها بتوالي رغباته هكذا...بالأخير هو بالنسبة لها المعلم زيدان.... كانت ترهبه بشدة.
و وقفت أمامه تلهث منكمشة حول نفسها تبتعد عنه.
و هو وجهه أراضا بحرج لا يعرف كيف يواجهها.
وكان صوت جرس الباب بمثابة المنقذ له من ذلك الموقف المحرج ..ليس له وحسب بل لحورية كذلك التي ركضت تجاه الباب تفتحه.
حاول أستجماع شتات نفسه وتهدئة أنفاسه المتلاحقة بينما يستمع لصوت خالة حورية على الباب تردد پخوف
حورية... ماعلش يا بنتي لو جيت لك بدري كده وأنتي لسه عروسة بس انا....
قاطعتها حورية تردد بقلق
أنتي تيجي في أي وقت يا خالتو..مالك كده في أيه
قلبي واكلني على رنا يا حورية...شوفت حلم صعب قوي وقومت من النوم مفزوعه...قلبي مش مرتاح و أنا قلبي دليلي...بنتي فيها حاجة... أنا متأكدة.
لا حول ولا قوة إلا بالله... لأ ماتقوليش كده رنا واعيه وشاطرة ومدربه كويس كمان 
بقولك أنا حاسة بيها دي بنتي... أنا مش جايه ازعجك أنتي وعريسك يا بنتي.. أنا بس عايزة منك عنوان الشركه الزفت إلي طلعتها الرحله المنيلة دي ...هروح هناك أسأل أشوف في ايه ومش بتكلمنا ليه وليه تليفونها على طول مقفول كده يمكن هما عارفين يوصلوا للفريق بتاعهم .
عندك حق يا خالتي ... عدى وقت كبير من ساعة ما سافرت ولا حس ولا خبر وده مش طبعها وماخبيش عليكي أنا كمان قلقانة بس مش عايزة أقول قدامك لا يزيد قلقك.
طب هاتي العنوان يابنتي خليني أروح.
لا تروحي إيه أنا جايه معاكي.
و جوزك يا بنتي.
تقدم زيدان بعدما جمع بعض من شتات نفسه اخيرا و حمحم بصوته ثم تحدث
ست جنات صباح الخير ... واقفه على الباب كده ليه أدخلي مايصحش كده ده بيتك ..مش تدخليها يا حورية.
نظرت جنات لحورية بتحذير لم تعلم أسبابه ثم إلتفت ترد على زيدان
أاا... لأ دي.. أصلها مستعجله... ماعلش هروح معاها مشوار كده لحد الشركة بتاعت رنا أصلها مش عارفه الطريق.
نظر لهما بإستغراب ثم سأل
مشوار ايه.. أنا في الخدمة وبلاش أنتي تنزلي.
رفضت جنات على الفور وقالت بحزم
لا يا حبيبي كتر خيرك...خليك أنت مع عروستك وخلي حورية كمان أنا عارفة انك خاېف عليها وأنها مايصحش تخرج دلوقتي... أنا عايزة العنوان بس.
رد زيدان يصحح الموقف 
لا يا ست الكل أنا ماقصدش أنا قصدي أكون أنا معاكي يمكن تحتاجي حاجة بس خلاص ..روحي معاها يا حورية وخلو بالكو من نفسكم.
قالت حورية 
دقيقة واحدة وهكون لبست.
دلفت حورية للغرفة تاركه زيدان يحاول مضايفة خالتها لكنها لم تستغرق وقتا طويلا وخرجت بعدما بدلت ثيابها تردد
يالا أنا جاهزة.
نظر لها زيدان بشمول يدقق فيما أرتدت إلى أن تتمم عليها وقال بقلق
حورية.....خلي بالك من نفسك.
نظرا له فقال بتوتر
ومن خالتك.
هزت رأسها موافقة ثم غادرت مع خالتها وتركته ينظر لأثرها بمشاعر مختلطة.
