رواية جديدة لسوما العربي من الفصل الخامس عشر للسابع وعشرين
قاسم بحب : اوكى.. تعالى.
جودى : لاااااا... انت الى تعالى معايا... انت فاكرنى هروح الاماكن الكئيبة اللى كنت بتوديهالى دى.
قاسم بزهول : كئيبه.. كئيبه.. دى اشيق واغلى اماكن فى مصر.. لرجال الأعمال بس.
جودى : هو انا قولت انها رخيصه لا وحشه.. هى شيك.. بس مافيهاش روح ماعجبتنيش. هات ايدك بس ده انا هظبطك.
قاسم بحاجب مرفوع باستنكار : تظبطينى... تصدقى بالله انا لو حد قالى هظبطك دى لاكون مموته بايدى.
جودى : خلاص خلاص بلاش اظبطك خليها اشهيصك. ها.. ايه رأيك.
قاسم : بس. بس.. امشى قدامى من غير كلام بدل مافقد اعصابى.
جودى : لا وعلى ايه الطيب احسن.. يالا بينا. مشى خلفها وهو يهز راسه بيأس متمتما : قال اظبطك قال.. قاسم مهران يتقالول اظبطك.. مجنونه... بس بعشقعا.
نظرت له وجدته يسير ببطئ ويتمتم شئ فذهبت له وامسكت يده تحسه على السير اسرع بعض الشئ فاستجاب ليدها فكانت هى تقوده امام جميع العاملين وهم يشاهدون مايحدث بزهول.. أثناء سيرهم كانت مها تسير حامله كوب من القهوه وبجانبها محسن يتحدثون اتسعت اعينها بزهول وهى ترى جودى ممسكا بكف قاسم وتسحبه خلفها بحماس وهو سعيد ويتبعها برضا. فمرت جودى من امامهم قائله بسرعه : ازيك يا مها.. اويك يامحسن.
مها بشهقه : جودى بتعملى ايه هنا.. زوغتى من المدرسة ياجودى. دخلت جودى المصعد وقاسم معها قائله : مها حبيبتى اخر مره والله هفهمك بعدين.
مها پغضب : جودى.. جودى. ولكن كان المصعد قد انغلق هابطا لاسفل.
مها : من اولها بتزوغ. البت مستقبلها ضاع خلاص.
محسن : ده يوم يا مها... ماتكبريش الموضوع. نطرت له قائله : كله من سى قاسم مهران.. ابقى قابلنى لو لحقت معهد تطريز حتى.
محسن : هههههههه. ېخرب عقلك يا مها.. انا رايح شغلى.
مها : ماشى بس عينك تروح كده ولا كده هفقعهالك.. ماشى يا محميحو.
محسن : لأ لا يا بيه والله هبص فى ورقتى وماليش دعوة بحد.
مها : امممم اما نشوف.
محسن : سلام.. وذهب مسرعا من امام تلك القطه الشرسه التي ارتبطت بها.
فى منزل يامن كان يجلس منتطر اتصال هاتفي فهو لم يذهب للمدرسه منذ إعلان قاسم خطبته على جودى. خرج من شروده على صوت رنين الهاتف نظر لهوية المتصل ثم التقطه سريعا وأجاب : ايه يا شاكر كل ده.
شاكر : الله يسلمك انا الحمد لله تمام.. وانت اخبارك ايه.
يامن : ماشى يا سيدى ازيك عامل ايه.. ها جبت كل المعلومات.
شاكر : تصدق ياض انك زباله وووماتستاهلش الجميله. بس يالا كله عشان خالتوا.
يامن : تشكر ياعم... قول بقا.
شاكر : ولوانك ماتستاهلش بس مااشى.
يامن بنفاذ صبر : اخلللص.
شاكر : شوف ياسيدى.. زى ماقولتلك سمعته فى الشغل فلا ولا غبار عليه.. لكن سمعته النسائيه.
يامن بلهفه : هااااااا.
شاكر : مليييييطه.
يامن : بس.. واحده.. واحده عليا بقى كده.. فقام شاكر بسرد عليه كل المعلومات التي جمعها عن قاسم وعن تاريخه النسائى المشرف..
بينما في مكان آخر كان قاسم يجلس في التاكسى بجانب جودى وهو لا يصدق ماحدث.
جودى : ايه يا قاسم سرحان في ايه.
قاسم : انا لحد دلوقتي مش مصدق انى سمعت كلامك وسيبت عربيتى وركبت تاكسى كده عادي.
