صرخه على الطريق بقلم ډفنا عمر
المحتويات
الأمر بصعوده غرفته كي ينال قسطا من النوم بينما ظل جسار شارد الذهن وبذور شكوكه تتشعب داخله گ نبتة خبيثة تمكنت من صاحبها كم ېخاف القادم وبقدر ما يتمني كشف اللثام عن الخبايا التي لا يعرفها بقدر ما ېخاف ما سيترتب على كشفها تنهد حتى تضخم صدره بالهواء ثم زفره بقوة متوجها لغرفته عله ينال نومة تغرقه وتنسيه أفكاره المخيفة
إلهام أنتي اټجننتي
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله
أجبرها أن تنظر إليه ثم قال بحدة إلهام بلاش خبث انتي فاهمة قصدي
قذفت بعض ملابسها على الفراش وهي تنزع عنها أخيرا عباءة البرود لتهتف بحدة وانت
ضاقت حدقتاه وهو يتساءل بريبة قصدك ايه ايه اللي في راسك يا إلهام بالظبط احنا جايين نقضي أجازة لطيفة ونطمن علي بابا ونرجع تاني لحياتنا بلاش تقلي عقلك وتنبشي في ماضي ماټ
لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين
الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده و والدك كمان نسي وصدق كدبته بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد وحالا هعمل كده
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه
بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله
حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط
علي الحروف
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال واضح انكم مش نازلين أجازة تطمنوا عليا وليكم غرض تاني كده ولا ايه يا مرات ابني
اشتعلت عيناها بتحدي وهتفت بالعكس يا عمي أحنا فعلا نازلين نطمن علي حضرتك وكمان ننعش ذاكرتك شوية ونفكرك بحاجة مهمة يجوز بعد العمر ده كله تكون نسيتها معلش العمر له حق برضو ياعمي
غامت عين الجد بسحابة ڠضب توشك أن تنهمر من فرط فظاظته معه وصاح قصدك تقولي اني كبرت وخرفت مش كده يا مرات ابني
إلهام
قالها توفيق هادرا بصړاخ ومحذرا
من استرسالها فأوقفه أبيه بإشارة رادعة من كفه ثم قال بنظرة غامضة كملي يا مرات ابني عايزة تفكريني بايه بعد العمر ده كله
تقدمت منه خطوتين ثم رمقته بثبات قبل أن تلقي ما لديها دون تردد عايزة افكرك إن رائف
وصمتت تتلذذ بترقبه قبل أن تواصل
هو حفيدك الوحيد يا عمي
أشتعلت عين الجد بعاصفة ڠضب وتشنج وجهه بشكل واضح بينما صاح زوجها معنفا إلهام كفاية كده وقولتلك ماتدخليش في حاجة ماتخصكيش احسنلك
هدرت بتحدي غير عابئة بأثر ما فجرته لتوها
لأ ده أنا أتدخل ونص يا توفيق مادام الموضوع يخص حق ابني اللي ممكن يضيع بسبب عواطف مش في مكانها
ومين هيضيع حق ابنك يا مرات ابني
هكذا تسائل نادر ليصل لما تريده وتضح أمامه الصورة كاملة فتستأنف ألهام قولها
حضرتك اللي بتضيعه بطيبة مالهاش مكان في الزمن ده خلاص وسامحني ياعمي في اللي هقوله بعد عمر
متابعة القراءة