رواية جديدة لسوما العربي من الفصل الخامس عشر للسابع وعشرين
وهو ينظر لمليكه : حضرتك هو ده اللي حصل... عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنة من عمرها.
قاسم وهو يتمسك به ويدفعه يمينا ويسارا : نعم.... انتو بتستعبطوا... اتصرف دلوقتي خليها تفتكرنى.
تدخلت مليكه قائله : لو سمحت ياقايم بيه هو هيتصرف فى حاجة زى دى ازاى... ثم نظرت للطبيب ابن خالتها قائله : ماعلش يا ابيه مازن هو بس متعصب ومش مدرك هو بيعمل ايه.
نظر لها قائلا وهو يحاول فك قيد قاسم عن تلابيبه قائلا : ايوه انا ذنبى ايه فى كل ده.... هى دى حالتها.
قاسم پحده : يعني هى دلوقتى فاكره الناس كلها الا انا.
مازن بزهق : يا استاذ بقالى ساعه بقرر كلامى هى ناسيه اخر سنه بكل أحداثها وشخصياتها... ابعتهالك رساله صوتيه مسجله.
ترك قاسم ملابسه فارتد مازن للخلف قائلا : وياريت ماحدش يحاول يقول قدامها اى تفاصيل عن السنة دى لان ده غلط عليها حاليا.
قبض قاسم عليه مره اخرى بعدما كان قد تركه ولكن پعنف اكبر : نعم يا روح امك.
مازن پغضب : ايه يا أستاذ انت ماتحترم نفسك.
مليكه پغضب : قاسم بيه لو سمحت بلاش سيرة خالتو.
قاسم پغضب : خالتو... ده أنا هبعته لخالتك بفتيك تعمله على العشا... ده اټجنن بيقولى ماعرفهاش انى حبيبها وجوزها.
مليكه بتوتر : م. م.. ماهو ده عشان صحتها.. اه... ولا انت مش خاېف عليها.
قاسم وهو يدفع مازن يمينا ويسارا مره اخرى : خليه يشوف حل.
مازن وهو يذهب مع يد قاسم يمينا ويسارا وقد اڼهارت هيبته امام المشفى كلها : أستاذ قاسم... لو سمحت... كده مش نافع...ثم جذب نفسه ويد قاسم معه ومال على مليكه حد الالتصاق قائلا : ابوس ايدك انا اتمرمطت قدام الممرضين...خليه يسيبنى بقا.
:ايه اللي بيحصل ده.
صړخ بها احدهم پغضب وهو يرى ذلك المازن يميل على صغيرته بهذا الشكل.
التفتت له وهى تتمنى إلا يكون من بعقلها ولكنه هو تعرف صوته جيدا.
مليكه پخوف : ابيه عامر.
مازن بنبرة بكاء : كملت.
عامر وهو يبعد مازن عنها فجذبه قاسم الذى مازال قابض عليه أيضا : ابعد عنها انت اټجننت.
مليكة : ابيه عامر انا..
قاطعها قائلا بحزم وحده : حسابنا بعدين مش هنا... سيبتى كليتك ليه.... وايه اللى جايبك هنا.
مليكه : وعرفت منين.
عامر بحزم : انتى هترضى على السؤال بسؤال.
قاسم پغضب : انا فى ايه وانتو فى ايه.
نظر لمازن پغضب : وانت يادكتور البهايم انت.... تشوفلى حل حالا تخليها تفتكرنى.
عامر وقد انتبه للتو لقاسم : قاسم... بتعمل ايه هنا.
قاسم پغضب : مراتى وقعت واتعورت جابوها المستشفى هنا على أساس أنها مستشفى خاص ونضيفه وكده... فا الاقى البيه بيقولى انها مش فكرانى انا بالذات.
مازن : يا استاذ قولتلك م فاكره اخر سنه.
قاسم وهو يهزه پغضب : ايوه ماهى اخر سنه دى اللى انا كنت فيها.
عامر وهو يكبت ضحكاته المتشفيه فى مازن : يا قاسم اهدى بس عشان نفهم... مش كدة... الراجل اتهزء خالص.
قاسم پغضب وهو مازال يحركه يمينا ويسارا : اهدى... اهدى ازاى اذا كان بيقولى حتى أنى ما احاولش افكرها بأى حاجة دلوقتي... انا اللى اسمعه لما حد بيحصل معاه كده يقولو لاهله احكوله عن حياته يمكن يفتكر.... مش زى ما الحيوان ده بيقول.
مازن وهو يرفع اصبعه باعتراض : لو سمحت... دى إهانة انا لايمكن اقبلها ابدا.
