فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

.. فمها ضغير منتفخ و أنفها متوسط الحجم و شعرها الڼاري يضئ وجهها شديد البياض...ريحها يسكره ويسرق لبه
إنها فتنه تمشي على الأرض..بأقصى أحلامه لم يكن يتخيل أن تصبح فتاه مثل حورية من نصيبه.
كانت أحلامه مقتصرة على فتاة ذات خلق تعيش معه على الحلوة والمرة ليجازى على طول صبره و رضاه ب حورية ...أنها صفة و

ليست إسم.... زيدان راغب في تقبيل حوريه بشدة..لمرة فقط..مرة واحدة وليحدث ما يحدث... سيتحمل العواقب
اللعنه عليها و على المنطق 
ما عليها كي يقتنص حلمه بين يديه لكنها كانت الأسرع و وثبت مبتعدة تردد بتلعثم
أااا..هعملك العشا...أكيد جوعت.
أسبل جفناه براحة الشبق قد تمكن من خلاياه..ربما من الأفضل أنها فرت من أحضانه...فهو ما أن أقترب منها شعر بفقدانه السيطرة...كان سيزيد حكايتهما سوءا...أضجع بظهره على الأريكة يسأل 
هي ليه حلوة كده استغفر الله العظيم...
____________سوما العربي_______________
بعد خروج الملك بحاشيته و موكبه على أعين جميع من بالقصر كانت الهمسات و النميمة في كل مكان.
لأول مرة يخرج من القصر في نزهة مع جارية واحده فقط... الأمر لا يحتاج للنقاش ولا يمكن تجميله ...تلك الفتاة كسر لأجلها كل القيود و القوانين... ترى ماذا سيكسر لأجلها مقبلا 
وبينما أنچا تلاحظ همسات الجواري كلن على جنب تغلي من الڠضب وشعورها فإنفراط حبات العقد من يدها تقدمت ماديولا پغضب شديد وخلفها جواريها .
حتى توقفت امام أنچا التي جلست تضع رأسها بين يديها كأنها توزنه وتفكر بمصېبة..ليخرج صوت مادولا الغاضب لتزيد من عصبيتها وهي تقول
ثم ماذا هل سنترك لتلك الجاريه الملك بالمملكة هل ستفوز تلك الفتاة لا يجب أن تعيش ..لقد تحدتني و أهانتني.. و بقائها على قيد الحياة كل دقيقة زياظة يقلل من هيبتي ...تصرفي أنچا و إلا تصرفت أنا.
رفعت أنجا رأسها من بين كفيها وقالت ببرود حانق من غباء الأميرة
جيد إذا ..هيا..أذهبي و أمري من جديد..لما مازلتي واقفة.. هيا أميرة ماديولا.
ضړبت ماديولا الأرض بقدميها كما الاطفال وهتفت
مجددا و كأنك لا تعلمين ما جرى.
لا أعلم... لذا مستغربه حديثك.
ما بك أنچا و هل كل يكن .. علنا
ضيقت أنچا عينيا تفكر
ماذا تقصدين
ما قصتك أنچا تتحدثين و كأنك لست أنچا ثعلب السياسية و التخطيط في المملكة الممتدة.. أنتي تعلمين مرادي جيدا.
ألتمعت عينا أنجا بخبث دفنته ببراعه و قالت تدعي الخۏف
لا أميرة ماديولا.. فأنا لن أجازف مجددا.. أنا لا أمن عواقب ماتقولين ..لن أستطيع فمهما كانت مكانتي لي حدود لا يمكن تخطيها...و أنتي بما أنك عزيزة على قلبي يا اميرة مملكتنا انصحك ألا تفعلي.
زمت ماديولا شفتيها و أسنانها بغيظ ثم غادرت كرياح عاصفه.
تقدمت خادمة انجا منها وهي مازالت تتابع خروج الأميرة العاصف ثم دنت من سيدتها تسأل بجهل و إستنكار
لما سيدتي! لما لم تساعديها.
