رواية جديدة لسوما العربي من الفصل الخامس عشر للسابع وعشرين
الامع محددا خصرها المنحوت يصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل يكشف عن ذراعيها وقد أظهر جمال وروعة جسدها الجميل. وشعرها العسلى الامح قد تركته حرا في تمويجته البديعة جعلت منها اميره في اسطوره. وقد تكحلت عيناها اظهرت جمالهم أكثر وأكثر. كانت ساحرة بحق. والاكثر من ذلك ابتسامتها العجيبة التى تزيدها حسنا.
خرج من سيارته بلهفه تحت أنظار محسن ومها التى وكأنها تشاهد بطلى فيلم من الابيض والاسود ولا ينقصهم غير المسلياتالفشار.
اتجه قاسم اليها كالمسحور وهو لايصدق عينيه. هو يعرف حد اليقين انها جميله ولكن مظهرها هذا قد خطڤ انفاسه وزاد من دقات قلبه وكاد أن يصاب بسكته قلبيه. اقترب منها والتقتط يديها ويديه الضخمه وهو يلتهمها بعينيه لايصدق ان من امامه هى جودى الصغيرة.
قاسم : جودى... انتى ازاى حلوه كده.
خجلت جودى كثيرا فوادت جمال على جمالها ونظرت باتجاه مها التى غمزت لها بشقاوه.
قاسم : لا ماهو مش هينفع تتكسفى وتزيدى حلاوه على حلاوتك عشان كده كتير وممكن يجرالى حاجه فيها.
جودى بخجل : طب يالا نتحرك احسن.
قاسم : ماتيجى نروح للمأذون احسن.
جودى : قاسم.
قاسم : ماشى.. خلاص.. ثم مال عليها قائلا... عموما كلها شهرين انا عددهم يوم يوم وهتبقى على اسمى وبتاعتى.
تحركت هى مرتبكه إلى سيارته فسار خلفها وهو يضحك باستمتاع على خجلها وبرائتها.
عند محسن ومها كانوا يشاهدون باستمتاع إلى أن تحرك قاسم بسيارته. فعبس محسن كالاطفال قائلا : يا خسارة خلصوا بسرعه. تعالت ضحكات مها عليه فنظر اليها بعبوس طفولى فقالت ضاحكه : ماشاء الله... يعني ماجمع الا ماوفق.. نفس الدماغ التافهه... احنا لايقين على بعض اووى..
ضحك هو الآخر على نفسه وعلى حديثها وصعد سيارته واتجهوا الى الحفل.
فى حفل يضم كبار رجال الأعمال كانت دنيا تقف بزيها العارى ومكياجها الصارخ وهى تتحدث مع بعض رجال الأعمال.
وكان يامن يقف مع والده فهو قد اتى مع والده لاول مره دون ان يصر عليه والده كالسابق لعلمه بأن قاسم مهران سيحضر هذه الحفل وأنها للكابلز فاراد ان يعرف ان كانت ستحضر جودى ام لا.
دخل قاسم الحفل فتوجهت إليه الأنظار فهو قاسم مهران زير النساء واصغر رجل أعمال. ولكن جودى قد لفتت اتتباه الكل بجمالها الفاتن وملامحها الجميله البريئة.
كانت دنيا تشاهد مايحدث وهى تغلى بداخلها. ولكنها تمالكت نفسها واتجهت صوب قاسم محتضنه اياه بدلع وميوعه متجاهله جودى نهائيا قائله : قاسم حبيبى... وحشتني من اول امبارح. قالتها كتذكير لجودى بشأن الرسالة والصور. أما قاسم كان يصافحها بجمود وڠضب لانها تفعل ذلك ولم تحترم وجود خطيبته وحبيبته معه وأيضا لاحظ عبوس صغيرته مما يحدث.
قاسم : واوحشك ليه يا دنيا.. ماحنا طول عمرنا بنتقابل كل فين وفين. الجم رده لسان دنيا واتسعت ابتسامة جودى بفرحه لهذه الفتاه السمجه.
على الجهة الاخرى وقف يامن يطالع جودى بزهول وإعجاب من هيئتها الساحرة ولكنه غاضب بشده وهو يرى ان مافعلوه لم يجدى نفعا ومازالت علاقتهم كما هى.
تقدم بعض رجال الأعمال من قاسم ومعهم زوجاتهم وقام قاسم بتعريفهم على جودى ولكنهم كانوا يعرفونها من قبل من خلال المجلات واعلان قاسم الشهير عن خطبته لها. بعد قليل انشغل قاسم قليلا بالحديث عن البزنس وتشارك الصفقات الضخمه فهو الغرض الأساسي من إقامة هذه الحفله. وقفت جودى متأففه وهى تستمع لثرثره زوجات اصدقاء قاسم وهن يتحدثن بكل هنجهيه وغرور. حقا شعرت بالشفقه ناحيتهم وناحية تفكيرهم السمج. لاهم يشبهونها ولاهى تشبههم. ابتسم قاسم بخفه وهو يطالع نظرات السأم والضجر البادى على ملامح طفلته وعلم ان مجرى أحاديث هؤلاء النساء لم يعحبها فهو يعلم تفكيرهم السطحى والخبيث أحيانا. ولكن لفت انتباهه ناداء احد أصدقاءه عليه فانتبه لحديثه مره ثانيه معه.
