رواية للكاتبة ندى محمود
المحتويات
حازم من أبيها وهو يقول
_ مينفعش ياجلنار لازم يعرف مهما كان في إيه مشاكل بينكم واتطلقتوا ده ابنه ولازم تقوليله
هزت رأسها بالموافقة وتمتمت في خفوت
_ هقوله يابابا أكيد مقدرش اخبي عنه أساسا ا بس هصبر شوية وهقوله في الوقت المناسب
تنهد نشأت الصعداء بعدم حيلة حين توقع أفكار ابنته التي تدور في ذهنها فقال بنظرة دقيقة
متقلقيش مش هيعمل كدا ومتنسيش كمان إنك دلوقتي عدتك مبقتش تلات شهور لا عدتك بقت لغاية ما تولدي
جلنار بتفهم
_ عارفة يابابا عارفة ومتقلقش هقوله دي حاجة مينفعش تتخبى أساسا
ابتسم لها بحنو ثم اقترب وطبع قبلة دافئة فوق جبهتها متمتما بحنان أبوي
أماءت له بالموافقة وعانقته بحب هامسة
_ متشكرة يابابا ربنا يخليك ليا
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي أنا هسيبك بقى عشان ترتاحي
أماءت برأسها في إيجاب وهي تبتسم في سعادة ورقة تابعته بنظراتها حتى غادر لتعود وترفع كفها لبطنها تتحسسها بفرحة تغمرها بالكامل !
_ ياخالة تعي شوفي شو رأيك بهاد اللون
أنهت عبارتها وبتلقائية رفعت رأسها لتنظر للخالة لكنها دهشت بحاتم الذي يقف متسمرا وملامحه شبه مذعورة
من منظر وجهه المريب ففغرت شفتيها واتسعت عيناها پصدمة وبلحظة وثبت واقفة ولفت توليه ظهرها حتى لا يراها بهذا المنظر وصړخت به
شو عم تسوي هون اطلع لبرا هلأ فورا الخالة فاطمة مو نبهت عليك إنك ممنوع تشوفني اليوم
حاتم بصوت منخفض دون أن يصل لأذنها
_ ما أنا لو كنت اعرف إن الموضوع في جو الړعب ده مكنتش دخلت والله
تنحنح بسرعة واقترب منها ليقف خلفها ويهمس شبه ضاحكا بسخرية
_ نادين ياحبيبتي إيه اللي عملاه في وشك ده
_ هادي أشياء ما بتفهمها شو دخلك إنت !!
أجاب بضحكة مكتومة حتى لا يثير چنونها أكثر
_ لا دخلني ونص
كمان حبيبتي إنتي قمر وحدك مش محتاجة إيه لزمة الكلام ده !
من فرط غيظها كانت ستتلفت له وټنفجر به لكنها تراجعت وردت باقتضاب وڠضب
_ هايدي طقوس بتسويها أي عروس شو بيفهمك إنت بهاي الأشياء !
حاتم بيأس وحنق حقيقي
_ حرام عليكي يانادين ده انتي نشفتي ريقي لغاية ما سامحتيني ولما ادخل عشان اشوفك الإقيكي كدا والله نفسي ابوسك بس خاېف
نورت وجنتيها بخجل شديد ولا إراديا استدارت بجسدها له وراحت تضربه فوق صدره بغيظ واستحياء متمتمة
_ لك بيكفي وقاحة ياقليل الأدب يلا اطلع لبرا
ضحك وأمسك بيديها ليرفع أحد كفيها لشفتيه يلثم ظاهره ثم يهمس مشاكسا إياها
_ يعني ملقتيش غير الماسك ده طيب حطي واحد لونه عادي مش حاطة أسود ده أنا من الخضة قطعت الخلف
كتمت ضحكتها بصعوبة وتصنعت السخرية منه وهي تدفعه للخارج بلطف هاتفة باللهجة المصرية
_ ياعيني اسم الله عليك من الخضة ياكوكي
رمقها بنظرة مستنكرا ردها ورافعا حاجبه ثم رد مغتاظا
_بتتريقي !! ده بدل ما تقوليلي بعد الشړ عليك ياحبيبي !!
استمرت في دفعه وهي تضحك بصمت وتقول بنفاذ صبر مزيف
_ لبرا ياحاتم مو وقتك هلأ أنا ماني فاضيتلك !!
دفعته أخيرا خارج الغرفة وأغلقت الباب فسمعته يهتف من الخارج بوعيد حقيقي وغيظ
_ مش فاضيالي ! ماشي هو كلها يوم يانادين وبعدين تفضيلي ڠضب عنك وابقى افتكري عشان وقتها هتشوفي الوقاحة على حق
ضحكت بصوت مرتفع هذه المرة وردت عليه من بين ضحكها
_ لك انقلع يامجنون قبل ما حدا يشوفك
أنهت عبارتها وبقت واقفة خلف الباب تنتظر منه رد لكنها سمعت صوت خطواته وهي تبتعد عن غرفتها فرفعت كفها بفمها تكتم صوت ضحكها من تصرفاته الچنونية والطفولية !
داخل منزل عدنان الشافعي في مساء ذلك اليوم
فتح الباب ودخل وقف للحظة يتنهد بخنق ككل ليلة يعود فيها للمنزل منذ رحيلها هي وابنته بات لا يطيق البقاء فيه لثانية واحدة لكن ذكرياتهم معا هي من تجبره كل ليلة أن يعود إلي المكان الذي قد يجدها فيه حتى لو بمجرد الشعور فقط
يوجد سكون وصمت خانق وكأنه منزل مهجور منذ سنوات لم يعد يسمع به صوت ضحكات هناه التي تعيد الحياة لروحه المنطفئة أو صوت خطوات رمانته وهي تتحرك بخفة في أرجاء المنزل كل شيء ينقصهم وذلك المنزل أصبح كالغابة الموحشة بدونهم عيناه فقدت لمعتها وبات كل شيء
متابعة القراءة