ندوب الهوى
المحتويات
الهاتف ناظرا إلى شاشته بنصف عين من أثر النعاس وضعه على أذنه قائلا بنعاس وصوت خاڤت حتى لا تستيقظ زوجته
أيوه يا سمير مالك
أتاه صوت سمير الواضح منه أنه لم ينم من الأساس وقال بجدية لأول مرة هو يطلبها منه بل كانت هذه مهمة جاد
قوم يا جاد نصلي الفجر
على الرغم من استغراب جاد لهذا ولكنه ابتسم بسعادة لأن ابن عمه بدأ بالتقرب الحقيقي إلى الله ولكنه أردف بصوت منهك خاڤت
هتف سمير هذه المرة بإلحاح قائلا
معلش يا جاد أنزل هنصلي وهكلمك في موضوع مهم وضروري
زفر جاد نفسه بهدوء وهو يجيبه بالموافقة ثم أغلق الهاتف ووضعه مكانه أخذ يده من أسفل رأسها تاركها على الوسادة ثم أبتعد عنها ساحبا ذلك الغطاء الخفيف من آخر الفراش وقام بفرد طويته ليغطي جسدها المكشوف به
بعد انتهاء صلاة الفجر وخروجهم من المسجد سويا ليعودوا إلى
منازلهم سار سمير جوار جاد بتوتر وتردد في أن يتحدث لا يدري لما ولكن قلبه يخفق پعنف بسبب مصارحته لأحد غير نفسه بحبها لأول مرة
سأله جاد باستفهام وهو يسير جواره عن ماذا كان يتحدث
ضړب سمير حجارة صغيرة بقدمه بقوة وهو يسير في الشارع ونظر إليه بتردد هاتفا بنبرة هادئة قليلا
موضوع يخصني يا جاد
رفع جاد نظره إليه وعينيه متسعة على ذلك الغبي الذي يهتف بشيء يخصه! وما هو إذا سأله مرة أخرى مستنكرا بضجر
أيوه ايه يعني مالك
أخذ نفسا عميقا وهو يسير بهدوء وتروي جواره كي لا يصلوا قبل انتهاء الحديث بينهم ألقى ثقلا من على صدره مرة واحدة قبل أن يتردد مرة أخرى
ابتسم ابن عمه بغرابة من تصرفاته الغير طبيعية بالمرة ف سمير لم يكن هكذا يوما ولم يتردد بأخبار جاد أي شيء عنه! رفع حاجبه الأيمن وهو يستدير بوجهه ينظر إليه قائلا بصوت جاد
وأنت مالك كده ياض خاېف ووشك مخطۏف ما تفرح دا يوم الفرح كله لما تتجوز وتنقل فوقي أنت ومراتك
ابتسم سمير بتهكم وكأن جاد سيمانع عندما يعلم هويتها
استنكر جاد حديثه بالفعل هذه المرة أكثر وعينيه الرمادية تنظر إلى الطريق ولكنه يفكر بهذا الأبلة سأله بهدوء
هتكون مين يعني
وضع يده في جيب بنطاله وأخرج علبة سجائره بقوة ومعها القداحة وضعها على فمه وأشعلها ثم أخذ يدخنها بشراهة وكأنه يهرب من الإجابة على ابن عمه لسبب لا يعرفه ولكنه على أي حال أجابه بفتور مصتنع
مريم أخت مراتك
مريم!
نطق اسمها باستنكار بعد أن وقف في منتصف الطريق وكأن قدميه ثبتت هنا واجتاحته الصدمة بسبب إظهار سمير هوية من يحبها هو لا يمانع ذلك ولكن منذ متى من الأساس لم يشعر أبدا أن سمير يميل بقلبه إلى شقيقة زوجته! و سمير لم يظهر هذا أبدا كيف هكذا
وقف الآخر جواره وهم على مقدمة الشارع الخاص بمنازلهم ناظرا إليه بجدية شديدة وملامحه تتحدث بالصدق قبل أن تقوله شفتيه التي أردفت بقوة
أيوه مريم يا جاد أنا بحبها بحبها وعايزها في الحلال زي ما أنت عملت بالظبط
أردف مجيبا بجدية بعد أن فكر بالأمر قليلا
مفيش مانع يا سمير بالنسبة ليا أنا موافق جدا كمان مريم بنت محترمة ومتربية وهتصونك بس الكلام
ده مش أنا اللي أقوله دا لازم يكون من عندهم هما وهي بالأخص
نظر إليه بعينين خائفتين من القادم أخذ يتحرك مرة أخرى في الشارع سيرا وفعل الآخر مثله لم يستطع أن يخفي ذلك الخۏف القابع بداخله بعد كلمات جاد فسأله بقلق ولهفة ظاهرة
أنت شايف أنها ممكن ترفض
مط شفتيه للأمام بعدم معرفة لما يقوله وأردف مجيبا وهو يستنتج بالمواصفات التي أمامه وما يعرفه
أنا مش عارف بس يعني هترفض ليه أنت عندك المواصفات اللي أي واحدة تتمناها شاب كويس ومحترم وعنده شغله وبيته
مرة أخرى بقلق أكبر تسائل وهو ينظر إليه مضيقا عينيه عليه بتدقيق منتظر إجابة منه
وسني
وصل كلا منهما أمام أبواب منازلهم المقابلة لبعضها البعض فوقف جاد يفكر بهدوء ثم استرسل قائلا بجدية واستنتاج توصل إليه
ماله سنك! علشان أنت عندك تمانية وعشرين وهي عشرين بس يعني معتقدش أنها ممكن ترفض علشان سبب زي ده يا سمير على العموم اللي فيه الخير يقدمه ربنا
تحدث بآخر جملة بهدوء وهو
متابعة القراءة