نظرت هى باتجاه مها ومحسن فوجدتهم يقفون منعزلين ويحتسون احد المشروبات المنعشه ويبدو عليهم الانسجام الشديد فلم تشاء ان تذهب اليهم وتكون كالعازول. التمعت عيناها وهى ترى يامن يقترب منها مبتسما فاخيرا التقت بأحد يخرجها من احاديث هؤلاء الحمقوات. ريثما ينتهي قاسم من حديثه ويأتي إليها.
اقترب يامن مبتسما بحب واعجاب فقالت جودى بفرحه : يامن... بتعمل ايه هنا.
يامن : جاى مع بابا. ثم انتقلوا إلى أحاديث كثيرة مشتركة بينهم ولما لا ويامن صديق طفولتها.
بينما قاسم يبحث عنها بعينيه وجدها تقف مع أحدهم وتضحك ضحكتها الخلابه دقق النظر واستشاط ڠضبا وقد وجده يامن ذلك الفتى الذى يريد سړقة حبيبته. اقترب منهم پغضب وتوقف عندها فاستغربت نظراته فقالت : قاسم.. مالك.
قاسم وهو بتمالك أعصابه : استنينى برا عند العربيه.
جودى : احنا لسه جايين من شويه.
قاسم بهدوء مخيف : قولت استنينى برا.
ذهبت جودى باستسلام من هيئته الغريبه بينما أقترب هو من يامن الذى ينظر له باستمتاع وتحدى قائلا : لو شوفتك قريب منها تانى.. انت حر.
يامن بتحدى : هتشوفها لانى صديق طفولتها ومن عمرها ودماغنا واحدة وبينا حاجات كتير مشتركه وانا اقدر افهمها اكتر منك ماشوفتش كانت زهقانه ازاى وسط الناس الى من سنك وشبهك. طعنه فى مقټل فاحتدت ملامح قاسم قائله : ابعد عنها احسنلك.
يامن : ماتفرحش اووى كده لانى قريب هاخدها منك... ماحدش عارف يمكن تشوفك فى وضع كده ولا كده مع واحده. هتسيبك على طول وساعتها انا اللى هاخدها. رمقه قاسم پغضب وخوف من حديثه بينما الاخر ينظر له بتحدى وقوة. فذهب الى سيارته وهو يفكر بضرورة إتمام ارتباطه بها باى شكل كى يضمن عدم ابتعادها وينتهى كبوسه الاكبر. ولكن كيف له ان يفعلها.....
الفصل العشرون
يقود سيارته پغضب جم.. حديث هذا الحقېر يتردد في أذنه.. يشعر أن وراء حديثه الغامض هذا مغزى لا يعرفه. لكنه خائڤ.. وبشده.
تجلس هى بجانبه وهى حقا خائفه من هيئته. لا تعلم ماذا أصابه ولا ماالذى حوله هكذا مائه وثمانون درجة ولكنها خائفه.
اما هو فكان يحاول الهدوء بعدما نظر لها بجانب عينيه ووجد الذعر والخۏف بادى على ملامحها.
أحسنت قاسم. احسنت.. فبدل من أن تقربها منك. تساعدها على الابتعاد والذى هو كابوسك الأكبر.. تثبت لها انك فعلا غير مناسب لها ويتحقق حديث هذا اليامن الاحمق البغيض.
زفر پغضب وهو يحاول الهدوء كى لايخيف تلك الطفله التى لاذنب لها إن عشقها قاسم مهران صاحب الثلاثون عاما.. والتاريخ المشرف بالنساء والنزوات. اعترف لنفسك قاسم هى المظلومة الوحيدة في هذه المعادلة. هى حقا لاتناسبه ولا تناسب مجتمعه... ولكن حسم الأمر... غرق بعشقها ولن يسمح بالابتعاد مهما كلفه الأمر.
توقف بسيارته في مكان هادئ نسبيا والټفت لها وخطڤها لداخل احضانه.
لم يكن هدفه أن يهدأ روعها اكثر من هدفه بأن يطأمن حاله انها له ومعه.. وستظل.
اما هى بمجرد ان استشعرت دفئ احضانه هدأت واستكانت وابتسمت برضا.. فها هو قاسم حبيبها وفارسها الأول يثبت لها كما هو الحال دائما انه لا يقوى على تركها خائفه او حزينه منه.. يحاول