صرخه على الطريق بقلم ډفنا عمر
المحتويات
عارف ماما وبابا بيحبوا شغلهم قد ايه واتعودا على العيشة هناك في البلد اللي شغالين فيها واخوك قريب هينزل عشان ياخد جامعته من هنا وتشبعوا من بعض وبعدين أنا أصرت معاك يا ولد
قبل رأسه ومحبة واحترام جده تحتل قلبه وروحه متقولش كده يا جدي أنا من غيرك ما اسواش حاجة أنت أغلى شخص عندي في الدنيا
جانب وجهه مغمغما بحنان لو فعلا بتعزني وغالي عندك يا جسار اتخرج السنادي من كليتك وفرحني واهو مكتب المحاماه بتاعك جاهز ومنتظرك في أفخم مكان في البلد
لسه
خلاص هقول لدادا سيدة تحضرلنا عشا وانا هاخد شاور وارجعلك احكيلك عن الموقف اللي حصل معايا الأسبوع اللي فات من أنثي ال
انتبه جسار أن الكلمة غير لائقة علي مسامعه جده فتراجع مع قوله أنثى عجيبة جت الجامعة
أنزعج الجد صائحا بعد الشړ عليك يا حبيبي ليه حصل ايه عسان تهاجمك
منا هحكيلك يا دوك واحنا
بنتعشي دقايق وراجعلك
بعد تناولهما العشاء سرد عليه جسار الصدام الذي حدث مع تلك الفتاة الشرسة شمس لتصدح قهقهة الجد وهو يقول بإعجاب طب والله عفارم عليها البنت دي عرفت
توقفك عند حدك يا ولد
واختبرته يا فالح أهي زي النحلة كانت هتلدغك
وواصل بتوبيخ أسمع يا جسار بعيدا عن الهزار بلاش علاقاتك مع البنات دي بقى يا ابني اتقي الله عشان لما تتجوز في المستقبل ربنا يرزقك ببنت كويسة تشيل أسمك وتصونك
قرص الجد وجنته بمرح لأنك شاب حليوة وشعرك مسبسب علي جبينك
ضحك وهو يجيبه طب وده ذنبي يا دكتور نادر
لأ لكن مش مبرر لاستهتارك ده أعقل انت هتبقي متر محترم فيما بعد
نهض جسار مشيرا لطوله بمزاح كل طولي اللي قدامك ده وتقولي متر ياجدي
قهقه له خلاص خليها متر ونص ولا تزعل يلا بطل لماضة ورغي وسبني أطلع أوضتي انام عشان كده سهرت جدت وبكرة عندي عملية مهمة
اللهم امين تصبح علي خير يا حبيبي
وأنت من أهل الخير ياجدي
صعد لغرفته والنوم يجافيه هم بالاتصال بوالديه ثم توقف بتردد شعور الڠضب منهما نغز قلبه وهو لا يشعرون أن الفجوة بينهم تتضخم كل يوم لا يعرف كيف كان سوف يصبح حاله لولا وجود جده في حياته هو لمسة الحنان والحب الحقيقية والوحيدة التي تروي أرضه القاحلة المتعطشة لدفء أبويه
انقطعت أفكاره وأشرع عيناه سريعا وقد شعر بانجراف غريب وغير مبرر لمشاعره نحوها والتفكير الغريب بها فغمغم لذاته بخفوت هو ده تخريف قبل النوم ولا ايه أحسن حاجة اقوم أكلم الواد أشرف ارغي معاه شوية لحد ما انام
وبهذا الطرح المثالي لعقله تأهب وضغط رقمه
أخترق مداركها صوت الهاتف تناولته ومازالت غائبة عن الوعي ألو مين
صباح الخير يا سارة انتي لسه نايمة يا بنتي في عندنا محاضرات بدري صحصحي واجهزي يلا
انتبهت قليلا لصوت زميلها وغمغمت صباح الخير يا آدم طيب ماشي هقوم اهو
تمام منتظرك بس اوعي تفطري عشان هجيب معايا سندويتشات فول وفلافل من اللي بتحبيها
هتفت مبتسمة بإدراك أكثر لا ده انا كده هاجي بسرعة
خلاص منتظرك سلام
سلام يا صاحبي
صاح حانقا سارة قولت بلاش كلمة صاحبي دي
مزحت بقولها خلاص ياعم بالراحة عليا خليها صديقي مادام عايزها بالفصحى يا سي أدم
هز رأسه بيأس طب يلا عشان ما تتأخريش
لا ماتقلقش هتقفل تلاقيني وراك
ليه عفريتة
لأ سارة يا خفيف سلام
ابتسم وهو يغلق الهاتف وتمنى أن يجمعه بها رباط العشق الذي يكنه لها يوما من الأيام لا رباط الصداقة والصحوبية التي لا يعترف بها في
متابعة القراءة