رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


بالدهشة وبعض الڠضب لكن لو كانت أخبرته بنفسها كانت تأكدت حينها بنفسها أنه يعشقها فعلا ! 
وصلت مهرة إلى المقهى الذى وصفه لها فقد ارسل لها رسالة أنه يريد مقابلتها بذلك المكان حتى يتحدثوا قليلا ولم ترفض بل وجدتها فرصة حتى تتشجع وتشرد له كل شيء بنفسها ! 
وقفت عند مقدمة الطاولات تبحث بعينها عنه حتى رأته يجلس حول طاولة مكونة من مقعدين واحد يجلس هو فوقه والآخر فارغ أخذت نفسا عميقا وقررت أنها فور جلوسها ستبدأ فورا بالتحدث وأخباره بكل شيء حتى لا تتوتر وتخاف فتتراجع في الأخير 

قادت خطواتها المضطربة إليه حتى وصلت أمام الطاولة فتسمرت مكانها دون أن تجلس تتبادل معه النظرات بصمت اربكتها نظراته الجامدة لكنها حاولت عدم التركيز وسحبت المعقد لتجلس فوقه وتمصمص شفتيها بارتباك وضيق متمتمة 
_ آدم إنت فهمت غلط أنا متجوزتش والله ولا يمكن أعمل كدا وأنا وعدتك في المستشفى إني هحكيلك كل حاجة وأعتقد ده انسب وقت
معالم وجهه كانت جامدة وصارمة لا يجيب ولا يتحرك رغم أنه عرف كل شيء من جدتها إلا أنه لم يمنعها عن سرد الماضي بنفسها أراد أن يسمع كل شيء مرة أخرى لكن منها هي ! 
كتمت أنفاسها لثواني ثم زفرت بتمهل واجفلت نظرها أيضا تهمس بحزن وخنق 
_ عامر ده اتعرفت عليه وأنا في الكلية كنت بشتغل عند والده في المحل وكنت صغيرة ومعنديش خبرة ولا ناضجة كفاية وده اللي خلاني انجذب ليه بسهولة وهو استغل ده ولما لقيته هو كمان بيحاول يقرب مني افتكرته هو كمان معجب بيا ففرحت وموقفتهوش عند حده بل بالعكس الموضوع تتطور وبقينا نتقابل ونخرج من غير ما حد
يعرف حتى تيتا مكنتش تعرف ضحك عليا وخلاني أصدق إنه فعلا بيحبني وهيحي يتقدملي ونتخطب وأنا كنت فرحانة ومبسوطة جدا لغاية ما في مرة لقيته متصل بيا بليل وبيقولي إنه عايز يقابلني أنا رفضت في البداية بس بعدين وافقت والمكان كان في بيت قديم فضل يقنعني إن المكان ده آمان وهو نص ساعة بس وبعدين هنروح عشان مكنش معاه فلوس نخرج ونقعد في مكان برا وللأسف أنا وافقت برضوا ولما روحت هناك بعدها بخمس دقايق فورا لقيته بيقفل الباب علينا بالمفتاح و 
لم يتمكن من سماع بقية كلماتها بالأخص وهو يرى حالتها المزرية ودموعها التى تملأ وجهها وحتى يديها التي ترتعش فأوقفها بحزم هاتفا 
_ خلاص يامهرة متكمليش كفاية ! 
سيطرت عليها حالة بكاء عڼيفة وتابعت تهمس پألم 
_ فضل حابسني في اوضة ضلمة اسبوع كامل يا آدم وكل يوم كان بيحاول يقربلي وأنا كنت بهرب منه وببعده بأعجوبة
لحد ما جه يوم وقدرت أسرق منه المفتاح وهربت و 
قاطعها للمرة الثانية ولكن بحدة أشد وهو يحتضن كفها المرتجف ويتطلع في عيناها بعمق 
_ أنا عرفت كل حاجة يامهرة متكمليش خلاص
استنرت في بكائها للحظات حتى أدركت حملتها فتوقفت عيناها عن ذرف الدموع وغضضنت حاجبيها لتتطلعه بحيرة وتسأله بصوت مبحوح 
_ عرفت إزاي 
لانت نبرته ونظرته ليقول برفق 
_ مش مهم دلوقتي عرفت إزاي رغم إني كنت حابب اسمع واعرف منك إنتي معقول كنتي متوقعة إني هغير نظرتي فيكي أو هبعد عنك بعد ما تحكيلي الكلام ده !!!!
تطرقت رأسها أرضا بأسى لتشعر بقبضته تضغط فوق كفها أكثر ويقول بلهجة رجولية نابعة من صميمه 
_ مفيش حاجة تقدر تخليني ابعد عنك أنا بحبك بجد يامهرة ومش هسمحلك تسيبني أو تفارقيني
رفعت رأسها ورمقتها باسمة بعينان لامعة وسط دموعها وكأنه طوق النجاة التي عثرت عليه أخيرا في أعماق الظلام بينما هو فابتسم لها بحب ورفع كفها لقمه يلثم ظاهره برقة متمتما 
_ ده ماضي وانتهى بنسبالك وبنسبالي كمان والمفروض دلوقتي نبدأ صفحة جديدة مع بعض بس بشرط توعديني متخبيش عني أي حاجة تاني تمام 
اتسع ثغرها بنظرات عاشقة ووجهها ممتلئ بالدموع إلا أنها أماءت له بالموافقة عدة مرات متتالية في سعادة ليضحك هو بخفة ثم يمد يده في جيبه سترته ويخرج ورقة مطوية 
ترك يدها وبيكيه الأثنين راح يفتح تلك الورقة ثم
أدارها نحوها لتحدق بها مذهولة ثم يهتف هو باسما ببساطة 
_ مش هي دي الورقة اللي خلاكي تمضي عليها ڠصب وكانت قلقاكي ومخوفاكي !
انهى عبارته وراح يمزقها
أمام عيناها إلى قطع صغيرة ويتمتم بخشونة 
_ ملهاش أي تلاتين لزمة وكأنها مش موجودة أساسا 
مهرة پصدمة 
_جبتها ازاي يا آدم ! 
غمز لها بمداعبة وقال مازحا 
_ إيه إنتي مستهونة بآدم الشافعي ولا إيه !
زفرت رأسها بعدم حيلة مبتسمة أما هو فقد القى بجزئيات الورقة الصغيرة في سلة القمامة بجوارهم مبتسما ليجدها تمسك بيده فجأة ټحتضنها بقوة وتطلعه بامتنان وغرام وفرحة فيبادلها نفس نظرة الغرام الرائعة 
في تمام الساعة العاشرة مساء 
كانت تكمن بغرفتها منذ الصباح لم تخرج حتى أن صغيرتها قضت معها تقريبا اليوم كله دون الابتعاد عنها والأخير نامت فوق فراش أمها 
كان
 

تم نسخ الرابط