ندوب الهوى
المحتويات
نفس المعاد الله
أبصرها بجدية وتحدث بحزم وهو يأخذ مفاتيحه
مش جعان قولت
أخبرته بعناد وهي تأكد أنه يريد أن يأكل حتى يرضخ لها ويبقى ليتناول الطعام كي لا تشعر بالذنب لأنها من ازعجته وجعلته يذهب
إزاي مش جعان إحنا فاطرين الصبح الساعة سبعة مع بعض وإحنا دلوقتي الساعة أربعه معقول مش جعان
بجدية شديدة تحدث وهو يومأ برأسه
أكمل حديثه وهو ينظر إليها بعينيه الرمادية بتركيز ونبرته تحمل حنان ورجولة لا تصف حتى وهو غاصب منها
أنا نازل الورشة عايزة حاجه من تحت وأنا راجع
استدارت لتذهب مرة أخرى إلى داخل المطبخ وأجابته بجدية وبساطة وهي تبتعد لأنه ازعجها هو الآخر
لأ شكرا هبقى أنزل مع ماما فهيمة
وقف مكانه ينظر إليها وهي تستدير وتتحدث بهذه الثقة الكبيرة عن نزولها مع والدته! أردف متسائلا باستنكار
أدارت جسدها مرة أخرى بعد أن استشعرت في نبرته الاستنكار أو الرفض ربما وتحدثت بهدوء ولين
عادي أنا وهي اتفقنا ننزل سوا نجيب شوية طلبات
أردف بجدية لا تحتمل النقاش وهو يتقدم منها خطوة واحدة يستند بيده على ذلك الكومود الكبير عند الباب
مفيش نزول ابقي اكتبي اللي أنت عايزاه في ورقة وأنا هجيبه
أنا عايزة أنزل يا جاد فيها ايه دي كمان
ابتسم بسخرية أمام وجهها ثم لاحت الجدية مرة أخرى عليه وأردف مجيبا إياها بحب ومعه نبرة رجولية خشنة
فيها أنك تطلبي وأنا أنفذ ولما معملش كده أبقي انزلي براحتك لكن طول ما أنا موجود متنزليش تشتري حاجه كله هيجيلك لحد عندك
على فكرة وأنا في بيتنا كنت أنا
اللي بقضي طلبات البيت وأنت عارف كده
تهكم عليها ثانية وهو ينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بوضوح مردفا بقوة وجراءة
والله لو كان ليا حكم عليكي كنت حبستك في البيت أصلا فكرك يعني مش عارف وساخة نص البياعين ولا بصاتهم للستات
جاد!
نعم
ابتسمت وهي تطلب منه بدلال
أقعد اتغدا معايا
نظر إليها بجدية ومن هنا ومن هذه النظرة التي ترتسم على وجهها وتغيرها للحديث علم أنها تتفهم جيدا لما هو مزاجه معكر هكذا! تتلاعب به ربما أو هو مخطئ ليس مخطئ!
بالهنا والشفا يا هدير قولتلك مش جعان ده غير أن عندي شغل في الورشة ولازم أنزل علشان عبده وحمادة مش تحت سلام
خرج من الباب ثم أغلقه خلفه بهدوء وهو يفكر في نظرتها البريئة المماثلة لنظرة الأطفال عندما تريد منك شيء لا تريد تنفيذه حقا من لا يعرفها يعطيها شهادة الأولى في الرقة والهدوء ومن يعرفها يعرف كيف تحمل داخلها شراسة لا نهاية لها وكأنها وحش كما لقبها حقا هي كذلك متشكلة تستطيع أن تفعل ما تريد أن كان يأتي باللين أو الجدية بالضعف أو القوة
تستطيع أن تتشكل في الثانية الواحدة خمسون مرة وفي كل مرة تحمل اختلاف لا يوصف يجعلك تنبهر بها هو منذ قليل كان غاصب بشدة لما شاهدها به ومازال إلى الآن غاصب ولكن هذا ليس من طباعه ولا بحبه أبدا يريد الهدوء ويحبه ويفكر كثيرا في كل شيء يريد أن يفعله كان يود أن يعاتبها على فعلتها ولكنها لم تبدي أي ردة فعل تشعره بأنها مخطئة بل تظهر وكأن لم يحدث شيء ولم يراها تقف مع رجل غريب عنها
على
الرغم من أنها لا تفعل هذا أبدا وهو يعلم ذلك جيدا ولكن الأمر ازعجه وجعله يشعر بأنه لا فرق لديها من الأساس فاختار أن يصمت إلى أن يرى متى ستشعر بأنه منزعج منها هي ومن خطأها الذي لا تراه من الأساس أو تراه وتتغاضى عنه أو حتى تعانده به
نظرت في أثره بذهول وهي تحاول استيعاب ما الذي حدث!
لقد رحل! تعتقد أنه حقا منزعج منها بشدة لما لم تغير له الأمر هذه الغبية! لما تركته يذهب دون طعام ودون أن تطيب خاطرة وتجعله يتفهم موقفها! لما جادلت وأكملت هذه اللعبة السخيفة منها! ما الذي كانت تظن أنه سوف يفعله يثور عليها يتسائل بحدة وعصبية ليظهر غيرته عليها أنها حقا غبية لقد انتظر منها تفسير لما حدث ورأته بعينيه وهو يطالب به ولكنها تجاهلت ذلك وأكملت بسخافة لتزعجه وتجعله يشعر بالغيرة أكثر
غبية! ازعجته وهو لا يستحق منها هذا
في مكانها المعهود خطت خطوتها الأولى لتتقدم إلى الداخل في الفراغ الواسع والهواء الطلق المباشر من السماء الذي عبث مع حجابها الملتف بأحكام على رأسها ويتدلى طرفه أمام جانب صدرها دلفت مريم إلى السطح وبيدها الهاتف تضعه على أذنها تتحدث مع سمير بابتسامة عريضة مرتسمة على شفتيها
متابعة القراءة