أفاقة الطوفان
المحتويات
هو ده العدل إنتى متدربة زيك زيهم مش عاجبك إعتذرى
عن المهمة دى
تطلعت إليه بقوة و تحدى وقالت بإبتسامتها الهادئة الساحرة
_ تمام يا فندم
جذبت حقيبتها و توجهت ناحية الخافلة فأوقفها ماجد مسرعا و هو يقول
_ سبیها یا سهى وأنا هشتلهالك
أوقفه صوت سامح قائلا بحزم
_ لا يا سيادة الرائد هی هتشتالها و لا تشدها مالناش فيه
تطلعت لهيئة المجندين الذين يطالعونها بتعجب و يتهامسون فيما بينهم ثم قالت بتوجس
_ های یا شباب
ساد الضحك لثواني فقطبت حاجبيها وقالت پغضب
_ بتضحكوا على إيه
أشار لها كبيرهم بيده أن تتقدم نحوه فإتجهت بالفعل نحوه فوقف وأجلسها بجوار نافذة الحافلة وجلس بجوارها فسألته پغضب
ضحك باستخفاف وقال
_ مش مهم إسمك حضرتك إيه يا فندم
تطلعت لملاحه الصارمة والمريحة بنفس الوقت بعينيه السوداء و بياضه المغطي بطبقة سمار مؤكد إستمدها من تعرضه للشمس فترات طويلة
أجابته بهدوء غريب إستمدته من نظراته الحنونة
_ إسمى سهى المهدى
مد يده إليها مصافحا وقال بإبتسامة لم ترى بنقائها من قبل
صافحته بود وقالت بابتسامة حذرة
_ أهلا وسهلا
رفعت حاجبها متذمرة من ضحكته وقالت بحنق
_ حاسة إنك كبيرهم مش كده !
ضحك بسخرية وقال متنحنحا بعدما إستشف حنقها
_ إسمها القائد بتاعهم و بتاعك كمان
هزت رأسها بتفهم و قالت
_ سوری
هز رأسه بالإيجاب وقال بهدوء
ضيقت عينيها و إستشفت أن سرية مهمتها واضح أنها معممة فقالت بقلق
_ یعنی حاجة زى كده هو إحنا رايحين فين !
رد وهو يتطلع إلى الطريق من النافذة
_ مركز تدريب للصاعقة يشبه مدرسة الصاعقة شوية ومش بنروحه إلا لما يكون في عملية مهمة قريب و لما يكون القائد بتاعنا سيادة الرائد سامح كده أتأكد أكتر
_ هو سامح ده في تدريباته طيب كده ولا صعب !
ضحك ريان وقال و هو يعقد ذراعيه أمام صدره و يطالعها بمشاغبة
_ أكلمك بصراحة هو طيب بس ليه مش عارف حاسه مش طايقك وناوى يعملها معاكى
سألته سهى بإستغراب و قد إلتفتت بجسدها ناحيته
يعمل معايا إيه !
صمت قليلا ثم أضاف بلهجة تحذيرية قائلا
زمت سهى شفتيها وقالت بتبرم
_ مش محتاجة أسال هو إيه لأن إسمه كفاية
تابع ريان بنبرة حازمة و هو يكظم ضحكاته علي هيأتها المړعوپة
_ نصيحة منى عاوزك من ساعة ما رجلك تلمس أرض المعسكر تقولى على أي طلب تمام يا فندم هو عمره ما ھيأذيكي خليكي واثقة
في كده
حدجته بإهتمام وتسائلت
_ مالك بتتكلم بثقة كده عنه !
أجابها ريان بتلقائية
_ لأنى
عارفه كويس ده أرجل وأنضف وأطيب خلق الله كلهم
إبتسمت بسعادة وقالت بهيام
_ بجد يا ريان
أوما برأسه قائلا
_ أيوة طبعا بكرة لما هتعاشريه الأيام اللي جاية في المعسكر هتفهمی قصدى إيه
تطلعت إليه بإعجاب وقالت
_ إنت طيب قوى
أدى ريان التحية العسكرية و هو يقول بمداعبة
_ شكرا يا فندم وما تقلقيش من حاجة أنا هكون جنبك أغلب الوقت بس قولى جزر هتلاقيني قدامك
ضحكت براحة وقالت
_ مرسيه
إستمر حديثهم فترة طويلة كأنه ينسيسها طول الطريق شعرت بإرتياح غريب تجاه ريان و وجدت نفسها تحاوره دون تردد
وأخيرا وقفت الحافلة
وقف ريان برأس الحافلة وقال بصرامة
_ يالا يا رجالة هنتزل نقف طابور بسرعة يالا
وقفت سهى لا تدرى ماذا تفعل إقترب منها ريان وقال
_ خلي عينك دايما على المجندين وإعملى زيهم تمام
اومأت برأسها وقالت پخوف
_ تمام بس خليك جنبي و النبي
حاضر يالا بسرعة
ترجلت سهي من الحافلة و هي تتطلع حولها پخوف و ريبة من هذا المكان الشاسع و المهيب أشار لها ريان بعينيه فوقفت بجانب المجندين ووقف بجانبها ريان بعدما إطمئن عليها
وزع سامح أنظاره عليهم و هو يمر قبالتهم وقال بصرامة حازمة
_ أنا هقول أوامرى مرة واحدة مفهوم
رد المجندين
بصوت عالي زلزل كيان سهى فإنتفضت في وقفتها و شهقت پذعر
_ مفهوم يا فندم
أومأ سامح برأسه وتقدم أكثر حتى أصبح قبالة سهى وقال وهو يحدجها بقوة و قد إحتدت نظرات التحدى و الهيمنة منه
_ أي أمر مش هيتنفذ هيبقى فيه عقاپ أي كلمة زيادة هيبقى فيه قص لسان ومافيش مكياج مفهوم
دخل المجندين في نوبة ضحك مكتومة خطى سامح بصرامته وإقترب خطوة أخرى ومال نحوها بجسده فجحظت عيناها و عادت بجسدها هي الآخرى للخلف من قربه الزائد ثم أردف پعنف كان على مسامعها كالنغم الرقيق قائلا
_ وما فيش كعب عالى وتلموا شعرکوا ده بدل ما هحلقوا بإيدى وزيرو
شهقت سهى شهقة مكتومة و هي تبتلع ريقها پذعر و قالت
متابعة القراءة