رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


مضايقة مني في حاجة ! 
طالت نظراتها الصامتة إليه ثم انتزعت يدها من قبضته وسارت تجاه الفراش ليلحق بها ويوقفها مجددا مردفا _ 
_ زعلانة عشان جميلة واللي حصل الصبح 
جلنار بإنطفاء _ 
_ أنا عايزة أنام يا عدنان ممكن ! 
عدنان پغضب بسيط _ 
_ لا مش ممكن فهميني في إيه الأول !! 

صاحت به بعصبية واڼهيار _ 
_ مفيش حاجة وأنا لا جميلة ولا فريدة يهموني خلاص كدا !
اعتلت الدهشة معالمه وارتخت عضلات وجهه المتشنجة ليقول _
_ إيه دخل فريدة بالموضوع !!!
تسطحت فوق الفراش وتدثرت بالغطاء توليه ظهرها هاتفة بخفوت _
_ اطفي النور please عايزة أنام
لم يفهم سبب تحولها الغريب وطريقتها المنفرة منه بشكل مفاجيء لكنه تأفف ماسحا على شعره نزولا إلى وجهه بعدم حيلة وغادر الغرفة 
سقطت دمعة حاړقة ومټألمة من عيناها فور مغادرته وتوالت بعدها العبارات حتى مرت دقائق وتوقفت عن البكاء فسمعت صوت
الباب ينفتح أسرعت بإغلاق عيناها تتصنع النوم ولحظات قصيرة أظلمت الغرفة واحست به يدخل بجوارها إلى الفراش ويعانقها من الخلف ثواني أخرى وسمعت همسه المبحوح وصوته المغلف بالحنان والحب يقول _
_ ولا أنا يهموني كل اللي يهمني هو إنتي وبس معنديش استعداد اخسرك أبدا وعايز اعوض كل حاجة ضيعتها في الأربع سنين اللي فاتوا لما شوفتك أول مرة في شركة نشأت وكنتي بټعيطي رغم إني مكنتش اعرفك بس دموعك وشكلك فضلوا محفورين في عقلي لغاية ما شوفتك تاني ياريت الصدفة دي كانت حصلت من زمان أوي وكنت برضوا هحبك واعشقك اكتر واكتر
سمعت أسمهان صوت طرق الباب فضيقت عيناها باستغراب وحيرة فآدم يدخل بالمفتاح الخاص به ولا يحتاج لطرق الباب 
استقامت واقفة وقادت خطواتها الهادئة نحوه ثم
امسكت بالمقبض وادارته لتجذب الباب إليها فتصيبها الصدمة وهي تتطلع
بالطارق في عدم استيعاب لبرهة من الوقت وأخيرا خرجت همسة هازئة من بين شفتيها _ 
_ فريدة !!!
نهاية الفصل 
_ الفصل السادس والأربعون _
صمت وذهول تمكن من أسمهان لبرهة من الوقت قبل أن تحتد نظراتها وتصيح بها منفعلة 
_ إنتي بتعملي إيه هنا لسا ليكي عين تورينا وشك 
فريدة بثبات ونظرات قوية 
_ جاية اتكلم معاكي يا أسمهان هانم 
ضحكت ساخرة وصاحت بعصبية قبل أن تقبض على ذراعها پعنف 
_ تتكلمي معايا في إيه إنتي فكرك إني هسمحلك تتكلمي كلمة واحدة معايا ولا رجلك الژبالة دي تخطي البيت جوا امشي من مكان ما جيتي بدل ما اخلي سيد يرميكي برا 
انتزعت فريدة يدها من قبضتها ببأس وقالت بنظرات شيطانية تحمل الټهديد 
_ إنتي بذات متقدريش تمنعيني إني ادخل يا أسمهان وإلا إنتي عارفة ممكن يحصل إيه وولادك هيعرفوا إيه عن أمهم الشريفة والوفية والمخلصة 
التهبت أعين أسمهان وتحول لونهم الأحمر من فرط الڠضب فعادت ولكن هذه المرة غرزت أظافرها في ذراعها وهتفت بصوت منخفض أشبه بفحيح الأفعى وبغل 
_ إنتي بټهدديني ياحيوانة عارفة لو لسانك نطق بكلمة واحدة لعدنان ولا آدم ھقتلك واخلص منك نهائي 
ابتسمت فريدة بخبث وبرود غير مكترثة للألم الذي يجتاح ذراعها من أظافرها وقالت في جدية 
_ تعمليها بس أنا مش جاية هنا عشان اعمل مشكلة ونتخانق أنا وإنتي 
أسمهان 
_ إنتي واحدة وژبالة بعد كل اللي عمله ابني عشانك وفي الآخر بتخونيه ومع مين مع ال اللي زيك
فريدة بحزم وتصنع عدم المبالاة بكلامها لتقول 
_ أنا جاية تاني عشان مصلحتنا احنا الاتنين يا أسمهان
ضحكت الأخرى بازدراء بينما فريدة فتابعت بعينان تطلق شرارات الحقد والنقم 
_ جلنار 
انتبهت حواس أسمهان كلها فور نطقها لاسم جلنار وثبتت انتباهها عليها وهي تتابع استرسالها في الحديث بندم ونظرات حزن 
_ أنا غلطت وندمت وعرفت قيمة عدنان وعايزة نرجع تاني أنا متأكدة إنه لسا بيحبني بس طول ما جلنار موجودة فرصتنا مستحيلة 
اڼفجرت أسمهان ضاحكة بصوت مرتفع وقالت مستهزئة من سخافتها 
_ عدنان هيرجعلك !!! لو السما أطبقت فوق الأرض ده مش هيحصل سواء بوجود جلنار أو عدمها شكلك إنتي اللي غبية ومتعرفيش ابني كويس ولا تعرفيني كمان
فريدة بنظرة منذرة وغاضبة 
_ هيرجعلي مش هسمح لجلنار إنها تاخده وإنتي كمان ليكي مصلحة في إنك تتخلصي منها عشان كدا هتساعديني
رمقتها أسمهان باستغراب من تبدل تعابير وجهها بشكل مفاجيء بدت لها غير طبيعية أبدا لكن ارتفعت البسمة المتهكمة فوق ثغرها بعد جملتها الأخيرة وقالت 
_ اساعدك إنتي مستحيل يحصل 
فريدة منفعلة 
_ هيحصل يا أسمهان إنتي مش وضع يخليكي تتحديني نهائي دلوقتي صباعك تحت ضرسي يعني حياتك بإيدي أنا
لم تخشي ټهديدها ولكنها نظراتها ازدادت دهشة من حالتها لتقول بجدية 
_ إنتي مريضة نفسيا 
مع إشراقة شمس يوم جديد كانت نادين بطريقها للطابق السفلي من المنزل لكن أثناء مرورها من أمام غرفته سمعت صوت قهقهته بالداخل وهو يتحدث بالهاتف فتوقفت قدماها لا إراديا أمام الباب والتقطت اذناها صوته لتفهم أنه يتحدث مع امرأة اشتعلت غيرتها والتهبت نظراتها فمن هذه التي يتحدث ويضحك معها بهذا الشكل 
لم تتمكن من حجب نفسها حيث اندفعت وفتحت باب غرفته
 

تم نسخ الرابط