رواية للكاتبة ندى محمود
المحتويات
بينما قدماها فظلت في التراجع عندما رأته يتقدم منها بتريث هامسا ببسمة مخيفة
ارتجفت أوصالها وردت بصوت مرتجف ونظراتزائغة
_ هتعملي إيه !
ظهر شبح ابتسامته الشيطانية وهو يجيبها
_ خمني !
_ لا ابوس إيدك ياعدنان متسجنيش سامحني أنا آسفة والله أنا معترفة بغلطي بس ارجوك متعاقبنيش العقاپ ده معقول ههون عليك تسيبني في السچن بعد كل حب
_ ابوس ايدك يا عدنان سامحني اعمل فيا اللي انت عاوزه عاقبني بأي شكل تاني بس وحياة هنا عندك متسجننيش
صفعها فوق وجهها بقسۏة صائحا بعصبية وهادرة
_ بنتي سيرتها متجيش على لسانك ال ده أسمهان الشافعي كان عندها حق لما قالت الژبالة بتفضل طول عمرها ژبالة بس أنا اللي حبيت أعمل منك بني آدمة
ثم حاولت دفع يده العسكري عنها صاړخة به
_ ابعد ايدك عني متلمسنيش أنا معملتش حاجة
احكم العسكري قبضته حولها وجرها معه عنوة وسط صړاخها ومقاومتها الشديدة وهي لا تتوقف عن الصړاخ والاستنجاد بجلادها الذي لن يرحمها مهما فعلت عدنان !
كانت الصغيرة مستقلة بالمقعد المجاور لمقعد أمها بالسيارة وتتابع الطريق من الزجاج باستمتاع لا تفهم لما جاءت أمها اليوم بالأخص لتأخذها من دوامها وقبل موعد خروجها المعتاد لكنها لم تهتم وكأي طفلة سعدت بعودتها لمنزلها بسرعة وبعد وقت قصير التفتت تجاه أمها وسألتها بعفوية مبتسمة
تمتمت جلنار بعينان دامعة دون أن تتطلع بابنتها
_ احنا رايحين عند جدو ياحبيبتي مش رايحين البيت
ضيقت الصغيرة عيناها وردت بحيرة
_ هو جدو تعبان
هزت رأسها بالنفي وهدرت
_ لا جدو كويس بس احنا هنقعد عنده
سألت بفضول طفولي طبيعي
_ وبابي هيقعد معانا
بعد دقائق طويلة نسبيا توقفت السيارة أمام منزل نشأت الرازي فتحت جلنار الباب ونزلت ثم تبعتها صغيرتها اسرع خلفها حارس البوابة يرحب بها بسعادة
جلنار بابتسامة منطفئة
_ عامل إيه ياخالد
_ بخير الحمدلله
يا ست الكل
جلنار بلهجة لطيفة
_ معلش ياخالد افتح شنطة العربية وهات الشنط اللي فيها ورايا
على فوق
سكن للحظة حين ذكرت حقائب ملابسها لكن سرعان ما اماء لها بالموافقة وبوجه بشوش اسرع ينفذ طلبها بينما هي فسارت إلى داخل المنزل مع صغيرتها التي كانت تتحرك عابسة الوجه
طرقت جلنار عدة طرقات خفيفة على باب المنزل ففتحت لها الخادمة بعد ثواني وفور رؤيتها لها رحبت بها بترحيب حار فابتسمت لها بعذوبة ودخلت موجهة حديثها لابنتها
_ اسبقيني ياهنون يلا على الأوضة فوق ياحبيبتي وغيري هدومك لغاية ما اطلعلك
امتثلت لأوامر أمها دون اعتراض وصعدت الدرج للطابق العلوى متجهة إلى غرفتها الخاصة بمنزل جدها كما اعتادت بينما جلنار فتطلعت بالخادمة وسألتها
_ بابا موجود يابدرية
بدرية بنظرات حائرة من الحقائب التي رأت خالد يحملها ويسير بها للطابق العلوي
_ لا خرج الصبح يا جلنار هانم هو حضرتك هتقعدي معانا إنتي والست هنا الصغيرة
تنهدت الصعداء وتحركت نحو الدرج مجيبة عليها
_ آه يابدرية
رغم تعجبها إلا أن اساريرها تهللت وردت
بفرحة
_ ده نشأت بيه هيفرح أوي
_ لما بابا يجي قوليلوا إني مستنياه في أوضتي فوق
_ حاضر من عنيا ياست الكل
أكملت جلنار صعودها الدرج ومنه إلى غرفتها القديمة بمنزلها التي نشأت وترعرعت به ظنت أنها لن تعود له مجددا حين غادرته بعد زواجها لكنها عادت وهذه المرة دون رحيل !
أنا حكيتلك كل حاجة ومهرة متعرفش إني هقولك الكلام ده حكيتلك عشان حسيتك راجل بجد وبتحبها فعلا وخصوصا بعد اللي عملته عشانها لما اتخطفت مهرة اغلى حاجة عندي وأنا وثقت فيك وقولتلك أسرارها اتمنى تكون قد الثقة دي ومتخذلنيش ولا تخذلها يابني
تستمر كلمات العمة فوزية في التردد بأذنه دون توقف منذ أن غادر المنزل عندها حقائق
لم يكن يدري عنها شيء كلها ظهرت أمامه الآن أدرك حماقته حين ظن بها السوء ولم يسمح لها بالدفاع عن نفسها حتى كانت تعاني من كل هذا بمفردها دون أن تخبره ماذا ظنت تلك الساذجة أنه سيتركها ويتخلى عنها بعدما تخبره بتلك الحقائق هل ظنته أحمق ليسمح بماضي انتهى ولن يكون له وجود بحاضرهم أبدا أن يدمر مستقبلهم وعلاقتهم هو ليس بغبي حتى يضحى بحبه لها من أجل ماضي مبني على قلة الخبرة والخطأ السخيف حتى لو صابته الحقائق
متابعة القراءة