أفاقة الطوفان
المحتويات
تعد تحملانه و اختفت الرؤية أمام عينيه و هو يري ادهم امامه ببهائه و رجولته التي تذكره بشخص كان عليه يوما ما قبل ان يتقدم بعمره
تحول توتر أدهم لإبتسامة مشرقة حينما وقعت عيناه على والده
ترك حقيبته من يده وركض إليه ليرتمى بحضنه كطفل صغير مشتاق لدفىء حضڼ والده
إمتلات عيني جاسر بالعبرات أكثر بعدما تكحلت برؤية ولده البكرى و فتح له ذراعيه ليرتمى أدهم بحضنه أغمضا عيناهما ليهنئ قلبيهما بالراحة أخيرا
_ آاااااه وحشتنی یا ولدى وحشتني قوى دلوقتي بس إرتحتو روحي ردت لجسمي
تطلع مازن و ياسين ببعضهما بإبتسامة متأثرة من هذا اللقاء بينما تعمق أدهم بعيني والده وقال بشوق
_ وحشتنى قوی یا بابا ربنا ما يحرمنى من دفا حضنك ده أبدا
إرتمى بحضن والده مرة أخرى وهو يقبله حتى قال لهما ياسين بمداعبة مخفيا تأثره
إجتذبه أدهم إليه وإحتضنه بقوة وقال
_ وحشتنى يا أبو لسان طويل و وحشني شقاوتك و نقارك انت و الحاج
رد ياسين وهو متعلق به بشوق نافضا تلك العبرة التي تمردت من عينه
_ حبيب قلبي ربنا ما يحرمني منك يا أحلى أخ في الدنيا
_ إنت اللى حبيب قلبيو الله يا سينو
تركه وإحتضن عثمان الذي قال له بحب
_
منور مصر يا ادهم و الله
ابتعد عنه ادهم قليلا و قال بإبتسامة متسعة
_ منورة بيكم يا عمي و الله اخبار صحتك ايه !
أجابه عثمان بيماءة من رأسه
_ بخير يا حبيبي
تطلع ادهم قليلا بجلال الذي يحدجه بإعجاب من رأسه حتي قدميه ففرد أدهم جسده و قال بزهو
قهقه جلال و هو يفتح له ذراعيه و قال
_ احلي عريس في الدنيا يا قلب عمك
ضمھ
ادهم اليه و هو يقول بمداعبة
_ اثبت بقا عالجملة دى علشان هنحتاجها قريب
ضربه جلال علي رأسه و قال من بين ضحكاته
_ راجع سخن يعني روح بيتك اول و ارتاح يا عم الحبيب
ثم اتسعت عيني أدهم و قال بإعجاب
صافحه مازن مصافحتهم القديمة وقال بلوم
_ انتاج ايه اللي فاخر سوسن واقفة قدامك يا عم انت
أشار ادهم عليه و قال بمزاح
_ هو رجالة عيلتنا مالهم طريوا كده يا حاج جاسر الواد بقا أجنبي
هز مازن رأسه بيأس و قال بإبتسامة متسلية
_ ان اللي حياتي مكانش ليها طعم من غيركم لحظة هسلم علي عمر و ارجعلكم
ودع أدهم عمر علي امل لقاء قريب و تركه و خرج مع اسرته صعد بسيارة مازن و هو يطالعها بإعجاب من تقدم مستواهم المادى لهذا الحد ليخرجه مازن من تأمله قائلا
_ نورت مصر يا أدهم
تطلع أدهم للطريق بتعجب و هو يري التقدم العمراني و تغير الطرق و قال بإعجاب
_ منورة بيكم والله مصر وحشتنى قوى و اتغيرت قوى
ليقول ياسين بسخرية
_ مصر ايه اللي بتتكلم فيها بس قولي الاول أخبار مزز أوروبا إيه ! يا
معلم شرفتنا ولا عريتنا
اتسعت عيني ادهم و طالع مازن بتعجب و هو يقول
_ هو الواد ده قلع برقع الحيا إمتى
ضحك مازن بقهقه عالية وقال مؤكدا
_ من ساعة إنت ما سافرت ما هو إن غاب القط إلعب يا فار
رد أدهم من بين أسنانه واديني رجعت أمه وهربيه من أول وجديد
إبتسم ياسين بسخرية وقال بقوة فاردا جسده
_ یعنى كان فيه وخلص يا ادهومي وعلى رأى المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب كبرنا على موضوع التربية ده خلاص
الټفت اليه ادهم بجسده و حدجه بتحدى وقال
_ تكبر على أي حد الا انا ياسين و لا تحب تجرب علقة من علق زمان بإمكانيات دلوقتي
رفع ياسين كفيه امام وجهه و قال مسرعا
_ لا و علي ايه بس إيه العضلات دى أصلى يا معلم دى فورمة الساحل !
فقال أدهم متعجبا
_ فورمة إيه اللي بتتعمل للساحل دي !
رد عليه مازن وهو يتطلع للطريق أمامه
_ مش عارف فورمة الساحل ده إنت فايتك كتير يا أدهم سيبها عليا و انا هظبطك
تنهد ياسين وقال بمداعبة
_ هو في زى الساحل ومزز الساحل
و سحالي الساحل أهه إحنا هنروح معاك بعضلاتك دى نشقط بنات لوز
ضربه أدهم على رأسه وقال بسخط
_ إتلم يا واد إنت إيه مش مالي عينك
رد ياسين عليه مازحا وهو يغمز له
_ ده إنت مالى عينى وعقلي
متابعة القراءة