ندوب الهوى

موقع أيام نيوز

على المقعد تاركا الطاولة ليغسل يده وتوجه لصنع الشاي لهما وهو في المطبخ 
صاح من المطبخ بصوت عال قائلا
هعمل شاي
صاحت هي الأخرى مقابلة له بصوتها العالي ليستمع إليها قائلة
مش عايزة
ثم وقفت على قدميها وجمعت كل ما على الطاولة من أطباق ووضعتها على تلك الصينية ونظفت المكان بمهارة في دقائق أخذت الصينية إلى المطبخ لتنظيف ما عليها من أطباق فخرج هو وبيده كوب من الشاي قائلا بجدية وهو يتوجه إلى الخارج
هشرب الشاي في البلكونة
أومأت إليه برأسها فخرج وبقيت هي في المطبخ تنظف الأطباق الذي كانوا يأكلون بها وتعيد ترتيب المطبخ مرة أخرى 
بقيت به ما يقارب الربع ساعة ثم ذهبت إلى الخارج لتمر على الصالة وجدته يجلس على الأريكة مستقيم في جلسته وبيده كتاب القرآن الكريم ينظر به بعينيه ويتمتم بشفتيه ما يقرأه ووجه خاشع ثابت بوضوح ابتسمت وهي تتقدم منه ثم جلست بجواره ومالت برأسها عليه لتنظر إلى ما يقرأ وجدتها سورة الكهف أعتدلت في جلستها وبقيت تنظر إليه بحب وراحة كبيرة اجتاحت جسدها وخلدها وهي تراه على هذه الوضعية وداخلها تقول أن الحمد لا يكفي على هذه النعمة الكبيرة من الله لقد وهبها شخص لن تجد مثله ولن يكون هناك مثله من الأساس ومهما حدث ومهما فعل يبقى جاد الله الذي حقا ېخاف الله وقبل فعل أي شيء يفكر به وبعواقبه ونتيجته 
دائما يبتغي رضاء الله عليه وعلى حياته ويرضي والديه ليرضا الله عليه يتقرب منه ويريدها أن تتقرب منه أكثر لتكن الدنيا بالنسبة إليهم جنة الأرض ومن بعدها يخلدون في جنة السماء 
ترك كتاب الله على الطاولة أمامه بعد أن تصدق واستدار برأسه ينظر إليها فابتسمت بحب وشغف كبير قابلته به قبل أي شيء وهي تعترف قائلة
أنا بحبك أوي يا جاد مستحيل تتخيل أنا بحبك قد ايه ومن امتى
أقترب منها وهو يأخذ يدها ورفعها إلى فمه يقب لها بحنان معقبا
وأنا بحبك أكتر يا روح جاد وبردو مستحيل تتخيلي من امتى
استغربته ونظرت إليه باستفهام متسائلة بوضوح وكلماتها ليست الوحيدة التي تتسائل
إزاي مش فاهمه! أنت بتحبني من زمان 
أغمض عينه اليسرى ومط شفتيه قائلا بمرح
أنت الأول يلا قولي بتحبيني من امتى بقى يا شقية
أخفضت وجهها إلى الأسفل وهي تبتسم وتتذكر هذه الذكرى البعيدة منذ عامين تقريبا رفعت
رأسها إلى الأعلى ونظرت إلى داخل عينيه بعمق وهي تقول
من يوم ما رجعتلي شنطتي اللي اتسرقت
ضيق ما بين حاجبيه وهتف سريعا باستنكار متذكرا ذلك اليوم جيدا الذي كان منذ عامان 
من سنتين 
أومأت إليه برأسها والابتسامة لا تفارق ثغرها الوردي مكملة بحب وعشق اخترق قلبها
آه من سنتين شوفت جاد أبو الدهب اللي حسيته فتى أحلامي يمكن كنت قدامي طول الوقت بس عمري ما فكرت فيك أو حتى في غيرك بس فجأة ومرة واحدة حسيت إني بحب جاد خطڤني وخطڤ قلبي مرة واحدة لقيتك الراجل اللي بتمناه شهم وجدع حنين وراجل ملو هدومك حبيت تفاصيلك وكل حاجه فيك بقيت كل يوم بحبك زيادة عن اليوم اللي قبله 
حرك جاد عينيه الرمادية عليها وهي تتحدث بكل هذا الشغف والحنين إلى ما مضى وتلك اللمعة الغريبة والواضحة بعينيها كلما تحدثت
بس في نفس الوقت كنت بحاول إني أبعد وأحافظ على نفسي بخاف ربنا أوي يا جاد وكل ما كنت أفكر فيك ابقى كأني عملت ذنب كبير وبخاف أكتر لو مكنتش من نصيبك يبقى ذنب أكبر
ابتسمت بسخرية وتجعد جوار عينيها وهي تسترسل حديثها
كنت في كل صلاة ادعي تكون من نصيبي وأكون من نصيبك
وأحيانا كنت بدعي إني أبطل أحبك 
قاطعها وهو يتسائل باستغراب لما قالته للتو
ليه 
ابتلعت ما بجوفها متحدثة بصدق وجدية وهي تنظر إلى عينيه التي يحق لها النظر وقتما شاءت
يعني زي مرة من المرات لما عرفت أنك هتخطب ولما كنت بحس أنك مش ليا كنت بدعي إن ربنا ينزع حبك من قلبي بس سبحان الله كان دايما بيزيد وكل يوم أحبك أكتر عارف كل الفترة اللي فاتت دي كان نفسي بس تأكدلي إنك بتحبني بكلمة واحدة كنت خاېفة تكون مجبور على الجواز مني وشوية أفرح وانسى وشوية مقدرش انسى
ابتسمت بسعادة غامرة وأصبح هناك غمامة دموع خلف جفنيها وهي تقول مكملة
لحد امبارح بس الكلمتين اللي قولتهم طلعوني السما أنا بحبك أوي يا جاد بحبك ومقدرش استغنى عنك أبدا مقدرش استغنى عن حنيتك وخۏفك عليا وغيرتك كمان
ابتسم باتساع عندما وجدها تقول آخر كلماتها بضجر واضح يا له من قدر مكتوب حقا منذ عامين وهي تفكر به وتحبه أيضا والإنسان يكتم ما يشعر به داخله ليظل الآخر يتعذب ويتعذب معه هو يقول إن هناك غيره وهي كذلك هو يقول أنها لا تريده وهي كذلك وشكوك داخل الرأس تولد وفي النهاية لا يريد غيرها وهي لا تريد غيره السبب الوحيد في ذلك هو الصمت والكتمان لو كان تحدث منذ البداية لكان عاش
تم نسخ الرابط