رواية جديدة لسوما العربي من الفصل الخامس عشر للسابع وعشرين

موقع أيام نيوز

رأسه يهزها بقوه محاولا استيعاب حديث تلك المتخلفه التى يعشقها  : هو راجل ساڤل عندك ... انا اول مره أعرف كده. 

قطع محاولة استيعابه تغير مسار الموسيقى فقالت مها وهى تسحب يده  : تعالى نرقص سلو مع بعض وانا احاول استوعب أن جودى اتجوزت النهاردة وانت تستوعب ان راجل يعني ساڤل.. يالا يالا. 

ذهب معها وهو فى حالة عدم استيعاب من تلك المها الجديدة عليه فهى الان طفله فى عامها الحادى عشر او بالكثير ثانى عشر بهذا التفكير البرئ جدا بالنسبة لسنها. ومن قال ان العمر بالسن. فالعمر بالقلب فقط.

نزل من سيارة والده يحاول الظهور بثبات وقوة. فهو كان قد حسم أمره بأنه لن يذهب لعيد ميلادها هذا الذى صنعه قاسم عدوه الاول لها وكان سيصطحبها هو الى عشاء رومانسى يليق بها وبه ويستغل تلك الفرصة التى صنعها هو من مكره ودهائه طبعا بمساعدة تلك الخبيثة دنيا. ولكن تفاجئ منذ اقل من نصف ساعة بانتشار مقاطع فيديو على السوشيال ميديا عن حفل الزفاف الاستورى لقاسم مهران وتلك الصغيره وأنه انقلب فجأه من حفل عيد ميلاد الى حفل زفاف. 

فاشتغل غضبه وحقده واخذ يكسر فى كل شئ حوله وهو يرى اى فرصه لديه تتبخر كليا ويستحوذ ذلك الثلاثينى عليها اكثر واكثر. فهى الان اصبحت زوجته رسميا.. ولكن يوجد أشياء كثيرة بلا تفسير فحالة جودى اليوم بالمدرسه لم تكن جيدة اطلاقا. يعلم تمام العلم أنها غير راضيه الان ابدا على اتمام هذه الزيجه. ولكن ماذا حدث ماذا حدث.. حقا لا يدرى ولكنه لابد وان يعرف.

فى مكان اخر بالحفل كان عادل يسير وهو يشاهد النساء والفتيات وكل واحدة منهن تحاول مشاغلته فهو من أصبح حاليا الآن. نظر نظره مطوله الى مها التى يحتضنها محسن وتغلفهم السعادة من كل مكان. وقف قليلا في حساب مع النفس وإعادة النظر في حياته المليئه بالعبث. العبث والعبث فقط. وربما بعض العمل الشاق بالنهار اما باقى اليوم يكمله فى العبث واللهو والانتقال من ملهى ليلى لآخر.. حتى قاسم استقام ووجد ضالته.. ولكن ماذا عنه هو.. وماذا يريد. أيضا ماذا يفعل هو بحياته. إنه فى الثلاثين من عمره ولا يوجد لديه غد مشرق. رغم نجاحاته فى مجال رجال الأعمال والاموال التى يملكها لكنه حقا لايرى الغد. اصبح بلا امس ولا غد. ذنبه انه ابن لاسره مفككه كل هم الأب ان يعمل ويعمل وزيد من أمواله والام تركض خلفه خشية أن تلتف حوله فتاه من فتيات هذه الأيام حتى أنهم تقريبا نسوا أن لديهم ابن. باتت الإتصالات بينهم شبه منعدمه إلا كل ثلاث او اربع أشهر مره. عڼف نفسه كثيرا في هذه اللحظة لمجرد تفكيره فى الفصل بين مها ومحسن. فإن كان لايحبها ولا ينوى الزواج بها. لما ېخرب حياتها وهى التى لم تسعى يوما أن تكون بطله لفراشه ولو للدقيقة واحدة فاخريات غيرها فعل معهن ذلك ولكن هن يعرفون النهايه وهو كان فقط مجرد منفذ لرغباتهن ورغباته أيضا. يعلم أنه مخطئ في ذلك أيضا وأنه هكذا قد فعل ما حرمه الله ولكن على الأقل لايحمل الذنب تجاه تلك الفتيات اما مها فهى كانت دوما مثال للفتاه الخلوقه ورغم الإعجاب الذى لاحظه فى عيونها ناحيته من فترة كبيرة إلا أنها لم تحاول أن تلف شباكها حوله. كانت معحبه به بصمت. إذا فلما الان بعد أن وجدت من يعشقها ويدللها تريد أن تعيدها لك خصوصا وهى حقا أنثى جميلة من الداخل قبل الخارج وتستحق العشق والدلال. 

