رواية للكاتبة ندى محمود

موقع أيام نيوز


واستقل بنقعده المخصص للقيادة بجوار جلنار التي لم تنزل بنظرها عنه للحظة واحدة تستمر في التحديق به بغيظ وڠضب بينما هو فكانت كلمات ذلك الوغد ونظراته لها ملتصقة بعقله ولا تتركه وكلما تهدأ ثورته قليلا تعود وتشتعل من جديد فور تذكره لكلماته القڈرة وهو يصف مدى إعجابه بجسدها وثيابها الحمراء ! 
دقائق طويلة مرت من الصمت القاټل بينهم جميعا بين هنا الصغيرة التي تتابع الطريق بحزن صامتة وجلنار التي لا تطبق الانتظار حتى تصل للمنزل لكي تفرغ طاقة سخطها المكتظة به وهو مازالت الكلمات تأكل صدره أكل وتلهب غيرته أكثر 

توقف سيارته أخيرا أمام منزل نشأت الرازي ونزلت أولا جلنار التي تبعتها الصغيرة هنا وركضت للداخل
بينما هو فلحق بهم قادت جلنار خطواتها لغرفتها بالطابق العلوي وهنا أسرعت لمكتب جدها حيث يوجد كما أخبرتها الخادمة بدرية ! 
بغرفة جلنار بالأعلى فتحت الباب ودخلت ثم دخل هو خلفها وأغلقه ليحصل هو هذه المرة بالبداية على نصيب من جموحها المنفجر به 
_ إنت في إيه مالك وإيه اللي حصل شاددني من
إيدي ومرجعني البيت ڠصب وبتزعق فيا وأنا مش فاهمة إيه السبب أصلا 
لم يبالي بصياحها وكلماتها فقط كانت نظراته ثابتة على جسدها وذلك الفستان الذي ترتديه ويظهر منحياتها المٹيرة ليجعلها امرأة صاړخة الجمال أين كان عقله ونظره حين سمح لها بالخروج من المنزل به أساسا ! هل كان اعمى البصيرة أم معتوها !! 
ذلك اللون يجعلها مٹيرة حد الفتنة الزهرة الحمراء تصبح متوهجة بلونها الخاص لكنه اقسم أن ذلك التوهج لن يراه سواه هو فقط من الآن وصاعدا ستطبق قوانين صارمة وستسير عليها رغما عن أنفها 
اقترب منها بخطوات متريثة ونظراته تتفحصها بشكل مريب جعلتها للحظة تخشاه وحين وقف أمامها مباشرة همس بصوت مخيف وهو ينقل نظره بين وجهه وبين الفستان 
_ الفستان ده ميتلبسش برا البيت تاني نهائي ولبس الخروج من هنا ورايح هيكون كله واسع 
غضنت حاجبيها باستغراب من أسلوبه الجديد والمختلف وتلك القوانين الغريبة التي يمليها عليها التزمت الصمت ولم تجيبه حتى سمعته يكمل بلهجة كل ملكية وخصوصية 
_ اللون الأحمر اتخلق عشانك والزهرة الحمراء ملك لعقابها وعشان كدا ممنوع تطلعي بلبس أحمر تاني ياجلنار 
ضيقت عيناها بتعجب وردت مستنكرة عبارته 
_ ممنوع !!!
ابتسمت بعدم فهم ثم عقدت ذراعيها أمام صدره وهتفت بهدوء تام 
_ طيب ممكن بقى افهم إيه اللي حصل ! 
انتصب في وقفته أكثر وتمتم بصوت غليظ ونظرة حادة 
_ مش لازم تفهمي نفذي اللي بقول عليه بسكات ومن غير نقاش وكلام 
تنفست الصعداء بعدم حيلة وخنق منه ثم اتجهت للخزانة تخرج ثوب قطني منزلي من اللون الأبيض وتتجه نحو الحمام لكي تبدل ملابسها بينما هو فكانت عيناه تتحرك معها بتدقيق شديد وغيظ من ذلك الفستان الذي ترتديه وفور اختفائها عن
أنظاره داخل الحمام رفع يديه يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يصدر زفيرا حارقا مع قدمه وزفيره هو الوحيد المسموع بأرجاء الغرفة لكنه فجأة امتزج مع صوت جلنار الغاصب والعالي من داخل الحمام وهي تصيح بنفاذ صبر 
_ أووووووف إيه القرف ده هو أنا نقصاكي كمان ! 
غضن حاجبيه بريبة واستقام واقفا يتقدم نحو الحمام ليقف ويطرق على الباب بلطف هاتفا في اهتمام 
_ جلنار إنتي كويسة 
صاحت بخنق من الداخل 
_ كويسة ياعدنان إنت ليه قاعد لغاية دلوقتي امشي !!! 
لم يعقب على كلماتها الفظة ورغبتها أن يرحل وتفهم وضعها أنها ربما تكون غاضبة بسبب ما فعله أو لسبب ما مجهول يحدث معها بالداخل ظل ساكنا تماما يقف أمام الباب ويستمع لتأففها بالداخل وهمهماتها الغير مفهومة فانتابه الفضول بشدة ودون أن يشعر بيده وجدها امتدت لمقبض الباب وإدارته ببطء ثم فتح الباب برفق شديد حتى لا تنتبه له والقى نظرة فاحصة عليها فوجدها تلوى ذراعيها خلف ظهرها تحاول الوصول لسحاب الفستان لكن يديها لا تصل إليه بقى مكانه يتابعها وهي تحارب مع ذلك السحاب وابتسامته الساحرة بدأت تشق طريقها لثغره وسط محاولاتها الفاشلة كانت تهتف بقرف وهي تقلده 
_ ممنوع تطلعي بالفستان ده واللون الأحمر !! وجاي على نفسك كدا ليه تحب اطلعلك بشوال كمان احلى عشان البيه يرتاح انتي تنفذي اللي بقول عليه وخلاص
من غير نقاش لا اخرسني خالص احسن كمان كأنه هيرجاله حاجة لو قالي إيه اللي حصل نرجسي هتشل ياربي هتشل ربنا يصبرني 
ثم راحت تصيح على الفستان والصحابة كأنه إنسان تحدثه 
_ ما تتفتح إنت كمان فستان مقرف كانت ليلة طين يوم ما لبستك ! 
فتح الباب جيدا ودخل ثم تقدم منها بتريث ليقف خلفها مباشرة ويرفع أنامله يده لسحاب
الفستان يمسكه وفور لمسته لها انتفضت واقفة بفزع والتفتت سريعا خلفها تطالعه بدهشة هاتفة 
_ ازاي تدخل من غير أذن ده باب حمام مش باب أوضة يا أستاذ 
صر على أسنانه بغيظ منها وهتف محاولا تمالك أعصابه 
_ بلاش طولة لسان ولماضة باب الأوضة والحمام الاتنين بنسبالي
 

تم نسخ الرابط