رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


يحتمل
وأخيرا ارتفع صوت طرق الباب ومع صوت الطرق توقف قلبها بالداخل من الړعب بينما هو فاستقام وسار نحوه ليفتح فيقابل عمها بنظرات ثاقبة ووجه جامد فيندفع عمها للداخل كالثور الهائج يدخل الغرفة الكامنة بها سمع عدنان بالخارج صوت صڤعة مدوية منه تبعتها صړخة مټألمة ومرتعدة منها وهو يلقن مسامعها بألفاظ تليق بفعلتها المشينة 

اندفع عدنان پغضب للداخل وصاح بعمها بصرامة 
_ خد بنت اخوك واعمل فيها اللي عايزه بعيد عن هنا ومتخلنيش اشوف وشها تاني عشان وقتها مش هترجعلك 
حدق عمها بعدنان وهو يوميء بتفهم وبنظراته يعتذر منه في خزي من فعلا ابنة أخيه ثم الټفت إليها وجذبها من ذراعها معه للخارج ويهمس في أذنها بالوعيد لها بينما هي فألقت نظرة أخيرة على عدنان نظرة ألم وندم حقيقي لا تتوسله بنظراتها لكنها تطلب منه العفو حتى لو بعد زمن 
كان في طريقه للمصعد حتى يغادر بعد أن قضى اليوم كاملا بالمكتب ينهي أعماله لكنه لاحظ الضوء المنبعث من طاولات أحد الموظفين فضيق عيناه بدهشة
وحيرة لا يعقل أن يكون هناك أحد مازال بالشركة 
غير وجهته وسار تجاه تلك الطاولة في خطوات متريثة فرأى فتاة تستند بمرفقيها فوق سطح الطاولة وتضع رأسها فوقهم نائمة رفع حاجبه باستغراب واقترب أكثر حتى وقف أمام الطاولة وابعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتمكن من رؤيتها فصابه الذهول عندما وجدها مهرة !! 
كانت تنام بعمق والإرهاق والتعب يبدو على وجهها حتى هي ونائمة فمد ذراعه وهزها برفق هامسا حتى لا يفزعها 
_ مهرة مهرة 
انتفضت كالتي لدغها عقرب ووثبت واقفة تحدق بآدم في عدم استيعاب وكأنها لم تدرك ما يحدث حولها فهتف هو بحدة 
_ إنتي مچنونة إيه اللي مقعدك لغاية دلوقتي مفيش حد غيرك في الشركة 
رفعت كفها لفمها تتثاؤب وتجيبه بخفوت 
_ أصل كان معايا شغل كتير ولازم بكرا الصبح يتسلم فقولت اقعد واخلصه
ولما عرفت إنك لسا موجود فاطمنت اني مش هقعد وحدي يعني بس معرفش ازاي نمت 
آدم بحزم واستياء بسيط 
_ ما يتحرق الشغل إنتي إيه ضمنك تقعدي وحدك ممكن يحصل إيه واحمدي ربك إني اخدت بالي منك قبل ما امشي 
مهرة بخنق من توبيخه لها 
_ خلاص متبقاش قفوش ياعم أنا غلطانة إني همي على مصلحة شغلكم بعدين مين ده اللي يقدر يقرب مني ده أنا أخلي وشه شوارع 
آدم مستنكرا 
_ اه انتي هتقوليلي بإمارة امبارح بعدين ايه الألفاظ دي المفروض انتي بنت تكوني رقيقة وكلامك لطيف مش أخلي وشه شوارع !!
_ اه زي ليلى سكرتيرة عدنان بيه
_ مالها ليلى ! 
مهرة بقرف وغيظ 
_ بتمشي تتقصع بالكعب بتاعها في الشركة كلها وتفضل تتطوح زي الفرخة الدايخة يمين وشمال لغاية ما في مرة هتتكفي على بوزها وهيبقى منظرها وحش أووووي
انطلقت منه لا إراديا ضحكة عالية يعيد جملتها من بين ضحكه بتعجب 
_ فرخة دايخة !!! 
مهرة بثغر متسع وبمرح 
_ شوفت ضحكت اعترف بقى هااا اعترف إني دمي خفيف وبضحك يبقى متسكتنيش تاني لما اتكلم عشا 
قاطعها عمدا وهو يبتسم بمشاكسة 
_ اسكتي يامهرة ويلا
مهرة بنفاذ صبر 
_ اووووف سكت أهو حلو كدا !! 
اماء برأسه في إيجاب وأشار لها بأن تلحق به فسارت خلفه باقتضاب لكن سرعان ما عادت تتحدث إليه من جديد هاتفة بعفوية 
_ هو إنت ليه عينك مش باينة خضرا دلوقتي
غضن حاجبيه باستغراب من سؤالها لكنه ابتسم واجابها ببساطة 
_ عشان احنا في الضلمة لازم مش هيبان لونها الطبيعي 
وقفا أمام المصعد الكهربائي وبمجرد ما أن انفتح ودخلا فاقترب بوجهه منها فجأة وهمس مداعبا بابتسامة 
_ كدا رجعت خضرا في النور صح ! 
انتفضت للخلف بزعر وهتفت مڤزوعة 
_ إيه الهزار البايخ ده ياعم 
قهقه بخفة فوجدها تبعده لآخر المصعد هاتفة بغيظ 
_ خليك بعيد كدا عني 
آدم بتعجب وعدم فهم 
_ ليه !! 
_ مش واثقة فيك 
عاد يضحك مرة أخرى لكن دون صوت حتى انفتح باب المصعد وخرجا يسيران معا إلى خارج الشركة بأكملها فيهتف هو محدثا إياها باستنكار 
_ تحبي اوصلك ولا لسا مش واثقة فيا 
مهرة بعفوية ومزاح 
_ هتخطفني ! 
زم شفتيه بجدية مزيفة يبادلها المزاح 
_ على حسب لو صدعتيني في العربية ممكن اعملها 
هتفت بثغر متسع وبطريقة كوميدية وحماسية 
_ يبقى هصدعك 
رمقها مدوهشا وهو يبتسم بحيرة فأسرعت تعدل جملتها بضحكة بلهاء 
_ إنت بتصدق أي حاجة كدا علطول بهزر طبعا أنا هاكل
دماغك بس 
اڼفجر ضاحكا واكمل سيره باتجاه سيارته ليفتح باب مقعده ويجيب عليها قبل أن يستقل به 
_ طيب اركبي يابلائي 
ابتسمت له باتساع في عفوية ولطافة كالأطفال ثم استقلت بالمقعد المجاور له 
كانت كامنة في فراشها وتسحب الغطاء فوق جسدها تولي ظهرها للباب كالعادة وعيناها تحدق في الفراغ أمامها بسكون تام لكن يدها امتدت لعنقها تعبث بعقدها الذي البسها إياه بصباح اليوم وإذا بها تسمع صوت باب الغرفة ينفتح وتلتقط أذنها صوت خطواته داخل الغرفة 
نزع عدنان الجاكت وعلقھ ثم أخرج
مفاتيحه وهاتفه يضعه فوق الطاولة الصغيرة بجانب فراشهم وتقدم خطوة نحو
 

تم نسخ الرابط