ندوب الهوى
المحتويات
تصبحي على خير
وأنت من أهلي يا جاد
أغلق الهاتف واستدار ليجد صورته منعكسه بالمرآة فنظر إليه بجدية غدا ستصبح زوجته سينتقل معها إلى عش الزوجية ويقص عليها كل ما أخفاه عنها ستكون حياتهم سويا تبنى على طاعة الله هذا ما قرره داخله
يعلم أن أفكاره مشوشه ولا يستطيع التفكير في شيء واحد فقط بل ينزحم عقله ويدلف باشياء أخرى ولكن هناك شيء واحد الذي يهمه
نظرت إلى سقف الغرفة بعد أن أغلقت الهاتف والأفكار تتزاحم داخل عقلها بكثرة عن كثير من المخاۏف القادمة وبدايتها غدا
توتر تشعر به أي فتاة في مثل ذلك الموقف رجل ستتحمل مسؤوليته وتكون هي عمود المنزل الجديد الذي ستذهب إليه وغير
اليوم قررت التخلي عن هذا الصداع ووقفت على قدميها لتأخذ كتاب القرآن الكريم من على الكومود وجلست على الأريكة معتدلة لتقرأ به قليلا وليكن خير فاتح لحياتها القادمة متناسية أي شيء وأي تفكير آخر
منذ صباح اليوم التالي والجميع يعمل على قدم وساق فاليوم زفاف جاد و هدير
بينما هو استيقظ الساعة الواحدة ظهرا بعد أن هبط إليه سمير ليجهز أشيائه ويكون على أتم الاستعداد لهذا اليوم
هبط والد سمير ووالدته إلى شقة جاد ليجلسون بها مع جميع الأقارب الذين انتوا إليهم ليكونوا من حاضرين الزفاف وصعد جاد إلى شقة عمه ليتجهز فيها ويذهب إلى عروسه
بدأ الحلاق بعمله حيث أنه بطلب من جاد خف خصلات شعره قليلا للغاية وكأنه لم يفعل به شيء من الأساس فقط جعله يتساوى مع بعضه ثم بدأ بحلاقة ذقنه ومثل ما فعله بخصلات شعره فعله بذقته فهو يحب مظهرها وهي نامية ليست ناعمة وليست تعج بالشعيرات الكثيفة التي تجعل مظهره بشع كما يرى
أخذ كثير من الوقت وهو يفعل له كثير من الأشياء ليبدو مظهره في النهاية يسحر من يراه
ذهب إلى المرحاض بعد ذلك ليستحم ويخرج ليستعد للذهاب إلى عروسه
فعل ذلك حقا خرج من المرحاض وهو يرتدي ملابسه الداخلية ودلف إلى غرفة سمير وحده ليكمل ارتداء ملابسه كانت البدلة عبارة عن بنطال أسود اللون يعلوه قميص أبيض بأزرار سوداء ارتداهم وأخذ بيده حزام البطال وجاكت البدلة ذو اللون الأسود وذهب إليهم مرة أخرى ليكمل آخر اللمسات ويذهب أخيرا
لقد ظهر غاية في الوسامة والأناقة بطوله الفارع وجسده الرياضي الذي يظهره وكأنه من أحد ممثلي التلفاز كان يظهر وكأنه الرجل الوحيد الذي يحمل كل هذه الوسامة بعينيه الرمادية ذات اللمعة الغريبة ونظرته الساحرة خصلاته السوداء التي تمتزج بالبنية أنفه الحاد وشاربه الذي يخفي معظم شفتيه بلحيته النامية وتفاحة آدم البارزة بعنقه تجعله رجل لا يقاوم
خرج جاد من المنزل بعد أن انتهى من السلامات الكثيرة والمباركات الأكثر من الأهل القابعين داخل شقتهم مع والدته وزوجة عمه ثم أطلقوا عليه كم هائل من الزغاريد التي ازعجته وجعلته يكرمش ملامح وجهه بسبب هذا الصوت الرفيع الذي يهبط على أذنه بلا هوادة
أخيرا انتهى من أهل الشارع القابع به هو الآخر ثم صعد إلى السيارة صاحبة اللون الأبيض المزينة على أكمل وجه لتليق بعروس الليلة جلس في المقعد الأمامي جوار سمير الذي تولى مهمة القيادة وانطلقوا بها إلى صالون التجميل المتواجدة به العروس وخلفهم سيارة سوداء يقودها عبده وأخرى خلفها يقودها حمادة وبعض الدراجات الڼارية التي أتوا بها أصدقاءه ليفعلوا جو حماسي وينشرون الفرحة في هذه الليلة
وصل إلى الصالون بعد مدة تقدم
إلى الداخل وحده وهو يحمل على يده باقة من الورود لونها أبيض هادئ ومظهرها رائع ابتسمت له إحدى العاملات وهي تفتح له الباب فتقدم إلى الداخل بينما في الخارج أخذ أصدقاءه يفعلون حركات دائرية بالدراجات الڼارية وصوت إنذارات السيارات والدراجات يرتفع وهم يصفقون بحرارة والابتسامة تكاد تخترق وجوههم
تقدم إلى داخل الصالون ليقف في منتصف الصالة وخرجت إليه مريم مبتسمة بسعادة وخلفها رحمة نظر إليهم والابتسامة على وجهه ولم يفكر في أي شيء غير أنه يريد رؤيتها!
أشارت إليه العاملة بهدوء ليتقدم منها يسير بهدوء إلى أن وصل إلى الغرفة المتواجدة بها حبيبته فتحت له الباب فدلف إليها والتوتر يحاول التغلب
متابعة القراءة