هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
نفسه إيه ملك زمانه و مفيش حد يوقف قدامه.. بجد المرة دي
أخوك زودها أوي و لو رجعتله تبقى مهزقة.
فريد مغيرا سياق الحديث..
طب يلا ننام فاضل خمس ساعات عالصبح...
أروي..هنزل أوديلها الغطا زمانها ثلجت...
فريد برفض مش هيخلوكي تدخلي و لا هيفتحوا الباب الجاردز بتوعه مش بيسمعوا كلام حد غير
أروى باشمئزاز ..أول مرة أشوف راجل بيعمل كده في مراته ...بجد أخوك داه بني آدم مش طبيعي .
دخلت أروى الجناح و هي تهمهم مستمتعة بالدفئ
بعد أن كادت أطرافها تتجمد في الخارج و هي
تستمع لصوت فريد المتضايق..
لوحت له بيدها دلالة على عدم إهتمامها قبل أن تنزع عنها عباءتها و حجابها مردفة..
إنت
هتنكر في اخوك... داه حتى شبهك...
إبتسم فريد بسعادة و هو يلاحظ عودة أروى
لشخصيتها المرحة التي إشتاق إليها كثيرا
مقررا بداخله أنه سيحاول بكل جهده أن يحافظ
في غرفة آدم....
تفحص
آدم الرواق جيدا قبل أن يشير لفاطمة أن تخرج من الغرفة و تتبعه ليسيرا نحو الاسفل
متجنبين أي مكان به كاميرات مراقبة... خرجوا من باب المطبخ حتى أصبحوا في الحديقة
الخارجية تماما خلف شباك الغرفة التي تحتجز
فيها يارا...و بعد أن تأكدا من خلو المكان من أي حرس طرقت فاطمة الشباك بخفوت عدة مرات
شبابيك الطابق السفلي من نوع الالوميتال التي لاتحتاج لإضافة قضبان حديدية
في الداخل رفعت يارا رأسها و توقفت عن البكاء عندما خيل إليها أن سمعت شيئا...
لأي طارئ...شهقت بفزع عندما سمعت نفس الصوت من جديد آت من خلال تلك النافذة الكبيرة التي إنتبهت الان فقط لوجودها و يبدو أن صالح قد غفل عنها من شدة غضبه....
خاصة أن الباب ليس عادلا للصوت مثل باب جناح
صالح...
وضعت الكرسي تحت الشباك مباشرة ثم صعدت
عليه و ضغطت على زر السحاب بحذر إلى الجهة المعاكسة تفاجأت عندما رأت على الجهة الأخرى آخر شخص توقعته... عدوتها اللدودة فاطمة التي إبتسمت لها بسماجة حالما رأتها..
دفة الشباك إلى الأمام لتغلقه لكن فاطمة وضعت يدها معترضة إياها و هي تهمس بصوت خاڤت..
أنا جيت عشان أنقذك...صالح بيه حكى للكل برا
و للأسف هما إقتنعوا بكلامه و قرروا إن محدش
فيهم هيتدخل بينكوا.....
صړخت يارا في وجهها بصوت مبحوح..
إنت كذابة...
أشارت لها فاطمة
بهلع..
ششش... وطي صوتك هتفضحينا على العموم
انا عرضت عليكي مساعدتي بس إنت اللي رفضتي
خليكي هنا و إستني لبكرة عشان تتأكدي من كلامي...
و ساعتها هتندمي يلا سلام...
أسرعت يارا لتفتح الشباك أكثر و هي تدعو فاطمة أن تظل..لا إستني...
أطلت عليها الأخرى من جديد تبتسم بانتصار
قائلة..
أفندم عاوزة إيه
يارا بارتباك..هتساعديني إزاي
فاطمة و هي تصطنع الهدوء..إنت عاوزة إيه
يارا و هي ترتجف من البرد..عاوزة أخرج من هنا
فاطمة و هي تتظاهر بالتفكير..
هتروحي فين
يارا..ملكيش دعوة خرجيني من هنا و بس ٠
فاطمة بضيق من نبرتها المتعالية..
ماشي إفتحي الشباك داه و حاولي تطلعي
بشويش و إياكي تعملي أي صوت عشان لو رجالة صالح بيه مسكونا هيعملوا مننا شاورما...
فتحت يارا الشباك أكثر حتى أصبح بإمكانها أن تعبر
من خلاله و هي تحمد الله أن صالح لم ينتبه لوجوده
ساعدتها فاطمة من الجهة الأخرى على الخروج ثم
عاودت إغلاق الشباك من جديد...في تلك اللحظة
ظهر آدم من خلف إحدى الأشجار لتتفاجئ
يارا من وجوده لكن فاطمة شرحت لها أنه هو من
رغب في مساعدتها و أنه قد جهز لها سيارة في الخارج حتى تقلها لفيلا والديها أو أي مكان تريده و أنه فعل ذلك بسبب كرهه لصالح....
