رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


وينل من رحيقها بعد عڈاب لشهور من الشوق بكل مرة ينجح بصعوبة في تمالك نفسه النابضة بالاشتياق لكن الآن رفع الراية وأعلن استسلامه فقد قټله الانتظار بلا هدف ووجب عليه أن يضع له نهاية ! 
ابتعد عنها بعد لحظات هامسا بلهاث يجيب على
آخر كلماتها 
_ وأنا كمان 
تلون وجهها بالأحمر القاتم من فرط الغيظ والڠضب لما فعله وما قاله بعد ! فرفعت كفها وكانت على وشك صفعه لكن توقفت يدها في الهواء وضمت قبضتها بقوة وهي تجز على أسنانها ثم انزلتها وهتفت وهي تندفع للغرفة 

_ حقېر 
انصرفت وهي عبارة عن جمرة متوهجة وحمراء من الغيظ بينما هو فكان يبتسم بنفس هادئة بعد أن كانت ثائرة يستطيع القول أنه روى القليل من شوقه لها 
تخرج همهمات مستاءة منها منذ أن خرجا من المنزل وصعدا بالسيارة وهو يلتفت لها بين آن وآن متنهدا بعدم حيلة لكن بالأخير طفح كيله وهتف بنفاذ صبر 
_ ماما كفاية
أسمهان بعصبية 
_ هو إيه ده اللي كفاية 
آدم بهدوء متصنع 
_ كفاية اللي بتعمليه مع جلنار 
_ آه واسيبها تلهف كل فلوس ابني هي وأبوها وتخدعه 
مسح على وجهه متأففا بخنق واجابها بنبرة صوت مرتفعة قليلا وعيناه عالقة على الطريق
أمامه وهو يقود 
_ ماما جلنار مش كدا أبدا وإنتي عارفة ده متعلقيش كرهك ليها على شماعة الفلوس سيبي عدنان يعيش مرتاح مع مراته وبنته 
ضحكت أسمهان وردت بازدراء 
_ آه مراته اللي هربت والله اعلم كانت بتعمل إيه هناك من وراه
_ وهي هربت ليه مش لما ابنك كان عايز ياخد بنتها منها ويطلقها
تأففت أسمهان بخنق وردت عليه في قرف 
_ سوق يا آدم وإنت ساكت ومتجبليس سيرتها تاني أنا مش ناقصة حړقة ډم
هز رأسه مغلوبا على أمره في نفاذ صبر فهمها حاول لن
يجدي بنفع مع امرأة قاسېة كأسمهان الشافعي 
في مساء ذلك اليوم 
أريكة هزازة متوسطة في منتصف حديقة المنزل والأضواء البيضاء الخاڤتة تضيء المكان بهدوء لتنشأ أجواء ساكنة ومريحة للأعصاب 
كان يجلس فوق الأريكة وعلى فخذيه تجلس صغيرته ونائمة برأسها على صدره عيناه عالقة على السماء بشرود وهي تمسك بدمية باربي الصغيرة تعبث بأناملها الرقيقة في شعرها برقة وساكنة تماما بين ذراعين والدها انزل عدنان نظره إليها وابتسم ثم همس بحنو 
_ يلا ياهنون ندخل جوا كدا هتبردي يابابا 
هزت الصغيرة رأسها بالنفي ولفت ذراعيها حول خصر والدها متشبثة به بقوة كتعبير عن رفضها التام في الابتعاد عنه فعلت شفتيه ابتسامة أبوية دافئة ثم نزع عنه سترته الثقيلة ولفها حول جسد ابنته الصغير رفعت هي رأسها له وتمتمت 
_ بابي إنت بتحبني وبتحب عمو آدم وتمان كمان نينا صح 
استعجب سؤالها للحظة لكنه هز رأسه لها بالإيجاب في ابتسامة خاڤتة فظهر العبوس على محياها وسألت للمرة الثانية 
_ طيب ومامي 
تجمدت ملامحه لوهلة وتمتم بعدم فهم 
_ مالها مامي ! 
هنا بتأمل وبعض العبوس الذي مازال يعلو معالمها 
_ بتحبها زينا ! 
عم الصمت لثواني معدودة حتى رأت هنا الابتسامة تزين ثغر والدها من جديد وهو يرد عليها بإيجاب 
_ بحبها ياحبيبتي أكيد 
سعدت للحظة بتأكيد أبيها ثم عادت وهتفت بعبوس مجددا 
_ طيب ليه زعلتها 
أشار لنفسه بدهشة متمتما 
_ أنا زعلتها !!! 
اماءت هنا برأسها فضيق عدنان عيناه وسألها بفضول 
_ وإنتي عرفتي إزاي 
هنا بخفوت تسرد له ما حدث 
_ مامي كانت قاعدة على السرير وزعلانة أنا سألتها مش رضيت تقولي بعدين أنا قولتلها زعلانة من بابي عملت كدا براسها
ثم هزت رأسها بإماءة قوية حتى تمثل ردة فعل والدتها عندما سألتها هل سبب حزنها أبيها أم لا فانطلقت ضحكة بسيطة منه وهو يعيد هز رأسه بنفس طريقة صغيرته ويتمتم مستعجبا 
_ عملتلك كدا امممم طيب وهي صاحية ولا نامت 
رفعت كتفيها بجهل وردت 
_ مش عارفة 
حملها فوق ذراعه واستقام بها واقفا هامسا وهو يسير نحو المنزل 
_ طيب تعالي نشوفها 
دخلا المنزل وصعد عدنان الدرج حاملا ابنته فوق ذراعه وقاد خطواته تجاه غرفته وقف أمام الباب وأمسك بالمقبض ثم فتحه ودخل وقعت عيناهم عليها في الفراش وهي متدثرة بالغطاء ونائمة بثبات عميق فهمست هنا في أذن أبيها باسمة 
_ نامت ! 
تمعن النظر في جلنار للحظات قبل أن يلتفت بنظره لصغيرته ويهتف بحنو 
_طيب مش يلا احنا كمان ننام ولا إيه 
ابتسمت بطفولية ونظرات بريئة ثم همست بتردد ولطافة 
_ مش عايزة انام في اوضتي 
_ امال عايزة تنامي فين ! 
اتسعت ابتسامتها ونزلت من فوق ذراعيه ثم هرولت راكضة نحو الفراش وتسطحت بجوار أمها متطلعة لأبيها بأعين متسعطفة فأجابها هو ضاحكا وهو يقترب من الفراش 
_ وده من إمتى بقى إن شاء الله ! 
كتمت على فمها بكفيها حتى لا تخرج اصوات ضحكها وتابعت أبيها وهو يلتفت حول الفراش ويتسطح بجوارها من الجانب الآخر وهي بالمنتصف بين والديها رفع الغطاء وسحبه على جسده وتلقائيا تدثرت هي أيضا ثم التفتت للجهة الأخرى ودثرت أمها جيدا وعادت مرة أخرى لأبيها تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه 
مد عدنان يده للضوء واطفأه
 

تم نسخ الرابط