ندوب الهوى

موقع أيام نيوز

عليه ولكنه لن يتركه وجدها تعطي ظهرها إليه وهناك من يقف أمامها يوثق اللحظة
بتلك الصور الفوتوغرافية لم يكن يظهر منها أي شيء سوى أنه يرى فستان الزفاف! 
تقدم مرة أخرى بقدمه ودقات قلبه تزداد عڼفا وقوة بينما يده تقبض على الورود بشدة وعينيه مثبته على ظهرها هل الموقف صعب! أو أنه لا يستطيع المواجهة
ابتسم وهو ينظر إليها كما طلب منه المصور ثم تقدم وتقدم وكان داخله يعد خطوات قدمه التي ستوصله إليها يا له من ساذج 
سار ليقف أمامها ولينظر إلى وجهها! وجهها الذي سلب منه عينيه غاية في الجمال والرقة وجهها وكأنه وجه طفلة صغيرة لا تعرف منحنيات الحياة لم ترى خبث البشر وخداعهم كل يوم يرى بها الجمال وكأنها أول من عرفه 
نظر إلى وجهها وعينيه تتوجه به دون كلل أو ملل ينظر إلى عينيها العسلية التي لم تغير لونها في مثل هذه الليلة بل بقيت على وضعها الساحر يزينها كحل أسود جعلها بارزة برسمه رائعة وذلك النمش الذي يظهر مثلما هو في وجهها يبدو أنها لم تغير أي شيء أنه يزيدها جمالا فوق جمالها برقته ولونه البني الهادئ 
والشيء الوحيد الذي تغير في وجهها هو لون شفتيها لقد حملت اللون الكشميري الهادئ لتكن هذه زينتها في هذا اليوم وهذه الليلة التي لا تعوض وكانت غاية في الجمال والرقة دون أن تضع كثير من المستحضرات التجميلية التي ليس لها أي فائدة سوى أنها تعصي الله بها بحجة أن هذه ليلة العمر وعلينا أن نفرح بها قدر الإمكان 
أخفضت عينيها بخجل عنه بعدما رأت نظرة المصور لهما وهو مثلما هو لم يتحرك أو يبعد عينيه ربما نسي أين هم وأكمل النظر إليها وهو يرى حجابها الذي أظهر وجهها فقط وفستانها الرائع فستان الزفاف لقد كان كبير للغاية ويأخذ مكان كبير بأكمام طويلة إلى المعصم به كثير من اللؤلؤ اللامع من بداية صدره إلى نهاية قدميه يهبط باتساع من الخصر يعطي مظهرا رائع له حيث أنه من الخلف طويل 
رفعت وجهها إليه مرة أخرى وأشارت إليه بعينيها ليتحرك فكانت العاملة وقفت لتنظر إليه وهو يبحر في مظهرها بعيون براقة تظهر لها الحب وجلس المصور بعد أن أخذ الكثير من اللقطات وهو ينظر إليها منتظرا أن ينتهي ويتحرك 
قدم إليها جاد باقة الورود بعد أن تنحنح بخشونة والابتسامة تغزو شفتيه بقوة وقلبه لا يستطيع التحكم بنفسه وبدقاته من كثرة الفرحة التي تجتاحه أخذتها منه ونظرت إليهم بابتسامة هادئة ثم رفعت نظرها إليه ليميل عليها مقبلا رأسها قبلة مطولة بحنان وحب بالغ طبعه في هذه القبلة متمتما بالمباركة بصوت هادئ 
ثم وضع يدها بيده وتوجه بها إلى الخارج وأخذت مريم تطلق الزغاريد بصوت بشع لأنها لا تدري كيف تفعلها من الأساس ولكن فعلتها لأجل شقيقتها فقط 
كان الزفاف في قاعة كبيرة وكل ما بها كان يليق ب جاد أبو الدهب وعائلته تواجد الأهل جميعا والجيران والأصدقاء وكل من كان يعرف جاد و هدير ومن يخصهم امتلئت القاعة بحضور كثير من الأشخاص لدرجة أنه لم يعد هناك مكان بها 
قام أصدقاءه بتقديم التهنئة له على طريقتهم الخاصة والتي كانت عبارة عن اهتزاز القاعة بمن فيها من كثرة الرقص والحركات الذي فعلوها معه 
جعلوه يرقص معهم والفرحة تتطاير من وجهه إلى وجوه الجميع وقلبه يرقص قبل منه على حلم قد تحقق غاب يحلم به لسنوات 
نظرت إليه من بعيد وهي جالسة في المكان المخصص للعروسين الكوشة ممتنعه عن الرقص أمام كل هؤلاء الناس كما فعلت في يوم الشبكة أملت عينيها منه ومن وسامته التي لم تراها من قبل 
ظهر في هذه الحلة أفضل بكثير من أي يوم آخر لابد من هذا أليس يوم زفافه وزعت نظرها على حركاته المضحكة هو وأصدقاءه وهي تبتسم تنظر تارة إلى وجهه وعينيه الرمادية التي تمطر فرح وسعادة يظهران للأعمى وتارة تنظر إلى جسده الرياضي الذي أحبته للغاية هو وعنفوانه المخفي 
لقد أصبح زوجها حقا! إنها إلى الآن لا تصدق لقد كان حلم بعيد يحلق في الأفق تحلم به كل يوم وتدعوا أن تتلاقى النجوم معه مقررة جمعهم سويا ليحدث ذلك بعد عامين
من الدعاء المتواصل وليكن لها نصيب به بقدرة من الله عز وجل 
أغلق الباب
خلف شقيقتها وآخر من خرج من عش الزوجية الخاص بهم بعد انتهاء ليلة العرس الطويلة التي استمرت إلى الساعة الواحدة والنصف صباحا ولو بقيت أكثر لكان الوضع استمر ولكن والده أنهى الليلة إلى هنا ليرتاح الجميع 
دلف إلى الداخل مرة أخرى بخطوات ثابتة واثقة تقدم إلى داخل غرفة النوم ليراها تقف أمام المرآة بخجل شديد وربما جسدها يرتجف! ليس هناك داعي لكل ذلك تنحنح بخشونة ودلف ليقف خلفها ناظرا إليها عبر الماء ثم قال بأريحية ومرح ليبث الأمان والراحة بها
بصي بقى أنا واقع من الجوع هتوكليني ولا أروح عند أمي
ابتسمت
تم نسخ الرابط