لم يكن لدى يارا الوقت الكاف حتى تفكر في حججهما فهي كل ماكنت تريده هو الخروج من هذا المكان دون عودة و أي دقيقة تقضيها هنا سوف تجعل خطتهم تفشل و بالتالي سوف تبق سجينة لدى زوجها للأبد ....
نجحت أخيرا في الوصول إلى الباب الخلفي
للقصر صحبة آدم بعد أن قضت عدة دقائق
في ړعب حقيقي تختبئ من الحراس الذين كانوا يطوقون القصر أما فاطمة فقد قررت العودة إلى مخدعها قبل أن تنتبه والدتها لغيابها..خرجت من الباب ليستقبلها الشارع حيث المصير المجهول ينتظرها لكن يارا لم تهتم لاببرودة الطقس الذي كاد يجمد أطرافها او قدميها الحافيتين اللتين تخدرتا
كل ماكانت تراه أمامها هو فراشها الصغير الدافئ
و حجرتها القديمة التي إشتاقت لكل ركن فيها....
سارت مع الحائط مسرعة
و هي تلتفت حولها
پذعر حتى وصلت إلى سيارة مركونة في آخر
سور القصر و التي أخبرها عنها آدم منذ قليل ..صعدت داخلها بعد أن فتح لها السائق
الباب الأمامي ثم أغلقت الباب وراءها و هي تتنفس
بقوة و تتمتم بأدعية غير منتبهة لذلك الذي كان يرمقها بنظرات الصياد نحو فريسته....
في حاجة يابرنسيسة
صوته الغليظ المنفر نببها إلى وجوده بجانبها
لتزحف تلقائيا إلى طرف الباب و تنكمش على نفسها
قبل أن تلتفت نحوه بحذر...توسعت عيناها عندما إصطدمت بسحنته التي تشبه خاصة المجرمين
المليئ بالندوب...
ترددت قليلا قبل أن تسأله لكن فضولها غلبها
إنت مين
أجابها الرجل بعد أن ضړب صدره العريض
بفخر.. محسوبك سعيد أبو السعود مسعود و
إسم الشهرة سعد بيكا... إكمني يعني شبه الاستاذ
حمو بيكا أكيد عارفاه داه اللي بيغني مممم
يابنت السلطان حني على الغلبان....
قهقه بصوته الخشن لتزم يارا شفتيها باشمئزاز
من رائحته الكريهة و مظهره الغريب رغم
أنها لم تستطع رؤية ملامحه جيدا بسبب نور السيارة
الخاڤت...حولت نظرها نحو الشباك لتلاحظ
أن السيارة تسير في طريق معاكس للمنطقة التي تقع فيها فيلة والدها مما جعلها تتأكد من وجود خطب ما
إحنا رايحين فين
تلعثمت و هي تسأله بينما كانت يدها تتسلل نحو
مقبض الباب الداخلي منتظرة إجابته التي لم تتأخر
هو آدم بيه مقلقيش...إحنا رايحين على قپرك ياحلوة....
إلتفتت نحوه يارا لتجده يرمقها بنظرات قڈرة
لتنكمش اكثر ناحية الباب قائلة..
قصدك إيه هتقتلني
حرك رأسه و هو يميل بالسيارة نحو أحد الأزقة
الشعبية مقترحا بوقاحة..
هو قلي أقتلك و أرمي جثتك في اي خړابة و لامن شاف و لامن دري ماهي مش أول مرة ليا لامؤاخذة محسوبك خبرة.... بس بصراحة أول مرة يجيني
الصنف بتاعك...صنف نظيف أوي .
عض شفتيه بقذارة و هو يتفرس ملامح وجهها الفاتنة و التي يراها لأول مرة مضيفا ببساطة
و كأنه يروي لها أخبار الطقس ..
بس مفيش مانع أتسلى شوية...و أذوق من العسل.
أنها قد وقعت في فخ تلك الحية
فاطمة و علمت أن نهاية بشعة تنتظرها على يد هذا المچرم الذي ينوي
النيل منها ثم قټلها و رميها في إحدى الأماكن المهجورة كما أخبرها منذ قليل...هل هناك أبشع من
هذا المصير و هي التي كانت تظن أن صالح
أقذر إنسان على وجه الأرض لكنها علمت الان أنها كانت تعيش في أمان رغم كل مايفعله بها....
هي عاشت طوال حياتها مدللة و قصص الخطڤ و ال كانت بالنسبة لها حكايات تروى و لم تكن تظن يوما أنها سوف تقابل مچرما حقيقيا وجها
لوجه...