لا عادل لاااا.. منذ متى وانت سئ هكذا. يجب أن تبتعد نهائيا وليسعدها الله. 

لكن ماذا عنك انت ها... هل ستظل هكذا. 

لا لن تصبح نسخه اخرى من والدك... لن تصبح مجرد اله تعمل بالنهار وتعاشر نساء الشوارع والحانات بالليل وتتزوج من امرءه لا تكن لها اى مشاعر فقط مظهر اجتماعى وتنجب منها طفل يصبح مثلك.. لا لا. 

وفجأة اصطدمت به فتاه صغيره تحمل كوب من العصير الفرش. رفع نظره بسخط لكنه زال وقد اعجب كثيرا بغابات عيونها الخضراء ووجهها البرئ الطفولى. 

مدت الفتاه بيدها احد المناديل سريعا تحاول اصلاح ما افسدته قائله بارتباك  : اسفه.. اسفه والله بس.. كنت بدور على جودى وو. اسفه.. جدا والله. 

مد يده لها بإعجاب قائلا  : انتى تعرفى جودى. 

الفتاه بتأكيد  : اعرفها... دى انتيمتى. 

عادل : انا كمان انتيم قاسم.. مد يده لها قائلا : انا عادل... وانتى. 

الفتاه  : ريتال... 18 سنه... وصحابى بيقولولى يا ريتا.

عادل وهو على مشارف الوقوع فى العشق  : إسمك حلو اووى يا ريتا. 

ولكن صدح صوت من بعيد مناديا  : ريتا.... ريتا 

اقترب منها ذلك الفتى وهو ينظر لعادل بنظره متفحصه ثاقبه  : مين الأستاذ. 

ريتا : ده أستاذ عادل... صديق قاسم جوز جودى.. ثم اكملت وهى تقدمه لعادل  : ده ايهم... اكبر مننا بسنتين. 

مد ايهم يدع لها مصافحا بينما عادل حاول ان يستشف علاقته بهذه الصغيره التي كان على مشارف الإعجاب بها.

ايهم : انا بجد لحد دلوقتى مش عارف جودى ازاى اتجوزت بالسرعة دى. 

عادل : الحب بقا يا... 

ايهم بتهكم  : ايهم... يااا... 

عادل بنفس التهكم  : عادل. 

ايهم : اه... فعلا عندك حق... الحب فعلا. ثم نظر لريتا قائلا  : عقبالنا ياريتالى. 

نطرت لها ريتال مبتسمة بخجل فقال عادل لنفسه بسخرية  : أهلا.. طارت البت الى عجبتنى... وانت يعني متوقع واحد زيك ربنا هيصلح حاله كده بسهوله ويكافئه كمان بعد كل الى كان بيعمله... قابل بقا يامعلم قااابل... ابقى قابلنى لو واحدة عجبتك تانى بنفس السرعه كده.

استفاق من حديثه الساخر لنفسه والذى قد طال بعض الشئ ولم يجدهم بجواره إنما وجدهم فى حلبة الرقص بجوار محسن ومها. نظر لهم وهو يضحك بقوه. ثم مالبس ان قال بسماحة نفس وهدوء : ربنا يهنيهم.. تنهد مطولا وقال  : عقبالى.

وقف قاسم والدنيا لا تسعه من الفرحه وقد كتبت أخيرا حبيبته على إسمه ولن يجرؤ أحد على التفريق بينهم. 

نظر لهابسعاده وهى تقف على أحد الطاولات مع صديقتين لها ملحوظه الفرح أمريكى يعني معمول بالنهار ومافيش مكان ثابت للعرسين وبيتنقلوا عادى. 

تحاول استيعاب مايحدث لها. وهى تكاد تجذب خصلات شعرها غيظا وهى مضطرة أن تفسر لهذا الكم الهائل من اصدقائها عن هذه التغييرات الجزريه المفاجئة. ولكن بماذا تفسر. ماذا تقول وهى لا تفسير ولا رد حقا لديها. 

اتقول أنها عشقت من قبل رجل ثلاثيني مچنون. ام تقول أنها تفاجئت مثلهم. 

ياللعحبيسألونها عن تفسير وهى التى تريد تفسير. 

تحرك قاسم بهدوء نحوها واقترب منها محاوطا خصرها بتملك يستحقه الان وبجدارة. نظرت بحنق ليده الملتفه حولها بهذا التملك الواضح قائله  : شيل ايدك. 

قاسم بتلاعب مدعى الصدمه  : اشيل ايه. 

جودى پغضب  : إيدك. 

قاسم ببراءه مصطنعة  : ايدى إيه بس الى

تم نسخ الرابط