_______________________________
في مكان جديد عامر بالأشجار و النباتات النادرة وينابيع المياه خيم فريق البحث الخاص بالشركة المصرية وجلسوا متعبين منهكين وردد أحدهم
ازي الحال دلوقتي...متسوحين و متبهدلين ومش
عارفين نوصل لأي حاجة لأ و وفوق ده كله هنرجع للشركة في مصر بأيدينا فاضيه... أيد ورا و أيد قدام..يارب الست منه تكون مبسوطة كده و مرتاحة.
رفعت منه وجهها وقالت بنزق
وهي منه مالها يا سي نزار
رد نزار پغضب
مالك بالذمة ليكي عين تسألي 
وقفت منه وصړخت فيه
خد بالك من كلامك يا نزار واتكلم على قدك ..مش أنا إلي يتقالي كده وبلاش تخليني احطك في دماغي أنت عارف إلي بحطه في دماغي بيحصل فيه إيه وبتكون نهايته إيه.
طبعا طبعا

يا أستاذة منه مانتي والأستاذة دعاء حطيتوا رنا في دماغكم وبعدها لعبتوا لعبتكوا القڈرة والبت تاهت مننا في عرض البحر ويا عالم عايشة و ماټت.
تعيش ټموت مش قصتي و وطي صوتك يا نزار أحسنلك وماتنساش إن أنا مديرتك.
وقف نزار من جلسته بسرعة يقول ساخرا
شي لله يا مديرة...هو أنتي لسه عايشة الوهم كلنا عارفين مين هي المديرة الحقيقية...رنا الي خۏفتي منها ومن شطارتها وعشان كده عملتي فيها إلي عملتيه عشان بس تبقي مديرة الكامب على أساس إيه مش عارف ولا عارف إزاي خيالك صورلك أنك تنفعي ...تقدري تقوليلي دلوقتي هيبقى إيه الحال واحنا راجعين للشركه إلي صرفت على الرحلة دي ملايين الملايين على أمل بالعائد إلي هنرجع بيه لما نوصل للدهب مش عارفين أنك ضحيتي بالخبيرة إلي كانت معانا وأنتي مسوحانا وكل يوم مش عارفه توصلي لنتيجه واحده صح.. ده انتي بتطلعي نتايج الميكروسكوب غلط ...بقالنا أد إيه هنا وكل يوم تعشمينا لحد ما خلاص.
أرتبكت منه من حديث نزار الصام والذي كان بالصميم وكشفها فوقف باقي أعضاء الفريق يحاولون تهدئة الموقف بينما قالت منه
أنت إزاي تتجرأ تقولي كلام زي ده...أعتبر نفسك متحول للتحقيق أنت سامع.
هيييئ ...حوش حوش... إسم الله... أنتي فاكرة إننا لما نرجع مصر هيكون الوضع هو الوضع ... أنتي مش عارفه أنتي عملتي إيه ولا إيه.
ألتف نزار يواجه زملائه مكملا بحدة
وانتو... ساكتين كده ليه... واحده لحم و ډم كانت معانا وفقدناها و الهانم عمالة تلبسنا في الحيط ..هنرجع مصر نقولهم إيه
وقفت إحدى عضوات الفريق تقول
لاااا... إحنا بنفذ التعليمات وبس وأستاذة منه ...هي المسؤولة عن كل حاجة حصلت وبتحصل ولا إيه يا ريسة
أحتدت عينا منه وهي تنظر لهم 
فوقف شخص آخر يؤكد
مالك بتبصي لنا كده ليه إحنا نفذنا كل إلي قولتي عليه ولسه مكملين مشي ورا دماغك وشطارتك إلي فلقتينا بيها و أنتي إلي غفلتينا ساعة ما مشينا بالمركب من الجزيرة إلي وقفنا ريست فيها 
أكملت الفتاة الأولى
و ساعتها قولتي إن عددنا كامل ولما سألنا على رنا قولتي أنها في الكابينه نايمة شوية عشان جالها دوار البحر... وما أكتشفناش الکاړثة الحقيقية غير بعدها بكتير ولا نسيتي يا مديرة
رفعت منه هامتها وقالت بجحود
والله خلاص خلصتوا..ياريت إلي عندو كلمه يخليها لنفسه وآه.. أنا المسؤولة هنا يالا من قدامي كل واحد على شغله مش عايزة لك كتير...يالااا.. 
