هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
اللي إنت عاوزاه البيت داه بيتك
إنت و الاولاد إعتبريني ضيف
علقت يارا من جديد متذكرة
بس هي عندها بنتين
صالح بلامبالاة خليهم ييجوا الفيلا كبيرة
و فيها اوض كثيرة
أم إبراهيم لديها فتاتين أصغر من سارة
مليكة و سهى التي تدرس في الثانوية
العامة لذلك فإن يارا تعتقد أنها لن تقبل
قاطع هدوئهم صوت أروى من ورائهم و التي
لم تكن لوحدها بل كانت بصحبة سيلين
و إنجي و طبعا الاطفال مما جعل صالح
يشهق بفزع فمجيئهم قد أفسد عليه خلوته
مع زوجته و أولاده
إحنا جينا يلا يا عيال إنتشروا
أنزلت صغيرها زين على الأرض ليركض
الأطفال نحو الألعاب في منظر جعل
زم شفتيه پغضب و كأنه طفل غيور
وجد طفلا آخر في حضڼ والدته
إيه اللي جابهم دول انا عايز اقعد
مع مراتي و عيالي الله يارا اطرديهم
حالا إتصرفي
ردت عليه إنجي التي وضعت يارا الصغيرة
على ذراعه يارا صدعتني من إمبارح
و هي بټعيط عاوزة تيجي تلعب عندك
تمسكت به الصغيرة ليحتضنها صالح مربتا
و قد سمعت الجميع يتحدثون عن عودة
أطفاله و هذا يعني انه سوف ينساها
و لن تنعم بدلاله من جديد
هتف صالح مطمئنا إياها مكلمتينيش ليه
عشان أجيبها
إنجي و هي تجلس بجانبه مكناش عايزين
نزعجك
صالح بلوم متعمليش كده ثاني عشان البنت نفسيتها هتتعب أكيد قلتيلها إن خالك بقى عنده اولاد و مش هيفضل يهتم بيكي زي زمان
تتعود من دلوقتي
تدخلت يارا تتعود على إيه يا نوجة
دي طفلة مش هتفهم الكلام سيبيها تتدلع
على خالها داه حتى لايق عليها الدلع مشاء الله
زي القمر
مدت نحوها ذراعيها حتى تحملها لتنتقل
نحوها الصغيرة بسعادة لكن حضور سليم
المفاجئ الذي كان يراقب ما يحصل منذ
الأمر حيث زمجر بصوته الطفولي يريد إبعاد
هذه المزعجة التي تنتقل بين والديه
إنت سيبي مامي و روحي عند مامتك اهي
أشار لها نحو إنجي لينفجر الجميع ضحكا
على هذا الغيور الذي يبدو أنه قد أعلن الحړب باكرا
لتهتف أروى معلقة پشماتة
الواد داه عسل
أقسم بالله ههيعلم البت
نفسها على العيال
الفصل السادس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة
الجزء الثاني
بعد اسبوع
كانت يارا تجلس في حديقه الفيلا
تراقب أطفالها و هم يلعبون بتلك الألعاب
العملاقة التي أدمنوها بينما كان صالح ينظر
إليهم من شباك غرفته من وراء الستائر
فبعد ذلك الاتفاق معها لم يعد يظهر كثيرا
أمامها فقط لأجل رؤية أطفاله
جفل و هو يستمع إلى صوت هاتفه يرن
ليسحبه على الفور من جيب بنطاله ما إن
رأى هوية المتصل حتى زفر بحنق قبل أن
يجيبه
عاوز إيه
اتاه صوت سيف الساخر من الجهة الأخرى و هو يضحك بتسلية
قطعت حاجة مهمة صح
صالح متذمرا بوقاحة
لا يا خويا إطمن لسه بحضن المخدة و أنا
نايم
تعالت قهقهات سيف مما جعل صالح يلوي شفتيه
بامتعاض معلقا
انا مش عارف اعمل إيه ثاني عشان ترضى
عني و تديني فرصة ثانية
سيف بتشفي
تستاهل اهو ربنا بيعاقبك عشان مفكرتش في
غيرك و بوزت علينا حياتنا منك لله يا مفتري
ظهري بقى بيوجعي من نومة الكنبة
صالح بتهكم و هو لا يزال يراقب عائلته الصغيرة
بينما قلبه كان يتضحم بداخله من شدة
السعادة و لو انها ناقصة قليلا لأن علاقته
بيارا لا تزال جافة
يا عم انا بقالي خمس سنين مجبتلهاش
هدايا فقلت أعوضها إنما إنتوا نسوانكوا
اللي طماعين
سيف باستنكار
بقى هما اللي طماعين و إلا إنت إيدك الي بقت
فالتة يا مبذر بقى يا مفتري في حد يجيب
لمراته كل يوم هدية ثلاثين هدية من يوم ما
رجعت و كل واحدة
أغلى من الثانية إيه عاوز توصل لفين إنت
كده بتخرب بيوت حرام عليك يا شيخ