ابتسمت أنجا ترفع كتفيها بمكر متسائلة
و لما قد أفعل..أتركيها..فهي ستفعل.
كيف سيدتي بعد نصيحتك لها!
أنا أعرفها جيدا..ستدبر حاډثه لتلك البيضاء.
لكن تدخلك سيدتي كان سيحسم القصة .. الأمر لن يتم بلا عقل السيدة أنجا.
ضحكت أنجا ساخرة ثم قالت
لااا.. لن أفعل فقد حاولنا مسبقا وانا لا أعيد الكره مادامت لم تصيب ..الرجل كالطفل الصغير لو ابعدناها عنه لأصبح يتوق لها أكثر...وهذا ليس حلا.
حارت الخادمة كثيرا و سألت سيدتها 
أذا..ما الحل سيدتي.
أبتسمت أنجا و وقفت بثقة تردد 
لا تقلقي فجراب أنجا لا يخلو مطلقا...فلنترك ماديولا المدللة تحاول..ههه..من يعلم ربما تفلح تلك المرة لكن ..لنكن نحن بعيد نشاهد فسحب.
نظرت لها الخادمة بغباء وقالت
عقلك من الصعب فهمه سيدتي..
ضحكت أنجا و قالت
لو كنتي تفهميه لما اصبحتي جاريه... السياسه لعبة قڈرة وتلك الفتاة زجت نفسها بنيرانها...ههه فلنرى من سيغلب في النهاية.
ثم تحركت مغادرة الحرملك كله وعقلها يعمل في جميع الاتجاهات.
خرج من المبنى وهو ينظر لأعلى بتفكير تقدم ليجلس في سيارته السوداء العالية.
يفكر فيما فعل ولأين قاده

عقله يسأل منذ متى وهو متهور هكذا.
نظر في ساعة يده ثم تطلع حوله ليرى حته صبي القهوة وهو عائد بصينيه عليها اكواب من الشاي.
أوقفه يسأل
بقولك يا كبير ماتعرفش بيت مين ده
نظر له حتة نظرة تقييميه شاملة ملابسه و سيارته الرانج روڤر ثم أجاب
ده بيت الحاج شداد و إبنه المعلم زيدان أحسن نجار في شبرا تمل...أمر يا باشا خير
جعد عاصم مابين حاجبيه وسأل
هاه.. والله...طب وفين بقا المحل ولا عنده ورشه ولا إيه
الاتنين يا باشا عنده ورشه و معرض موبيليا بسم الله ماشاء الله بيدوي...بس انت لو جايله على شغل أجله حبه اصله عقبال عندك أتجوز.
لا يعلم لما شعر عاصم بتدفق الحقد بداخله وهو يستمع للجملة الاخيرة ثم أردف متسائلا
ايه ده ماشاءالله..و اتجوز أمتى
رمقه حتة بنظرة غير مرتاحه وسأله
عدم الا مؤاخذة يا باشا أنت بتسأل ليه و اسئلتك مالها كتيرة كده
أاا.. أنا بسأل بس عشان أشوف أجازته هتخلص أمتى.
قريب ماتقلقش...هي أصلا تعتبر جوازة كده وكده.
لمعت عينا عاصم يسأل بلهفة
إزاي كده و كده
هو إيه إلي كده و كده مين قال إنه كده و كده
أنت إلي لسه قايل.
ما أن شعر حته بتورته حتى تحدث بصوت عالي و كأن أحدهم يناديه.
اأيوه جايلك.
وبلمح البصر كان قد اختفى من أمام عاصم الذي انتعش الهواء بصدره لا يعرف لما .
وقفت في المطبخ تحاول إعداد الطعام... لا بل كاذبة..فالطعام يعتبر معد لا يحتاج سوى وضعه في الصحون.
