رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


أمام ذلك العقل المتجبر والقاسې ! 
انتهى من نزول الدرج وكان بطريقه لباب المنزل لكن أوقفه صوت نشأت الذي اقترب منه من الخلف وهتف 
_ اتكلمت معاها ! 
هز رأسه بالإيجاب في وجه رغم صلابته إلا أنه عاجز فيتابع نشأت بضيق بسيط وجدية 
_ جلنار لو لسا طالبة الطلاق يبقى ده اللي هيتم ياعدنان أنا من البداية كان قراري غلط لما بعت بنتي وجه الوقت إني اصلح الغلط طالما

هي اللي مش عايزاك
لاحت شبه ابتسامة مهمومة فوق ثغره ثم رد بنبرة يغلفها الشجن وقلة الحيلة 
_ اللي عايزاه بنتك هيتم يانشأت اطمن انا خلاص مش هقدر اغصبها عليا اكتر من كدا أنا عايز راحتها ومدام راحتها هتكون في بعدها عني يبقى راحتها أهم
لم ينتظر الرد من نشأت حيث انهي كلماته واندفع مغادرا المنزل بأكمله تاركا الآخر يقف مدهوشا من رده الغير متوقع ! 
ركضت الصغيرة عليه عندما رأته يسير بالحديقة متجها إلى سيارته وصاحت منادية عليه 
_ بابي ! 
تصلب بأرضه وابتسم بدفء وحزن ثم الټفت لها وجلس القرفصاء أمامها ثم لثم شعرها ليسمعها تقول بتذمر 
_ إنت هتمشي وتسيبني ! 
عدنان ببعض الدهشة الجميلة 
_ اسيبك !! مستحيل هو بابي يقدر على بعد هتون برضوا متقلقيش ياحبيبتي بليل هرجعلك وهاخدك عشان نرجع أنا وإنتي بيتنا وتقعدي معايا براحتك
قفزت فرحا وقالت 
_ هييييه ومامي هترجع
معانا صح 
اختفت ابتسامه ثغره وحل محلها العبوس لكن سرعان ما أخفاه وأجاب بسرعة على ابنته وهو يستقيم ويعود ويلثم شعرها 
_ جهزي نفسك بقى ياعيون بابي بليل دلوقتي أنا همشي عشان ورايا شغل تمام
أماءت له بالموافقة في حماس طفولي وتابعته وهو يكمل طريقه إلى السيارة ثم استقل بها وحين نظر لها من الزجاج لوحت له بكف يدها الصغير مودعة إياه فلوح لها أيضا مبتسما ثم رحل 
فتحت الخادمة الباب بعدما سمعت صوت ربة عملها بالداخل تسمح الطارق بالدخول فدخلت ووقفت عند عتبة الباب تقول بجدية 
_ في واحدة على الباب تحت ياست هانم بتقول عايزة حضرتك 
ضيقت أسمهان عيناها باستغراب وردت 
_ واحدة مين دي مقالتش اسمها ! 
_ لا ياهانم مقالتش هي طلبت تشوفك بس 
_ طيب خلاص روحي وأنا جاية وراكي
فور رحيل الخادمة استقامت واقفة وعدلت من مظهرها بعزة وغرور ثم تحركت تجاه باب غرفتها حتى تغادر ومن الغرفة للدرج تنزل درجاته بهدوء تام وثقة وبعدما انتهت ووصلت للباب اتسعت عيناها بدهشة وسرعان ما تحولت لڠضب وهي تقول 
_ إنتي إيه اللي جابك تاني مش قولتلك المرة اللي فاتت مشوفش وشك
تاني 
قالت السيدة بضحكة مستفزة ونظرة شيطانية 
_ اصل أنا مزنوقة في قرشين كدا يا أسمهان هانم وكانت محتاجة تدهوملي 
صاحت بها أسمهان بعصبية وقرف 
ابتسمت أسمهان ساخرة في عدم مبالاة ثم اردفت بكل برود 
_ ماشي يا أسمهان الشافعي أنا هعرفك مين حليمة على حق !!!
بعد مرور ثلاث أيام 
أيام مرت دون أي يرى أي منهم الآخر فقط الصغيرة قضت تلك الأيام مع والدها بالمنزل لرغبتها وتعليقها الشديد به تلك الأيام القليلة جعلته كمن مرت عليه ثلاث سنوات من فرط الهم والحزن لأول مرة يشعر بالعجز أمام عشقه لها يريدها ولا يطيق بعدها عنه لأيام قليل فقط وبنفس ذات اللحظة تمعنه كلماتها القاسېة التي سمعها منها لم يعد يريد أن يجبرها عليه أكثر من ذلك حتى لو كان على حساب قلبه المسكين يبدو أن السعادة والراحة لم تكتب له يقسم أن لولا صغيرته لما تحمل كل المصائب التي تسقط فوق رأسه منذ معرفتة بخېانة فريدة وحتى الآن ! 
نجحت بالأخير في كتابة النهاية التي ترغبها منذ البداية ويمكنه الاعتراف الآن بأن الأنثى هزمت عقابها العاشق ! 
توقف بسيارته أمام منزل نشأت ثم فتح الباب ونزل ليقود خطواته إلى داخل الحديقة فيرى نشأت وبجواره رجل كهل في العمر يرتدي زي خاص بعمله وفوق رأسه طاقية بيضاء ومن الأعلى جزء من اللون الأحمر فيتوقف ويزفر زفيرا مطولا بأسى وألم ها هما قد وصلوا لنهاية الطريق بالفعل وما كان يخشاه تحقق ! 
نهاية الفصل 
_ الفصل الواحد والستون _
_ إنتي طالق !!
لا يدري كيف فعلها أو كيف نطقها ! لم يكن عليه أن يمتثل لرغباتها السخيفة هو أيضا تخلى والكبرياء بالنهاية تمكن من الانتصار ! 
مازال المشهد يتكرر أمام عيناه كالشريط حين توجب عليه أن يلقى لفظ الطلاق عليها بقى
يحدقها بصمت وعينان واهنة كلها رجاء أن يسمع منها كلمة واحدة اقسم بلحظتها أن فقط كلمة منها كانت ستنهي كل هذا وكان سيوقف كل تلك التفاهة لكنها كانت جامدة المشاعر أو ربما تتصنع أمامه لكن أكثر ما كسره رفضها له وعدم رغبتها به وأنها تخلت بكل سهولة بناءا على أوهام وشكوك خاطئة ! فوجد نفسه دون أن يشعر بتلك اللحظة يلفظ بالكلمة التي لم يكن يتخيل أبدا أنه سيأتي يوم وينطقها 
شعر بخروج روحه معها وكأن كل شيء من حوله
 

تم نسخ الرابط