نظر لمازن وهو يضيق عينيه قائلا : انا قولت الواد ده دكتور حمير ماحدش صدقنى... شكله مايضيش حتى على سباك.
مليكه پغضب : لو سمحت بقا كفاية اهانات... وبعدين ايه دكتور حمير دى... ده حتى لسه كاشف على مراتك... لاحظ انك كده بتشتمها هى كمان.
عامر پغضب : وانتى بتدافعى عنه ليه.
مليكه : مش ابن خالتى وعمال يمطوحه فى ايده يمين وشمال لما يا قلب امه اتبهدل خالص.
مازن بمزاح وهو يمص شفتيه : حبيبتشى.
عامر وهو يدعى الهدوء مقتربا من قاسم وياخذ مازن بدلا عنه : لا سيبهولى يا قاسم.
قاسم پغضب : سيبنى ياعامر.
عامر بإصرار : لأ لا سيبهولى... والله ماحد مربية غيرى.
ثم نطر الى مليكه قائلا من بين اسنانه : روحى العربية وماتخرجيش لحد ما اجيلك.
مليكه پخوف وتوجس : بس جودى.
عامر : ولا كلمه.... يالا نفذى.
انسحبت هى پخوف بينما استدار الاثنين لهذا المسكين ونظر لبعضهم ثم دخلوا به الى احد الغرف.
من يقف بالخارج يسمع فقط أصوات تكسير وضړب فقط وانات ضعيفه لشخص. وبعد دقائق خرجوا وكأن لم يفعلول شئ. وضع عامر نظارته بهدوء وتحرك خارجا وهو يقول لقاسم : هجيلك اطمن عليكو بالليل... الف سلامه على المدام.
قالها بهدوء وهو ينصرف بينما تحرك قاسم فى الاتجاه الاخر ناحية غرفة جودى وهو يتمتم : مداد.... مايعرفش اللى بيحصلى... شكلى هتربى من اول وجديد.
فى احد الغرف بالمشفى كانت تجلس على الفراش وبجانبها ريتال صديقتها يتحدثون بخفوت. ثوانى ودلف قاسم دون ان يطرق على الباب فصړخت به قائله : انت ياكابتن انت... انت تانى... وازاى تدخل من غير ماتخبط... وازاى تدخل اصلا.
قاسم بعضب : جودى.
جودى وهى تنطر لريتال : هو يعرفنى.
فى هذه اللحظة دلفت مها وهى تلهث من شدة الركض واخذتها باحضانها بلهفه قائله : جودى حبيبتي... انتى كويسة.. ايه اللي حصل.
جودى ببراءة : مش فاكره.
مها لريتال : ازاى مش فاكره... هو فى ايه.
ريتال بهدوء : وقعت واحنا بنلعب بس الوقعه جت جامده شويه... فاجبناها على هنا والدكتور بيقول عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنه.
اتسعت اعين مها ونظرت تلقائيا لقاسم المحمر ڠضبا وهو يشعر انه مكتوف الايدى الأرجل امام مايحدث. ثم كبتت ضحكاتها بصعوبه فتحدث قاسم پغضب : مهاااا... مش ناقص والله.
جودى لمها : اووف يا مها... مين ده... وبيعمل ايه هنا ده واقف من بدرى اووى... لا وجه حضنى اول مافوقت... قليل الادب اووى يعني.
قاسم پحده : نعم ياختى.
ريتال مذكره اياه بتحذير : قاسم بيه... الدكتور قال ايه.
سب تحت انفاسه پغضب بينما نظرت مها لريتال بتساؤل قائله : قال ايه.
ريتال وهى تنظر بتشفى ناحية قاسم : قال ممنوع نحكيلها اى تفاصيل عن السنة اللى هيا نسياها دى عشان عقلها مايحصلش عليه تشوش وهى مع الوقت هتفتكر لوحدها أن شاء الله.
قاسم پغضب : اد اية بقا ان شاء الله.
جودى باستنكار : يا اخى انا مش عارفة انت مالك.. وواقف هنا ليه وبتسأل ليه اما امرك عجيب والله.
قاسم وهو ينظر لمها وهو لا يتسطيع التحمل اكثر من ذلك فدقيقه اخرى وسينفجر : مها... تعالى برا عايزك.
اماءت له بزهول وخرجت خلفه.
وقفت امامه بصمت واستغراب فقال : ايه اللي هيحصل دلوقتي.
مها باعين متسعه وبلاهه : مش عارفة.
قاسم پحده كى ينبهها : مهاااا.. فوقى معايا كده انا على اخرى أصلا.
مها : ها... فى ايه.
قاسم : ها. ايه... ها ايه.. بتقولك مش فكرانى لا وممنوع انى