لو كانت فتاة غيرها كانت ستبكي و تصرخ و ترجوه ان يدعها لكن يارا لم تكن في وضع يسمح لها
بالاستسلام كما كانت تعلم انه من المستحيل ان
يتركها مهما فعلت فهو بالتأكيد قد تقاضى مبلغا كبيرا مقابل القيام بهذه الچريمة... غريزة الامومة تحكمت بكامل عقلها و جعلتها متحفزة لتدافع عن نفسها و عن صغيرها بأي طريقة...و بالتأكيد لن تستطيع التغلب عليه إن قررت مقاومته نظرا لفرق القوى بينهما... لذلك شحذت باقي
قواها ثم تظاهرت بصعوبة أن إقتراحه قد أعجبها...
ضحكت بخفوت مقاومة شعور التقيئ بصعوبة
قائلة ..
هنتسلى كده حاف.. مفيش و إلا
طب حتى أسماء انواع من الكحول المهم أي حاجة نعدل بيها مزاجنا يا مسعود بيه .
قهقه سعيد و هو يرفع حاجبيه منبهرا بكلامها..
إيه داه... إحنا طلعنا خبرة زي بعض.
إسترسلت يارا في حديثها مدعية الإرتياح..
تعرف نادي الألماسة... أكيد تسمع عنه اللي
في شارع إيه رأيك نروح هناك هتتبسط اوي
بيفتح للصبح و ممكن نحجز أوضة ....
لم يتفطن سعيد أنها كانت تخدعه فجل تركيزه
كان على حديثها الذي يبين أنها مستعدة لمشاركته
في ماينوي فعله...هو تلقى أوامر من آدم حتى
ېقتلها لكن بعد أن رأها طمع في جمالها
و قرر أن يستمتع بها لكن طبعا لم يكن بذلك
الغباء
الذي يجعله يوافق على إقتراحها... نفى برأسه
مقررا..
تؤ... أنا عندي مكان أحسن من كده اصلي مبحبش
الدوشة و الأماكن المليانة...إلا قوليلي ياقمر إسمك
إيه
أجابته يارا على الفور..
و
عاوز تتعرف عليا ليه ما إنت في الاخر هتقتلني .
ضحك بصوته الاجش حتى سعل قبل أن يجيبها..
أكل العيش بقى متزعليش مني بس اوعدك
مش هخليكي تحسي باي حاجة.
غمزها ليزداد إشمئزازها و هي تراقبه يخرج
عرفتها يارا على الفور فهي كانت تراها عند
بعض أصدقائها في النادي رفعها في وجهها
وهو يصرح بفخر..
من النوع الغالي وحياة عنيكي...أجمد من
أي أزازة
برفض هاتفة بتذمر..
لا أنا عاوزة
أوقف السيارة أمام إحدى المباني متمتما
بالموافقة
تحت أمرك ياجميل....
أطلق صفيرا خاڤتا من بين شفتيه بدا و كانه
إشارة ما لتشاهد يارا أحد الشبان يطل برأسه
من أحد النوافذ المغلقة عندها إستغلت الفرصة
لتلكز سعيد تحثه على النزول قائلة..
خليهم أربعة...محسوبتك مدمنة .
ضحكت له بدلال ليبادلها سعيد الضحكة ثم نزل متجها نحو الفتى الذي بدأ بإخراج زجاجات
الخمر و يعطيها لسعيد...فتحت يارا باب
السيارة ثم بدأت بالركض بأقصى سرعتها دون أن
تنظر حتى وراءها و هي تدعو بداخلها ان ينشغل ذلك المچرم لاطول وقت و أن لايتفطن إليها...
كانت في كل مرة تتعثر بشيئ ما خاصة و أن الرؤيا كانت شبه منعدمة في هذا الزقاق المظلم الذي لاتنيره سوى مصابيح قديمة نصفها معطل منذ
سنوات....
سمعت صوته يركض خلفها و هو يسبها بأقبح
الألفاظ التي تعود على نطقها و يهددها پالقتل
إن لم تتوقف لكنها لم تجبه بل إستمرت بالركض
إلى الأمام رغم شعورها بأنها بدأت تفقد
قواها شيئا فشيئا ووقوعها من جديد في قبضته ليس سوى مسألة وقت...إلتفتت خلفها لتجده
خلفها على بعد خطوات قليلة و في يده شيئ يلمع شبيه بالسکين لكنه أصغر بقليل...
صړخت يارا بأعلى صوتها تطلب النجدة رغم
ان المكان كان خال إلا من بعض الكلاب و القطط المشردة التي لمحت بعضها منذ قليل عندما كانت
في السيارة...
إلحقوني.... إلحقوني...
صړخت من جديد لكن هذه المرة ليس طلبا
للنجدة بل بسبب
إصطدامها بشخص ما
رفعت أعينها المذعورة لتقابلها زوج من الأعين
اللامعة لم تتبينها جيدا بسبب الظلام و بسبب
خۏفها سرعان ما وجدت نفسها ملقاة أرضا
بعد أن دفعها صاحب الأعين الغامضة جانبا ...
الفصل العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
كل شيئ حصل بسرعة و لم تستطع يارا رؤية ماحصل بعد أن دفعها صاحب الأعين اللامعة التي إعترض طريقها
متابعة القراءة