هي فقط كانت تتهرب منه... ربما تريد خلوة لتعرف ماهية مشاعرها تلك...هل صادقة أم أنها فقط مجرد مجاراة لمشاعره لأنها لا يمكنها إحراجه.
لكنه لم يمهلها الفرصة و وجدته خلفها في المطبخ يردد
تحبي أساعدك
أترها يتصنع مساعدتها على التقاط الاطباق المعلقة عاليا.
تبعثرت كليا وفقدت النطق حتى أنها لم تعد قادرة على أبتلاع لعابها ...تشعر بيداه تداعب معدتها تتحسسها.
زيدان يقتحم كل الحصون... كأنه عزم على كسر كل الحواجز ..حسم أمره يجب أن تعتاده.
لفها ببطئ بين ذراعيه إلى أن أعطته طلة كاملة بملامحها البديعة.
وضع إصبعه على طابع حسنها يرفع وجهها له لتفتح عيناها فيه و ترى نظرة إعجاب.. اعجاب خاص رائع لأول مرة ترى تلك النظرة على الرغم من سماعها المدح الدائم لجمالها لكن نظرة زيدان كانت خاصه جدا...ينظر لها و كأنها...و كأنها الجنة التي ينالها الصابرين...ليست كأي 
غيرت رأيي..الجمال ده مايقفش في المطبخ وسط الحلل ..ده يخرج يتعشى فى أحلى مطعم على النيل.
فغرت فمها تردد
هاااااا!
و بداخلها تصرخزيدان بيعرف يقول كلام حلو!!!
لقد كان جميلا جدا و زادت وسامته وهو هادئ يتغزل فيها و تلك اللمعه بعيناه تقسم أنها لم ترى رجل وسيم كوسامته بتلك اللحظة.
ظلت تنظر له بأعين لامعه هي الأخرى كأنها تراه لأول مرة...فبقى يطالعها و هو لولا الملامة لرقص...نظرة حورية كانت قاتله لقلبه ... أنها تتأمله..يا أللهي .. هل هو بحلم أم بعلم... يرغب بأن يقرصه أحدهم خصوصا وهو يرى لمعة الإعجاب في عيناه ..ليست نظرة خوف أو قلق أو رضى بالأمر الواقع..بل هي نظرة إعجاب صارخ.
خرجت للأسف من صمتها المتأمل فيه وقالت
طيب هروح أغير واجي.
ثم تحركت سريعا تهرب من هيمنته الجديدة عليها .
وتركت زيدان يدور حول نفسه في المكان كطفل في العاشرة دق قلبه لأول مرة وعرف معنى ذاك الشعور... يتمنى لو بقت واقفه تتأمل فيه لتشبع ذلك الأحتياج بداخله.
_______________سوما

جلست متكئة على أحد الأرائك الملكية المريحه تنظر بصمت تام للبحر الممتد من أمامها وعلى الشط أشجار لفاكهة اشكال والوان تراهم لأول مرة تحاول اخذ نفس عميق تزفره براحه و تمهل.
فيما اقترب منها الملك راموس يطالعها وهي بكل هذا الحسن والبهاء إضافه على كونها هادئة على غير العادة.
لقد اغضمت عيناها ببغض شديد ...هل وصل بها حال الدنيا لأن تحصل على ما يريد.
قال بهمس بعدما شعر 
ما بك صغيرتي 
الټفت تنظر له تطالعه بصمت مفكرة ...وقد تعلمت بما يكفي..هي الآن تحاول إنتقاء الكلام قبلما تنطق به فقالت بهدوء 
أتعلم.. أنت وسيم جدا...ليتك لم تكن ملكا
تجعدت جبهته و سأل مستنكرا
لما
أظن أنه..لم لم تكن ملكا..لو لم يكن ذلك هو وضعي لو كنت قد قابلتك بشكل اخر و في ظروف أخرى أقسم أن قلبي كان سيقع في هوى عيناك الغامضة من أول نظرة .