بيوت أحفاد عزالدين بتتعرض لإنقلابات
و قريب جدا هتتحول لحروب و معارك
و إحنا غلابى داه هشام لسه مكلمني
قال إن أختك مطينة عيشته و إمبارح رجع
بعد الفجر من المستشفى يرضيك يحصل
كده في اولاد عمك
صالح و هو يمط شفتيه براحة معلنا
عن تشفيه
يرضيني راجل و بيدلع مراته إنتوا مالكوا
سيف بهمس طب قلي جبتلها إيه النهاردة
عشان انا سريري واحشني و السلطات العليا
مش هتسمحلي غير لما اعمر البايانات و أستوفي
كل شروط مطلب الرجوع بتاعي
صالح بضحك
لا مسيطر ياظ انا من رأيي تأخذها
يومين سياحة
في جزيرة الأسدات و هي
هتتضبط لوحدها
تنحنح سيف و هو يعاود سؤاله من جديد
ها هتكح إيه النهاردة
صالح بغرور
تؤ خليها مفاجأة انا هبهركوا النهاردة
أنصحك تجهز أسلحتك للحرب
إنت و اولاد عمك
شهق سيف بړعب مصطنع و هو ينظر نحو
كلاوس الذي كان يجلس أمامه بأريحية
يتابع الحديث بكل هدوء و شبه إبتسامة
خبيثة نمنت على شفتيه للتو
سيف و هو يبتلع ريقه بصعوبة مشيرا
له بأن ينقذه على الفور ليومئ له كلاوس
برأسه أن إصبر قليلا
يبقى الهدية غالية حرام عليك إحنا
عندنا عيال و بنحوشلهم عشان مستقبلهم
صالح بلا مبالاة
و لا يهمني كفاية عليكوا خمس سنين
محڼ
سيف بضيق طول عمرك حقود و عنيك مدورة
صالح بخبث طب إقفل عشان أروح اجهز الهدية
أصلها محتاجة وقت عشان تتضبط
أمسك سيف بتلك الورقة التي كتبها له
كلاوس منذ قليل ليقرأ ما بداخلها قائلا
لا إستنى أصل كلاوس بيقلك انه عاوز
يطلب منك الطلب اللي وعدته بيه لما مراتك
رجعتلك الفيلا
صالح بلهفة و انا جاهز هو يأمر بس
سيف و هو يخفي ضحكته بعدما قرأ
الورقة الثانية
بيقلك إنه عاوز عربية الرولز رويس
اللي وصلتلك النهاردة
صالح بردح و قد جحظت عيناه حتى كادتا
إن تخرجا من محجريهما نعااام سمعتي
ثاني يا خويا عاوز إيه دي هدية يارا
أقسم بالله لو قرب منها هقتله الكلب
رويترز بتاعك داه مفيش حاجة بتتخبى
عنه هو عرف منين إنطق
تعالت قهقهات سيف بينما كان كلاوس
يبتسم بهدوء و يكتب على ورقة أخرى
مستمتعا بإثارة جنون صالح الذي كاد
يجن عندما إكتشف انه على علم
بتلك المفاجأة التي حرص بكل جهده
على إخفاءها عن الجميع لكن كلاوس
بطبعه لا تخفاه خافية قدم الورقة
لسيف الذي بدأ بقرا تها بصوت عال حتى
يسمعه صالح الذي كان لا يزال ېصرخ و يشتم
كلاوس
بيقلك إن إنت وعدته و وعد الحر دين
لانت نبرة
صالح بعد أن ايقن ان القوة لن تنفع معه
لذلك لجأ إلى إستمالة قلبه
طب قله يطلب أي طلب ثاني و انا
رقبتي ليه المهم العربية دي لا
سيف ممثلا الأسف عليه
بس هو عاجباه الرولز البيضاء
صالح بصوت باك طب قله هجيبلك
غيرها اسبوع بالكثير و تبقى عندك
واحدة أحلى منها بس دي لا
سيف مدعيا الضيق يبقى انت كده ملكش
كلمة و مستحيل هنثق فيك ثاني يلا
هبقى اجيبله انا واحدة غيرها
صالح بتذمر اللي يسمعك يقول انه ناقص
فلوس داه بقى شريك معاك في شركتين
و غير الاسهم اللي انا إديتهاله هدية
سيف يعني انت بتعدله
صالح و قد تدارك نفسه يا عم بعد إيه
انا عنيا ليه و هزودله نسبة الاسهم لو عاوز
بس يرضى عننا داه إحنا من غيره و لا حاجة
سيف ممم شغل الشحاتين داه ميمشيش
معانا هو عاوز العربية و إلا بكرة الصبح
هتلاقي الست ام إبراهيم علي الباب
صاح صالح باستنجاد و قد شحب وجهه
بفزع ابوس إيد ولادك الاثنين اعمل اي حاجة
إلا ام إبراهيم اما مصدقت رجعت بيتها
دي جات زيارة على اساس يومين خللت
شهر هنا كل ما آجي أتكلم مع يارا
عشان أصالحها ألاقيها قدامي زي ال و إلا
بلاش دي مهما كان اللي ربتلي عيالي بس
و الله دي ست مفترية و بتجر شكل بقيت