تحركوا جميعا على مضض يردد كل منهما
نتحرك على إيه والنبي
قال يعني ماشية صح وعارفة بتعمل ايه 
دي احنا ولا إلي بيبلط البحر
صړخت بغيظ وعنجهيه
مش عايزة أسمع صوت ومخصوم من كل واحد فيكم أسبوع عشان تبقوا تتكلموا قوي.
نظروا لها بلا مبالاة وسخرية ثم تحركوا جميعا وبقت منه وحدها مع دعاء آلتي كانت تنظر لها بقلق بالغ قالت
وبعدين يا منه... احنا كده روحنا في
داهيه..لا وصلنا للدهب ولا عملنا حاجة وكمان إلي أسمها رنا دي هيتهمونا فيها.
يتهمونا في إيه... واحدة نزلت من المركب وتاهت عنا كنا هنعمل لها إيه
و باقي الفريق... ماسمعتيش قالوا إيه
خلي حد فيهم ينطق بكلمة كده وشوفي أنا هعمل فيه إيه
يا منه.. إحنا حتى مانجحناش و ما عرفتيش توصلي للدهب..هنرجع مصر نقولهم إيه
في تلك الأثناء دق هاتف منه بإتصال من القاهرة فنظرت هي و دعاء لبعضهما ثم فتحا المكالمة.
في القاهرة
وصلت حورية مع خالتها لمقر الشركة التي تعمل بها ربنا.
وصلت بالمصعد للطابق المنشود تسأل عن المدير وأرشدتها إحدى الفتيات لغرفته.
فوقفت أمام سكرتيرة مكتبه التي شملتها بنظرة بعينها

ثم سألت
أقدر أساعدك إزاي
فقالت حورية
عايزين نقابل مدير الشركة لو سمحتي
في ميعاد سابق
لأ...بس... إحنا مش هناخد من وقته كتير.. إحنا قرايب رنا فهمي وكنا عايزين أي طريقة تطمنا عليها يعني لو أنتي هتقدري تطمنينا وتوصلينا بيها فتمام مش ضروري ندخله
زمت الفتاة بأسف وردت
للأسف يافندم مش هقدر أفيدك لكن ممكن تدخلي لأستاذ عاصم كمان عشر دقايق بالظبط هو في أجتماع وقرب يخلص... اتفضلوا أستريحوا.
تقدمت تجلس بجوار خالتها تنتظر إلى أن أذنت لهما السكرتيرة بالدخول فتقدمت مع خالتها تدق الباب.
وقف عاصم عن مكتبه يرد بإنشغال
إدخل.
فتحت حورية الباب ودخلت جنات أولا وهي بعدها تردد
السلام عليكم.
لم ينتبه عاصم كثيرا كان منشغل بجمع أوراقه..نظرت جنات لحورية التي حمحمت بصوتها ثم قالت
أحمممم.... أستاذ عاصم.
رفع نظره لها ما أن أستمع لأسمه من ذاك الصوت العذب لتفتن عيناه و هو يرى أحدى الحوريات متجسدة أمامه حتى أنها ترتدي فستان قطني أبيض.
فبدت ناعمة مثل حلوى المرشميلو...بهت عاصم و أنعقد لسانه لا يسعه سوى التطلع لها يمتع أنظاره بحسنها النوراني يتوه في ملامحها.
نظرت جنات وحوريه لبعضهما بإستغراب ثم رددت حورية تسأل
أستاذ عاصم
رد بتيه وذهول
هو.
فتقدمت تكمل
أنا حورية
فقال بتأكيد
أنا قولت كده والله
أفندم
لم ينتبه أو يبالي بحدتها وإنما كان يبحث عن شيء واحد مهم شغل باله... أول ما اهتم به هل تلك الحورية متربطة أهنالك خاتم خطبة أو زواج بيدها
تنهد بارتياح وهو يرى أصابع كلتا كفيها فارغة تماما.. التقط أنفاسه وكأنه كان بمهمة صعبه ومصيرية.
ثم قال بترحاب شديد مبالغ فيه
أتفضلي أتفضلي يا أنسة حورية.
تقدمت مع خالتها إلتي لم تكن تبالي لكل أفعاله حاليا هي كل همها
تم نسخ الرابط