و ما المانع لأن يحدث الآن صغيرتي مادام الإعجاب موجود.. أنا نفس الشخص.
نظرت له بحزن ثم قالت
هل سمعت يوما عن قصة يونس وابنة السلطان
رمقها بإستفهام ثم أجاب
لا..ما قصتها 
أنها نفس قصتنا بأختلاف أنك أنت بموضع أبنة السلطان.
لم أفهم.
قاطعهم صوت الطبيب يردد
أحمم..معذرة مولاي.
نظر له راموس پغضب بعدما قطع إسترسال حديثه مع صغيرته فسأل پحده
ماذا هناك
موعد الدواء سيدي.
همهم الملك يتنحى جانبا و ترك المجال للطبيب كي يباشر عمله فيما ذهب هو ليسأل ماهي قصة يونس وابنة السلطان.
وبقى نيمار مع رنا وحدهما فسأل
كيف حالك سيدة ميرورا.
نظرة له بحنق و قالت
رنا..رنا.. أسمي رنا
أبتسم الطبيب وردد بكياسة
جيد إذا ..هذا يعني إنك لم ترضخي بعد.
رفعت أنظارها المستنكرة له فقال 
لا تقلقي رنا فأنا معك ولست عليكي.
ضيقت مابين حاجبيها وسألت مشككه
بأمارة ماذا
ضحك بمرح ونظر لها نظرة غريبة ثم قال
بأمارة أنا قصتنا متشابهه إلى حد كبير.
نظرت له مدققة هو بالفعل رجل أشقر ملامحه مختلفة كليا عن ملامح أهل الجزيرة ..كادت أن تسأله عن قصته لولا صوت إحدى الفتيات الذي صدج من خلف الحراس تصرخ مستنجدة بالملك آثار انتباه الجميع..مظهر الفتاة كان ينم عن كارثه كبيره.
___________سوما العربي ____________
وقف زيدان مع والده أمام باب شقته لحين تنتهي حورية من تجهيز نفسها 
رمق شداد ولده وسأل بمكر 
الاه..على فين العزم يا معلم زيدان مش بعادة يعني.
أحمم.. ألا جرى ايه يا حاج مالك شادد حيلك عليا ليه
ضحك شداد و قال
لا بطمن بس
عادي يعني يا حاج قولت أخرج حورية شوية
ايوه أيوه..هتقعدوا على الكورنيش و تاكلوا درة و تشربوا مانجا زي الحبيبة
كاد زيدان أن يجاوبه لولا ظهور حورية أمامه على درج السلم تردد
أنا جاهزة خلاص.
فصړخ غاضبا
جهزة إيه نيلة إيه إيه إلي أنتي مهبباه ده.
امشي اطلعي غيري الزفت ده.
ليه ماله
بقولك أمشي يالا اطلعي ماتقفيش كده.
لكنها لم تستجيب أو تتحرك فصدح صوته عاليا پغضب أكبر لترى زيدان على حق..ذلك الذي كان يتشاجر مع الشباب أمام محله ...فأنكمشت على نفسها خائڤة مصدومه من موضعها معه في الوقت الذي صعدت فيه رشا و والدتها سريعا سريعا على صوت الشجار فسألت والدتها
في إيه يا زيدان يا ابني كفى الله الشړ.
لكن زيدان لم يكن يرى أو يسمع كل ما يراه أنها تقف هكذا أمامهم جميعا بل مازالت واقفة لا تتحرك و كأنها تتحداه خصوصا وهي تقول
ايه إلي حصل لكل ده يا زيدان!
فتردد رشا بإستنكار شديد
أيه إلي حصل يا زيدان لأ لأ مالكيش حق.. ده خاېف عليكي و بعدين لازم أي واحدة تسمع كلمة جوزها.
لتكمل عنها والدتها
اي
تم نسخ الرابط