جودى بحماس : اسمع منى... هتتبسط... المواصلات بتحلى الخروجه.. كان سائق التاكسي كالعاده يستمع لحديثهم وكالعاده فى اى سائق مصرى اصيل يتدخل فى الحوار ويندمج فى الحديث كأنه يعرفك من سنين وليس من خمس دقائق فقط.
السائق رجل في منتصف الاربعين : الله ينور عليكى يابنتى... هو الخروج يحلى من غير التنطيط فى المواصلات.
جودى بحماس : قولول يا عموا.
السائق : اسمع منها يا أستاذ...
قاسم بذهول : انت بتكلمنى انا. ثم نظر لجودة التى نظرت له باستنكار قائله : ايه فى ايه.
قاسم : بتكلم كده كأنه عارفنا.
السائق : يا استاذ ده مصر كلها اوضه وصاله.. منفده على بعض.
جودى مكمله : يا قاسن كلها عارفه بعضيها.
اتسعت اعين قاسم بزهول وابتسامه من هذه الشقيه التى تتعامل بمرح وتعلم لغة ولاد البلد.
السائق : بالك انت يا استاذ لو خرجت بالعربيه... ايه اللي هيحصل.
قاسم : ايه اللي هيحصل.
السائق : ولا حاجة. ولا هتحس بحاجة ولا اى جديد.. لكن اما تنزل وتركب مواصله مع واحد زيى زلا غيرى وتغير وشوش واماكن وتكلم ده وتكلم ده... بتفرق.. اسمع الى بقولك عليه.
جودى بتأكيد ومرح : اسمع اللى بيقولك عليه. ضحك قاسم عاليا بصدق من قلبه.
جودى : هتتبسط اسمع منى.
بعد قليل توقف بهم التاكسى أمام شارع به عربات الشباب للطعام.
قاسم : هناكل هنا.
جودى : امممم هتتبسط.
قاسم : اوكى نجرب.
فى مكتب المحاماه الخاص بوالدة قاسم دلفت دنيا بخطى ثابتة واثقه وهى تحاول استجماع كل خيوط اللعبة في يدها.
دخلت للسكرتيره الخاصه بها.
دنيا : صباح الخير.
السكرتيره : صباح النور.
دنيا : ممكن اقابل استاذه نوال.
السكرتيره : فى معاد سابق.
دنيا بثقه : لا بس قوليلها دنيا السواح صديقه قاسم بيه مهران.
وبالفعل دخلت السكرتيره وبعد دقيقه خرجت وهى تسمح لها بالدخول. اخذت دنيا نفسا عميقا بثقة ثم دلفت للداخل بكل ثبات.
نوال : أهلا وسهلا.
دنيا بارستقراطيه : أهلا بيكى ياطنط. فكرانى.
اشارت لها نوال بالجلوس فجلست بهدوء وفخامه كانت تريد ان تظهر لها انها النموذج المشرف الذى يمكن ان يحمل اسم قاسم مهران وذلك كان الهدف الاول للزيارة.
نوال : طبعا فكراكى وعارفاكى.. ثم وضعت قدم فوق الاخرى وتحدثت باسلوب محاميه مخضرمه : بس اللى مستغرباه ازاى سبتيه لبنت تانيه.. ابتسمت دنيا فيبدو ان مهمتها ستكون اسهل قليلا عما توقعت فالواضح ان والدته ليست راضيه عن هذه الصغيره.
دنيا بمكر : ليه يا طنط... جودى بنت كويسه.
وبذكاء نوال عرفت ان من أمامها ليست بالهينه فقالت : فعلا بنت كويسه.. قاسم عمره ماهيغامر أبدا.. رأت نوال وجه دنيا وهو محمر حقدا فابتسمت فهى قدمت لتبيع المياه في حارة السقايين وهذا أيضا ما ادركته دنيا سريعا فقررت اللعب على المكشوف.
دنيا : افهم من كده ان حضرتك موافقة على ارتباطهم.
نوال : اه... ليه لا... ادركت دنيا ان نوال تريدها ان تنطقها بلسانها. صرت على اسنانها پحقد ولكن لا بأس ستفعل اى شئ للوصول لقاسم مهران.
دنيا : ايوه بس حضرتك انا اللى المفروض ابقى خطيبته. انا انسبله.. توقفوا عن الحديث لثوانى كانوا ينظروا لبعض فقط. الى ان تحدثت نوال قائله : انتى وشطارتك. رفعت دنيا حاجبها بعدم فهم.
فاوضحت نوال بخبرة وذكاء محاميه متمرسه : عايزه تفهمى. اوكى.. انا ام وبحب ابنى جدا.. وإن كنت مش موافقة على جودى فده لانى خاېفه فعلا