ندوب الهوى
المحتويات
تربيتي أنا والحج رشوان ده الحيلة
تساءلت هدير باستنكار وهي تستند بظهرها إلى رخامة المطبخ
هو صحيح انتوا خلفتوا جاد بعد تسع سنين
أجابتها بجدية شديدة وهي تحمد ربها على هذه النعمة الذي من عليها بها وأكملت حديثها بجدية ولهفة لرؤية صغار ولدها
أيوه بس الحمدلله دلوقتي نحمد ربنا ونشكر فضله وشدوا حيلكم انتوا بقى مش عايزين تأخير عايزين قطط صغيرة كتير كده تلعب حوالينا
إن شاء الله
نظرت إليها فهمية باستغراب لعدم رؤية حماسها فصاحت بجدية وحزم متسائلة
اوعي تكوني مش ناوية وتقوليلي التعليم وابصر ايه
أجابتها هدير بصدق خالص ونظرة بريئة من عسلية عينيها الصافية
لأ لأ والله أنا سيباها على ربنا واللي هو عايزه هيكون
رفعت غطاء القدر وهو على الموقد وسارت تقلب محتوياته بالملعقة الكبيرة وهتفت قائلة
مرة أخرى تسائلت هدير بفضول
هو سمير وجاد أخوات راضعين على بعض قصدي
ابتسمت فهيمة باتساع وهي تتذكر
تلك اللحظات التي مضى عليها أكثر من ستة وعشرون عام
أيوه أم سمير سابته معايا وهو عمر سنة وراحت مشوار مع الحج عطوة وفضل هو زن زن طول عمره زنان الواد ده وكان جاد عمر سنتين ولسه بياخد لبن طبيعي فقومت مرضعة سمير
ده شكل جاد طلع
وقف على عتبة باب المطبخ جوارها وغمز إليها بعينيه بخفه ثم أردف وهو يشاكسهم بمرح
يا مساء الفل على أجمل اتنين في الدنيا
استدارت والدته تنظر إليه بسخرية وهتفت قائلة مبتسمة
رفع يده وأشار إلى نفسه بطريقة درامية وكأنه حزين ثم ابتسم وهو ينظر إليها
بقى أنا بكاش يا أم جاد دا أنا الحيلة يا أم جاد
بس يا واد بقى الله
نظر إلى زوجته التي كانت تتابع الموقف بينه وبين والدته بابتسامة عريضة وأردف وهو يمسك بزر القميص الذي جذبه منذ لحظات ليقع بيده عن عمد
هدير زرار القميص انقطع تعالي خيطيه
طب خمس دقايق بس هشوف صينية المكرونة
غمز إليها وهو يقترب ويذهب إلى الداخل قائلا
تعالي بس والحجة هتشوفها
فتحت والدته الثلاجة ونظرت إليه من خلال بابها وهي تتهكم عليه وقد فهمت أنه يريدها لغرض آخر
زرار بردو يسطا جاد روحي روحي ياختي شوفيه عايز ايه
لأ بس هشوف
تقدم منها ثم جذب يدها وخرج بها من المطبخ بقوة وهو يلعن ذلك الرأس اليابس
ما قالتلك روحي بقى الله
رأته يأخذها باتجاه غرفة نومه هنا فامتنعت وقد فهمت ما الذي يريده وفهمت أيضا ما الذي كانت تتحدث عنه والدته فقالت باحتجاج
في ايه يا جاد ماينفعش كده
دلف بها إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة ودفعها خلفه لتواجه الباب بظهرها فاقترب منها بشدة قائلا بصوت خاڤت
هو ايه ده اللي ماينفعش
هتفت باسمه بلين ورقة لتجعله يتركها تذهب للخارج حتى لا تحرج أمام والدته ولكن أتى ذلك بنتيجة أخرى
جاد
أمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه يقب برقة وحنان بالغ والشغف داخله نحوها يزداد يوما بعد يوم تحدث بحب وحنان
وحشتيني يا عيون جاد
ابتسمت بخجل وهي تنظر إلى رمادية عينيه الخلابة التي تجذبها إليه من نظرة واحدة وأجابته بلين ورقة بالغة وهي ترفع كف يدها الأخرى إلى وجهه تتحس س وجنته اليسرى بيدها بحنان وطريقة جعلته مچنونا
وأنت كمان على فكرة
ثم عاد للخلف قائلا بنبرة رجولية خبيثة
خمسة استراحة بقى قبل الحج ما يوصل!
امتنعت وحاولت أبعاده عنها لتخرج إلى والدته حتى لا تتأخر عليها
لأ لأ بجد والله عيب كده
نظر إليها باستغراب وقربها منه أكثر بعد أن وضع يده الاثنين حول خص رها يق ربها منه حتى لا تبتعد
هو ايه ده اللي عيب يا مچنونة أنت أنت مراتي يا وحش
حاولت أبعاد يده بجدية وهي تتحدث بحزم مقررة أنها لن تجاريه فيما يفعل هنا بالأخص أمام والدته وربما يحضر والده
في أي وقت ليتناولوا العشاء معا
مراتك بس ده مش بيتنا وبعدين أبوك زمانه جاي علشان نتعشا أبعد بقى الله يخليك زمان ماما فهيمة بتقول علينا ايه دلوقتي
ضحك بقوة أمام وجهها وأقترب منها يحرك أنفه أمام أنفها وهو يلام سها وهتف بقوة وداخله طاقة مكبوتة يريد إخراجها الآن عليها
هتقول عرسان عرسان
زفرت بحنق وضيق شديد وهي لا تصل إلى فائدة من الحديث معه
يوه يا جاد أبعد بقى كده
تعالي أنت بس كده
ابتسم بمرح وجذبها إلى داخل الغرفة بخبث ومكر شديد تحلى به لينال منها ما يريد فحاولت أن ترفع صوتها وهي تبتعد عنه بقوة خائڤة من أن يأتي والده الان أو تناديها والدته
على فكرة بقى لو طلع صوتك هتقول
علينا كتير
زفرت بوجهه بضيق وانزعاج شديد فابتسم بوجهها محاولا ارضائها معبرا لها عن كم الاشتياق بداخله لها وكم يريد عناقها ووجودها معه الآن
فمالت رأسها ناحيته عندما استمعت
متابعة القراءة