أفاقة الطوفان

موقع أيام نيوز

ركض ناحيتها ووقف قبالتها وقال 
_ إيه الكروتة دى إستنى هنا 
ردت عليه بلهجة حازمة 
_ عاوز إيه يا إبنى إتأخرت على ماما و هتزعقلي 
أجابها بحزم 
_ إستنى الوقت متأخر ما ينفعش تمشي لواحدك هوصلك بالعربية 
قالت له ليلى وهي تبتعد من أمامه 
_ الا شكرا أنا هعرف أروح لواحدى 
فصاح بها پغضب 
_ قولت هوصلك يبقى هوصلك ولا لازم ازعق علشان تسمعي الكلام 
ضحكت عليه ضحكة عالية فابتسم إليها وقال بمزاح 
_ مش مقنع صح!
أجابته ليلى وهي مازالت تضحك
_ لا والله خۏفت مش هنكر 
أشار إليها بيده قائلا باصرار 
_ طب قدامى يالا علشان أوصلك الوقت متأخر هتركبي تاکسی لواحدك إزاى ترجعي تحلوى في عين السواق وإنتى قمرة كده يخطفك ولا حاجة  
فکرت قليلا وقالت بإنصياع 
_ تمام يالا بينا 
أشار لها فتقدمت أمامه فقال هامسا 
_ يس وجول وجول وجول 
ركبت بجواره وإنطلق بسيارته لاحظت سرعته البطيئة فتسائلت بتعجب 
_ ماشى على سرعة البطة ليه بقولك متأخرة على ماما 
رد عليها ياسين بهدوء وهو يطالع الطريق 
_ حاضر ما أنا سايق بسرعة
أهه 
أدار راديو السيارة وغنى معه قائلا 
_ يرضيك خطفت قلبي ولا أنا هنا دبت فيك بنظرة حنينة نفسى تبقى جنبي يوم المنى ده اللي بحلم بيه 
تطلعت إليه بتعجب وهو يغنى لها فقالت له بإرتباك 
_ بص قدامك هنعمل حاډثة 
تجاهل كلماتها وأكمل غنائه قائلا 
_ الأشواق لو ليها حدود أنا شوقى ليك دايما موجود ده أنا قلبي بحبك موعود 
إبتسمت وهي تسمعه وقد وصلت لقلبها كل كلماته فقالت في نفسها بتعجب 
_ هو المچنون ده بيحبني ولا إيه هو ناسي إنى أكبر منه 
أخرجها ياسين من شرودها قائلا بتعجب 
_ مالك سرحتى في إيه هو صوتي وحش قوی کده  
إبتسمت ليلى ڠصبا عنها وقالت بحيرة
_ لا مستغرباك و نفسي أفهمك الصراحة  
صف السيارة بجانب الطريق وتطلع إليها بقوة وقال كأنه يريح كتفيه من حمل ثقيل أتعبه لسنوات 
_ وأنا كمان نفسى تفهميني مش عارف ممكن
تصدقينى وتفهميني ولا لأ بس لازم برضه تعرفي إنى إنى بحبك يا ليلي 
رفعت حاجبيها متعجبة وإبتلعت ريقها بصعوبة من إثر الصدمة وقالت بتلعثم 
_ بتقول إيه ! 
رد عليها ياسين بقوة
_ بقولك بحبك 
حرکت رأسها بعدم إدراك ومررت يدها بشعراتها وقالت 
_ إنت بتهزر صح  
تجهم وجهه وقال پغضب 
_ لأ مش بهزر يا ليلي وبلاش تستهزئي بإحساسی بیکی 
لاحظت غضبه من ردها فقالت بتعقل مهدنة عصبيته الجديدة عليها 
_ والله مش بستهزء بيك وأنا آسفة إنك فهمت کده بس يا ياسين بالعقل كده أنا أكبر منك 
زفر بضيق وقال
_ وإيه المشكلة يعنى 
إستنكرت ليلى ما قاله واعترضت بشدة قائلة 
_ إنت بتسأل بقولك أنا أكبر منك ده عادى عندك يعني  
أجابها بتأكيد 
_ ما أنا عارف وباعدين دول هما سنة وشهرين وكمان أنا شكلي أكبر منك بزمان  
تطلعت إليه ليلى بقلق وقالت
_ مش يمكن إنت بيتهيألك إنك بتحبنى ودى مشاعر مؤقتة وهتروح مع الوقت 
أوما برأسه موافقا وقال بصدق يخترق أى قلب 
_ كان ممكن كلامك يكون صح بس أنا بقالى سنتين بالظبط متأكد من إحساسى وما قدرتش أشوف غيرك طول الفترة اللي فاتت وبفكر فيكي دايما ومش بتمنى من الدنيا حبيبة وزوجة وأم لعيالي غيرك 
فكرت قليلا وقالت بإستغراب مستهزنة بكلماته الصريحة 
_ يا حلاوة هي وصلت لزوجة كمان روحنى يا ياسين الله يرضى عليك إتأخرت على ماما 
حدجها پغضب وألم وإنطلق بسيارته مسرعا طوال الطريق وهو صامت على غير عادته  
وصلا لمنزلها أخيرا لم يتطلع إليها فقالت بتلعثم 
_ شكرا  
رد عليها ياسين باقتضاب 
_ العفو 
لاحظت غضبه فقالت 
_ مش بحب أشوفك وإنت زعلان كده أنا آسفة 
رد عليها ببرود
_ عادی 
فقالت برقتها الساحرة كي تستميله ناحيتها 
_ طب أنا هطلع دلوقتى ونبقى نتكلم مرة تانية 
لم تتغير نبرته قائلا
_ حاضر  
لاحظت ألمه الشديد لأول مرة تراه بهيأته المنكسرة تلك رق قلبها له فقالت بترفق 
_ ممكن تبصلى شوية 
تطلع إليها پغضب فقالت بإبتسامة هادئة 
_ شكلك وحش قوى على فكرة 
إبتسم رغما عنه فقالت مازحة
_ حمد الله على السلامة يا ياسين أرجوك ما تبعتش ياسين الكتيب ده تانى 
اومأ برأسه قائلا 
_ إنزلى يالا هتبردى 
قالت بمرحها المعتاد 
_ یعنی خلاص صافي يا لبن 
أجابها بهدوء 
_ ربنا يسهل تصبحى على خير 
تنهدت بأسى على حالته وقالت 
_ وإنت من أهله 
ترجلت من السيارة وإبتعدت عنه ثم شعرت بعيناه تخترقها فإلتفتت إليه  
وجدته يتطلع ناحيتها مطولا وتركا لحديث العيون المجال حتى إنسحبت ودلفت لمنزلها 
مساء الفل عالكل 
بعد غياب الفصل الخامس من رواية إفاقة_الطوفان
قراءة ممتعة 
الفصل الخامس
طوفان العشق 
أصدق الناس وأرقهم شعورآ من ينظر ما وراء الكلمات ويبصر ما وراء النظرات ويفهم أنكسار الروح في بحة الصوت وبكاء القلب في أبتسامة الوجه وشدة الضياع في قوة الظهور  
من يقرأ تفاصيل وجهك فرحا حزنا من يكون معك في هذه الحياة الصعبة وليس عليك من
تم نسخ الرابط