ندوب الهوى

موقع أيام نيوز

غبي متهور ومستغل بل طامع وبشدة لما يطلب أموال كثيرة كهذه هل يقوم بعقد صفقة! 
انزعجت هدير بشدة وشعرت بالضيق من فعلة شقيقها وانتظرت الرد منهم لترى إن كان على حق في ذلك 
نظر إليه عطوة باستغراب شديد هل يتحدث عن الإنفصال وهم في الإتفاق! هل هو أبلة إنه لا يفرق معه المال إن كان كثيرا أو قليلا ولكن ما يفرق معه حديث هذا الأبلة وطلبه هذا في الأساس مبلغ كهذا ليس قليل
بل إنه كثير للغاية فهي لن تأتي باشياء بهذا الثمن 
ابتسم رشوان بهدوء وعقلانية وهو يعلم ما الذي يريده جمال وعندما وجد شقيقه صمت أردف هو قائلا بلين
اللي أنت عايزة يا جمال المهم الولاد يفرحوا
أكد جمال دون أن يبتسم حتى قائلا
إن شاء الله هيفرحوا ويتهنوا
اتكأ رشوان على عصاه وهو ينظر إلى جاد و سمير الذين يجلسون بصمت في حضوره منتظرين إتمام ما اتفقوا عليه قبل أن يأتوا إليهم
الفرح إن شاء الله يبقى بعد ما العروسة تخلص السنة دي على خير يكون سمير جهز شقته وانتوا كمان لو فيه حاجه نقصاكم
أردف قائلا بجدية
على خيرة الله
ابتسم سمير عندما استمع إليه يهتف بهذه الكلمات ورأى الأمر يسير بهدوء بسبب حضور عمه وحديثه هو و جمال فلو كان أحد آخر لم يكن يستطيع التخلص من جمال وحديثه الغريب دائما ولكنه يقصر المسافات ويجعله يأتي بالمفيد فقط 
يبقى نقرا الفاتحة
ابتسم جاد وهو ينظر إلى سمير الذي هتف بحماس وفرحة رفع الجميع أيديهم أمام وجوههم يقومون بقراءة الفاتحة لتكن هكذا تمت خطبة مريم و سمير 
بعد أن مر قليل من الوقت عليهم ذهب سمير ومعه جاد وزوجته وشقيقتها إلى أحد محلات والده ليأتي إليها بالذهب 
وفي أثناء خروجهم ذهب جمال إلى الخارج ومعه والد جاد و سمير وتبقى والدة هدير و فهيمة ووالدة سمير أيضا في المنزل وامتنعوا عن الذهاب معهم تاركين جاد و هدير فقط ليجلسون سويا جلسة يستمتعون بها بحكايات الزمن الذي مضى عليهم منتظرين عودة أبنائهم بالحلى الخاص ب العروس مريم
بعد انتهاء هذه الليلة بسعادة على الجميع بقيت هي الوحيدة المشغول بالها مما استمعت إليه وما حدث أمامها 
لقد انزعجت حقا بسبب طلب شقيقها الغبي لم تكن تعلم أنه سيفعل هذا لو تعلم لما وافقت من الأساس ألا يدري أنه تزوجها ليبعد مسعد عنها ألا يدري أنه فعل هذا لأجل أن يصمت الجميع ولا يتحدث أحد بالسوء عنها ألا يدري أن فعلته هذه آتية بسبب أخلاقة الكريمة وشهامته معها ألا يدري أن هذا تعاطف والده هو الآخر وشفقته عليها 
نظرت إلى جاد جوارها على الفراش كان ينام ممدد على ظهره يضع قدم فوق الأخرى ممسكا هاتفه يتصفح ما به بينما هي جالسة في مكان نومها على الفراش تنظر إليه من الحين إلى الآخر وتود الحديث معه 
شعر بأنها تود الحديث بعد نظراتها المترددة هذه لم يتحدث وبقي مثلما هو منتظرا منها البدء فيما تريد حتى لا يكون مشوش لافكارها وتكون هي من تحدثت وقالت ما تريد 
لحظات واستمع إليها تهتف بصوت خاڤت وهي تستدير في جلستها لتنظر إليه بعينيها العسلية الصافية التي تحمل داخلها براءة تعاكس شراستها بقوة
أنا عايزة اسألك عن حاجه
رفع نظرة من الهاتف بل أغلقه كليا وتركه على الكومود جواره بعد أن جلس نصف جلسه متكأ على الفراش بيده ينظر إليها
اسألي
ابتلعت تلك الغصة التي اشعرتها بمرارة العلقم بحلقها ونظرت إليه بخجل قائلة وهي تضغط على يدها بقوة
أنت ليه مقولتليش إن جمال هو اللي طلب مبلغ الدهب
كان يشعر أنها ستتحدث عن هذا نظر إلى يدها التي تضغط عليها ثم أعاد نظرة إليها مردفا بلين وحنان لم تعهد على
مثله إلا من والدها
مكنش هيفرق في حاجه سواء إحنا اللي قولنا ولا جمال وبعدين مية ألف يعني مش مبلغ فظيع للدرجة دي أنت شوفتي جابوا ايه دول كام جرام دهب يعني
هتفت بضعف وقلة حيلة ومرارة الفقر تعكر صفوها أمامه بينما تنظر إلى داخل عينيه بعمق
المبلغ مش كبير بس كتير عليا
أمسك بيدها التي تضغط عليها واضعا إياها بين كفيه بحنان وهدوء وأردف وهو ينظر إليها بحب وشغف
لأ قليل وقليل أوي كمان فلوس الدنيا بالدهب اللي فيها قليل عليكي يا هدير أنت تتقدري بأغلى من كده بكتير
نظرت إليه بقليل من الاستغراب هل هذا غزل أم اعتراف بالحب بطريقة غير مباشرة هل هذا تقديره لقيمتها! لقد أصابها بالحيرة من حديثه الدائم المستمر بالعبث بها ومعها تساءلت مرة أخرى بعد أن استكملت الحديث معه
بس أنت كمان مقولتليش على فلوس القايمة
حاول جاد أن يبتعد عن الحديث في هذا الأمر فحوله إلى حديث ساخر يهتف بتهكم وسخرية
وهو يبتسم قائلا باستنكار
اوعي تطمعي وتطلقي وتاخدي الفلوس مني
نظرت إليه بجدية شديدة ولم تأخذ حديثه على محمل المرح بل أخذته على محمل الجدية التامة واستنكرته بشدة بل وشعرت بالضجر أيضا لمجرد تخيل أن
تم نسخ الرابط