عامل محترم قدامها و مش قادر أناقشها
عشان متحرضش يارا عليا و كل داه مش
عاجبها
سيف و هو يتبادل النظرات الخبيثة مع
كلاوس
يبقى تتنازل العربية
صالح و هو يشتم و بدعو عليهم
عاملين رباطية عليا يا واطي يا
إنت و هو طب ماشي خليه ياخذها
حر و ڼار في چتته
همس بصوت باكي و ينطق بالكلمات الأخيرة
هو لكنه ما لبث أن إنتفض
بړعب عندما أتاه صوت كلاوس العميق
سمعتك على فكرة و تصدمت فيك مكنتش
عارف إنك بخيل كده الحمد لله إني رفضت
عرضك و فضلت أشتغل مع سيف باشا
غمزه سيف و الذي كان يقهقه باستمتاع
خاصة بعد أن سمع صالح يجيبه
يعني لو اديتك العربية هتقبل تشتغل معايا
و تسيب المعفن اللي قدامك يا كلاوس بيه
سيف متدخلا و هو يشتمه بألفاظ نابية
بقى انا معفن يا داه انا حتى كنت بفكر
اتدخلك عند كلاوس عشان يسيبلك العربية
و يطلب بدالها حاجة ثانية بس متستهالش
المساء عاوز العربية قدام الشركة و انا
بنفسي هبعثها لزيزي ممثلة مشهورة
معجبة بصالح منذ سنوات و هو يتهرب منها
و هقلها صالح بيقلك دي عربون محبة يا بيبي
و إبقى قابلني لو يارا قعدت في بيتك
نص ساعة بعد ما تعرف
صالح بذهول إنت عايز تخرب بيتي ياظ
سيف بتشفي عشان تحرم
صالح ربنا على المفتري
سيف انت هتحسبن علينا شكلنا هنزود
العقاپ إديله يا كلاوس داه لسه بيتنفس
صالح ما انتوا عاوزين تقشطوني الهدية اللي
حيلتي حرام عليكوا بقالي اسبوع بجهزهالها
أخوكوا لسه أعزب و عاوز يخش دنيا سماح المرة
دي تكسبوا فيا ثواب
سيف بتفكير قبل أن يفاوضه
ماشي بس دي آخر هدية
صالح بفرحة ماشي سلام
أعاد الهاتف إلى جيبه و هو يتمتم
بتسلية
في المشمش داه انا دلوقتي بس إبتديت
و مش هبطل إلا ما أشوفكوا نايمين في
جناين بيوتك ا اووووف هما راحو فين يقصد
يارا و أطفاله
اكيد دخلوا عشان وقت الغدا دلوقتي طب انا
هروح أحاول معاها بس الاول هضبط شكلي
وقف أمام المرآة ليرتب ملابسه و يرش الكثير
من عطره المفضل ثم خرج من غرفته التي تقع
في الطابق السفلي و التي أصبح يعتكف فيها معظم
وقته عندما يعود من عمله حتى أطفاله كان نادرا ما يراهم إلا إذا أرسلتهم يارا له أو يخرجهم يوم
الاجازة إلى مدينة الملاهي مكتفيا بمراقبتهم من وراء زجاج النافذة كان مستعدا للقيام
بكل ما تريده المهم أن تظل أمام ناظريه
كان ينظر نحو الدرج عله يلمحهم حتى شعر
بشيئ يجذبه من بنطاله ليخفض بصره للأسفل
إبتسم بحنو عندما وجد صغيره ريان
بطالعه بدهشة و هو يقول له
بابي انت جيت من الشغل
إنحنى صالح علي الفور بعد أن عجز عن
مقاومة ظرافته و حمله بين ذراعيه مقبلا
إياه بقوة و هو يغمغم
أنا ممكن آكلك على فكره
دغدغه بذقنه الخشنة لينتفض الصغير
ضاحكا و هو يجيبه ببراءة
مامي بتحضر اكل جوا مش تاكلني انا
يا بابي
توجه صالح به نحو المطبخ و هو لا زال
يحمله لتزداد إبتسامه أكثر عندما وجد
يارا تقف وراء الموقد
تحدثت دون أن تلتفت وراءها ظنا منها
إحدى الخادمات بعد أن سمعت صوت
دخول أحدهم
الولاد غسلوا إيديهم كويس
تحدث ريان مجيبا إياها
سليم لسه جوا الحمام و انا جيت
مع بابي هو جعان و كان عاوز ياكلني
مامي ممكن تديله شوية أكل
ضحك صالح و هو يراقب يارا التي
إنتفضت فجأة و إستدارت حتى تتأكد
من كلام طفلها تلعثمت و هي تتحدث
طب أقعدوا و انا خمس دقائق و هحط
الأكل مكنتش عارفة إنك هنا
عبس صالح بحزن بعد أن شعر بأنها لا ترغب
في وجوده ليهتف معتذرا
لا أنا كنت طالع بس لقيت ريان برا
قلت أشوف الولاد قبل ما أخرج أصلي
بقالي يومين مشفتهمش
لا تنكر يارا انها شعرت بالقليل من الأسف
عليه فهو طوال الايام
متابعة القراءة